10- أمل .. وألم !
عندما دخلت مارشا الى غرفتها سارت الى الاريكة وجلست عليها ثم بقيت دقائق طويلة في حالة ذهول . واخيرا نظرت الى ساعتها فكانت الواحدة صباحا . عليها ان تخلد الى النوم لكنها ما زالت عاجزة عن الحراك .
عندما رن الهاتف بعد ذلك بـ 5 دقائق لم يخطر في ذهنها سوى اسم واحد .. تايلور . لذا تملكتها خيبة امل حين سمعت صوت جيف يقول :
- مارشا . اهذا انت ؟
- ومن غيري سيكون هنا الساعه الواحده صباحا ؟ ما الذي جعلك تتصل في هذا الوقت ؟
- آسف لأنني ايقظتك .. لدينا امر باهر بالنسبة الى قصة باكستر .ثمة رجل اعتاد ان يعمل لدى مانن دويل رئيسا للمحاسبين , وهو مستعد لتزويدنا ببعض المعلومات , ويبدو ان باكستر كان صديقه ذات يوم وقد عرف لتوه بموته . احد مخبرينا اتصل به ويبدو ان هذا سيعود علينا بفوائد. والمشكلة هي ان امكانية استغلال هذه الفرصة السانحه تبدو ضئيلة للغاية . هذا الرجل , اوزوالد ويلمور , سيذهب الى استراليا ليرى ابنه وسيبقى معه ستة اشهر لذا اذا لم نحصل على عدة وقائع الآن علينا ان ننسى الامر .
- متى سيرحل ؟
- ستنطلق الرحلة من مطار هيثرو بعد 12 ساعه من الآن .وبما ان هذه قصتك منذ البداية , لا ادري ان كنت تحبين ان تذهبي لرؤيته , والا ساغادر في الـ10 دقائق التالية . المخبرون الذين يحققون معه بحانبه الآن .
- اين يسكن هذا الرجل اوزوالد ؟
سألته بضعف , يالها من ليلة ! وكانت ظنت في بداية هذه الليلة ان اقصى عمل ستقوم به هو شرب فنجان قهوة !
- بجانب واتفورد هل تريدين ان تقومي بذلك ؟
بدا اماها وجه بينيلوب الجميل الماكر فردت بحماسه لم تكن تظن انها ستشعر بها بعد الساعه الحارقة التي امضتها مع تايلور :
- نعم
امضى جيف الدقائق الـ5 التالية يلقنها ما يجب عليها ان تعمله ولا ينبغي , ثم اخذت تدور في انحاء غرفتها تجمع كل ما ستحتاجه .
وبعد ذلك بربع ساعه كانت في التاكسي متوجهة الى واترفورد وكل الارهاق الذي كانت تشعر به تلاشى في حمى حماستها . يبدو ان اوزوالد وافق على ان يقول ما عليه قوله امام الكاميرا , وهذا سيكون سبقا صحافيا ضخما .. وفكرت مارشا لحظة في ارملة باكستر المرأة الرقيقة ذات العينين الحزينتين , راجية الا يتراجع اوزوالد في اللحظة الاخيرة .
لكن هذا ما لم يحدث ويبدو انه كان مع مانن ديل منذ البداية , وكان المؤسس صديقا شخصيا له , قبل ان يتقاعد صديقة هذا بعدة سنوات .
وبعد موته استلم ابناؤه واخذوا يسيرون بالعمل بشطل مستقيم . وكان مانن ديل حينذاك اصبح رئيس اتحاد عدة شركات ما جعله , حسب قول اوزوالد , غولا لا يهمه سوى ارضاء شهوته الى مزيد من القوة والنفوذ .
أما الاخلاق وآداب المهنة وحسن التدريب والمبادئ والضمير الشخصي , فكلها اصبحت كلمات ق1رة بالنسبة اليه .
وقال اوزوالد لمارشا على حده :
- انت ستذكرين المزايا الحسنة اليس كذلك يا عزيزتي ؟ ولا تنسي اذا اردتني ان اعود واقول أي شيء اخر فأنا مستعد . ما اسمك الثاني بالمناسبة ؟ في حال احتجت الى التكلم معك قبل سفري .
- مارشا كين .
نطقت اسمها قبل ان تنتبه , ربما لأن تايلور كان في ذهنها طوال الوقت واضافت بسرعه :
- لكن اسمي في العمل هو غوسلينغ .
فقال الرجل مقطبا جبينه :
- كين ؟ انه اسم غير عادي . لا أظن لك قرابة بتايلور كين صاحب شركة كين الدولية ؟
حدقت اليه وقالت بضعف :
- انه زوجي .
- حقا ؟ حسنا , عرفت زوجك وهو ينشئ عمله منذ كان صغيرا . قصص نجاح كهذه يتحدثون عنها في عالم الاعمال كما تعلمين . لو كان ابناء صديقي مثل كين , لما كنا هنا نتبادل الحديث الآن . انه رجل صلب لكنه عادل , لايرتكب ما يستدعي الخجل. لكنك طبعا تعرفين ذلك اكثر من معظم الناس .
وابتسم لها دون ان يعلم انه يزيد من شعورها بالذنب المحرق .
- شكرا سيد ويلمور , ولكن عليك ان تذهب الآن .
وهربت منه وكأنه الشيطان وليس ركنا من اركان مؤسسة نزيهة في السبعين من عمره .
عادت مارشا الى المكتب وعاد اليها ارهاق النهار وعاد اليها ألم الافتراق عن تايلور .
كان هذا صباح السبت وكانت مارشا تعلم ان بيكي وكثيرين غيرها ليسوا في الدوام . وكان جيف على كل حال مصمما على الحضور وانهاء العمل الذي سلمه اياها امس .
وهكذا قررت ان تكتب الملاحظات التي جمعتها ولخصتها عن اوزوالد وتتركها لجيف قبل ان تذهب الى بيتها لتنام .
ما ان دخلت الى مكتبها حتى انفتح باب رئيسها جيف واطل هو برأسه :
- تعالي الى هنا , لقد احضرت القهوة .
قال هذا باسما بمرح , كماالمفروض ان يكون فالبرنامج سيكون ناجحا . كلهم كانوا يعلمون ذلك قبل حضور اوزوالد لكن الآن اصبح نجاحه محتوما كما اخذت مارشا تفكر وهي تتبعه الى مكتبه .
- تبدين متعبه .
فقالت بجفاء :
- شكرا جزيلا . وباعتبار انني امضيت 24 ساعه دون نوم ولا طعام اظنني ابدو بأحسن حال .
لم تنظر الى المرآة منذ ساعات لكنها لم تخبره بذلك ولا بان قلة نومها والطعام ليسا هما المشكله انما رجل طويل القامة وعيناه بلون العسل الداكن .
سكب لها كوب قهوة لذيذة .
- ما هذه ؟
كان قد وضع امامها كيسا . فتحته فوجدت اربع شطائر .
واحضر لنفسه كيسا اخر وهو يقول :
- هدية من زوجتي . افترضت انك ستكونين جائعه عندما تعودين الى هنا .
فقالت متأثرة :
- ما الطفها !
- انها تظنني اجهدك في العمل .
- انها على صواب .
- اخبريني بما فعلت وبعد ذلك نشرت كوبا اخر ثم نأكل .
فقالت بأسى :
- اترى ما اعنيه ؟
عندما فرغت من سرد كل شيء له , مال الى الخلف في كرسيه ثم قهقه بصوت مرتفع :
- اود ان ارى وجه بيتلوب حين نخبرها بما حصلت عليه .
ودفع نحوها كيس الشطائر :
- والآن كلي هذا والا ستظن زوجتي ان طعامها لم يعجبك .
كانا يتناولان كوب القهوة الثاني وقد خلعت مارشا حذاءها تريح اصابعها عندما سمعا وقع خطوات في الخارج تبعتها دقات عنيفة على باب جيف جعلتها تنتصب في جلستها .
وفي اللحظة التالية كان تايلور واقفا عند الباب , كان يرتدي بنفس بذلة العشاء التي كان يرتديها في المستشفى وقد اصبحت الآن مجعده كما تشعث شعره واصبح لا يشبه تايلور بشيء .
لكن مارشا رأت فيه وسامة اكثر من أي وقت مضى .
قال بعد ان أومأ لجيف بتحية قصيرة :
- كنت ابحث عنك . لم تكوني في المطار كما ان السيدة تيب لم تكن تعلم مكانك .
- كان هناك عمل مستعجل عندما عدت من المستشفى .
لم تستطع ان تتحرك ولا ان تفكر .
- اخبرتني سوزان بكل شيء .
يبدو انه توقع منها بعض التجاوب للكنها كانت تشعر بالخدر . شعرت انها غير طبيعية , واخذت ترتجف شاعره بالبرد بجمدها حتى عظامها .
لم تجرؤ على التفكير في ان وجوده هنا كان يعني شيئا . فقد كانت في الايام الاخيرة مشوشة المشاعر بين الامال والمخاوف قبل ان تتحطم اخيرا بشكل كامل .
منتديات ليلاس
طال الصمت بينهما حتى اصبح مؤلما متوترا وتشابكت اعينهما حتى لم يستطع جيف ان يحتمل ثانية اخرى :
- كانت مارشا في واتفورد منذ الساعات الباكرة . فأرسلت زوجتي بعض الشطائر الى من يريد . هل تريد واحده ؟
ومرت لحظة ظنت هي فيها ان تايلور لن يجيب ولكن عندما استطاعت اخيرا ان تنتزع نظراتها من نظراته , التفت الى جيف وقال بصوت هادئ للغاية :
- شكرا , سآخذ واحدة .
- تفضل .
وعندما بقي تايلور واقفا مكانه ,, نهض جيف وقدم له كرسيا وضعه بجانب مارشا :
- الا تجلس ؟ كيف تحب قهوتك ؟
جلس تايلور وقد عادت عيناه الى مارشا ثم قال بذهن شارد :
- مرة من فضلك .
رغم ان عينيها كانتا مسمرتين على فنجانها , كانت واعية لكل انش من ذلك الجسد الطويل بجانبها . ثم ذعرت حين رأت نفسها ترتجف فجرعت نصف قهوتها الحارة المحرقة لكي توقف هذا الارتجاف .
بعد ان وضع جيف القهوة والشطيرة اما تايلور , قال :
علي ان اخرج دقيقة , هناك المزيد من القهوة . تعرفان كيف ..
لم يلاحظ خروجه أي منهما , كما لم يتوقع هو ذلك . وعندما اصبحا وحدهما قال تايلور برقة :
- لم اعرف الى اين ذهبت .
فقالت بصوت يشبه الهمس :
- ذهبت في عمل مستعجل .
- لا اظنك اخذت كفاية من النوم .
لم تستطع ان ترفع عينيها اليه :
- لا , لم انم مطلقا .
ساد صمت آخر ثم قالت :
- كيف حال سوزان ؟
- كانت نائمة عندما خرجت . سيبقى ديل معها ثم يعيدها الى البيت بعد ان يراها الطبيب .
- ستكون بخير اذن ؟
- انها بحاجه الى مساعده . انها هزيلة للغاية . لقد اخبر ديل الطبيب انها تطوف حول البيت معظم الليالي لأنها لا تستطيع النوم . كان يريد ان يأخذها الى الطبيب منذ اشهر .بعد ان قال ذلك علي ان اعترف بأن لو كان من فعل بنا ذلك غير سوزان لكان نال مايستحقه .
نظرت في عينيه وقالت برقة :
- لكنه سوزان .
حدق اليها وعيناه تنتقلان بين ملامح وجهها :
- لا اراك تحملين أي حقد عليها , اليس كذلك ؟
قال هذا بشيء من العجب في لهجته :
- قالت انك صفحت عنها لكنني ظننت ذلك لأنك كنت فقط لا تريد ان تكدرها الليلة الماضية .
- طبعا صفحت عنها , لأجلك على الاقل .
- شكرا . اسمعي . متى يمكنك مقادرة هذا المكان ؟ اننا بحاجه الى ان نتحدث وانت تعلمين هذا , اليس كذلك ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة . لم يعطها أي بصيص امل ولكن لا شيء في العالم يجعلها تمتنع عن الذهاب معه :
- سبق واخبرت جيف عن كل ما يريد ان يعرفه . يمكننا ان نذهب في الحال اذا شئت .
- هيا بنا اذن .
- سأكتب له اننا اضطررنا للذهاب وسأراه صباح الاثنين .
كتبت كلمة سريعه بأصابع مرتجفة واعية في نفس الوقت الى تايلور بسترته وشعره الاشعث ما يناقض اناقته المعتاده . وكان هذا مقلقا لأنه لم يغتسل ويغير ملابسه قبل ان يخرج للبحث عنها .
هذا لا يعني شيئا بالضرورة كما حذرت نفسها عندما شعرت بقلبها تتسارع خفقاته . ولكن رغم كل محاولاتها لخنق الامل في نفسها بقي هذا ينمو .
استمر قلبها يخفق وهما يغادران المكتب . وبعد ان لوحت بيدها باسمة لموظف الامن بوب في المدخل , خطرت لها فكرة فسألت تايلور :
- كيف سمح لك بوب بالدخول دون ان يتصل بي اولا ؟
اخرج تايلور من جيبه بطاقة دخول كل الموظفين .
- شركة كين هي التي تمد وتركب المعدات الجديدة . هل نسيت ؟ رأت بينيلوب انها فكرة جيده لكي ادخل واخرج متى شئت .
وتلاشى الامل في نفس مارشا مرة اخرى .
كانت سيارته بالانتظار , وفتح لها الباب فدخلت وجلست شاكرة ذلك لما تحسه من تعب غريب .
- انت متعبه للغاية .
قال لها ذلك وهو يجلس بجانبها ويتأمل وجهها . حسنا على الاقل لم يقل انها تبدو مشعثة كما قال جيف رغم ان هذا ما كانت تفكر فيه . والتفتت اليه فتشابكت نظراتهما . الوجه الصلب الوسيم بدا متجهما , وهو يبادلها النظر :
- ليس لي أي عذر للأشياء التي قلتها لك .
- ماذا ؟
كان هذا اخر ما تتوقع منه ان يقوله لها .
- كان علي ان ادرك انك ما كنت لتصدقي كلمة عن مسألة تانيا من أي شخص غريب وان لابد هناك سببا وجيها يمنعك من كشف الاسم . كما ان الرسالة ....
- لا , انا افهم لماذا لم تصدقي انني لم استلمها . لأن امكانية ضياعها كانت ضئيلة للغاية , انا التي اخطأت في كل شيئ . لم اثق بك حين كان علي ان ...
- وكيف يمكنك ذلك ؟ لقد قامت سوزان بكل شيء وهي تعلم مدى ضعفك .. تعرف خلفيات حياتك . استغلت خوفك من ان تصبحي منبوذة ضاربة على الوتر الحساس . مازلت لا استطيع ان اصدق ان اختي الصغيرة قادرة على مثل هذه القسوة .
قال هذا بمرارة فقالت له برقة بالغة :
- لم تكن في عقلها الكامل .
كرهت ان ترى الالم على ملامحه القوية مدركة العذاب الذي يعانيه .
- كانت قادرة بما يكفي للاتصال بالفندق وتغيير الحجز قبل ان تخبرك وايضا لا عتراض سبيل تلك الرسالة .
وتهدج صوته ورد شعره الى الخلف بحركة عنيفة عبرت عن قنوطه وغضبه.
فقالت مارشا معبرة عن استائها هي ايضا :
- تايلور ! عليك ان تتذكر انها لم تكن حينذاك سوزان الحقيقية . اختك الحقيقية التي تعرفها وتحبها هي تلك المراة التي دمرها شعورها بالذنب منذ ذلك الحين .حدثتني بشعورها حين عرفت بعلاقة زوجها ... لم تستطع الانجاب وان ديل لم يعد يحبها كما كانت تظن , هذا ما كانت تشعر به , ثم ... لو كنت انا وثقت بك , كما كان ينبغي لما نجح شيء مما فعلت . ولكن صدقني في شيء واحد , ارجوك . لم يكن السبب هو انني لم احبك بما فيه الكفاية , وانما لأنني احببتك اكثر بكثير مما تظن , وقد افزعني ان ادرك انك عالمي كله , وكل شيء لي في الحياة . لم استطع ان اصدق ان شخصا مثلك يريد امرأة مثلي بقية حياتنا .
- آه يا حبيبتي .
- انت كل شيء بالنسبة لي ... وانت تعرفين ذلك . منذ رحيلك عني وانا اعيش في جهنم , لا سيما عندما اتصورك مع رجل اخر . لم اصدق ابدا انك لن تعودي الي وانك لا تعرفين كم احبك وانني لا يمكن ابدا ان اخونك .
كانت كلماته تخترق قلبها كالسهام . لقد آلمته كثيرا . فكيف يبقى على حبها ؟ قالت :
- آسفة , اسفة
وضع يده على فمها فتأثرت من الاعماق عندما احست بها ترتجف وهو يقول :
- انا الذي كان مخطئا . كان علي ان ادرك انك مازلت متأثرة بما حدث لك في ما ضيك مما منعك عن الثقة بنفسك كامرأة . لم نمض وقتا كافيا حين حدث كل هذا . ربما لو امضينا عدة سنوات .. ولدينا اولاد , لأختلف الامر . ولكنني الآن توقعت اكثر مما ينبغي .
- من حقك ان تتوقع مني ان اثق بك .
قالت هذا ودموعها معلقة على اهدابها كاللؤلؤ .
- ربما . ولكن كان علي ان اكون اكثر تفهما ما دمت احبك بهذا الشكل . فقط عندما اصبحنا قريبين من الطلاق , ادركت انك حقا لن تعودي . عند ذلك تملكني الذعر .
- أحقا ؟
وحدقت اليه بعينين متسعتين تلمعان بالدموع . لم تستطع ان تتصور تايلور يتملكه الذعر لأي شيء .
- آه . نعم . ادركت انني لن استطيع العيش من دونك فكان علي ان افعل شيئا , ان ادوس على كبريائي الحمقاء , واجعلك ترين الحقيقة . كنت اعلم انك تحبيبنني , لكن ذلك لم يكن كافيا لاقناعك بالعودة .وعندما سمعت عن حاجة الشركة التي تعملين بها الى معدات وجدت ذلك رائعا . يمكنني ان اصادفك اثناء عملك . وطبعا لم احسب حساب بينيلوب المنيعة .
- انها معجبة بك , وقد وضعتك في برنامجها بصفتك هدفها التالي .
- افضل ان اعشق حشرة بدلا منها .
رفع رأسه تايلور بعدها وقال لها :
- هل انت آتية الى البيت ؟
البيت ..! غاصت هذه الكلمة في اعملق روحها مثيرة فيها شعورا لم تملك معه الا ان تومئ بالايجاب.
عندما تحركت بهما السيارة وجدت نفسها تتحرق شوقا الى الآتي , والحيوية تسري فيها من رأسها حتى اخمص قدميها . ساد الصمت بينهما اثناء رحلة العودة . كل الخيوط المتشابكة ستنحل فيما بعد , لأنه يكفيهما الآن عودتهما الى بعضهما البعض .
ما ان وقفت السيارة اما الباب حتى انفتح هذا على الفور وخرجت حنة تستقبلهما . رأت مارشا عيني مديرة المنزل تتسعان لرؤيتها, واستقبلتهما على الدرجات واحتضنتها بشدة حبست انفاس مارشا , ثم قالت تخاطب تايلور :
- اتصل ديل منذ دقائق . جاء الطبيب وقال ان بامكان سوزان ان تخرج من المستشفى , وهكذا سيأخذها الى البيت لقد اوضح القليل مما جرى .
- سنتحدث فيما بعد .
وعندما دخلا الردهة ربت تايلور على ذراع حنة :
- سننام بعد لحظة. مارشا لم تنم منذ 24 ساعه وانا غفوت فليلا في المستشفى . اذا اتصل احد اخبريه بأنني في السرير مع زوجتي ولا تريد ازعاجا .
اشرق وجه خمة بالابتسام بينما صعدا يدا بيد , ولكن عندما فتح تايلور الباب الى غرفتهما الرائعه الجمال , شعرت مارشا فجأة بالخجل .
كانت حنة قد فتحت النوافذ وكان الجو معطرا بأريج الافندر , والسرير الكبير بأغطيته الناعمة يحتل الغرفة كالعادة . وشعرت لحظة بانها عادت عروسا . وكان هذا شعورا غريبا .
دار رأسها للسرعه التي تغيرت فيها الامور . لقد عادت الى البيت الى بيتها مع تايلور . اما الكابوس فقد زال .
كيف استطاعت الباقء بعيدا عنه بذلك الشكل ؟ وتمتم بصوت اجش :
- بقيت 18 شهرا احلم بهذا . اريد ان استيقظ بجانبك عالما بأن علي ان امد يدي فقط لأجدك بجانبي ناعمه كالحرير .
شعرت بروعة الوحود معه واصبحت الاشهر الـ18 الماضية حلما شيئا استيقظت منه اخيرا .
تهامسا بكلمات الحب والتعهد بألا يشك بعد الآن احدهما بالأخر او يفترقا .
كانت رحلة العودة الى عالمهما ساحرة ... عالمهما السري حيث لا يتطفل عليهما احد . رفعت مارشا يدها تلامس وجهه وذقنه ... فقال :
- كان علي ان احلق ذقني .
وابتسم آسفا .
- فيما بعد ّ كل شيء ممكن ان يؤجل الى ما بعد .
واندست به وامواج التعب تكتنفهما ثم ناما .
لم يسمع أي منهما رنين الهاتف , او صوت حنه وهي تخبر بينيلوب تبعا لارشادات تايلور بأن السيد كين هو في السرير مع زوجته ولا يريد ان يزعجه احد .