لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-05-09, 02:01 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


تكملة الجزء السادس


كان في داخلها جوع لا يشبعه سوى قربها منه ، وانفجر العالم من حولهما في موجه من الأضواء
والألوان والأحاسيس ولم يعد للزمن معنى ، لا بماضيه ولا بمستقبله وحتى الحاضر لم يكن
يتألف إلا من دوامة المشاعر هذه التي تملكتها .
كان رأسها ملقى على عنقه القوي وهو يحتضنها ويطبع قبلات صغيرة محرقة على جبينها .
أراح رأسه على الوسادة وهو ما زال يحتضنها : ( أحبك يا حبيبتي . إياك أن تشكي في ذلك لحظة )
لقد سمحت لتايلور بمعانقتها وباحتضانها ! لا .... لم تسمح له فقط ، بل شجعته .
توسلت إليه ... كما أخذت تعترف صامتة وقد تملكها الخزي .
- حان الوقت لتقولي إنك تحبينني أنت أيضاً .
نحن متزوجان ولا بأس في أن تقولي إنك تحبينني .
فقالت محتجة : ( لكننا ... منفصلان ) .
أبعد وجهه عن وجهها يتأملها ، ثم قال بصوت هازل كسول : ( هذا صحيح ،
ولكن بإمكاني تصحيح ذلك إذا شئت ) .
امتلأ جسدها شوقاً وتوهج وجهها احمراراً .
كانت منذ شهور تحدث نفسها بأن بإمكانها أن تجدد حياتها من دون تايلور .
فهي الآن امرأة عاملة وستركز على مهنتها ،
فهي ليست بحاجة إلى الرجال والحب ووجع القلب .
ماذا حدث لكل أفكارها العظيمة ومبادئها ؟
حدث أن عاد تايلور ، وبإشارة إليها بإصبعه الصغير بعد ثمانية عشر شهراً من الصمت .
ألقت بنفسها بين ذراعيه .
- ما كان لنا أن نفعل هذا ، فهو يعقد الأمور فقط .
فقال : ( أشك في أن الأمور يمكن أن تزداد تعقيداً )
- طبعاً يمكنها ذلك .
لم يعارضها هذه المرة . بل نهض من مكانه والهزل في وجهه وهو يرى الذعر في عينيها .
وبعد لحظة قال بهدوء بالغ : ( أموت جوعاً ، هل نأكل ؟)
هل نأكل ؟
الرجال هو فعلاً جنس مختلف من الأحياء .
وإذ رأى عينيها المتسعتين أستغراباً ، قال لها : ( نحن زوجان يا مارشا لأجل الله .
أم أن هذا الأمر نسيته لطول الغياب؟)
هي لم تنس شيئاً يتعلق بتايلور . . . لا شيء !
أتراه جاء كي يعرقل سير الطلاق ؟ هي لا تستبعد ذلك ، لا تستبعد شيئاً أبداً.
إنها تحبه ولم تتوقف عن حبه قط حتى وهي تحدث نفسها بأنها تكرهه لما فعله .
ولكن هل تثق به ؟ هل تعتقد حقاُ أنه كان مجرد رئيس لتانيا لا غير ؟
هل تصدق بأنه لم يعرف امرأة أخرى منذ عرفها ؟
أرسل الجواب قشعريرة كئيبة في كيانها .
نظر إليها بملامج خالية من التعبير وقال بهدوء : ( لا أستطيع أن أحملك وأخرج بك ، وأنت ترفسين وتصرخين.
من مكان الظلال هذا الذي تعيشين فيه إلى العالم الحقيقي ، ولا يمكنني أن أريك شعوري بوضوح أكثر مما فعلت ،
إنك تحطميننا نحن الأثنين ، وأنت تعلمين هذا .
تلقين بعيداً بشيء ينبغي أن يدوم طوال الحياة وما بعدها .
أنا أعلم أن ما فعلته أمك كان قاسياً ، وكل ما تبع ذلك ، ولكن عاجلاً أم أجلاً
عليك أن تقرري ما إذا كان هناك ما يستحق النضال لأجله .
فإذا كان هناك ، علينا أن نكون في رأس القائمة ) .
- لم أطلب منك أن تأتي هذا الصباح .
- لا ، لم تفعلي ،لكنني جئت على أي حال ، وهذا ينبغي أن ينبئك بشيء ما ،
هناك نساء كثيرات يمكنني أن أدعوهن لتناول الفطور .
أنا لا أريد التسلية إنما أريد الحب .
هناك فرق شاسع بين الأثنين . ألا ترين ذلك ؟
حملقت فيه بعينين متسعتين : ( لم أعد أعرف ما أفكر فيه ، أنا ..)
- مشوشة الذهن ، أعلم . ولكن يبقى هذا أفضل من الثبات على الخطأ ، ربما ما زال هناك أمل فيك . والآن لنأكل .
- لست جائعة . سأدخل إلى الحمام أولاً .
دخلت إلى الحمام وأقفلته خلفها . كان جسدها مفعماً بالمشاعر والأحاسيس التي خالت نفسها قد نسيتها .
نظرت إلى نفسها في المرآة قبل أن تخرج ثم تأوهت بنعومة .
كانت تبدو كامرأة مغرمة وهي ستخفي ذلك المظهر حالما تخرج.
تنفست بعمق ثم خرجت إلى الغرفة ، وإذا بها تقف جامدة .
كانت الغرفة خالية . لقد رحل ، نظرت حولها وكأنها تتوقع منه أن يقفز من وراء الأريكة .
منتديات ليلاس
ثم رأت ورقة على المائدة وإلى جانبها وردة .
كتب لها : أسف لقد تلقيت أتصالاً مستعجلاً . سنتحدث فيما بعد .
غاصت مارشا في كرسيها وقلبها مثقل .
كان يمكنه أن ينتظر هدة دقائق حتى تخرج من الحمام .
هل ندم على مجيئة إليها ؟
أم ظن أن من الأسهل عليها أن يرحل قبل خروجها من الحمام ؟
ليس ثمة تفسير عقلاني يمكنه أن يعطيها الجواب .
تايلور فقط يمكنه ذلك وهي لا تستطيع أن تسأله .
وضعت من يدها الوردة والورقة . وحدقت في الوردة الحمراء لحظة طويلة .
لقد تركت تايلور هذا الصباح يدخل عقلها وجسدها .
تصرفت عكس كل ما حدثت نفسها به أثناء الأشهر الثمانية عشر الماضية .
فمنحته بذلك رسالة الله وحده يعلمها . إنها مجنونة تماماً .
كوب قهوة ثقيلة ثم ترغم نفسها على تناول شيء من هذا الطعام .
أنها تريد أن تكون متمالكة نفسها تماماً حين يذهب لزيارة سوزان هذا الصباح.
حان الوقت لذلك ، أو ربما تأخر ، فكما قال تايلور مازال هناك أمل لعلاقتهما .
قطبت جبينها ، كارهه أن تعترف بمدى حاجتها إليه .
من اللحظة التي دخل فيها حياتها ،
أدركت أنها لن تحب أحداً سواه .
كان تايلور جزءاً منها . كان يسري في دمها ، في عظامها وكل ما فعلته لتنساه لم ينجح .
كان زواجهما رائعا في البداية ..وتركت ذهنها يعود إلى تلك الأيام الذهبية بشكل لم تفعله منذ وقت طويل لأن ذلك كان
مؤلماً للغاية . كانت تعشقه فقد كان تعشقه فقد كان صادقاً وبالغ الرقه والحنان معها .
دفعت شعرها إلى الخلف وقد غامت عيناها من الذكريات المتزاحمة .
كانت علاقتهما عنيفة ملتهبة .. وتنهدت من أعماقها .
مازال جسدها يحمل ذكريات حبها وأشواقها وبقايا مشاعرها المحمومة .
لماذا مازالت تحن شوقاً إلى لمساته وحبه بعد ما عرفته عن تانيا أو ما تظن نفسها عرفته.
كي تكون منصفه؟
لأنها أحبته بشكل لا يمكنها معه أن تحب سواه .
دخلت هذه الفكرة في ذهنها فأحنت رأسها وهي تئن ،
ثم رفعته والتصميم في ملامحها ، وقد ضاقت عيناها ،
ستذهب لترى سوزان وتحتمل كل ما يأتي به اجتماعهما .
إنها مدينة بذلك لنفسها ، إن لم يكن لأجل تايلور .

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 02:07 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


7- خيط الأمل الرفيع

كان منزل سوزان الفسيح مفمورا بشمس الصباح عندما ترجلت مارشا من سيارة الاجرة واخذت تتأمل المبنى .
كان المنزل محاطا بالمروج المشذبة والاشجار والازهار الملونة .
كانت مارشا قد اتصلت بسوزان هذا الصباح وبدا واضحا ان المرأة تنتظرها اذ انفتح الباب الامامي فجأة وخرجت سوزان باسمه :
- مارشا ! ما اجمل ان اراك , تفضلي .
عندما وصلت مارشا الى سوزان اخذتها هذه في عناق قصير هادئ ثم دخلت الى الردهة الانيقة .
سارت سوزان اماما الى غرفة الجلوس الفسيحة ذات الاثاث الثمين . تذكرتها مارشا منذ كانت تعيش مع تايلور وكان الاخ واخته قد حصلت بيتها عدة مشاحنات كلامية بسبب اسعار بعض قطع الاثاث التي وصل ثمنها الى مئات الالوف من الجنيهات .
وعندما جاءت سوزان باكية الى اخيها تشكو من عدم قدرتها على سداد ثمن ما اشترته , سدد و دينها , ولكن ليس قبل ان يوضح لها استياءه من هدرها للمال الذي هو في الاصل , ماله هو .
جادته سوزان وبكت واستاءت للغاية فذهبت الى عطلة اسبوعية في احد المنتجات وهي في ذروة الاستياء من تايلور ومن زوجها .
خلال تلك المشاجرة رأت مارشا ان علاقته بأخته هي علاقه أب بابنته اكثر منها علاقه اخ بأخته .
وذات ليله بعد ان استقرت الامور حدثها بأن اباهما عابر سبيل في حياتهما , حتى قبل ان تموت امهما فاستلم مسؤولية سوزان منذ الطفولة .
وقد فسر هذا كثيرا من الامور مثل شغف سوزان بأخيها , وتساهله هو نحو نزواتها احيانا في متطلباتها الفاحشة .
- لقد افتقدتك .
قالت سوزان هذا لمارشا وهي تضع يدا باردة على ذراعها بعد ان استقرتا في قاعة الجلوس .
وبعد لحظة دخلت مديرة المنزل بصينية القهوة .
وعندما خرجت المرأة انحنت سوزان الى الامام وقد بدت عيناها اللتان كانتا نسخة باهته عن عيني تايلور العميقتين دافئتين على غير العادة :
- كيف تسير الامور يا مارشا ؟
شرحت مارشا لها باختصار عن وظيفتها وبيتها وكانت سوزان تستمع بامعان .
- وهل انت مستمتعه بعملك ؟ هل انت سعيده ؟
كان في لهجة سوزان نوع من الالحاح ادهش مارشا التي ابتسمت برقة لاهتمام المرأة بها قالت :
- نعم احب عملي لأن فيه تحديا ومكسبا وكل يوم فيه مختلف .
- ولكن هل انت سعيدة ؟
رشفت قهوتها وهي تفكر ... ليس من عادتها ان تكشف عن مكنونات قلبها , وهي غير مستعده لذلك الآن وتقول انها سعيده .
صحيح انها راضية بالحياة التي صنعتها لنفسها . ومع ذلك الرضا , ازداد احترامها لنفسها عن ذي قبل ولكن بالنسبة الى السعاده .. تايلور هو السعاده , والمتعه هي تايلور .
وضعت الكوب مكانه وهي تتمالك نفسها :
- السعاده امر نسبي ولكن هل استطيع ان اخبرك لماذا جئت اليوم ؟
- شيء يتعلق بتايلور كما اظن .
- هل اخبرك انه جاء ليراني ؟
وتملك مارشا شيء من الدهشة ذلك ان سوزان وتايلور متقاربان للغاية لكنها لأمر ما , ظنت انه سيكتم امر الايام الماضية الى ان يصلا الى حل .
أومأت سوزان وعيناها مسمرتان على وجه مارشا :
- قال ... قال انك مازلت مصرة على عدم العودة اليه . هل هذا صحيح ؟
فعادت مارشا تقول مراوغة :
- سوزان , اريد فقط ان اراجع معك بعض الاشياء ...
وسكتت فجأة . لم تعرف كيف تقول ما تريد :
- انه بالغ العناد في انكاره علاقته مع تانيا او أي امرأة اخرى , لاقبل ولا بعد انفصالنا . هل يمكن انك كنت مخطئة ؟
استمرت سوزان تحدق فيها لحظة قبل ان تسبل جفنيها لتتناول فنجانها , ثم قالت بفتور :
- لقد اتصلت بنفسك بالفندق .
تشنجت معدة مارشا . كانت متلهفة الى شعاع من الامل وقد ادركت هذا الآن :
- اعلم هذا . يقول تايلور ان الحجز كان خطأ اعني بالنسبة الى الغرفة المزدوجة له ولتانيا . يقول انه اخذ السرير الوحيد الذي كان خاليا في غرفة رجل آخر معه في المؤتمر . واكد لي انه كتب لي رسالة يخبرني فيها بكل شيء ... .
رفعت سوزان رأسها وبدا وجهها متوترا :
- ماذا تريدينني ان اقول يا مارشا ؟ انت قررت ان تتركيه حينذاك وانا لا ارى ما الذي تغير .
بادلتها مارشا النظر لحظة طويلة , ثم عادت تغوص في الاريكة واضعه يدها على جبينها . كانت تتعلق بقشة ولكن من الواضح ان ليس لدى سوزان شك في خيانة تايلور .
- انا ... انا اريد ان اصدقه .
قالت مارشا هذا بصوت مخنوق ودموعها تنهمر بالرغم منها .
- آه , انا اسفة حقا يا مارشا .
وفجأة اصبحت سوزان بجانبها تحتضنها :
- لكنك اخبرتني لتوك عن حياتك الرائعه التي صنعتها لنفسك بدون . ستكونين على مايرام . انت بالغة الذكاء والجمال .. واللطف .
وعندما تهدج صوت سوزان واخذت تبكي معها ادركت مارشا ان عليها ان تستعيد اتزانها . ما كان لها ان تأتي الى هنا اليوم فهذا لا ينفعها بشيء .. سوى ان يفتح الجرح القديم لينزف من جديد .
ابتعدت عن سوزان بقدر امكانها من رباطة الجأش وهي تقول بصوت ما زال باكيا :
- انا هي الآسفة يا سو . جئت الى نا وكدرتك بعد كل ما فعلته لأجلي . لابد انه كان صعبا عليك ان تخبريني عن تانيا وكل شيء , رغم حبك الشديد لتايلور . علي ان اذهب الآن .
فقالت سوزان بلهفة :
-لا ,لا , لاتذهبي . ابقي قليلا , ارجوك ! خذي مزيدا من القهوة وستتحسنين .
لايمكن ان يكون شعورها اسوأ مما هو . وحاولت مارشا ان تيتسم وهي تومئ برأسها .
- لقد افتقدتك كثيرا يا مارشا , صدقيني ! وكثرة الاصدقاء لا تعني بالضرورة انهما الافضل .
قالت هذا بمرارة جعلت الدهشة تنسي مارشا تعاستها , فوضعت يدها على ذراع سوزان :
- هل من خطب ؟
- اجل ! ولكن هل هناك حياة كاملة ؟
وتشاغلت بإعادة سكب القهوة .
اصبح الحديث الآن متكلفا , فقد اخذت مارشا بخير سوزان بالمزيد عن شركة التلفزيون , وكيف يسير العمل . كما حدثتها سوزان عن آخر مسرحية أو فيلم رأته .
وعندما وقفت مارشا لتخرج امسكت سوزان يدها قائلة :
- لا اظنك اخبرت تايلور عني ... .
فهمت ما تحاول ان تقوله سوزان فالتوت ابتسامتها وهي تهز يدي سوزان بلطف :
- طبعا لم اخبره . فقد وعدتك ونحن صديقتان , اليس كذلك ؟بل اكثر من صديقتين نحن اسرة واحده .
لمعت عينا سوزان ثم اغرورقتا بالدموع . ولا اكثر من مرة منذ زيارة مارشا لها , ادهشت مارشا بضمها اليها بعنف . لم يكن من عادة سوزان اظهار مشاعرها بهذا الشكل حتى مع ديل .
والشحص الوحيد الذي كانت سوزان تحتضنه من كل قلبها هو تايلور وحتى هذا كان بشكل مختصر .
ناك خطب ما حتما , وخطب هام جدا ! انها تشعر بذلك فحاولت لأخر مرة :
- هل تشعرين بأنك بخير يا سو ؟ تبدين على غير عادتك.
تراجعت سوزان على الفور ومسحت دموعها بيدها :
- شكرا لكنني بخير , يسرني فقط ان أراك وهذا كل شيء .
وابتسمت !
انها لا تستطيع ان تفرض على سوزان الافضاء اذا لم تشأ الحديث وابتسمت لها وقالت مداعبة :
- انت افتقدت فقط جولات التسوق تلك التي اعتدت ان تجريني معك اليها , هذا كل شيء .
فقالت سوزان بكآبة :
- كنا نمرح معا اليس كذلك ؟
- كثيرا .
وللمرة الاولى لاحظت مارشا ان نحافة سوزان تجاوزت الحد . صحيح ان سوزان شديدة الحرص على رشاقتها ولكنها الآن هزيلة بشكل واضح .
كانت مارشا قد اتصلت قبل دقائق لتطلب سيارة اجرة وعندما فتحت المرأتان الباب وجدتاها امامه .
ابتسمت مارشا لسوزان مصممه على ان تفترقا بشكل مشرق :
- اتمنى لك وقتا طيبا . سرني ان اراك مرة اخرى , انتبهي لنفسك .
- وانت ايضا اتمنى لو تركتني اوصلك بنفسي .
لكن مارشا كانت بحاجه الى الانفراد بنفسها :
لا ضرورة لذلك اذا انا تحدثت الى تايلور لن اقول له عن زيارتي لك . اتفقنا ؟
فأومأت سوزان :
- الى اللقاء ما رشا .
ما ان جلست في التاكسي ومالت لتغلق الباب حتى رات سوزان بجانبها :
- هل يمكننا ان نتقابل احيانا ؟ نتناول الغداء معا او ما شابه ؟
قالت هذا باللهفة التي كانت مارشا لاحظتها من قبل اكثر من مرة .
لم تعرف مارشا ما تقول فقد اقتلع هذا اللقاء قلبها من جذورة مرة اخرى ولكن كان واضحا ان علاقتهما هامة بالنسبة الى سوزان .
امسكت بيد سوزان البارده :
- انا بحاجه الى ان اجعل تايلور يفهم حقا كل شيء , ونهائيا . عندما يتم الطلاق سأشعر ... بان كل شيء اصبح سهلاوعند ذلك سنتلاقى اذا شئت.
واغرورغت عيناها بالدموع بالرغم منها وهي تقول ذلك , فاضطربت سوزان وتمتمت :
ما كان لي ان اسألك .
- بل عليك ذلك طبعا , اننا صديقتان , والاصدقاء لبعضهما البعض عند الحاجه مهما حدث . الى اللقاء .
وضغطت على يد سوزان لأخر مرة .
اغلقت سوزان باب السيارة دون ان تقول المزيد . وعندما ابتعدت السيارة لوحت مارششا لها بيدها .
ثم اغمضت عينيها وهي تتنهد . يكفي امالا ! كانت غبيه حين ظنت ان سوزان ستقول شيئا غير الذي قالته منذ 18 شهرا . لم تعرف لماذا جاءت اليها الآن .
وكما قالت لبيكي سوزان هي اخت تايلور وهي تحبه حتى العبادة , ولابد ان تجزئه الولاء بينها وبين تايلور هي معركة حقيقية بالنسبة اليها .
عليها ان تتقبل فكرة انفصالهما وان النهايات السعيدة لا تحدث سوى في الحكايات اما الحقيقة فمختلفة والناس الحقيقيون مختلفون جميعهم مثل امها وصديقتها في الميتم ... ومثل تايلور .
لكنها كانت تظن تايلور غير عادي لقد جعلها تؤمن بالنهايات السعيدة ظنت انهما سينشئان اسرة لهما ... اسرة آمنه قوية ,ومتضامنه لم تكن تريد ان تمضي بقية حياتها وحدها .
- هل انت على ما يرام يا عزيزتي ؟
اعادها صوت السائق الى دنيا الواقع فأومأت بسرعه :
- نعم , شكرا .
- يظهر انك متأثرة بالجو قليلا .
- انا بخير .
- الانفلونزا شائعه كما تعلمين . اصيبت زوجتي بها منذ اسبوعين , واثنين من اطفالي خارج المدرسة الآن . اظن الاصغر لا يحب المدرسة , و .... .
اومات مارشا محاولة ان تكون مهذبة وهي تتمنى ان يقتصر على قيادة السيارة .
لابد انه فهم لأنه اقتصر فعلا على قيادة السيارة .
كانت قد اتصلت بجنيف في بيته في الصباح الباكر قائلة ان امرا غير متوقع حدث فهي تريد ان تأخذ يوم اجازة اذا كان هذا ممكنا .
- مشاكل ؟
وعندما اخبرته بأنها امور شخصية قال ان لا حاجه بها الى ان تستعمل ايام اجازتها , ولكنه تمنى عليها ان تأتي ساعه او ساعتين في نهاية اليوم اذا كان هذا ممكنا .
رأت الآن انها مسرورة لذلك . لأن وظيفتها كثيرة المتطلبات وهذا بالضبط ما تحتاجه . التفكير في الذهاب الى رغفتها الخالية ملأها ذعرا .
ستذهب الى المكتب قبل الغداء مباشرة وستحرص على الا تخرج منه الا وهي مرهقة . وبهذه الطريقة تضمن انها ستنام حالما تصل الى بيتها .
كانت معتوهة حين زارها تايلور هذا الصباح لكنها لن تقترف نفس الغلطة مرة اخرى . من الآن فصاعدا لن تدخله الى بيتها ولو هدد بان يوقظ الشارع بأكمله .
غدا سترتب امر مقابلته في مكان ما , وستعلن له بوضوخ ان دعوى الطلاق تسير في مجراها .
ولكن كيف يمكنها العيش من دونه ؟ وكيف يمكنها ان تعيش بقية حياتها وهي تعلم انه في ذا العالم ؟ وانه يسير ويأكل ويتنفس ويحب ... ولكن ليس معها ؟
كفى هذا !.. وفتحت عينها بحده غاضبة من نفسها لقد عاشت 18 شهرا بدونه ويمكنها ان تستمر من دونه .
قد يكون خلابا وحنونا وجذابا لكنه ايضا قاس ومتغطرس وصلب حين يشاء .
والمزايا التي تجذبها اليه تجذب نساء اخريات , وهي لا تريد ان تمضي حياتها تتحكم فيها الغيرة وتنهش قلبها . على قرارها هذا ان يكون حاسما هذه المرة . انها طبعا ستستمر في حيه دوما , لكنها لن تدع تايلور يعلم هذا .
ومرة اخرى انتزعت نفسها من افكارها بقوة ارادتها عليها الا تدع ذهنها يشرد لحظة واحده وعليها ان تحرص على سيطرتها على نفسها والا انتبهت في مصح عقلي .
لقد اتخذت قرارها الوحيد منذ عام ونصف ولم يتغير شيء . وليس بامكاناها ان تمضي حياتها متساءله متي سيتعب منها نهائيا, عندما تدخل امراة اخرى قلبه وعقله وروحه . العيش وحدها بقية حياتها هو افضل من هذا .
لن تدع نفسها تصبح ضحية ! امرأة من النوع الذي يصبر على الاذلال من اجل الحب .
- وصلنا يا انسة .
عندما وقفت السيارة امام مبنى التلفزيون نزلت منها ودفعت للسائق اجرا سخيا تعويضا عن عدم رغبتها في الكلام معه .
لقد صنعت حياة لنفسها وهي حياة جيده ويجب ان تكون كافية .

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 02:12 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


8- يوم فقدنا الحب

- مارشا ، لم أتوقع حضورك اليوم.
ابتسمت بيكي لها عندما دخلت المكتب ، الأمر الذي هدأ مشاعرها المؤلمة.على الأقل سكرتيرتها تحبها أ فكرت في ذلك شاعرة بالرثاء لنفسها و قالت بهدوء : "حللت مشاكلي بأسرع ما توقعت".
- حللت مشاكلك ؟ قال جيف إنه ما كان عليك أن تحضري في الأمس كما لم يكن موافقا على هذا النهار.
و شعرت مارشا بوهج دافئ في قلبها المثقل.أحيانا يكون الناس لطفاء للغاية : " سمعت نصيحتك و ذهبت لزيارة أخت تايلور."
لم تشأ أن تخبرحتى بيكي بزيارة تايلور الصباحية لها لتناول الفطور معها.
- و ؟
- لا شيء.كانت لطيفة للغاية و متكدرة جدا ، ولكن هذا كل شيء.الحقيقة تبقى الحقيقة مهما قال و فعل.- أمتلهفة أنت للعمل ؟
- تماما.
جلست مارشا أمام مكتبها و أخرجت رزمة من الأوراق و ضعتها أمامها.لم يعد هناك ما يقال.
عندما عادت بيكي بالطعام ، أكلت مارشا شطيرة و تفاحة على مكتبها. ولكن كان عليها أن ترغم الطعام على الانزلاق إلى جوفها.و كان جيف قد أطل برأسه حالما دخلت إلى المكتب قائلا إنه مسرور برؤيتها ، وبعد أن ألقى بملف أمامها و أمرها بأن تتوقف عمل أي عمل آخر على الفور.
و بعد أن تصفحت مارشا الأوراق ، و أدركت أنها ستشغلها طوال العطلة الأسبوعية.
كانت مستغرقة في نطالعة الوقائع و الأرغام عندما قفزت بيكي أمامها :
- أيمكنك أن توقعي هذا رجاءا ؟
قالت بصوت عال ثم همست : " هو و بينيلوب في الممر خارجا "
تشنجت يد مارشا ، لكنها استطاعت ان تبقي رأسها منحنيا و هي تمد يدها إاى الورقة البيضاء التي وضعتها بيكي أمامها
أخذ قلبها يخفق.و انتظرت أن ينفتح الباب ، و لم يخب أملها.دخلت بينيلوب أولا في غمامة من العطر و قالت : "أظنه في الداخل"
ثم توجهت إلى باب مكتب جيف.
- لحظة واحدة يا أنسة بيلهام.
قالت ذلك ووقفت أمام باب جيف بسرعة متجاهلة ذلك الرجل الأسمر خلف المرأة و هي تقول ، " ا رتاحي من فضلك بينما أرى إن كان السيد جيف يستطيع استقبالك."
وقفت بينيلوب و دارت على عقبيها تقول : " حقا!"
لكنها لم تشدد على الأمر مدركة جيدا أن هذا ما يجب أن فعله بالضبط.
قرعت مارشا باب جيف ثم دخلت و أغلقه خلفها قبل أن تقول : " النسة بيلنهام و السيد كين في الخارج"
- ماذا ؟
كان جيف مستغرقا في تحضير الميزانية المعقدة لبتي سببت له صداعا منذ أيام.
كان يكره بينيلوب بقدر ما يعز مارشا و كان يرى أن كين بحاجة إلى فحص دماغ.لم يكن يعلم ما جرى في الزواج...و لكنه كان واثقا من أن (العمل الشخصي) لبذي حدثنه عنه مارشا له علاقة به.و سألها برقة :
- هل أنت على ما يرام ؟
قالت بابتسامة مرتجفة : " الحمد لله"
- أتعلمين أنك كثيرة على ذلك الرجل ؟ دعي بينيلوب تنشب مخالبها فيه فترة و سرعان ما يتمنى لو أن أمه لم تلده.
فقالت باسمة : " شكرا يا جيف.هل أدخلهما ؟ "
فأومأ مضيفا : " و دعي بيكي تحضر القهوة من فضلك.بينيلوب تحب الزرنيخ مع القهوة"
- آه ، جيف !
كان لطفه معها زائدا ، لا سيما في أحرج أوقاتها. و عندما ارتجفت شفتها السفلى أسرع إليها جيف قائلا: " هيا، ما من رجل يستحق دموعك"
و أحاط كتفيها بذراعه يخفف عنها و يخرج من جيبه منديلا أبيض يعطيها إياه باسما بعطف : " إرفعي رأسك ، ولا تجعلي أيا منهما يشمت بك "
- سأحاول.
-أحسنت.
- آه ، آسفة .أتراني قطعت عليكم شيئا ؟
جعل صوت بينيلوب البارد رأس مارشا و جيف يلتفتان في وقت واحد.لم يسمع أي منهما الباب يفتح لكن بينيلوب كانت و اقفة تحدق بهما بعينين متقدتين ، وتايلور خلفها.تأوهت مارشا داخليا ، لكنجيف تعمد أن يبقى على وضعه العاطفي لحظة أو اثنتين قبل أن يزيح ذراعه عن كتفيها متباطئا و هو يقول : " سنتحدث فيما بعد يا مارشا ، اتفقنا ؟ و الآن إذا شئت أن تبلغي بيكي أن تحضر القهوة...؟"
- بالتأكيد.
و انتثلت لنصيحة جيف فرفعت رأسها قائلة : " ثفضلا بالجلوس"
تركتهما يدخلان الغرفة قبل أن تهم بالخروج و مع أنها لم تنظر إلى تايلور إلا أنها أحست بذبذبات مظلمة تنبعث من جسده. وحالما أغلقت الباب خلفها سمعت بينيلوب تهمس بصوت مسموع : " جيف ، أنا آسفة للغاية.لم يكن لدي فكرة.ظننت أن مارشا كانت فقط تخبرك عن قدومنا.إذا كنا أحرجناك بأي شكل..."
أدركت مارشا أن بينيلوب كانت تصب الزيت على النار.
كانت بيكي واقفة عند مكتبها و الضيق باد على وجهها : " لم أستطع أن أمنعها من الدخول يا مارشا ، فقد تمتمت شيئا عن عدم رغبتها في انتظار أي كان ، ثم فتحت الباب بل أن ادرك ماذا تفعل"
- لا تهتمي يا بيكي ، فهذا ليس ذنبك.
كيف بد المشهد هناك لتايلور ؟ و تصورت نفسها بين ذراعي جيف.لا بد أن تايلور يصرف بأسنانه الآن ! و سارت إلى مكتبها و هي تقول لبيكي شاردة : " هل لك أن تأخذي لهم القهوة ، رجاء ؟"
عندما خرجت المرأة ، أخذت مارشا تحدق في الأوراق التي على مكتبها ، لكنها لم تكن ترى الأرقام أمامها.تبا لبينيلوب ! كون جيف معروفا بحبه البالغ لزوجته و أسرته لا يشكل أي فرق بالنسبة إلى بينيلوب فهي ستجعله يدفع آخر ما يمكنها سحبه منه بسبب هذا المشهد.
منتديات ليلاس
ليفكر تايلور كما يريد ! و إذا سرت أي إشاعة ، فبإمكان جيف أن يخنقها في مهدها ، من بينيلوب أو من غير بينيلوب.
بعد خمس دقائق فقط انفتح الباب بين المكتبين.و رغمتشنج كارشا ، تباطأت في لافع بصرها ، حريصة على هدوء ملامحها :
- أما بحاجة للحديث معك.
قال هذا تايلور و هو يقف بجانب مكتبها و ظنت مارشا أن الدم سينفجر من عروق بينيلوب عندما التفت إليها قائلا : " سأوافيك بعد قليل يا بينيلوب"
- حسنا ، حسنا.
سرعان ما عادت المرأة إلى طبيعتها و كانت بينيلوب ماهرة في ذلك.
جيف أيضا كان هناك ، فقال :"سنناقش بعض الأشياء بالنسبة إلى هذا العرض.هل يمكنك التصرف و حدك هنا يا مارشا ؟
كان يسأل أكثر من مجرد عمل المكتب و جميعهم أدركوا ذلك فأومأت مارشا و هي تقول بصوت ثابت : " طبعا ، ولا تنسى موعدك في الساعة الرابعة "
- لن انسى.
عندما خرج جيف و بينيلوب التفتت مارشا إلى بيكي التي كانت تتظاهر بالعمل بينما ترهف سمعها فضولا : " سأتأخر هنا اليلة يا بيكي، هل يمكنك أن تحضري شيئا لفترة العصر؟ لا بأس بالسلطة و الشطائر"
خرجت بيكي على الفور بعد أن ألقت على تايلور نظرة عدائية.
جلس تايلور على حافة المكتب و قال : " غنها لا تحبني "
و لم يكن قوله هذا ما توقعته فقالت : " ماذا ؟ "
- سكرتيرتك لا تحبني.
- حسنا ، لا بد أن هناك أمرأة أو أكثر منيعتين إزاء سحرك.
قالت هذا بمرح جعلها تشعر بالزهو ، نظر إليها بثبات و هو يشير برأسه إلى المكتب الذي خلفه : " هل تحبين أن تفسري ما كان يجري هناك ؟ "
احترق مئة جواب على لسانها ،لكنها لم تنطق بأي منها بل حدقت إليه لحظة طويلة : " اظنك تعني الذراع الودود حول الكتفين ؟ "
- هل كانت كذلك ؟
- جيف سعيد جدا بزواجه و لديه طفلان ، كما أنه رجل طيب للغاية و هو صديقي كما أنه رئيسي.
فرفع حاجبيه و قال بهدوء :" أعرف عدة رجال سعداء بزواجهم و لديهم عشيقة سخية"
فقالتمتوترة : " لاأشك لحظة واحدة في أنك خبير تماما في مثل هذه الأمور ، لكن جيف ليس كذلك "
تحرك قليلا، فتهافتت أحاسيسها.كانت سترته مفتوحة كاشفة عن قميص أبيض و ربطة عنق كحلية.و عندما نظرت إليه فتح ثلاثة أزرار في قميصه و أرخى ربطة عنقه.كانت حركة عادية تماما لا تدعو إلى مثل ذلك التوتر الذي سرى في أعصابها.
- أخبرتني بينيلوب أنك حصلت على وظيفتك هنا بتزكية من جيف.
كان مايزال يتحدث بلهجة عادية اسنعملها منذ ترك مكتب جيف، لكن مارشا كانت تعلم أمه أستاذ في ضبط النفس و خبير في عدم الكشف عن مشاعره.- عرفته فترة قصيرة عندما كنت اعمل في شركة أخرى قبل أن نتزوج ، وعندما قدمت طلبا للعمل هنا ، عرفني ، وهذا كل شيء.
- و حرص على أن تعملي معه.
تجاهلت قصده الواضح ، قائلة : " نعم ، إنه يؤمن بكفاءتي"
- يبدو أن بينيلوب تعتقد أمه يفعل أكثر من مجرد الإيمان بكفاءتك.
- أحقا ؟
من مكان ما ، أتتها القوة لمعالجة هذا بشكل كانت تظنه فوق قدرتها :" هذا لا يدهشني فعندما تصل أخلاق المرأة إلى مستوى نتدني يصعب عليها تمييز اللاجل و المرأة المحتشمين "
مال نحوها يتأملها بعينيه الثاقبتين ، و سألها بلطف : " إذن ليس هناك شيء بينك و بين جيف نورث ؟ "
- لا ، لا شيء.
- هذا حسن.
و توقف مشبكا ذراعيه فوق صدره.
- ماكنت لأحب أن أجعله يدرك خطأ تصرفاته.
حملقت فيه و هي تقول بصوت كالثلج : " ألم تجد بديلة لتانيا بعد ؟
كان صوتها ذا حدين كما كان صوته.
- طبعا.وتانيا تدربها منذ ثلاثة أشهر الآن.
- تانيا تدربها ؟
- و بمنتهى المهارة.
وابتسم. وودت لو تضربه على رأسه بينما تابع : " ستيلا كروس في الخمسين ، وعادت تعمل بعد تمريض زوجها الذي كان يعاني من السرطان مدة ثلاثة أعوام.كان لها مركز جيد عند أحد المنافسين لي قبل أن يمرض زوجها.و لكن عندما أصبحت جاهزة للعمل مرة أخرى قالوا إنها كبيرة السن بالنسبة للعمل ، وغلطتهم كانت ربحا لي.صحيح أمها جدة لطفلين ، لكنها أحد ذكاءا من أي فتاة في العشرين أو الثلاثين "
قال هذا رافعا حاجبيه.فوجدت مارشا نفسها مسرورن للغاية لأنه لن يكون هناك فتاة جميلة أخرى تقف أمامه بدلال و ترتدي التنانير القصيرة.
تأملته الآن ،و عيناها الخضروان تكشفان أكثلا مما تظن ، ثم سألته بعض لحظة : " هل تصدقني بالنسبة لجيف ؟ "
-طبعا.
رد بسهولة علمت معها أنه صادق.ولسبب ما أغاظها هذا ذلك ، رغم حماقة هذا الشعور ، وجعاها لا تفهم نفسها أبدا.لم تكن تريد منه أن يغار ، أم تراها تريد ذلك ؟
تساءلت بصمت ثم ذعرت للجواب.
قال بهدوء : " أنا آسف جدا لخروجيبذلك الشكل صباحا، فقد كنت أود تناول الفطور معك"
توهجت وجنتاها بالرغم عنها.حاولت أن تنسى كم كان رائعا عند ذاك ، لكن قربه منها كان صعبا.
- أخبرتني بينيلوب أنك حصلت على وظيفتك هنا بتزكية من جيف.
كان مايزال يتحدث بلهجة عادية اسنعملها منذ ترك مكتب جيف، لكن مارشا كانت تعلم أمه أستاذ في ضبط النفس و خبير في عدم الكشف عن مشاعره.- عرفته فترة قصيرة عندما كنت اعمل في شركة أخرى قبل أن نتزوج ، وعندما قدمت طلبا للعمل هنا ، عرفني ، وهذا كل شيء.
- و حرص على أن تعملي معه.
تجاهلت قصده الواضح ، قائلة : " نعم ، إنه يؤمن بكفاءتي"
- يبدو أن بينيلوب تعتقد أمه يفعل أكثر من مجرد الإيمان بكفاءتك.
- أحقا ؟
من مكان ما ، أتتها القوة لمعالجة هذا بشكل كانت تظنه فوق قدرتها :" هذا لا يدهشني فعندما تصل أخلاق المرأة إلى مستوى نتدني يصعب عليها تمييز اللاجل و المرأة المحتشمين "
مال نحوها يتأملها بعينيه الثاقبتين ، و سألها بلطف : " إذن ليس هناك شيء بينك و بين جيف نورث ؟ "
- لا ، لا شيء.
- هذا حسن.
و توقف مشبكا ذراعيه فوق صدره.
- ماكنت لأحب أن أجعله يدرك خطأ تصرفاته.
حملقت فيه و هي تقول بصوت كالثلج : " ألم تجد بديلة لتانيا بعد ؟
كان صوتها ذا حدين كما كان صوته.
- طبعا.وتانيا تدربها منذ ثلاثة أشهر الآن.
- تانيا تدربها ؟
- و بمنتهى المهارة.
وابتسم. وودت لو تضربه على رأسه بينما تابع : " ستيلا كروس في الخمسين ، وعادت تعمل بعد تمريض زوجها الذي كان يعاني من السرطان مدة ثلاثة أعوام.كان لها مركز جيد عند أحد المنافسين لي قبل أن يمرض زوجها.و لكن عندما أصبحت جاهزة للعمل مرة أخرى قالوا إنها كبيرة السن بالنسبة للعمل ، وغلطتهم كانت ربحا لي.صحيح أمها جدة لطفلين ، لكنها أحد ذكاءا من أي فتاة في العشرين أو الثلاثين "
قال هذا رافعا حاجبيه.فوجدت مارشا نفسها مسرورن للغاية لأنه لن يكون هناك فتاة جميلة أخرى تقف أمامه بدلال و ترتدي التنانير القصيرة.
تأملته الآن ،و عيناها الخضروان تكشفان أكثلا مما تظن ، ثم سألته بعض لحظة : " هل تصدقني بالنسبة لجيف ؟ "
-طبعا.
رد بسهولة علمت معها أنه صادق.ولسبب ما أغاظها هذا ذلك ، رغم حماقة هذا الشعور ، وجعاها لا تفهم نفسها أبدا.لم تكن تريد منه أن يغار ، أم تراها تريد ذلك ؟
تساءلت بصمت ثم ذعرت للجواب.
قال بهدوء : " أنا آسف جدا لخروجيبذلك الشكل صباحا، فقد كنت أود تناول الفطور معك"
توهجت وجنتاها بالرغم عنها.حاولت أن تنسى كم كان رائعا عند ذاك ، لكن قربه منها كان صعبا.
- اتصلت بك بعد ذلك إلى المكتب فقيل لي إنك متوعكة.اتصلت ببيتك فقالت لي السيدة تيت كوانز إنك خرجت.
كان في لهجته تساؤل.ترددت لحظة ثم أخبرته بالحقيقة : "كنت بحاجة لرؤية شخص ما "
- شخص ما ؟
كان قريبا جدا منها بحيث وجدت نفسها بحاجة إلى الإبتعاد عنه كي تتمكن من أن تقول ما يجب أن يقال.
سارت إلى النافذة ثم عادت تستدير لتواجهه. و كان يراقبها بحزم دون أن يتحرك.
- كنت بحاجة للذهاب لرؤية الشخص الذي أخبرني عنك و عن تانيا.أردت أن أرى إن كان من الممكن أن يكونوا مخطئين.
- و ؟
- لم يكونوا كذلك.
بقي جامدا تماما : "أظنني أفضل من يمكنه الحكم في هذا الأمر"
- قالوا...
- من الذي قال؟
ووقف غاضبا قبل أن يسيطر على نفسه بجهد : " من هو بحقي الله ، ذلك الشخص الذي أقنعك بذلك ؟ أنا زوجك و يجب أن تعني كلمتي لك أكثر من أي شخص آخر في حياتك"
- آسفة ، لكنني أصدقهم.
واجهت ثورته بثبات ، عالمة أن ضعفها الآن سيكون مهلكا : " ليس لديهم سبب للكذب"
- إذن فهم مخطئون ، إذا لم يكونوا كاذبين.و على الجهتين هم بحاجة لمن يوجه لهم ضربة.
- كما كنت ستفعل مع جيف لو كانت بيننا علاقة.أنت ترهب أي شخص يقف في طريقك...إما هذا و إما تستعمل سحرك مع المناورات ، لتقنعهم بالإستسلام.لكنني لن أسمح لك بفعل هذا هنا.
- سحري؟
و ثار غضبه بشكل لم تره من قبل ، وسرها أنهما هنا و ليس في غرفتها: " أنت رسمت لي صورة عظيمة يا حبيبتي"
- دوما كنت تخبرني بأنك شققت طريقك بصعوبة.
- بصعوبة نعم.و لكن ليس بالكذب و الخداع و النفاق، لا .إذا كنت تظنينني بهذا الشكل لماذا تزوجتني منذ البداية ؟
- لأنني أحببتك.
قالت هذا دون تفكير ، و دون ان تدرك أنها تحت الإعتقاد بأن كل هذه الصفات فيه ، بينما لا تعتقد ذلك...هي حقا لا تعتقد ، كما أخذت تحدث نفسها و هي ترى وجهه يتغير ليصبح رجلا لا تعرفه.
- حسنا عرفت مكاني.
بدلا من ثورته السابقة ، أصبح صوته و عيناه ببرودة الثلج و دون تعبير : " هل هناك أسوأ من رأيك بي ؟ أنا سمكة قرش ، منحرف ، رجل عديم الضمير في عمله و في حياته الخاصة"
لم أكن أعني هذا
- بل هذا ما عنيته بالضبط.تبا لك ! أنا أفرغت لك قلبي.أخبرتك بكل ماضي و أحلامي للمستقبل.لم أخف عنك أي شيء.ظننت أنني إذا أخبرتك بمدى حبي لك ستبدأين بتصديقي.أردتك أن تفهمي أن حبنا سيدوم إلى الأبد ، أردت أن نضحك معا و نبكي معا ، ونحزن معا.كنت جزءا مني.كنت كل شيء في حياتي.
إنه يستعمل الأفعال الماضية.فأحست بانقباض في قلبها.
- لم تصدقيني يوما.
- لا ، لا .هذا غير صحيح.
تجاهلها و كأنها لم تقل شيئا : " أخبرتك عن حياة أمي و أبي ، وكيف حولا حياتنا جحيما.أمي لم تحبأبي يوما و كان هو يعلم ذلك لكنه لم يستطع أن يتقبله.أتعلمين لماذا؟ لأنه كان يحبها.لو لم يكن يحبها إلى ذلك الحد لقاومها بشكل أفضل.لكنها كانت كل ما يريده هو.هذا غريب ، ألا تظنين ذلك؟"
و ابتسم ابتسامة هائلة : " الولد لأبيه.لكنني لن أسير في نفس طريقه مارشا.أنا لن أقضي على نفسي لأن المرأة التي أحبها تحتقرني.أنا أستحق أفضل من ذلك "
- أنا لا أحتقرك.
لم تستطع أن تتكلم من الصدمة و بدا صوتها غريبا...
- ليس هذا ما أراه فأنت ترفضين أن تخبريني عمن ملأ رأسك بتلك التفاهات منذ البداية.و لا تمنحينني فرصة الدفاع عن نفسي...ما هو إذن إن لم يكن احتقارا؟ لقد تزوجتكمدركا أن ليس بإمكاني أن أمحو الأربعة و عشرين عاما الأولى من نفسيتك ، لكنني ظننت أن حبنا سيتغلب على كل الصعوبات.لكنني كنت مخطئا.
فقالت و هي تكافح لإستعادة هدوئها : " استمع إلي.عليك أن تسمعني.أنا لا احتقرك ، أناولم أحتقرك يوما.أنا أحبك تايلور."
و تحول غضبه إلى عبوس عنيف : " ليس بما يكفي،ليس بما يكفي لكي تثقي بي.حتى إنه لا يكفي لكي تتصلي بذلك الرجل السويدي الذي اعطاني سريرا في غرفته في الفندق.هل ظننت أنني اشتريته هو أيضا ؟ أرغمته و تحايلت عليه كما يبدو أنني أفعل مع كل شخص آخر ؟ هل هذا هو السبب الذي منعك من رفع السماعة للإتصال؟"
- أخبرتك بأنني لم أستلم رسالتك.
- لذا اكتفيت بما تعرفينه؟
- لم يكن الأمر بهذا الشكل.
لو يعرف كم عانت من الآلام ! عذاب الشوق إليه الذي جعلها مستعدة لأن تزحف إليه في إحدى لاليها الباردة لكي تبحث عنه...
- امتلكنا الحب ثم فقدناه ، وما زلت لا أدري السبب.
أجفلت بشكل ملحوظ ، وفكرت في شيء تقوله يزيل تلك النظرة الجامدة العنيدة من عينيه ففشلت تماما.
إنها لحظة الحقيقة الكاملة الآن التي تستطيع فيها أن تقول بكل صدق أنها تصدقه.بشكل ما ، كان هناك خطأ.فقد صدقت سوزان شخصا ما كان لها أن تصدقه ، أو ربما تانيا كانت كاذبة.أو ربما شخص آخر بعيد عن الأسرة قام بدورفي كل هذا.على كل حال ، هو لم يخنها ، ولكن هذا لم يبهجها، فهو لن يعود إليها ابدا.
- ذهبت إليك هذا الصباح لأنني أحبك...جسما و روحا و عقلا.أحب كل إنش فيك ، السيء و الرديء، الضعيف و القوي.إنني مستعد للموت من لأجلك.ألا تعرفين هذا؟
فقالت بلهفة لم تحاول إخفاءها: " أنا...أنا أصدقك الان.أصدقك يا تايلور"
-لا ، فلتكن الحقيقة بيننا على الأقل.أنت اقتنعت بأنني خنتك مع تلنيا ، وأشياء أخرى أيضا، وفي الفترة الأخيرة ، المفروض أنني خنتك مع بينيلوب، أليس هذا صحيحا ؟ متى وجدت وقتا لخيانتك مع كل تلك النساء ، عندما كنا معا على كل حال ؟ألم تسألي نفسك هذا السؤال؟ أنت تعرفين كيف كان المر بيننا.لم نكن نستطيع أن نترك بعضنا البعض ، فكيف أذهب إلى امرأة أخرى؟
- أعرف ، أعرف.
خطوات بيكي المقتربة من المكتب أنبأت بقدومها فوقف تايلور و قال بصةت عميق فاتر : " الوداع مارشا"
ماذا يمكنها أن تقول لتقنعه بالبقاء؟ماذا تفعل؟ما الذي عليهما أن يفعلاه لحل هذه المشكلة ؟ لم تستطع أن تفكر بشكل مترابط أو تقول شيئا.أخذت تحدق إليه و هو يفتح الباب في الوقت الذي عادت فيه بيكي فمر بجانبها خارجا دون إلقاء نظرة إلى الوراء.
دخلت يكي و أغلقت الباب خلفها ثم وضعت ما أحضرته من طعام على مكتب مارشا ، لكنها لم تقل شيئا قبل أن تمد ذراعها و تحتضن مارشا : " ستكونين على ما يرام.ستتغلبين على هذا"
فقالت مارشا دون أن تجد رغبة في البكاء، لأن الصدمة و الألم كانا أعمق من أن تحصل على هذه الراحة : " لقد ارتكبت غلطة حياتي يا بيكي"
بشكل ما ، كانت سوزان مخطئة.
- هل أخبرته بأنها هي التي أخبرتك؟
نظرت مارشا بجمود إلى الوجه القلق أمامها : "لا أظن أن ذلك سيحدث أي فرق.إنه يكرهني الآن يا بيكي.أرى ذلك في عينيه"
- آه ، يا مارشا.
تبادلتا النظرات و لأول مرة لم تعرف بيكي ماذا تقول.و نظرت مارشا إلى يديها و رأت ارتجافها :
- علي أن أنجز بعض العمل.
فشتمت بيكي برقة : "دعي كل ذلك.هنا أشياء أهم من البرامج التلفزيونة القديمة"
فابتسمت مارشا مرغمة ابتسامة مرتجفة : " أنت لا تفهمين، وكيف بإمكانك ذلك بينما لا أفهم نفسي ؟لقد سار الأمر من سيء إلى أسوأ.كل ما أعرفه أن الأوان فات يا بيكي.و هكذا يمكنني على الأقل ، أن أقوم بهذا العمل"
و أشارت إلى أوراقها على المكتب: " حتى و لو أفسدت كل شيء آخر"
- ربما سيعود.
دوما كانت بيكي متفائلة ،و هذا احد الشياء التي تحبها مارشا فيها.لكنها اليوم تعرف أنها مخطئة.و تابعت بيكي قائلة : " الرجال يفعلون هذا أحيانا عندما يفكلرون في الأمر.زوجي يحضر إلي أزهرا كلما تشاجرنا و كان هو عنيدا"
- لكن تايلور لم يكن عنيدا بل أنا.
- حسنا امنحيه إذن باقة أزهار.تنازلي قليلا.ربما لن يعجبك ذلك حينضاك لكنه سيفيد جدا فيما بعد.
- إذا كان ذلك بهذه السهولة، سأسرع إليه.لكن الأمر ليس كذلك.لقد منحني كثيرا من الفرص للمصالحة فنسفنها جميعا.
- ولكن إذا كان يحبك ، حاولي مرة أخرى.
فهزت مارشا رأسها : " أنت لا تعرفينه ، عندما يقرر شيئا لا يتزحزح عنه"
تنهدت بيكي و هي تتهاوى على مكتبها ، ونظرت مارشا إلى وجه سكرتيرتها الحزين.مسكينة بيكي ! إنها متلهفة إلى أن تكونهذه النهاية كنهاية بعض القصص التي تقرأها...لكن هذه ليست قصة خيالية.

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 02:16 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


9- حطـــام امــــرأة

لم تترك مارشا المكتب إلا بعد أن ساد الظلام تقريباً .
وكان الجو دافئاً رطباً ، وزحمة السير قد خفت منذ وقت طويل .
كانت مستنزفة القوى ، وكان عليها أن تعود إلى مكتبها باكراُ غداً
ويوم الأحد . لكن لم يكن لديها مانع فهي تفضل أن تفعل شيئاً يمنعها
من التفكير بتايلور .
قررت ، رغم تعبها ، أن تعود إلى البيت سيراً .
وعندما وصلت إلى غرفتها كان الظلام سائداً فأشعلت النور قرب السرير
عازمة على الاستحمام وتناول فنجان شاي قبل الخلود إلى النوم .
شعورها بالغثيان منذ مواجهتها تايلور منعها من أكل السلطة والشطائر
التي أحضرتها بيكي بعد الظهر .
فأدركت أن عليها أن تأكل شيئاً وهكذا أرغمت نفسها على أكل شريحتين
من الخبز مع الشاي وعند آخر لقمة رنّ جرس الهاتف الداخلي من عند الباب الخارجي .
قفز قلبها فأسرعت كالمجنونة . تايلور وحده يأتي في هذا الوقت .
وقالت بصوت هادئ :
- من هناك؟
- أنا تايلور . اسمعي يا مارشا ... سوزان في المستشفى ..لقد حاولت ..
وساد فترة صمت قال بعدها : ( حاولت أن تنتحر الليلة )
- ماذا ؟
- عثر عليها ديل . إنه معها الآن .. لكنها حزينة وتطلب أن تراك ..هل يمكنك ..؟
- سأنزل في الحال.
غيرت ملابسها بسرعة ثم تناولت حقيبتا ونزلت إلى الطابق الأسفل
حتى دون أن تسرح شعرها . عندما فتحت باب المبنى كان تايلور
واقفاً ينتظرها في الأسفل بوجه شاحب متجهم.
أرادت أن تحيطة بذراعيها ، ولكن كل شيء في مظهره حذرها
من أن تفعل ذلك. وأدركت أنه مهما حدث لسوزان ،
فلم يتغير شيئاً بالنسبة إليهما .
عندما سارا نحو سيارته ، قال : ( أنا أسف . هل أيقظتك من النوم؟)
كان صوته رسمياً بشكل فظيع فأجابت : ( لا . وصلت لتوي من العمل )
أومأ وتقدم يفتح لها باب السيارة ، فصعدت . وأغلق الباب خلفها
ثم دار حول السيارة ليصعد إلى مكانه، وكانت تنظر إليه وقلبها يخفق .
كان يبدو مريضاً شاحباُ .
عندما جلس تايلور بجانبها قالت : ( لا بد أن هناك خطأ ما .
سوزان لا يمكن أن تحاول الأنتحار ) .
تابع السير وعندا وصلا إلى الشارع العام قال بفتور :
- مان ديل سيذهب إلى المانيا لكنه في المطار أدرك أنه نسي ملفاُ
هاماً في البيت . حاول أن يتصل بسوزان ، ولكنه بعد فترة أدرك أنها إما
تتحدث على الهاتف فترة طويلة وإما أن السماعة في غير مكانها .
لكنه لا يستطيع أن يسافر دون الملف . فتدبر أمر السفر فجر الغد ثم تناول وجبة
طعام وكوب قهوة قبل أن يذهب إلى بيته.
حيث وجدها ممدة على السرير وبجانبها علبة حبوب فارغة.
- ولكن لماذا؟ هل يعلم زوجها لماذا؟
- يبدو أن الأمور لم تكن جيدة بينهما منذ سنتين .
كانا يحاولان إنجاب الأطفال منذ زواجهما دون فائدة.
قال ديل إن هوس إنجاب طفل تملك سوزان .
وهذا كان كل ما يهمهما . فأنشأ علاقة غرامية مع سكرتيرته .
عرفت سوزان ذلك بشكل ما ، كنت سأقتله يا مارشا .
أقسم أنني كنت سأشنقه بجانب سريرها لو إنه لم يبدُ لي كميت عاد إلى الحياة.
- آه ، يا تايلور !
لم تعرف ما تقول ، لماذا لم تخبرها سوزان؟
ولكن لماذا عليها أن تفعل ذلك؟
كما أجابت نفسها . ليس من شأنها ما يجري بين سوزان وديل .
- قال إنه كان يحاول أن يتصالح معها منذ ذلك الحين.
لكن الأمور كانت سيئة، أظن بيتها الجديد وإسرافها وبقية الأمور كانت تعزية
لها عن عدم الإنجاب ، وكانت على وشك أن تتقبل الأمر ، ولكن
عندما أقام علاقة أدركت أنها لم تعد تملك شيئاً .
كان يقبض على عجلة القيادة بقوة بالغة وقد أسودّ وجهه من الغضب الذي
كان يحاول السيطرة عليه .
سألته فتور : ( ولكن هل ستكون على ما يرام؟)
فأومأ : ( لقد أجري لها غسيل معدة ، وكانت غائبة عن الوعي معظم الوقت.
ولكن ما إن استيقظت وأدركت أنها لم تنجح في ما حاولت عمله،
أخذت تسأل عنك ، لم تشأ أن تتحدث إليّ أو إلى ديل ، وتملكتها
نوبة عصبية فقلت لها إنني سأحضرك إليها ) .
هل تركت رسالة أو ما شابه ؟
- لا أظن ديل لاحظ شيئاً لأنه ما إن رآها حتى ذعر وسارع إلى
الأتصال بالأسعاف ثم بي .
كنت في حفلة في ( سيفينول ) فذهبت على افور إلى المستشفى . أظن ديل
سيعلم من سوزان إذا تركت رسالة في مكان ما .
( سيفينول) ! لدى بينيلوب بيت في ( سيفينول ) .
لم تشأ مارشا أن تطيل التفكير في الأمر . لديها أشياء أهم الآن .
- أتعرف لماذا تريد سوزان أن تتحدث معي ؟
سألته بحذر فهي لم تر سوزان إلا هذا الصباح .
لكنها لا تستطيع أن تكشف ذلك لتايلور .
- بالكاد هي صاحية .. ياللطفلة المسكينة!
تابعا الرحلة بصمت، ولم تشعر مارشا قط من قبل بمثل هذه المرارة
التي شعرت بها الآن لأنها لم تعد تعيش مع تايلور . تلهفت إلى التخفيف عنه.
لكنها خسرت الحق في ذلك إلى الأبد.
كان على حق في كل ما قاله بعد أن وجدها مرة أخرى .
كان عليها أن تبقى في البيت مدة كافية. . .
بعد أن عاد من المانيا بعد تلك العطلة الأسبوعية التعيسة.
وكان عليها ألا تعد سوزان بأن لا تكشف أمر من أخبرها عن تانيا.
لقد اتهمت تايلور بالخيانة ثم رفضت أن تصغي إلى أي توضيح منه لأنها صدقت على الفور أنه مذنب.
وتكون الندم غصة في حلقها .
عندما وصلا إلى باحة المستشفى كانت التعاسة تتملكها .
وعندما ساعدها على النزول من السيارة كانت تصرفاته جافة.
أرادت أن تصرخ وتنوح وتكشف عن حزنها لكن هذا ليس وقته الآن.
فلجأت إلى الصبر الذي كان ملاذها خلال طفولتها الصعبة وسنوات مراهقتها ومابعدها.
منتديات ليلاس
عندما دخلا إلى المستشفى سارت بجانب تايلور رافعة ارأس محطمة القلب.
يمكنها أن تبكي لأجل ما كان يمكن أن يكون حين تصبح وحدها.
أما الآن فعليها أن تتصرف بكرامة ، على الأقل.
عندما وصلا إلى غرفة سوزان ، طرق تايلور الباب مرة ثم فتح الباب لتدخل مارشا.
وكان ديل جالساً بجانب السرير فرأت على الفور أن تايلور لم يبالغ في وصف مظهرة.
لكن كل عطفها كان موجهاً إلى ذلك القوام النحيل الممد على سرير المستشفى.
والذي لا يكاد يبدو تحت الأغطية . وكانت عيناها مغمضتين ، ولكن عندما تكلم تايلور
قائلاً : ( هل قالت شيئاً ؟) فتحت عينيها.
عندما هز ديل رأسه ، قالت سوزان بضعف : ( مارشا ! آه ، مارشا!)
وأخذت دموعها تتدفق على خديها الشاحبين.
رأت مارشا ديل ينهض ويخرج من الغرفة.
والباب يغلق خلف الرجلين برفق.
ولكن عندما أخذت الجسد البالغ النحول بين ذراعيها هوتها شهقات سوزان.
فجلست على حافة الفراش برفق وهي تطمئن سوزان بحنان وتؤاسيها.
مضى وقت طويل قبل أن تهدأ عاصفة البكاء وأخذت مارشا تمسح وجه سوزان وهي
تقول : ( هذا أحسن الآن )
عندما ابتسمت للوجه المأساوي أدهشتها سوزان بالقبض على تقول
بصوت قانط منخفض : ( مارشا .. أنا قمت بعمل لا يغتفر ،
تركت بعض الرسائل قبل أن ..ديل لم يرها ، لكنه سيراها عندما يعود إلى البيت ).
- مهما كان الأمر يا سوزان ، ما كان ذلك سئياً إلى حد تفعلين معه هذا بنفسك.
- بل هو كذلك.
وحدقت إليها سوزان بعينين منتفختين : ( كم أشعر بالخجل من نفسي !
ياليتهم تركوني أموت!)

وتدفقت من عينيها دموع جديدة . ومن مكان ما ، ومض في ذهن مارشا نور الأدراك
فبللت شفتيها التين جفتا فجأة ، وقالت : ( أنت لفقت الحكاية عن تانيا)
اهتز جسم سوزان ، وهمست : ( هل عرفت ذلك؟)
- هذه اللحظة فقط.
- إنه ...إنه لم يفعل شيئاً قط ، لا مع تانيا ولا مع غيرها.
كانت سوزان تمسكها بعنف . وشعرت لحظة وكأنها ستختنق ،
وبذلت جهداً هائلاً ، لتقول : ( لماذا فعلت ذلك؟)
- لا أدري في الحقيقية ، أظنني كنت حينذاك مجنونة نوعاً ما ، لكن ذلك
ليس عذراً . أعرف هذا . ديل ..كان على علاقة مع سكرتيرته..
- أعرف هذا ، فقد أخبرني تايلور هذا المساء.
- أحقاً ، هذا جعلني أشعر ..بأنني لا شيء ..
بل أقل من لا شيء. لم أستطع أن أنجب طفلاً وزوجي يحب امرأة أخرى ..
لم يبق سوى تايلور في حياتي يحبني . وهذا ما شعرت به ،
ولكن بعد أن أصبحت أنت حبيبته لم أعد في حياته ذات أهمية
كما اعتدت . كل شيء تغير .
- سوزان . دوماً كان تايلور يحبك فأن أخته ..لحمه ودمه .
- لكنك ستنجبين له أطفالاً ...أولاداً وأحفاداً . وهذا يجعلني وحيده منبوذة.
- ما كان هذا سيحدث أبداً .
وحدقت مارشا في عينيها المليئتين بالتعاسة اللتين بدتا كبيرتين للغاية في وجهها الفاتن الصغير.
- عرفت ذلك فيما بعد . عرفته حالما هجرت أن تايلور ، لكن
الأوان كان قد فات حينذاك . لم أستطع أن أعترف بما فعلته .
كان يأتي لإليّ ليراني ويثور على ذلك الذي أخبرك بتلك الأكاذيب .
ويتوعده بأفظع الأمور حين يعرفه . لن يسامحني أبداً يا مارشا . سيكرهني الآن .
نظرت إليها مارشا ممزقة بين الشفقة والغضب والألم والندم ومئات من المشاعر الأخرى .
وقالت : ( لا يمكن أن يكرهك تايلور أبداً يا سوزان)
- بلى ! منذ اللحظة التي عرفك فيها ، عشق الأرض التي تسيرين عليها ،
وحتى قبل أن أعرفك شعرت بغيرة بالغة منك.
ولكن... حسنا ، كنت أنت رقيقة وبالغة اللطف وانسجمنا جيداً معاً ...ثم ، عرفت بأمر ديل ..
و .. وشعرت أن ذلك لا بد ذنبي لأنه رغب في امرأة أخرى،
وأنني لست جميلة أو جيدة بما يكفي .
أخذت علاجاً من الطبيب فلم ينفع ، لم أستطع أن أنام أو آكل .
أخذت أستيقظ في منتصف الليل وديل نائم ، فأسير في الأنحاء
بين بيوت الجيران وأنا أتساءل كيف تستطيع كل النساء أن يحتفظن بأزواجهن بخلافي أنا.
مدت مارشا يدها تزيح خصلة شعر عن جبين سوزان وهي تقول برقة : ( لماذا لم تخبري أحداً؟
إن لم يكن أنا ، تايلور؟)
- كان تايلور سيميته ضرباً ثم هناك عمله . سيصبح من الصعب على ديل أن يواصل عمله
مع تايلور فأين ستصبح حينذاك؟
لكن السبب الرئيسي هو....
وخفضت سوزان بصرها وهي تهمس : ( شعرت بذل بالغ وبالعار ،
لرغبة ديل في امرأة أخرى ، وأنني لم أستطع أن أنجب طفلاً ..لم..
لم أشعر بأنني امرأة يا مارشا ..فأنا مرد شيء ، شيء بشع بدين ممل)
فكرت مارشا بأن هذا ما جعل سوزان تتحمس لممارسة الرياضة واتباع حمية للنحافة ،
بعد زواجهما ، هي وتايلور ، بوقت قصير .
فقالت لها بلطف : ( كان عليك أن تخبريني )
- ما كنت ماهرة قط في الإفضاء للغير بمشاعري في حينها .
لم تكن حالة أمي حينذاك تسمح بوقت لشيء مثل تبادل الحديث أو مناقشة أي مشكلة .
لا أتذكر أنها احتضنتني وقبلتني طوال حياتها .
وطبعاً لم يكن أبي معنا إلا نادراً.
- آه ، سوزان .

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 02:18 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


تكملة الجزء التاسع


كانت عينا مارشا جافتين لكنها تبكي في داخلها .
تبكي للطفلة الصغيرة المرتبكة الخائفة المتألمة المحبوسة في جسم سوزان.
ولديل الذي تزوجته ، ولتايلور ، ولنفسها . لقد قادت الغيرة سوزان في طريق موحش
ملتو دمرهم جميعاً.
تمسكت بها سوزان مرة أخرى ، وكيانها كله يتسؤل منها الغفران
( لقد أخبرت تايلور كل شي في الرسالة التي تركتها له.
وهناك واحدة لك وأخرى لديل أيضاً . وقد أوضحت أمر الرسالة التي كان تايلور قد
أرسلها إليك بعد رحيلك عن بيته) .
- هل أخذتها أنت ؟
- أخبرني عما سيفعل . وهكذا في الصباح التالي لإرساله الرسالة .
أخبرت ديل بأنني سأخرج لممارسة الرياضة باكرأ ، ثم بقيت أهرول
حول النزل الذي تقيمين فيه وعندما رأيت ساعي البريد هرولت نحوه وتظاهرت بأنني أسكن هناك.
وسألته أن كان هناك شيء باسم السيدة كين فناولني الرسالة .
كان الأمر بسيطاً تماماً . غريب كميسهل خداع الناس الطيبين !
- وأنت أجريت الحجز في المانيا طبعاً .
- كنت أعرف الفندق لأن تايلور اعتاد النزول فيه كل عام حين يذهب لحضور المؤتمر .
فكان الأمر لا يعدو اتصالاً هاتفيها لتغيير الغرفتين المنفصلتين
كانت تانيا قد حجزتهما ، إلى غرفة مزدوجه .
- أنتظرت سفرهما لتأتي إلي وتخبرني .
- لا يمكنني أن أصدق الآن كل ما فعلته . حقاُ لا أستطيع .
كنت وكأنني أحاول أن أثبت لنفسي أنني لست غبيه تافهة بأي شكل .
عندما حصلت على الرسالة ذلك اليوم . ذهبت إلى النادي الرياضي بعد الظهر
وتمرنت ساعات من فيض الإثارة.
- هل ما زالت الرسالة لديك ؟
فهزت سوزان رأسها : ( خفت أن يعثر عليها ديل .
إنه يظن أن علاقته مع سكرتيرته هي التي باعدت بيننا طوال السنتين الماضيتين لكن الأمر
لم يكن كذلك ، كيف كنت سأخبره بما فعلته نحوك ونحو تايلور ؟
كان حتماًُ سيحتقرني )
- أما زلت تحبينه ؟
سألتها بهدوء . لم تستطع أن تصنف مشاعرها فقد كانت مضطربة مشتته.
لكن محاولة سوزان للانتحار كانت في المقدمة من الأهمية .
ما قامت به سوزان مرة ، يمكنها أن تقوم به مرة أخرى .
ومع أن الطبيب يمكنه أن يساعدها على المدى الطويل ، إلا أنها بحاجة إلى العطف والحنان .
والمسامحة الآن قبل كل شيء ، ولا ينفعأحداً إظهار العنف والغضب.
وأجابت سوزان وشفتيها ترتجفان : ( نعم ، أحبه ، وأنا متفهمة سبب خيانته .
لقد أبعدته عني بعد يأسي من الأنجاب ، ناسية أن للرجل حاجاته ورغباته.
بعد أن فصلتك عن زوجك كنت أتوقع أن يهجرني ديل في أي وقت.
وحتماً لديه سبب وجيه لهذا ، لكنه لم يفعل فقد كان يلوم نفسه لعلاقته تلك.
وكنت أنا ألوم نفسي لما فعلته بك وبتايلور ..)
تلاشى صوتها وهزت رأسها : ( أتظنين أن بإمكانك أن تصفحي عني يوماً ما؟
أنا أعرف أنه لا يمكنك ذلك حالياً . لكن أتظنين أن هذا سيحدث فيما بعد؟)
- أنا أسامحك الآن .
وكيف يمكنها أن تفعل شيئاً أخر بالنسبة إلى ذلك الجسد الذي يشبة هيكلاً عظمياً وهاتين العينين المعذبتين أمامها ؟
مهما كان ما عملته سوزان ، فقد تقدمت إليها مارشا تحضنها مرة أخرى : ( أنا أعني ذلك يا ( سو) .
أنا أسامحك ، ولكن عليك أن تعديني بأن تعالجي نفسك).
تصلب الجسد النحيل لحظة ، ثم استرخت سوزان وهمست :
( أتعنين علاجاً نفسياً أو ما شابه ؟)
- إذا تحدثت إلى الأطباء هنا، سيتمكنون من إرشادك إلى الشخص المناسب .
أنا واثقة . هل تعدينني بأن تفعلي ذلك؟
- أعدك . وكل شيء سيكون على ما يرام بينكما أنت وتايلور الآن.
أليس كذلك؟ بعد أن عرفتما الحقيقية ، هل ستعودان كما كنتما من قبل ؟)
قالت سوزان هذا متوسلة بصوت مختنق .
كانت سوزان لا تزال طفلة في داخلها ، طنت أن كل ما عليها فعله لإصلاح الأمر بينهما
هو أن تعترف ، وبذلك تمحو العام والنصف الماضيين.
لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة . فقد حدث بينهما دمار
من المتعذر إصلاحة . كما أوضح تايلور هذا النهار .
وفي الواقع ،لم يعد يهم الآن من هو الذي نطق بتلك الأكاذيب عن تانيا .
فما يهم هو أنها لم تمنح تايلور ثقتها وهو أدرك ذلك .
فإا كان مع بينيلوب الليلة ، من سيلومه ؟
كانت سوزان ما تزال تحدق فيها فقالت بإبتسامة مرغمة : ( ستسير الأمور على ما يرام.
يا سوزان، أما بالنسبة إلى الآن ، فعليك أن تركزي على شفائك ،
أسمعي ، أنا سأذهب الآن ، لكنني أظن أن عليك أن تخبري ديل وتايلور بالأمر بنفسك)
تشبثت بها سوزان بقوة مدهشة : ( ليس لتايلور . يمكنني أن أخبر دبل ،
لكنني لا أستطيع أن أنظر إلى وجه تايلور . لا أستطيع )
- أظنك مدينة له بهذا .
- سأخبر ديل أولا ، وربما بعد ذلك يبقى معي ونخبر تايلور معاً.
قالت هذا بعد تفكير قصير .
أومأت مارشا وهي تقف : ( سأرسل إليك ديل إذن)
- نعم رجاء.
كان تايلور وديل جالسين في غرفة الجلوس الصغيرة على بعد عدة
أمتار ، وعندما دخلت مارشا أحست أن الجو بينهما مشحون للغاية .
كان واضحاً أن تايلور أفضى له بعده أمور في ذهنة ، وعندما أخبرت ديل
بأن سوزان تريد أن تراه ، لم يستطع أن ينهض عن كرسية بالسرعة الكافية .
وقالت مارشا لتايلور بهدوء : ( هل تمانع إذا أنا جلست لحظة؟)
كان في عيني تايلور لمعان بارد وهو ينظر إليها ويشير بيده أن تجلس
على الكرسي الذي كان قد أخلاه صهرة تلك اللحظة.
وشعرت هي بأنها إذا لم تجلس ستسقط على الأرض .
كانت تعلم أنها لم تستوعب بعد..أن سوزان كانت ستنهي حياتها بانب أعترافها المحّير...
لكن الهدوء الغريب وتمالك النفس اللذين بديا منها عندما تكلمت مع سوزان كانا يفارقانها الآن...
وربما كان هذا من تأثير الصدمة ، لكنه على الأقل ساعدها في عدم قول شيء تندم عليه فيما بعد.
- كيف حالها ؟
لم يكن صوت تايلور أكثر دفئاً من عينيه .
- أفضل حالاً .
- أتريدين كوب قهوة؟
كانا يتكلمان وكأنهما غريبان . و آلمها هذا : ( لا ، شكراً ، علي أن أعود إلى البيت )
- أنا سأخذك .
وعندما أراد أن ينهض ، قالت له بسرعة : ( لا ، لا حاجة لذلك حقاً .
قالت سوزان بأنها ستتحدث إليك بعد قليل وعليك أن تكون هنا .
يمكنني أن أستقل سيارة أجرة )
- كما تشائين .
لاحظت أنه لم يعد يهتم بها حقاً ، والألم الذي تملكها محا ما تبقى
لها من هدوء . لقد بدأ بداية جديدة أقل خسارة ، وانتقل ذهنياً إلى امرأة أخرى.
بماذا سيشعر عندما تعترف له سوزان بأنها هي سبب تعقد حياتها الهائل؟
سيصفح عن أخته . لا يمكن له أن يعاقب ذلك المخلوق المثير للشفقه !
ولكن هل سيعجبه ولاؤها هي لأخته؟
أم العكس ؟ إنها حقاً لا تدري.
- تايلور ، هناك في المكتب لم أكن أعني أبداً أنك تغش أو تخدع أحداً .
لم أظن ذلك مطلقاً.
كان عليها أن تستغل آخر فرصة لها معه لكي تجعله يدرك مبلغ أسفها : ( كنت مضطربه
ومشوشه وخطئة في كل شيء ، بشكل هائل .....أعلم هذا ولكن)
فقاطعها بهدوء عابس : ( عفواً إذا كنت مخطئاً ولكن ما هي الخيانة الزوجية إن لم تكن خداعاً كاملاً؟)
حدقت إليه متلهفة إلى كلمات تشرح شعورها حينذاك .
لقد اتهمها بأن حبها له غير كاف لكن حقيقة الأمر هي أنها أحبته أمثر مما ينبغي .
- لقد عنيت ما قلته عصر هذا اليوم عن أنني صدقتك.
قالت هذا أخيراً ، راجية أن يتذكر أنها صدقته قبل أن تعترف لها سوزان بما فعلت .
فقال متوتراً : ( مارشا ، كفى ،رجاء )
- ولكن عليك أن تصغي إليّ .
- لماذا ؟ لماذا عليّ أن أصغي إليك؟
وخبط بقبضته على الطاولة أمامه ما جعلها تقفز ثم سأل وعيناه
تتألقان : ( أنت لم تصغي إلي قط . كيف تظنينني آتي إليك إذا كنت ألمس
امرأة أخرى ؟ فضلت أن تصدقي كلام شخص آخر ثم رفضت حتى أن تخبريني بأسمه)
- هناك سبب وجيه لهذا .
تابع كلامه وكأنها لم تتكلم : ( أنا لا أصدق أنك لم تتلقي رسالتي يا مارشا ،
ولا >اري إن كنت مزقتها دون أن تقرأيها . وهذا أكثر من محتمل بالنسبة
إلى حالتك حينذاك كما أظن ، وهذا يفسر لماذا لم تتصلي بي .
على كل حال ، أصبح ذلك الآن من الماضي ، وقد سئمت من كل هذا )
ومنها هي ! السأم منها ...يتملكه ، هذا ما يعنيه . فوقفت شاحبة الوجه : ( الأفضل أن أذهب )
ومن خلال أسنانه المطبقة قال : ( نعم ، الأفضل أن تذهبي )
لا تدعني يا الله أسقط ! علي الخروج من هنا ومن حياته بشيء من الكرامة .
وصلت إلى الباب وابتدأت تفتحه حين قال : ( مارشا ) .
- نعم ؟
والتفتت إليه ويدها على الباب .
- شكراً لقدومك لرؤية سوزان الليلة .
أومأت برأسها قبل أن تخرج وتغلق الباب خلفها بعناية .
كان صوته فاتراً ، قد تلاشى منه كل غضبه الملتهب .
ولأمر ما أقنعها ذلك أكثر من كل شيء آخر بأنه حقاًُ غسل يديه منها .
عندما صعدت إلى التاكسي وقال صوت مرح : ( مرحباً بك ، ها أنت مرة أخرى . هل تذكرتني يا عزيزتي ؟)
كادت تتأوه بصوت مرتفع . لكنها ، بدلاَ من ذلك ، حاولت أتبدو مسرورة : ( نعم أتذكرك )
- لقد أوصلتك هذا الصباح .
- نعم ، أتذكر هذا .
- لا تبدين أقل ضعفاً وشحوباً منك عند الصباح إذا لم يكن لديك مانع في قولي هذا.
بل لديها مانع ، ومانع كبير ! ولكن ليس ذنب هذا الرجل المسكين أن
عالمها تناثر حولها حطاماً : ( لدي صداع)
- آه ، نعم ؟ زوجتي لديها صداع دوماً .
- أحقاًً .
ياليت يخرس ! يا ليته ... ياليته يخرس !
- لكنها زوجة جيدة وأنا لن أغيرها . لدينا ستة أولاد .
هل لديك أطفال ؟
- لا .
- متزوجة .
- تقريباً ...سأحصل على الطلاق قريباً . في الواقع .
ولم تعرف لماذا قالت له ذلك .
وهز رأسه : ( آه ، نعم ؟ أنت أصغر من أن تتحملي هذه المعاناة . ولا بد أنه أحمق ليدع فتاة لطيفة
مثلك تفلت منه )
- الطلاق هو ذنبي أنا في الواقع .
- أهكذا ؟ لكنك لا تريدين الطلاق ؟
أجفلت ورأت عينيه في المرآة : ( من قال هذا ؟)
فقال ضاحكاً : ( أنا . إننا نتعلم كثيراً عن الطبيعة البشرية في قيادتنا سيارة الأجرة )
لم تقل شيئاً ، راجيه أن يفهم بالإشارة .
وفهم ، إلى أن خرجت وتقدمت إليه لتدفع الأجرة .
شكراً عزيزتي .
لم تعطة أجراً سخياً هذه المرة ، لكنه لم يهتم : ( واسمعي ، إذا كنت لا تريدين ذلك الطلاق ،
أخبرية بذلك ، سيري إليه وأخبريه مباشرة .
لن تصبح الأمور أسوأ مما هي الآن . أليس كذلك؟ فماذا تخسرين عدا شيء من الكبرياء ؟)
ابتسمت بحرارة صادقة : ( شكراً )
- هل ستتبعين نصيحتي ؟
- ربما .
- في المرة القادمة عندما تركبين معي سأسألك .

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, ثم عاد الأمس, helen brooks, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, the passionate husband, هيلين بروكس
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t99102.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-04-10 11:09 PM


الساعة الآن 05:55 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية