لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-05-09, 01:44 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تكلمة الفصل الثالث


- بشكل كبير.
- هذا ما أشك فيه.
و أمسك بذراعها يوقفها أمامه و ينظر في عينيها بعمق و هو يقول :
" ولكن قبل أن أنتهي ، ستعلمين يا مارشا ، هذا وعد مني"
- دعني.
ووقفت في قبضته متصلبة و هي تحملق فيه غاضبة.
- لا أحب أن أخضع لقوة وحشية.
- قوة وحشية؟
و اخترقتها عيناه الثاقبتان : " أحيانا أتساءل من أي كوكب جئت ؟ "
رفضه التام لتقبل أي لوم على تصرفاته أثار غضبها البالغ : " أنت أحقر من الحقارة نفسها... أتعلم ذلك؟ أنا أكرهك..."
قالت هذا بمرارة و صوت كالفحيح.لكن أي شيء آخر كانت ستقوله قطعه عناقه لها ، فتلاشت مقاومتها بالرغم من كل جهودها في أن تبقى منيعة.
أدركت أنها كانت تذوب بين ذراعيه حتى لم تعد تستطيع أن تمنع تجاوبها أكثر مما تستطيع حبس أنفاسها.و أصبح الحاضر و الماضي منسيين عندما استولى سحره على حواسها.
و ضع تايلور ذراعا حول خصرها بينما أمسك بيده الخرى شعرها الحريري.شعورها بتايلور جعل فيضا من الذكريات يتدفق إلى ذهنها.
كانت عيناها الآن مغمضتين و قد امتزجت الألوان بالمشاعر و هي تمنح نفسها كليا للمساته الساحرة.
كان قوي العضل صلب الجسم فياض الرجولة.و عندما طافت يداها فوق كتفيه العريضتين و صدره القوي ، أدركت أنها تركت نفسها تنقاد وراء سحره، فوجدت القوة لتدفعه عنها.
تراجعت و ساقاها ترتجفان لا تكادان تحملانها : " لا ، لا اريد هذا"
لم يأت بحركة نحوها و إنما رفع حاجبيه : " ليس هذا ما يقوله جسدك"
حدقت إليه ، معترفة بينها و بين نفسها بأن كل ما شعر به جسدها منإحساس أثناء عناقهما سجلته أعصابها.
فقالت بحذر : " أنا لا أقول إنني لست منجذبة إليك جسديا ، لكن ذلك شيئ مختلف تماما."
- أنت خسرتني.
قال هذا متساهلا لكنها لم لم تصدقه ، فالتساهل ليس من صفاته.فقالت بحزم : " لم نعد عشيقين يا تايلور.هذا ما أقوله"
- كنا متزوجين ، هل نسيت ؟ أم علي أن أقول إننا الآن زوجان ؟ و لم يبد عليه التساهل.
سوت ثيابها بلأصابعها المرتجفة ، غاضبة من نفسها لإذعانها بسهولة لما بدا أنها مؤامرة من جانبه.ظن أن ليس عليه سوى أن يطلق سحره لتنهار على قدميها ، كما فكرت ساخرة.
- أظن الوقت حان لأعود إلى بيتي.
قالت هذا رافعة الرأس ، متلهفة لإخفاء الحس المحرق بالخزي الذي تملكها.
- أنت في بيتك الآن.
- أنت تعلم ما أعنيه.
-تعنين أنك تريدين العودة إلى ذلك الصندوق الصغير الموحش الذي تسكنينه ، أليس كذلك؟
تراجعت بذعر لهذه الإهانة لبيتها الذي أثثته بكل عناية : "تقول إن السيارة تنتظر؟ "
سألته بكرامة ملأتها سرورا فيما بعد عندكا فكرت فيها.
فقال و الهزل قد عاد إلى صوته : " هذا صحيح"
فقالت ببرودة :" شكرا للعشاء.لكني مضطرة حقا إلى الرحيل الآن "
- سأخبر حنة بأنك راحلة.ستودعينها أليس كذلك؟
قال هذا باستخفاف فقالت : " طبعا ، فأنا لم أتشاجر مع حنة"
و قطبت جبينها و قد آذاها أن يظن غير ذلك.
- سيريحها جدا أن تسمع منك هذا.
قال هذا ساخرا فقالت : " أنا أكرهك "
- هذا ثالث مرة أسمع منك هذا اليوم.هل تحاولين أن تقنعيني أو تقنعي نفسك؟

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 01:47 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


4- الثلج و النار


استيقظت مارشا في الصباح باكرا جدا بعد ليلة جافاها فيها النوم.أعدت لنفسها القهوة ثم حملت كوبها مع غطاء لفت نفسها به و جلست على شرفتها تراقب بزوغ الفجر.
أصر تايلور اليلة الماضية على أن يرافقها إلى بيتها ، رغم كل ا حتجاجاتها ، لكنه، بخلاف ما توقعت ، لم يفعل أكثر من إمساك يدها أثناء رحلة العودة إلى بيتها. وبعد أن أخبر السائق بأن ينتظر ، رافقها إلى المبنى ، ثم صعد معها إلى طابقها.عند ذلك واجهته بتمرد ، منتظرة تصرفه الذي كانت واثقة من أنه سيقوم به بعد ذلك العناق في بيته ، لكنه أومأ لها فقط دون أن يبتسم حالما فتحت بابها الأمامي ، متمنيا لها ليلة سعيدة ، ثم رحل.
أين أصبح وضعها ؟ أخذت تتساءل الان و عيناها المتعبتان تنظران إلى السماء الوردية أمامها و كأن لديها الجواب.
هل اعترف بالهزيمة ؟ هل سيتركها الآن وحدها بعد أن أوضحت له تماما شعورها الذي ما زالت عليه ؟
انهت قهوتها و أراحت رأسها إلى الخلف و أغمضت عينيها.كانت على صواب بشأن كل هذا...شأنه و شأن زواجهما ، وتانيا و كل شيء .أترغها كذلك ؟ ولكن طبعا كانت كذلك.
لا بد أنها كذلك !التعاسة التي عاشتها طوال العام و النصف الخير لا يمكن أن تكون عبثا.لقد خانها مع تانيا في ألمانيا حتى و لو لم يكن قد فعل ذلك من قبل.لكنه كان يبدو صادقا.
وفتحت عينيها و هي تسمع حركة السير تزداد في بعد أن بدأت المدينة تستيقظ. ولكن...كان دوما قادرا على إقناع اخرين.
وهذه إحدى المواهب التي جعلته يرتفع من الحضيض إلى قمة الثراء في وقت قصير.
تململت مكانها ، وجذبت أصابع قدميها إلى تحت الغطاء، كان من المفترض أن يكون هذا النهار حارا ، لكن الصباح باردا دوما.
هي ما زالت تحبه ! هذه الحقيقة التي تراودها في نومها و التي لا يمكن نكرانها في ضوء النهار. وستحبه دوما!
هذا الحب الذي كان نعمة من السماء حين كانا سعيدين معا ، سصبح عبئا ثقيلا على كاهاها.ولأنها تحبه إلى هذا الحد لا يمكنها العودة إليه أبدا.
نهضت و هي تهتز ألما ، وتركت الغطاء على الكرسي و عادت إلى غرفتها لتعد كوب قهوة آخر.
كانت كل خلية في جسدها تشعر بتايلور الليلة الماضية ، وهذا وحده أنبأها بأن عليها أن تكون قوية. لقد سبق و أمضت أيامها و لياليها تبكي على فراقهما و لكن هذا انتهى الآن.ربما لو كانت من نوع آخر من النساء ، امرأة بإمكانها أن تغض الطرف عن علاقات زوجها العابرة ، ولو أنها لم تحبه إلى هذا الحد لاختلف الأمر.و لكن ، وحبها بهذا الشكل ،سيدمرها تايلور.
هي لا توي أن تمضي حياتها مراقبة تايلور و عشيقته التالية ، أو ما هو أسوأ، كما هو الحال مع امرأة تعرفها ، تمضي لياليها تبحث في جيوب زوجها عن أدلة خيانة.
منتديات ليلاس
أحاطت فنجان القهوة بيديها الباردتين تدفئهما رغم البرودة التي كانت تزداد في داخلها.كانت ساذجة ذات يوم لتصدق أن هناك حقا نهاية سعيدة للمحبين ، كما هي في الحكايات.في عالم الذئاب هذا...لكنها أضبحت الآن أكثر حكمة، وهي لن تقترف الغلطة نفسها مرة أخرى.
لقد تركها تايلور الليلة الماضية دون كلمة ، وهذا من حسن الحظ.فقد وصل إليها رغم كل جهودها في إبقائه بعيدا عنها ، واخترق الجدار الذي أقامته حول مشاعرها بنفس السهولة التي يقوم بها دوما ، لكنها ستحرص على ألا يحدث ذلك مرةأخرى.لم تكن واثقة كيف ستتدبر الأمر، لكنها ستتمكن من ذلك إذا تقابلا مرة أخرى.
أنهت قهوتها وحملت الغطاء إلى الداخل وبعد أن رتبت الغرفة و اغتسلت و سوت شعرها و زينت وجهها بسرعة ، وارتدت طقما ليلكيا ضيق التنورة.لم يكن من عادتها ارتداء ملابس كهذه في المكتب ، لكنها كانت تتوقع اجتماع العمل ذاك.
و عندما عادت إلى المنزل ، كانت الساعة لا تزال السادسة والنصف ، لمنها أرادت أن تتيح لذهنها أن يصفو بالذهاب إلى العمل سيرا على الأقدام ، ووصولها باكرا يجعلها مستعدة تماما لذلك الإجتماع.
كان صباحا رائعا و الشمس تغمر الشوارع ، وبرد الليل جعل جو المدينة نظيفا نقيا.لقد اعتادت ، في كل صباح كهذا ، أن تتناول الفطور مع تايلور في الفناء الداخلي مرتدين معطف الحمام، وتغريد الطيور الرتيب فوق رأسيهما يمتزج بضحكاتهما و رائحة الفطائر الساخنة التي كانت تعدها حنة.و منذ رحيلها لم تستمتع بعد ذلك ، بأكل الفطائر.
قطبت حاجبيها و غاظها أن تدع ذكرياتها تتطفل على ذهنها هذا الصباح.عليها أن تركز اهتمامها على عملها فقط و هي تعرف ذلك و بالتالي لا جدوى من هذه الأفكار العاطفية الحمقاء.
تباطأت خطواتها قليلا عندما اقتربت من مبنى التلفزيون.وتملكها اضطراب داخلي و هي تواجه احتمال أن يصبح زواجهما قريبا خبرا في برنامج أخبار المجتمع.
لكنها لن تقلق لهذا الأمر كما أنه ليس من شأن أحد غيرها على كل حال.ستفسر لبيكي الأمر فهي مدينة لها بذلك ، و لكن ليس لغيرها إذا دفعه الطيش للسؤال.
و في مكتبها خلعت حذاءها العالي الكعب وسترتها ، و سرعان ما استغرقت في عملها الكتابي عن قصة باكستر.
وصلت بيكي عند الثامنة و النصف فاقترحت عليها مارشا أن تتبادلا الحديث في وقت الغذاء لتعود بعد ذلك إلى أوراقها.
في العاشرة دخلت إلى الإجتماع بادية الثقة بالنفس وبعد نصف ساعة علمت أنها استحوذت على اهتمام الجميع...
الجميع باستثناء بينيلوب! عينا المرأة الزرقاوان الباردتان كانتا أول ما رأت حال دخولها القاعة و عندما ابتسمت لها تجاهلتها بينيلوب فأدركت مارشا أنها لن تكون المفضلة لديها.
قالت بينيلوب و هي تنظر حولها رافعة حاجبيها : " لا أدري إذا كنا مضطرين إلى أن نأخذ مجرد خليط معلومات متعددة المصادر مثل "مانن ديل" و نطبقها على هذه المعلومات الضئيلة.لا نريد دعوى قضائية أخرى.كيف لنا أن نعلم أنهم أرغموا تشارلز باكستر على التنازل عن أعماله؟ وحتى إذا...إذا فعلوا ذلك... فهذا لا يعني بالضرورة أنهم فعلوا الشيء نفسه من قبل"
- انا غير موافق.
غال جيف نورث هذا بحزم و على وجهه دهشة لا تخاذها هذه الوجهة في خطة كان هو قررها من قبل : " من الحقائق التي أحضرتها مارشا هذا الصباح ،اتضح أن صفات قذرة و اضحة ألقت ظلالها على نجاح مانن ديل منذ اليوم الأول.لكن هذا العمل الأخير مع باكستر انتهى بموت الرجل ، ونحن علينا أن نعيد هذا إلى الساحة و لهذا نحن هنا"
- همهم.
و نظرت بينيلوب إلى المدير المنفذ في القاعة ، الذي رئيس جيف : " أتظن أن مارشا جمعت ما يكفي من المعلومات يا تيم ؟ أخشى أن تكون...حماستها للقصة جعلتها تتخبط بشكل عشوائي نوعا ما "
وضع تيم يديه على الطاولة أمامه يتأملها فترة قبل أن يرفع نظره.لقد عمل مع بينيلوب أكثر من عشر سنوات و يعرفها جيدا.إنها الآن ، لأمر ما ،تلاحق مساعدة جيف ، وعندما تكون بهذا الشكل ، تصبح منفعلة غاضبة.القصة جيدة و كلهم يعلمون ذلك ، لكنهم أرجأوها أسبوعا أو اثنين بحجة ان الحصول على معلومات أخرى لن يضر القصة بشيء.
حتما لم يكن يريد أن يقف ضد بينيلوب ، فهما متفقان.تنحنح و قال متحاشيا النظر إلى وجه مارشا المتوهج : " ابحثي عن معلومات أخرى بكل تأكيد ، سندرسها بعد أسبوعين.و الآن ، هل هناك شيء آخر مادمنا مجتمعين؟"
فقالت : " نعم ،المعدات الجديدة التي كنا تفحصناها.لقد حصلت على معلومات دقيقة عنها الان ،وأحدها بالذات جيد ، "كين انترناشيونال"؟
ثم ،و كأنها أدركت فجأة أنها كانت تتكلم خارج دورها ،التفتت إلى الآخرين في الغرفة و قالت بعذوبة : " شكرا لكم جميعا ، لا أظننا بحاجة إلى احتجازكم أكثر من ذلك "
و في المصعد ، حك جيف رأسه بحيرة و قال لمارشا المتوهجة الوجه : " لماذا كل ذلك؟لجينا الكثير من المعلومات"
فقالت مارشا و قد قررت أن لا فائجة من التملص :" الذنب ذنبي ، فقد عملت بينيلوب أمس أنني متزوجة فجرحت كرامتها لأنها لم تكن تعلم بذلك من قبل"
- هل أخبرتها؟
- ليس بالظبط.
وتنهدت بعمق : " كين رئيس " شركة كين الدولية " هو زوجي يا جيف ، و كان هنا أمس مع بينيلوب "
- آه...
بقدر ما كانت تريد أن تقول إن حقد بينيلوب لا يؤثر عليها ، بقدر ما كانت تغلي غضبا بقية الصباح. فقد تم انتقادها ظلما و أهملت، وهذا كله ذنب تايلور ، كما حدثت نفسها غاضبة ، رافضة الا عتراف بالصوت الخافت في داخاها الذي قال إنها تظلمه نوعا ما.و لكن لو أنه لم يعلن أمس للجميع انهما متزوجان لما علمت بينيلوب عنها شيئا الآن و لكانت قصة باكستر في حقيبتها الآن.جرحها لإحساسه عندما عاملته بجفاء في حفلة الكوكتيلأمس كانت نتيجته أن بدت حمقاء هذا الصباح أمام الجميع.
هذا ليس عدلا ! و لكن ، من ناحية أخرى ، متى كان تايلور يعرف العدل ؟إنها تشمئز منه تماما و من بينيلوب أيضا ، و هما مناسبان تماما لبعضهما. وعند الغذاء ابتدأ الصداع يتملك مارشا و كذلك التوتر.
كانت واعية إلى النظرات السريعة التي كانت بيكي ترمقها بها منذ عودتها مع جيف من االا جتماع.لكنها لم تمنح سكرتيرتها فرصة لتفتح حديثا معها منذ أن أخبرتها بأنهم لم يوافقوا على قصة باكستر.
الآن ، عندما قالت بيكي لها بحذر إن بإمكانهما أن تتناولا الغذاء في يوم آخر إنشاءت ، شعرت بالذنب لدرجة هائلة. فأرغمت نفسها على الإبتسام : " كلا ، أبدا. وأنا آسفة لسوء طباعي طوال الصباح.هيا بنا نذهب الآن و إذا تأخرنا في العودة ، من سيهتم؟ "
فقالت بيكي ضاحكة : " أحسنت"
تعويضا عن نفورها ، صممت مارشا على أن تستضيف بيكي على الغذاء في "ليندونس" و هو مطعم صغيرمترف على مسافة قريبة من مكان عملها.و عند وصولهما ، جلستا إلى مائجة لشخصين ، و اتكأت مارشا إلى الخلف و تنهدت دويلا ،" آسفة على سوء طباعي اليوم"
قالت هذا بحسرة ، فأجابت بيكي : "لا تقلقي بالنسبة إلى قصة باكستر.الكل يعلم أنها جيدة و أن بينيلوب أصابتها إحدى نوباتها"
فقالت مارشا بجد : " سبب هذه النوبة يزعجني أكثر من القصة "
فسألتها بيكي و هي السريعة الحدس : " أتعنينه هو ؟ "
فأومأت مارشا ، و فجأة وجدت نفسها تخبر بيكي بكل شيء.و هو شيء لم تكن تنوي فعله على الإطلاق.حتى أنها أخبرتها عن نشأتها في الميتم ، و عن المحاولتين الفاشلتين في تبنيها ، و إذا كانت مقتنعة بأن أمها ستعود لأجلها ‘وعدم قدرتها على اتخاذ أصدقاء حميمين بعد صديقتها الحميمة في الميتم التي تبنتها أسرة.ولم تتصل بها قط بعد ذلك...أخبرتها القصة بكاملها و هما تتناولان السمك و السلطة مع البطاطا و انتهت قصتها أثناء انتظارها الحلوى.
- أوووه...
أدهشت بيكي صديقتها و هي تميل فوق المائدة تحتضنها بحرارة و عطف صادقين جعل عيني مارشا تغرورقان بالدموع بينما بيكي تقول : " و أنت ما زلت في السابعة و العشرين !"
لم تقل بيكي هذا للهزل و لكن سواء كان القلق البالغ على وجهها أم الحيرة في عينيها ، وهو ما جعل مارشا تضحك بدلا من البكاء ، فهذا ما لم تعرفه مارشا ، وقالت : " أشعر و كأنني أكبر بعشرات الشنين خصوصا اليوم.لقد استعدت حياتي لتوي ، و إذا به يظهر مرة أخرى"
فقالت بيكي : " بعض الرجال هكذا ، خصوصا اليوم.إذا كانوا بجمال مظهره.يظنون أن عليهم فقط أن يؤشروا بإصبعهم لترتمي النساء في أحضانهم"
فقالت مارشا بصدق : "لم يكن عليه حتى أن يرفع أصبعه"
كانت الحلوى لذيذة للغاية مع فطيرة البرتقال و القهوة ، وعندما دفعت مارشا الحساب كانت تعلم أنها وجدت صديقة حميمة جياشة العواطف.
لم يكن لديها أخت قط ، كما أخذت تفكر و هما تسيران فب الشارع المشمس ، ولكن لو كان لها أخت لتصورتها مثل بيكي تماما.
و عندما كانتا عائدتين بالتاكسي ، قالت بيكي مفكرة : " هل انت متأكدة تماما من أن الشخص الذي أخبرك عن تانيا قائلا إن هناك عديدات غيرها ، ليس لديه دافع للكذب ؟ "
أومأت مارشا.كانت هي الفكرة نفسها التي راودتها أكثر من مرة منذ الليلة الماضية.لكنها لم تعرف لماذا لم تخبر بيكي بأنها أخت تايلور التي أخبرتها بذلك..كان هذا الشيء الوحيد تاذي كتمته ، ربما لأنها وعدت سوزان بألا تخبر تايلور بإسمها ، رغم أنه لا يمكن لبيكي أن تخبره.
- ليس عليك أن تخبريني بلإسم ، ولكن هل هي امرأة من أخبرك ؟وعندما أومأت مارشا قطبت بيكي حاجبيها : " بعد رؤيتي لزوجك ، يمكنني أن اقول إن هناك عنصر شك إذن"
أخذت مارشا نفسا عميقا ثم تنهدت بإذعان.عليها أن تخبرها بهدوء:
- إمها أخته سوزان.و هي تحبه كثيراو هو كذلك لذا لا دوافع للكذب.
نظرت بيكي إليها و قد ازداد تقطيبها.لم تقل شيئا، لكن ملامحها أوحت بأشياء و أشياء.
فحدقت مارشا فيها : " ماذا؟"
- أنت لم تعيشي قط في بيئة عائلية لذا ربما لك نظرة مثالية إلى الأخوة.صدقيني أن كونك أختا أو أخا لا يجعل منك قديسة بالضرورة.هنالك كل أنواع التيارات الخفية في الطبيعة الإنسانية.عندما نلت درجة جيدة في الجامعة، وكانت درجة أختي الصغرى أقل بشيء بسيط ، بقيت ستة أشهر لا تكلمني.
- إننا نتحدث عن تحطم زواج هنا بيكي ، وليس عن استياء أخت لأن أختها أخذت درجة أفضل.
- آه، صدقيني ! بإمكاني أن أسرد لك قصصا أسوأ.ليس عن أختي ،لكن عن التنافس و الغيرة في الأسر.
فقالت مارشا بحماس : "كان بمثابة الأم و الأب لها طوال حياتها ، و هي تعبد الأرض التي يسير عليها.حتى زوجها تعتبره في الدرجة الثانية بعد تايلور"
فغضنت بيكي أنفها : " أحقا؟ هذا غير طبيعي"
- و كانت رائعة معي منذ اول يوم.حتى إنها كانت إشبينتي في عرسي.
- هذا لا يعني شيئا.أنا لا أقول إنها تكذب، يا مارشا ،لكن ذلك ليس مستحيلا ، لت شيء مستحيل.على الأقل فكري الآن في ذلك.
- لماذا ؟
قالت مارشا هذا و هي تقطب بحيرة إزاء عناد صديقتها.فأجابت بيكي بهدوء : " لأنك ما زلت تحبينه ، و نشأتك التي ذكرتها تعني أن هناك خبرة كبيرة للغاية تنقصك و هذا ما يجعلك ضعيفة "
فقالت مارشا بشراسة : " إياك أن تقول إنني أفتقد الشعور بالأمان"
-لن تخرج هذه الكلمة أبدا من فمي.
مرت بقية النهار و هي في دوامة من محاولة التعويض عما فاتها من العمل في الصباح ،ساخطة على معالجة بينيلوب المتغطرسة لعملها.في السابعة خرج كل من تعمل معهم عادة. و الصراع الذي لم يشفه الغذاء و الذي تخلصت منه طوال بعد الظهر بواسطة الحبوب المضادة للألم ، أصبح الان يرسل دفقات ألم إلى رأسها.
عندما خرجت من المبنى إل جو حزيران الدافئ ، أجفلت لواجهة عينيها أشعة الشمس الساطعة.لكنها عندما فتحت حقيبة يدها وجدت أنهانسيت نظاراتها الشمسية في البيت.هذا عظيم ، النهار يتحسنشيئا فشيئا و يبدو كأنه سينتهي بعد فترة طويلة.هذا و ضجيج حركة السير يهدر في رأسها المصروع.
- هل تتأخرين دائما في العمل بهذا الشكل؟
قفز نبضها بقوة و حبست أنفاسها و هي تلتفت لترى تايلور يقف إلى يمينها.كان يرتدي بنطلون جينز أسود و قميصا قصير الكمين بلون عينيه ، فبدا رائعا.ابتسم لدهشتها فبدت أسنانه الناصعة البياض القوية مناقضة لسمرة بشرته.
فكرت في جوابها لحظة أو اثنين بدلا من أن يخرج للتو بشكل (ماذا تفعل هنا؟!) و نظرا للصداع و اليوم الذي أمضته ، سرها الهدوء الذي قالت به : " لا بد أنك تعرف دوامي ما دامت الأنسة المخبرة الخاصة تزودك بآخر المعلومات عني"
- آه...
و استحالت ابتسامته المدمرة إلى ابتسامة عريضة لا أثر فيها للندم : " كان علي أن أتوقع الجواب"
كما أن ليس عليه أن يجرب سحره عليها ، فهو يحصل على عقد جيد ، هدية من بينيلوب المفتونة به ، بينما هي ستمضي أسبوعين من خيبة الأمل، محاولة البحث عن مزيد من المعلومات من مشروعها بينما الكل يعلم أن كل الطرق سلكت و هذا ليس ضروريا على كل حال.تفجر صداعها و بدا في عينيها ما جعله يجفل بشكل ملحوظ.
- ما بك ؟
تلاشت ابتسامته العريضة و أصبح صوته رقيقا عميقا و هو يمسك ذراعها ، ويقودها بعيدا عن طريق المارة الآخرين و يحجبها بجسمه و هما يقفان بجانب المبنى.
- إياك !
و نفضت يده رافضة لمسته : " مجرد صداع "
رأى وجهها الشاحب و ظلالالإرهاق تحت عينيها ،ثم سألها بهدوء : " كيف سار الإجتماع؟"
نظرت إليه مباشرة : "عظيم! اتهمتني بينيلوب أمام الجميع بالتباطؤ و بأنني لست أهلا لهذا العمل بينما هي تعلم أن القصة هي قصاص غير ذكي بسبب الأمس فكانت النتيجة تأخيلر القصة لأسبوعين آخرين"
- لا أرى في هذا نهاية العالم.
هذا كلام رجل يطلب أن يسير العمل عنده كالساعة ، ويريد أن يحصل على ما يريد في اللحظة التي يطلبه فيها.و أجابت : "حبيبتك لئيمة في العمل ، و أنا أكره أن أبدو حمقاء فقط لأنني زوجتك ، و إن كانت هذه الصفة لن تدوم طويلا"
تغيرت ملامحه حين سمع كلماتها و قال : " أولا ، هي ليست حبيبتي.ثانيا أنا أتفهم تماما خيبة أملك.ثالثا أنت بحاجة إلى حمام، ثم إلى عشاء خفيف و غرفة هادئة تنامين فيها حتى تتخلصي من كل هذا.موافقة؟"
بدا لهاهذا رائعا.لكنها لن تخبره بأنها ليست من الترف بحيث تملك في غرفتها بانيو تسترخي فيه.أو أن ثلاجتها لا تحوي شيئا غير خسة ذاوية و بعض المعلبات. : " تماما"
و أومأت برأسها باحتراس كيلا يزداد صداعها و هي تتابع : "و ا لآن ، سامحني ، لأنني أريد الذهاب إلى بيتي"
- هل تنوين المشي و أنت بهذه الحالة؟
لكنها لن تمشي و تايلور في أثرها : " سأستقل سيارة تاكسي"
ما قاله عن بيلينوب يشكل علامة استفهام ضخمة في ذهنها.إنها بحاجة لأن تنفرد بنفسها لتفكر.
قال بابتسامة مشرقة : "لا حاجة بك لذلك ،سيارتي هنا.بإمكاني أن أقاك إلى البيت بسرعة."
-لا أدري كيف أقول لك يا تايلور.لا أريد أن أركب سيارتك أكثر مما أحب أن أجدك بانتظاري حين أخرج من العمل.
لم يكن هذا صحيحا لكنه لا يعلم ذلك.
- لديك صداع فظيع يجعلك بحاجة إلى الإسراع إلى البيت و أنا لدي سيارة على بعد عشرة أمتار.المر يبدو واضحا جدا لي.
أشياء كثيرة تبدو واضحة له ، لكن ذلك لا يعني أنها واضحة حقا0أرادت أن تناقشه ، لكنها كانت متعبة للغاية.و فجأة بد لها من الأسهل ان تسمح له بأخذها إلى البيت وتنتهي من ذلك.فقالت : " لا بأس!"
- وبدت عليه الدهشة لاستسلامها.
- أنا اقدلر المنطق.
قالت ذلك بتهكم مبطن ، مصممة، رغم حالتها السيئة ، ألا تجعل الأمر سهلا عليه.
ما إن أصبحت داخل السيارة آمنة من العالم الخارجيالجهنمي بضجيجه ، لم تستطع أن تقاوم رغبة قوية في إغماض عينيها.ربما أفرطت في تناول الدواء بعد الظهر كما أقرت بصمت.شعرت بأطرافها مرهقة ثقيلة ،هذا إلى شيء من الدوار و الغثيان.
- أغمضي عينيك.سأسرع بك إلى المنزل.
و لم يكن في صوته بجانبها أكثر من دمدمة مهدئة.
لم تنتبه غلى أنها نامت ، لكنها عندما سمعت تمتمة أصوات و شعرت بيد رفيقة توقظها ، فتحت عينيها على وجه حنة القلق، و أدركت أنها لابد فقدت شعورها بالرضى كما أدركت بعد لحظة أن البيت الذي كان تايلور وعدها بأخذها إليه لم يكن بيتها هي.
نظرت منخلال باب السيارة المفتوح و لرأت الدرجات المؤدية إلى باب منزل تايلور.و زمجرت : " أريد الذهاب إلى البيت"
- أنت في البيت.
و بدا وجه تايلور بجانب وجه حنة.وكان عابسا ،: "صحتك سيئة بحيث اضطررت إلى أخذ نبضك مرتين لأتأكد من أنك ما زلت تتنفسين،ما الذي تناولته بحق الله؟"
- دواء وجع الرأس.آه و إحدى المظفات أعطتني حبتين مندوائها.
-فليشاعدني الله! لقد تزوجت مدمنة.
ثم همست له حنة شيء،فسمعته مارشا يقول:" انفلونزا ، صداع،مهما يكن فهي بحاجة إلى رعاية"
أرادت مارشا أن تعارض حين حملها إلى خارج السيارة لكن ذلك لم يكن يستحق الجهد الذي ستبذله.كانت واعية إلى تايلور و هو يصعد بها السلم ثم يضعها في سرير مريح لا يشبه بحال الأريكة التي في غرفتها.لكنها عندما شعرت به ينتزع حذاءها ثم سترتها، وجدت القوة لتفتح عينيها و تعترض:"ابتعد يمكنني القيام بهذا".
- لا تفقديني صبري.
- أين حنة؟
- تحضر لك الطعام.
كانت يداه حازمتين واثقتين و عندما حاولت أن تدفعه عنها أجابها:
" نحن زوج و زوجته بحق الله.وكنت أفعل ذلك من قبل"
-المر مختلف.
- كيف ؟
استسلمت.لم تستطع أن تناقشه.النقاش يتطلب اتزانا ، وفي النهاية خطر لها أنها حتما أفرطت في تناول الأدوية.
بعد أن خلعت ثيابها اندست بين الملاءات النظيفة و اسنغرقت في النوم.لكنها سرعان ما استيقظت على صوت حنة و هي تسوي الوسائد خلفها.فجلست تتناول الصينية منها :" كلي هذا كله يا حبيبتي.لا بد أنك لم تأكلي طول النهار"
فقالت بضعف و رأسها مازال ينبض بالألم : " بل تناولت غذاءا دسما وافيا"
نظرت حنة إليها غير مصدقة ، لكن مارشا لم تكن تستطيع النقاش ، بل نظرت إلى الطعام وشعرت بأنها لن تستطيع أن تأكل شيئا.لكن حنة قالت : " سأجلس هنا حتى تأكلي هذا كله.إنها أوامر الرئيس"
- أنا لست طفلة.
-هذا أكيد حبيبتي-
ووضعت حنة الشوكة في يدها باسمة ،و تنهدت مارشا و ابتدأت تأكل حتى أتت على طعامها كله ثم استغرقت في النوم قبل أن تخرج حنة بالصينية.

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 01:50 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


5- هل تخيف الحقيقة ؟


كان شعورا رائعا بالصحة و الهناء ذلك الذي تملك مارشا وهي تستيقظ في الصباح بين الأغطية الدافئة.كانت لا تزال بين اليقظة و النوم ، ومن الرضا والراحة بحيث لم تشأ أن تتحرك أو أن تفكر.كانت مستمتعة بالهدوء العميق و السلام اللذين كان ذهنها و جسدها مستغرقين فيه.
تنهدت بنعومة و هي تتذكر الأحلام الجميلة العذبة التي راودتها.أحست بلمسة رقيقة تداعب وجهها، فاستيقظت فجأة مجفلة.
- صباح الخير يا زوجتي الحلوة.
حدقت في تايلور و قد انزاح عن عينيها ستار النوم لكن ذهنها أبى أن يتقبل الحقيقة.و فجأة ، إذا بكل شيئ يعود إلى ذاكرتها...الصداع ، الدواء ، السيارة التي لإقلتها للبيت...ثم نملكها الذعر و هي ترى نفسها شبه عارية في السرير.
- هل لمستني؟ هذه حقارة.
و تشبتت بغطاء السرير مذعورة لفكرة أنه لمسها من دون علمها ، ثم جرت الغطاء إلى ما تحت ذقنها ، و هي ترمقه بنظرة ملتهبة.
كان جالسا على جانب السرير دون أن ينفي التهمة ، قال باسما :
- لماذا ؟ لأنني أحب أن ألمس زوجتي و أنظر إليها ؟
-كنت تعلم أنني نائمة.و هذا سيئ للغاية.
و حملقت فيه رهفضة الا عتراف بتأثيره عليها.
موافقته على كلامها لم تزعجه : "ربما ، ولكن مظهرك أمامي كان مغريا للغاية. وأنا لم يسبق أن ادعيت قط أنني قديس و لو في الساعة الحادية عشرة ؟
و أوشكت أن تقفز من السرير فتذكرت أنها شبه عارية :
- لماضا لم يوقظهي أحد بق الله ؟ كان لدي اجتماع هذا الصباح و يفترض أن يكون تقريري على مكتب جيف عند الظهر...لا أصدق...
- اهدأي.
فكان في قوله اقشة التي قسمت ظهر البعير ، فهو يجلس هادئا باردا ، ويتصرف و كأن عليها أن تكون مسرورة لتأخرها ساعات عن مكتبها.
- أين ملابسي ؟
سألته مرغمة نفسها على عدم الصراخ.
- في رعاية حنة.رلأت أن طقمك بحاجة إلى كي. وطبعا خزانتك ملأى بالثياب في غرفتنا.
قال هذا يذكرها ببراءة ثم سألها : " كيف أصبح صداعك ؟"
- بأحسن حال. أخبرتك الليلة الماضية أنه مجرد صداع ، ولوتركتني أذهب إلى بيتي مشيا...
- ما كنت لتستطيعين ذلك نظرا إلى كل تلك الحبوب التي تناولتها.
جعلها تبدو أشبه بمدمنة فاشمأزت من ذلك.
نظرت إلى وجهه فرأت أنه كان يتأملها بإمعان و عيناه تمعان بشكل مثير للإضطراب.ابتلعت ريقها و قالت كارهة : "شكرا لعنايتك بأموري"
-بكل سرور.
- لكنني بحاجة للإتصال بالمكتب لأشرح سبب تأخري.
- أنت لم تتأخري.لقد أخذت اليوم إجازة لمرضك ، وربما لأنهم يقتلونك بالعمل.لقد اتصلت وتحدثت مع جيف قبل كل شيء.
حدقت إليه و تغيرت ملامحها عندما استوعبت كلامه ، فقالت ساخطة :"لا يحق لك القيام بذلك من دون أن تسألني أولا"
- كنت نائمة و قد شكرتني لتوك بعنايتي بأمورك.
-هذا شيء مختلف.
وتمنت لو يقف و يخرج من الغرفة ،فقد كان وجوده بقربها يربكها للغاية
سألها مقطبا بحيرة :" هل كنت تفضلين أن يعتقدوا أنك لم تتكلفي عناء الإتصال بهم ؟ "
عدت بصمت إلى العشرة ثم سألته : " ماذا قلت لهم بالضبط؟"
أغمض عينيه لحظة و كأنه يحاول أن يتذكر الحديث بالضبط لكن مارشا لم تنخدع فهو لا ينسى شيئا.
-بالضبط؟ إنك مرضت الليلة الماضية و إنك لن تشتطيعي الذهاب إلى العمل اليوم:و قلت إنني سأتصل قبل الخامسة هذا المساء لإبلاغهم بخر التطورات.
عظيم، عظيم جدا!الان سيفكر جيف في كل أنواع الأمور.خصوصا في أي سرير أمضت الليل، وهي لا يمكنها أن تلومه.
- كفا تجهما !
كان صوته العميق الأبح يخفي ضحكا وراءه رغم أن وجهه كان جادا تماما :" إذا بقيت هكذا ستغزو التجاعيد وجهك قبل أن تبلغي الثلاثين"
- لدي الآن بعض التجاعيد.
قالت هذا بحدة لكنها لم تشأ أن تذكر الشعرات الشائبة.
- لكنني لا أستطيع رؤيتها.
و اقترب منها يدعي تفحص وجهها عن كثب،مائا الجو حولها بدفء و رائحة جسده.
حاولت أن تمتنع عن النظر إليه و إلى مدى جاذبيته و سحره فلطالما كان قادرا على تحريك إحساسها.
- إذا شئت أخبر حنة أنني جاهزة لإرتداء ملابسي ، يمكنني على الأقل أن ابدو لائقة وقت الغذاء وأسلم التقرير بعد الظهر.
فقال دون أن يتحرك :"لن أخبر حنة بذلك"
- تايلور، أنا ذاهبة إلى المكتب اليوم.
- مارشا، لن تذهبي.
نبرته الحاسمة أنذرتها بأنه ، مهما بدا هادئا ، فهو عمليا ما يقول ، وكذلك لمعان عينيه.
- يا للسخافة ! لا يمكنك أن ترغمني على البقاء و ...
أي شيء كانت ستقوله ابتلعته عندما وضع يديه حول جسدها الرشيق.حاولت أن تقاومه لكنها أدركت أن أيي حركة يمكن أن تطيح بالغطاء عن جسدها ، فتوقفت عن المقاومة.
كانت الحرارة تجري بسرعة في عروقها.
آه...كم افتقدته!... و ما ان ساورتها هذه الفكرة حتى سمعا قرعا مؤدبا على الباب.
- إنها حنة.
انتصب واقفا بينما بقيت هي يحدق فيه. و أشار إلى الفنجان الذي أصبح باردا على المنذدة بجانب السرير :" كان يفترض بك أن تشربي هذا بينما هي تعد لك طعام الإفطار"
و عندما جاء الطرق مرة أخرى ، قال لها وخو يمر بيده على شعرها يزيحه إلى الخلف : " هل يمكنها الدخول ؟ "
أبعدت رأسها عنه و هي تجيب :"طبعا"
لماذا لم تقاومه بقوة أكبر؟ ضاقت عيناه قليلا و هو يفكر في هذا ،لكنه لم يظهر لها أنه لاحظ خيبة أملها ، ونهض عن السرير قبل أن ينادي حنة لتدخل.
دخلت حنة مندفعة و دللتها مسوية الوسائد لها واضعة الصينية على ركبتيها.لكن مارشا لم تكانع في اهتمام المرأة بها ،فقد كانت حنة قد ترملت في وطنها جمايكا بعد زواجها بخمسة عشر شهرا. و الصدمة بموت زوجها غرقا أثناء عاصفة بحرية ،جعلت طفلتهما تولد قبل موعدها بشهرين.فلم تعش سوى ساعة واحدة دفنت بعدها بين ذراعي أبيها.
كانت حنة قد أخبرتها بقصتها هذه بعد خطبتها لتايلور مضيفة أنها بقيت بعد ذلك مدة طويلة شبه مجنونة.ثم بعد أن تزوجت أختها من أمريكي غني، سنحت لها الفرصة للسفر إلى أمركا لتستقر في منزل صهرها.
و ذات يوم ، عندما استضافالزوج تايلور لعدة أيام،و كان الرجلان قد تعارفا قبل سنوات في مجال العمل و أصبحا صديقين ، تعرفت حنة إلى الشاب الإنكليزي.
عندما قام تايلور إليها وظيفة في إنكلترا ، بمباركة صهرها ، بعد أن ضاق هذا ذرعا بالشجار بين الأختين قبلت حنة العمل.وهكذاجاءت لتعمل عند تليلور.
رفض هذا بقوة أن تشمله بأمومتها، لكن مارشا أدركت فورا حاجة حنة الخفية للأمومة.
عندما نما العطف بينها و بين حنة، لم تخف هذه الأخيرة حنينها إلى أن تربي قدمين صغيرتين تركضان في أنحاء المنزل.
و عندما خرجت حنة من الغلرفة ، رفع تايلور حاجبه لمارشا : " إنها مسرورة جدا لوجودك هنا"
لم تجب مارشا ، كانت جالسة و الصينية على ركبتها و غطاء السرير حولها.كانت تريد دخول الحمام و ارتداء بعض الملابس قبل أن تأكل ،و لن يتسنى لها أي من هذين قبل خروج تايلور.
فقال و كأنه قرأ أفكارها : " أتريدينني أن أتركك بسلام؟"
-نعم أرجوك !
- هذا مؤسف.
و نظر إليها لحظة ما جعلها تمتلئ شوقا : " اعتدت أن تستمتعي بالفطور في السرير معي "
ذكريات تلك الأيام بعثت الحرارة إلى وجنتيها ، لكنها قالت بابتسامة سريعة : " لكنك سبق و أن تناولت فطورك.و تلك الأيام أصبحت من الماضي"
- هذا صحيح ، ولكن ليس حاليا فقط.
- لا أظن ذلك يا تايلور.
- نحن زوجان و علي اللعنة إذا تركتك تفلتين من يدي.كنت أرجو أن تأتي إلي بنفسك لتعرفي الحقيقة و لكن يبدو أنني كنت أطلب الكثير.
و تقدم نحوها ينحني عليها :" مهما يكن فقد برهنت أنك قادرة على العيش من دوني ، و الآن يمكنك أن تبقى معي لأنك تريدين ذلك ، و أنك تريدنني شخصيا كما أريدك أنا"
و انحنى عليها فاستسلمت لعناقه رغم توبيخها لنفسها.
لكن العناق لم يدم سوى لحظات قبل أن يقف و يقول بصوت هادئ :" و الآن ، كلي فطورك كالزوجة الطيبة ، و انزعي فكرة الذهاب إلى العمل من رأسك.سنمضي النهار معا.لقد أجلت صفقة مربحة جدا لأجلك ،هذا عدا اجتماعين و مناقشة مع المحاسبين عندي"
فاندفعت تقول :" هل المفروض أن أكون شاكرة؟"
عاد يبتسم و هو يمسك بيدها يرفعها إلى شفتيه يقبل مكان الخاتم من إصبعها :" ربما ترفضين الشواهد الواضحة لاتحادنا، ولكن ليس بغمكانك أن تنبذني ما هو هنا..."
و لمس مكان قلبه:" و هو حبي.أنا أعرفك.أنت في كل نفس أتنفس"
نزعت يدها من يده و قد توهجت وجنتاها و قالت ثائرة :" عليك أن تعلم أيضا أنني لست المرأة التي تقبل الخيانة الزوجية بندا في عقد الزواج"
- لو كنت كذلك لما تزوجتك أبدا.
حدقت مارشا إليه.لم تلمس في صوته أي سخرية أو تردد ، و الأسئلة التي راودتها بعد أن أعلنت بيكي عن شكوكها في صحة ما أخبرتها به سوزان ، عادت إلى ذهنها.
اشتدت أصابعها لحظة على الصينية قبل أن تحدث نفسها بألا تكون حمقاء.ليس لدى سوزان سبب للكذب.كمل أن تانيا جميلة جدا، جميلة و ماهرة و...متزوجة؟ لكن ذلك لا يعني شيئا.سكرتيرة تايلور لم تكن متزوجة عندما علمت هي بعلاقاتهما،و هذه نقطة عليها أن تركز عليها.
- سأجعلك تعتذرين عن كل كلمة من اتهاماتك هذه لي ، أقسم لك.كان وجهه مظلما الآن ، ومرت لحظة شعرت فيها بالخوف بينما تابع :" و لكن ذلك لا يقارن بما سأفعله بالشخص الذي ملأ رأسك بهذه القذارات.هذه الخطة ستنتهي اليوم بالفشل"
- الخطة ستنتهي؟
لم تفهم ما يتحدث عنه.
تبادلا النظرات فترة قال بعدها :" كلي و سنتحدث فيما بعد"
و خرج من الغرفة.
بعد أن خرجت مارشا من الحمام دهشت لشعورها بالجوع البالغ.أتت على طبق البيض مع اللحم و السجق و قطعتين من التوست مع الزبدة و مربى العنب ثم عادت تدخل الحمام لتغتسل.و بعد خمس دقائق كانت مغمولرة في رغوة الصابون المعطر، محاولة أن تخلي ذهنها من كل شيء ما عدا المتعة التي يتقلب فيها جسدها ، و إضا بها تنتصب فجأة.
لماذا لم يضعها تايلور في سريرهما الزوجي الليلة الماضية ؟كانت في وضع لا يمكنها معه مقاومة أي عرض أو تمهيد للصاح من جانبه ، فلماذا لم ينتهز الوضع؟
منتديات ليلاس
وعقدت حاجبيها و هي تمعن النظر في الأمر.
كان بإمكانه أن يستعمل ذلك عذرا لوضعها في سريره و إن كان هذا لا يعني أنه كان يوما بحاجة إلى عذر ليفعل ما يريد.
مضت نصف ساعة أخرى من التأمل لم تصل بها إلى جواب عدا ما هو واضح و هو لا يريدها أن تشاركه غرفتهما مرة أخرى.و عندما نزلت من الحوض لم تدع هذه الفكرة تؤلمها ، لأنهما بعد أسابيع قليلة ، لم يعودا متزوجين.وعندما تترك هذا المنزل اليوم ستحرص على ألا تدع قدمها تطأه مرة أخرى.إنها لا تفهم تايلور كين و لم تفهمه قط ،و هي لن تضيع مزيدا من الوقت في المحاولات.
و بدلا من أن تكون قد ارتاحت من الحمام بقيت متوترة، و أخذت تنشف نفسها بمنشفة كبيرة.و إذا بها تتوقف فجأة و هي تحدق في المرآة أمامها.إنها بحلجة إلى أن تتحدث مع سوزان.و أخذ قلبها يخفق بسرعة لهذه الفكرة التي كانت تشغل بالها منذ حدثتها بيكي بشكوكها في دوافع سوزان.
تناهى إلى سمعها حركة في الغرفة الخارجية ثم طرق على باب الحمام فأجفلت و لفت جسدها بالمنشفة ثم خرجت من الحمام.
قال تايلور باسما : "ظننتك غرقت في الحمام"
- كان جميلا أن أستحم بالبانيو من باب التغيير ، فأنا لدي دوش فقط في بيتي.
فتبدلت نلامحه :"هذا هو بيتك"
سارت من جانبه ، متجاهلة تجاوب جسدها مع قربه منها ، ووقفت في وسط الغرفة ثم استدارت تواجهه قائلة :"هل ملابسي جاهزة الآن"
فقال دون توضيح : " لا ، و لكن كما قلت قبلا ، لديك خزانة مليئة بالملابس في غرفتنا. تعالي و اختاري ما تشائين"
تصلبت . يكفي سوءا أنها كانت في بيتها القديم هنا في غرفة الضيوف.لا تعرف كيف ستواجه دخول الغرفة التي شهدت أجمل ساعات حبهما و مشاعرهما المحمومة.لكنها لا تستطيع أن تظهر له ذلك ، لأنه سيعتبر ذلك ضعفا و يتصرف تبعا لهذا.
- هذا حسن.
رفعت رأسها و حدقت إليه.و لوى هو شفتيه :"شخصيا أظنك تبدين رائعة بلباسك هذا..أشبه بملابس شرقية...ملابس الحريم"
صرفت بأسنانها لما يعنيه بكلامه.لا شك أنه يكون لديه مجموعة من الجميلات يرقصن على أنغامه و يكن رهن مشيئته، ولكن عليها اللعنة إذا كانت واحدة منهن ،و قالت بهدوء :" لا أظن أن لف الشعر بمنشفة يستحق مثل هذا التعليق"
مال برأسه ينظر إليها متسليا :"ربما لا ، و لكن بإمكان الرجل أن يحلم ، أليس كذلك؟
و فتح باب غرفة النوم ثم انحنى قليلا :"تحت أمرك يا سيدتي"
رغم أنها كانت قد استعدت للحظة التي يفتح فيها لها باب غرفة نومها إلا أنها شعرت برجفة و هي تدخل الغرفة الفسيحة.
كانت النوافذ مفتوحة و رائحة اللافندر من الحديقة تعبق في الجو.
استقرت عيناها على السرير الكبير الذي يتوسط الغرفة بلونيه البني العاجي، أرغمت نفسها على البقاء جامدة الوجه و هي تسير إلى خزانتها.
كل شيء كان كما تركته تماما و العطر الذي كانت تضعه أثناء زواجها ، مازال شذاه في الجو.

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 01:52 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تكملة الفصل الخامس


غصت و هي تسحب بنطلونا و قميصا صغيرالكمين و ملابس داخلية و حذاءا منخفض الكعب من الخزامة.كانت لا تزال مصممة على الذهاب إلى العمل بعد الظهر لكنها لن تذكر ذلك إلا بعد أن تستعد للرحيل.
بعد أن أغلقت الخزانة أومأت لتايلور : " شكرا"
و كان هو متكئا على الجدار البعيد ، مشبكا ذراعيه على صدرهو على ملامحه مظهره شرود.
و تابعت :" أراك في الأسفل"
- ما هو شعورك و أنت تعودين إلى هنا؟
- ماذا ؟
فاجأها تماما بهذا السؤال فبدا الذعر في عينيها لحظة سرعان ما سيطرت عليه قائلة :" إنها غرفة رائعة"
فقال بهدوء : " ليس هذا ما سألتك عنه"
- بماذا تظنني أني أشعر ؟
شعرت بنفسها تحملق فيه الآن فنبهت نفسها إلى الحذر ، فلا تحديات و لا إظهار مشاعر.فأضافت بسرعة : " أظنني حزينة قليلا"
سطع شيء في عينيه لقولهاهذا : " حزينة قليلا؟حزينة قليلا كما أن احشاؤك تنقطع من جذورها ، أم كالشعور الذي يتملكك عند حضورك فيلما مؤثرا ؟"
- تايلور...لا أريد أن أجيب.
- أحقا ؟ طوال الوقت ونحن نفعل حسب رغبتك فإلى أين وصلنا؟ كنت أريد أن أعرف بماذا تفكرين و لو مرة طوال فترة زواجنا...كان علي أن أسحب الأفكار من رأسك.سئمت من ذلك.
حدقت إليه و عيناها تلتهبان لثورة طبعها : " أنا لم أطلب منك أن تحضرني إلى هنا.و إذا كنت قد سئمت مني ، أليس الأفضل لكلينا أن أرحل الآن؟"
- أنت كالعادة لا تسمعين جيدا ما أقوله.
و بخطوة واحدة كان أمامها يمسكها بكتفيها : " أنا لم أقل إنني سئمت منك.لم أرغب قط في امرأة تتعلق بي و تعيش في ظلي عاجزة.لكنك أنت شيء آخر ، وكان هناك جدارا غير منظور حولك ، ومهما ارتفعت صاعدا إليه لا أصل إلى القمة.لم أشعر طوال الشهور التي أمضيناها معا أنني أحدثت ثغرة في الجدار الذي تحيطين به شخصيتك الحقيقية"
- وهل لهذا خنتني مع تانيا ؟ لأنني لم أقععلى قدميك و أعبدك كالأخريات ؟
- ساعجني يا الله ! هل لك أن تسمعيني يا امرأة ؟ كلامي هو عني و عنك و ليس عن تانيا أو أي شخص آخر.منذ عرفتك لم أنظر إلى امرأة أخرى قط.
- لا أصدقك.
- لا ؟ أتدرين لماذا صدقت تلك الأكاذيب عني و عن زواجنا بهذه السهولة ؟ لأنك خائفة من الحقيقة.
- أنت مجنون.
- بسببك! لا بد أنني كذلك لصبري على كل هذه النفاهات.أنت تموتين من فكرة كشف نفسك و منحي كل شيء.هذه هي العقدة في كل هذا.أي أنك إذا وثقت بي سأخذلك...هذا ما حدثت به نفسك منذ اليوم الأول، ثم و يا للدهشة أخبروك بالضبط ما كنت تنتظرين أن تسمعيه...بأنني سيء الخلق...و أنني أقيم علاقات...لا بد أن هذا أفرحك.
- أنت تؤذيني.
بدت شاحبة فأجاب : " تبا لم يا مارشا ! "
و كانت لشتيمته تلك قوة الصراخ فكادت تجفل قبل أن تتمالك نفسها.
تراجع إلى الوراء خطوتين ثم دس يديه في جيوبه:
- أما زلت تصدقين أنني مذنب ؟
سألها بصوت عابس فاتر أخافها أكثر من غضبه فأجابت دون التبصر في كلماته : " لم أعد أدري ما علي أن أفكلر فيه.كنت واثقة...أعني لماذا قد يؤلف شخص ما أمرا كهذا ؟"
هز رأسه متهكما : " هيا لا يمكن أن تدعي أنك بهذه السذاجة.هناك مئة سبب و سبب يجهل الناس ساخطين "
لكنها أختك...أختك ! و ظنت لحظة أنها نطقت بذلكبصوت عال ، و لكن عندما لم تتغير ملامحه ادركت أن ذلك كان في ذهنها.
- كنت أرجو ، عندما أصبح لديك الوقت للتفكير في كل هذا ،أنك ستبدأين بالتحقق على الأقل. ولكن لم أجد منك سوى الصمت.لا اتصال ، ولا جواب على رسالتي.و هكذا حدثت نفسي بأن أصبر وأنتظر.لقد أحببنا بعضنا البعض و ليس بإمكان أحد أن يلغي ذلك.
حدقت إليه لحظة قبل أن تدير رأسها جانبا.كان في أعماقها شعور فظيع بأن كل شيء عاد يتحرك مرة أخرى.لقد دربت نفسها على التحرر منه و إذا به يعود إلى حياتها و هي لا تريد أن تفعل ذلك
أغمضت عينيها و تتقبضت يداها بجانبها : " لماذا تفعل ذلك ؟ "
- لأن على شخص ما أن يفعل ذلك.أنت تتخلين عن كل ما بنيناه دون أن تكافحي لأجله.و أنا أدرك ذلك الآن.لذا يعود الأمر إلي لكي أكافح لأجلنا معا.من الذي أخبرك بذلك ؟
-لا..لا أستطيع أن أقول...لقد وعدت .
شتم بوحشية : " أنتوعدتني بأكثر من ذلك.هل نسيتي؟ وعدتني بالحب و الصدق ، بالإهتمام بي في المرض و الصحة ، أنت مدينة لي".
- تايلور أنا ...
- لو كان ذهني منفتحا، لقمت بهذا العمل منذ شهور ، بدلا من الإفتراض بأنك تستطعين موازنة الأمور بالمنطق كأي إنسان عاقل.
هذا جعلها تفتح عينيها و ترفع رأسها.أرادت أن تصرخ و تضرب الأرض بقدميها كطفلة.إنه يصر أن يلومها هي :في حين أن الشواهد كلها ضده.هو لن يعلم قط كم تألمت عندما اتصلت بالفندق فردت عليها تانيا بصوتها المثير من غرفتهما.و قالت متوترة : " أنت لن تحب أن تعلم من الذي أخبرني.صدقني."
- بل أحب.
كانت عيناه تخترقان عينيها ، كما زاد وجهه قساوة عما كان عليه من قبل.
حدقت إليه و اسم سوزان على طرف لسانها.إذا هي أخبرت تايلور بأن أخته خانته ، ماذا سيفعل بعلاقتهما ؟
هو ليس رجلا متسامحا ، و هي تعلم ذلك.سواء كانت اتهامات سوزان صادقة أم لا ، فهو سينبذها من حياته و سيعني أن زوجها ديل سيخسر عمله و لربما بيتهما ، لأن لا أحد سيدفع راتبا لديل كما يدفع له تايلور.طبعا إذا مانت سوزان كاذبة فهي تستحق ذلك و أكثر... ولمن إذا لم تكن ؟ وتايلور ؟ماذا سيفعل ذلك به ؟ إنه يحب أخته ،فهي كل لأسرته.آه ،ماذا عليها أن تفعل ؟ إنها في وضع حرج هنا ، وهو كذلك.فأخته تحتل في قلبه مكانة خاصة ، مثله في قبها ، وهذا ما يجعل الأمر مستحيلا.أليس من أن سوزان تقول الحقيقة؟
- آسفة يا تايلور !
و بقيت عيناها ثابثتين بالرغم من إظلام وجهه.
- فهمت.
لا ..لا إنه لم يفهم ، ولكن ماذا تستطيع أن تفعل؟عليها أن تذهب و ترى سوزان في أسرع وقت ممكن.ربما الحديث معها سيجلي بعذ الأشياء : " أنا...أنا...لا ...لا أستطيع أن أخبرك...كنت سأخبرك لو استطعت و لكن..."
- انسي ذلك.
و كان صوته حازما باردا للغاية.
- أنسى ذلك ؟
و فتحت فمها بدهشة.
- اذهبي و ارتدي ملابسك يا مارشا.
مرت بيدها بالرغم عنها ، تلمس صدره الفسيح بإشارة عاجزة تحمل الكثير من التوسل.لم تتحرك عضلة في وجهه بل كان ينظر إليها فقط بعينين ضيقتين باردتين.
عندما عادت يدها تسقط إلى جانبها ، استدارت بسرعة و اجتازت الغرفة ، دون أن تنظر إليه مرة أخرى ، متجهة صوب غرفة الضيوف و ساقاها ترتجفان.و في الداخل أقفلت الباب و عيناها تحترقان بدموع لا تنسكب ،و في حلقها غصة تهدد بخنقها.لقد انتهى كل شيء بينهما ، هذا ما حدثها به عيناه.
سارت إلى السرير و استقلت عليه و هي مازالت تحمل الملابس بين يديها.لم يعد يريدها.قال إنه سئم منها،و آخر دقيقة أثبتت ذلك.و عليها أن تكون مسرورة.
ضغطت يدها على فمها و دموعها تنهمر بسرعة و هي تهتز بحزن شاعرة بالوحشة و التعاسة و الوحدة كما لم تشعر قط من قبل.
و بعد ذلك بخمس دقائق تمالكت نفسها و مدت يدها إلى الهاتف تطلب سيارة أجرة ، ثم ارتدت ملابسها بسرعة و سوت شعرها.
لن تستطيع قضاء بعد الظهر في صحبة تايلور.إنها تشعر بالإضطراب البالغ.قد يبدو هذا هربا...و ربما هو فعلا كذلك! تناولت حقيبة يدهاو أخرجت مفكرة كتبت على ورقة منها كلمة قصيرة لحنة قالت فيها إنها ستتصل تها قريبا و تتفقان على مكان تلتقيان فيه.ثم نزلت السلم و تسللت خارجة من المنزل.وتملكها الإرتياح لرؤية سيارة الأجرة تنتظر خلف المدخل حتى شعرت برغبة في تقبيل الرجل الأصلع خلف المقود.
صعدت بسرعة و هي تعطيه عنوان عملها حتى إذا جاء تايلور في أثرها ، و هذا محتمل جدا ، فهي تنفرد به في غرفتها.
لم تستعد أنفاسها إلا بعد أن ابتعدت بمسافة جيدة و طوال الوقت كانت تشعر و كأن يدا ستربت على كتفها في أي لحظة و صوتا تعرفه جيدا يناديها باسمها.و عندما أصبحت في المصعد متجهة إلى مكتبها ، عند ذلك فقط أدركت أنها نجحت في الهرب.
ومن الغريب أنها ، في تلك الحظة ، شعرت بأنها لم تكن يوما في حياتها أتعس مما هي الآن.

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 01:57 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

6- رجل وحب ... ووجع قلب !


- متى تظنينه سيدرك أن الطير هرب من العش ؟
سألتها بيكي ذلك وهي تضع أمامها كوب قهوة .
- لا بد أنه أدرك الآن ذلك.
- هل أنت قلقة ؟
فاشتدت أصابع مارشا على الكوب : ( لا ،ولماذا ؟ أقلق ؟
إنه لا يملكني . وطبعاً لن أنتظر أن يقول ما إذا كان علّي أن
أذهب إلى العمل أم لا ) .
فقالت بيكي موافقة تماماً : ( هذا جيد من ناحيتك. عليه أن يزحف إليك
على يديه ورجليه طالباً المغفرة للمعاملة التي عاملك بها ).
نظرت مارشا إليها مستغربة . أترى بيكي تغيرت منذ أمس بشكل ما ،
أم هي مخطئة ؟ كانت تحثها على أن تشكك في اتهامها لتايلور بينما هي الآن
وكأنها تريد أن تلكمه على أنفه . فسألتها يفتور : ( ماذا سمعت ؟ )
- سمعت ؟
احمر وجه بيكي وهي تجلس خلف مكتبها متشاغلة ببعض الأوراق
وهي تقول : ( ما الذي جعلك تظنينني سمعت شيئاً؟)
لم تعبأ مارشا بالجواب بل رفعت حاجبيها ونظرت إلى بيكي تنتظر الجواب .
مرت لحظة صمت قالت بيكي بعدها : ( إنه مجرد شيء قالته جاني ) .
- وما هو ؟
- وقعت بينيلوب عقداً مع شركة كين الدولية . زوجك سيخرج معها للعشاء احتفالاً بذلك.
هزت مارشا كتفيها بقدر ما أمكنها من خفة : ( إنها بلاد حرة ) .
- العشاء في مطعم ( هوت سبوت)
استغرقت مارشا لحظة كي تمنع صوتها من الأرتجاف : ( نحن منفصلان يا بيكي . يستطيع أن
يرى أي امرأة يريدها ) .
قالت بيكي : ( لم أحب قط الرجال الطوال السمر . . . خصوصاً عندما يكون غرورهم قاتلاً)
نظرت المرأتان إلى بعضهما البعض لحظة قبل أن تبتسما بضعف ،
ثم قالت بيكي بهدوء : ( سأحضر لك ما تأكلينه بينما تكتبين ذلك التقرير).
- شكراً.
مرت بقية النهار دون حادث يذكر .
وأصرت بيكي على أن تتناول مارشا العشاء معها ومع زوجها . وبعد قضاء
سهرة بهيجة في شقتها أوصلاها إلى بيتها وانتظراها في الأسفل حتى لوحت لهما
بيدها من الشرفة ، مطمئنة .
كان نومها تلك الليلة سيئاً ونهضت في السادسة وأخذت حماماً ساخناً طويلاً.
الحمد لله أن النهار هو الجمعة وأمامها العطلة الأسبوعية تصرف أثناءها كل أمورها .
إنها بحاجة إلى نزهة في الهواء الطلق لتعيد ترتيب أفكارها .
لطالما كان هذا يشعرها بالتحسن في طفولتها وسنوات مراهقتها حين تهرب
من المدرسة الداخلية وتتسكع في أراضي الميتم فتبقى هناك إلى أن يعثروا عليها .
كانت دوماً تحدّث نفسها آنذاك بأن أمها ستعود إليها يوماً مفتوحة الذراعين
لتخبرها باكية كم تحبها . . . ولهذا السبب ، كانت ترفض الرحيل عن الميتم رغم كراهيتها لذلك المكان.
وعندما تركت أحسن صديقاتها الميتم واعداه إياها أنها ستراسلها وتزورها .
بدأت تدرك أن ما كل ما يتمناه المرء يدركه . ولكن ، حينذاك ، كان الوقت قد فات.
كان التقرير عنها أنها منطوية صعبة ، خرقاء غير لبقة . وبعد ذلك تحولت الفتاة الدميمة
إلى امرأة جميلة خجول تعلمت أن عليها أن تعتمد على نفسها في هذه الحياة كيلا يخيب أملها
إذا توقعت شيئاً من أي شخص ، ولن يستطيع أحد أن يؤذيها إذا لم تسمح هي له بالأقتراب منها .
ولكن لم ينجح هذا الأمر مع تايلور . فمنذ اللحظة التي رأته فيها ،
رغبت فيه . رغم أنها أدركت أن ذلك جنون .
أقفلت الدوش ولفت شعرها بمنشفه ثم خرجت إلى الغرفة التي كانت
أشعة الشمس تتسلل إليها مبشرة بيوم دافئ آخر.
نعم ، كانت تعلم أن ذلك كان جنوناً . أخذت تكرر ذلك وهي تجفف شعرها .
طارحة على نفسها ألف سؤال وسؤال : ( هل كان يريدها
هي مدى الحياة ؟ هل كان بحاجة إليها كما كانت بحاجة إليه؟
هل سئم الزواج؟ أم سئمها هي ؟ هذه الأسئلة سممتها منذ اليوم الأول .
لقد أصر على براءته تلك الليلة منذ ثمانية عشر شهراً ومازال
مصراً حتى الآن . هل أرسل إليها فعلاً رسالة أوضح فيها رقم هاتف
ذلك الغريب الذي سمح له بأن يشاركة غرفته في ألمانيا؟
من السهل عليه الآن أن يقول هذا بعد كل هذا الوقت .
أجفلت لرنين الهاتف بجانبها ، ونظرت إلى ساعتها .
من هو ذلك الذي يتصل بها في السادسة والنصف ؟
رفضت أن تعترف بأنها كانت تتوقع أن يكون تايلور ، ولكن ما إن رفعت السماعة
وسمعت صوته حتى أخذت دقات قلبها تتسارع .
ذكر اسمها فقط وبصوت هادئ فلم تستطع أن تعرف نوع مزاجه.
- مرحبا تايلور .
سّرها أن صوتها لم يكشف من شعورها .
- هل أيقظتك ؟
بدأ أن المراوغة أفضل جواب ، لم تشأ أن تعرف أنها استيقظت مع الطيور
وأنه كان يغزو أحلامها في النوم واليقظة .
وقالت بهدوء : ( إنها السادسة والنص صباحاً ، وأنا لا أستيقظ عادة قبل السابعة ).
وكان هذا صحيحاً . فقال : ( أنا لم أستطع أن أنام )
وكان صوته دافئاً رقيقاً مما جعله يؤثر على أعصابها بشكل جنوني .
- بقية الناس يتناولون في مثل هذا الوضع كتاباً وليس هاتفاً .
- أنا لست بقية الناس .
وكان هذا أصدق شيء قاله !
وحاولت أن تتكهن أين هو : إنه لا يبدو غاضباً ، لكنه دوماً كان قادراً
على أن يخفي غضبة جيداً .
فسألته بحذر : ( ماذا تريد ؟)
- أريدك أنت ، لكنني أرضى حالياً بالفطور .
في أحلامه ! وأرغمت نفسها على ضحكة متهكمة : ( لا أظن ذلك)
- لا ؟
- لا .
- آه ، حسنا . أظن بإمكاني أن أقذف حجارة على نافذة السيدة تيت كولنز
وأرى إن كانت ستساعدني في الدخول .
نظرت إلى السماعة وكأنها تحاول أن تستوعب مضمون ما قاله لتوه : ( أين أنت بالضبط؟)
وسكت لحظة متعمداً : ( حسناً ، أنا بالضبط على الرصيف أمام مدخل المبنى الذي تسكنين فيه ).
هل هو خارج المبنى ؟ مضت لحظة تملكها فيها الإغراء بأن تقول له بأن يوقظ السيدة تيت كولنز .
لكنها لم تشأ أن يجلس في الطابق الأسفل ويخبر السيدة كولنز شيء عن وضعها .
لذا حاولت للمرة الأخيرة :( اذهب إلى بيتك يا تايلور )
- كلا .
- ألا تهمك رغبتي بشيء ؟
- أبداً ، لقد سرنا تبعاً لرغبتك شهوراً . وعلى ماذا حصلنا ؟
لم نقترب من أي حل بل أصبح الأمر أكثر تعقيداً.
- يمكنني أن أحصل على أمر رسمي يمنعك وبهذه الطريقة لن يعود بإمكانك أن تضايقني .
فقال متهكما : ( جربي لكنني أشك في أن أي محكمة في البلاد ستوافقك على أن تقديم عشاء لك
ومساعدتك وأنت مريضة وزيارتك حاملاً فطوراً يُعد مضايقة ) .
تنفست بعمق لتكبح غيظها إزاء صوته الواثق : ( سأفتح الباب ) .
- شكراً .
بعد ذلك بدقيقة طرق على الباب بخفة وكانت قد أسرعت بارتداء بنطلون أبيض
مع قميص صيفي . كان شعرها المبلل يلمع كالحرير عندما فتحت الباب .
ورأت تايلور محملاً بالأغراض وعلى ثغرة ابتسامة متراخية وعيناه العسليتان تعكسان
أشعة الشمس الذهبية .
- صباح الخير .
أمالت رأسها جانباً لتحجب عنه تأثير وجوده عليها . كان يرتدي جينز وقميصاً أسودين فبدا رائعاً .
قالت مكرهة : ( أدخل ) .
رفع حاجبه للهجتها لكنه لم يقل شيئاً بل دخل الغرفة .
لم يستطع أن يخفي دهشة : ( إنها غرفة رائعة)
- أنا أحبها .
وكانت قد فتحت باب الشرفة الصغيرة ، فاجتاز بعد أن وضع الأغراض على الطاولة .
ثم أخذ ينظر من خلال النافذة إلى سطوح البيوت لحظة ،
التفت بعدها إليها : ( هل كان عليك أن تتعبي كثيراً على ديكور الغرفة عند انتقالك إليها ؟)
- كثيراً .
بدا غريباً أن يقف في بيتها الصغير ، ولتغطية اضطرابها ابتدأت تفتح
أكياس الطعام التي أحضرها أثناء إسهابها في ما أحدثت في الغرفة من تغييرات.
منتديات ليلاس
لقد أحضر الكرواسان الساخن كما أحضر المربى وجبناً وبيضاً مسلوقاً وبطاطس
وسلطة وشمام وكيوي ومانغا وفواكة أخرى وعصير لبرتقال الطازح .
بالإضافة إلى باقة ورود حمراء يتقطر منها الندى .
- هل كان لديك مانع حقاً في أن أحضر اليك الفطور ؟
كان واقفاً خلفها وأنفاسه الحارة تلفح رقبتها .
لكنها لم تنخدع بلهجته الرقيقة المغرية ولا بسحره الخاص .
وقالت وهي تتخذ من إحضار الأطباق عذراً للابتعاد عنه قليلاً : ( نعم، في الواقع)
- لماذا؟
استدارت إليه فوجدت نفسها تواجه صدره الصلب : ( لأن هذا هو بيتي وأنا أفضل أن أدعو الزائرين )
وعندما همّ بأخذ الأطباق منها قالت : ( يمكنني أن أتدبر أمري ، شكراً )
- أنا واثق من ذلك .
ومع ذلك أخذها منها ووضعها على المائدة ثم جلس وهو يتابع :
( لكن في الحياة ما هو أكثر من التدبر ، أليس كذلك ؟ )
لم تشأ أن تدعه يستدرجها فقالت : ( أنت تعلم ماكنت أعنيه )
- وأنت تعرفين ما عنيته . أنا شبه ميت منذ ثمانية عشر شهراً .
ألا تشعرين بالشيء نفسه ؟
أثناء كلامه مال بكرسيه إلى الخلف ، وهذه الحركة البسيطة بعثت في داخلها
مشاعر جسدية دافقة بم تستطع أن تصدقها .
- أنا بأحسن حال .
وحدقت إليه مباشرة رافضة أن تطرف بعينها وهي تكذب .
فقال بارتياح : ( مهارتك في الكذب تحسنت ، لكنك لن تصبحي
قط أستاذة في هذا الفن )
- أرى أن غرورك ما زال حياً .
كانت قد عزمت على ألا تكشف عن أي شعور ، لكن عينيها الآن تلتهبان غضباً.
حدق إليها بوجه غير معبر ولكن بابتسامة خفيفة أغاظتها أكثر من أي تحد.
- أسترخي ! هذا مجرد فطور . أتفقنا؟
- لم أتوقع منك أن تتصل بي مرة أخرى بعد الطريقة التي تركت فيها البيت .
فقال بلطف : ( أنت تعلمين أنني لا أستطيع البقاء بعيداً عنك)
- لكنك نجحت في ذلك طوال عام ونصف .
كانت نوت أن تجعل كلماتها جارحة ، لكنها أتت كئيبة حزينة.
- لقد أخبرتك السبب . لقد فعلت ذلك كي تحللي الأمور وتري الحقيقية بنفسك وتبدأي بالمصالحة.
- حسناً ، وهذا لم ينجح كما ترى .
فابتسم : ( أحياناً أنا أفهم الأمر خطأ . المفروض أن يسرك هذا)
هزت كتفيها والتقطت طبق فاكهة وإذا به يأخذه منها قائلاً بلطف وهدوء :
( أنظري إلي ! ألا ترين أنني كنت أعاني الأمرّين أثناء الشهور الأخيرة ؟
ألا ترين أنني كنت نصف مجنون؟)
أثناء حديثه ، مرر أصابعه على خدها بينما ضمعا بذراعه الأخرى إلى جسمه الدافئ.
فقالت : ( دعني ) .
أتى اعتراضها ضعيفاً واهناً لكن كليهما أدرك ذلك .
قال بصوت أرق وهو يتأملها : ( كنت أتوق إلى أن ألمسك ، أشعر بك ، أشمك ...
ولم أفكر في غير هذا . عندما كنت في ذلك النزل البائس . اعتدت أن آتي آخر الليل
وأوقف سيارتي على مسافة أمتار ، فقط لأشعر أنني قريب منك.
مانسبة هذا إلى الجنون ؟ ثم ، عندما انتقلت إلى هنا ، رفعت الهاتف للاتصال
بك لآلآف المرات ) .
- ولماذا لم تتصل ؟
- ظننتني أفعل الأفضل لنا معاً . لأجل مستقبلنا .
أولئك الذين سمموا حياتنا يجب أن يلقوا جزاءهم .
وطبع على جبينها قبلة رقيقة سلبت منها عقلها .
- أنت امرأة رائعة ! أتعلمين هذا ؟ فيك كل ما أريده .
وشدها إليه بذراعيه ، فتلهف جسدها شوقاً إليه . بينما عاد فكرها إلى الوراء
مسترجعهاً أيام الماضي العذبة .
- يا للجمال الرائع ! . . . جمال آسر للقلب .
لم تستطع إلا أن تتجاوب معه وهي تتأوه والأحاسيس الحارة تنبض في
جسمها وكأن نيراناً تسري فيه .

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, ثم عاد الأمس, helen brooks, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, the passionate husband, هيلين بروكس
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t99102.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-04-10 11:09 PM


الساعة الآن 08:48 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية