كاتب الموضوع :
ميثان
المنتدى :
القصص المكتمله
مراهقة مع الأطعمة!
وأشهد بالله،وأحسبني صادقأ،أنني خلال سني المراهقة لم أكن مراهقاً إلا في علاقتي مع
الأطعمة وأصناف الأكلات،وأظن وأرجو أن يكون هذا ظناً ليس من الإثم في شيء،
أنها علاقة عذرية،فلم آكل يوماً لحمة دون علم أهلها،ولا واعدت فطيرة على حين غرة من عشيرتها،
ولا أنا الذي منيت صحن حمص،ولا حساء،ولا إيدام،بما لم أحققه لهم،
(وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين).
لطالما نظرت إلى محمر ومشمر فأطرقت صامتاً كحكيم،وسلهمت عيني كعاشق،
أما قول السيدة أم كلثوم رحمها الله :
"أروح لمين؟وأقول يامين ينصفني منك؟ما هو أنت فرحي وأنت جرحي ..."
فما رددته لغير صحن كبسة كان يتزين لي كغانية تستدرج يافعاً أصابها شبابه وفتوته في مقتل!
وما أكثر ما حورت أبيات الشعر لصالح شهيتي ورغبتي باتجاه كل تلك النصائح السامجة،ا
لتي كان بعض الناس يسديها لي بوجوب تخفيض وزني.
ذات يوم كنت على مائدة عائلية وقد استويت عليها بعد طول جهد مع ا لدسم،لأتفرغ للحلوى
،فرمقتني عين سيدة من قريباتي بما لم يعجبني من نظرات،فغضضت طرفي عنها كان لم
يصبني منها بأس،حتى أكثرت النظر إلى،ثم أتبعت تعليقاً على فتكي بأطباق الحلوى واحداً
تلو الآخر،بأن ذلك لا يجدر بسمين مثلي!
لم أجد أنسب للرد عليها من إكمال الطبق بشهوة أكبر،واستطعام أكثر،وترديد لقول الشاعر
وأنا أخاطب الأطايب من الأطعمة:
أجد الملامة في هواك لذيذة ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,حبا لذكرك فليلمني اللوم
|