كاتب الموضوع :
ميثان
المنتدى :
القصص المكتمله
-1-
***وزن رافعة***
عندما أتذكر أني كنت أحمل على قدمي أكيالاً يبلغ تعدادها أكثر من ١٨٥ أصاب بالذهول،وأحاول أن
أغير موضوع الفكرة،مع أن القدرة على الإنجاز تروقني كثيراً.
بدأت كتابة ذكريات سمين سابق في نهايات فبراير ٢٠٠٤ م،وكنت حينها فقدت نحو خمسين كيلاً من
وزني خلال ستة أشهر .كان قرار التخلص من هذا الترهل في شهر آب (أغسطس) ٢٠٠٣ م.وأقدم
هذا الكتاب
للقارئ العزيز بعد أن فقدت عضويتي في نادي المئة.
أمر محزن أن تفقد أهليتك للانضمام لعضوية ناد ما،وإن كانت الرابطة الج امعة بين أعضاء هذا النادي
شحومهم ولحومهم،طابت لهم الحياة.
لقد كنت أشبه ما أكون برافعة،أو آلية عسكرية،أو مدرعة من مدرعات القتال،وإن كان السلم
وكراهيةالعنف يغشياني من رأسي حتى أخمص قدمي،سابقاً ولاحقاً،وفيما بينهما.
أحياناً عندما أتأمل أني فقدت نحواً من نصف وزني،أتخيل أني ألقيت عن كاهلي رحلاً ممتلئاً يقارب
وزنه التسعين كيلو جراماً! أنها حالة لافتة،ومؤلمة،ومثيرة،في آن واحد.
إن الرجل الذي يزن تسعين كيلا ً،لا يصنف بأنه ذو وزنٍ للريشة،ولا وزن الديك،بل هو من الأوزان
الثقيلة،وأقول الثقيلة،حتى لا أنساق في أوصاف تؤذيني الآن قبل أن تؤذي غيري.
كان الرجل ذو التسعين كيلاً،هذا الذي ألقيته عن ظهري،يشاركني استخدام ذات
الرجلين،والقدمين،والساقين،وذات الركبتين .كان يشاطرني النوم،وأحمله معي في كل مكان – وربما
كان هو
يحملني – حيثما حللت،وحيثما لم أحل،ذاهب اً وآتياً،راجلاً وراكباً،مسروراً ومكتئباً،واقفاً وقاعداً،نائماً
ومستيقظا،في الحضر والسفر،وفي الحل والترحال!
الآن أتذكر الرجل خاصة عندما أشاهد الإعلانات التجارية،لشامبو وبلسم في آن واحد،أو لجريدتين في
جريدة،عندما يستخدم المعلنون جملتهم الشهير ة:
(اثنان في واحد). لا يقفز في ذهني إلا أنا وهو يوم كنا اثنين
في واحد .أقول ذلك وأنا أجمع أطراف الدبلوماسية بين أصابعي وفي فمي،وإلا لقد كنا ثلاثة
في واحد،وربما
أكثر من ذلك!
أكثر الأشياء فرحاً بالتخلص من هذا الرجل الرمزي هي ركبتاي اللتان تئنان ألماً من هذا ا لثقل
الفاحش،ولا مكترث لأنينها،ولا سامع لعويلهما،ولا مجيب لدمعات كانتا تسكبانها،وكأن ذلك كله كان صرخة
في واد سحيق لا صدى فيه يصل إلى أحد،وبالذات...أنا،الثلاثة في واحد!
على الرغم من المتع ة في التخلص من كل زائد،لا يفترض أن يكون موجوداً،إلا أنني بحكم كو ني إنساناً
أليفاً،أعترف بأنني أتذكر صاحبي الراحل،بشي من الود،وإن لم يكن بالكثير من هذا الود،على الأقل
من باب العشرة الحسنة.
حتى اللحظة ونحن في الأشهر الأولى للعام ٢٠٠٦ م أبدو لنفسي ثقيلاً بحاجة إلى التخلص
من المزيد من الشحوم.
التعديل الأخير تم بواسطة ميثان ; 23-11-08 الساعة 08:12 PM
|