كاتب الموضوع :
ميثان
المنتدى :
القصص المكتمله
إشكاليات ملابس البدين!
أما الحديث عن الملابس بالنسبة لسمين مثلي،فهو أيضاً،ليل ليس له آخر .
فالأسوياء أجساداً،عندمايتسوقون في محلات الملابس،يبحثون عن ما يعجبهم،ثم يسألون
عن المقاس المناسب لهم .
أما أنا فكنت اسأل عن المقاسات التي تحتويني،ثم اختار منها،إن كان هناك مجال لخيارات،
وما أقل ما يكون.
هذا في الزي الإفرنجي،أما في الثياب العربية،فثمن ثوبي يوازي ثوبين لشقيقي
على سبيل المثال وذلك بالنظر إلى عدد الأمتار المستخدمة في الخياطة.
مشكلة انعدام الخيارات في الملابس الجاهزة يجعلك تلجأ إلى التفصيل والحياكة أو الخياطة،
وهذه مشكلةأخرى،فليس كل خياط متقن،وان أتقن تصميماً لم يتقن الآخر،
(وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر).
المضطهدون في الأرض!
ولما سبق،فنحن مضطهدون معاشر البدناء وظيفيا ً،إذ نتساوى في الكوادر والسلالم الوظيفية مع
غيرنا،
رواتبنا وغيرنا سواء بسواء،مثلا بمثل، مع أننا نستهلك أضعافهم في الملبس والمأكل
والمشرب والمركب.
وللندرة ثمنها،فلا بد من دفعه،وإلا اضطرانا إلى خدش الذوق العام عندما نخرج إلى الشوارع
زلطاً ملطاً،وأشهد أن الذوق حينها سيصاب بشرخ لا مجرد خدش.
ما زالت بعض المشاهد تتراءى أمامي،فعندما كنت أنوي السفر خارج السعودية،قبل أن أنتقل
إلى دبي،أشرع بالطواف على محلات الملابس بحثاً عن مقاساتي،
وما أكثر ما أعود من المولد بلا حمص ولا تبولة،ولا إيدام.
ذات يوم مررت ببائع شاطر،قال لي مرحباً بأسلوب تسويقي وطريقة دعائية،
إن احتياجي عند ه، فتهللت أساريري،وهششت به وبششت،
ثم أخرج لي بنطالاً،فآخر،فثالثاً و رابعاً...وهكذا.
وكلما جربت أحدها في غرفة القياس وجدته مناسباً للساقين لا لما فوقهم ا!
فقلت له إنها لا تصلح بعد عناء قال لي بلهجة شامية:
"يا خيي إنتا كمان بدك تخس لك شويتين"!.
أصابني خجل العذارى في مقتل،ووافقته قبل أن أخرج مطأطئ الرأس،وما أكثر ما كنت أفعل .
تذكرت فندق بيروت ولازمتني حالة البهو وأفكاره من جديد.
|