كاتب الموضوع :
ميثان
المنتدى :
القصص المكتمله
دك المراحيض!
عندما تكون بدينا في العالم العربي يغشاك إحساس دائم بأن لا أحد يحفل بك،وكثيراً ما يصل تفاعلك
الجمعي منتهاه،حتى تبلغ مدى لا تحفل فيه أنت بنفسك،ولو فعلت،لربما لم تكتنز أرتالاً من
الشحوم تنثرهابخيلاء وعدم اكتراث في أرجائك!
سلسلة المعاناة،وأحاديث الإحراج،بحر لا ساحل له.
وإن كنت تحدثت في الفصل الأول عن معاناة السمين بين السماء والأرض،فإن الإخلاد إلى
الأرض يحمل هماً أشد،إذ هو في النهاية نزول،وليس سام كمن هبط.
اذكر أنني كنت في رحلة استجمام مع ثلة من الأصدقاء إلى بيروت في منتصف التسعينيات .
يممناوجوهنا صوب الشرقية،وهناك التأم شملنا في فندق جميل محاذ للشاطئ.
بعد ساعات من الوصول،ولفرط إنسانيتي وجدتني مضطراً لاستخدام دورة الميا ه.
هناك صنف من المراحيض،أجلكم الله،لا يتكئ في ثقله على الأرض بل على الجدار .
اعتقد أن أفضل وصف يمكن أن أسديه لمرحاض كهذا،هو أنه غبي،
وفي التفاصيل بيان للسبب.
جلست على المرحاض لأقضي حاجتي،لكنني قبل أن أفعل قضيت عليه!
وجدتني أنا،والمرحاض في درجة واحدة متساويين على الأرض إلا أنه انتثر أشلاً،وليتني كنت
مثله،فربما تخلصت من بعض أشلائي بدعوى نسيانها!
سمع الرفاق صوت الدوي فظنوه انفجارا ً.كان الطيران الإسرائيلي قبلها بليال معدودة يخترق
الأجواءاللبنانية،لكن الصحاب لم يتخيلوا أن طيران جسدي حطم المرحاض تحطيماً.
بدا لي الآن،أني لو كنت حينها طائرة لما جاوزت ال( 52حجماً وليس في القدرات بطبيعة الحال.
ضحك الأصدقاء علي طويلاً،وكان هذ ا ما جرت به عادتهم،حفظ الله لهم جميل عاداتهم
وخلصني وإياهم من قبيحها.
ترى صديقك صغيراً عندما يقهقه عليك،وأنت في حالة مأساوية،ثم تتخلل ضحكاته المجلجلة عبارةفاترة يقول فيها
عسى ما تعورت؟)،أي أرجو أنك لم تصب؟!
-لا يا شيخ!(عسى ما تكلفت يا اللطيف!).هذا لسان حالي.
في البداية كنت ألومهم كثيراً،ومع الوقت خففت عن نفسي كل ذلك،عندما تصورت نفسي
مكانهم وأرى حادثاً كهذا،لا بد أن أضحك،فلحظات البهجة تضمحل يوماً بعد آخر.
هذا درس جديد تعلمته مع الوقت .قبل أن ألوم غيري،أحاول أن أضع نفسي مكانه،فإن كنت سأفعل
مثله أو نحوه،فلا داعي للوم بتاتاً،
وبخاصة أن المرء لو سلم نفسه للعتب لأفنى سني عمره ولحظات حياته يعتب
على هذا ويعاتب ذاك،وقديما قيل:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك،,,,,لم تلق،الذي لا تعاتبه
|