النهر والموت
إسم الشاعر(ه): بدر شاكر السياب


ديــــــــــوان شـــــعـــــر مـــــلـــــؤه iiغـــــــــــزل بـــــيـــــن الـــــعـــــذارى بــــــــــات يــنــتـــقـــل

أنفاسي الحرَّى تهيم على صفحاته والحب والأمل
وســتــلـــتـــقـــي أنـــفـــاســـهــــن iiبـــــــهـــــــا وتــــــــــرف فــــــــــي جــنــبـــاتـــه الـــقـــبــــل
ديــــــــــوان شـــــعـــــر مـــــلـــــؤه iiغـــــــــــزل بـــــيـــــن الـــــعـــــذارى بــــــــــات يــنــتـــقـــل

وإذا رأيـــــــــــن الــــــنــــــوح والــــشــــكــــوى كـــــــل تـــقــــول: مـــــــن الـــتــــي يـــهــــوى?
وسـتــرتــمــي نـظــراتــهــن عـــلــــى الــــــــص فــــحـــــات بــــيـــــن ســــطـــــوره نــــشـــــوى
ولــــربـــــمـــــا قـــــــرأتــــــــه iiفـــاتــــنــــتــــي فـمــضــت تــقـــول: مــــــن الـــتـــي iiيـــهـــوى?

ديــــــــــــوان شــــــعــــــري, رب عــــــــــــذراء أذكــــرتــــهـــــا بــحــبــيــبــهـــا iiالــــنـــــائـــــي
فــتـــحـــســـســـت شـــــــفـــــــة iiمـــقـــبــــلــــة وشــــتــــيـــــت أنــــــفـــــــاس iiوأصـــــــــــــداء
ديــــــــــــوان شــــــعــــــري رب iiعـــــــــــــذراء أذكــــرتــــهـــــا بــحــبــيــبــهـــا iiالــــنـــــائـــــي
قــــــد بــــــت مــــــن حـــســـد أقـــــــول iiلـــــــه يـــــــا لـــيــــت مـــــــن تـــهــــواك تــهـــوانـــي
ألـــــــــك الــــكـــــؤوس ولـــــــــي iiثـمــالــتــهــا ولــــــــــك الـــخـــلــــود وإنـــــنـــــي فـــــــــــان
يـــــــــا لــيــتــنـــي أصـــبـــحـــت iiديـــــوانـــــي لأفــــــــر مــــــــن صــــــــدر إلــــــــى iiثـــــــــان

----- ii-
ســـأبـــيـــت فـــــــــي نــــــــــوح iiوتــســهـــيـــد وتـــبـــيـــت تــــحـــــت وســــائـــــد iiالـــغـــيــــد
أولـــــســـــت مـــــنـــــي? أنـــــنـــــي iiنـــــكـــــد مـــــــا بـــــــال حـــظــــك غـــيــــر iiمــنـــكـــود?
زاحــــمـــــت قـــلـــبــــي فــــــــــي iiمــحــبـــتـــه وخـــــــــرت مـــنـــهـــا غـــــيـــــر iiمـــعـــمــــود
أأبـــــيـــــت فــــــــــي نــــــــــوح iiوتــســهـــيـــد وتــبـــيـــت تــــحـــــت وســــائـــــد iiالـــغـــيـــد?

المعبد الغريق
إسم الشاعر(ه): بدر شاكر السياب


شــــــــبــــــــاك وفـــــيـــــقــــــة
1
شـبــاك وفـيـقــة فــــي iiالـقـريــه
نــشــوان يــطــل iiعـلـىالـسـاحـه
(كـجـلـيــل تـنـتــظــر iiالـمـشــيــه
ويــــنــــشــــر ألــــــواحـــــــه ii-
إيــكـــار يــمــســح iiبـالـشــمــس
ريــشــات الـنــســر iiويـنـطـلــق,
إيــــكــــار تــلــقــفــه iiالأفــــــــق
ورمــاه إلــى الـلـجـج الـرمــس -
شــبــاك وفـيـقــة يــــا iiشــجـــره
تتنـفـس فــي الغـبـش iiالـصـاحـي
الأعـــيـــن عـــنـــدك iiمـنـتــظــره
تــتــرقـــب زهــــــــرة iiتــــفــــاح
وبـــــــويــــــــب نـــــشـــــيــــــد
والــــــــريــــــــح iiتـــــعـــــيــــــد
أنـغــام الـمــاء عــلــى iiالـسـعــف
***
ووفـيـقــة تـنـظــر فــــي أســــف
مــــن قــــاع الـقـبــر iiوتـنـتـظـر:
ســيــمــر فـيـهـمـســه iiالــنــهـــر
ظـــــلال يـتــمــاوج iiكـالــجــرس
فــــــــي ضــــحــــوة iiعــــيـــــد,
ويـــهـــف كــحــبــات iiالــنــفــس
والــــــــريــــــــح iiتـــــعـــــيــــــد
أنـغــام الـمــاء (هــــو iiالـمـطــر)
والشـمـس تكـركـر فــي iiالسـعـف
شـبــاك يـضـحـك فـــي iiالألــــق?
أم بـــاب يـفـتــح فــــي iiالــســور
فــتــقـــر بـأجــنــحــة iiالــعــبـــق
روح تــتــلـــهـــف iiلـــلـــنــــور?
يـــا صــخــرة مــعــراج iiالـقـلــب
يـــا "صـــور" الألـفــة iiوالـحــب
يـــــا دربـــــا يـصــعــد لـــلـــرب
لولاك لما ضحكت للأنسام القريه
فـــــــــي الــــريـــــح iiعـــبـــيـــر
من طوق النهر يهدهدنـا ويغنينـا
(عولـيـس مــع الأمــواج iiيـسـيـر
والريـح تـذكـره بجـزائـر منسـيـه
"شـبـنـا يــــا ريــــح iiفخـلـيـنـا")
الــعــالـــم يــفــتـــح iiشــبـــاكـــه
مــــــن ذاك الــشــبـــاك iiالأزرق,
يـتــوحــد, يــجــعــل iiأشـــواكـــه
أزهــــارا فــــي دعــــة iiتـعــبــق.
شــبــاك مـثـلــك فــــي لـبــنــان,
شــبــاك مـثــلــك فـــــي الـهــنــد
وفــتــاة تـحـلــم فــــي الـيــابــان
كـوفـيـقـة تـحـلــم فــــي iiالـلـحــد
بـالـبــرق الأخــضــر iiوالــرعـــد.
شـبــاك وفـيـقــة فــــي iiالـقـريــه
نـشــوان يـطــل عـلــى iiالـسـاحـه
(كـجـلـيــل تــحــلــم iiبـالـمـشـيــه
ويــــــــــــــــــســـــــــــــــــــوع)
ويــــــحـــــــرق iiألــــــواحـــــــه

منزل الأقنان
إسم الشاعر(ه): بدر شاكر السياب


فــــــــــــــــــــــــــــــــي iiجــــــــــيـــــــــــكـــــــــــور
خـرائــب فـانــزع الأبـــواب عـنـهــا تــغــد أطــــلالا،
خوال قـد تصـك الريـح نافـذة فتشرعهـا إلـى iiالصبـح
تـطــل عـلـيـك مـنـهـا عـيــن بـــوم دائـــب الــنــوح.
وسلـمـهـا المـحـطـم، مــثــل بــــرج دائــــرة، iiمــــالا
يـئــن إذا أتـتــه الــريــح تـصـعــده إلــــى الـسـطــح،
ســـفـــيـــن تــــعـــــرك الأمــــــــــواج iiألـــــواحـــــه
***
وتــــــــمـــــــــلأ رحــــــــبـــــــــة الــــــبــــــاحــــــه
ذوائــــب ســــدرة غــبــراء تـزحـمـهــا iiالـعـصـافـيـر
تــعــد خــطــى الــزمـــان بـسـقـسـقـات iiوالـمـنـاقـيـر
كــأفــواه مــــن الــديــدان تــأكــل جــثــة iiالـصــمــت
وتــــــــمـــــــــلأ عـــــــــالـــــــــم الـــــــــمـــــــــوت
بهسهسة الرثـاء فتفـزع الأشبـاح تحسـب أنـه النـور
سيشـرق، فـهـي تمـسـك بالـظـلال وتهـجـر iiالسـاحـه
إلــى الـغـرف الدجـيـة وهـــي تـوقــظ ربـــة الـبـيـت:
لـقـد طـلـع الصـبـاح. وحـيـن يبـكـي طفلـهـا iiالشـبـح
تهدهـده وتنـشـد: "يــا خـيـول الـمـوت فــي iiالـواحـه
تـعـالــى واحمـلـيـنـي هــــذه الـصــحــراء لا iiفـــــرح
يــــرف بــهـــا ولا أمـــــن ولا حـــــب ولا iiراحـــــه.
ألا يــا مـنـزل الأقـتــان، كـــم مـــن سـاعــد iiمـفـتـول
رأيـت ومــن خـطـى يهـتـز منـهـا صـخـرك الـهـاري!
وكـم أغنيـة خضـراء طـارت فـي الضحـى iiالمغـسـول
بــــــالــــــشــــــمـــــــس الـــــخـــــريـــــفـــــيــــــه،
تـــــحــــــدث عـــــــــــن هــــــــــــوى عــــــــــــاري
كـمـاء الـجــدول الـرقــراق! كـــم شـــوق iiوأمـنـيـه!!
وكــم ألــم طـويـت وكــم سقـيـت بـمـدمـع iiجـــاري!؟
وكـــم مـهــد تـهـزهـز فـيــك: كـــم مــــوت ومــيــلاد
ونــــار أوقــــدت فــــي لـيـلــة الــقـــر الـشـتـائـيـه!!
يـدنـدن حولـهـا الـقـصـص: "يـحـيـك أن iiجـنـيـه..."
فيرتجف الشيوخ ويصمت الأطفال في دهـش وإخـلاد
كـــــأن زئــيـــر آلاف الأســـــود يــــــرن فــــــي iiواد
وقـــد ضـلــوا حـيــارى فـيــه، ثـــم تــــرن أغـنـيــه:
"أتـى قـرم الزمـان..." ودنـدن القصـاص ! ii"جنيـه"
وبـؤسـهـم الـمـريـر: الـجــوع والأحـــزان iiوالـسـقــم
وطـفــل مـــات لـمــا جــــف در - مــاتــت الـمـعــزى
وجــاعـــت أمـــــه فـالــثــدي لا لــبـــن ولا iiلـــحـــم.
سمـعـت صراخـهـا والـلـيـل يـنـظـر نـجـمـة iiغـمــزا،
وولـولــة الأب المـفـجـوع يـخـنــق صــوتــه iiالألــــم
***
ولـــو خـيــرات أبـدلــت الـــذي ألـقــى بـمــا iiذاقـــوا،
مـمـض مــا أعـانـي شـــل ظـهــر وانـحـنـت iiســـاق.
عل العكاز أسعى حين أسعى، عاثر الخطوات مرتجفا
غـريـب غـيـر نــار الـلـيـل مـــا واســـاه مـــن iiأحـــد
بــــلا مــــال بــــلا أمــــل، يـقـطــع قـلـبــه iiأســفـــا.
ألسـت الـراكـض الـعـداء فــي الأمــس الــذي سلـفـا؟
أأمـكـث فــي ديـــار الـثـلـج ثـــم أمـــوت مـــن iiكـمــد
ومــــــــــــن جــــــــــــوع ومــــــــــــن داء iiوأرزاء؟
أأمـكــث أم أعــــود إلــــى بــــلادي؟ آه يــــا iiبــلــدي
ومـا أمـل العليـل لديـك شـح المـال ثـم رمتـه iiبـالـداء
سـهـام فــي يــد الأقـــدار تـرمــي كـــل مـــن عـطـفـا
على المرضى وشد ضلوع الجائعين بصـدره iiالواهـي
وكـفـكـف أدمـــع الـبـاكـيـن يغـسـلـهـا بــمــا iiوكــفــا
مـــن الـعـبــرات فــــي عـيـنـيـه - إلا رحــمــة iiالله؟؟
***
ألا يـــا مـنــزل الأقــتــان، سـقـتــك الـحـيــا ســحــب
تــــــــــــــــروي قــــــــبــــــــري الـــــظــــــمــــــآن،
تـــــــلـــــــثـــــــمـــــــه iiوتـــــــنـــــــتـــــــحــــــــب!

أنشودة المطر
إسم الشاعر(ه): بدر شاكر السياب

عـيـنـاكِ غـابـتـا نـخـيـلٍ سـاعــةَ الـسـحَـرْ ii،
أو شُـرفـتـان راح يـنــأى عنـهـمـا الـقـمـر ii.
عـيـنـاك حـيــن تبـسـمـان تـــورق iiالـكــرومْ
وترقـص الأضــواء ... كالأقـمـار فــي iiنـهَـرْ
يـرجّـه الـمـجـذاف وهْـنــاً سـاعــة iiالـسَّـحَـر
كأنمـا تنبـض فـي غوريهـمـا ، النّـجـومْ ii...
وتغـرقـان فــي ضـبـابٍ مــن أســىً iiشفـيـفْ
كالبـحـر ســرَّح الـيـديـن فـوقــه الـمـسـاء ii،
دفء الشـتـاء فـيـه وارتعـاشـة الـخـريـف ii،
والموت ، والميلاد ، والظـلام ، والضيـاء ii؛
فتستفـيـق مــلء روحــي ، رعـشـة iiالبـكـاء
ونــشـــوةٌ وحـشــيَّــةٌ تـعــانــق iiالــســمــاء
كـنـشـوة الـطـفـل إِذا خـــاف مـــن الـقـمـر ii!
كــأن أقـــواس الـسـحـاب تـشــرب iiالـغـيـومْ
وقـطــرةً فـقـطـرةً تـــذوب فـــي الـمـطـر ii...
وكـركـر الأطـفـالُ فــي عـرائــش الـكــروم ،
ودغدغـت صمـت العصافـيـر عـلـى iiالشـجـر
أنــــــــــشــــــــــودةُ الــــــمـــــــطـــــــر ii...
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
تـثــاءب الـمـسـاء ، والـغـيـومُ مــــا تــــزالْ
تـسـحُّ مــا تـسـحّ مـــن دمـوعـهـا الـثـقـالْ .
كــأنِّ طـفـلاً بــات يـهــذي قـبــل أن يـنــام :
بـــأنَّ أمّـــه – الــتــي أفــــاق مــنــذ iiعــــامْ
فلـم يجـدهـا ، ثــمَّ حـيـن لــجّ فــي iiالـسـؤال
قــالــوا لــــه : "بــعــد غـــــدٍ تــعـــودْ .. ii"
لا بـــــــــــــــــــــــدَّ أن iiتـــــــــــعــــــــــــودْ
وإِنْ تـهــامــس الــرفـــاق أنــهَّـــا iiهـــنـــاكْ
فـــي جـانــب الـتــلّ تـنــام نـومــة iiالـلّـحـودْ
تـســفّ مـــن تـرابـهـا وتـشــرب الـمـطــر ؛
كـــأن صــيــاداً حـزيـنــاً يـجـمــع iiالـشِّـبــاك
ويــــلــــعــــن الــــمــــيــــاه والــــــقَـــــــدَر
ويـنـثــر الـغـنــاء حــيــث يــأفــل الـقـمــرْ ii.
مــــــــــــــــــــــــــــطــــــــــــــــــــــــــــر ii..
مــــــــــــــــــــــــــــطــــــــــــــــــــــــــــر ii..
أتعـلـمـيـن أيَّ حُـــــزْنٍ يـبــعــث الـمــطــر ؟
وكـيــف تـنـشـج الـمـزاريــب إِذا انـهـمــر ii؟
وكـيـف يشـعـر الـوحـيـد فـيــه بالـضّـيـاع ii؟
بـلا انتهـاء – كـالـدَّم الـمـراق ، كالجـيـاع ii،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
ومـقـلـتـاك بــــي تـطـيـفـان مــــع iiالـمــطــر
وعـبـر أمـــواج الخـلـيـج تـمـسـح iiالـبــروقْ
سـواحــلَ الـعــراق بـالـنـجـوم والـمـحــار ii،
كــــأنــــهــــا تــــــهــــــمّ بــــالــــشـــــروق
فيـسـحـب الـلـيـل علـيـهـا مـــن دمٍ دثـــارْ ii.
أَصـــيـــح بـالـخـلـيــج : " يــــــا iiخــلــيـــجْ
يـا واهـب اللؤلـؤ ، والمحـار ، والـرّدى ! ii"
فـــــــيـــــــرجــــــــعُ iiالـــــــــــصّــــــــــــدى
كـــــــــــأنّـــــــــــه الـــــنــــــشــــــيــــــجْ ii:
" يـــــــــــــــــــــــــا iiخــــــــلـــــــــيـــــــــج
يـــــا واهـــــب الــمــحــار والــــــردى .. ii"
أكـــاد أســمــع الــعــراق يــذْخــرُ iiالــرعــودْ
ويخـزن الـبـروق فــي السّـهـول والجـبـالْ ،
حتـى إِذا مــا فــضَّ عنـهـا ختمـهـا iiالـرّجـالْ
لـــــم تـــتـــرك الـــريـــاح مــــــن iiثـــمـــودْ
فـــــــــي الــــــــــوادِ مــــــــــن أثــــــــــرْ ii.
أكـــاد أســمــع الـنـخـيـل يــشــربُ iiالـمـطــر
وأســمــع الــقــرى تــئــنّ ، iiوالمـهـاجـريـن
يـصــارعــون بـالـمـجـاذيـف وبـالـقـلــوع ii،
عواصـف الخليـج ، والـرعـود ، منشـديـن :
" مـــــــــــــــــــــــــطــــــــــــــــــــــــــر ii...
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
وفـــــــــــــي الــــــعـــــــراق iiجــــــــــــــوعْ
ويـنـثـر الــغــلالَ فــيــه مــوســم الـحـصــادْ
لــتــشـــبـــع الـــغــــربــــان iiوالـــــجــــــراد
وتـــطـــحــــن الـــــشّـــــوان iiوالـــحـــجــــر
رحـىً تـدور فـي الحـقـول ... حولـهـا iiبـشـرْ
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
وكــم ذرفـنـا ليـلـة الرحـيـل ، مـــن iiدمـــوعْ
ثـم اعتللنـا – خـوف أن نـلامَ – بالمطـر ...
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
ومـنـذ أنْ كـنَّـا صـغــاراً ، كـانــت iiالـسـمـاء
تــــغـــــيـــــمُ فــــــــــــــي iiالـــــشـــــتـــــاء
ويـــــــهـــــــطـــــــل الـــــــمـــــــطــــــــر ii،
وكـلَّ عـام – حيـن يعشـب الثـرى – iiنجـوعْ
مـا مـرَّ عـامٌ والـعـراق لـيـس فـيـه جــوعْ ii.
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
فــــــي كــــــل قـــطـــرة مـــــــن iiالــمــطـــر
حـمـراءُ أو صـفـراء مـــن أجـنَّــة الـزَّهَــرْ ii.
وكــــلّ دمــعــةٍ مــــن الـجــيــاع iiوالــعـــراة
وكــــلّ قــطــرة تــــراق مـــــن دم iiالـعـبـيــدْ
فـهـي ابتـسـامٌ فــي انتـظـار مـبـسـم iiجـديــد
أو حُـلـمــةٌ تــــورَّدتْ عــلــى فــــم iiالـولـيــدْ
فــي عـالـم الـغـد الفـتـيّ ، واهــب الحـيـاة !
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
مـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــر ii...
سـيُــعــشــبُ الـــعــــراق بــالــمــطــر ... ii"
أصــيـــح بـالـخـلـيـج : " يـــــا خــلــيــج ii..
يـا واهـب اللؤلـؤ ، والمحـار ، والـردى ! ii"
فـــــــيـــــــرجــــــــع iiالـــــــــــصــــــــــــدى
كـــــــــــأنَّـــــــــــه الـــــنــــــشــــــيــــــج ii:
" يـــــــــــــــــــــــــا iiخــــــــلـــــــــيـــــــــج
يــــــا واهــــــب الــمــحــار والــــــردى . ii"
ويـنـثـر الخـلـيـج مــــن هِـبـاتــه الـكـثــارْ ii،
علـى الرمـال ، : رغـوه الأُجـاجَ ، والمـحـار
ومــا تـبـقّـى مـــن عـظــام بـائــسٍ iiغـريــق
مـــن المهـاجـريـن ظـــلّ يــشــرب iiالــــردى
مـــــــن لـــجَّــــة الـخــلــيــج والـــقــــرار ii،
وفـي العـراق ألــف أفـعـى تـشـرب iiالرَّحـيـقْ
مـــن زهـــرة يـربُّـهــا الــفــرات بـالـنَّــدى ii.
وأســـــــــــمـــــــــــع iiالـــــــــــصـــــــــــدى
يــــــــــــــرنّ فـــــــــــــــي الـــخــــلــــيــــج
" مــــــــــــــــــــــــــطــــــــــــــــــــــــــر ii..
مــــــــــــــــــــــــــــطــــــــــــــــــــــــــــر ii..
مــــــــــــــــــــــــــــطــــــــــــــــــــــــــــر ii..
فــــــي كــــــلّ قـــطـــرة مـــــــن iiالــمــطـــرْ
حـمـراء أو صـفـراء مـــن أجـنَّــةِ الـزَّهَــرْ ii.
وكــــلّ دمــعــة مــــن الـجــيــاع iiوالــعـــراة
وكــــلّ قــطــرةٍ تــــراق مـــــن دم iiالـعـبـيــدْ
فـهـي ابتـسـامٌ فــي انتـظـار مـبـسـمٍ iiجـديــد
أو حُـلـمــةٌ تــــورَّدت عــلــى فــــم iiالـولـيــدْ
فـي عالـم الغـد الفتـيّ ، واهــب الحـيـاة . ii"
ويـــــــهـــــــطـــــــل الـــــــمـــــــطـــــــرْ

لكَ الحمدُ إن ٌ الرزايا عطاء
إسم الشاعر(ه): بدر شاكر السياب


لكَ الحَمـدُ مهمـا إستطـالَ البـلاء
ومـهـمـا إسـتـبـدٌ الألــــم
لـكَ الحمـدُ إن ٌ الرزايـا عـطـاء
وإنٌ المَصيبـات بـعـض الـكَـرَم
ألـم تُعطنـي أنـت هـذا iiالظـلام
وأعطيتنـي أنـت هـذا iiالسّحـر؟
فهل تشكـر الأرض قطـر المطـر
وتغضـب إن لـم يجدهـا iiالغمـام؟
شهـور طـوال وهـذي iiالجِـراح
تمـزّق جنـبـي مـثـل iiالـمـدى
ولا يهـدأ الـداء عنـد iiالصـبـاح
ولا يمسح اللّيل أو جاعه iiبالـردى.
ولكـنّ أيّـوب إن صـاح iiصــاح
لـك الحمـد، ان الرزايـا iiنــدى
وإنّ الجـراح هـدايـا iiالحبـيـب
أضـمٌ إلــى الـصـدر ِ باقتـهـا
هدايـاكَ فـي خافـقـي iiلاتَغـيـب
هاتـهـا ... هـدايـاكَ iiمقبـولـةُ
أشــد جـراحــي iiوأهـتــف
بــالـــعـــائـــديـــن
ألا فـانـظـروا iiواحـسـدونــي
فـهــذى هـدايــا حبـيـبـي
وإن مسّـت النـار حـرّ الجبـيـن
توهّمتُها قُبلة منك مجبولة من لهيب.
جميل هـو السّهـدُ أرعـى iiسمـاك
بعينـيّ حتـى تغـيـب iiالنـجـوم
ويلمـس شـبّـاك داري iiسـنـاك.
جميل هـو الليـل: أصـداء iiبـوم
وأبـواق سـيـارة مــن iiبعـيـد
وآهــاتُ مـرضـى، وأم iiتُعـيـد
أساطـيـر آبـائـهـا iiللـولـيـد
وغابـات ليـل السُّهـاد، الغـيـوم
تـحـجّـبُ وجـــه iiالـسـمـاء
وتـجـلـوه تـحــت iiالـقـمـر
وإن صـاح أيـوب كـان iiالـنـداء
لـك الحمـد يـا راميـاً iiبالـقـدر
وياكاتـبـا ً بـعـد ذاكَ iiالشـفـاء