المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
*&* دواوين الشعراء *&*
ديوان الشاعر
ابن المقري
زيـادةُ الـقـولِ تَـحـكـي الـنـقــصَ فــي iiالـعـمــلِ
ومـنـطــقُ الـمــرءِ قـــد يَـهــديــهِ iiلـلــزَّلَــلِ
نَّ الــلــســانَ صــغــيــرٌ جِــرمُـــهُ iiولَــــهُ
جـرمٌ كـبـيــرٌ كـمــا قــد قـيــل فــي iiالـمَـثَــلِ
فـكــم نـدمــتُ عـلــى مــا كـنــتُ قـلــتُ iiبــهِ
ومــا نـدمــتُ عـلــى مـــا لـــم أكـــنْ أقُـــلِ
وأضـيــقُ الأمــرِ أمـــرٌ لـــمْ تــجــدْ iiمــعــهُ
فــتــىً يُـعـيــنُــكَ أو يـهــديــكَ iiلـلـسُــبُــلِ
عـقـلُ الـفـتـى لـيــس يُـغـنــي عــن iiمُـشــاورةٍ
كـعـفــةِ الـخــود لا تُـغــنــي عـــن iiالــرَّجــلِ
إن الـمــشــاورَ إمــــا صــائـــبٌ iiغَــرَضـــاً
أو مـخـطـيءٌ غـيــرَ مـنـســوبٍ إلــى الـخَـطَــلِ
لا تـحـقِــرِ الــرأيَ يـأتـيــكَ الـحـقــيــرُ iiبـــهِ
فـالـنَّـحــل وهــو ذُبـــابٌ طــائــرُ iiالـعــســلِ
ولا يــغــرَّنــكَ ودٌ مـــــن أخـــــي أمـــــلٍ
حــتــى تُـجــرِّبــهُ فـــي غَـيــبــةِ iiالأمــــلِ
إذا الــعـــدوُّ أحــاجــتــهُ الأِخــــا عِـــلًـــلٌ
عــادت عـداوتــه عــنــدَ انـقــضــا iiالـعِــلَــلِ
لا تـجــزعــنَّ لـخَــطــبٍ مـــا بـــه حِــيَــلٌ
تُـغـنــي وإلا فــلا تَـعْــجَــزْ عـــن iiالـحــيَــلِ
لا شــيءَ أولــىَ بـصـبــرِ الـمــرءِ فـــي iiقـــدرٍ
لابُـــدَّ مــنــهُ وخــطــبٍ غــيــرِ iiمُـنـتــقــلِ
لا تـجـزعـنَّ عـلــى مــا فــاتَ حـيــثُ iiمـضــى
ولا عـلــى فَــوْتِ أمـــرٍ حــيــثُ لـــمْ iiتَــنَــلِ
فـلـيـسَ تُـغـنــي الـفـتــى فــي الأمــرِ عُـدَّتُــهُ
إذا تــقــضَّــت عــلــيــه مُــــدّةُ iiالأجـــــلِ
وقــدرُ شــكــرِ الـفــتــى لــلــه نـعـمــتَــهُ
كـقَــدرِ صـبــرِ الـفـتــى لـلـحــادثِ iiالـجَــلَــلِ
وإنَّ أخـــوفَ نــهــجٍ مـــا خــشــيــتُ iiبــــهِ
ذهـــابَ حــريـــةٍ أو مُــرتــضــى iiعَــمـــلِ
لا تــفــرحــنَّ بـســقــطــاتِ الـــرجـــالِ ولا
تـهــزأ بـغــيــركَ واحـــذرْ صَــولــةَ iiالـــدُّولِ
لا تــأمــنِ الــدهــرَ إنْ يُـعــلــي الــعـــدوَّ ولا
تـسـتـأمـنِ الـدَّهــرَ إن يُـلـقـيــكَ فــي iiالـسَـفَــلِ
أحـــقُّ شــــيءٍ بــــردٍّ مــــا تـخــالــفُــهُ
شـهــادةُ الـعـقــلِ فـاحـكِــمْ صـنـعــةَ iiالـجَــدَلِ
وقـيـمــة الـمــرء مــا قــد كــانَ iiيُـحـسِــنــه
فـاطـلــب لـنـفـســك مــا تـعـلــو بــه iiوسَــلِ
أُطــلــب تَــنَــلْ لــــذةَ الإدراكِ iiمُـلـتــمــســاً
أو راحــةَ الــيــأسِ لا تــركَــنْ إلـــى الــوكَــلِ
فـــكــــلُّ داءٍ دواهُ مـــمـــكـــنٌ أبـــــــداً
إلا إذا امـــتـــزجَ الإقـــتـــارُ iiبــالــكَــسَــلِ
والــمـــالُ صُــنـــهُ وورِّثــــهُ الـــعـــدوَّ iiولا
تـحـتــاجَ حـيّــاً إلــى الإخـــوانِ فـــي iiالأكُـــلِ
وخـيــرُ مــالِ الـفـتــى مـــالٌ يَــصــونُ iiبـــهِ
عِـرضــاً ويـنـفُـقُــهُ فــي صــالــحِ iiالـعَــمَــلِ
وأفــضــلُ الــبــرِّ مـــا لا مـــنَّ iiيَـتــبــعــه
ولا تَــقَــدَّمَــهُ شــــيء مــــن الــمَــطَـــلِ
وإنــمــا الــجــودُ بـــذلٌ لـــم تُــكــافَ iiبـــهِ
صُـنـعــاً ولــم تـنـتـظــرْ فـيــه جــزا iiرجـــلِ
إن الــصــنــائــعَ أطـــــواق إذا iiشُـــكـــرتْ
وإن كُـــفِـــرنَ فـــأغـــلالٌ iiلـمُــنــتــحــلِ
ذو الـلــؤمِ يَـحْـصَــرُ مـهـمــا جـئــتَ تـسـألُــهُ
شـيـئــاً ويُـحـصــرُ نـطــقُ الـحــرِّ إن iiيَــسَــلِ
وإن فـــوتَ الـــذي تَــهــوى لأهــــونُ iiمــــنْ
إدراكِــــهِ بـلــئــيــمٍ غــيـــرِ مُـحــتــفــلِ
وإن عـنـدي الـخَـطــا فــي الـجــودِ أحـســنُ مــن
إصــابــةٍ حـصــلــتْ بـالـمــنــعِ والـبُــخــلِ
خـيــرٌ مــن الـخـيــر مُـسـديــهِ إلـيــكَ كـمــا
شــرٌ مــن الــشَّــرِّ أهـــلُ الــشَّــرِّ والــدَّخَــلِ
ظـواهــرُ الـعُـتــبِ لــلإخــوانِ أحــســنُ مـــن
بـواطــنِ الـحـقــدِ فــي الـتـسـديــدِ iiلـلـخـلَــلِ
داوِ الــجــهـــولَ وســامــحـــهُ تُـــكِـــدْهُ iiولا
تَـصـحـبْ سـوى الـسـمـح واحـذرْ سـقـطـةَ الـعَـجَـلِ
لا تـشــربــنّ نــقــيــعَ الــسُّـــمِّ iiمُــتّــكــلاً
عـلــى عـقـاقـيــرَ قــدْ جُــرِّبــنَ iiبـالـعــمــلِ
والـــقَ الأحــبَّـــةَ والإخــــوانَ إن iiقــطــعــوا
حـبــلَ الـــوَدادِ بـحــبــلٍ مــنــكَ iiمـتَّــصــلِ
وأعـجــزُ الـنــاسِ مــنْ قــد ضــاعَ مــن iiيـــدهِ
صــديـــقُ وُدٍّ فــلـــمْ يَــــرْدُدْهُ بـالــحِــيَــلِ
اسـتـصـفِ خِـلَّـك واسـتـخـصـلــهُ أحـســنَ iiمــن
تـبـديــلِ خِـــلٍّ وكــيــفَ الأمـــنُ iiبـالــبَــدَلِ؟
واحـمــلْ ثــلاثَ خِــصــالٍ مـــن iiمـطـالــبــهِ
تـحـفـظــهُ فـيـهــا ودعْ مـــا شـئــتَــهُ وقُـــلِ
ظُـلــمُ الــدَّلالِ وظُـلــمُ الـغَـيــظِ iiفـاعـفـهِــمــا
وظُــلــمُ هـفــوتِــهِ فــاقــسِــط ولا iiتَــمِـــلِ
وكُــنْ مــع الـخَـلْــقِ مــا كـانــوا لـخـالـقِـهِــمْ
واحـــذرْ مُــعــاشــرةَ الأوغــــادِ iiوالــسَّــفَــلِ
واخــشَ الأذى عـنــدَ إكـــرامِ الـلـئــيــم iiكــمــا
تـخـشــى الأذى إن أهـنــتَ الـحُــرَّ فــي iiحَــفَــلِ
والـغــدرُ فــي الـنــاسِ طـبــعٌ لا تـثِــقْ iiبــهــمُ
وإنْ أبــيــتَ فــخُــذْ فـــي الأمـــنِ iiوالــوَجَــلِ
مــن يـقـظــةٍ بـالـفـتــى إظـهــارُ iiغـفـلــتــهِ
مــع الـتـحــرُّزِ مـــن غَـــدرٍ ومـــن خَــتَــلِ
سَــلِ الـتَّـجــاربَ وانــظــرْ فـــي مـراءتَــهــا
فـلـلـعــواقــبِ فـيــهــا أشـــرفُ iiالــمُــثُــلِ
وخـيـرُ مــا جـرَّبـتــه الـنـفــسُ مــا iiاتَّـعـظــتْ
عــن الـوقــوعِ بــه فــي الـعــجــزِ iiوالــوَكَــلِ
فـاصــبــرْ لــواحــدةٍ تــأمـــنْ iiتـوابِــعــهــا
فـربَّـمــا ضِـقــتَ ذَرعــاً مـنــه فــي iiالــنَّــزّلِ
ولـــلأمـــورِ ولــلأعـــمـــالِ iiعــاقـــبـــةٌ
فـاخــشَ الـجَــزا بَـغـتــةً واحــذرهُ عــن iiمَـهَــلِ
ذو الـعـقــلِ يـتــركُ مــا يـهــوى لـخـشـيــتِــهِ
مـــن الــعــلاجِ بـمــكــروهٍ مـــن iiالـخَــلَــلِ
مِـــنَ الــمــروءةِ تـــركُ الــمــرءِ iiشَـهــوتَــهُ
فـانــظــر لأيّـهِــنــا آثــــرتَ iiفـاحــتــمــل
اسـتَــحــي مـــن ذمِّ مَـــنْ يـــدنُ iiتُــوســعُــهُ
مَـدحــاً ومـــن مَـــدْحِ مـــنْ غـــابَ تــرتــذلِ
شــرُّ الــورى بـمـســاوي الــنــاس iiمـشـتــغــلٌ
مـثــلُ الـذبــابِ يُـراعــي مــوضــعَ iiالـعِــلَــلِ
لـو كـنـتَ كـالـقــدحِ فــي الـتـقـويــمِ iiمـعـتــدلاً
لـقـالــتِ الــنــاسُ هـــذا غــيــرَ iiمـعــتــدلِ
لا يــظــلــمُ الــحـــرَّ إلا مــــنْ يــطــاولُــهُ
ويـظـلِــمُ الـنَّــذلُ أدنــى مـنــهُ فــي iiالــصُّــوَل
يــا ظـالـمــاً جــارَ فـيـمــنْ لا نـصـيــرَ لـــهُ
إلا الـمـهــيــمــنُ لا تــغــتــرَّ iiبـالــمَــهَــلِ
غـــداً تــمــوتُ ويـقــضــي الله بـيـنــكــمــا
بـحـكــمــةِ الــحــقِّ لا بـالــزيــغ iiوالـمَــيَــلِ
وإن أولـــى الــــوَرَى بـالــعــفــو قــدرُهُـــمُ
عـلــى الـعـقـوبــةِ إنْ يـظــفــر بـــذي زَلَـــلِ
حـلـمُ الـفـتـى عـن سـفـيـهِ الـقـومِ يُـكـثــرُ iiمــنْ
أنــصـــارهِ ويُــوقِّــيــهِ مــــنَ الــغِــيَـــلِ
والـحِـلْــمُ طـبــعٌ فـمــا كـســبٌ يـجــودُ iiبـــه
لـقـولِــهِ (خُــلــقَ الإنــســانُ مـــن iiعَــجَــلِ)
|