كاتب الموضوع :
^RAYAHEEN^
المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
ابن الرومي
ديوان الشاعر(ه): ديوان الشعراء
أخفُّ مناطاً في الرقاب وأوْكَدُ= على ما مضى ؟أم حسرة ٌ تتجدد؟
خليليَّ ما بعد الشباب رزية= يُجَمُّ لها ماء الشؤون ويُعْتَدُ
ولا تعجبا لِلْجَلْدِ يبكي فربّما= تفطر عن عينٍ من الماء جلمدُ
شبابُ الفتى مجلودُه وعزاؤه= فكيف؟وأنَّى ؟بعده يتجلَّدُ
وفَقْدُ الشَّبابِ الموتُ، يوجد طعْمُهُ= فصادَف قَتَّالَ الطُّغاة ِ بمَرْصَدٍ
رزئت شبابي عودة بعد بدأة ٍ= وهن الرزايا بادياتٌ وعوّدُ
سُلِبتُ سوادَ العارضَيْن، وقبلُهُ= بياضَهما المحمودَ إذ أنا أمْردُ
وبُدّلتُ من ذاك البياض وحسنهِ= بياضاً ذميما لا يزال يُسَوّدُ
لشتان ما بين البياضين:معجبٌ= أنيقٌ ومشنوء إلى العين أنكدُ
تضاحك في أفنان رأسي ولحيتي= وأقبحُ ضَحَّاكَيْن: شَيْبٌ وأدْردُ
وكنتُ جلاءً للعيون من القذى= فقد جعلَتْ تقذَي بشيبي وتَرقدُ
هي الأعينُ النجلُ التي كنتَ تشتكي= مواقِعَها في القلب، والرأسُ أسودُ
فما لك تأسَى الآن لما رأيتها= وقد جعلت مرمى سواكَ تَعمَّدُ
تَشَكَّي إذا ما أقصدتكَ سهامُها= وتأسَى إذا نكَّبْنَ عنك وتَكْمدُ
كذلك تلكَ النبلُ مَنْ وقعت به= ومن صُرفتْ عنه من القوم مُقصَدُ
إذا عدلتْ عنا وجدنا عدولَها= كموقعها في القلب بل هو أَجهدُ
تنكّبُ عنا مرة ً فكأنما= مُنَكِّبُهَا عنا إلينا مُسَدِّدُ
كفى حزناً أن الشباب معجلٌ= قصيرُ الليالي والمشيب مخلّد
إذا حَلَّ جَارَى المرء شأْوَ حياته= إلى أن يضم المرءَ والشيبَ ملحد
أرى الدهرَ أجْرَى ليله ونهاره= كَمَا أنَّه وِتْرٌ ـ إذا عُدَّ ـ سُؤْددُ
وجار على ليلِ الشباب فضامَه= نهارُ مشيبٍ سرمد ليس ينفد
وعزاك عن ليل الشباب معاشرٌ= فقالوا: نهارُ الشيب أهدى وأرشدُ
وإن سُلَّ منها فالْفَرائضُ تُرْعَدُ= ولكنّ ظلّ الليل أندى وأبرد
أقول، وقد شابتْ شَوَاتِي وَقَوَّسَتْ= قناتي وأضْحَت كِدْنِتي تَتَخدَّدُ
ودبّ كلالٌ في عظامي أدبَّني= ويوصف إلا أنه لا يُحَدّدُ
وبورك طرْفي فالشخوص حياله= قَرَائن من أدنى مدى ً وَهْيَ فُرَّدُ
بحيث يراعيه الأَصَلُّ الخَفَيْدَدُ= سليمى وريّا عن حديثي ومهددُ
وبُدِّل إعجاب الغواني تعجباً= وَهُنَّ الرزايا بادئاتٌ وعُوَّدُ
لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها= يكون بكاء الطفل ساعة يولد
وإلا فما يبكيه منها وإنها= وماليَ إلاَّ كفُّها مُتَوَسَّدُ
اذا ابصر الدنيا استهل كأنه= بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ
وللنفس أحْوال تظلُّ كأنها= تشاهِد فيها كلَّ غيب سيُشهَدُ
لعبتُ بأولى الدهر فاغْتَال شِرَّتي= بأخرَى حقودٍ والجرائم تحقد
فصبراً على ما اشتدّ منه فانمأ= يقوم لما يشتد من يَتَشدَّدُ
تذيق الفتى طوْرَى رخاء وشدة= حوادثهُ والحولُ بالحولِ يُطرد
ومالي عزاء عن شبابي علمتُه= سوى أنني من بعده لا أُخَلَّدُ
وأن مَشِيبي واعدٌ بلَحَاقه= وإنْ قال قوم إنه يَتَوَعَّدُ
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
أخفُّ مناطاً فـي الرقـاب iiوأوْكَـدُ
على ما مضى ؟أم حسرة ٌ iiتتجدد؟
خليليَّ مـا بعـد الشبـاب iiرزيـة
يُجَمُّ لهـا مـاء الشـؤون iiويُعْتَـدُ
ولا تعجبـا لِلْجَلْـدِ يبكـي iiفربّمـا
تفطر عن عينٍ من المـاء iiجلمـدُ
شبابُ الفتـى مجلـودُه iiوعـزاؤه
فكيـف؟وأنَّـى ؟بـعـده يتجـلَّـدُ
وفَقْدُ الشَّبابِ الموتُ، يوجد iiطعْمُـهُ
فصادَف قَتَّـالَ الطُّغـاة ِ iiبمَرْصَـدٍ
رزئت شبابي عـودة بعـد بـدأة ٍ
وهـن الرزايـا باديـاتٌ وعـوّدُ
سُلِبتُ سوادَ العارضَيْـن، iiوقبلُـهُ
بياضَهما المحمـودَ إذ أنـا iiأمْـردُ
وبُدّلتُ من ذاك البيـاض وحسنـهِ
بياضـاً ذميمـا لا يـزال يُسَـوّدُ
لشتان ما بيـن iiالبياضين:معجـبٌ
أنيقٌ ومشنوء إلـى العيـن iiأنكـدُ
تضاحك في أفنان رأسي iiولحيتـي
وأقبـحُ ضَحَّاكَيْـن: شَيْـبٌ iiوأدْردُ
وكنتُ جلاءً للعيون مـن iiالقـذى
فقد جعلَتْ تقذَي بشيبـي iiوتَرقـدُ
هي الأعينُ النجلُ التي كنتَ تشتكي
مواقِعَها في القلب، والرأسُ iiأسودُ
فما لك تأسَـى الآن لمـا iiرأيتهـا
وقد جعلت مرمـى سـواكَ iiتَعمَّـدُ
تَشَكَّي إذا ما أقصدتـكَ iiسهامُهـا
وتأسَى إذا نكَّبْـنَ عنـك iiوتَكْمـدُ
كذلك تلكَ النبلُ مَـنْ وقعـت iiبـه
ومن صُرفتْ عنه من القوم iiمُقصَدُ
إذا عدلتْ عنـا وجدنـا iiعدولَهـا
كموقعها في القلب بل هـو iiأَجهـدُ
تنكّـبُ عنـا مــرة ً iiفكأنـمـا
مُنَكِّبُهَـا عنـا إليـنـا iiمُـسَـدِّدُ
كفى حزنـاً أن الشبـاب iiمعجـلٌ
قصيرُ الليالـي والمشيـب iiمخلّـد
إذا حَلَّ جَارَى المرء شأْوَ iiحياتـه
إلى أن يضم المرءَ والشيبَ ملحـد
أرى الدهرَ أجْرَى ليلـه iiونهـاره
كَمَا أنَّـه وِتْـرٌ إذا عُـدَّ iiسُـؤْددُ
وجار على ليلِ الشبـاب فضامَـه
نهارُ مشيبٍ سرمـد ليـس iiينفـد
وعزاك عن ليل الشبـاب معاشـرٌ
فقالوا: نهارُ الشيب أهدى iiوأرشدُ
وإن سُلَّ منها فالْفَرائـضُ iiتُرْعَـدُ
ولكنّ ظـلّ الليـل أنـدى iiوأبـرد
أقول، وقد شابتْ شَوَاتِي وَقَوَّسَـتْ
قناتي وأضْحَـت كِدْنِتـي iiتَتَخـدَّدُ
ودبّ كلالٌ فـي عظامـي iiأدبَّنـي
ويوصـف إلا أنــه لا iiيُـحَـدّدُ
وبورك طرْفي فالشخوص iiحيالـه
قَرَائن من أدنى مدى ً وَهْيَ iiفُـرَّدُ
بحيث يراعيـه الأَصَـلُّ iiالخَفَيْـدَدُ
سليمى وريّا عن حديثـي iiومهـددُ
وبُـدِّل إعجـاب الغوانـي iiتعجبـاً
وَهُـنَّ الرزايـا بادئـاتٌ وعُـوَّدُ
لِمَا تُؤذن الدنيا به من iiصروفهـا
يكون بكاء الطفـل ساعـة iiيولـد
وإلا فمـا يبكيـه منهـا iiوإنـهـا
ومـالـيَ إلاَّ كفُّـهـا iiمُتَـوَسَّـدُ
اذا ابصـر الدنيـا استهـل كأنـه
بما سوف يلقى من أذاهـا iiيُهَـدَّدُ
وللنفـس أحْـوال تظـلُّ iiكأنـهـا
تشاهِد فيها كـلَّ غيـب iiسيُشهَـدُ
لعبتُ بأولى الدهر فاغْتَال شِرَّتـي
بأخرَى حقـودٍ والجرائـم iiتحقـد
فصبراً على ما اشتدّ منـه فانمـأ
يقـوم لمـا يشتـد مـن iiيَتَشـدَّدُ
تذيق الفتى طوْرَى رخـاء وشـدة
حوادثهُ والحـولُ بالحـولِ iiيُطـرد
ومالي عزاء عن شبابـي iiعلمتُـه
سوى أنني مـن بعـده لا iiأُخَلَّـدُ
وأن مَشِيبـي واعــدٌ iiبلَحَـاقـه
وإنْ قـال قـوم إنــه iiيَتَـوَعَّـدُ
|