كاتب الموضوع :
^RAYAHEEN^
المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
ابن الرومي
ديوان الشاعر(ه): ديوان الشعراء
نجَّاكَ يا ابن الحاجِبِ الحاجبُ= وأين ينجو منّيَ الهاربُ؟
أبعدَ إحرازِك أيمانَنَا= هاربتنا واعتذر الحاجب؟
يا عجباً إذ ذاك من حالة ٍ= دافِعُنا فيها هو الجاذب
حقّاً لقد أولَيتَنَا جَفوة ً= يُمحل منها البلد العاشب
انظر بعين العدل تبصر بها= أنك عن منهاجِه ناكبُ
لَهْفي وقد جاءَتْكَ جفَّالة ٌ= كُلٌّ مغذٌّ ساغبٌ لاغب
من كلِّ شَحْذانِ الْحشا فَهِمُ
فكّاه كالعصريْن من دهره= هذا على أنك ذو شيمة ٍ
ذي مِعْدة ٍ ثعلُبها لاحِس= وتارة ً أرنبها ضاغب
تعلوه حمّى شرهٍ نافضٍ= لكن حمّى هضمه صالب
كأنما الفرُّوج في كفَّهِ= فريسة ٌ ضرغامُها دارب
وإن غدا الشَّبّوط قرناً لهم= هِيبَتْ لقومٍ شرَّة ٌ فاحْتبُوا
أقسمتُ لو أنك لاقيتهم= نابك من أضراسهم نائب
فالشعر حُرٌّ ـ إن نَجَوْا ـ سائبُ= بالثار في أمثالها طالب
لا تحسَبنِّي عنك في غَفْلة ٍ= إلا وفيه راتعٌ جادبُ
سيصنعُ اللَّهُ لنا في غدٍ= إن كان اكدى يومُنا الخائب
كُرّوا على الشيخ بتطفيلة ٍ= عن عزمة ٍ كوكبُها ثاقب
وإن زواه منكم جانبٌ= فلا يَفُتْكُمُ ذلك الجانبُ
جُوسُوا عليه الأرضَ واستَخْبروا= حتى يروح الخبرُ العازب
كأنَّ من عُولجَ من سِحرها= لا وهب المَنْجَى لها الواهب
لا تُفْلِتَنْ منكمُ شَبَابيطُهُ= لا أفلت الطافى ولا الراسب
جدّوا فقد جدّ بكم لاعباً= وقد يجدّ الرجل اللاعب
وليكن الكرُّ على غرّة ٍ= والصيد في مأمنه سارب
يا واقباً بالأمس في بيتهِ= أفْلَحَ هذا الغائب الآئبُ
فاعتزم القومُ على غارة ٍ= ساند فيها الراجلَ الراكب
يهدى أبو عثمان كردوسها= هَداك ذاك الطاعنُ الضاربُ
يُرْقِلُ والرَّايَة ُ في كفِّه= جاوَبها خِشْفٌ لها نازبُ
والقومُ لاقَوْكَ فاعدِدْ لهم= ما يرتضي الآكلُ والشارب
يسِّرْ فراريجَك مقرونة ً= بها شَبابيطُكَ ياكاتبُ
يا حبذا المُنهزمُ التائبُ= تلك التي منظرُها شاحبُ
واذكر بقلبٍ غير مستوهلٍ= يعروه من ذكرى القِرَى ناخب
أنَّك من جيران قُطْربُّلٍ= وعندك اللّقْحَة والحالب
فاسقِ حليب الكرم شُرَّابَه
أحضِرْهُمُ البكْرَ التي ما اصطلت= ناراً فكلٌّ خاطب راغب
إلا التي الشمسُ لها ناسِبُ= في الكأس إلا الذهبُ الذائبُ
أو أمُّها الكبرى التى لم يَزلْ= لليل من طلعتها جانب
حقَقها بالشمس أن ربيت= في حِجْرها والشبُه الغالب
أعجب بتلك البكر محجوبة ً= مكروبة ً يُجلَى بها الكارب
مغلوبة ً في الدنّ مسلوبة ً= يُنْصَرْ عليه إلبُكَ الآلب
بينا تُرًى في الزقّ مسحوبة ً= إذ حَكَمَتْ أن يُسْحَب الساحب
تَقتصُّ من واترها صرْعة ً= ليس لها باكٍ ولا نادبُ
إلاَّ حَمَامُ الأيَك في أيكِهِ= أو عازفٌ للشَّرب أو قاصبُ
ذات نسيم مسكهُ فائح= وذات لونٍ ورسُه خاضب
هاتيك هاتيك على مثلها= حامَ ولابَ الحائمُ اللائبُ
ما غرَّهم منا ونحن الأُولى= فلا يَعِبْ فقدَهما عائب
ولا تنمْ عن نرجس مؤنس= يضحكُ عنه الزَّمَنُ القاطبُ
ريحانُ روحٍ مُنْهِبٌ عطرَه= والروحُ إذ ذاك هو الناهب
لم يلفح الصيفُ له صفحة ً= ولا سقاه عوده الشاسب
وزَخْرِفِ البيتَ كما زُخرفتْ= روضة ُ حَزْنٍ جادها هاضبُ
ليس له من غيره شائبُ= لكلِّ ما سرَهُمُ جالبُ
مُحسنة ً ليست بخطَّاءة= طائرُها الهادل لا الناعب
بيضاءَ خَوْداً رِدْفُها ناهدٌ= غيداءَ رُوداً ثديُها كاعبُ
مملوكة ً بالسيف مغصوبة ً= لها دلالٌ مالِكٌ غاصبُ
تَستوهِبُ الجيد إذا أَتلعتْ= من ظبية ٍ أَفْزَعها طالبُ
كأنها والبيت مستضحكٌ= والعودٌ في قبضتها صاخب
أدْمانة ٌ تَنْزِبُ في روضة ٍ= *** خشفٌ لها نازب
أصبُبْ عليهم تُحَفاً جمّة ً
يُحْمَى بهنَّ الموعدُ الكاذبُ= ما نقل الملاّحُ والقاربُ
وتبْ من الذنب الذي جئته= فقد يُقالُ المذنبُ التائبُ
كيما يقولوا حين ترضيهُم:= يا حبذا المنهزم الثائب
أعتِبْ بيومٍ صالحٍ فيهم= ليس على أمثاله عاتبُ
ولا يكن يوماً إذا ما انقضى= صِيحَ به: لا رَجَعَ الذاهبُ
عجلْ لهم ذاك ولا تهْجَهم= ولا يثب منك بهم واثب
فليس من يأدِبُ إخوانَهُ= مؤَدِّباً للقومِ بل آدبُ
ولا يكنْ فيما يُعانَى لهم= فلا تُصِبْنا ريحُك الحاصب
حاشاك أن يلقاك مستمطرٌ= منصورة ٍ ليس لها قالبُ
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
نجَّاكَ يا ابن الحاجِـبِ الحاجـبُ
وأيـن ينجـو منّـيَ iiالهـاربُ؟
أبـعـدَ إحــرازِك iiأيمانَـنَـا
هاربتنـا واعتـذر iiالحـاجـب؟
يا عجبـاً إذ ذاك مـن حالـة iiٍ
دافِعُنـا فيهـا هـو الـجـاذب
حقّـاً لقـد أولَيتَنَـا جَـفـوة iiً
يُمحـل منهـا البلـد iiالعاشـب
انظر بعين العـدل تبصـر بهـا
أنـك عـن منهاجِـه iiنـاكـبُ
لَهْفـي وقـد جاءَتْـكَ جفَّالـة iiٌ
كُـلٌّ مغـذٌّ سـاغـبٌ iiلاغــب
من كلِّ شَحْـذانِ الْحشـا iiفَهِـمُ
فكّـاه كالعصريْـن مـن iiدهـره
هـذا علـى أنـك ذو شيمـة iiٍ
ذي مِعْـدة ٍ ثعلُبهـا iiلاحِــس
وتـارة ً أرنبـهـا iiضـاغـب
تعلـوه حمّـى شـرهٍ نـافـضٍ
لكـن حمّـى هضمـه iiصالـب
كأنمـا الفـرُّوج فــي iiكـفَّـهِ
فريـسـة ٌ ضرغامُـهـا iiدارب
وإن غدا الشَّبّـوط قرنـاً لهـم
هِيبَتْ لقـومٍ شـرَّة ٌ iiفاحْتبُـوا
أقسمـتُ لـو أنـك iiلاقيتـهـم
نابـك مـن أضراسهـم iiنائـب
فالشعر حُـرٌّ إن نَجَـوْا iiسائـبُ
بالثـار فـي أمثالهـا iiطـالـب
لا تحسَبنِّي عنـك فـي غَفْلـة iiٍ
إلا وفـيـه راتــعٌ iiجــادبُ
سيصنـعُ اللَّـهُ لنـا فـي iiغـدٍ
إن كان اكـدى يومُنـا الخائـب
كُرّوا علـى الشيـخ بتطفيلـة iiٍ
عـن عزمـة ٍ كوكبُهـا iiثاقـب
وإن زواه مـنـكـم جـانــبٌ
فـلا يَفُتْكُـمُ ذلــك iiالجـانـبُ
جُوسُوا عليه الأرضَ واستَخْبروا
حتـى يـروح الخبـرُ iiالعـازب
كأنَّ من عُولـجَ مـن iiسِحرهـا
لا وهب المَنْجَى لهـا iiالواهـب
لا تُفْلِتَـنْ منـكـمُ iiشَبَابيـطُـهُ
لا أفلت الطافـى ولا iiالراسـب
جـدّوا فقـد جـدّ بكـم iiلاعبـاً
وقـد يجـدّ الرجـل iiالـلاعـب
وليكـن الكـرُّ علـى غــرّة iiٍ
والصيـد فـي مأمنـه iiسـارب
يا واقبـاً بالأمـس فـي iiبيتـهِ
أفْلَـحَ هـذا الغائـب الآئــبُ
فاعتـزم القـومُ علـى غـارة ٍ
سانـد فيهـا الراجـلَ iiالراكـب
يهدى أبـو عثمـان كردوسهـا
هَـداك ذاك الطاعـنُ الضـاربُ
يُرْقِـلُ والرَّايَـة ُ فـي iiكـفِّـه
جاوَبهـا خِشْـفٌ لهـا iiنـازبُ
والقـومُ لاقَـوْكَ فاعـدِدْ iiلهـم
ما يرتضـي الآكـلُ iiوالشـارب
يسِّـرْ فراريجَـك مقـرونـة iiً
بـهـا شَبابيـطُـكَ ياكـاتـبُ
يـا حبـذا المُنهـزمُ iiالتـائـبُ
تلـك التـي منظرُهـا iiشاحـبُ
واذكر بقلـبٍ غيـر مستوهـلٍ
يعروه من ذكرى القِرَى iiناخـب
أنَّـك مـن جيـران قُطْـربُّـلٍ
وعنـدك اللّقْـحَـة iiوالحـالـب
فاسـقِ حليـب الكـرم شُرَّابَـه
أحضِرْهُمُ البكْرَ التي ما iiاصطلت
نـاراً فكـلٌّ خاطـب iiراغــب
إلا التي الشمـسُ لهـا iiناسِـبُ
في الكأس إلا الذهـبُ iiالذائـبُ
أو أمُّها الكبرى التى لـم يَـزلْ
لليـل مـن طلعتهـا iiجـانـب
حقَقهـا بالشمـس أن ربـيـت
في حِجْرهـا والشبُـه iiالغالـب
أعجب بتلك البكـر محجوبـة iiً
مكروبة ً يُجلَـى بهـا iiالكـارب
مغلوبة ً فـي الـدنّ مسلوبـة iiً
يُنْصَـرْ عليـه إلبُـكَ iiالآلــب
بينا تُرًى في الـزقّ مسحوبـة iiً
إذ حَكَمَتْ أن يُسْحَـب iiالساحـب
تَقتصُّ مـن واترهـا صرْعـة iiً
ليـس لهـا بـاكٍ ولا iiنــادبُ
إلاَّ حَمَـامُ الأيَـك فـي iiأيـكِـهِ
أو عازفٌ للشَّـرب أو قاصـبُ
ذات نسيـم مسـكـهُ iiفـائـح
وذات لـونٍ ورسُـه iiخاضـب
هاتيـك هاتيـك علـى iiمثلهـا
حـامَ ولابَ الحائـمُ iiالـلائـبُ
ما غرَّهم منـا ونحـن iiالأُولـى
فـلا يَعِـبْ فقدَهمـا iiعـائـب
ولا تنمْ عـن نرجـس iiمؤنـس
يضحكُ عنـه الزَّمَـنُ iiالقاطـبُ
ريحـانُ روحٍ مُنْهِـبٌ iiعطـرَه
والـروحُ إذ ذاك هـو iiالناهـب
لم يلفح الصيـفُ لـه صفحـة ً
ولا سقـاه عـوده iiالشـاسـب
وزَخْرِفِ البيتَ كمـا iiزُخرفـتْ
روضة ُ حَزْنٍ جادهـا iiهاضـبُ
ليس لـه مـن غيـره iiشائـبُ
لكـلِّ مــا سـرَهُـمُ جـالـبُ
مُحسنـة ً ليـسـت iiبخـطَّـاءة
طائرُهـا الهـادل لا iiالنـاعـب
بيضـاءَ خَـوْداً رِدْفُهـا iiناهـدٌ
غيـداءَ رُوداً ثديُهـا iiكـاعـبُ
مملوكـة ً بالسيـف مغصوبـة ً
لهـا دلالٌ مـالِـكٌ iiغـاصـبُ
تَستوهِـبُ الجيـد إذا iiأَتلـعـتْ
مـن ظبيـة ٍ أَفْزَعهـا iiطالـبُ
كأنهـا والبيـت iiمستضـحـكٌ
والعودٌ فـي قبضتهـا iiصاخـب
أدْمانة ٌ تَنْـزِبُ فـي روضـة iiٍ
*** خشـفٌ لـهـا iiنــازب
أصبُـبْ عليهـم تُحَفـاً جمّـة iiً
يُحْمَى بهـنَّ الموعـدُ الكـاذبُ
مـا نقـل المـلاّحُ iiوالـقـاربُ
وتبْ من الذنـب الـذي iiجئتـه
فقـد يُقـالُ المذنـبُ iiالتـائـبُ
كيما يقولـوا حيـن iiترضيهُـم:
يـا حبـذا المنهـزم iiالثـائـب
أعتِـبْ بيـومٍ صالـحٍ iiفيـهـم
ليـس علـى أمثالـه iiعـاتـبُ
ولا يكن يوماً إذا مـا iiانقضـى
صِيحَ بـه: لا رَجَـعَ iiالذاهـبُ
عجـلْ لهـم ذاك ولا تهْجَـهـم
ولا يثـب منـك بهـم iiواثـب
فليـس مـن يـأدِبُ iiإخـوانَـهُ
مـؤَدِّبـاً للـقـومِ بــل iiآدبُ
ولا يكـنْ فيمـا يُعانَـى لـهـم
فلا تُصِبْنـا ريحُـك iiالحاصـب
حاشـاك أن يلقـاك iiمستمطـرٌ
منصـورة ٍ ليـس لهـا iiقالـبُ
|