إبراهيم محمد
ديوان الشاعر(ه): ديوان الشعراء





جَاءتْ على زَهْرِ الصِّبا تختالُ

سَحَرَ الخمائلَ عُودُها الميّالُ

حتى اذا مالتْ وبانَ خِضَابُها

بأناملٍ غَنّى بِهِنّ جمالُ

فاحتْ زُهورُ الروض ِمن نَفَحاتِها

عِطراً تبدَّى من شذاهُ خَيالُ

تمشى كأنَّ الكونَ ذلك ملكُهَا

ولنا لها التسليمُ والإجْلالُ

فتثاقَلَتْ لما رأتني مُمعِناً

فيها بطرفٍ يعتريهِ سُؤالُ

وتَبسّمَتْ, حتى أقولُ تبسّمَتْ

وتمايلتْ, فترنّمَ الخِلخالُ

فكأنما الخلخالَ أحدثَ ضَجّةً

في خَافِقي وكأنّها الزّلْزالُ

لمّا رأتْ منى اختلاجَ مشاعرٍ

قالتْ بِهَمْسٍ: فُكّتِ الأغْلالُ

إن النفوسَ إذا تَرَنَّمَ عودُها

رقصتْ على أوتارهِ الآمالُ

فأجبتُ من قلبٍ يُلوِّعُهُ الهوى

أكذا بهمس ٍتُزْهقُ الآجالُ

لو كانَ تاجُ الحبِّ يؤخَذُ قُوّةً

لَحَظي بهِ دونَ النّساءِ رجالُ

لكنني أجدُ الغرامَ مشقّةً

عن خوضِهِ تتقاعسُ الأبطالُ

يا من كساها الحُسنُ ثوبَ شمائل ٍ

وكسا مُحيّاها الجميلَ كمالُ

قولي لطرفِكِ ينثنِي عن عزمِهِ

طرفٌ بدى منهُ الرّدى ينهالُ

فبِأيمن ِالطرفين ِحَلَّ مُقاتلٌ

وبأيْسَرِ الجفنين ِحَلَّ الخالُ

أَمَّا أنا، فأسيرُ حَرْبِ إبادةٍ

أسدٌ تُقيّدُ مِعصميهِ غَزالُ

ما كنتُ أومِنُ بالغرام ِوبالهوى

عبثاً أراهُ تعيشهُ الجُهّالُ

حتى رأيتُ الحبَّ ذاكَ حقيقةً

لمّا تجسّد ذلِكَ التِمثَالُ




1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36 جَـاءتْ علـى زَهْـرِ الصِّـبـا iiتخـتـالُ


سَـحَـرَ الخمـائـلَ عُـودُهـا iiالـمـيّـالُ


حـتـى اذا مـالـتْ وبــانَ iiخِضَابُـهـا


بـأنـامــلٍ غَــنّــى بِــهِــنّ iiجــمـــالُ


فاحتْ زُهورُ الروض ِمن iiنَفَحاتِهـا


عِـطـراً تـبـدَّى مــن شــذاهُ iiخَـيــالُ


تمشـى كــأنَّ الـكـونَ ذلــك iiملكُـهَـا


ولـنــا لـهــا التسـلـيـمُ iiوالإجْــــلالُ


فتثـاقَـلَـتْ لــمــا رأتــنــي iiمُـمـعِـنـاً


فـيـهـا بـطــرفٍ يعـتـريـهِ iiسُــــؤالُ


وتَبسّـمَـتْ, حـتـى أقــولُ iiتبسّـمَـتْ


وتـمـايـلــتْ, فـتــرنّــمَ الـخِـلـخــالُ


فكأنـمـا الخلـخـالَ أحـــدثَ ضَـجّــةً


فـــي خَـافِـقـي وكـأنّـهـا iiالــزّلْــزالُ


لـمّـا رأتْ مـنـى اخـتـلاجَ iiمشـاعـرٍ


قـالــتْ بِـهَـمْـسٍ: فُـكّــتِ iiالأغْـــلالُ


إن الـنـفـوسَ إذا تَــرَنَّــمَ عــودُهــا


رقـصــتْ عـلــى أوتـــارهِ iiالآمـــالُ


فأجبـتُ مـن قلـبٍ يُلـوِّعُـهُ iiالـهـوى


أكـــذا بـهـمـس ٍتُــزْهــقُ iiالآجــــالُ


لـو كـانَ تـاجُ الـحـبِّ يـؤخَـذُ iiقُــوّةً


لَحَـظـي بــهِ دونَ النّـسـاءِ iiرجـــالُ


لـكـنـنـي أجــــدُ الــغــرامَ iiمـشـقّــةً


عــن خـوضِـهِ تتقـاعـسُ iiالأبـطـالُ


يا من كساها الحُسنُ ثوبَ شمائل ٍ


وكـسـا مُحـيّـاهـا الجـمـيـلَ iiكـمــالُ


قولـي لطرفِـكِ ينثنِـي عـن iiعـزمِـهِ


طـرفٌ بــدى مـنـهُ الــرّدى iiينـهـالُ


فبِـأيـمـن ِالطـرفـيـن ِحَـــلَّ iiمُـقـاتـلٌ


وبأيْـسَـرِ الجفـنـيـن ِحَـــلَّ iiالـخــالُ


أَمَّــا أنــا، فـأسـيـرُ حَـــرْبِ iiإبـــادةٍ


أســـدٌ تُـقـيّــدُ مِعـصـمـيـهِ iiغَــــزالُ


مـا كنـتُ أومِـنُ بالغـرام iiِوبالهـوى


عـبــثــاً أراهُ تـعـيـشــهُ iiالـجُــهّــالُ


حـتـى رأيــتُ الـحـبَّ ذاكَ iiحقـيـقـةً


لــمّــا تـجــسّــد ذلِـــــكَ

إبراهيم محمد
ديوان الشاعر(ه): ديوان الشعراء






يا أنيسَ النّفس ِدَعْ عنكَ البُكاءْ

لا يدومُ الحزنُ ما دامَ الرّجاءْ

مسكنُ الطيرِعلى أوكارهِ

غير أن الطيرَ يشدو في السماءْ

فابتسمْ كالفجرِ كالشمس ِالتي

عَطرتْ بالنورِ أرجاءَ الفضاءْ

وابعثِ الآمالَ تشدو حرةً

تستتشِفُّ السّعدَ من وحي ِاللقاءْ

يا حبيبي إنّكَ اليومَ معي

فرحةٌ تختالُ بين الأضلُع ِ

طيفُكَ الورديُّ قدْ أسلمتُهُ

لهفةَ المشتاق ِعندَ المضجع ِ

فاسترحْ ما شئتَ في الروح ِالتي

حطّمتْ خطبَ الفراق ِالمُفجع ِ

واتركِ الآلامَ لا تحفلْ بها

يا حبيبي إنك اليومَ معِى

لا أرى الناسِ إلا ما أرى

أنتَ من أبصرتُهُ بين الورى

لا يضُمُّ القلبُ إلا من بهِ

لا تضُمُّ العينُ الا البَصرا

سفّهِ العُذّالَ اني شاهِدٌ

أين وضعُ الشمس ِمن وضع ِ الثرى

واعتصمْ بالصبرِ واعلمْ أنني

لا أرى في الناس ِإلا ما أرى

يا شقيقَ الروح ِباللهِ متى

يُنعشُ القلبَ بلُقياكَ الفتى

إن لي نفسين ِ قد سُقتهما

في غِمارِ الشوق ِحتى ذابتَا

لَكَأَنّ القلبَ من حَرِّهِما

بين نارين جُنوناً شَبَّتَا

فمتى الأقدارُ تُسدى سَعْدها

يا شقيقَ الروح ِباللهِ متى

غَنَّتِ الأطيارُ في الروض ِالنّدِيْ

تُطربُ العشاقَ عند الموردِ

في يديها فرحةٌ تحيا بها

أين ذاك الأنسُ ولّى من يدِي؟

عَلِمَ الحُسّادُ أني عاشقٌ

من يقيها من عيون ِالحُسَّدِ

هكذا تستشرِسُ العينُ إذا

غنتِ الأطيارُ في الروض ِالنّدِيْ

أيها الساكنُ في ذاك الجبلْ

هل ترى في الأفقِ خَيطاً من أملْ

هل ترى الأحلامَ هل أبصرتَها

تتهادى فوقَ جِسرٍ من قُبَلْ

هل ترى قلباً يُجاري خَطوها

قد مضى في ركبِها ثم انفصلْ

ذاك قلبي حين أعياهُ النّوى

أيها الساكنُ في ذاكَ الجبلْ

عَطّّلَ التسهيدُ أحلامَ المُنى

وخيولُ الوصل ِتعدو بيننَا

تحملُ البُشرى الى كل البيوتْ

تطرقُ الأبوابَ إلا بابَنا

فسألتُ الخيلَ هل من خبرٍ

يقشعُ الأحزانَ من آفاقِنا

فإذا بالقلبِ يُبدي صيحةً

عطّل التسهيدُ أحلامَ المُنىَ

أغمِضى يا عينُ لا، لا تَفْضَحِي

وأبيحي السِرَّ إنْ لَمْ تَسْتَحِى

سِرّيَ المكتومُ من يدري ِ بهِ

لن يذاعَ السِرُّ إنْ لم تَشْرحي

فاستحي يا عينُ إني صابرٌ

واكتمي الأحزانَ حتى تَفْرَحي

لا يبيحُ السِرَّ إلا ظالمٌ

أغمضى يا عينُ لا، لا تَفْضَحِى

أَلْحَقَ السُّهْدُ بِعَيْنَيَّ الأذى

وغريبُ الدّارِ دوماً هكذا

يسهرُ الليلَ يُنَاجِي قلبَهُ

وسوادُ العين ِيكويهِ القَذى

أين من عينِي زهورٌ عِطْرُها

يملأُ الأكوانَ طيباً وشَذى

كلّما أمْعنْتُ في أطيافِهِمْ

ألحَقَ السهدُ بِعَينَيَّ الأذىَ

كلما زارَ خيالٌ ومضَى

أسألُ النفسَ لماذا أَعْرَضا

كيفَ يَمضِى وأنا صبٌّ بهِ

كيفَ تغتالُ المسافاتُ الرِّضا

ما الذى نَحّاهُ عني أسوداً

بعدما وافى جميلاً أبيضا

أسألُ اللهَ لقاءً طَيّباً

كلما زارَ خيالٌ ومضىَ





1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80 يـا أنيـسَ النّفـس ِدَعْ عـنـكَ iiالبُـكـاءْ


لا يــدومُ الـحــزنُ مـــا دامَ الـرّجــاءْ


مــســكــنُ الـطـيـرِعـلــى أوكــــــارهِ


غيـر أن الطيـرَ يشـدو فـي iiالسـمـاءْ


فابتـسـمْ كالفـجـرِ كالشـمـس iiِالـتــي


عَـطـرتْ بالـنـورِ أرجـــاءَ iiالـفـضـاءْ


وابــعــثِ الآمــــالَ تــشــدو iiحـــــرةً


تستتشِـفُّ السّعـدَ مـن وحـي ِاللـقـاءْ


يـــا حبـيـبـي إنّـــكَ الــيــومَ iiمــعــي


فــرحــةٌ تـخـتــالُ بــيــن الأضــلُــع iiِ


طـيـفُــكَ الــــورديُّ قــــدْ iiأسـلـمـتُــهُ


لهـفـةَ المشـتـاق ِعـنــدَ المـضـجـع iiِ


فاسترحْ مـا شئـتَ فـي الـروح iiِالتـي


حطّـمـتْ خـطـبَ الـفـراق ِالمُـفـجـع iiِ


واتـــــركِ الآلامَ لا تــحــفــلْ بـــهـــا


يـــا حبـيـبـي إنـــك الــيــومَ iiمــعِــى


لا أرى الــــنــــاسِ إلا مـــــــــا iiأرى


أنــتَ مــن أبصـرتُـهُ بـيــن iiالـــورى


لا يــضُــمُّ الـقـلــبُ إلا مـــــن iiبـــــهِ


لا تــضُـــمُّ الــعــيــنُ الا iiالــبَــصــرا


ســفّـــهِ الــعُـــذّالَ انـــــي iiشـــاهِـــدٌ


أين وضعُ الشمس ِمن وضع ِ الثرى


واعتـصـمْ بالـصـبـرِ واعـلــمْ iiأنـنــي


لا أرى فـــي الــنــاس ِإلا مــــا iiأرى


يــــا شـقـيــقَ الــــروح ِباللهِ iiمــتــى


يُـنـعــشُ الـقـلــبَ بـلُـقـيـاكَ الـفـتــى


إن لـــي نـفـسـيـن ِ قــــد iiسُقـتـهـمـا


فــي غِـمـارِ الـشــوق ِحـتــى iiذابـتَــا


لَــكَـــأَنّ الـقــلــبَ مـــــن iiحَـرِّهِــمــا


بــيـــن نــاريـــن جُـنــونــاً iiشَـبَّــتَــا


فـمـتـى الأقـــدارُ تُــســدى iiسَـعْـدهــا


يــــا شـقـيــقَ الــــروح ِباللهِ iiمــتــى


غَنَّـتِ الأطيـارُ فـي الــروض iiِالـنّـدِيْ


تُـطــربُ الـعـشـاقَ عــنــد iiالــمــوردِ


فـــي يـديـهـا فـرحــةٌ تـحـيــا iiبــهــا


أيـن ذاك الأنــسُ ولّــى مــن iiيــدِي؟


عَــلِــمَ الـحُــسّــادُ أنـــــي iiعــاشـــقٌ


مــن يقيـهـا مـــن عـيــون iiِالـحُـسَّـدِ


هــكـــذا تـسـتــشــرِسُ الــعــيــنُ إذا


غنـتِ الأطيـارُ فـي الــروض iiِالـنّـدِيْ


أيـهــا الـسـاكـنُ فــــي ذاك iiالـجـبــلْ


هل ترى فـي الأفـقِ خَيطـاً مـن iiأمـلْ


هــل تــرى الأحــلامَ هــل iiأبصرتَـهـا


تتـهـادى فـــوقَ جِـســرٍ مـــن iiقُـبَــلْ


هــل تــرى قلـبـاً يُـجــاري خَـطـوهـا


قـد مضـى فــي ركبِـهـا ثــم iiانفـصـلْ


ذاك قـلـبـي حـيــن أعـيــاهُ iiالــنّــوى


أيـهــا الـسـاكـنُ فــــي ذاكَ iiالـجـبــلْ


عَـطّّــلَ التـسـهـيـدُ أحــــلامَ الـمُـنــى


وخـيــولُ الــوصــل ِتــعــدو iiبـيـنـنَـا


تحـمـلُ البُـشـرى الــى كــل البـيـوتْ


تـــطـــرقُ الأبـــــــوابَ إلا iiبــابَــنـــا


فـسـألـتُ الـخـيـلَ هـــل مـــن iiخـبــرٍ


يـقـشــعُ الأحــــزانَ مـــــن iiآفـاقِــنــا


فــــإذا بـالـقـلـبِ يُــبـــدي iiصـيــحــةً


عـطّــل التـسـهـيـدُ أحــــلامَ الـمُـنــىَ


أغمِضـى يــا عـيـنُ لا، لا iiتَفْضَـحِـي


وأبـيـحـي الـسِــرَّ إنْ لَـــمْ iiتَسْـتَـحِـى


سِــرّيَ المكـتـومُ مــن يـــدري ِ iiبـــهِ


لــن يــذاعَ الـسِـرُّ إنْ لــم iiتَـشْـرحـي


فاستـحـي يــا عـيــنُ إنـــي iiصـابــرٌ


واكتـمـي الأحــزانَ حـتــى iiتَـفْـرَحـي


لا يــبــيـــحُ الـــسِــــرَّ إلا iiظــــالــــمٌ


أغمـضـى يــا عـيـنُ لا، لا تَفْضَـحِـى


أَلْــحَـــقَ الـسُّــهْــدُ بِـعَـيْــنَــيَّ iiالأذى


وغــريــبُ الــــدّارِ دومـــــاً iiهــكـــذا


يـسـهــرُ الـلــيــلَ يُـنَــاجِــي iiقـلــبَــهُ


وســـوادُ الـعـيــن ِيـكـويــهِ iiالــقَــذى


أيــن مــن عيـنِـي زهـــورٌ iiعِـطْـرُهـا


يــمــلأُ الأكــــوانَ طـيـبــاً وشَـــــذى


كـلّـمــا أمْـعــنْــتُ فـــــي أطـيـافِـهِــمْ


ألــحَـــقَ الـســهــدُ بِـعَـيــنَــيَّ iiالأذىَ


كــلــمـــا زارَ خـــيــــالٌ iiومـــضَــــى


أســـألُ الـنـفــسَ لــمــاذا iiأَعْــرَضــا


كـيــفَ يَـمـضِـى وأنـــا صـــبٌّ iiبــــهِ


كـيــفَ تـغـتـالُ المـسـافـاتُ iiالـرِّضــا


مـــا الـــذى نَـحّــاهُ عـنــي iiأســــوداً


بـعـدمــا وافــــى جـمـيــلاً iiأبـيــضــا


أســــــــألُ اللهَ لــــقــــاءً iiطَـــيّـــبـــاً


كــلــمـــا زارَ خـــيــــالٌ iiومـــضــــىَ

إبراهيم محمد
ديوان الشاعر(ه): ديوان الشعراء







الليلُ كئيبٌ جِداً

وشريطُ النورِ كمنشنقةٍ

تتسلّلُ من ثقبِ البابِ الموصودْ

والقافلةُ لها وقعٌ مُختلفٌ

فوقَ رمال ِالصحراءِ العُظْمىَ

والأنباءُ مُسَوّرَةٌ

والقاعةُ مُحْكَمَةُ الغَلْق ِ

وباردةٌ كَسِني القَحطِ

ونارُ الكاهن ِ, لاتوقَدُ الا لبخورِ السّحرِ أو التنجيمْ

لا قهوةَ حتى اللحظةِ..

ما اعتدنا أن نشربَ قهوتنا باردةً

فالأوطانُ لها نارٌ,

لا تخبو أبداً في الليل ِ

ولا تخمدُ حتى في الأحزانْ

يا نارَ البدوى, لقد خبتِ النارُ,

فلا عدنانَ , ولا غسّانَ, ولا قحطانْ

لا يخدعكَ ضجيجُ القوم ِ,

إهابُ الثعبان ِالأرقطِ لا يستُرُ إلا الثُّعبانْ

أشعِلْ ناركَ يا بدوي وجرّبهمْ,

واصرخ..

من يشرب هذا الفنجانْ؟

سَتظلُّ تُنادي وتنادي..

لكِنْ لنْ يبردَ فنجانُك يا بدوي,

أدر ظهرَكَ للقاعةِ,

واصرخْ ثانيةً,

من يشربُ هذا الفنجانْ؟

ستوافيكَ الأرضُ بأجيال ٍ,

ما أعددتَ لهم من قبلُ..

يُحِبّونَ القهوةَ والثأرَ

إذا كان البُنُّ يمانياً ..

دعنا نَشربْها ساخنةً من غيرِ نُواح ٍوعُواءْ

ثم نَشُقُّ الصحراءَ بكل عتادِ الحربِ

نَشُقُّ الصخْرَ..

ونُبحِرُ عبرَ الميّتِ للأَحياءْ




1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34 الـــــلــــــيــــــلُ كـــــئــــــيــــــبٌ iiجِــــــــــــــــــداً


وشــــــريـــــــطُ الــــــنـــــــورِ iiكــمــنــشــنـــقـــةٍ


تـتـسـلّــلُ مـــــن ثــقـــبِ الـــبـــابِ iiالــمــوصــودْ


والــقــافــلـــةُ لــــهـــــا وقــــــــــعٌ مُــخــتـــلـــفٌ


فــــــــوقَ رمــــــــال ِالــصـــحـــراءِ الــعُــظْــمــىَ


والأنــــــــــــبـــــــــــــاءُ iiمُـــــــــــــسَـــــــــــــوّرَةٌ


والــــقــــاعـــــةُ مُـــحْـــكَـــمَــــةُ الــــغَـــــلْـــــق iiِ


وبــــــــــــــاردةٌ كَـــــسِـــــنـــــي iiالـــــقَـــــحـــــطِ


ونارُ الكاهن ِ, لاتوقَدُ الا لبخورِ السّحرِ أو التنجيمْ


لا قــــــهـــــــوةَ حـــــــتـــــــى iiالـــلـــحــــظــــةِ..


مـــــا اعـتــدنــا أن نــشـــربَ قـهـوتـنــا بـــــاردةً


فــــــــالأوطــــــــانُ لــــــــهــــــــا نــــــــــــــــارٌ,


لا تـــخـــبــــو أبــــــــــداً فـــــــــــي الـــلــــيــــل ِ


ولا تــخـــمـــدُ حــــتـــــى فـــــــــي الأحـــــــــزانْ


يــــا نـــــارَ الــبـــدوى, لــقـــد خــبـــتِ الــنـــارُ,


فـــــلا عــدنـــانَ , ولا غــسّـــانَ, ولا iiقــحــطــانْ


لا يــــخــــدعــــكَ ضــــجــــيــــجُ الــــــقــــــوم iiِ,


إهـــابُ الثـعـبـان ِالأرقـــطِ لا يـسـتُـرُ إلا الثُّـعـبـانْ


أشــعِـــلْ نــــــاركَ يــــــا بــــــدوي iiوجــرّبــهــمْ,


واصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــرخ..


مـــــــــن يــــشـــــرب هــــــــــذا iiالــفــنـــجـــانْ؟


سَــــتــــظـــــلُّ تُـــــــنـــــــادي وتـــــــنـــــــادي..


لــكِــنْ لـــــنْ يــبـــردَ فـنـجـانُــك يـــــا iiبـــــدوي,


أدر ظـــــــــــهــــــــــــرَكَ لــــــلــــــقــــــاعــــــةِ,


واصــــــــــــــــــــــــــرخْ ثـــــــــانـــــــــيـــــــــةً,


مـــــــــن يــــشـــــربُ هــــــــــذا iiالــفــنـــجـــانْ؟


ســــتــــوافــــيـــــكَ الأرضُ بــــــأجــــــيــــــال iiٍ,


مـــــــا أعـــــــددتَ لــــهــــم مــــــــن iiقــــبــــلُ..


يُــــحِـــــبّـــــونَ الــــقـــــهـــــوةَ iiوالـــــــثــــــــأرَ


إذا كــــــــــــــان الـــــــبُـــــــنُّ يـــمـــانــــيــــاً ii..


دعنـا نَشربْهـا ساخنـةً مـن غـيـرِ نُــواح iiٍوعُــواءْ


ثـــم نَـشُــقُّ الـصـحـراءَ بــكــل عــتــادِ iiالــحــربِ


نَـــــــــــــشُـــــــــــــقُّ الـــــــــصـــــــــخْـــــــــرَ..


ونُــبـــحِـــرُ عــــبـــــرَ الـــمـــيّـــتِ iiلـــلأَحـــيـــاءْ

إبراهيم محمد
ديوان الشاعر(ه): ديوان الشعراء




شكراً لأصحابِ الفضيلةْ

أفتيتمونا يا رجال

فالصّمتُ فتوى, عندما كبرَ السؤالْ

والجهرُ بالفتوى رذيلةْ.

لا تسألوا كيف انخمادُ النارِ يسبقُ الاشتعالْ

لاتسألوا..

فالعارُ يغزو آخرَ الصفحاتِ من تاريخنا,

والشمسُ ترنو للزّوالْ

وعمائمُ الثوار ِمجهدةٌ

بفقهِ البيع ِ, والذّبح ِالحلالْ

فمتى ستنتفضُ الجبالْ

ومتى ستبعثُ هِمّةُ الفاروق ِ

من تحت الخرائب ِوالرّمالْ

ُربعُ الخريطةِ عُزّلٌ ومشردونْ

والماكثونَ المتخمونَ على نفاياتِ الموائدِ

لا يجيدونَ القتالْ

فإلى النضال ِ, إلى النضال ِ, إلى النضالْ.

جفل الغضنفرُ, عندما زأر الغزالْ

يا أيها الطفلُ الذي

لم يدرِ ما طعمُ الدلالْ

كبر السؤالْ,

من ذا يُزيلُ الشكَّ من صدرِ السؤالْ

كبر السؤالُ على الرجال ِ

فمن لأحلامِ الرجالْ

يا أيها الطفلُ الذي

ما عادَ يُصغى للخَطَرْ

حَطّمْ قِرابكَ في زمان ِ الذُلِّ

وامتشق ِالحجرْ

أنتْ الجِبالُ,

وما عداكَ غثاءُ أوهامَ تذوبُ

إذا تَسَاقَطَ من محيّاك المطرْ

يا من يُسَطّرُ بالحجارةِ,

قصةَ الفجرِ الجديد المُستعِرْ

عفّرْ جبينكَ في ترابِ القدس ِواعتزل ِالبشرْ

وانهضْ إلى شمس ِالحياةِ مُعاهداً, ومُعانقاً

فالكل قد لَزِمَ الحُفَرْ

أنت القضيةُ,

أيها الموؤودُ في رحم ِالقضيةْ

أنت القضيةُ, والوَصيةُ للبقيةْ

فاعلق برحمِ الأرض ِ,

لا تَدع ِالوصيةْ.



1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41 شـــــكـــــراً لأصـــــحـــــابِ الــفــضــيــلــةْ


أفــتــيــتــمــونـــا يـــــــــــــا iiرجـــــــــــــال


فالصّـمـتُ فـتـوى, عـنـدمـا كـبــرَ iiالـســؤالْ


والـــجـــهــــرُ بــالــفـــتـــوى iiرذيـــــلـــــةْ.


لا تسألوا كيف انخمادُ النارِ يسبقُ الاشتعالْ


لاتــــــــــــــــســـــــــــــــــألـــــــــــــــــوا..


فالعارُ يغـزو آخـرَ الصفحـاتِ مـن تاريخنـا,


والـــشـــمــــسُ تـــــرنــــــو iiلـــــلــــــزّوالْ


وعـــمــــائــــمُ الـــــثــــــوار iiِمـــجــــهــــدةٌ


بــفــقــهِ الــبــيــع ِ, والـــذّبـــح iiِالـــحــــلالْ


فـــمـــتــــى ســتــنــتــفـــضُ iiالـــجــــبــــالْ


ومــتـــى سـتـبــعــثُ هِـــمّـــةُ الـــفـــاروق ِ


مــــــن تـــحـــت الــخــرائــب iiِوالـــرّمــــالْ


ُربـــــعُ الـخـريـطــةِ عُـــــزّلٌ ومـــشـــردونْ


والماكثونَ المتخمونَ علـى نفايـاتِ الموائـدِ


لا يــــــجـــــــيـــــــدونَ iiالــــــقـــــــتـــــــالْ


فإلى النضال ِ, إلى النضـال ِ, إلـى iiالنضـالْ.


جــفــل الغـضـنـفـرُ, عـنـدمــا زأر iiالــغــزالْ


يـــــــــا أيــــهـــــا الـــطـــفــــلُ الــــــــــذي


لــــــم يـــــــدرِ مـــــــا طـــعــــمُ iiالـــــــدلالْ


كـــــــــــبــــــــــــر iiالــــــــــــســــــــــــؤالْ,


مــن ذا يُـزيـلُ الـشـكَّ مــن صــدرِ الـســؤالْ


كـــبــــر الـــســــؤالُ عـــلــــى الـــرجــــال ِ


فــــــمــــــن لأحــــــــــــلامِ iiالــــــرجـــــــالْ


يـــــــــا أيــــهـــــا الـــطـــفــــلُ الــــــــــذي


مــــــــا عــــــــادَ يُـــصـــغـــى لــلــخَــطَـــرْ


حَــطّـــمْ قِــرابـــكَ فـــــي زمـــــان ِ iiالـــــذُلِّ


وامـــــــتـــــــشـــــــق iiِالـــــــحـــــــجـــــــرْ


أنـــــــــــــــــــــــتْ iiالــــــــجِــــــــبــــــــالُ,


ومــــا عــــداكَ غــثـــاءُ أوهـــــامَ تـــــذوبُ


إذا تَــسَــاقَــطَ مــــــن مــحــيّــاك الــمــطــرْ


يـــــــا مـــــــن يُــسَـــطّـــرُ iiبــالــحــجــارةِ,


قـــصـــةَ الــفــجــرِ الــجــديــد iiالـمُـسـتـعِــرْ


عفّرْ جبينكَ في ترابِ القدس ِواعتزل iiِالبشرْ


وانهضْ إلى شمس ِالحياةِ مُعاهداً, ومُعانقـاً


فـــالـــكـــل قـــــــــد لَـــــــــزِمَ iiالـــحُـــفَــــرْ


أنـــــــــــــــــــــــت iiالـــــقــــــضــــــيــــــةُ,


أيــهــا الــمــوؤودُ فــــي رحــــم iiِالـقـضـيـةْ


أنـــــت الـقـضـيــةُ, والـوَصــيــةُ لـلـبـقـيــةْ


فـــــاعـــــلــــــق بــــــــرحــــــــمِ الأرض iiِ,


لا تَـــــــــــــــــــــدع iiِالـــــــوصـــــــيـــــــةْ.

إبراهيم محمد
ديوان الشاعر(ه): ديوان الشعراء






الحجرُ الأولُ,

تعريةٌ للوجهِ الأولْ

والوجه الأولُ

مرآةٌ للوجهِ العشرينْ

والحجرُ الأولُ,

إلحادٌ بِنُبوءاتِ الدجّالينْ

يا أبناءَ الدين ِ

ويا أبناءَ الطينْ

إن كُنّا, من فرطِ الرهبةِ والتَدجينْ

نتآزر في يوم ِالأرض ِ

فتآزُرُكم من تشرينَ الى ‏تشرينْ

يا أبناءَ المقهورينْ

حُلّوا بالحجرِ الجلمودِ قضيّتَكمْ, ودعونا

لا سلعةَ تُرضى حاجَتكم

في أسواق ِالنخّاسينْ

صُغتم بالطين ِقصيدتكُمْ, فتألقتمْ

وتألّقْنا في التلحينْ

موتوا في الداخل ِأحراراً

لا تنتظروا,

لا وقتَ لديكم للصبرْ

لن تأتي قافلةُ التموينْ

لهبٌ في الداخل ِوالخارج ِ, والسكينُ هي السكينْ

لا تقتبسُوا مِنّا نَصراً..

فالنصرُ بداخِلكم أنتمْ

أما نحنُ,

فسلسلةٌ للقمع ِمُوثّقةٌ,

ما بينَ سجين ٍوسجينْ

يا فرسانَ اليوم ِ

ويا أبناءَ الأمس ِ

ويا أحفادَ الأميّينْ

جودوا بالنّفْس ِوبالنّفْس ِ

فمليوُنُ أجيرٍ ثوريٍّ,

لا يرقى لحذاءِ صغيرٍ, يتوارى بجدارِ القُدس ِ

لا غِشَّ اليومَ,

ولا تزييفَ, ولا تحريفَ, ولا تلوينْ

العالمُ يلهو ويُغنّي..

والقدسُ حَزينْ

يا لَمَمَ النّصرِ المخروق ِ

ويا ألمَ القرن ِالعشرينْ

يا نصفاً يفترشُ التقوى,

والآخرُ يلتحفُ الطينْ..

لَستُم أصحابَ فلسطينْ.




1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42 الـــــــــــــــــحــــــــــــــــــجــــــــــــــــــرُ iiالأولُ,


تـــــــعـــــــريــــــــةٌ لـــــــلــــــــوجــــــــهِ iiالأولْ


والــــــــــــــــــــــــــوجـــــــــــــــــــــــــــه iiالأولُ


مــــــــــــــرآةٌ لــــلـــــوجـــــهِ iiالـــعـــشــــريــــنْ


والـــــــــــــــــحـــــــــــــــــجـــــــــــــــــرُ iiالأولُ,


إلــــــحــــــادٌ بِــــنُــــبـــــوءاتِ الـــدجّـــالـــيــــنْ


يـــــــــــــــــا أبــــــــنـــــــــاءَ الـــــــــديـــــــــن iiِ


ويــــــــــــــــا أبــــــــنـــــــــاءَ iiالـــــطــــــيــــــنْ


إن كُــنّــا, مــــن فـــــرطِ الـرهــبــةِ والـتَـدجـيــنْ


نــــــتـــــــآزر فـــــــــــــي يــــــــــــــوم ِالأرض iiِ


فـتــآزُرُكــم مـــــن تـشــريــنَ الـــــى ii‏تــشــريــنْ


يـــــــــــــــا أبـــــــنــــــــاءَ iiالـــمـــقـــهـــوريـــنْ


حُـلّـوا بالـحـجـرِ الجـلـمـودِ قضيّـتَـكـمْ, iiودعـونــا


لا ســــلــــعــــةَ تُــــــرضـــــــى iiحـــاجَـــتـــكــــم


فــــــــــــــي أســــــــــــــواق iiِالــنـــخّـــاســـيـــنْ


صُــغــتــم بـالـطــيــن ِقـصـيـدتـكُــمْ, iiفـتـألـقــتــمْ


وتـــألّــــقْــــنــــا فـــــــــــــــي iiالـــتـــلـــحـــيـــنْ


مــــوتـــــوا فـــــــــي الــــداخـــــل iiِأحــــــــــراراً


لا iiتــــــــــــــنــــــــــــــتــــــــــــــظــــــــــــ ــروا,


لا وقــــــــــــــتَ لــــديـــــكـــــم iiلـــلــــصــــبــــرْ


لــــــــــن تـــــأتـــــي قـــافـــلــــةُ iiالــتــمـــويـــنْ


لهبٌ في الداخل ِوالخارج ِ, والسكينُ هي السكينْ


لا تــقــتـــبـــسُـــوا مِــــــنّـــــــا iiنَــــــصـــــــراً..


فـــالـــنــــصــــرُ بـــداخِـــلــــكــــم iiأنـــــــتــــــــمْ


أمــــــــــــــــــــــــــــــا iiنـــــــــــــــحـــــــــــــــنُ,


فــســلـــســـلـــةٌ لـــلـــقـــمــــع iiِمُــــوثّـــــقـــــةٌ,


مـــــــــا بـــــيـــــنَ ســـجـــيــــن iiٍوســـجـــيــــنْ


يــــــــــــــــا فــــــــرســــــــانَ الــــــــيـــــــــوم iiِ


ويــــــــــــــــا أبــــــــنــــــــاءَ الأمــــــــــــــــس ِ


ويـــــــــــــــا أحــــــــفــــــــادَ iiالأمـــــيّـــــيــــــنْ


جـــــــــــودوا بـــالـــنّـــفْـــس ِوبـــالـــنّـــفْـــس iiِ


فـــمـــلــــيــــوُنُ أجـــــــيـــــــرٍ iiثـــــــــــــــوريٍّ,


لا يرقى لحـذاءِ صغيـرٍ, يتـوارى بجـدارِ القُـدس iiِ


لا غِــــــــــــــــــــــــــشَّ iiالـــــــــــــيـــــــــــــومَ,


ولا تــزيــيــفَ, ولا تــحــريـــفَ, ولا iiتــلــويـــنْ


الــــعـــــالـــــمُ يــــلـــــهـــــو iiويُـــــغـــــنّـــــي..


والـــــــــــــقـــــــــــــدسُ حَـــــــــــــزيـــــــــــــنْ


يـــــــــا لَــــمَـــــمَ الـــنّـــصـــرِ الـــمـــخــــروق iiِ


ويـــــــــا ألــــــــــمَ الـــــقـــــرن iiِالــعــشـــريـــنْ


يـــــــــا نـــصـــفـــاً يـــفـــتـــرشُ iiالـــتـــقـــوى,


والآخـــــــــــــرُ يـــلـــتـــحــــفُ الــــطــــيـــــنْ..


لَــــســــتُــــم أصــــــحـــــــابَ iiفــلــســـطـــيـــنْ