كاتب الموضوع :
^RAYAHEEN^
المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
أفِقْ يا نديمُ استهـلَّ iiالصّبـاحْ
وباكِرْ صَبوحَكَ نَخْـبَ iiالمِـلاحْ
فمُكْثُـك بيـنَ النَدامَـى قليـلٌ
ولا رَجعةٌ لـكَ بَعـدَ iiالـرواحْ
لقد صاحَ بي هاتفٌ في iiالسُباتْ:
أفيقوا لرشفِ الطِّلا يـا غُفـاةْ!
فما حقَّقَ الحُلْمَ مثـلُ iiالحَبـابِ
ولا جَدَّدَ العُمْـرَ غيـرُ iiالسُّقـاةْ
ألا أترِعِ الكـأسَ نَخـبَ العَـدَمْ
فمَنْ نامَ منّـا كمَـنْ لـم iiينَـمْ
ولا أمْسِ ظَـلَّ ولا الغَـدُ iiحَـلَّ
فمـا يَمنـعُ اليَـومَ أن يُغتنَـمْ؟
فهاتِ حبيبي لي الكـأسَ iiهـاتِ
سَأنسَى لهـا كـلَّ مـاضٍ iiوآتِ
غَداً؟ ويحَ نفسي غداً قد iiأعـودُ
وأَعْرقُهم في البِلى مِـن لِداتِـي
إلهيَ! رُحماكَ أيـنَ iiالصَبـاحْ؟
فقلبـي يَكـاد أسًـى iiيُستبـاحْ
وغُفْراً.. لساقٍ سَعتْ بي iiإليهـا
جُنونـاً، وراحٍ تَمـادتْ iiبِـراحْ
وكم لِيَ من توبةٍ عـن iiجَناهـا
فهل كنتُ أصْحو وقد عِفتُ فاها؟
ويَنفحُنِي الـوردُ وَرْدُ iiالربيـعِ
فلا أملكُ النفسَ حتّـى iiتَراهـا
لَئِنْ قُمتُ في البَعثِ صُفْرَ iiاليَدينِ
وعُطّلَ سِفْرِيَ مـن كُـلِّ زَيْـن
فيَشْفـعُ لـي أنَّنِـي لـم iiأكُـنْ
لأُشـركَ باللّـهِ طَرْفَـةَ iiعَيْـنِ
أَ آلهةَ الخَمْرِ! بئـسَ iiالتَجنّـي
قَلَبْتُنَّ للصَـبِّ ظَهْـرَ iiالمِجَـنّ
طرَحْتُنَّ في الكأس بُرْدَ iiوقـاري
عرَضْتُنَّ جِدّي لِلَهـوِ iiالمُغنِّـي
نَذرتُ لحُسنِكِ نَجْـوى صَلاتـي
وفي غَمْرَةِ العِشقِ ضَيَّعتُ iiذاتي
فلوْ خَيَّرونـيَ.. لَـمْ أرضَ iiإلاّ
بتِلكَ حَياتـي - فأنـتِ حياتـي
سيَحيَا لحبّـك قَلبـي iiالمُعنّـى
لِجَوْرِك، مـا دام وعـدُكِ iiمَنّـا
لطَرْفِكِ، يَسقي مع الخمرِ iiخَمراً
فيُبدعُ - فَنّـاً - وأُبـدعُ iiفنّـا
ويا لَيتَ شِعري أتِلكَ iiالزُهـورُ
عرائسُ نُعمَى جَلتْها iiالسُّتـورُ؟
فمِنْ قُبلةِ الشَمسِ هـذا الحيـاءُ
ومن لُؤلُؤِ الطَـلِّ ذاك السُـرورُ
فَجَدِّدْ معَ الكأسِ عَهدَ iiغَرامِـكْ
وحَـلِّ مَرارتَهـا iiبابْتِسـامِـكْ
وعَجَّلْ فَجَوقَةُ هـذِي iiالطُيـورِ
قد لا تُطِيـلُ الطَـوافَ iiبجامِـكْ
ويا وهَجَ القلـبِ كُـنْ iiمُحرِقـا
صَبوتَ فـزادَ الصِّبـا iiرَونَقـا
وما أضيَـعَ العُمْـرَ لـو أنَّنـي
حَملتُكَ مـن غَيـرِ أن iiتَخفِقـا
لئن عادَ عِنـدَك مَدعـاةَ iiنُكْـرِ
بُكوري لِشُربٍ ونَومـي iiبسُكـر
فما أسفي غَيْـرَ أنّـيَ ضَيّعـتُ
في الصَّحْوِ أجْملَ أيامِ iiعُمـري
|