لحظها لَحظها
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

لحظها لَحظها، رُوَيْداً رُوَيْدا لحظها لَحظها، رُوَيْداً رُوَيْدا كـــــــم إلـــــــى كـــــــم تــكــيـــد لـــلــــروح iiكـــيْــــدا؟
كــــــــــــــفَّ أو لا تـــــــكــــــــفَّ ؛ إن يـــجــــبــــنــــي لَـــسِـــهـــامـــاً أَرْسَـــلْـــتَـــهـــا لــــــــــــن iiتُــــــــــــرَدّا
تــــصِــــلُ الــــضــــربَ مــــــــا أَرى لــــــــك iiحـــــــــداً فـــــاتّــــــقِ الله، والــــــتــــــزِمْ لــــــــــــك iiحــــــــــــدَّا
أو فــــضــــع لــــــــي مــــــــن الــحـــجـــارة iiقـــلـــبـــا ثـــــــم صُـــــــغ لـــــــي مـــــــن الــحـــدائـــدِ كِــــبْــــدا
واكــــــــفِ جَــفْـــنَـــيَّ دافــــقــــاً لــــيـــــس iiيــــرْقـــــا واكــــــــفِ جَــنْـــبَـــيَّ خــافـــقـــاً لــــيــــس iiيَــــهْـــــدا
فـــــمــــــن الـــغَــــبْــــنِ أَن يـــصــــيــــر iiوعـــــيــــــداً مــــــــا قــطـــعـــت الــــزمــــانَ أرجــــــــوه iiوعْــــــــدا

لا يقيمنَّ على الضَّيمِ الأسدْ
إسم الشاعر : أحمد شوقي

كـان لبعضهـمْ حـمـارٌ iiوجـمـلْ نالهمـا يومـاً مـن الـرقّ iiمـلـلْ
فانـتـظـرَا بَـشـائِــرَ iiالـظَّـلـمـاءِ وانطَلـقـا مـعـاً إلـــى iiالـبَـيْـداءِ
يجتـلـيـان طـلـعــة َ iiالـحـريَّــهْ وينـشـقـانِ ريـحـهـا iiالـزكـيَّــهْ
فاتفقـا أن يقضيـا العمـرَ iiبـهـا وارتضَـيـا بمائِـهـا iiوعُشـبِـهـا
وبـعـدَ لـيـلـة ٍ مـــن iiالمـسـيـرِ الـتــفــت الـحِــمــارُ iiلِـلـبـعـيـرِ
وقـال: كـربٌ يـا أَخــي عظـيـمُ فـقـفْ، فمـشـي كـلَّــهُ عـقـيـمُ!
فقـال: سَـلْ فِـداكَ أُمِّــي وأَبــي عسى تَنالُ بي جليـلَ iiالمطلـبِ
قال: انطلقْ معي لإدراكِ المُنى أَو انتظِـر صاحبَـكَ الحـرَّ هـنـا
لابــدّ لــي مــن عــودة iiللـبـلـد لأَنـنـي تـركـتُ فـيـه iiمِـقـوَدِي!
فقال سـر والـزَمْ أَخـاك iiالوتِـدا فـإنـمـا خُـلِـقْـتَ كـــي iiتُـقـيَّــدا

كان لبعض الناسِ ببغاءُ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

كــان لبـعـض الـنــاسِ بـبـغـاءُ مـا مـلَّ يومـاً نطقهـا iiالإصغـاءُ
رفيـعـة الـقـدْرِ لَـــدَى iiمـولاهــا وكـلُّ مَــنْ فــي بيـتِـه iiيهـواهـا
وكـان فـي المنـزل كلـبٌ iiعالـي أرخصتـهُ وجــودُ هــذا الغـالـي
كــذا القلـيـلُ بالكثـيـرِ iiيـنـقـصُ والفضلُ بعضُه لبعضٍ مُرْخِصُ
فجـاءَهـا يـومـاً عـلــى iiغِـــرارِ وقلبُـهُ مــن بُغضِـهـا فــي نــارِ
وقــال: يـــا ملـيـكـة َ iiالـطُّـيـورِ ويـا حيـاة َ الأنــسِ iiوالـسـرورِ
بحسنِ نطقـكِ الـذي قـد iiأصبـى إلا أَرَيْـتـنِـي الـلِّـسـانَ iiالـعـذْبــا
لأَننـي قــد حِــرْتُ فــي التفـكُّـر لمَّـا سمـعـتُ أنــه مــن iiسـكُّـر!
فأَخْرَجـتْ مـن طيشِهـا iiلسانهـا فـعــضَّــهُ بـنــابــه، iiفـشـانـهــا
ثـم مضـى مـن فــوره يصـيـحُ: قـطـعــتُــه لأنــــــه iiفــصِــيــحُ!
ومـا لهـا عنـديَ مـن ثـأْرٍ يُـعـدّ غيرَ الذي سمَّوْهُ قِدْماً iiبالحسدْ!

كان على بعضِ الدُّروبِ جَملُ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

كان على بعضِ الدُّروبِ جَملُ حَمَّلـهُ المـالـكُ مــا لا iiيُحـمـلُ
فقال : يا للنَّحـسِ والشقـاءِ ! إن طـال هـذا لـم يطـلْ بقائـي
لم تحمِلِ الجبـالُ مثـلَ iiحِملـي أظــنُّ مــولاي يـريـدُ قتـلـي !
فـجـاءَهُ الثعـلـبُ مــن iiأَمـامِـهْ وكان نالَ القصـدُ مـن iiكلامـهْ
فقال : مهلاً يـا أخـا iiالأحمـالِ ويا طويلَ البـاعِ فـي iiالجِمـالِ
فأَنـتَ خيـرٌ مـن أَخيـكَ iiحــالا لأَنـنــي أَتـعَــبُ مـنــك iiبــــالا
كـــأَن قُـدّامِــيَ أَلــــفَ ديــــكِ تسألني عـن دمهـا المسفـوكِ
كـأَنّ خَلفـي أَلـفَ أَلـفِ iiأَرنـبِ إذا نهـضـتُ جاذبتـنـي ذنـبـي
وربَّ أمٍّ جـئـتُ فــي iiمناخـهـا فجعتُهـا بالفتـكِ فـي iiأَفراخِهـا
يبعثنـي مــنْ مـرقـدي iiبكـاهـا وأَفتـحُ العيْـن علـى iiشكـواهـا
وقـد عرفـتَ خـافـيَ الأحـمـالِ فاصبِرْ. وقـلْ لأُمَّـة ِ iiالجِمـال:
ليـسَ بحمـلٍ مـا يمـلُّ iiالظهـرُ ما الحملُ إلا ما يعافي الصَّدرُ

كان ذئبٌ يتغدى
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

كــــان ذئــــبٌ iiيـتـغــدى فجرتْ في الزّوْر عَظمـه
ألزمـتـهُ الـصـومَ iiحـتــى فَجعَتْ في الروح جسْمَهْ
فـأَتــى الثـعـلَـبُ iiيـبـكـي ويُــعــزِّي فــيــه iiأُمَّـــــه
قــال : يــا أمَّ iiصـديـقـي بـــيَ مـمــا بـــكِ عـمَّــهْ
فاصبـري صبـراً iiجميـلاً إنْ صـبـرَ الأمِّ رحـمـهْ ii!
فأجابتْ : يا ابـنَ iiأختـي كـلُّ مـا قـد قلـتَ iiحكـمـهْ
مـا بـيَ الغالـي ، iiولكـن قولُهُـم: مــاتَ iiبِعظْـمَـه!
لـيْـتــه مــثـــلَ iiأَخــيـــه مـاتَ محسـوداً iiبتُخْمَـه!