كاتب الموضوع :
**أميرة الحب**
المنتدى :
الارشيف
الفصل الثامن
وضع تانير سيارته في جراج مطعم شيز روستي.
اوقف المحرك واسند بذراعيه على عجلة القيادة.
تساءل تانير وعلى شفتيه ابتسامة خفيفة اذ ماكان ديف قد لاحظ جوان الجديدة ؟
ضحك تانير عندما فكر في النصائح الغبية الغريبة التي كان يلقيها عليها في الليلة الماضية.
بعد لحظات من التفكير حول تانير نظره نحو أضواء المطعم.
نزل من سياارته واتجه نحو المدخل وعند دخوله وجد مارتي جونسون وهو صهر فيرجيل امبري.
مارتي جونسون رجل اسمر ذو كتفين عريضين يمتلك مزرعة في المنطقة.
كان مارتي ثملا هذا المساء وخطواته غير ثابته وعندما اراد ان يخرج وقبل ان يكتشف الحاجز الذي أمامه الذي كان يظن انه يمنعه من الحركة.رفع عينيه ليرى تانير.
فأردف:
_تانير ويست !ماذا تفعل هنا؟
_انك فاقد الوعي يامارتي ليس لي اي غرض من المجيء الى هنا.
لكني لن أقضي السهرة في التخمين الى اين تتجه.قف مكانك لا تتحرك ودعني امر.
ولكن في نفس اللحظة التي حاول فيها تانير ان يخطو خطوة الى الأمام كان الرجل قد سد عليه الطريق.
_ان ماقاله فيرجيل في نادي المدينة كان غير لائق..لقد قلت له انه أخطأ لأنك ربما تكون الأبن غير الشرعي لجو على الأقل لأن نصف الدم الذي يجري في عروقك ليس من دم الرعاع.
تأمل تانير وهو يضع يديه في جيبه مارتي طويلا ثم قال له:
_انك تهذي ولا ترى أمامك!لنتبادل الآن بعض عبارات الأدب!ألا تتركني أمر؟
تعجب مارتي وهو يبدي غضبه:
_ياله من حقير!
_هذا ليس لطيفا منك!أسمع اذا كنت تريد ان نتعارك قلها صراحة.
_تعرف جيدا اني أقوى منك سأحطمك مثل الناموسة( ناموسة بالمصري وتعني الباعوضة عندنا لمن لم يفهم)
_وهل انت متأكد من رغبتك في العراك معي؟فكر بالأمر لديك الوقت لتقول لا فلن يعرف احد سوانا بهذا.
اجابه مارتي وهو يوجه له ضربة قوية في صدره:
_أهذا يروقك .اعتقد ان ديف خرج مع محاميتنا اللطيفة هذا المساءز واعتقد ان جو العجوز يقدرها ايضا.
ولكن ان تزوجا ماذا سيحدث لك ياتانير،عندما ينجب ديف اطفالا لآل ماكليستر؟
سينساك العجوز.هذا كل مافي الأمر,اعتقد ان ديف سيحب انجاب اطفال نت هذه الصغيرة,يبدو له في اغلب الآحيان ان..
توقف تانير عن مواصلة الحديث لما أمسكت يدا تانير القويتين حلقه وضربه.
رفع حينذاك قبضته الغاضبتين لكن سرعان ماأنزلهما عندما نظر في عيني تانير.
حينذاك فقط ادرك تانير ان هذا المارتي قد قدم له خدمة جليلة فلقد اعطاه تحديدا هذا المساء ماكان يحتاجه.
انه لم يحتس الشراب ولكنه أطلق مكبوتاته ضد هذا البرميل المتجول.
كانت جوان تسير الى جانب ديف على الطريق السريعة المؤدية الى حديقة مطعم ديكتون اليابانية عندما جاء الى مسامعهما المشاجرة.
اقتربا من السور .وماكانت تخشاه جوان قد وجدته.تانير ممسكا بمارتي من ياقة قميصه ودافعا به على سيارة.
صرخت عندما رأت مارتي يلكم تانير في فمه والى جوارها كان ديف ضاحكا..ثم أمسك بذراعها واصطحبها بعيدا.ولما التفتت جوان قالت:
_ليس هنا من يتدخل لفض النزاع
اجابها ديف بنظرة هادئة.
_مارتي في امكانه ان يتصرف وحده وايضا تانير يعرف متى يتوقف.
لم يكن مارتي هو الذي يشغل بال جوان كان وزنه يزيد بمقدار عشرين كيلوغراما عن وزن تانير.
_ولماذا يتشاجران هكذا؟
_من يدري يبدو أنه يحب ذلك!منذ عرفته وأنا لاأراه سوى يتشاجر.كأن هذا في دمه.
بعد ساعات كانت جوان واقفة امام منزلها .
قبلها ديف متمنيا لها ليلة سعيدة..
وماهي الا لحظات حتى رأت سيارة ديف تبتعد..
لقد كانت غير قادرة على استعادة الحديث الذي دار بينهما على طريق العودة,لأن منذ ذلك الحين ومشكلة اخرى تشغل ذهنها.انها مشكلة اسمها "تانير".
دخلت وأغلقت الباب وراءها..انها ليست امور تانير التي تشغلها وهو لن يشكرها على قلقها على مصيره..لم يكن لها الحق حتما في..
انقطعت دوامة الخواطر هذه فجأة ..عندما وقع نظرها على رجل جالس في الصالون.
كان تانير جالسا على مقعد يقلب صفحات ألبوم صور فوتوغرافية.
ثم نظر الى جوان وسألها:
_من هذا؟
وضعت حقيبتها على المنضدة ولحقت به.
_انه عمي تيتوس كم كنت أخاف منه عندما كنت صغيرة.ولا أدري مالسبب.عندما كنت اقترب منه كان يصرخ في وجهي وعندما اجري لأختبيء كان يقهقه.
ولما أشار على صورة اخرى قالت:
_انها خالتي بوجي الأخت المتبناه لأمي,لم تنجب ابدا لذلك كانت تدللني كثيرا.
_وهذه؟
_انها أنا عندما كنت في الرابعة عشر من عمري،انا أكره هذه الصور لأن الظل فيها يعطيني وجها ضخما،اتعجب لما أرسلتها لي أمي وهي تعلم بأني أكرهها!
اعترض تانير:
_لا ان وجهك لايبدو ضخما ابدا وعيناك حالمتان وكأنك ترين اشياءا لايستطيع الآخرون رؤيتها,انها صورة جميلة جدا.
_اذا كنت تقول ذلك...
وتوقفت عن الكلام عندما رأت الجلروح على جبهته ووجنتيه ثم قالت متأثرة:
_انظر في اي حال أنت!تعال يجب تطهير كل هذه الجروح.
توقعت ان يعارض لكنه تبعها الى الحمام وجلس على كرسي خشبي صغير وتركها تعالج جراح وجهه.
ثم سألها بعد بضع ثوان:
_أخبريني ياجوان هل نجحت في أخضاع ديف؟
_ليس بالضبط.
_ماذا لا تقولي لي انه لم يقترح عليكي شيئا،الم يطلب ان تشاركيه الشراب في منزله؟على كل حال مهما طلب منك فلا تعطيه دعيه دائما مشتاقا اليك.
انزلت جوان ذراعيها واتجهت نحو غرفتها وهي تكاد تكون مدركة ان تانير تبعها الى هناك.
فكرت كيف وبأي أسلوب عليها ان تخبر تانير بأن خطته لم تنجح.وان كل هذه الدروس لم تفد بشيء.
حقا كان ديف رقيقا ولطيفا معها انما شعرت بأنه ليس لها.لقد اكتشفت هذه الليلة حقيقة غير مقبولة،صلتها بديف لن تتعدى الصداقة السطحية فقط.
عندما قبلها ديف لم تشعر نحوه بأي عاطفة.ان كل الجاذبية التي عرف تانير تحريرها من داخلها لم تظهر الا في هذه القبلة الفاترة..كما انها تعتقد ان ديف لن يترك فرصة لتانير كي يستميل ليندا.
ذهبت جوان وهي مشغولة البال ناحية السرير وجلست على حافته.
اذا كان ديف يستخف بها فهي لن تسعد لرؤية تانير يلقي بنفسه تحت نظرها في علاقة عاطفية .
من اليوم اصبحت جوان تتمنى لتانير كل خير وترجو له حياة سعيدة للأبد.مع ليندا اذا يلزمه انسانه مثلها تعرف معنى كلمة "الى الأبد".
وبعد ان أطال النظر اليها قال مبتسما:
_هل لاحظت اننا احيانا نندم على كوننا لسنا حجارة؟الحجارة لاتهتم بشيء.انها لاتبالي بشيء.
_كفاك فلسفة ياتاننير.من الأفضل ان تخبلاني اما تشاجلرت هذا المساء؟
_لأن هذا المارتي كان بحاجة درس جيد لايأتي الا بالضرب والمشاجرة.
قالت له ملاحظه:
_كلهم هكذا في الجنوب.لكن مالسبب الحقيقي ياتانير؟
_لقد حاول التطرق الى اصلي.الى والدي.
_والديك كنت اعتقد ان جو العجوز..
قاطعها بضحة جافة ثم قال:
_اعرف ماتريدين قوله لقد كنت حاضرة عندما عاب فيرجيل علي بأنني ابن غير شرعي لجو العجوز.اذا كنت ابن جو ماكان ليتجنب اخفاء تلك الحقيقة.ولصعد على سطوح المنازل وصاح بأعلى صوته قائلا بأني ابنه.
_اعتقد بأنه هو الذي رباك.
_لا لقد ربيت نفسي ان مافعله هو غاية مافي الأمر انه وهبني مأوى
_اخبرتني جلينا انها تتذكر يوم وصولكما انت ووالدتك الى ديكتون ؟ ولكن أين كان والدك وقتئذ؟هل لك زمان طويل لم تره فيه؟؟؟
_في أكتوبر أتم ال28 سنه،ولقد رأيته أخر مرة عندما كان عمري 7 سنوات اذ لم ألتق به منذ ذلك اليوم.
فطنت جوان الى نظرته التي كانت مليئة بالحزن الدفين.
استطرد:
_كنا نعيش في ابيلين مكثنا فيها 6 اشهر لم نلق خلالها اي معلومات عنه.الى ان ظهر ذات يوم فجأة واصطحبني للعشاء في مطعم ايطالي.وعند عودتنا الى المنزل تحدثنا طويلا تحت البلكون.
اعلمني انه خلال حياته قد ارتكب اخطاء كثيرة وبأنه من أجلي سيتعلم تصحيحها.كما وعدني انه سيكون أفضل أب افخر به وأستحقه.انه سيصطحبني معه الى الصيد وسيشتري لي عجلة،كال لي الوعود التي ترضي طفلا.
تنهد تانير وأغلق جفونه لحظة،ثم واصل حديثه.
_لقد كانت اجمل ليلة في حياتي وليس في طفولتي فقط مازلت حتى يومنا هذا اتذكر ماكنت اشعر به في هذه الليله.عند ذهابي الى غراشي كنت سعيدا جدا..وفخورا به..لكن عند استيقاظي صباح اليوم التالي حدث مالم نكن نتوقعه..
رحل حاملا معه كل ماهو نفيس وغالي في المنزل كل ماكنا نملك..كان في وسعي أن أغفر له سرقته لنا..وكونه رحل من غير وداع..لكن مالن أسامحه عليه ابدا ولن أنساه ماحييت هو أنه بعد ماأيقظ في هذا الأمل،سرعان مانزعه مني حتى قبل ان أتذوقه.
ألقت جوان رأسها الى الخلف،وابتسم تانير ابتسامة كلها مرارة:
_لقد قال لي انه سيكون افضل اب افخر به..انه اهانني وهذا ماأستحقه.
عضت جوان على شفتيها لتحبس الدموع ثم وضعت يديها على صدرها وانحنت لتخفي عته الأحساس بالألم الذي قد بدأ عليها..
تألمت وكأنها هي التي عانت ماسرده تانير.
كان في السابعة فقط ولايقدر على تحمل مثل هذه الآلام النفسية وخيبة الأمل هذه التي لحقت به.
تعاطفت جوان معه فبادلته الحديث مستفسرة:
_ووالدتك؟؟اين كانت؟لماذا لم تمنعه من الرحيل؟لماذا..؟
قاطعها بجفاء:
_عليك ان تقدريموقفها.لقد استيقضت هي الأخرى لتكتشف غياب زوجها وسرقة مدخراتها.
ثم نهض ليفتح النافذه والتفت نحوها غير انه عندما أكتشف الوجوم البادي على وجهها لم يتفوه بكلمة واحدة بل اكتفى بالنظر اليها..
ثم قال بصوت مقتضب:
_كنت اعتقد انهم قصوا عليك كل هذا..كل الناس في المدينه على علم بهذه الأمور..ان أمي وقتها خرجت للبحث عنه.
لم يترك فرصة ليرى رد فعل جوان ازاء هذا واختفى في الظلام.
تقدمت جوان نحو النافذة لترى تانير..
لقد آلمتها الحقيقة الآن وكـأنه صوت تجلد به.
الآن قد اصبح من المستحيل عليها ان تحب ديف أو حتى تفكر فيه
لقد وقعت في حب تانيرويست.
الفصل التاسع.
كيف لم تفهم جوان الحقيقة قبل ذلك؟كيف ظنت ان حمى لوتن ديس التي تملكت منها عندما تلاقت نظراتها الملتهبه مع النظرات الثاقبة لتانير.
كانت تقول ان هذا الرجل يزعجها ويثيرها وانها لاتحبه.كما انها ادعت ان جاذبيته تمثلت في الجانب الجسماني فقط.
ببساطة لقد انكرت جوان احاسيسها نحو تانير لأن حدتها تفزعها..
في اليوم التالي جلست جوان امام مكتبها وامسكت بصورة جوني.ان ماتشعر به اليوم نحو تانير لايقارن بالحب الذي كان من النوع الآخر.هذا الحب الرقيق والعميق والحار النابع من القلب.وهو هذا الحب الذي كانا يتبادلانه هي وجوني.
ان تحب تانير امر اشبه بمحاولاتها ان تسلك طريقا جبليا كله منحنيات ولا يخلو من المخاطر،
غير ان وجدانها يوحي اليها بأنه اذا ماوصلت الى القمة فستكون الرؤية من أعلى خياليه وليس لها مايشبهها على الأرض.
غير انه في الواقع لاتوجد حواجز بينها وبين تانير لأنه لم يدع احد يقترب منه..ثم عاودتها الخواطر..
لقد كانت بالأمس تريد ان تأخذه بين ذراعيها وان تعمل على تخفيف ألمه،لكنها لمحت من قسمات وجهه انه لن يسمح لأحد ان يعزيه.
جلست في مقعدها متراخية وفكرت انه لايرغب في حبها.انه ليس محتاجا اليها.لكنها رأت ان هذا الأحتمال يصعب الاعتراف به لأنها كلما واجالحقيقة كانت تصرفاتها أفضل.
افضل!وهنا انتصبت جوان فجأة ..أفضل بعيدا عن تانير !!يالها من فكرة مجنونة.
ترى هل طفت الىن جوان القديمة على السطح؟
ثم قررت وهي تنهض انه مهما كلفها الأمر فسوف تتغلب على كل الصعاب للوصول الى ما تبغي الحصول عليه..حب تانير.ز
أرتدت فستانا مثير يظهر أنوثتها وذهبت اليه...
لما لمحته في الأصطبل وهو يضع التبن للخيول حيته:
_صباح الخير ياتانير!
_ماذا تفعلين هنا؟ّاننا لم نتفق على ميعاد درس أخر.
أجابته:
_ان مجيئي هنا ليس من أجل ذلك انما لاكلمك بخصوص ماقد قلته لي بالأمس.
قال وقد نفذ صبره:
_اراك ترثين لحالي الذي يهمك كثيرا!اتين فيي طابع من هو بحاجة لشفقة الآخرين عليه!
وبحركة جافة ادار لها ظهره وعاد الى عمله.
_لست الآن على استعداد لمناقشة هذا الموضوع .واذا حدث فجأة أن اغير رأيي اعتقد انه من حقي ان احدد الوقت والمكان المناسب ..والشخص الذي اثق به.
اردفت جوان محاولة اظهار الهدوء لتخفي ماقد لحقها من حقد نحوه:
_مفهوم .لكنك تغافلت عن انك خلال سنتين لم تكف عن مضايقتي واستفزازي بطريقة او بأخرى غير مبال بما سوف يكون لهذا من رد فعل عندي،أتخبلرني لماذا لك الآن الحق في اعتبارات بعيدة عني؟
وهنا من شدة ثورته أمسك بذراعها ودفعها نحو باب الحظيرة قائلا ببرود:
_هيا أخرجي من هنا!
لكن جوان ابتعدت عن الباب بكل ثبات مستطردة:
_ليس قبل ان تقص علي الباقي..ليس قبل ان تكلمني عما حدث بعد ذلك..لوالدتك.
اجابها والغضب يطل من عينيه:
_استحلفك بالله ياجوان..
_لن اتحرك من هنا!
ازدادت ثورة تانير فضرب الحائط وتسبب في سقوط بعض لوازم ركوب الخيل من سرج ولجام وخلافه التي كانت معلقة على حامل خشبي.
_اتريدين ان اكلمك عن والدتي!حسنا !ترى اتعتقدين انه عندما كنت اعود الى المنزل كل مساء لأجد شخصا غير ابي في حجرتها أمر يزعجني!كلا!لا بالمرة لأن صبيا في مثل عمري وقتئذ عامة يعتاد الوضع الذي يفرض عليه.
وكان تانير من شدة توتره وهو يسرد ادق مرحلة في حياته يذهب ويجيء بعصبية.
ثم استطرد:
_اما مالم احتمله فهو ان اضطر الى قبول بل الخضوع لترك كل شيء خلفي.لكني انك لن تلمسي ما أتكلم عنه.
اذ انك قضيت حياتك في نفس المنزل ..وجوني بالقرب منك اليس كذلك؟
ليس في امكانك تصور ماكان يحدث لي عندما أرى ذات مساء امي تحزم متاعها لتذهب بعيدا..
كان من المفروض ان اترك كل شيء ولاسيما القليل من الأصدقاء الذين كنت ارتبط بهم.
ومنذ ذلك الحين تعلمت الا مبالاة والأحساس بأنه لاقيمة لأي شيء بالنسبة لي مادمت سوف أتركه.
قامت جوان منزعجة قائلة:
-تانير..
فقاطعها تانير رافعا يده بأشارة للأنتظار حتى ينهي حديثه.
_لقد وصلت الآن الى ادق نقطة..لقد اسقللنا في ديكتون عندما كنت ابلغ الثانية عشر من عمري..ولكن هذه المرة كان لنا الأستقرار.
للأسف كنت اجهل لماذا تم هذا!
ولكني لم استفسر ابدا من والدتي.
كان لوالدتي صديق يدعى توم ليل رجل متزن كان يعاملنا معاملة حسنة جدا..غير ان ماكنت قد ظننته استقرارا كان للأسف مصيدة.
فبعد ستة شهور من بقائنا هذا ظللت اتعشم انه سوف يكون لدينا منزل حقيقي واننا في النهاية سوف نعيش مثل باقي الناس.
كان عندي امل في تحقيق ذلك،"الأمل" ياله من خداع!الأمل ماهو الا وسيلة يكذب بها المرء على نفسه.
كان تانير يراقب وجه جوان خلسة ليرى انطباعها ثم ادار وجهه وأكمل:
_وذات يوم في شهر ديسمبر وبالتحديد أسبوع قبل عيد الميلاد فوجئت عند دخولي للمنزل بوجود حقائب وصناديق في كل انحاء البيت.ووجود شخص غريب في غرفة نوم أمي.حينئذ جن جنوني لمجرد التفكير بأننا سوف نرحل مرة اخرى.فما كان مني الا ان خرجت الى الحديقة وأخذت قضيبا من الحديدوانهلت على سيارة هذا الغريب الى ان حطمتها.
فما كان من امي الا ان تطلب لي الشرطة!!
وبعد يومين كنت نزيلا في مؤسسة الأحداث.وهناك وجدت مكان استقر فيه.
وببطء ادار رأسه نحو جوان فرأى الدموع تنساب من عينيها ثم أمسك بها من كتفيها وهزها بعنف قائلا:
_لاتنظري الي هكذا ياجوان! كنت مشتاقة لمعرفة المزيد عني وها قد عرفت والآن هل انت راضية!
اذن لاترثي لي..لاتبكي على حالي.اني لاأريد من احد ان يبكي علي.
كانت جوان تنظر الى عينيه دون ان تصغي اليه.
عيناه تبدو عليها الأحقاد المتراكمة عنده من جراء هذه الظروف.
_لقد أخطأت ياجوان بمجيئك الى هنا..اذ قد ايقظت كل المشاعر النائمة بداخلي...ارجوك مازال هناك وقت لتختفي من حياتي.
لم تتأثر جوان بكلماته هذه.وكانت نظراتها تعبر عن رغبتها في البقاء معه.انها تريد هذا الرجل كما هو،بحقده وحزنه وبتصرفاته الوحشية التي ماهي الا ثمرة الماضي المرير.
_لقد انذرتك ياجوان! اهربي مني..
وبتنهيدة غيض اخفض تانير ذراعه وتفرس في المراة الشابة طويلا ثم جذبها ناحيته وقبلها بقوة .اخيرا طالب بشفتيها التين قبلهما بنهم.
همس امام فمها:
_لاتعرفين ماسأفعله بك اذ بقيت لقد حذرتك.لكن الوقت قد فات الآن..فات..
حملها تانير بيديه القويتين واقترب بجسده من جسدها.تعلقت جوان بكتفيه وهي تتأوه.ثم ذهب بها الى مربط حصان فارغ ووضعها برقة على التبن وهمس:
_سأفعل بك كل ماأرغب لن أفعله منذ اول يوم رأيتك فيه.أحبك ياجوان وسأثبت لك ذلك فورا..
داعب تانير كتفي المرأة الشابة برقة لم تشك جوان ابدا في انه يمتلكها.ولم يكف ايضا عن الهمس بالكلمات المعسولة في اذنها.
ثم امطرها بسيل من القبلات الحارة التي تداعى لها كل جزء في جسدها.
تأملها تانير طويلا ثم داعب خديها وشفتيها حتى أفلتت منها بعض الصرخات الممزوجة بالدهشة والأحساس الطاغي بالحب.
قال لها هامسا:
_انك جميلة جدا ياجوان اتركي النار الكامنة بداخلك منذ فترة طويله تلهبنا نحن الأثنين،دعينا نمارس الحب معا.
اظهرت اللحظات التالية احاسيس رائعة،تلك الأحاسيس التي اعتقد الثنائي انهما قد نسياها،لكنها استيقضت بداخلهما بقوة عن ذي قبل.
عندما اسدل الليل ستاره على مربط الحصان ابتعد تانير عن جوان برقة،ثم تأملها بنظرة تظهر الحب الذي يكنه لها،وداعب جسدها المرتعد طويلا.
همست بصوت أجش:
_انك رائع ياتانير
_وانت ايضا ياحلوتي اتعرفين ان لوكو كان يرانا طوال هذا الوقت؟
صاحت قبل ان تتيقن انه يتحدث عن حصانه:
_لوكو آوه لقد افزعتني..
قال لها وهو ينهض ويمد يده لها:
_لاتخافي انها الطبيعة ياحبيبتي.
ايقظت النظرات النهمة لتانير امام جسدها المثير رغبة اخرى ادهشتها.انها لم تشعرابدا بهذا الأحساس.
اخفضت عينيها وهي تشعر بالخجل..
وبحركة رقيقة امسك تانير ذقنها وهمس:
_اعرف ماتفكرين به عزيزتي لاتخشي شيئا.احساسك طبيعي وغريزي ..ربما تحتاجين الى درس او درسين آخرين ..
هلم بنا الى منزلي..
****************
مرت ساعات طويلة على ممارستهما للحب ثم سألته جوان:
_وماذا بعد ان خرجت من مؤسسة الأحداث!
يبدو ان هذا السؤال سبب الضيق له
_آه من الحاحك ياجوان!اراك تريدين معرفة كل شيء حسنا.
بقيت في المؤسسة عاما وفيها تعلمت الملاكمة.
_عاما عقابا على تحطيم سيارة؟!أليست هذه بالمدة الطويلة؟
_بلى لأن امي لم تترك اي عنوان عند ايداعي المؤسسة.ثم بعد ذلك اودعتني هيئة الخدمة الأجتماعية عند اسرة قضيت عندها اسبوعين ثم عدت الى ديكتون.
كنت اقضي ليلتي في جراج في اشيلون عندما عثر علي جو ثم قام ببعض الأجراءت القانونية مع السلطات حتى يتمكن من ضمي اليه.وهكذا بدات العمل عنده.
_حقا! ان لهذا الرجل قلبا كبيرا وان كان يبدو جافا.
الأن هل انتهينا من هذه المناقشات؟
_نعم لقد انتهينا.
*****************
عندما استيقظت جوان وجدت نفسها بمفردها على السرير ونظرت من حولها فوجدت تانيرواقف امام النافذة مستندا الى الزجاج.
فسارعت بسؤاله والقلق يبدوعليها؟
_هل انت بخير ماذا بك ياتانير؟
_لاشيء!لاشيء بتاتا.
ثم استطرد:
لم أضع في حسابي انك ستكونين تلميذة جيده هكذا؟
اضطرب قلبها وهي تشعر بالخوف بداخلها.
_ماذا تقصد بقولك هذا؟
تظاهر بأنه لم يسمعها وأكمل:
_لم اتوقع ابدا ان دروسي ستذهب الى ابعد من هذا.لكني لن أتذمر ولن أندم على ذلك..لقد حصلت على ضعف ماكنت اسعى اليه.
_الضعف..!
_نعم لأنني بينما ألقنك هذه الدروس لجذب ديف استفدت انا الآخر.
_تريد ان تقول ان ماحدث كان جزء من دروسنا؟؟!
استطردت ملحة:
_فسر لي ماتقول ؟لماذا فعلت هذا؟
_ان السؤال الحقيقي هو لماذا اتيت عندي ياجوان؟!احقا كنت تسعين لمعرفة السبيل للوصول الى اجتذاب ديف!ام مجرد اظهارا للعطف لهذا المتمرد الذي هو أنا!!!
في هذه الحالة اقول لك :لست محتاجا الى اشفاقك هذا.احتفظي به لنفسك.
قفزت وأمسكت به:
اتعتقد انني تصرفت هكذا لأني اشفق عليك؟!لكن مع من مارست الحب اذن؟!ليس مع تلك التي تحدثك على اي حال!لان ماحدث بيننا لاعلاقة له بالشفقة..
قاطعها تانير وابتسامة مريرة تعلو شفتيه:
_هذا مجرد اطلاق للمكبوتات التي بداخلنا ياجوان!لكن اتذكرين ذلك اليوم الذي تقابلت فيه نظراتنا عندما كنا في حفلة لون ديس؟
لو لم تكوني متحفظة في ذلك الوقت لكنا مارسنا الحب في تلك الليلة.
لقد قضينا وقتا ممتعا وانتهى الأمر الآن.
ثم هز تانير رأسه وألقى عليها نظرة مليئة بالأحتقاروواصل حديثه:
_اتعتقدين انه يوجد شيء خاص بيننا؟هل النساء دائما يتسمن بالخداع ؟
انها ليست بالنسبة لي سوى لحظات لهو امنحها لنفسي عندما تكون لدي الرغبة.
تفرسها تانير وقطب عينيه ليقرأ جيدا مابعينيها ثم اضاف بلهجة عقيمة:
_على فكرة لقد عادت ليندا امس وهي كما تعلمين جميلة وجذابة،وهي ايضا تتمناني وسوف تحصل علي بعد ملاحقتها لي.
لكن لايوجد مشاعر او احاسيس هناك فقط ممارسة الحب،أتظنين ياجوان ان في هذه الحالة ستكون عواطفي لها مماثلة الى تلك التي اكنها لك؟ والآن اعلمي ان دروسنا قد انتهت.
وبينما كان يتكلم اسرعت جوان نحو سيارتها..وكما في الحلم كادت تسمع تانير يقول لها:
_الى اللقاء ياجوان.
|