كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثالث.
بعد ذلك بساعة وصلت ويندي الى المخزن مرتدية الجينز وبلوفر سميك من التريكو،
كان ميلفان مازال منكفئا على لوحة الرسم.
سألها:
_اين الأمير الساحر؟
_ذهب ليفتن واحدة اخرى بالتأكيد..هل تريد البيتزا؟
_فكرة طيبة.
جلست الى طاولة وقطعتها .
التهم ميلفان ثلاثة قطع ثم قال:
_بدونك انت وبيتزا بيه بيه لكنت مت جوعا.
اقترحت ويندي :
_يجب ان نبرمج احدى الشخصيات لكي تجهز لنا الوجبات.
_فكرة جيدة !ارى سيدة بدينة ترتدي مريلة بيضاء ستطعمنا خلال اربع ساعات تقريبا بالفطائر وهي تهددنا بملعقتها الخشبية.
ماذا تفعلينظتبدين كما لو انك لم تأتي الى هنا من قبل ابدا.
كانت ويندي تتفحص المكان بعين ناقدة.وهي تحاول ان تتخيل ماأقترحه ستون.ثم قالت:
_ماذا لو اشترينا ساعة حائط؟!
اجاب ميلفان بعد ان مسح فمه:
_لايمكن تنفيذ اعمالنا باتباع جدول زمني محدد .انت تعرفين ذلك جيدا فبعض النماذج تأخذ وقت اكثر من الآخرى وخاصة اذا كان هناك العديد من الشخصيات واذا قابلنا مشكلات غير متوقعة فعملنا هو خلق الشخصيات وليس تأمل ساعة الحائط.
_هل تجد هذا العمل غريبا؟
_لا،ليعتقد الآخرون مايريدون فالأمر سيان بالنسبة لي ،اقتربت من لوحة الرسم وسألته:
_كيف حال التنين؟
قال وهو يقترب من حيث تقف:
_بدأ يأخذ شكلا.ماذا حدث لك ياويندي؟انت لست في حالتك الطبيعيه.
_لست أدري...
اومأ ميلفان برأسه ..ربما تكون حمى ربيعيه،فلقد تعرضت مدة طويلة لأشعة الأمير الساحر ،هذا ما ألم بك.
_لست صغيرة الى هذا الحد وارجوك لاتكلمني عن الأمير.
_اقصد ستون هاملتون.
_حسنا مقابل الا يتدخل هو ايضا في عملنا.
اكدت له ويندي بنبرة حاسمة:
_لامجال للنقاش في ذلك.لقد كلف بأن يرافقني الى الحفل ولن يرى احدنا الآخر بعد ذلك.
_هكذا اذن؟
_نعم،نعم!اذا لم يكن لدينا اصدقاء مشتركون آخرون يتزوجون وذلك غير متوقع..حسنا سأبدل ملابسي وأهتم بقوقعة سان جاك.
قال ميلفان وهو يتمدد:
_سأتركك واذهب الى النوم.
_الى الغد.
دخلت ويندي خلف البارفان وبدلت ملابسها.
افزعها صوت تنحنح فنظرت من فتحة البارافان.
_اعتقدت انك رحلت،هل نسيت شيء؟
تمتم لحظة وقد بدى عليه التوتر،سألها اخيرا:
_نعم..هل هناك شيء تودين ان تتحدثي بشأنه معي؟
_كلا لاشيء يمكنك ان تعود الى منزلك.
وعندما رأته مترددا اضافت بأبتسامة ود:
_كل شيء على مايرام لاتقلق اريد ان اسوي بعض الأمور هنا هذا المساء،هذا كل شي.
لم يبد مقتنعا الا انه لم يستطع الألحاح.
_حسنا الى الغد.
وعندما سمعت صوت الباب المعغدني وهو يغلق خرجت ويندي من ركنها.
دوى صوت خطواتها بشكل لم تعهده في الغرفة الخاويه.
تركت نفسها لتسقط على المقعد واتكأت برأسها على المسند.
سألت نفسها وهي تتنهد بعمق من التعب:
_جاءت الى هنا لتفعل ماذا؟لقد تعدت الساعة منتصف الليل.
كان ميلفان قد عاد الى منزله ولم يكن لديها الرغبة ولا الشجاعة لتعمل.
ادارت ويندي رأسها فرأت ستون واقفا يشير اليها من على الرصيف بأن تسرع.قالت:
_يجب ان اذهب.
_قولي لي اين تركت سيارتك؟
_استطيع ان اهتم بذلك بمفردي.
_لاأشك في ذلك ومع ذلك اخبريني اين هي؟
_انها سيارة فولكس سوداء صغيرة وقد ارسل ميلفان من يصلحها.
_كلا،لقد اخبرته بأني سأعتني بالأمر كله.
اخبرته بمكان السيارة واعطته المفاتيح.
سألها وهو يعطيها الشنط والأكياس.
_هل ستكونين هنا بعد قليل؟
_لست ادري ستون ماحاولت ان افهمك اياه هو اني لا اخطط ليومي وارفض ان يكون مخططا.
_وانا حاولت ان افهمك ان ذلك ليس له اي قيمة.على اي حال انا مشغول هذا المساء.
اسفت لعدم قدرتها على برمجة عواطفها كما تفعل مع الأليات لكنها لم تستطع محو الذكرى المزعجة لرقصتها الآخيرة في المطعم،والسعادة الغامرة التي شعرت بها عندما تعلقت بستون واحتواها..بين ذراعيه..لقد اعتقدت للحظة انها قد وجدت سعادتها اخيرا.
لقد كان خطأ.ان حياة ستون هاملتون منظمة دقيقة بدقيقة وليس هناك مكان في مفكرته لأمرأة تجهل النظام والدقة.
********************
سأل ستون نفسه هل يتغدى ام ينام ؟
لم يكن جائعا وكان يريد النوم بشدة لم تكف صورة ويندي عن ملاحقته منذ البارحة .
كان الاختيار بين ان يتغدى او ينام سهلا ولكن طفا الى ذهنه اختيار ثالث وهو ان يرى ويندي على الفور،لايهم اين.
انه جنون لقد لاحقته ذكراها طول اليوم لتقف بين عينيه وبين مايقرؤه من ملفات.
انهارت قراراته الصارمة الواحد تلو الآخر في الظهر،ولم يتبق منها الا انقاض.
مالذي يدفعه لتظاهر بأنه يعمل؟اوراقه مليئة بالشطب وسلة المهملات مليئة بمسودات ممزقة.
واخيرا استسلم واحضر مفكرته ليبحث عن رقم تيلفون المخزن.
اجاب ميلفان:ويندي ليست هنا.
_متى ستعود؟
_لقد اتصلت بي توا، لاتجد تاكسي لتستقله وانا سأذهب لأحضرها من يونيون سكوير هل تريدني ان اخبرها بأنك اتصلت؟
صاح ستون:
_سأذهب اليها واهتم بالأمر.
_كما تشاء.قالت بأنها ستنتظر امام فندق سانت فرانسيس.
_سأجدها.
_شكرا ياأمير.
سأل ستون نفسه وهو يضع السماعة اذا ماكان قد سمع جيدا،أمير!ماذا يعني ذلك؟
يجب ان يؤجل الاجتماع مع شركائه ولايوجد امامه الآن اي ملف عاجل.
خرج من مكتبه واخبر سكرتيرته بهذا التغير في البرنامج .
سألته السكرتيرة:
_اتشعر بسوء؟
_ليس لأنني عدلت جدول اعمالي ستتوقف الأرض عن الدوران ياسده تيلور.
تمتمت:
_ومع هذا فهذه المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.
تركها وانصرف.
يبدو ركن السيارة في يونين سكوير امرا مستحيلا.
لحسن الحظ لمح ستون ويندي على الفور مرتدية جيبا واسعا وقميص ابيض،محملة بشنط واكياس وغير بعيدة عن فندق سان فرانسيس.
اوقف سيارته وناداها عبر النافذه كانت تبحث بعينيها عن شاحنة ميلفان.
دق نفير السيارة وناداها مرة اخرى.رأته وسلكت الطريق عبر المارة حتى وصلت الى سيارة البي ان دبليو.منتديات ليلاس
قال:
_اصعدي.
_لااستطيع اني انتظر ميلفان.
_جئت بدل عنه هيا اصعدي.
ترددت وتعالت اصوات نفير السيارات خلفهما
قال ستون:
_هناك اناس متعجلون خلفنا.
فتحت الباب وقال:
_سأضع الأكياس في الخلف.
انزلق خارج الشنطة ثوب نوم حريري وردي محلى بالدانتيل.
صاح ستون وهو يطوي الثوب.
_جميل!
_اتمنى ان يكون ذلك رأي سيلفيا ايضا.
_انه هدية زواجها.
_ياله من محظوظ ديفيد هذا.
اعاد السيارة الى نهر الشارع بينما اخذت ويندي تعيد الثوب الى احد الأكياس.
_لماذا جئت انت وليس ميلفان؟
_لأني اردت ان اراك،اربطي الحزام.
_لماذا؟
_وسيلة امان.
_اقصد لماذا تريد ان تراني؟
كان من الواضح انها لاتنوي تسهيل الأمور عليه فبعد ماصرح به ليلة امس فهي حرب معلنه.
اجابها:
_لنقل انني بحاجة لرؤيتك.سواء اردت ام لا لم يعد بين يدي خيار..من فضلك اخلعي نظارتك الشمسية.
اطاعته لكنها تجنبت النظر اليه،لايجب ان تدعه يؤثر عليها.
قالت بصوت رتيب:
_لقد قبلت بأختيار الأمس فأنت محق لايجب ان يرى احدنا الآخر..سنكون تعساء حقا.
توقف ستون عند الأشارة الحمراء واستغل الفرصة لينظر اليها.
_حسنا افضل ان اكون تعيسا بجانبك من ان اكون تعيسا بعيدا عنك.
ظلت ويندي صامتة وممزقة بين مايمليه عليها عقلها ومايضج في قلبها من مشاعر تجاه ستون.
_لماذا كانت الأمور معقدة وصعبة الى هذا الحد؟
همست وهي تحث في داخلها كل مالديها من رجاحة عقل:
_الحكمة تحتم علينا ماقررناه بالأمس.
_ليس للحكمة مكان في هذا الشأن.ان مااقترحته هو ان نزيد قليلا من تعارفنا.ربما لانكون مختلفين الى الحد الذي نظنه.
تحولتالأشارو الى اللون الأخضر واضطر ان يولي انتباهه الى الطريق.
قالت ويندي بعد لحظة صمت:
_على اي حال ليس مقدرا لي ان اعيش مع احد،اذا كان هذا مايجول بخاطرك.
_ماذا تقولين؟
_لقد خضعت حتى الثامنة عشر الى ديكتاتور حقيقي وعندما غادرت المنزل اقسمت على ان انتهي من هذا النمط المتسلط للحياة.
ولا اريد ان اخضع لأي شخص آخر.ذهابي وايابي.من رأيت،الى اين ذهبت،متى اعود،كل ذلك شأني وحدي..الاترى اننا لن نتوافق.
_لقد تراءت لي مشكلتك.
قالت مؤكدة عندما توقفت السيارة امام المخزن.
_ليست هناك مشكله.
اوقف المحرك ووضع ذراعه على مسند المقعد الذي تجلس ويندي عليه.
قال:
_انت تفسرين لي الآن مايفرقنا وليس مايقربنا.
شرد برهة ثم بسط يده.
قالت مندهشة:
_هل تريد ان ادفع لك ثمن توصيلي؟؟!!
_لابالتأكيد،ضعي يدك فوق يدي.
_لماذا؟
_سترين،هيا!انها نظيفة،لاتخافي.
ترددت برهة ثم اطاعته.اغلق اصابعه على يد ويندي الصغيرة.
تواصل بينهما تيار غريب ثم اختلطت نظراتهما.
قال ستون وقد اعتلت شفتيه ابتسامه حانيه:
_هذا مايقربنا.وهذا امر ليس شائعا لم اشعر قط بمثل هذا الشعور.انه مثل تلاطم امواج البحر،ويندي يجب ان نتعلم كيف نسبح معا.
_حتى لانغرق.
_اني سباح ماهر.
_اما انا فلست واثقة بذلك.
_لنحاول وسنرى.
وضع يده على رأسها وجذبها نحوه،وطبع قبلة حانية على وجنتها .اما هي فلم تقاوم.فقبلته
وعندما ابتعدا عن بعضهما ،فتحت ويندي عينيها على نظرة ستون البريئة والحزينة في نفس الوقت.
تنهد:
_النجدة،اني اغرق.
_انا ايضا.
ابتسم وجذبها نحوه من جديد ثم ابتعد متنهدا وقال:
_يالهي ،كم يبدو ذلك معقدا.
فتح ستون باب السيارة وقال:
_هناك من يستدعيك،ديفيد يودع حياة العزوبية وسأذهب اليه.
سألته ضاحكة:
_هل سيكون هناك كعكة ضخمة تخرج منها الراقصات؟
_هذا مستحيل بما ان سيلفيا هي المنظمة للحفل.
مال وطبع قبلة على وجنتها
_هيا قبل ان يقلق ميلفان،وفكري فيما قلت لك.
هذا ماقضت فيه ويندي الجزء الأكبر من بعد الظهر
ستبوء كل محاولة للعمل بالفشل ..ستون..يداه،ماقاله،أخذت افكارها تدور وتجول كالفراشات المجنونة،لقد اصبح الأمر مثيرا للسخط.
بعد الخامسة بقليل احضر لها الميكانيكي سيارتها وكانت ويندي على خبرة كافية بمصلحي السيارات حتى تدرك ان هذه السرعة والامانة ترجعان الى توصية ستون.
لقد اقتطع بضع دقائق من وقته ليهتم بسيارتها هذا يستحق اكثر من مجرد شكر في التيلفون.
طرأت على بالها فكرة,فتحت الصندوق المعدني ووجدت ماكانت تبحث عنه.
نهاية الفصل.
الفصل الرابع
صباح اليوم التالي اخرج ستون من افكاره صوت ضحكت متعالية وصخب.
لم يكن من عادة موظفيه ان يمازحو ويثرثروا في مدخل المكتب.
نهض مندهشا وخرج من مكتبه.
كان كل الموظفين تقريبا والسكارتارية وعمال التيلفون والمحاسبين حتى البواب ملتفين حول شيء لم يستطع ستون تميزه.
سأل كارل شامبير:
_من اين اتى هذا الشيء؟
قالت عاملة التيلفون :
_لم ارى اجمل من هذا.
سأل ستون ماذا يحدث؟
قال كارل وهو يفسح له الطريق انظر بنفسك.
فاغر الفم رأى ستون ارنب ابيض طوله ستون سنتيمتر تقريبا يرتدي سترة حمراء وصديري استكلندي يلوح بساعة يد ضخمة ويحرك رأسه في كل الأتجاهات.
تعرف ستون على شخصية الأرنب .انه الأرنب المشهور في قصة اليس في بلاد العجائب.بخوفه دائما من ان يتأخر.منتديات ليلاس
سأل:
_كيف اتى هذا الشيء الى هنا؟
اجاب حارس العمارة:
_لقد اتى به سائق تاكسي كان يضحك حتى دمعت عيناه لأن الأرنب لم يكف عن الحركة طوال الوقت.
قالت السيدة تايلور وهي تمد اليه يدها بورقه مطويه:
_لقد ترك هذه ايضا.
فتح ستون الورقة وقرأ
_هل اخترت الوقت المناسب لأشكرك؟سيارتي تسير بشكل جيد كما لم تفعل من قبل...ويندي.
سألته السيدة تايلور عندما رأت ابتسامة عريضة تنير وجهه
_هل هذه هدية من احد العملاء؟
صاح وهو يضحك من قلبه:
_عميل!كلا!
مال نحو الحيوان الصغير واخذ يتحسسه حتى يجد مكان ابطال التشغيل وانفض الجميع متألمين عندما سكن الأرنب.
امسكه ستون من ذراعه وادهشه وزنه.كيف استطاعت ويندي الصغيرة هذه ان ترفعه دون ان ينفك ظهرها؟
قال وهو يحمل الأرنب الى مكتبه.
_لقد انتهى العرض هنا.
وضعه على الطاولة امام النافذه الزجاجية
حملق اليه الأرنب بعينيه الجاحظتين
_ستبقى هنا حتى اعيدك الى صاحبتك اتفقنا؟تبا،هاأناذا اتحدث الى دمية!
ادار ظهره ووض الورقه على المكتب وعاد الى العمل.
كان يومه مزدحما باللقاءات وكان عليه ان ينتظر حتى المساء ليذهب الى ويندي.
كانت ويندي تأخذ دشا في شقتها وهي لاتعرف ان في هذه اللحظة كان ستون يدق بب المخزن.
لقد انتظرت طول اليوم ان يتصل بها ربما يكون قد غضب لأنها ارسلت اليه الأرنب الآلي،على الرغم من انها وجدتها فكرة رائعة.من الواضح انها اخطأت.
خرجت من تحت الدش وجففت جسدها وارتدت بشكيرا ابيض.
شدت انتباهها صورتها في المرآة.
كانت تبدو منهكة وفريسه لقلق عميق.بالنسبة للقلق لم يكن هناك الكثير لتفعله،اما بالنسبة للاجهاد،فهناك ماتفعله وهو ان تدخل لسريرها وتنام اثنتي عشر ساعه.
وضعت وعاء اللبن على النار واخرجت علبة مسحوق الشوكولا.وعندما كانت تفرك شعرها،دق جرس الباب.
اغلقت الموقد وربطت حزام البشكير.
فتحت الباب وابتسامة ودود تعلو شفتيها،ثم انفلتت من فمها صيحة تعجب.كان ستون يقف امامها والأرنب بين ذراعيه.
_هل استطيع الدخول؟
ترددت،لم يكن ذلك متوقعا،وفجأة اصبح الشيء غير المتوقع يخيفها:
سألته:
_كم الساعة الآن؟
_السابعة تقريبا،يالأسئلتك الغريبة!
_لأني سأذهب للنوم.
لم يظهر اي نية للرحيل كما شعرت ويندي بأنها مضطرة لأن تتركه يدخل.
لأول مرة تراه ويندي في مظهر مرح،لقد استبدل الحلة الرسمية ببنطلون وسترة من الجلد الأسود الذي يتناسب مع شعره الأشقر.
قالت:
_كنت اعد لنفسي كوبا من الشوكولاته الساخنة.
هل تريد قدحا؟ليس لدي ماهو اشهى لأقدمه لك.
اجابها:
_حسنا
لم تكن حجرة المعيشة كما تراءت له في باله كان الديكور بسيطا وذا ذوق عال.
كانت الحجرة مؤثثة بأريكة ومقعدين مكسوين بقماش منقوش.والستائر بيضاء والموكيت اخضر غامق وطاولة منخفضة من خشب الزان عليها مجموعة من الكتب.
وضع الأرنب على المقعد وخلع سترته.جذب انتباهه مجموعة من المراوح الشرقيه معلقة على الحائط كانت تشكل لوحة ساحرة.
قال ملاحظا:
_بعض من هذه المراوح قديم.
_انها كذلك بالفعل لقد جمعتها منذ وقت طويل.
قال وهو يلتفت نحوها:
_تروق لي شقتك.منذ متى وانت تسكنين فيها؟
_منذ سنه.
كانت تترد في ان تذهب لتلبس شيئا مناسبا اكثر من هذا البشكير عندما استطرد:
_لقد اثار ارنبك ارتباكا كبيرا في المكتب لقد جاء كل سكان العمارة ليشاهدوه.
_كان عليك ان تحتفظ به لقد اهديته اليك لأشكرك.
لم استطع ولكني احتفظتبكلمتك التي كتبتها على الورقة.
لم تجبه وتوجهت الى المطبخ.
جلس على احد المقاعد يشاهد ويندي وهي تضيف بعض اللبن البارد الى الوعاء..ابتعد طرف البشكير عن احدى ساقيها واغلق ستون عينيه وعندما فتحهما من جديد كان البشكير قد عاد الى وضعه الصحيح.
سألها وقد جف حلقه:
_هل اخرجتك حيث لم تكملي حمامك؟
_لقد انتهيت منه وكنت ذاهبة الى النوم.
_ان الوقت مبكر للذهاب الى النوم اليس كذلك؟
_ليس عندما يكون المرء متعبا.
_ولاعندما يكون برفقة شخص ما!
لم تكن معتادة على مثل هذا النوع من المزاح توردت وجنتاها خجلا وغيرت الموضوع.
كيف ودع ديف ايام العزوبية؟
_بصخب كبير!
كتفت ذراعيها لقد احرجتها نظرات ستون الفاحصة واصلت الحديث بصوت مهتز:
_ديف لديه الكثيرمن الاصدقاء
_نعم ولقدكنوا جميعا هناك وشربوا نخب العريس الأمر الذي استلزم استئجار بعض من سيارات الأجرة لتوصيلهم الى منازلهم.
_تخيلت انه سيكون هناك شيء اكثر اثارة.
_لقد كان هناك بالفعل فتاتان متنكرتان في صورة عروسين في بداية الحفل.
اثارت نظرات ستون اضطرابها اكثر فأكثر واخرجت من الخزانه علبه بها حلوى الشوكولا ووضعتها على طبق.
قالت:
_اتمنى ان تعجبك لقد صنعتها مساء امس.
لقد صنعتها في الثالثة صباحا عندما كانت تعاني الأرق لكنها لم تكن تنوي ان تعترف له بأنها تعاني قلة النوم منذ عدة ايام.
قال بعفوية:
_ويندي انت مخادعة.
_كيف؟
انت مخادعة.انك تمثلين مسرحية هزليه تبلورين فيها عدم الألتزام باتخاذك هذه المهنة الغريبة وهذا المظهر المتمردعلى التقاليد.لكنك في المساء تعودين الى عشك الهاديء المصمم طبقا لأحدث الصيحات كما تعدين الحلوى بنفسك.ان المهندسة التي ترتدي الحذاء القماشي الممزق لاتسكن هنا.ان هذه الشقة لسيدة شابة تحب كل ماهو جميل ومريح.
كانت هذه الملاحظة هي ماتخشاه تماما،طالما لايعرف عنها الا مابها من غرابة اطوار قلن يرى الا مايفرقهما وعندما اكتشف المكان الذي تعيش فيه،قدر مايقربهما من بعضهما وتعقدت المسائل اكثر فأكثر.
_مالذي كنت تتوقع؟كوخا قذرا بصناديق برتقاليه؟!
_اتوقع اي شي من ناحيتك الآن فأنت كالماسه لها عدة اوجهواستمتع بأكتشافها الواحد تلو الآخر.
-بعض الماسات لاتخلو من الشوائب.
_اتمنى ذلك!فليس هناك ماهو اكثر مللا من الكمال.
_في هذه الحالة فلن يخسر كلانا اي شيء.على الرغم من كل مجهوداتك.
_مجهوداتي؟
ملأت قدحين باشوكولاته الساخنة واضافت اليهما بعض السكر
_الايهدف مستشار التنظيم مثلك الى الكمال؟اليس هدفك هو تذليل العقبات وتفويض الصعوبات!والا فلماذا اخترت هذه المهنة؟
نظر ستون الى حبات السكر وهي تذوب وسأل نفسه اذا كان سيستطيع شرب هذا الشراب الشاخن.
اجاب بأبتسامة غريبة:
_لوكنت اريد حياة بدون تعقيدات لما كنت هنا الآن.
قالت في اصرار:
_انت لم تجب على سؤالي.لماذا اخترت هذه المهنة؟هل كن والدك مثلك مبهورا بساعته؟
_لست ادري من هو والدي وامي ايضا لاتعلم الكثير عن هذا الموضوع.
احمر وجه ويندي حتى اذنيها
_اسفة ياستون
_لاتلقي بالا.وللأجابة على سؤالك فقد اخترت هذه المهنة بعد حياة عشتها يوما بيوم فلقد كانت امي امرأة متحررة غريبة الأطوار.
كنا نعيش في حجرة في بئر السلم حيث كانت امي تصنع الحلي وتبيعه في الشوارع.لم تكن تعبأ بالغد.
_رغم كل شيء كنت تحبها.
_نعم كنت احبها حتى عندما كنت اضطر لسرقة الأيجار من حقيبتها والذي نسيت ان تدفعه اوعندما كنت ابحث عمن يتعهد بالقطط والكلاب الضاله التي كانت تلتقطها ثم تنساها.احيانا كنت اجلس في الظلام لأنها لم تدفع ثمن الكهرباء.
وكانت تكدس البريد في الدرج دون ان تقرأه.
_اين هي الآن؟
اعترف بفتور.
_لست ادري لقد ذهبت الى بيركلي لأتابع دراستي وعند عودتي كانت قد رحلت.
-هكذا دون اي كلمة؟
_نعم لقد ارادت ان تكون حرة كليا.
الأن ادركت لماذا اردت ان تتجنبني في باديء الأمر،
لقد اعتقدت بأني مثل والدتك!
_لم اعتقد ذلك ابدا.واستطرد وهو يأخذ قطعة من الحلوى
_ثم ان والدتي لم تكن تسطيع ان تصنع الحلوى.
_لم تكن تهتم بالوقت مثلي.
_كانت تعيش يوما بيوم وليس مثلك لو لم تكوني تحترمين مواعيدك لفشلت شركتك منذ البدء.
انت لست مستهترة الى هذا الحد الذي تدعينه.لو راق لك الأمر ام لا فأنت ياويندي ناضجة جديرة بالثقة,اسف لكن الأمر كذلك.
جمعت الأقداح ووضعتها في الحوض منعها صوت انسياب الماء من سماع ستون وهو يقترب منها.
استدارت لتجد نفسها وجها لوجه معه،ظلا ساكنين برهة ثم هزت كتفيها
_لست على صواب بشأني فأنت لاتريد ان ترى الا مايريحك.
_لي نظرة صائبة.
_انت تخرج عن الموضوع
_لست انا بل انت
ربت على كتفيها وهمس
_مماتخافين؟ممن؟
_لابد ان اخاف.
امسك بأصابعه ذقنها فرفعت هامتها واستطرد:
_اتمنى ال تكوني خائفة مني. فأنا مسالم الى حد كبير ولا أؤذي احدا.
لو كانت في ظروف اخرى ل أضحكتها هذه العبارة
_مثل سمكة القرش عندما لاتكون جائعة.
قال بصوت أجش:
_احذري اذن فأني اتضور جوعا.
ازدرت ويندي عندما قرأت في عينيه شدة عاطفته نحوها كما شعرت بحرارة يديه عندما ضمها الى صدره وعندما نظر في عينيها عرفت انها قد وقعت في أسر هذه النظرة المتقدة بلهب عاطفة جامحة.
واستسلمت ويندي لقبلة طويلة فهي لم تشعر بمثل هذه السعادة من قبل.
اما ستون فكان يتعجب في قدرة هذه الفتاه على ان تؤثر فيه وتجعله يفقد عقله .
همس:
_قولي لي ان اذهب.
_لا استطيع
اطلبي مني ان ابقى اذن هذه الليله
_لااستطيع ذلك ايضا..تبدو غريبا..مغتاظا اوتشعر بالمرارة لست ادري!
لقد كانت محقة كانت رغبته فيها تخفي غضبه..ليس منها بل من نفسه،لقد استسلم لمشاعر لم يفكر فيها من قبل مع فتاة مثل ويندي ليس من المحتمل ان يكون الأمر مجرد مغامرة مدتها ليلة او عدة ليال.ان الأمور تمتد الى ماهو ابعد من ذلك وهو لايريد ذلك.
تبا!
قالت:
_ربما لن اطلب منك ابدا ان تبقى
_لماذا؟
_انت ترغبني هذا مؤكد لكنك في نفس الوقت غاضب مني،لقد شعرت بذلك جيدا.
_لست غاضبا منك لكن بالأحرى كني انا ولست ادري انا نفسي لماذا.
قال وهو يتنهد:
_الى الغد سآتي لأحضارك.
_يمكنني ان استقل سيارتي.
_سآتي
لم يكن ذلك رجاء بل امر.
عبرا الصالون ويدها في يده.التقط السترة ووضعها على كتفه ثم قال للأرنب:
_اعتني بها جيدا.
عندما وصلا الى الباب ترك يدها ونظر اليها
_طاب مساؤك ياويندي.
همست بوهن:
_طاب مساؤك.
وما ان اغلقت الباب حتى توجهت الى الأرنب وضمته بين ذراعيها.
وعندما كانت تضعه على المقعد شاهدت مفكرة ستون لقد وقعت بالتأكيد من جيب سترته.
ترددت لحظة ثم اخذت تتفحصها.
انتهى الفصل.
|