كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثامن
قرب نهاية الأسبوع بدأت ويندي تعاني الأرق,التعب,والضغط والخوف من ان تتأخر ,وبدون شك ايضا
الأحساس بالذنب تجاه ميلفان,لأن كل ذلك كان يتسبب بفرار اي فكرة ابداعية قد تطرأ على ذهن ويندي في اي وقت.
ومما زاد من انزعاجها ان ستون يسترخي بجانبها هانيء البال.،غير واع بالتضحيات التي تبذلها لأجله.منتديات ليلاس
كان دق الساعة في لصالة يتناغم مع دقات قلبها الثائر.تساءلت وهي تسمع دقات الثانيه والنصف ثم الثالثة:
كم من الوقت ستصمد لذلك؟
يوم الجمعة ذهبت يندي الى منزلها لتاخذ بعض ملابسها وتسمع رسائلها المسجلة على جهاز الرد الآلي.
انتفضت حين سمعت صوت والدها الجهور
_ويندي سأبقى انا ووالدتك في سان فرانسيسكو حتى يوم السبت.لسنا مرتبطين بشيء مساء الجمعة،
ونريد ان نتناول العشاء معك،اتركي رساله في فندق هيلتون.
الجمعة انه هذا المساء.ليس هناك خطأ.كان صوت والدها حازما كالعادة.
كانت الساعة الثالثة من بعد الظهر وكان ستون ينتظرها في مكتبه تمام السابعة،
اتصلت به في المكتب.
سألها:
_ماذا هنالك؟
_لن استطيع تناول العشاء معك هذا المساء.
_لماذا؟
شرحت له ان والديها يريدان رؤيتها ولن يقتنعا بأي سبب لرفض دعوتهما.
أجاب برصانة:
_اخبري والدك بأننا سنكون هناك في السابعة.مطعم هيلتون ليس سيئا.
_ماذا؟!
_يمكننا ايضا تناول العشاء هناك اذا ارادا..آلو؟
_نعم .اسمعك ,لست مضطر للمجيء .لن يكون الأمر لطيفا بالنسبة لك ومن ناحية اخرى،افضل..
قاطعها سائلا بصوت تعتريه المرارة:
_الاتريديني ان اشاهد والديك؟أمم الا يشاهداني هما؟ هل تخجلين مني؟الا اعرف كيف اتصرف على المائدة؟
_لا افهمني هذا العشاء يشكل عبئا علي.لاكنهما والدي وانا مضطرة للذهاب اليهما.
_اسمعي يجب ان اتعرف عليهما سأمر لآخذك في السادسة والنصف.
لم يكن والداها في غرفتهما عندما اتصلت فتركت لهما رسالة،
تعلمهما فيها بأنها ستحضر الساعة السابعة مع صديق.
ثم اتصلت بميلفان لتعتذر منه عن عدم مجيئها بعد الظهر.
ذكرها بلطف انه بقي القليل من الأيام لينتهيا من تشغيل التنين.
قالت في نفسها وهي تضع السماعة:عليها ان تعمل في الأجازاة سواء راق ذلك لستون ام لا،
يجب عليه ان يفهم انها تحب مهنتها وليمكنها ان تترك ميلفان يعمل بمفرده مرة اخرى فهذا ليس من الأمانة.
************************************************
اندهش جرانت اول مرة حين رأى ستون الا ان اساريره قد انفرجت حين علم بمهنته.
كان الأميرال جرانت رجلا قويا,عيناه زرقاون،شعره ابيض.
ينتظر احترام الآخرين في حين لايوليهم هو الآحترام الا بعد اختبار عسير.
اخذت ويندي من والدتها هيكلها الأنيق وشخصيتها القوية التي مكنتها من العيش بجوار زوجها الطاغية.
اعجبت ويندي بأسلوب ستون في الرد على الأسئلة التي تتعلق بصداقتهما.مثل مدتها ومشروعاتها المحتملة.
حاولت ان تغير مجرى الحديث فسألت والديها عن سبب مجيئهما الى سان فرانسيسكو.
اجابت والدتها:
_يجب ان يجري والدك الفحص الطبي السنوي فانتهزت الفرصة لأتسوق واتنزه.
سألته ويندي:
_هل عرفت نتائج الفحص؟
اجاب بصوت قاطع:
_كل شيء على مايرام.انا اقوى من اي وقت سابق.
قالت ويندي:
_هذا لايدهشني.
اشار الأميرال بأنه قد غضب من ويندي لأنها لم تجب على تليفونه.
_لقد اتصلت بك بعد العشاء ظانا انك ستكونين قد عدت دون جدوى،العمل الى هذا الوقت المتأخر دليل على سوء
التنظيم.
وانت ايها الشاب لماذا لاتعلمها حسن ادارة الوقت؟؟
اجاب:
_ان ويندي تعمل كثيرا واعمالها تسير بشكل طيب.اما لماذا لم تكن في منزلها مساء امس،
قلأنها كانت معي.
سأل جرانت وهو يحملق في ابنته:
_هل هذا صحيح ياويندي؟
_ماذا؟ان اعمالي تسير بشكل طيب؟
اومأبرأسه بالأيجاب
-نعم صحيح فأنا وميلفان مكبلان بطلبات كثيرة.
_لماذا لم تخبرينا؟انا وامك لانكف قلقا عليك.في الحقيقة لاادري مالذي يعجب الناس في هذا النوع من الدمى.
سأل ستون بنبرة هادئة:
_اميرال،هل رأيت بالفعل احد اعمال ابنتك؟
_لا.
_يجب عليك ان تراها،اني معجب حقا بما تتوصل لتحقيقه بقطعة صغيرة من المعدن وسلك كهرباء.
حيوانات،مشهد لعيد الميلاد،اساطير،كل ذلك يعجب الأطفال والكبار.
اغرق هذا الحديث والد ويندي بالدهشة،استدار ببطء نحو ابنته وحملق فيها ،بعد كل هذه السنين يكتشف ابنته.
اما ويندي فقد ادهشها دفاع ستون عنها كما حرك مشاعرها نحوه اكثر فأكثر.
شكرت رفيقها بأبتسامة عذبه.
تنحنح والدها ثم قال:لما لم تخبرينا اي شيء عن عملك؟
_لقد حاولت لكنك لم تبد اي اهتمام يأبي.
قالت والدتها بصوت هاديء:
_لن تقلع طائرتنا قبل الغد لدينا الوقت لنرى ماتفعله ويندي..
يبدو ان الأقتراح لم يلق قبولا عند الأميرال ولا عند ابنته.
قال ستون:
_سآتي لأصطحابكما في الساعة العاشرة الى المخزن،ثم ارافقكما الى المطار.مارأيكما؟
_القت ماريون جرانت ابتسامة تنم عن العرفان
صاحت:
_فكرة ممتازة.
تأهبت ويندي لتعترض عندها شعرت بيد ستون تضغط على فخذها.
كان طريق العودة كئيبا.كانت ويندي تفكر في المشاهد التي واجهتها وكان والدها فيها عنيفا تجاهها.
كانت كل حججه مقبوله،التأخرعن الطعام،ملابسها،زيارات الأصدقاء،وفجأة وصل الأمر بينهما الى صفق الأبواب،عبوس دائم.
ودون ان يرغب كلاهما بالأعتذار.وكانت والدتها دائما ماتسعى الى الأصلاح بينهما.
وعندما اعلنت لوالدها عن نوع العمل الذي تنوي امتهانه،اصبحت المأساه عرضا مستمرا.
منذ فترة اقلعت عن زيارة والديها،واكتفت بالأتصال بوالدتها بأنتظام.
قطع افكارها ستون قائلا:
_لما انت صامته؟
_لماذا دعوتهما الى المخزن؟
_حان الوقت ليريا ماتفعلين.
قالت:
_لقد توفرت لهما الفرصة الف مرة ولم يتمسكا بواحدة منها.
_ربما ارادا ان تطلبي انت منهما ذلك وان تصري ايضا.
صاحت:
_الأمر ليس بهذه السهولة.
_لقد رأيت هذا منذ قليل،كما رأيت ان والدتك ممزقة بينك وبين والدك.
قالت متألمة:
_انت لاتعرف ماتقول.
_فسري لي اذن.
رفعت كتفيها .ماذا أفسر الحياة تحت قبضة الأميرال.لااحد يستطيع ان يدرك ذلك.
وجدت نفسها فجأة امام البحر.
_اين نحن ذاهبان؟
_اريد ان امشي على شاطيء البحر.
ركن ستون السيارة ونزل ليفتح لها الباب.
لم تكن ترتدي سوى ثوبا من الحرير وسترة خفيفة.عندما رأها ستون ترتعش وضع ذراعه حولكتفيها ومشى هو بجانب المحيط،
حتى يحميها من الهواء.
شعرت ويندي بقلقها يزول شيئا فشيئا تحت هدير الرياح،وصرير الرمال تحت قدميها،وتكسرامواج الشاطيء،
شعرت بأسترخاء في عضلاتها وهدوء تنفسها فسعد ستون بذلك.
شعر ستون بدفء لذيذ وهي تتكيء عليه.قبلها على عنقها.
تخلصت من ذراعه وواجهته:
_بالمناسبة يجب ان تعرف اني اغتظت كثيرا لتدبيركما لدفع ابي لزيارة المخزن.
_اسمعي لايستطيع احد ان يجبر والدك على فعل شيء لايريده.اذا لم يرغب لقال ذلك،
لكني اعتقد ان والدك يرغب بذلك بشدة دون ان يفصح عن ذلك.
_هل كانت ساعتان كافيتان لك حتى تعرف كل شيء عنه.؟
_لست اعرف مالذي بينك وبين والدك ،حتى تصلا الى هذا الحد من العداء،لابد ان هناك شيئا اخر بخلاف مهنتك فلماذا لاتخبريني؟؟
لم يكن ستون ينوي في العدول عن رغبته لسماع تفسير منها.
اجابت:
_ان مهنتي هي الأساس بالنسبة له.فمهنتي ليست ذا مظهر مهيب ولاتناسب النساء.كانت صدمته ستكون اقل وطأة اذا لم ادرس،
فلا لوم على النساء الجاهلات.فرجل متسلط كوالدي متحيز لجنس الرجال يمكنه ان يرى ذلك صوابا.
_والدتك كيف تصرفت؟
_لم يحدث ان وجهت لي النقد لكنها لم تقف الى صفي صراحة ابدا،
كانت تتصرف كوسيط يحاول تهدئة الطرفين.
_اني افهم ماتقولين وحريص على ان ينهي هذا الخلاف الأحمق،وغدا ستتوفر لك الفرصة المناسبة.
_لاتحلم،جولة صغيرة في المخزن لن تقنعه،هدفه الوحيد هو ان يصحح وضعي المهني.
_انك تبالغين،على اية حال الأمر يستحق المحاولة.
_لأفهم لماذا تحاول ان تصحح وضعنا العائلي؟
اجاب بهدوء:
_لم اعرف معنى ان يكون للأنسان عائلة لكني متأكد من شيء واحد،وهو ان كانت لدي عائلة لحرصت على الأحتفاظ بها.
هل تعلمين:
انت محظوظة بأن يكون لديك اب،اوافقك بأنه ليس كما تتمنين.
لكن هل انت الأبنة التي كان يحلم بها؟
انت تريدين منه8 ان يتقبلك بأخطائك،افعلي انت اذن ذلك تجاهه..ويندي العائلة شيء ثمين لايمكنك ان تستغني عنها بهذه السهولة.
لم تجب،لقد اربكته نبرته القوية التي عبر بها عما يجيش به.
استطرد:
_كما انني اشعر بالقلق عندما اراك تنسلخين عن والديك بهذه السهولة،هل عندما تسأمين مني ستلقين بي بنفس الطريقة؟!
لم تجبه.
بزغ القمر واضاء وجه ويندي الحزين كانت تبدو وكأنها تصارع هما لاتستطيع البوح به.
سأل نفسه:هل تحدثت اكثر مما ينبغي؟
عندما رآها ترتعش من البرد خلع سترته ووضعها على كتفيها،همس وهو يضمها اليه
_تشجعي ياويندي.
كانت يدا ستون الدافئتين لهما مفعول السحر عليها،تنفس بعمق.
قالت مذعنة:هو ليس على خطأ ان عائلة حتى لوكانت تفتقر الى الكمال تعد افضل من عدم وجود العائلة على الأطلاق.
ستون لم يكن لديه عائلة،وقد عانى كثيرا ومازال يعاني.
همست:
_سأفعل ذلك من اجلك انت،لكن لاتحزن اذا استمر والدي على عناده.في الحياة نادرا مايحصل المرء على مايريده.
_ليس دائما.اني اريدك مثلا فهل سترفضين؟؟
بحث عن شفتيها وقبلها بنهم،فاستسلمت بدورها لقبلاته في مواجهة البحر.
انتهى الفصل
|