كاتب الموضوع :
lona-k
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-16-
وانحنت إلى الأمام وأخذت ترفع الرمال عن ركبتيها.
"..... بإمكاني أن أهتم بنفسي" وتناولت من يده زجاجة اليود.
"قل لي ماذا ستفعل عندما يظهر أخي؟ هل ستنحني أمامه وتترك له مكانه؟ وإذا لم يرجع أبدا؟ رجل بمثل نزاهتك لن تغريه ثروة ايميت شاندلر...... كما وأن هذا سيكون سهلا مع منفذ الوصية المستعد للقسم بانك أبن أخيه والأخت الغبية كي تؤكد اقواله.... ولكن مثل هذه الأعتبارات التافهة لم تخطر على بالكما كما أعتقد"
"لا ابدا" أجابها ولأول مرة بصدق.
فضحكت راشل ولم تصدقه ثم اسندت ظهرها على الصوفا وهي ترتعد. وكان الرجل قد لاحظ ذلك لكنه خاف أن يعرض عليها المساعدة فتنقلب عليه غاضبة.
"قل لي يا جاك آدامز, كيف جئت إلى هنا؟ وماذا كنت تفعل في الأشهر الأخيرة؟"
كانت لهجتها الساخرة دليل على صبرها لقد رأت وميض الهزيمة في عينيه وأحست بالراحة. ولم تكن تريد لطافته ولا شفقته. فهي تشعر الآن بالأمان في وضع المواجهة.
"لقد أمضيت ستة اشهر في السجن. وقبل ذلك سافرت كثيرا" وهذه هي الحقيقة هناك قاعدة ذهبية في هذا النوع من الألعاب البقاء قدر الإمكان قريبا من الحقيقة إنها أفضل وسيلة للنجاة فكر بمرارة.
"يا لها من حياة شيقة ومثيرة!" قالت يإحتقار
"وماذا يجب أن يعطيك هاريس بالمقابل؟ غير أخت ايميت شاندلر؟"
"يبدو انك نسيت بأنك جئت إلى هنا دون أن تكوني مدعوة لذلك, ولقد حاولت بكل الوسائل أن أتخلص منك, بإمكانك إذن أن تكفي عن لعب دور المرأة المخدوعة"
"أتعتقد ذلك؟" سألته بصوت منخفض....
فقرأ الألم في نظراتها التي أخترقت قلبه
"...... حسنا؟ بماذا وعدك عمي؟"
"وعدني بمئتين وخمسين ألف دولار إذا عاد ايميت"
"وإذا لم يعد؟"
"بمليون دولار كي ألعب دوره بطريقة جيدة ومن ثم اختفي بحادث مدبر"
”رائع! إنه مبلغ لا بأس به لمتسكع مثلك. ومن الفضل بالنسبة لك أن لا يظهر ايميت أبدا...."
"لا فغن الربع مليون يسهل الحصول عليها. فعلى الأقل..... كان ذلك سهلا قبل وصولك شخصيا أنا أتبع دائما المثل القائل لا يجب ترك الفريسة من أجل الخيال"
"اتريدني أن أقول لك يا جاك آدامز؟"
"ماذا إذن؟"
"أنا لا أصدقك وإذا كان العم هاريس صدقك فأنا لا أصدقك. وأنا أعرف جيدا بأنك منافق وإذا كان المال هو هدفك الحقيقي. فأنا أختك الصغيرة!"
وأرتسمت على وجهها تعابير النصر.
"لست أدري كيف يمكنني إقناعك فعليك أنت أن تقرري أين هي الحقيقة!" هز كتفيه
سمعت فجأة هدير محرك سيارة قادمة من بعيد فأصغيا جيدا وسمعا السيارة تتوقف أمام الشاليه ثم سمعا صوت باب يغلق وظهر هاريس فجأة بثيابه المبللة يرتعد من البرد ومن السكر الشديد. كان في حالة من السكر لا تسمح له بملاحظة الجو الذي يسيطر على الغرفة.
"كم الساعة الآن؟" سأل هاريس بمرح
"لقد جئت لأستخبر عن أولاد أخي الأحياء وكي أنأكد من أنهما لم يغرقا بعد. يجب أن تقرر أخيرا يا ايميت أن تمد خط هاتف فأنا...."
"لا تناديه هكذا"
فألتفت هاريس نحو راشل بدهشة.
"عفوا راشل؟"
"لقد قلت لك لا تناديه باسم ايميت"
فنظر هاريس نحو ايميت مستفهما.
"ماذا جرى لها يا ولدي العزيز؟ هل هي محمومة؟ أم أن العاصفة...."
"إنها بخير وهي تعرف"
"ماذا تعرف؟" سأل هاريس محاولا كسب الوقت
"إنها تعرف يجري هنا من ثلاثة أسابيع بأني لست اخاها"
"يا ولدي العزيز أنت تهذي"
"لقد أخبرتها بكل شيء"
كانت نبرة صوته قوية فأنهار هاريس بوضوح.
"وكيف فعلت ذلك؟ فليس من المفيد غعلامها بما يجري!"
فابتسم جاك آدامز
” على العكس هذا ضروري هل تريد أن تشرب شيئا؟ هذا سؤال سخيف أليس كذلك؟ فجوابك سيكون نعم بالتأكيد وأنت يا راشل؟ أتريدين أن تشربي شيئا؟"
”لا "
إنها لن تقبل شيئا منه
"بل يجب أن تشربي شيئا يا عزيزتي" أجابها هاريس
"إن لطفك يؤثر بي يا عمي. ولكن ماذا فعلت حتى الآن كي تجد أخي؟"
تفاجأ هاريس بهذا السؤال
"حسنا نحن نبذل جهدنا أليس كذلك يا ولدي؟ لقد حاولنا أن نرى ذلك الكاهن الشهير أمس واليوم أيضا ولكن لم ننجح في ذلك يبدو أنه يتجنبنا"
"الكاهن؟"
"الأب مورفي لقد شوهد يتكلم مع ايميت مؤخرا ولكننا لم ننجح بعد بسؤاله مباشرة كي نتأكد من صحة هذه الإشاعة"
"أنا سأطرح عليه هذا السؤال" أعلنت راشل ثم نهضت وكانت ترتجف.
"أوه راشل ماذا تنوين أن تفعلي؟" سألها عمها بعصبية
"بالنسبة لماذا؟"
"بالنسبة لي لنا لفكرتنا الصغيرة فالمصرف لن يفهم جيدا حقيقة هدفنا فهل ستشي بنا؟"
كان الرجل الذي يدعي أنه ايميت يقف عند باب المطبخ يراقبها بهدوء وبفضول وكأن جوابها يتعلق بمستقبله كله.فابتسمت راشل بجفاف.
"حتى الآن لا أعرف سأفكر في ذلك"
"أتريدين أن أصطحبك إلى الفندق؟ بالتأكيد سأجد لك غرفة و...."
" لا ضرورة لذلك يا عمي. فأنا سأبقى هنا" وحملت حقيبتها وأبعدتها من وسط الغرفة وشعرت بالرضى عندما رأت بأنها أحدثت ردة فعل عند جاك آدامز هذا. لكنه ظل واقفا ولم ينطق بأية كلمة.
" نعم فإذا ظهر ايميت وبالتأكيد سيظهر في هذه الأيام سيتعرف عليك. وستكون قادرا على التخلص منه إتذً لن أتحرك من هنا. فإذا كان أخي موجودا حقا على هذه الجزيرة فإني مصممة على أن ألتقي به ولو لمرة واحدة قبل أن يختفي من جديد"
"راشل! نحن لن نؤذي ايميت! ثقي بنا يا راشل" أعترض هاريس بعنف.
فضحكت بسخرية واتجهت إلى غرفتها. وظل الرجل الذي كانت تظنه ايميت واقفا مكانه. عندمذ أغلقت الباب وراءها تحرك من مكانه وسكب لنفسه كأسا من الكحول ثم خرج إلى الشرفة دون أن يلقي نظرة على شريكه هاريس. وجلس على مقعده يتأمل المحيط بوجه عابس.
فكرت راشل بأنه يجب عليها أن تجد مخرجا مناسبا. لكن المشكل هو أنه عندما نفقد شيئا يكون من الصعب جدا العودة للوراء لكي نستعيده من جديد. كلنت واقفة في غرفتها تحاول أن تتعود على الظلام. لقد ندمت لأنها لم تأخذ معها القنديل إلى غرفتها. ولكن فات الأوان وهي لن تعود إلى غرفة الجلوس. فإن ما تعانيه يكفي لهذه الليلة فنظرة واحدة إلى هذا الرجل تكون كافية تشعر بعدها بعدم القدرة على السيطرة على نفسها....
فماذا ستفعل الآن؟ تساءلت بمرارة هل ترمي نفسها على الأرض وتصرخ؟ هل تخرج وتغرز أظافرها في عيون ايميت – جاك؟ لا إنها فكرة جيدة لكن القيام بها وتنفيذها أمر يفوق طاقتها فغن القوتين غير متكافئتين أصلا.
وضعت حقيبتها على الكرسي وسارت بحذر حتى وصلت إلى السرير ورمت بنفسها عليه. كم الساعة الآن يا ترى؟ فإن كل الساعات في البيت تسير على الكهرباء. والسماء العاصفة لا تساعدها في تحديد الزمن بدقة تنهدت ووضعت الوسادة خلف ظهرها فهي لا تشعر بالنعاس ويبدو أنها لن تنام حتى ساعة الفجر.
لم تكن تسمع أي ضجة من الغرفة المجاورة ولا حتى همسة ولا حركة. وللحقيقة حتى لو كان هناك حركة فهي لن تستطيع سماعها. فإن صوت العاصفة والهواء القوي يصم الأذان. قد يكونان قررا الأسراع إلى الشاطئ الصخري في نابالي. بعد كل شيء إن الملايين التي تكون إرث شاندلر تستحق أكثر من جريمة صغيرة وإذا كانا قد وجدا ايميت وتخلصا منه؟...
لا إن جاك آدامز هذا هو بالتأكيد نصاب. وعديم الأخلاق لكنه ليس سفاحا للحقيقة ليست مقتنعة تماما بأنه بدون أخلاق ولكن من يعلم؟.... هل هو فقط نصاب؟.... إنه لم يكن مضطرا للإعتراف لها بالحقيقة وكان بإمكانه أن يدعها على أعتقادها بأنه أخوها. فلماذا أعترف لها بهذه الحقيقة؟
هناك شيء ما في هذا الأعتراف يجعلها تشعر بالراحة فمنذ اللحظة التي أعترف بها بأنه ليس أخاها فقدت الأنجذاب الشديد نحوه. وتحولت النيران التي كانت تخاف أن تحرقها إلى زماد بارد يخفف آلامها.
المشاعر القوية التي تتملكها الآن لا يجب أن تدوم إلى الأبد فإنها ستزيد من غضبها وستحميها من المزيد من الآلام وستعطيها قوة كافية لإيجاد أخيها.
.... ولكي تتمكن من أكتشاف الحقيقة والكذب في كل ما سمعته لأن جاك لم يكن صادقا. وعندما ظهرت شكوكها فهمت أشياء كثيرة, وهي ليست من عاداتها أن تكون سريعة التصديق حتى في هذه الحالة بالذات تركت مشاعرها تجاه هذا المخادع تعميها.
إنه لم يتصرف بدافع المال. وهي مقتنعة بذلك كما وأنها مقتنعة بأن دافعه لم يكن إنساني نحض. ومع ذلك لا تجد أي تفسير لأعماله ولحركاته. ولا تملك سوى الحدس والتخمين. هو بالتأكيد لا يدعى جاك آدامز. وإذا كان تصرفه بدافع البح لما كان سمح لها بالبقاء معه. ولما كان أعترف لها بهذه المؤامرة.
كما أن قصة السجن هذه لم تعجبها أو قد تكون بكل بساطة لا ترغب في تصديقها هل ستحاولين أن تبحثي له عن أعذار؟ حسنا أنه لا يمكن أن يكون مجرما رهيبا ولكن الظواهر أحيانا كثيرة تكون كاذبة.منتديات ليلاس
يتبع
|