-10-
ثم وضع يديه على كتفيها وجعلها تستدير ودفعها إلى غرفتها.
"..... هيا بسرعة أحضري مايوه البحر واتبعيني على السيارة"
من حسن حظها أنه أدار لها ظهرها فإنه عندما لمس كتفها جعلها تتذكر ليلة أمس بوضوح أكثر فأحست بالضيق وبالعار فمساء أمس قبلة واحدة جعلتها تنسى من يكون وتنسى بأنه أخوها.
فيجب أن لا تترك ذلك يتكرر مرة أخرى إذا كانت ترغب في البقاء بقربه, فإن ايميت شاب جميل ومثير وهي تشعر بانجذاب قوي نحوه وهي تشعر بالحيرة أيضا من قسوته ورقته....
هل يجب عليها أن تعود إلى كاليفورنيا زيادة في الأمان؟
وعندما لبست المايوه فهمت بأنها ستبقى هنا طالما أنه لا يطلب منها الرحيل.
لقد كان يوما رائعا وبسرعة زالت كل شكوك راشل التي تزعجها في الصباح وتمتعت بكل دقيقة مرت بها.
وكان الخليج الصغير جنة حقيقية بمائه الصافي وبلونه الأزرق اللازوردي, وأكلت راشل بشهية الطعام الذي أحضره أخوها, البيض المسلوق, والدجاج البارد, والجومبون, والجبن, وشربت النبيذ الأبيض.... ولم يكن هناك ستيك محروق ولا بيرة!.
كان ايميت قد دخن وشرب قليلا, أقل من عادته. وقضى وقتا طويلا ينام على الصخور ويتأمل البحر, وفهمت راشل بالغريزة بأن هذه اللحظات من الصفاء والهدوء نادرة جدا بالنسبة له, وبالنسبة لها أيضا, وتمنت لو أن هذا النهار يطول ويدوم إلى الأبد.....
بعد الظهر نام الشاب قليلا فأخذت راشل تتأمله بإمعان, حتى وهو نائم يشع منه النشاط والقوة, يبدو وكأنه مستعد للنهوض عند أية حركة وشكل كتفيه وساعديه يوحيان بالقوة وكذلك ساقاه الطويلتان مليئة بالعضلات البارزة, أنه جميل وهي تحب هذا الجسد, وهذا الوجه الذي رسمت عليه السنين بعض التجاعيد, خاصة حول العينيين...
وفجأة فتح عينيه وتأملها قليلا ثم سألها محاولا أن يخفي مبالاته.
"هل وجدت شيئا مهما؟ ومميزا؟ط
فانتفضت راشل وأجابته بسرعة
"كنت أحاول أن أرى إذا كنت تشبه أخي كما أتذكره"
"ألم تجديني كذلك؟"
"حسنا لست أدري كان عمري اثنتي عشرة عاما في ذلك الحين.... المهم أم أخي بجانبي.... هنا لمساعدتي...."
"وذهب في الوقت الذي كنت أحتاج إليه بجانبي" أضافت في نفسها
"..... أنا سعيدة لأنني وجدتك"
مد ايميت يده إلى علبة سجائره وتناول سيجارة أشعلها بسرعة.
"أنا لا أعلم إذا كان يجب أن تكوني مسرورة راشل أنا لا أساوي شيئا وستكوني أكثر سعادة إن وجدت شابا لطيفا وهذا أفضل بكثير من البقاء بجانب أخيك الأناني...."
وتوقف عن الكلام عندما رأى راشل تعتدل في جلستها وترفع النظارة السوداء عن عينيها كي تراه جيدا.
"أنت مخطأ" أكدت له بيقين جعله يبتسم.
"بماذا أنا مخطأ؟ فأنا لست تافه وأنت ألست بحاجة إلى شاب لطيف؟"
"من الناحيتين إذا كنت أنانيا فلماذا جعلتني أبقى معك في حين أنك تفضل البقاء وحدك؟"
"قد تكون لي أسبابي الخاصة" أجابها دون أن يوضح المزيد.
"أنا لا أرى مثل هذه الأسباب ومن ناحية أخرى أنا لا أحب الشباب اللطفاء, أنا لا اثق بهم أنا أفضل الرجال الذين يشبهونك"
فضحك ايميت بدهشة.
"شكرا يا صغيرتي"
"أنا جادة فيما أقول! لقد كنت طيلة حياتي محاطة بالشبان الساحرين وكنت على وشك الزواج من أحدهم, وكانوا كلهم يبدون محبين, ولكن ظاهرهم يخفي قلبا باردا وقاسيا ولكل واحد منهم حسنات وسيئات, أنا أفضل أولئك الذين يظهرون على حقيقتهم, على الأقل لا يجعلونك فيما بعد تكتشف عنهم أشياء مؤلمة"
وكانت تجلس بقربه وتنظر إلى الرمال التي تلعب بها. فنظر إليها ايميت وداعب خدها بحنان وسألها بلطف.
"الم تكن حياة أختي الصغيرة سهلة في هذه الخمسة عشرة سنة الأخيرة؟"
"أوه, عن خيبة الأمل تجربة ضرورية ولكني كنت أشتاق غليك دائما, ايميت, أكثر مما تتصور, وعندما رأيتك فهمت مدى اهميتك بالنسبة لي, وأشعر وكأني وصلت إلى شاطئ الأمان"
فجأة نهض ايميت بسرعة.
"أنت حقا مجنونة!..... يجب أن تتعلمي الغوص تحت الماء!"
"هذا ليس وارد" أجابته بسرعة وهي تنهض.
"بالنسبة لسيدة شابة تحب أخاها أنت لم تفعلي شيئا لإسعاده"
"أنا لا أحب سمك القرش, ولا أعرف لماذا يجب علي أن أفعل مثلهم!"
"لكي تثبتي شيئا"
فجلس ايميت على ركبتيه وتناول قناع الغطس فأقتربت راشل من خلفه وساعدته في وضعه وسألته.
"كي اثبت ماذا؟"
فنظر غليها أخوها دون أن يبتسم
"بأنك تثقين بي"
لم تتردد راشل أبد لقد تغلبت على خوفها من الماء الآن وهي مستعدة للغوص في المحيط اللامتناهي والكثير الخطر.
"هيا بنا" ومدت له يدها "سأتبعك"
في هذه الليلة, ظلت راشل تحلم يتلك الأمواج وهي ممددة على سريرها الضيق وكانت أفكارها تأخذها إلى ذلك المحيط الأزرق وكانت لا تزال تشعر بيد ايميت على كتفها وهو يحاول مساعدتها في التغلب على خوفها, وعادت إليها تلك اللحظات السعيدة التي كانت تعوم فيها معه جنبا إلى كنب, وكثيرا ما ألتقت يداهما وساقاهما....
إنها ليلة حارة, وهي تتقلب في فراشها, دقت الساعة الثانية ليلا وهذه المرة, نام ايميت بنفس الوقت الذي نامت هي فيه.
تنهدت راشل وجلست على السرير وأحاطت ساقيها بيديها.
يبدو أنها لشدة سعادنها لا تستطيع النوم, يا له من يوم رائع!
لقد تكلم ايميت كثيرا كان قد قرر أن يسلي أخته......وقد نجح في ذلك أكثر مما كان يتصور.
وفجأة لفت انتباهها ضجيج في الخارج فتساءلت هل هناك أحد في الخارج؟ على الشاطئ أو قرب الشاليه؟ عاد الصوت من جديد وكأنه طرطقة قوية, أوه, لماذا لا يستيقظ ايميت؟ ألم يسمع الضجيج؟ ألا يفهم بأنه يمكن لحيوان متوحش أن يكون تحت النافذة ويستعد الآن للأنقضاض عليها بمخالبه؟.
"هيا, يكفي, لا تكوني جبانة, أنهضي وأشعلي الضوء وأذهبي لرؤية ايميت, فإنه سينهض وسيقوم بجولة حول البيت كي يتأكد من ان كل شيء على ما يرام" أخذت تشجع نفسها.
ثم نهضت وسارت على رؤوس أصابع قدميها ودخلت غرفة الجلوس, وعلى ضوء القمر, لاحظت أنه لا يوجد شيء غريب فيها, فوقفت أمام باب غرفة أخيها ودقت بهدوء.
"ايميت, ايميت"
لم تسمع أي جواب, فأحست برعب قوي, هل نامت دون أن تدري وخرج أخوها في هذا الوقت؟
ثم عاد الضجيج مرة ثانية, ولكنه كان هذه المرة في غرفة أخيها.
فتحت الباب ودخلت وحاولت أن تتعود على ظلام الغرفة.
"ايميت"
كان ينام نوما عميقا, لكنه كان يرتجف وينطق بكلمات غير مفهومة, ويدير رأسه ذات اليمين وذات اليسار.
"لا! لا يجب...." قال وهو نائم.
"ايميت اشتيقظ" وأقتربت منه أكثر.
وظل ايميت يتململ في كابوسه فنادته راشل مرة أخرى ولكنه لك يستيقظ, فتسائلت راشل هل يجب أن توقظه أم يجب عليها أن تتركه وتخرج.
وفجأة رأته يجلس وينظر إليها دون ان يراها ويصرخ
"أوه, سيدي! لا الرحمة!............."
وكان صوته يدل على الألم والعذاب, فلم تتردد راشل وأنحنت فوقه وضمته بذراعيها.منتديات ليلاس
يتبع