كاتب الموضوع :
lona-k
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-9-
لكن راشل ليست طفلة وهو يعلم ذلك جيدا أنه يناديها الصغيرة فقط كي يتذكر دائما بأنها ليست أخته... وأوقف السيارة في الممر المؤدي إلى الشاليه وفكره مشغول بالمنظر الذي رآه منذ ساعات وصورة راشل نصف عارية لا تفارقه....
لماذا لم يبق مع مالي؟ إنه يعرف الجواب إن مالي لا تكفيه أبدا أنه لا يبحث عن اللذة الجسدية إنه يرغب براشل إنه يرغب بها منذ اللحظة الأولى التي شاهدها فيها.
لكنه لا يحق له ذلك إنه لا يريد أن يسبب لها الذي لكنه لن يتخلى عن فكرة أنها له منذ عدة سنوات.
وعندما وصل إلى قرب الشرفة توقف وأصغى جيدا إنها الساعة الثانية صباحا وراشل نائمة الآن بالتأكيد ولكنها لم تترك الضوء مشتعلا ولكن.... ما هذه الرائحة؟ رائحة سجائر؟
ثم نظر حوله فجأة وهو يفكر بأن راشل لا تدخن السجائر إذن قد يكون جاء زائر غير منتظر هل هو ايميت الحقيقي؟ هل يختبئ وينتظره مع أخته؟
لكنه لم يسمع سوى أصوات الأمواج وفجأة سمع تنهدا من الأرجوحة فقال بنفسه إنه إذا تعارك مع ايميت الحقيقي فأنه بالتأكيد سيغلبه.
وكان نظره قد أعتاد على الظلام فلمح خيالا ممددا في الأرجوحة ورأى على الطاولة الصغيرة زجاجة الويسكي التي كان قد أحضرها هاريس وبجانبها منفضة السجائر المليئة بأعقاب السجائر.
فأقترب وتأمل راشل وهي نائمة ثم أنحنى قليلا ليوقظها وعندما أحس بنعومة جسدها وشم رائحة الياسمين التي تتعطر بها شعر بأنه غير قادر على حملها بين ذراعيه ووضعها في السرير كما فعل في المرة الماضية إن ذلك يفوق طاقته فماذا ستكون ردة فعلها إذا قبلها أخوها الذي تعبده قبلات مليئة بالرغبة والشوق؟....
"راشل استيقظي يجب أن تنامي في سريرك" همس ايميت.
ففتحت راشل عينيها ونظرت إليه دون أن تجيب.
"يجب أن تنامي في سريرك"
فتثاءبت ورفعت خصلات الشعر عن وجهها.
"لقد شربت كثيرا"
"أنا غاضب منك! فالأخت الصغيرة سكرانة من الروم"
ومد يده وساعدها في النزول من الأرجوحة.
"إنه الويسكي كنت حانقة عليك" واتكأت عليه.
فرفع يده رغما عنه ورفع شعرها إلى الوراء فأسندت وجهها على يده.
"كنت حانقة مني؟"
"لأنك لم تعد لتناول العشاء معي ولم تخبرني بأنك ستتأخر لقد حضرت لك الطعام الذي تحبه ايميت"
فنظر بطرف عينه إلى الشموع الذائبة وإلى الزهور التي على الطاولة وإلى الأطباق المليئة بالطعام.
"حسنا أنا وغد كبير"
"لكني سامحتك" وابتسمت له بحنان.
"راشل كم كأسا شربت؟"
"اثنين..... ثلاثة......"
"هذا كثير على أخت صغيرة! وغدا سيؤلمك رأسك كثيرا"
وعندما أصبحا بقرب باب غرفتها التفتت نحوه ومدت يديها خلف عنقه.
"..... تصبحين على خير راشل هيا أذهبي للنوم"
قال لها ايميت بحزم وهو يبعد يديها عن عنقه
"ألن تقبلني قبلة المساء"
"لا ليس الليلة"
"في هذه الحالة أنا سأقبلك" ووقفت على رؤوس أصابع قدميها.
والقبلة الأولى أخطأت جبينه وحطت على أنفه, والثانية أخطأت أنفه وحطت على خده, لكن الثالثة.... أتحدت شفتاها بشفتي ايميت وقبلته بحنان, وكادت شفتا ايميت تفتحان وتستقبلان شفاهها..... لكنه فجأة, دفعها عنه بقوة فوقعت على الأرض, وعندما نهضت نظرت غليه مليا وبدهشة كبيرة ولم تقل له أية كلمة وأسرعت وأغلقت الباب واستلقت على السرير.
ظل ايميت واقفا دون حراك وقد اشتعلت الرغبة في كل كيانه. ثم نظر إلى الطاولة وأقترب منها وأكل وهو واقف بشراهة, مع أن الطعام كان باردا ثم قطع ثلاثة قطع من الكاتو وأعاد الباقي كله إلى البراد وكان يسير على مهل كي لا يوقظها.
لكن راشل لم تكن قد نامت بعد لقد ظلت ممددة على السرير تنظر إلى النافذة وقلبها يرتعش بالرغبة الغريبة ووجهها غارق بالدموع ولم تنم إلا في ساعة متأخرة جدا.
فتحت راشل عينيها وعادت فأغمضتها بسرعة لأن ضوء النهار كان قويا وشعرت بألم في رأسها فخبأت رأسها تحت الوسادة, وسمعت صفيرا مرحا.... واحتاجت لعدة ثواني كي تتعرف على مصدر هذا الصفير.
وبجهد نزلت من السرير وكانت ذكريات الليلة الماضية تخيم على فكرها وكأنه ضباب تذكرت بأنها شربت الويسكي وهي جالسة على الشرفة, وأحست بالشفقة على نفسها, آه, نعم! لأن ايميت لم يكن قد عاد بعد.... لكنه عاد أخيرا, أليس كذلك؟ أم أنها تتخيل؟
ثم تذكرت أنها قررت العودة إلى كاليفورنيا كي لا تشعر بأنها تفرض نفسها بالقوة على ايميت, وبذلك تكون قد أسدت إليه خدمة وتركته يتمتع بالهدوء وحده, وقد يحالفها الحظ ولا تضطر لركوب طائرة وقد تجد لها مكانا على الباخرة.
قبل كل شيء هي بحاجة إلى حمام يعيد إليها نشاطها وقد تتمكن بعده من تنظيم أفكارها, فتناولت الشرشف القطني ودخلت إلى الحمام وفكرت بأنها ستأخذ ثلاثة حبوب من الأسبرين ليهدأ ألم رأسها.
وعندما خرجت من غرفتها شعرت ببعض التحسن وكانت ترتدي شورط وبلوزة قطنية, وقررت أن تكون هادئة, وهي تخبر ايميت بأنها سترحل اليوم بالذات, وهي لن تبكي عندما ستلاحظ مدى سروره بهذا القرار.
لكنها التقت بايميت قرب باب غرفتها.
"كنت قادما لإيقاظك"
ذهلت راشل وجمدت مكانها عندما رأت أخاها يبتسم لقد حلق ذقنه ولبس قميصا نظيفا ومكويا.
"كيف تشعرين الآن؟" أضاف باهتمام لم تكن تتوقعه.
وناولها فنجان قهوة فأخذته وقد تشجعت أكثر.
"بخير"
وتذوقت القهوة "آه إنها لذيذة"
"أنا آسف لأنني لم انضم إليك أثناء العشاء"
هذه الكلمات, كلمات الاعتذار جعلتها تشعر بالراحة وبالفرح.
"كان يجب علي أن أقول لك بأني أحضر لك عشاء خاصا"
وكانا لا يزالان واقفين أمام بعض لا يفصل بينهما سوى متر واحد فأحست راشل بضيق لم تعرف سببه.
عندما استيقظت عزت سبب انزعاجها إلى الكحول الذي شربته في السهرة, لكن ألم رأسها قد خف وتوضحن أفكارها شيئا فشيئا, وهي تحس بحاجة للتراجع وللابتعاد عن ايميت لأول مرة أصبحت حساسة بوجودها الجسدي وبقوة التأثير الذي يشع منه.
فجأة ابتسم ايميت ابتسامة لطيفة وبريئة وصادقة, فشعرت بالترحيب لأول مرة منذ وصولها.
"أرجو أن تسامحيني, فحتى الآن لم تتمكني من رؤية الجزيرة كلها, بإمكاننا أن نحضر بعض الزاد ونذهب إلى الخليج الصغير الذي أعرفه جيدا, إنه مكان مناسب جدا للغوص تحت الماء"
"أنا..... أنا لم أجرب الغوص من قبل" أجابته راشل متلعثمة.
"سأعلمك"
"أنا لا أحب الغوص, ايميت أنا لا أزال أخاف من الماء"
فعبس الشاب وسألها
"آلا تزالين تخافين من الماء؟"
فتشجعت راشل وابتسمت.
"أنت لم تكن موجودا لمساعدتي على إزالة هذا الخوف لقد حاولت بدونك, ورددت كثيرا النصائح التي كنت تقولها لي, لا تخافي, أرمي نفسك بدون تفكير..... ولكني لم أتمكن, فبعد عدة أمتار كنت أرتبك وأشعر بالخوف وأحس بأنني سأغرق"
"أنا لن أتركك تغرقين, راشل" وعدها بصوت مليء بالحنان.
"أعدك بأنك ستصبحين أكبر منافسة لأشهر السباحين هل ستأتين معي؟ أم أنك تفضلين أن أرسلك إلى كاليفورنيا؟"
ولم تحاول راشل أن تستسلم لأفكارها المشوشة فرفعت وجهها نحو أخيها وابتسمت.
"حسنا! سآتي معك, أما الآن فسأحضر الفطور"
"لقد حضرته بنفسي"منتديات ليلاس
يتبع
|