لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-09-08, 07:24 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

-5-


لكن ثبات الرجل على موقفه زاد من عصبيتها. إنها لم تكن تتوقع مثل هذا اللقاء. لقد أساءت التقدير, ولا تعرف كيف تتفهم الوضع.
"كنت أظن بأنك تخافين ركوب الطائرة".
"معك حق, ولكني كنت متشوقة لرؤيتك! لقد كان عمري اثنتي عشرة عاما عندما اختفيت وبالكاد أذكرك".
يبدو أن هذا الجواب هدأه قليلاً.
"بما أنك انتظرت خمسة عشرة عاما, الم يكن بإمكانك أن تنتظري بضعة أسابيع أخرى".
فخاب أمل راشل.
"أنا آسفة يبدو أنك لا تريدني أن أكون هنا".
فنظر إليها جيداً وقال في نفسه يا لها من غبية.
"لا أبدا إن وصولك فاجأني. هذا كل ما في الأمر. ولكن أين تسكنين؟".
فرفعت نظرها نحوه بقلق.
"هنا؟" اقترحت عليه بخجل.
هذه المرة لم يستطع ايميت أن يفي ردة فعله. فأضافت راشل:
"....هذا ليس ضروريا! سأجد لي مكانا في الفندق عند عمي هاريس مثلا. أو سأطلب من الكاهن أن يساعدني فأنا لن أزعجك أبدا".
"بإمكانك العودة إلى كاليفورنيا".
لكن الفتاة هزت رأسها فلمح الإرادة الحديدية التي تخفيها خلف أنوثتها القوية.
"بل سأبقى هنا".
فغضب ايميت وسألها:
"لماذا؟".
"أنا جئت إلى هنا من أجلك أنت. ولن ارعجك أبدا, ايميت, أعدك بذلك. لقد اشتقت غليك كثيرا. وأنا بحاجة لك؟....".
وبدأ صوتها يرتجف بلعت ريقها وأضافت بحزن:
"أنت قريبي الوحيد".
فتأملها بصمت وانحنى ليحمل الحقيبة.
"لا بد أنني مجنون. إنها خفيفة ألم تحملي معك حقائب أخرى؟ وكم تظنين أنك ستمكثين هنا؟".
"على أن تصبح جاهزا ومستعدا للعودة.... وأنا لست بحاجة لأشياء كثيرة بعض البناطلين القصيرة ومايوهات السباحة....".
"نعم, نعم! وتنهد الرجل...."
سيشاهدها نصف عارية على رمال الشاطئ....إنها تجربة قاسية تفرضها عليه السماء".
"هيا يا صغيرتي تعالي!".
وأشار برأسه لها أن تتبعه. وعندما وصل إلى الدرج توقف وألتفت نحوها.
"هل أنت جائعة".
كانت تشعر بأنها غير قادرة على مضغ أي لقمة طعام. ولكنها خافت أن يطردها! إنها إذا تناولت العشاء معه تكسب مزيداً من الوقت.... لا, هذا النوع من التصرف لا يعجبها. لقد كانت دائما صريحة.
"أنا أشعر بالعطش الشديد".
عاد الصمت بينهما من جديد وبعد قليل قال لها ايميت:
"لا بد انك تريدين الاستحمام عن غرفتك على جهة اليمين وبجانبها غرفة الحمام".
ثم أسرع ودخل المنزل قبل أن يغير رأيه. بينما ظلت راشل واقفة مكانها تفكر. وبعد قليل دق قلبها دقات الفرح وركضت نحوه وأحاطت عنقه بيديها.
"أوه, شكرا ايميت, شكرا! أعدك أنني لن أزعجك! سأحضر لك وجبات طعامك. وسأرتب لك البيت, ولن أطرح عليك أي سؤال!".
فتحمل عناقها قليلا ثم أبعدها عنه بحزم. قال لها بلطف:
"إنا اعرف كيف أهتم بنفسي يا راشل, ولقد أعتدت على ذلك طيلة هذه السنوات. وبإمكانك أن تطرحي أي سؤال يخطر ببالك. وإذا لم أرغب بالإجابة سأسكت. وهناك شيء آخر أريد أن أقوله لك..."
"قل ما تريد!" أجابته وقد أشرق وجهها.
"أنا لم أكن مستعدا لاستقبالك كما يجب. وأكون ممتنا لك إذا لم تقبيليني مرة أخرى ولم تعانقيني بهذا الشكل.... على الأقل في البداية فيجب علي أولا أن أعتاد على فكرة أن أختي الصغيرة أصبحت شابة جميلة".
"لقد فهمت سأطيعك بكل شيء".
"حسنا اذهبي واستحمي ثم تعالي إلى الشرفة لتشربي البيرة معي" فنظرت إليه مليا, ثم دخلت إلى الغرفة. إنها غرفة صغيرة ومرتبة, فالشراشف الموضوعة على السرير والسجادة المفروشة على أرض البيت الخشبي تضفي على البيت جوا جميلا بألوانها الزاهية, وكانت الجدران بيضاء, والنافذة تطل على حديقة صغيرة خضراء.
وكانت الخزانة الصغيرة تكفي لترتيب ملابس راشل القليلة التي حملتها معها وكان باب الغرفة يفتح على حمام مشترك بينها وبين أخيها.
أخيها, ابتسمت لهذه الكلمة. إنها أخيرا معه, إنه أجمل يوم في حياتها. إنها تشعر كأنها مراهقة تستعد لأول موعد لها. أو كأنها عروس تتهيأ لشهر العسل, أو كأنها امرأة تكتشف معنى الحياة..... وشعرت بالسعادة كما شعرت كم أن مقاومتها هذه خطرة ثم دخلت الحمام.
حمل ايميت زجاجتين بيرة بيده واتجه نحو الشرفة ولكنه سمع راشل تغني بصوت منخفض. فتوقف مكانه ونظر في المرآة وتأمل نفسه.
"أنت منون وأحمق".
يدعي ايميت بأنه يعرف كيف يهتم بنفسه. ولكن بما يخص الطبخ سنعرف مواهبه. فتناولت راشل قطعة من الستيك وكان ايميت يأكل بسرعة وكان لا يملك وقتا يضيعه في الأعمال اليومية المرهقة. وإذا كانت كل وجباته مشابهة لهذه فهذا ليس مدهشا! والآن يجلس على الكرسي ويمسك زجاجة البيرة الثالثة. ويتأمل راشل بنظرات غريبة.
وكانت قد رتيت نفسها بقدر الإمكان ورفعت شعرها لأن الجو كان لا يزال حارا. وكانت قد وضعت القليل من البودرة ومن حمرة الشفاه..... كانت قد قالت في نفسها أن هذا يكفي. وتساءلت كيف يراها ايميت؟ هل يرى أنها فتاة شابة جميلة؟ أن له طبيعة الأخ المتطور الذي لا يريد أن يقبله! وهي متأكدة أن لا أحد يعتبرها ساحرة جدا. إنها مجرد فتاة عادية, عيونها عسلية وشعرها بني وجسدها متناسق, لا شيء فوق العادة. غلا أن فمها يستحق بعض الاهتمام فهو صغير ومرسوم بطريقة رائعة.
وكانت راشل قد ارتدت ثوبها الأنثوي الوحيد, وهو من القطن الأصفر بلون الشمس وله بروتيلات رفيعة. إنها ستتناول العشاء مع أخيها بعد فراق دام خمسة عشرة عاما! وهذه المناسبة تستحق بعض الترتيب والأناقة!.
وأمسكت السكينة وقطعت قطعة اللحم وقربتها من فمها, وهي لا تزال تفكر. إن ايميت لم يحتفل بهذه المناسبة. وهو لا يزال بالشورت وبالقميص الكاكي. لكنه بذل بعض الجهد, وانتعل حذاء الرياضة المستعمل. وكانت لحيته تدل على أنه لم يحلقها منذ عدة أيام. ولم يكلمها إثناء العشاء بل كان يكتفي بالنظر إليها وهو يشرب البيرة.
"بإمكانك أن تتوقفي الآن" قال لها فجأة.
".....أنت لسا مضطرة لأن تتابعي الطعام كي تثبتي بأنك أخت جيدة".
"أنه طعام لذيذ... لكني لست جائعة هذا كل ما في الأمر" وكانت تكذب.
"إنه مجرد طعام! هل تجيدين الطهي؟".
فأشع وجهها بالأمل.
"نعم بعض الشيء. وأنا أحب العمل في المطبخ أكثر من العمل داخل المنزل".
"بإمكاننا أن نتقاسم العمل. أنت تهتمين بالطعام وأنا أهتم بالمنزل".
فتنهدت راشل وابتسمت.
"إذن ..... سأبقى؟".
فهز كتفيه لا مباليا.
"كما تريدين بالتأكيد ستتعبين بسرعة وتملين من هذا المكان ومن ثم سترحلين".
"لن أرحل بدونك" أكدت له بقوة.
"ألن تشتاقي لأصدقائك؟ الم تتركي عملك؟".
"لقد أخذت عطلة لمدة غير محددة. فأنت كل ما يهمني. ايميت أنت كل ما بقي لي".
فنهض بسرعة وأبعد الكرسي إلى الخلف بحركة مفاجأة ودخل الغرفة ووقف أمام النافذة وظهره لأخته.
"هل أنت دائما واثقة. راشل ألا تخافين أن يؤذيك أحد؟".
"لست أنت بالتأكيد...".
ثم نهضت واقتربت منه وكانت ترغب بأن ترمي نفسها في حضنه وأن تضع رأسها على كتفه كما كانت تفعل وهي صغيرة. ولكنها توقفت على بعد خطوة منه خوفا من أن ينفر منها.
"....أنت لن تلحق بي الأذى. بل أنت ستمنع الأذى عني".
فنظر إليها بطرف عينه.
"فقط لأنك أختي تشعرين بالأمان؟".
"ليس من أجل ذلك فقط. فأنا أستطيع أن أحكم على الشخص...".
منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
قديم 25-09-08, 07:28 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

-6-


وتذكرت خطيبها السابق راف, فصمتت قليلا ثم أضافت:
"..... على الأقل بصورة عامة. وأنا أعلم أنك تريد أن تسبب لي الألم.... لماذا أنت قلقا ايميت؟ كل ما أرغب به أن أكون إلى جانبك, وأنا أحبك وهذا ليس أمرا فظيعا".
"وإذا لم أكن أهلا لثقتك ولمحبتك؟ هل فكرت بهذا؟".
فأحست بحزن كبير ووضعت يدها على يد أخيها, لكنه لم يتحرك ولم يبعدها, ظل واقفا مكانه يتأمل البحر.
"ايميت أنا لا...."
"هو هو, أين أنت؟...."
أنه صوت هاريس شاندلر جعلهما يرتعدان.
"لقد كسبت ثروة في لعب البريدج, وجئت لأحتفل معك بهذه المناسبة ولقد أحضرت لك البيرة, وأحضرت لنفسي الويسكي...."
ثم صعد الدرج وفتح الباب بقوة ودخل وهو يبتسم.
".... هيا يا ولدي! لماذا لا تجيب..."
ثم أصيب بدهشة كبيرة.
"أهذا أنت راشل؟ كيف وصلت إلى هنا؟".
فابتعدت راشل عن ايميت وقبلت عمها.
"لقد ركبت الطائرة. كيف حالك عمي هاريس؟".
"إني أسأل نفسي" أجابها ورمى بنفسه على أقرب مقعد. وبخطوتين قطع ايميت الغرفة وأخذ الزجاجات من يد هاريس.
"سأحضر لك كأسا. وأنت راشل هل تشربين شيئا؟".
"نعم البيرة لو سمحت. هل تشعر بألم يا عمي؟ أنا أجدك شاحبا".
"إنها الحرارة المرتفعة. هل بإمكانك أن تشرحي سبب وجودك هنا؟ لقد اتفقنا أن تبقى العائلة بعيدة في المرحلة الأولى. يجب أن نعطي ايميت فرصة كي يعتاد على التغيير".
"أنت على حق لكن ليس بالنسبة لي أنا. ايميت هو أخي يا عمي هاريس, أنه أقرب الناس إلي وأنا لا أستطيع أن أنتظر إلى أن تقرر أنت متى ستعيده إلينا".
"أنت لم تفكري بالتعقيدات التي تخلقينها, وأنا أشك بأنك لن تنجحي في إيجاد غرفة لك في الفندق. وبما أنك هان سنرتب لهذه الليلة, وسيكون بإمكانك غدا أن تعودي بسلام".
"أنا لن أرحل سأبقى إلى أن يقرر ايميت أن يعود معي" أجابته راشل بهدوء وبحزم.
"لا تتفوهي بالحماقات يا ابنتي. إن ايميت بحاجة للهدوء, وللوحدة كي يتمكن من التأقلم مع الحياة الجديدة المتمدنة بعد السنوات التي قضاها خارجا على القانون. وأنت ستزعجينه يا عزيزتي برغم نوياك الطيبة. حتى ولو أقمت في الناحية الأخرى من الجزيرة ستكونين قريبة منه. وسيشعر بوجودك وطأنك دخيلة.
"لن أذهب إلى الفندق سأبقى هنا مع أخي".
"هيا, كوني متعقلة! أنه لا يريدك هنا ويجب أن لا تبقي هنا....."
عاد ايميت يحمل بيده الشراب.
"لقد فقدت هذه الطفلة صوابها قل لها بأنها لا تستطيع أن تقيم معك!" قال له هاريس.
وتناول الكأس من يد ايميت وشربه دفعة واحدة فابتسم ايميت.
"بإمكانها أن تبق قدر ما تشاء, لقد سمحت لها بذلك منذ قليل".
"هل أنت مجنون؟" صرخ هاريس.
فانتفضت راشل وتأملت عمها بدهشة ونظر ايميت إلى عمه وقال له:
"إهدأ يا عمي. أنت تخلق مشاكل حيث لا توجد. لقد جاءت أختي لتراني, وهذا سيساعدني على التأقلم معها وعلى التعرف على بعض النقط قبل العودة إلى كاليفورنيا".
"أنتما الاثنان مجانين حقا دعوني على الأقل أبحث لها عن غرفة في الفندق فهذا الكوخ لن يتسع لكما معا".
"ستبقى هنا" أجابه ايميت بحزم.
وتبادل الرجلان النظرات بصمت وكأن أحدهما يحاول أن يقنع الآخر.
"حسنا بعد كل هذا سترى. ولكن أنا لا أزال مقتنعا بأن هذه تعقيدات غير مفيدة" قال هاريس وهو يتنهد.
فابتسم ايميت وجلس على الصوفا.
"راشل لن تزعجني أبدا أليس كذلك يا صغيرة؟".
فجلست راشل في الطرف الآخر من الصوفا وابتسمت له:
"أبدا, أبدا" وشريت بلعة من البيرة.
لم يسبق لها أن شربت هذا المقدار من البيرة من قبل.
وخاصة في مثل هذا النهار المتعب, فأسندت ظهرها على الكنبة تتأمل أخيها. وأحست بالإرهاق, وكانت تتمنى أن يرحل العم هاريس بسرعة. فهي بحاجة لأن تبق وحدها مع أخيها في هذه السهرة اللطيفة, وأن تطرح عليه الكثير من الأسئلة.......
"لقد أصبحت راشل شابة وذات إرادة قوية" قال هاريس.
"نعم لقد لاحظت ذلك".
وبدأت راشل تشعر بالنعاس الشديد, فأغمضت عينيها وغفت دون أن تشعر. وكان كل ما تفكر فيه هو أخيها الذي تحبه كثيرا وقد زاد حبها له عندما رأته أكثر أوه إنهما سيكونان سعيدان جدا معا. فقط لو أن هذه السعادة تدوم إلى الأبد. لو أن العم هاريس يذهب ويتركهما معا بهدوء فقط لو أن .....
"لقد نامت أختي الصغيرة على ما يبدو".
"أنت حقا فقدت صوابك. ماذا يعني كل هذا؟ لا يمكنها أن تبق هنا".
ومع ذلك ستبقى".
"يا ولدي لدي كلمتان أريد أن أقولهما لك".
"أنا مستعد لسماعها يا عمي, لكن قبل ذلك يجب أن أضع أختي الصغيرة في السرير".
وكأنها في حلم. شعرت راشل بيدي أخيها القويتين تحملانها. فتذكرت أيام طفولتها. كان ايميت دائما هو الذي يضعها في السرير! كانت الغرفة مظلمة, فوضعها ايميت بهدوء على السرير دون أن يشعل الضوء ثم سحب الغطاء وغطاها, ففتحت راشل عينيها وابتسمت.
"أنت لا تستطيع أن تلبسني البيجاما كما كنت تفعل سابقا" فابتسم الشاب ابتسامة حنان.
"لا, هذا لم يعد ممكنا".
واتجه نحو الباب لكنها نادته واستوقفته.
"إذا سمحت, ايميت قبلني كما كنت تفعل وقل لي تصبحين على خير".
تردد قليلا ثم طبع قبلة على خدها.
"لا أريد تلك القبلة التي كنت تقبلني مثلها عندما كنت صغيرة".
"تلك القبلة".
"نعم القبلة المميزة. كنت تقبلني أولا على جبيني ثم على أنفي ثم على فمي".
"آه لقد نسيت" همس ايميت بهدوء.
ثم انحنى مجددا وطبع قبلة على جبينها ثم على أنفها ثم على فمها بحنان وقال لها:
"تصبحين على خير ياصغيرة"ثم نهض.
"تصبح على خير يا عزيزي أنا سعيد لوجودي معك".
"وأنا أيضا" أجابها بعد صمت قليل.
إنها ليلة من أصعب ليالي حياته. فإن غرفة السجن لها حسناتها. فعندما يصل صوت إنسان إلى مسمعك تعلم بأنه كائن غير مرغوب فيه. أما رؤية راشل شاندلر فهي لا تسبب أي عذاب, بجسدها الناعم دون أن تشعر بلذة شفاهها وبرائحة جسدها....
كان قد أعتاد على النوم القليل وعلى النهوض مع شروق الشمس. وهذا الصباح أستيقظ أيضا في الساعة السادسة برغم سهاده. وفكره المتكدر وخديه المزروعين بهذه اللحية. وفنجان القهوة في يده ثم جلس على الشرفة وهو يحك ذقنه. لو أنه يحلقها فهذا يساعده على الانتعاش.... ولكنه لن يعذب نفسه. فإذا شاهدت راشل شاندلر أخيها أنيقا فهذا ذنبها هي! فهو لا يريد أن يبدل نظام حياته حتى يتلاءم مع ذوق هذه الارستقراطية.
حسنا, حسنا! ماذا يعني كل هذا المزاج العكر؟ راشل لم تفعل شيئا يثير الغضب. إنها مسرورة لأنها جاءت. وهي جميلة وساذجة, ولها عيون تبعث إلى الاطمئنان, وفم مدهش...... وتعتبر نفسها مع أخيها. فما المدهش إذا كان مزاجه سيء؟ هل تجهل هي بأنه لا يجب أن تثق بأول شخص تراه؟ هذه البريئة. أنه للمرة المئة التي يردد فيها بأنه مجنون لأنه سمح لها بأن تخطي عتبة هذا الشاليه.
يجب أن يتخلص منها. بالتأكيد لقد فهم ذلك خلال هذه الليلة, وقبل الفجر أخذ قراره. وكلما أسرع كلما كان أفضل. حتى ولو أضطر على الاعتراف. لقد كان هاريس محقا في هذه النقطة. لا يوجد مكان لهذه الساذجة في مؤامرتهما. سيصطحبها بعد الظهر إلى المطار, وبعد ذلك سيذهب ويرى إذا كانت مالي حرة في السهرة. ليس له أية نية في إقامة علاقة جنسية محض مع الشابة الهوائية. فهي لا تحبه وهما متفاهمان....

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
قديم 25-09-08, 07:37 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

-7-



كيف؟ إنه يستغل الماضي؟ ولن يسمح لهذه العيون التي تزين هذا الوجه الصغير أن تسيطر عليه, ليس هو؟. طبعا! بإمكانه أن يغير مشروعه الأساسي, راشل شاندلر ستكون مساعدة قيمة له في سبيل الوصول على هدفه. لكن لا أنه يشعر بأنه غير قادر على التصرف بمثل هذه الدناءة.
إنه لا يزال يتمتع ببعض الشرف والكرامة. لو بشكل قليل, إنه لن يستطيع أن يسبب الألم لبريئة, حتى ولو فرضت عليه ذلك الظروف. سيصطحبها على المطار شاءت أم أبت, وسيضعها في الطائرة. وسينساها بسرعة. وبقليل من الحظ لن يكون مضطرا للذهاب إلى كاليفورنيا للحصول على ما يريده. وبانتظار فترة بعد الظهر, لا شيء يمنع راشل من التمتع بنهار جميل على هذه الجزيرة سيأخذها إلى الطريق الساحلي وغلى الشاطئ ليما هاي أو قرب مستنقع فرفادي فإن رحلة الطيران الأخيرة تقلع بعد الظهر. سيلعب دور الأخ الكبير وسيكون دليلها ومن ثم سيصطحبها إلى صالة الانتظار وهو يبدي أسفه الشديد. الأخ الكبير الرائع..... هل تجده مقنعا بهذا الدور؟ إذا كانت سريعة التصديق, نعم للأسف كان متشائما كان يخاف أن تكون على العكس نافذة الصبر, فإلى متى سيعميها الوفاء العائلي؟ فهذا يصعب تقديره.
ثم حك ذقنه. إنه يفعل حسنا إذا حلقها, فمع هذه الحرارة المرتفعة تكون الذقن الطويلة مزعجة أكثر. فتحت راشل عينيها ببطء ودهشت عندما رأت نفسها في غرفة غريبة, وهي لا تزال في ثوبها, ومغطاة بشرشف قطني حتى كتفيها هاواي تذكرت الآن, ايميت.
لم يكن الحمام مشغولا. فتأملت حاجات أخيها بحنان للمرة الأولى, ومنذ عدة سنوات, أصبح لها رجل يمكنها أن تقدم له الهدايا. فعيد ميلاده بعد شهرين, ثم يأتي عيد الميلاد ورأس السنة, وعدة مناسبات أخرى. كانت هذه الفكرة كافية لإسعادها. فبدأت تغني بصوت جميل وهي تأخذ دوشا منعشا.
كان ركوة القهوة لا تزال ساخنة على الطاولة لكن ايميت لم يكن موجودا. فسكبت لنفسها فنجان قهوة ثم خرجت. إنه يجلس على الشرفة ولم يكن قد انتبه لوصولها. فظلت واقفة تتأمله.
"لقد غيرت رأيي..."
ولم يكن قد ألتفت نحوها ولم يتحرك من مكانه.
"......من الأفضل أن تعودي على كاليفورنيا منذ اليوم. هاريس معه حق أنا بحاجة لبعض الوقت كي أتأقلم من جديد".
لم يبدو عليها الغضب أو الانفعال. بل جلست على كرسي قريب منه وأخذت تنظر إلى المحيط كانت ترتدي شورط قصير وبلوزة قطنية ضيقة. وكان شعرها يسترسل على كتفيها ولا يزال رطبا. وابتسمت له وأجابت بتهذيب.
"لا ايميت"
ثم شربت القهوة وأخفت انفعالها, فالتفت ايميت نحوها ونظر إليها غاضبا.
"لا؟ لا يجب أن تقولي كلمة لا لأخيك الكبير يا صغيرة أنا أكبر منك وأنا من يقرر. ستذهبين اليوم على كاليفورنيا".
"لا ايميت ماذا تريد أن تأكل؟ لقد وجدت بيض وجبنة في البراد بإمكاني أن أصنع لك عجة إذا أردت. ولكن لا يوجد عندك خبز. ستقوم بسباق على الشاطئ".
"سأشتري الخبز في طريقي إلى المطار"
"لا ايميت".
"إذا قلت كلمة لا ايميت مرة ثانية سأضربك!" صرخ ايميت.
فضحكت راشل
"بالتأكيد لا! فأنت لم يسبق لك إن ضربتني من قبل حتى عندما كنت أستحق ذلك! حتى أنك لم تؤنبني عندما أفسدت بلوزتك القطنية. فلا يمكنك أن تبدأ بضربي الآن".
"لقد أصبحت شقية أكثر مما كنت عليه وأنت في الثانية عشرة من عمرك!"
"لقد فكرنا بكل شيء مساء أمس"
ونظرت إليه بطرف عينيها لقد حلق ذقنه. لقد أصبح بالإمكان رؤية ذقنه الناعمة وفكه الأسفل الجميل. كان من الممكن أن يكون أجمل لو تخلى عن هذه النظرة الكريهة العابسة.
"أنا أجيد الطهي وأنت تجيد القيام بالأعمال المنزلية, وبإمكاني أن أطرح عليك ما شئت من أسئلة. وبإمكانك أن ترفض الإجابة إذا أردت.... بالمناسبة, لو تحكي لي كيف قضيت هذه السنوات كلها؟".
"محاولا أن أتجنبك" قال لها وهو لا يزال يتأمل المحيط.
لم يلاحظ الفتاة وهي ترتعش. لكنها تمالكن نفسها بسرعة. فهو يجهل أنها قضت سنين حياتها في خوف من أن يتخلى عنها الجميع وخاصة الذين تحبهم, أولا والداها, ثم أخوها ثم خطيبها مؤخرا.
"هذا قرار تعسفي ألا ترى ذلك؟"
هذه المرة نظر ايميت دون أن يخفي انفعاله.
"ماذا تريدين بالتحديد؟ أسماء الأماكن التي كنت فيها؟ التواريخ؟ ما الفصول؟" سألها بلهجة أكثر لطفا.
"موجز صغير يكفيني"
لقد حان الوقت ليتحقق إذا كانت القصة التي نسجها مع هاريس محتملة بالتأكيد راشل ذكية. ولكنه سيجرب روايته معها.
"عندما اضطررت لترك البلاد لبعض الوقت......" ظهرت لمحة حزن في عينيه, فطردها بسرعة وكأن هذه الذكريات مؤلمة جدا! وعلى كل حال, لقد انتهت تلك المرحلة..... فتفاجأت راشل بتعابيره وأشفقت عليه.
"أنا أذكر ذلك, لقد اتهمت بأعمال الشغب التي قام بها الطلاب, وبأنك اشتركت في انفجار كامبردج. وكنت هناك عندما انفجر البيت. أليس كذلك؟ وظل رجال المخابرات يترددون علينا طيلة سنوات عديدة".
"لقد لجأت إلى هاواي أولا. ثم أصبحت هاواي تشكل خطرا علي فسافرت مرة ثانية. وأنا لن أروي لك كل التفاصيل لن شرحها يطول. لقد أمضيت سنوات عديدة في دير. وبعض الوقت في الشرق الأوسط, وأخيرا في أميركا اللاتينية".
بالنسبة لايميت القديم يمكن لراشل أن تتخيل أنه يقيم في دير. أما بالنسبة لايميت الذي تراه اليوم فهل هذا ممكن؟.
"لماذا قررت أخيرا الظهور من جديد؟"
فالتفت الرجل نحوها بابتسامة ساخرة.
"بسبب المال بالطبع أنت لا تفكرين بأنني كنت أموت تحت سحر العمة ميني الغير معقول!".
"إذن أنت لا تزال تتذكرها!" صرخت راشل عندما فكرت بهذه القريبة الغريبة الأطوار.
"وجدينا؟ الم تكن قادرا على إرسال كلمة لهما وإشارة بعد كل الذي فعلاه من أجلنا؟".
"لا وجدت أنه من الأفضل أن أكون ميتا في نظر الجميع . كما وأنني أعتبر بأنه لا يجب علي أن أكون ملتزما أمام أحد".
"ولا حتى بالنسبة لي؟....."
ولعنت راشل نفسها عندما لمحت الحزن في صوته.
".....إذا كنت تستمر في إرسال الهدايا باستمرار في مناسبة عيد ميلادي؟" سألته بحزم وإصرار.
بعد صمت قصير جابها ايميت:
"لأنني وفي أعماق نفسي أنا رجل حساس جدا. ولكن ليس لدرجة أن أدعك تبقين هنا" فمضت راشل.
"لن تتخلص مني يا ايميت وستستسلم بسرعة. سأحضر الفطور" وكانت قد أصبحت داخل البيت عندما سمعت أخيها يقول لها:
"أريد بيضا مسلوقا"
ودون أن تلتفت ابتسمت فرحة وأجابته:
"حاضر!"
عندما شاهد هاريس ايميت بعد الظهر أصيب بدهشة كبيرة. لأن ايميت كان يلبس بنطلونا نظيفا وقميصا مكويا ولقد حلق ذقنه جيدا ولأول مرة يحلفها بهذا الشكل منذ عدة أسابيع كاملة.
"هل نطوي هذه الصفحة يا ولدي العزيز؟ يبدو أن مجئ راشل لم يكن فكرة سيئة".
"إنها فكرة محزنة ومؤسفة" أجابه ايميت وهو يجلس على المقعد. كان البار فارغا في مثل هذه الساعة, لكنه لم يعذب نفسه في التحقق إذا كان هاريس موجودا في غرفته. فهو يعلم بالتأكيد بأن هذا الممثل الصامت يكون قرب البار دائما وفي كل ساعات النهار.
"كم أنا محب ومتسامح لقد حذرتك. وأنت فقدت عقلك بسرعة! لم يمضي على وجود ابنة أخي عندك أكثر من أربع وعشرين ساعة على كل حال تشعر وكأنها في عيد عندما تراك بهذا الترتيب".
"كلمة واحدة أخرى يا شاندلر, أخلع كل ملابسي هنا".
"هوهو! لن أتعجب لو كنت حقا أبن أخي,أخيرا! هو وحده بإمكانه أن يكون لديه أفكار مماثلة".
"أنت تعلم جيدا من أكون".منتديات ليلاس


يتبع

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
قديم 25-09-08, 07:41 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

-8-


ولكن هذا بعيدا عن الحقيقة. فهو لم يعطي لهاريس سوى أقل قدر من المعلومات عن حقيقة شخصيته.
فشرب هاريس القليل من الروم. فهو عادة لا يشرب بجدية إلا بعد العشاء.
"حسنا! ماذا تريد أن تفعل مع عزيزتنا راشل؟"
"ألديك أقترحات".
"قل لها أنت أولا بأنك تريدها أن ترحل"
"لقد قلت لها ذلك هذا الصباح. ولكن لم أستفد بشيء أنها عنيدة جدا".
"نعم كان يجب أن أقول لك ذلك".
"كان يجب أن تقول لي أيضا أكثر من ذلك. لقد أصبت بالصدمة عندما علمت بأنني كنت أرسل لها الهدايا في أعياد ميلادها طيلة سنوات اختفائي".
"هذا غير معقول, هذا مستحيل".
"وهل يبدو أنني أمزح؟ لقد كان ايميت شاندلر يرسل الهدايا لأخته بانتظام خلال خمسة عشرة سنة. وإذا لم أكتشف بسرعة ماذا كان يرسل لها فإني سأخسر".
"أنا واثق منك لن تدع هذه الترهة الصغيرة توقعك في حيرة. لا هناك أشياء أخرى أكثر أهمية, هل تدري ماذا تعني هذه المعلومة؟"
"نعم إنها دليل أكيد على أن ايميت حي يرزق. إلا في حال أن يكون أحد الأقارب أو أحد الأصدقاء هو الذي كان يرسل لها هذه الهدايا باسم أخيها من باب الرحمة والشفقة".
"أنت لا تعرف الشاندلر يا أبن أخي. لا يوجد أي واحد منهم يملك مثل هذه العواطف النبيلة, ومثل هذه المحبة ما عدا راشل فقط. وهذه ليست من باب الصداقة لا أبدا. فإن أختك الصغيرة كانت دائما خجولة وكتومة وحذرة من كل الناس..... إلا مع جديها ومعك أنت شخصيا بالطبع".
"إذا كنت تحاول أن تزيد من عزمي. فلن تتمكن بهذه الطريقة".
"هيا! هذا ليس وقت الندم لقد فات الأوان. ولا تنسى فنحن لا نريد أن نسبب الألم لراشل, ونحن نحاول فقط أن نجعل ايميت يخرج من مكانه ولا يعود هاربا من القانون".
"ةإذا لم يظهر أبدا؟"
"عندئذ سيحصل حدث مأساوي وستبدأ أنت حياة جديدة وبثروة لا بأس بها. وستكون راشل متأكدة من كل شيء حول مصير أخيها".
"هم, إذا عاد ايميت أنا أتساءل ماذا ستظن عائلة الشاندلر حول الخداع والغش".
"الخداع! هذه كلمة كبيرة, يا بني فأنا أعتبرك مساعدي وسأشرح لهم بأننا نسجنا كل هذه المؤامرة كي تجبر ايميت على الظهور. وأنت سترحل بمبلغ محتوم".
"وكيف تتأكد بأن ايميت يرفض أرثه؟"
"لقد كان دائما يحتقر المال. أنه كأخته تماما. وسيكون سعيدا بالتنازل عن ثروته لأعمامه وعماته...... ولك".
"ألا تحب راسل المال؟ وكم مفاجأة أخرى تخفي عني بعد شاندلر أنا لا أحب أن أتقدم في الظلام ولقد حذرتك".
"لقد أخبرتك بكل ما يجب أن تعلمه يا ولدي العزيز. وأنا أتساءل فقط إذا كنت صادقا معي كما أنا صادق معك".
فنهض ايميت وابتسم ابتسامة وقحة.
"نعم شاندلر لا لا تقلق أبدا".
وعندما أبتعد ايميت ظل شريكه يتأمله بريبة.
اعترفت راشل بسرعة بأن الأمور لم تكن كما توقعت. فايميت يتصرف معها بتهذيب مدروس, يأكل الوجبات التي تحضرها له ويجيب على أسئلتها وقد علمها قيادة الرانج القديم. ولكن ما عدا ذلك عندما يكون في الشاليه يبقى دائما على الشرفة ويشرب الكثير من البيرة ويدخن السجائر بكثرة وهو يتأمل المحيط ويتجاهل تماما وجود أخته.
كانت راشل تحاول دائما أن تخفف عنه تعد له الطعام الشهي ..... لكنه في أغلب الأوقات لا يكون موجودا وعندما كانت راشل تخرج إلى الشرفة لتدعوه لتناول الطعام تجد الشرفة فارغة وبنفس الوقت تجد منفضة السجائر لا تزال تدخن وتجد زجاجة أو زجاجتين من البيرة قرب الكنبة.
عندما كان يتناول العشاء معها كان يختفي بسرعة ويتأخر كثيرا في العودة ليلا. وفي الصباح كانت تجده على الشرفة ويمد رجليه على الدرابزين وفنجان القهوة بيده. خلال ثلاثة أيام حاولت راشل أن تجرب جميع الطرق. وتذكرت عيد ميلاد ايميت الحادي والعشرين وذلك قبل أن يتخلى عن دروسه وقبل أن تتلبد السماء بالغيوم. كان جداهما وكل الصغار مجتمعين لم تنسى راشل أبدا الوليمة التي كانت قد أعدت لهذه المناسبة. الطعام الشهي والكاتو والشوكولا. وقررت أن تحضر مثل تلك الوليمة حتى ولو أنها لم تتمكن من ايقاظ حنين أخيها إلى الوطن. واختارت الوقت الذي يذهب فيه أخيها في نزهاته الطويلة وركبت الرانج روفر وذهبت لشراء الحاجيات الضرورية وكانت ق وجدت كتاب طهي يعود تاريخه إصداره للعام 1942 في أحد الدروج. وبينما تركت الطعام على نار خفيفة أخذت تقرأ تلك الوصفات القديمة. وكانت متأكدة من أن ايميت لن يعود باكرا. وهي تريد أن تجعلها مفاجأة له.
عندما نظرت إلى الساعة تفاجأت بأنها تشير على السادسة. ولم يكن ايميت قد عاد بعد, فقررت أن تستحم وترتب نفسها لهذه المناسبة. فهي تريد أن تبدو بشكل فاتن كي يشعر ايميت أخيرا بوجودها.
وعندما انتبهت لكمة فاتن قالت بنفسها إن هذه ليست طريقة جيدة للكلام ولا يجب عليها أن تهتم بذلك.... وهي تعلن بأن ايميت عنيد! مع أنه كان لطيفا في الماضي. وكان جداهما يقلقان دائما لرؤيته يوافق على كل شيء بسهولة.... ولحسن الحظ! لقد شفي من نقطة الضعف هذه!.
في غرفة الحمام حيث لا يزال البخار يملئ الغرفة وقفت راشل ووضعت العطر وبدأت تضع الماكياج على وجهها. ونظرت إلى جسدها وهي تلبس فقط الملابس الداخلية الشفافة. وقالت في نفسها إن صدرها وخصرها أصبحا أكثر نحافة. ولقد اكتسبت بشرتها بعض السمرة وذراعاها أصبحا...
وفجأة فتح الباب على وسعه وظهر ايميت يقف أمامه وظل واقفا لحظة يتأمل البخار الذي يتصاعد من الحمام وحدق قليلا براشل. ثم خرج وصفق الباب وراءه بشدة وصرخ قائلا:
"الم يكن بامكانك أن تقفلي الباب بالمفتاح؟"
كانت دهشة راشل كبيرة. وقبل أن تسترجع أنفاسها سمعت هدير محرك الرانج روفر. لقد ذهب ايميت فتنهدت ونظرت إلى نفسها في المرآة وهي لا تزال ترتعش. فهي لم تتمكن من وضع روب الحمام في حقيبة السفر لأنه يشغل مساحة كبيرة منها فيجب عليها أن تشتري روبا جديدا في صباح الغد. لقد أصبح ايميت محتشما جدا. في الماضي كانا يذهبان معا إلى الشاطئ. ولقد سبق له ورآها عدة مرات في مايوه البحر منذ وصولها إلى هاواي.
عندما سيعود ستعتذر منه وستعده بأنها ستكون أكثر حذرا في المرات القادمة. فإن العشاء سيهدأ غضبه.
مضت خمس ساعات وهي لا تزال تنتظره. كانت قد شربت ثلاثة كؤوس من الويسكي وع أنها لا تحب الكحول كثيرا. وكانت منفضة السجائر قد امتلأت بأعقاب السجائر التي دخنتها. ولا تزال جالسة على الشرفة على المقعد الذي يفضله أخوها وضعت رجليها على الدرابزين وتناولت سيجارة أخرى من سجائر ايميت.
متى ستفهم أخيرا؟ لا يجب أن تتأمل كثيرا. فايميت برابطة الدم التي تجمعها لن يعتبرها مصدرا لهمومه. لكنه يريدها أن ترحل. وهي سترحل منذ الغد فهي تحبه كثيرا وتستقيل وتتركه وحده إذا كانت هذه هي رغبته.
لقد انطفأت آخر شمعة على طاولة العشاء ولقد نزلت بعض نقاط الشمع على الكاتو وبدأت الزبدة تسوح وقد نزلت منها بعض النقاط على الشرشف لقد كان ايميت قد وعدها بأنه هو من سيهتم بالمنزل , أليس كذلك؟ حسنا إذا هو سيرفع هذا العشاء إذا لم يكن يريده!
شربت راشل آخر كاس من الويسكي وأطفأت سيجارتها ثم نهضت على مهل إنها تشعر بالتعب! وتبدو غرفتها بعيدة جدا..... وهذه الأرجوحة قريبة فخلعت حذائها ورمت بنفسها على الأرجوحة وكانت أصوات الأمواج تصل إلى أذنيها... فاستسلمت راشل لنوم عميق.
والرجل الذي يدعي بأنه ايميت شاندلر لم يكن سعيدا كان قد دخن كثيرا وشرب الكثير من البيرة أيضا وكان يشعر بمرارة في فمه ومع ذلك لا يزال يحافظ على أفكاره لحسن الحظ. نعم لأنه كان قد قرر بهذه الساعة المتأخرة أنه لا يتمنى أن يقضي الليلة مع ماني.
أنه يريد العودة إلى الشاليه كي يتأمل راشل ويلاحظ حركاتها البريئة ويسمع صوتها الناعم ويصغي إلى القصص التي تحكيها له عن عائلتها, يريد أن يكلمها عن عودته بعد هذه السنوات الضائعة, وعن عذابه في هذه الأشهر الستة الماضية, وأن يعترف لها بالهدف الذي يصبو إليه والذي إذا عرفته ستتألم بشدة....
"لقد أصبحت عاطفيا فلا تفكر بهذه الطفلة" عاتب نفسه بصوت منخفض.منتديات ليلاس


يتبع

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
قديم 25-09-08, 07:45 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

-9-


لكن راشل ليست طفلة وهو يعلم ذلك جيدا أنه يناديها الصغيرة فقط كي يتذكر دائما بأنها ليست أخته... وأوقف السيارة في الممر المؤدي إلى الشاليه وفكره مشغول بالمنظر الذي رآه منذ ساعات وصورة راشل نصف عارية لا تفارقه....
لماذا لم يبق مع مالي؟ إنه يعرف الجواب إن مالي لا تكفيه أبدا أنه لا يبحث عن اللذة الجسدية إنه يرغب براشل إنه يرغب بها منذ اللحظة الأولى التي شاهدها فيها.
لكنه لا يحق له ذلك إنه لا يريد أن يسبب لها الذي لكنه لن يتخلى عن فكرة أنها له منذ عدة سنوات.
وعندما وصل إلى قرب الشرفة توقف وأصغى جيدا إنها الساعة الثانية صباحا وراشل نائمة الآن بالتأكيد ولكنها لم تترك الضوء مشتعلا ولكن.... ما هذه الرائحة؟ رائحة سجائر؟
ثم نظر حوله فجأة وهو يفكر بأن راشل لا تدخن السجائر إذن قد يكون جاء زائر غير منتظر هل هو ايميت الحقيقي؟ هل يختبئ وينتظره مع أخته؟
لكنه لم يسمع سوى أصوات الأمواج وفجأة سمع تنهدا من الأرجوحة فقال بنفسه إنه إذا تعارك مع ايميت الحقيقي فأنه بالتأكيد سيغلبه.
وكان نظره قد أعتاد على الظلام فلمح خيالا ممددا في الأرجوحة ورأى على الطاولة الصغيرة زجاجة الويسكي التي كان قد أحضرها هاريس وبجانبها منفضة السجائر المليئة بأعقاب السجائر.
فأقترب وتأمل راشل وهي نائمة ثم أنحنى قليلا ليوقظها وعندما أحس بنعومة جسدها وشم رائحة الياسمين التي تتعطر بها شعر بأنه غير قادر على حملها بين ذراعيه ووضعها في السرير كما فعل في المرة الماضية إن ذلك يفوق طاقته فماذا ستكون ردة فعلها إذا قبلها أخوها الذي تعبده قبلات مليئة بالرغبة والشوق؟....
"راشل استيقظي يجب أن تنامي في سريرك" همس ايميت.
ففتحت راشل عينيها ونظرت إليه دون أن تجيب.
"يجب أن تنامي في سريرك"
فتثاءبت ورفعت خصلات الشعر عن وجهها.
"لقد شربت كثيرا"
"أنا غاضب منك! فالأخت الصغيرة سكرانة من الروم"
ومد يده وساعدها في النزول من الأرجوحة.
"إنه الويسكي كنت حانقة عليك" واتكأت عليه.
فرفع يده رغما عنه ورفع شعرها إلى الوراء فأسندت وجهها على يده.
"كنت حانقة مني؟"
"لأنك لم تعد لتناول العشاء معي ولم تخبرني بأنك ستتأخر لقد حضرت لك الطعام الذي تحبه ايميت"
فنظر بطرف عينه إلى الشموع الذائبة وإلى الزهور التي على الطاولة وإلى الأطباق المليئة بالطعام.
"حسنا أنا وغد كبير"
"لكني سامحتك" وابتسمت له بحنان.
"راشل كم كأسا شربت؟"
"اثنين..... ثلاثة......"
"هذا كثير على أخت صغيرة! وغدا سيؤلمك رأسك كثيرا"
وعندما أصبحا بقرب باب غرفتها التفتت نحوه ومدت يديها خلف عنقه.
"..... تصبحين على خير راشل هيا أذهبي للنوم"
قال لها ايميت بحزم وهو يبعد يديها عن عنقه
"ألن تقبلني قبلة المساء"
"لا ليس الليلة"
"في هذه الحالة أنا سأقبلك" ووقفت على رؤوس أصابع قدميها.
والقبلة الأولى أخطأت جبينه وحطت على أنفه, والثانية أخطأت أنفه وحطت على خده, لكن الثالثة.... أتحدت شفتاها بشفتي ايميت وقبلته بحنان, وكادت شفتا ايميت تفتحان وتستقبلان شفاهها..... لكنه فجأة, دفعها عنه بقوة فوقعت على الأرض, وعندما نهضت نظرت غليه مليا وبدهشة كبيرة ولم تقل له أية كلمة وأسرعت وأغلقت الباب واستلقت على السرير.
ظل ايميت واقفا دون حراك وقد اشتعلت الرغبة في كل كيانه. ثم نظر إلى الطاولة وأقترب منها وأكل وهو واقف بشراهة, مع أن الطعام كان باردا ثم قطع ثلاثة قطع من الكاتو وأعاد الباقي كله إلى البراد وكان يسير على مهل كي لا يوقظها.
لكن راشل لم تكن قد نامت بعد لقد ظلت ممددة على السرير تنظر إلى النافذة وقلبها يرتعش بالرغبة الغريبة ووجهها غارق بالدموع ولم تنم إلا في ساعة متأخرة جدا.
فتحت راشل عينيها وعادت فأغمضتها بسرعة لأن ضوء النهار كان قويا وشعرت بألم في رأسها فخبأت رأسها تحت الوسادة, وسمعت صفيرا مرحا.... واحتاجت لعدة ثواني كي تتعرف على مصدر هذا الصفير.
وبجهد نزلت من السرير وكانت ذكريات الليلة الماضية تخيم على فكرها وكأنه ضباب تذكرت بأنها شربت الويسكي وهي جالسة على الشرفة, وأحست بالشفقة على نفسها, آه, نعم! لأن ايميت لم يكن قد عاد بعد.... لكنه عاد أخيرا, أليس كذلك؟ أم أنها تتخيل؟
ثم تذكرت أنها قررت العودة إلى كاليفورنيا كي لا تشعر بأنها تفرض نفسها بالقوة على ايميت, وبذلك تكون قد أسدت إليه خدمة وتركته يتمتع بالهدوء وحده, وقد يحالفها الحظ ولا تضطر لركوب طائرة وقد تجد لها مكانا على الباخرة.
قبل كل شيء هي بحاجة إلى حمام يعيد إليها نشاطها وقد تتمكن بعده من تنظيم أفكارها, فتناولت الشرشف القطني ودخلت إلى الحمام وفكرت بأنها ستأخذ ثلاثة حبوب من الأسبرين ليهدأ ألم رأسها.
وعندما خرجت من غرفتها شعرت ببعض التحسن وكانت ترتدي شورط وبلوزة قطنية, وقررت أن تكون هادئة, وهي تخبر ايميت بأنها سترحل اليوم بالذات, وهي لن تبكي عندما ستلاحظ مدى سروره بهذا القرار.
لكنها التقت بايميت قرب باب غرفتها.
"كنت قادما لإيقاظك"
ذهلت راشل وجمدت مكانها عندما رأت أخاها يبتسم لقد حلق ذقنه ولبس قميصا نظيفا ومكويا.
"كيف تشعرين الآن؟" أضاف باهتمام لم تكن تتوقعه.
وناولها فنجان قهوة فأخذته وقد تشجعت أكثر.
"بخير"
وتذوقت القهوة "آه إنها لذيذة"
"أنا آسف لأنني لم انضم إليك أثناء العشاء"
هذه الكلمات, كلمات الاعتذار جعلتها تشعر بالراحة وبالفرح.
"كان يجب علي أن أقول لك بأني أحضر لك عشاء خاصا"
وكانا لا يزالان واقفين أمام بعض لا يفصل بينهما سوى متر واحد فأحست راشل بضيق لم تعرف سببه.
عندما استيقظت عزت سبب انزعاجها إلى الكحول الذي شربته في السهرة, لكن ألم رأسها قد خف وتوضحن أفكارها شيئا فشيئا, وهي تحس بحاجة للتراجع وللابتعاد عن ايميت لأول مرة أصبحت حساسة بوجودها الجسدي وبقوة التأثير الذي يشع منه.
فجأة ابتسم ايميت ابتسامة لطيفة وبريئة وصادقة, فشعرت بالترحيب لأول مرة منذ وصولها.
"أرجو أن تسامحيني, فحتى الآن لم تتمكني من رؤية الجزيرة كلها, بإمكاننا أن نحضر بعض الزاد ونذهب إلى الخليج الصغير الذي أعرفه جيدا, إنه مكان مناسب جدا للغوص تحت الماء"
"أنا..... أنا لم أجرب الغوص من قبل" أجابته راشل متلعثمة.
"سأعلمك"
"أنا لا أحب الغوص, ايميت أنا لا أزال أخاف من الماء"

فعبس الشاب وسألها
"آلا تزالين تخافين من الماء؟"
فتشجعت راشل وابتسمت.
"أنت لم تكن موجودا لمساعدتي على إزالة هذا الخوف لقد حاولت بدونك, ورددت كثيرا النصائح التي كنت تقولها لي, لا تخافي, أرمي نفسك بدون تفكير..... ولكني لم أتمكن, فبعد عدة أمتار كنت أرتبك وأشعر بالخوف وأحس بأنني سأغرق"
"أنا لن أتركك تغرقين, راشل" وعدها بصوت مليء بالحنان.
"أعدك بأنك ستصبحين أكبر منافسة لأشهر السباحين هل ستأتين معي؟ أم أنك تفضلين أن أرسلك إلى كاليفورنيا؟"
ولم تحاول راشل أن تستسلم لأفكارها المشوشة فرفعت وجهها نحو أخيها وابتسمت.
"حسنا! سآتي معك, أما الآن فسأحضر الفطور"
"لقد حضرته بنفسي"منتديات ليلاس

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإعتراف الصعب, روايات, عبير المكتوبة, عبير الجديدة, كاترين بلير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية