كاتب الموضوع :
lona-k
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-27-
صرخ قلب راشل لا! ولكن فمها ظل صامتا. وظلت واقفة تنتظر الكلمات التي ستقضي على كل شيء.
بن لم ينطق بكلمة وأخذ يتأمل الرعب القلق في عيون السيدة التي تقف بقربه. وشعر بقوة حبها وبقوة يأسها وبحيرتها فأحس بأن الكره والحقد الذي يملأ قلبه منذ خمسة عشرة عام بدأ ينطفئ. لقد أرتكب ايميت شاندلر جريمة نتيجة مثاليته. ولكن هو بن او هانلون هل هو أفضل منه؟ هو الذي سيقدم على عمل أكبر وعلى جريمة أكثر فظاعة؟
لقد ماتت كريسي والطفلة الناعمة والمحبوبة لم تعد موجودة هل ستحبه أيضا إذا عرفت بنيته في الانتقام؟ إنه يشك بذلك. ونظر إلى راشل وكأنه يبحث عن وجه أخته الصغيرة إنها هي راشل التي يراها. راشل بعيونها التي تراقبه والتي تنتظر أن يدمرها بين لحظة وأخرى. لا إنه لا يستطيع أبدا. كريسي ماتت وراشل حية وأصبح الاختيار ضروريا.
وأمسك يد راشل الباردة ووضعها بين كفيه وأضاف:
"سنسمع أخبارا منه في السنة القادمة في مثل هذه الأيام"
لم يفهم الأب غراندينغ شيئا لكنه هز رأسه.
"لا بد أنه يأسف لأنه لم يستطع أن يودعكما"
"لست متأكدا من ذلك" أجاب بن بصوت منخفض.
"بالمناسبة.... هل تعرفان راشل شاندلر"
"أنا راشل" أجابته وصوتها يرتجف بدهشة.
"يا لحسن الحظ! لقد أعطاني الأب فرانك علبة لك وكان يريد أن يسلمها لك شخصيا بالأمس لكنه نسي هيا أين وضعتها؟"
وأخذ يبحث في جيوبه الكبيرة ثم وجدها أخيرا وكانت علبة مستطيلة مغلفة بورق ذهبي.
"ها هي ! لقد خففت عني عناء البحث عنك مع أني كنت مستعدا وبكل سرور لقد كنا أنا وفرانك بدير واحد وعشنا معا أربعة عشرة عاما وأنا لم ألتق من قبل برجل متسامح ومحب مثله. سأشتاق إليه كثيرا"
سعل بن.
"نتمنى لك حظا طيبا في هذه الجزيرة"
"أوه إذا كتبت له رسالة سأبلغه سلامكما"
"أرجوك يا أبتاه فهذا يسعدنا كثيرا وقل له أيضا بأن بن او هانلون يرسل له أحر الأماني"
ونظر إلى راشل وقال لها وهو يمسك يدها.
"هيا بنا راشل"
وركبا السيارة صامتين إلى أن وصلا إلى الطريق الساحلي. فأوقف بن السيارة قرب الشاطئ الذي علم فيه راشل على السباحة تحت الماء. ووضع يديه على المقود وتأملها وظلت الفتاة صامتة لا تدري ماذا تقول. وأخيرا تنهد بن وكان كل غضبه وحقده قد تبدد. وابتسم لها بحنان.
"أنا أيضا احبك راشل"
فرمت راشل نفسها بين ذراعيه ومرغت راسها على صدره كما يفعل الطفل الصغير أو كما تفعل المرأة العاشقة. وتعانقا طويلا حاولت راشل أن ترفع رأسها فوقعت العلبة من على ركبتيها فامسكها بن
"ألا تريدين أن تفتحيها؟..."
فترددت طويلا فهي لم تكن تريد أن يقف ايميت بينهما مرة أخرى لكن ابتسامة بن شجعتها فأمسكتها
"....أفتحيها راشل قد يكون بداخلها فراشة أيضا"
فمزقت راشل الغلاف وفتحت العلبة.
"أوه بن"
وكانت تحتوي على فراشتين وكأنهما ترقصان رقصة الحب أنحنى بن وراشل فوق العلبة ثم ابتسما.
"يبدو أن ايميت يريد أن يباركنا" قال بن
"يبدو ذلك واضحا"
وأشرقت عيونها بسعادة وهي تشعر بحنان بن وبحبه.
"هيا يا راشل لنعد إلى البيت"
في هذا اليوم البارد من أيام نيسان كانت راشل او هانلون تحتفل بعيدها الثامن والعشرين. وأسرعت إلى الممر تحمل بيدها علبة. وتلبس كنزة زوجها. لقد وصلت العلبة الصغيرة وعليها طوابع من السلفادور.
"ألا يزال هناك؟"
كان بن يكل من زاوية الفيلا وهو يضع حجرا أضافيا في صرح البيت. كان قد رفض استئجار بنائين وأصر على بناء بيته بنفسه وبمساعدة بعض أصدقائه الصحفيين.
نظرت إليه راشل وهي تبتسم
"بالتأكيد! إنها مباشرة من السلفادور"
فنزل بن من السلم وأنضم إليها
"كنت أتساءل هل سيذكرك في هذه السنة وكنت أتوقع رسالة منه خلال هذه الأشهر الماضية. لكن لم يصلنا منه شيء حتى بعد أن تم الاتفاق على اعتباره ميتا وتم توزيع تركته على أقاربه"
"هذا لا يدهشني أكدت له راشل إنه ليس ايميت شاندلر إنه الأب فرانك وليس لديه سبب للاتصال بنا. قد يكون لا يزال يخاف أن تشي به"
"لا تستفزينني!"
قال لها وهو يمازحها ثم ضمها إليه وقال"
"هيا أفتحيها"
"أوه هوهو" همس وهو ينظر إلى ما بداخلها
"طفل فراشة شبيه أبويه الذين قدمهما لنا في السنة الماضية! هل تظنين أنه يريد أن يقول لنا شيئا؟"
"إنه كاهن وأنت تعرف ذلك. ويعتقد أن من واجبه أن يشجعنا على تأسيس عائلة"
ظلت راشل تنظر إلى الأرض. فهي أيضا ترغب بأن يكون لها أولاد. لكنها لم تجرؤ على فتح هذا الموضوع مع زوجها وهدية ايميت جعلتها في موقف حرج...
"بالمناسبة ألا تريدين هدية عيد ميلادك؟" فنظرت إليه وابتسمت
"ما هي؟"
"سنذهب إلى جزيرة كووي ونقضي فيها خمسة عشرة يوما"
"بن! يا لها من فكرة رائعة! متى سنرحل؟" صرخت راشل بفرح.
"الأسبوع القادم. لقد مر عام وبأمكاننا أن نفعل ما لم يسبق لنا أن فعلناه"
"ماذا على سبيل المثال؟"
"أن نحب بعضنا على رمال الشاطئ أن نستعد لإنجاب الأولاد بإمكاننا....."
فدق قلب راشل بسرعة
"أوه بن"
فضمها غليه أكثر وقبلها على جبينها وأنفها وخدها وعلى فمها.
"ماذا تعتقدين أنني كنت ابني هنا" سألها هامسا.
"لا أدري غرفة حمام"
"لا مدام إنها غرفة الأطفال... إذا كنت تريدين" كان يعلم برغبتها هذه جيدا.
"أنا موافقة بالطبع" وأشرق وجهها فوضع يده بيدها ودخلا البيت سعيدين.....منتديات ليلاس
|