كاتب الموضوع :
lona-k
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" إنني هنا ياحبيبتي ولن أتركك 0
" الدنيا تسود أمام عيني "
وأدركت إن يدها في يده وقالت مرة ثانية :
"الدنيا تسود أمام عيني 0
" يا إلهي كيف لا يمكنني أن اجري الجراحة هنا ؟
صدرت هذه الكلمات من أعمق أعماقه
غارث 000جراح !
"إنني آسف يا سيد ريفرز لكن ليس هناك ما نستطيع إن نفعله أكثر من هذا 0 سترسل المستشفى في لوس أنجلوس . سيارة إسعاف إلى الميناء لقد ابلغوا باللاسلكي كما تعلم"
هل كان هذا صوت القبطان ؟ علمت وندي أنه هو:
"لا جدوى من الجراحة "0
هل كان هذا صوتها هي؟ .يبدو مهزوزا0 وغير واضح وتجهمت عندما عاودها الألم 0 أصبح الآن فاترا وعلى هيئة نبضات متتالية لان مفعول القرص بدأ يسري0
" قيل لي انه ليس في مقدور أي شخص أن يفعل شيئا "
وخفت صوتها وشعرت بقبضة يد غارث وقد التفت أصابعه حول أصابعها وبدا الألم يتلاشى أيضا وشعرت بالهدوء العميق يسري داخلها 00كانت تلك هي النهاية لأنها شعرت الظلام يجتاحها بسرعة أكثر
"غارث 000ابق معي"
"سأبقى يا حبيبتي"
وتلاشى صوته المهزوز الخفيض وسط حالة اللاوعي المتزايدة .التي تجتاحها وأصبح الرجال الآخرون في الحجرة مجرد ظلال تتحرك أمام نظرها المغلف بالضباب وهمست وهي تمسك بيد غارث بقوة:
"زال الألم ولن يعود مرة أخرى"
"القرص هو الذي أزال الألم ياحبيبتي"
وأغمضت عينيها وقالت :
"إنني أحبك يا غارث"
"عزيزتي لا تتركيني تماسكي بضع ساعات أخرى أقول, تماسكي"
وكان صوته عنيفا وآمرا الآن وحتى وهي في حالة تشبه اللاوعي أدركت أنه يعاني من ألم كبير وقالت وهي تعطيه بأعجوبة واحدة من أبهى ابتساماتها التي يعرفها جيدا عزيزي غارث ليس هناك ما يستطيع احد إن يفعله كنت اعرف عندما جئت إلى السفينة بأنني في الغالب لن أتركها حيه0
"توقفي ! أقول توقفي "
سيد ريفرز ينبغي أن أسألك"00
" اهدأ000وأسرع أكثر بالله عليك0
وفتحت وندي عينيها هل كان غارث يحدث القبطان ؟ وحذرته وقد أجبرت ضحكة أن تظهر فوق شفتيها: يمكنه أن يقيدك بالأغلال0
ومن خلال الضباب الذي غلف عقلها أدركت أن نوعا من الحركات المضطربة تجري خارج الباب 0 ثم سمعت صوت مارجي وهي تطلب الدخول وتقول :
" إنها صديقتي الصغيرة لذلك فإنها تريد أن تراني بالطبع 0 قالت أنها ستفضي إلي بسرها , لكن يبدو لم يكن لديها الوقت الكافي 0"
" سيدة سترومبرغ عليك إن تذهبي"
أكان هذا صوت القبطان ؟ واكتست جبهة وندي0بتقطيبة عميقة 0
"أحسست بأن هناك شيئا ما لكني لم افطن لحظة واحدة
أنها ستموت "
وتوقفت مارجي لحظة ثم قالت بنبرة أكثر نعومة وتوسلا : دعني أراها أرجوك ينبغي ألا تموت دون إن أراها 0
وتحدث غارث بنبرته الهادئة المهذبة " وندي لن تموت يا مارجى وعلى أية حال وبإذن القبطان يمكنك الدخول لحظة 0 أعتقد أنها ترغب في ذلك0
" لكنني سأموت ! ينبغي ألا يراودك الأمل هكذا يا غارث ليس مقدرا لنا إن نكون معا 0
ولم تستطع أن تراه لكنها أحست بأن وجهه صار أكثر شحوبا من أي وقت " ينبغي أن تفعل شيئا لتجعله يدرك مدى اليأس من حالتها وقالت :
" ليس هناك أحد على استعداد لإجراء .الجراحة لآني ببساطة لا املك فرصة للبقاء0"
وجاء صوت مارجي. "عزيزتي 0"
وسرت وندي إذ سمح لمارجي بالدخول ومضت مإرجي تقول : فهمت الآن لماذا بعت بيتك00
وتوقفت وقد أدركت فجأة .. إن هذه ليست هي الطريقة المثلى للحديث وعلى الأقل إلى وندي: غارث سأخبرك بكل شيء فيما بعد 0
وتجهمت وندي أتخبره ببيع بيتها لتشترك في الرحلة البحرية ؟ لم تكن تعتقد أن غارث يهتم بأمور كهذه وتحدثت مارجي ثانية لكن كلماتها كانت غير واضحة :
"علمت من أول الرحلة أنك شخص هام لكنني لم أكن أحلم بأنك سير جيمس ريفرز جراح الأعصاب المعروف"
وأصبح الظلام شبه كامل وأمسكت وندي بيد غارث بقوة أكبر من أي وقت وبشجاعة رسمت ابتسامة على شفتيها وهي تقول :
"إني راحلة 0000"
واجتاحها هدوء جميل لأنها أصبحت في فراغ لا يمكن للألم أن يمسها فيه وفكرت وسط الضباب : إنني لم أنقذ غارث بعد كل محاولاتي فسيحزن لأجلي00
لكنها كانت خارج أي وعي حيث يمكن للأسى أن يسيطر على مشاعرها وكانت تغوص بسرعة ى إلى أعماق النسيان حيث لا شيء يمكن أن يقلقها بعد ذلك0
وكانت عيناها مغمضتين وعندما خبت لديها آخر فكرة سمعت غارث يقول :
"تماسكي000أقول لك أنك ستتماسكين"
ثم لم تسمع شيئا أخر
وفتحت عينيها وأخذت تحدق في السقف وطرف حاجبها في تقطيبة وهي تحاول أن تركز أجل مرت بإحدى حالات اللاوعي لكن كآن من المنتظر أن تكون هذه هي الأخيرة
كم من الوقت مر عليها وهي غائبة عن الوعي؟ فكرت أنه ليس كبيرا لأنها لا تزال فوق السفينة ولاحظت الضوء الخافت والجدران البيضاء0وبدأ الظلام يهبط مرة أخرى وأدارت رأسها لترى غارث يجلس هناك فوق كرسي بجوار الفراش رأسه بين يديه , انه أخصائي الدماغ المعروف السير جيمس ريفرز الرجل الذي أمره أطباؤه بالراحة لأنه كان يعمل فوق طاقته عبر سنوات عدة 0 كان قدره ثمينا جدا بالنسبة لزملائه وحركت يدها وفي الحال أحست بلمسة غارث القوية الدافئة غارث ينبغي أن يكون اسمه سير جيمس غارث ريفرز أو انتحل فقط اسم غارث ؟ قال انه سيجري الجراحة لا 0علىوقالت:اعتقدت قال ذلك 0لكنهم لا بد أن يكونوا قد وصلوا إلى المستشفى في لوس أنجلوس أولا 0وكان الضوء مزداد مرة أخرى
خفت وترك أشباحا ووصل صوت إليها : هل تشعرين بأي الم ياعزيزتي ؟
ورسمت شبه ابتسامة على شفتيها وقالت: لا إنني أشعر باسترخاء جميل "
وكانت . هذه الكلمات تستهدف طمأنته لكنه . لدهشتها تجهم بشدة وقال وقد اختفت النبرة اللطيفة من صوته وأصبح جافا " فقط تماسكي بعد ساعتين أخريين أو نحو ذلك سنكون في لوس أنجلوس وسأجري الجراحة "
" لا أمل هناك لقد أكدوا لي ذلك "
ورد بخشونة " هناك أمل دائما0
" لكن يا عزيزي غارث "
وتوقفت كلماتها عندما زاد الضغط على يدها إذ كانت أصابعه تشدد قبضتها عليها وكرر:
" هناك أمل دائما ينبغي ألا تيأسي فاليأس موقف من ألعقل , يجب أن تقاوميه 0
كان بوسعها أن تفهم مشاعره وأحاسيسه القوية العنيفة في هذا الموقف الذي يتهدد حياة حبيبته 0انه لم يستطع إن يفقد الأمل وعرفت أنه جلس هناك بلا حراك وهو يحثها على التماسك قائلا " أنها ينبغي أن تعيش أنها سوف تعيش "
"سأتماسك سنكون هناك خلال ساعتين كما تقول ؟
" نحو ذلك وحينئذ ينبغي لنا أن ننقلك إلى المستشفى "
ونظر إليها نظرة حب ورقة واحترام عميق وقال وقد أخذ صوته يرتعش مشحونا بالعواطف
"أنت فتاة شجاعة "
" ستنقذني على ما أعتقد "
"ضعي ثقتك في ياعزيزتي وسيساعدني هذا في مهمتي"
وكأن جميع ألمعنيين بالأمر في حالة استعداد عندما رست السفينة ولم يسمح لأحد بالنزول إلا بعد إن أنزلت وندي على نقالة وهي في حالة لا نصف وعي وظل غارث ممسكا بيدها طول الطريق إلى المستشفى وقد أصبح متوترا وشاحبا بعض الشيء وبدا أكبر بعشر سنوات فكرت في ذلك وهي تبذل جهدا يائسا لقمع صرخات الألم التي ارتفعت آلى شفتيها لأن القرص الذي أخذته عندما عاودها الألم منذ نحو ساعة لم يعد يجدي لكنها بين حين وآخر كانت تسمح لأنة ألم خفيضة أن تفر من بين شفتيها لان الألم الفظيع الناجم من الضغط على رأسها كان فوق طاقة احتمالها
وحالما أصبحت داخل المستشفى نقلت إلى مركز الأشعة لكنها لسبب ما بعدها نقلت فوق عربة بعجلات حوالي ياردة فقط توقفت الممرضة التي كانت تدفع النقالة وغابت لبضع ثوان وحينئذ سمعت وندي صوت غارث وهو يتحدث مع احد الأطباء ....منتديات ليلاس
" رأيت صور الأشعة التي التقطت من قبل أرسلها طبيبها إلى القبطان 00جميع الظواهر تدل على أن حالتها ميئوس منها لكنني أرى أن هناك فرصة ضئيلة وأملي أن يسمح لي بإجراء الجراحة0
وعادت الممرضة ولم تسمع وندي شيئا آخر0
وعادت إلى وعيها بعد بضع ساعات واستلقت برهة وهي تشعر بدوار وعدم إدراك ثم وضعت يدها على رأسها وأدركت أنها ملفوفة في الضمادات لكنها لم تتذكر شيئا مما حدث بعدما عادت الممرضة وبدأت تدفع عربة النقالة إلى قاعة الأشعة 0
وكان عقلها لا يزال مهتزا وأفكارها مشتته لكنها عرفت أن العملية الجراحية أجريت ولا تزال حية 0
وكان غارث هناك عندما فتحت عينيها بعد مدة طويلة وجهه الحبيب لا يزال قاتما متوترا لكن عينيه كانتا تشعان لها بنظرة رضى عميق و الانتصار والابتهاج والتواضع كلها كانت مكتوبة هناك في قسماته ورسمت وندى ابتسامة على شفتيها الجامدتين الجافتين وقالت ببساطة وفي صوت واهن :
"أشكرك يا غارث"
" شكرا لك ياعزيزتي بصمودك 0لم يعد هناك خطر الآن 00لا خطر هل حدث أن تلقى أي شخص كلمتين أخريين بمثل هذه الفرحة والامتنان ؟
ورقدت هادئة لحظة طويلا وهي تتمتم بالصلاة شكرا على نجاتها0
" لا خطر 00
كررت الكلمتين مرة أخرى وابتسمت عيناها وشفتاها بتلك الطريقة الرائعة الخاصة بها وحدها أما ابتسامة غارث فلم تكن وشيكت الظهور وعرفت بالحدس أنه يستحيل عليه إن يبتسم فكان غارقا في التفكير ولم تعرف إلا فيما بعد إلى أي حد كانت قريبة من ألموت أثناء الجراحة 00كيف كان الخيط الذي تتعلق به حياتها دقيقا رقيقا رفيعا0 وأخبرت فيما بعد أيضا بحالة الهذيان التي انتابتها أثناء العملية حيث كانت0
حياتها معلقة في كفة الميزان مرة أخرى
0"هناك دواء خاص جدا ولحسن الحظ أنه متوفر هنا في المستشفى هذا الدواء سيضمن اجتيازك مرحلة الخطر بسلام »
وعاد صوته الآن إلى طبيعته وبدأ وجهه يستعيد نضارته وأضاف برقة : " نامي يا حبيبتي سنتكلم عندما تصبحين أقوى قليلا 0"
" آسفة إذ تسببت في تألمك كان ذلك ضروريا ألا ترى ؟0
" قلت نامي أنت بحاجة إلى النوم يا حبيبتي 0"
" هل يمكنني أن أسأل منذ متى وأنا هنا ؟
" منذ يومين "
"هل كنت فاقدة الوعي طول هذه المدة ؟
وبدأ جفناها ينسدلان وراقبها في صمت وأدركت أنه لن يرد على أية أسئلة أخرى وغلبها النوم سريعا وأحاطها بسلام وساعدها على الشفاء 0
ولم يسمح لها غارث أن تتكلم بإسهاب إلا بعد أيام عديدة أخرى وكانت لا تزال تحت رعايته إلا أن جراح الأعصاب بالمستشفى الذي لم يقبل أن يبقي في الظل رغم انه سمح لغارث بإجراء الجراحة , كان يزورها من حين إلى آخر لمجرد الاطمئنان على تقدمها وسمعته يتحدث مع غارث ذات مرة خارج باب غرفتها حيث ظنا أنها نائمة يتحدثان عن المعجزة التي حدثت في المستشفى - وكان الجراح المقيم هو الذي ذكر الكلمة وجاء تعليق غارث الهادئ:
"كانت لديها إرادة الحياة ليس لي أي فضل في انقاذها0
"وماذا عن الفترة التي كانت غائبة فيها عن الوعي؟ إرادة الحياة لم تكن تعمل حينئذ0
"قبل ذلك أوضحت لها أنها يجب أن تتماسك وفعلت"
ونظرت وندي إلى الباب الذي كان مشقوقا وقالت بنعومة : لا تطنب كثيرا في شجاعتي كنت أشعر بخوف فظيع لكنني أدركت إنني لن أكون خائفة لو كنت معي في النهاية0"
تلك الليلة قرر إن يقضي معها ساعة أو نحو ذلك بعدما أكلت بشهية لإرضائه 0والتقط يدها في يده وهو يقول : لماذا لم تفضي إلي بسرك ؟
"لم يكن باستطاعتي التحدث عن الأمر إلا ترى أنني كنت أتمتع بأي شيء تقدمة لي الحياة ؟ لو تحدثت عن مصيري لأفسد ذلك كل شيء
وقاطعها قائلا:
"لكنه لم يكن سيفعل نظرا لما كانت عليه الأمور 0"
" يبدو أنك نسيت أنني لم أكن اعرف من أنت الذي كنت تقوم بالرحلة متنكرا ومع ذلك كنت فظيعا معي عندما كنت تشك في أنني لينيز مافارو0"
"هذا مختلف تماما - فلينيز مافارو لم تكن المرأة التي أرغب في اتخاذها زوجة وإذ كنت واقعا في حبها 00
" يا إلهي"00
لم تستطع مقاومة مقاطعته وقد أضاءت عيناها بروح الدعابة 0ونظر إليها بحدة وقال :
"ذكريني إن أضربك عندما تشفين تماما 0"
وضحكت مرة أخرى وقالت : لا يمكنك أن تخيفني بتهديدات مثل هذه 0"
"أرى إنني سأواجه بعض المتاعب ؟
لم تفتها نبرةذلك ياة في صوته :
" ما زال إمامك الوقت الكافي لتغير رأيك بشأن 00بشأن 000 »
وتلاشى صوتها وأصبح صمتا مرتبكا عندما أدركت ما كانت على وشك إن تقوله 00
" بشأن عرضي عليك بأن تصبحي زوجتي؟ لا خوف بخصوص ذلك
يا وندي فأنت الفتاة المناسبة تماما لي..
وأرخت رموشها الجميلة وحدقت في ملاءة السرير وهي تتلهى بحافتها والشئ الوحيد الذي استطاعت أن تقوله هو
" لا استطيع إن اصدق إن هذا كله حقيقي 0"
وردا على ذلك رفع وجهها و أمسك بذقنها في راحة يده وقرأت في عينيه ما كان على وشك أن يعبر عنه
"لأنني أحبك وأريدك زوجة لي لا حاجة لأن تقولي لي انك ستتزوجينني لأنني أعرف أنك تحبينني وقد أحببتني منذ وقت 0
ولم تخطيء اللمحة المفاجئة في صوته وتكدرت عندما مرت بخاطرها ذكرى إيذائه 0وحاولت أن تشرح وأن تخبره كيف أرغمت على رفض شو لأنه أصبح متعلقا بها أكثر من اللازم وواصلت بدون تفكير
" معك شعرت بأن الأمر لا يهم لأنك لن تتألم اعتقدت أنك تغازلني فقط "
" ربما كنت في البداية "
" عندما اعتقدت إنني لينيزا0"
"هذا صحيح »
" بالطبع لم أكن اعرف في ذلك الوقت انك تظنني لينيزا0
" كلا 00لم تكوني تعرفين "
وجعلها شيء ما في نبرته تنظر إليه نظرة شك وقالت :
"إنك تجد شيئا للمزاح على حسابي0"
" ليس هناك شيء من هذا القبيل اننى منصت بكل اهتمام "
" لو كنت ستضحك مني "
" بل أضحك معك ياعزيزتي لكن أرجوك استمري إنني تواق إلى الرد على عديد من ألأسئلة المثيرة كنت تقولين إنك اعتقدت إنني أغازلك؟
0وتوقفت وهي تفكر في هذا الوجه الآخر له 0فقد كان يتمتع بروح دعابة كبيرة
"لأنني اعتقدت أنك تغازلني شعرت بأنني استطيع أن استغلك لو كنت تعرف ما أعني ؟
"لدي فكرة واضحة عما تعنين0"
"اعتقدت أنك ستكون قادرا على توديعي عندما يحين وقت
فراقنا"
"اعتقدت بالطبع أنك ستعيشين حتى نعود إلى انكلترا ؟
وتذكرت الآن أنه تلقى بعض المعلومات عن حالتها من طبيبها وكانت تنوي أن تسأله عن ذلك من قبل ولكن لم تكن هناك فرصة وردت :
لم أكن واثقة كنت آمل بالطبع في أن أحيا :
"وماذا كنت تنوين عمله حينئذ؟ أخبرتني مارجي بأنك بعت بيتك للاشتراك في هذه الرحلة 0
"كنت سأذهب إلى دار للرعاية وكان طبيبي يرتب لي كل شيء0 "
لم تعرف مدى الاحترام العميق الذي صار يكنه لها للطريقة التي تقبلت بها مصيرها واستعدت بهدوء لمواجهة كل الاحتمالات
"الواضح أنك لم تعرفي أن طبيبك أخبر القبطان بحالتك الخطرة ؟
وهزت وندي رأسها ومضى يقول إن هذا كان ضروريا متى يمكن لطبيب ألسفينة إن يلاحظها بدقة 0
" الطبيب كان يعرف حالتي طول الوقت ؟
"الطبيب والقبطان تقريرك وصور الأشعة سلمها أيضا طبيبك 0
"سمعتك مصادفة تخبر الطبيب بأنك رأيت صور الأشعة وكنت أنوى أن أسالك من ذلك وأومأ وقال :
"علم القبطان أخيرا بان هناك جراح أعصاب في السفينة وطلب مني مقابلته له جناح صغير بعيد عن مقره العادي ودعاني إلى هناك لتناول قهوة الصباح الباكر معه عندما رآني الليلة السابقة وقال إن المسألة عاجله وطلب مني الحضور إلى جناحه صباح اليوم التالي وهذا ما فعلته , وشرحت له أنني أقوم بالرحلة باسم عادي السيد ريفرز لأنني لا أريد أن يعرفني أحد ,إذ جئت للراحة
وتوقف لحظة وأخبرته كيف انهل هي ومارجي كانتا تتوقان لمعرفة مهنته وقالت ضاحكة :
" سئل فريزر مباشرة , أجل من جانب مارجي واخبرها بأنك تقوم بالرحلة لأن طبيبك الخاص أمرك بالراحة لفترة طويلة "
وبدا مبتهجا وأعرب عن رأيه في أن مارجي انتكست لأنها عجزت عن اكتشاف المزيد عنه 0
" قال فريزر إنك كنت مرهقا بالعمل منذ سنوات "
ونظرت وندي إليه لكنه لم يعلق بشيء ثم أشار إلى حديثه مع القبطان وقال انه رغم أنه طلب من القبطان معرفه اسم السيدة مثار المناقشة إلا إن القبطان رفض إعطاءه إياه »
قائلا إن رغبة صاحبة الحالة هي إن يظل أمرها سرا لكن لو حدث لها أي شيء وهي فوق السفينة فانه سيطلب من غارث أن يكون مستعدا للمساعدة إذا أمكن ذلك 0
"أعترف بأنني أنظر إلى كل امرأة تقترب مني نظرة فاحصة "
" هناك أوقات كنت فيها تبدي قلقك علي بوضوح وينبغي إن أعترف بأنك كنت تبدو كطبيب في مناسبة أواثنتين لكن هذا كان قبل ذلك الحديث بينك وبين القبطان 00
وحدق فيها وحينئذ فقط أدركت أنها زلت بلسانها وسال : كيف عرفت متى تم الحديث ؟
وتوقفت لكنها أخبرته بأن مارجي وهي تتجول في أنحاء السفينة في ذلك الصباح الباكر قررت أن تكتشف ما وراء ذلك الباب الخاص واستدركت : "لكن من الواضح أنها لم تسمع عما كان الحديث يدور00
قالت إنها تشعر بالحيرة بخصوصك وبخصوصي أنا أيضا"
"تحدثنا أنا وهى حديثا مطولا"
كان هذا كل ما قالا لكن وندي استطاعت أن تتصور أن مارجي أخبرته بكل شيء يدور في خلدها واستطرد غارث بمرح :
"حول تلك الأوقات التي كنت أبدو قلقا فيها كان الطبيب هو الذي يتحرك بداخلي كان وجهك يشحب أحيانا وطبيعي أن ألاحظ ذلك لكن كان مستحيلا أن أعرف أنك تشكين من شيء خطير إذ كنت تبدين في غاية الصحة 0 اعتقد انه في الفترات التي كنت تقضينها في غرفتك كنت تعانين من الألم في راسك ؟
"أجل هذا صحيح "
" لم يكن ينبغي إن تحتفظي بذلك لنفسك لو كنت فقط ذكرت شيئا لي
وتوقف وهز كتفيه بلا مبالاة وقال وهو يبتسم : لا يهم كل شيء أصبح الآن في الماضي ستشفين بسرعة ياعزيزتي ثم تصبحين تحت رعايتي بقية حياتك"
وردت ابتسامته وساد الصمت لحظة طويلة في الغرفة وبعدها قالت :
" رأيتك مع القبطان قبل إن أمرض بلحظات 00 هل كان أعني00"00
"بعد ابلاغه بأنك ستغادرين السفينة في لوس أنجلوس قرر إخباري بأنك الفتاة التي حدثني عنها 0كآن قلقا بشأن قرارك المفاجىء0 ولهذا تشاور معي0 اعتقد أنه ينبغي إقناعك بالبقاء فوق السفينة لأن الواضح أن طبيبك أبلغه بأنه ليس لك أقارب إلا ابن عم من بعيد 0 وهكذا عرف انك تكذبين عندما قلت إن لك أقارب في لوس أنجلوس 0"
ورمقته بنظرة الإحساس بالذنب وقالت :
"اعتقدت أنني أفعل الأفضل لم أكن ارغب في أن تصاب بألم يا غارث"
"لكنك تأخرت والألم أصابني بصورة سيئة للغاية "
"لم أكن أريد أن تعلم أنني سأموت"
واستدارت لتنظر إليه 0ورأى عينيها تلمعان
بالدموع وارتعشت قائلة "
"عزيزي غارث لم أستطع أن أفكر بأية طريقة أخرى 000
وانحدرت دمعة على خدها واحضر منديلا وجففها به ثم مد ذراعه وقربها من صدره وهو يغمغم 0
"لا تزعجي نفسك بهذا لم يكن ينبغي لي أن أقول شيئا عن مشاعري 0
"لكن كان ينبغي بالطبع إن تقول "
وعندما لم يعلق بشيء واكتفى بضمها إلى قلبه أخبرته كيف كانت تحس عندما اعترفت بعد وهي في حالة اللاوعي الجزئي بأنها تحبه وقالت "عرفت حينئذ أن الوقت متأخر لحمايتك من الألم , وبدا لي .. أنه ينبغي أن أخبرك بحبي لك 0
"كنت أعرف بالفعل هل تعتقدين أنني لم أفهم في أسرع لحظة يمكن تصورها السبب في قرارك بمغادرة السفينة 0؟
" بالمعلومات التي كانت لديك لأبد إن هذا كان واضحا 0"
ولم يقل غارث شيئا وكان قانعا بان يضمها إلى صدره بهدوء وقد التصق خده بخدها وفكرت في المستقبل ودهشت
من أنها لا تزال حية وأنها هي و غارث سيصبحان قريبا زوجين" ووضعت يدها على الضمادات المحيطة برأسها وقالت متسائلة "
"أليس لي أي شعر على الإطلاق ؟
سألت هذا السؤال لأنها رأت بعيني خيالها صورة حفلة زفافها وتجهمت عندما فكرت في أنها سترتدي شعرا
مستعارا 0
"أخشى أن يكون شعرك قد حلق تماما لم يكن فقده ذا قيمة "
"لا , الواقع أنه لم يكن كذلك 00 كنت فقط أفكر في 000
واجتاحها الخجل فآسكتها0 لكن غارث عرف ما كانت تعنيه فقال :
"الصدمة التي يصاب بها الجهاز العصبي بعد عملية كهذه كبيرة إلى درجة إن المريض يحتاج إلى ستة أشهر كي يستعيد صحته تماما , سنعلن خطوبتنا فور عودتنا إلى إنكلترا لكن بقدر ما كنت أتمنى إن نتزوج بسرعة علينا إن ننتظر سيوفر لك هذا أيضا الفرصة لكي ينمو شعرك ولكي تتعودي على أساليبي الآمرة أيضا"
وقطعت وندي صمتا طويلا قائلة :
"هل ستظل دائما تعمل فوق طاقتك كما تفعل الآن ؟
" لن أضطر إلى ذلك فهناك اثنان آخران من جراحي الأعصاب في المستشفى الآن لذلك لا يمكن أن أظل أعمل كما كان يحدث طوال السنوات الأربع أو الخمس الماضية "
وشعرت بالسعادة تغمرها من رده إذ لم تكن تريد إن يضيع صحته بالعمل المرهق ورغم أنها كانت أمينة بما فيه الكفاية للاعتراف بأنها أنانية بعض الشيء فإنها كانت تريد بالفعل أن يظل زوجها معها أطول وقت ممكن0
" فريزر قال انك كنت ترهق نفسك بالعمل أربع عشرة أو ست عشرة ساعة في اليوم لمدة سبعة أيام في الأسبوع أحيانا "
قال بحدة :
"فريزر يتكلم أكثر من اللازم"
لكن وندي كانت واثقة أن فريزر قال الحقيقة وعلى أية حال فقد شعرت بأن غارث متردد من سماع أي شيء آخر عن الموضوع لذلك تجاوزته وسألت عن السفينة والناس الذين أقامت معهم علاقات صداقة فقال لها :
"مارجي أصيبت بأسى فظيع لكنني أرسلت رسالة إلى القبطان وسيذيعها في مكبر الصوت بأن العملية نجحت فهناك بالطبع كثيرون فوق السفينة يرغبون في معرفة أحوالك 0
وقالت موافقة "
"أجل فريزر وصديقته ودينبي ومارجي بالطبع 0"
وتوقفت عن الكلام وقد استغرقت في التفكير بالآخرين الذين أقامت معهم صداقات ثم قالت :
"جميعهم سيعرفون بما فعلت"
واكتفى غارث بالابتسام وأدركت مرة أخرى أنه لا يرحب بمزيد من الحديث عن هذا الموضوع وبعد لحظة
قال بحزم : حان الوقت لترقدي ألان 0غدا قد أسمح لك بالنهوض0"
" حقا ؟ "
" لمدة نصف ساعة فقط , وفقط إذا كنت فتاة طيبة ورقدت
الآن "
"سأفعل"
وفعلت ذلك في الحال رغم أنها شعرت بأنها ابعد ما تكون
عن الإرهاق 0
"طابت ليلتك ياحبيبتي العزيزة سأراك في الصباح
وهمست برقة وهي تنظر إليه بعينين براقتين من فوق
الوسادة : طابت ليلتك 00 إن الحياة جميلة حقا شكرا لأنك أعدتها
لي 0
ولم يقل شيئا وعبر من الباب ثم أغلقه خلفه في نعومة 00 ."
وتزوجا بعد ذلك بسته أشهر في كنيسة لطيفة في قرية "بورتونويل" حيث يعيش والدا غارث وأشترى غارث بيتا جميلا 0مبنيا بالحجارة على مسافة غير بعيدة منهما وكانت الشمس تشرق من سماء صافية الزرقة عندما خرجت وندي من الكنيسة لتواجه مع زوجها عددا من آلات التصوير بعضها في أيدي الصحفيين وبعضها في أيدي أصدقاء أو أقارب وبعضها في أيدي أطفال 0
" قفا جانبا قليلا ياعزيزتي000.كنت دائما اعرف بأنكما ستصبحان زوجين رائعين 000دينبي000انت على حق في التقاط صورة لهما من هذه الزاوية الجانبية آمل إن تكون قد وضعت فيلما جديدا في آلة التصوير00"
"عمي غارث وعمتي وندي00هلا تمسكان أيديكما بعضها البعض ؟ 0
" وندي يجب إن تبتسمي00"
وتكتكت آلة التصوير مع فريزر حين أطاعته
وابتسمت ابتسامة أخرى وقالت فيكي بنبرة اعتذار:
"ألا يمكن إن ألتقط صورة ؟ أنا واثقة من إنكما متعبان0"
"كلا على الإطلاق"
قال غارث ذلك بلهجته الهادئة وقبلت والدته وجنتى العروس بينما التقط أبوه صورة سريعة لهما 0 وطول ذلك الوقت كان مراسلو الصحف يدونون الملاحظات لكن أخيرا انتهى كل شيء وأصبحت العروس والعريس وحدهما في غرفتهما في فندق سافوي بلندن حيث كانا يقضان الليلة الأولى من شهر العسل قبل أن يطيرا إلى فيدجي , حيث كانا سيقضيان الأسابيع الثلاثة التالية0
" كم كان يوما رائعا "
قالت وندي إذ شعرت بأن عليها أن تفوه بشئ عندما أصبحت تشعر بخجل شديد مفاجئ ثم استطردت :
" كل شيء مر بهدوء والشمس أشرقت وكان الجميع سعداء ألم تكن والدتك رائعة في ثوبها المرجاني؟ حفل الاستقبال كان 000 وسمحت لصوتها بأن يتلاشى عندما لمحت التعبير الساخر في عيني زوجها الذي قال بنعومة:
" أجل ياحبيبتي000كل شئ كان كاملا ومع ذلك لدي أشياء أخرى أكثر أهمية للتحدث بشأنها في الوقت الحآلي00 عروستي الجميلة – مثلا"
" لم أكن في حياتي فخورا كحالي عندما خرجت من الكنيسة بعدما اتخذت منك زوجة"
كانت في صوته الآن نبرة فخر بينما أطلت من عينيه نظرات حب عميق ورقة جعلت أنفاسها تتوقف00
ولان العواطف ملكت عليها كل كيانها فجأة فقد التصقت به بشدة ودفنت وجهها في صدره 00
تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
|