كاتب الموضوع :
lona-k
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
7- الموت يكشف الحقيقة
كانت ويندي وغارث في القاعة القرمزية 0 هي تتصفح مجلة بينما غارث يقرأ نسخة من صحيفة السفينة0 سبحا فترة من الصباح وبعد ذلك رقدا تحت أشعة الشمس لمدة ساعتين, وعندما انتهى الغداء اتجها لمشاهدة أحد الأفلام0 لكنهما أحسا أنهما غير مهتمين به بما يكفي للبقاء حتى نهاية العرض فخرجا واتجها نحو تلك القاعة0 حيث توقعا مقابلة مارجي ودينبي اللذين ذكرا أنهم سيقضيان ساعة أو اثنتين في مطالعة الصحف 0
وضعت ويندي مجلتها جانبا وراقبت غارث من طرفه ولاحظت الملامح الأرستقراطية الصارمة والتجاعيد الحادة لعنقه وفكه وسمة العناد التي ترتسم على الفم, وقد استقر رأسه بنبل فوقه كتفين عريضتين مستقيمتين أما شعره الداكن فبدأت بعض شعيرات بيضاء قليلة تظهر فيه عند الوجنتين 0
....منتديات ليلاس
وعندما شعر بتفحصها الدقيق له أدار رأسه والتقت عيناه بعينيها لحظة طويلة قبل أن تخفض رموشها وتخفي تعبيرها عنه حيث اندفعت دماء الخجل إلى وجنتيها 0
التقطت مجلتها 0 وسمعته يقلب صفحة ثم ساد الصمت بضع دقائق قبل أن يقلب صفحة أخرى واستمرت في تقليب الصفحات , تتوقف كل حين وآخر عندما تجد شيئا يهمها0 وهي لا تكاد تعي الأنغام الناعمة لموسيقى " هاندل " تملأ القاعة من المكبرات المعلقة في الأركان 0 وفجأة توقفت الموسيقى وسمعت المذيع وهو يقدم أهم الأخبار : -
-- في حادث تحطم طائرة صباح اليوم كانت ممثلة السينما لينيز مافارو من بين 89 شخصا لقوا حتفهم0
وتنبهت ويندي إلى نظرة الفزع التي بدت على غارث وألقت عليه نظرة جانبية والتفت هو في هذا الوقت إليها0 والتقت عيناهما ولم تحاول أن تقرأ تعبير وجهه الذي أصبح غريبا للغاية0 وأدارت رأسها وهي تشعر بعدم الارتياح بتاتا من تلك النظرة الثابتة غير المبتسمة0 وفكرت اذن فريزر كانا مخطئا في اعتقاده ان لينيز مافارو على ظهر الباخرة تقوم بالرحلة وهي متنكرة 0 وأضاف المذيع أنها خسارة كبيرة للأفلام البريطانية0 ثم أنتقل إلى الحديث عن شيئا آخر0 ولم تهتم ويندي حينئذ بأن تنصت0 اذ كان اهتمامها كله مركزا على غارث الذي بدأ أنه تحت تأثير انفعالات متضاربة 0 وعجبت لذلك لأنه قال إنه لم يرى واحدا من أفلام هذه النجمة0
وابتلع شيئا يبدو إنه كان يسد حلقه واطبق يده التي كان يضعها فوق المائدة فجأة مما يدل على أن تأثر بعمق بالأنباء التي أذيعت بالراديو للتو : واضطرت أن تقول:
- أهناك شيئا ما؟
قالت هذا كما لو كانت تريد فقط أن تضع حدا لتلك النظرة الثابتة المتسمة بشيء من الندم التي كان يحدجها بها ولم يرد وقررت أن تقول:
- لينيز مافارو هذه 000 في يوم إبحار السفينة سمعتكما -عفوا انت وفريزر تتحدثان عنها000
وقاطعها بحدة:
- حقا ؟وماذا سمعت ؟
- قال فريزر أنه يعتقد أنها ضمن ركاب السفينة متنكرة كفتاة سمراء0
وتحركت عضلة في حلق غارث :
- ألاتعرفين كيف تبدو لينيز مافارو ؟
- كلا لم أشاهد إطلاقا أيا من أفلامها0
- ألم تري صورها أيضا؟
وأرتبكت في حيرة ومدت يديها بدون تفكير وهي تقول:
- إنني لا أفهمك يا غارث لماذا تسألني هذه الأسئلة؟
وتردد ثم هز رأسه وبدأ كما لو كان يبحث عن الكلمات المناسبة التي يستخدمها , واستغرق في ذلك وقتا طويلا الى حد أنها قررت أن ترد على سؤاله ألأخير :
- اظن أنني رأيت صورة لها في وقت ما0
وبدأ كما لو كانت تلك هي البداية التي يبحث عنها لأنه تحدث الآن وسألها ما إذا لم تكن لاحظت الشبه بينها وبين النجمة وكانت قنبلة مدوية أسكتتها 0 ووجدت نفسها مذهولة0
ولمست شعرها بانبهار وقالت:
- هل تشبهني ؟ واعتقدت أنها أنا؟ 000 أعني هل كنت تشك في أنني لينيز مافارو ؟
وكانت لا تزال مبهورة للغاية وغير قادرة على التصديق إن أي شخص يمكن أن يخطئ بينها وبين لينيز مافارو الفاتنة ذات الجمال الخارق عندما قال:
- ويندي 00 اقترفت غلطة لا تغتفر في حقك كنت اظن أنك لينيز مافارو 0 وهي امرأة لااكن لها ذرة من الاحترام0
وسادت فترة صمت أخرى طويلة وثقيلة وكأن كلما استطاعت قوله :
- هكذا يتضح الكثير 0
وأومأ برأسه مرة أخرى وأضافت :
- ومع ذلك فإذا لم يكن باستطاعتك احترامي أي احترامها0
وتلعثمت وتوقفت عن الكلام ثم بدأت تتكلم مرة أخرى قائلة:
إنه منطقيا إذا كان شعور غارث وفريزر هكذا إزاء الأمر فلماذا أنشأ هذه العلاقة الودية بينه وبينها؟
- أعتقد إنه كان ينبغي لك الأبتعاد عني من البداية0
وحينذاك تأرجحت ابتسامة غريبة صغير على ركني فمه ورد ردا ملتويا :
- يبدو أنك نسيت أنك رفيقتي على المائدة0
- أجل00 نسيت00لا00 كيف يمكن أن أنسى؟
- عزيزتي00 أنت مضطربة للغاية 00 وهي غلطتي 0 ما كنت أحاول قوله هو أنني ينبغي لي أناكون بالقرب منك مرتين على الأقل يوميا 0 وفي كل مرة أكثر من ساعة0 لذلك لم يكن باستطاعتي أن أباعد بيننا كما أو صيت0
- لو كنت كما تقول لا تحترم تلك الفتاة كيف يمكنك أن تقضي كل هذا الوقت معها ؟ أعني معي؟
وفجأة بدا الموضوع كله فكها لدرجة أنها وجدت نفسها على وشك الضحك وأضافت:
- يا له من موقف معقد0 والآن إذ أنظر إلى جميع جوانب المسألة اشعر بإنه كان ينبغي أن افطن منذ فترة طويلة بما يجري 0لأن فريزر أيضا كان يتصرف معي بطريقة غريبة0
ومد يديه عبر المائدة ووضعت يديها بينهما في سعادة ثم قال:
- عزيزتي لا بد أنك كنت شديدة الحيرة رأيت ذلك مرات في عينيك الجميلتين لدرجة إنه كان ينبغي لي أن اعرف بالخطأ 0
لكن لم يكن لدي دليل لقد اعتمدت على كلام فريزر وهو مالا يغتفر على إلأطلاق0
وقالت ما زحة:
- في إحدى المناسبات قلت شيئا فهمت منه أنك تخلط بيني وبين شخصية أخرى0
- ربما كان ذلك عندما اتهمتك بأنك ممثلة قديرة0
وتوقف عن الكلام وهو يهز رأسه وينظر إليها بتعبير الندم العميق ثم قال :
- أيمكن أن تغفري لي الطريقة التي كنت أعاملك بها؟
- بل كنت مدهشا معي ياغارث0
قالت له ذلك بصدق و كانت تود بإخلاص أن تضيف :
يوما ما ربما قريب جدا00 ستعرف ما فعلته من اجلي 00 وآمل أن تشعر بالرضى لأنك فعلت الكثير لفتاة في حاجة ماسة إلى عطفك 0
لكنها أحجمت إذا لم تكن ترغب بوضع نفسها في موقف حرج لأن الأمر لا يعدو أن يكون بالنسبة إليه في النهاية مجرد مغازلة لطيفه جدا 0
وقال بوجه مضطرب:
- مدهش ؟ لا يا عزيزتي بل كنت فظا وليس لي عذرا على الأطلاق والجميل انك أم تطلبي مني ان القي بنفسي الى الجحيم0
وقطعت كلامه قائلة :
- لم أكن لأفعل ذلك على الأطلاق كنت سعيدة برفقتك 0
ولكنها لم تفه بما كان في بالها وان الفتاة لاتطلب من الرجل الذي تحبه ان يلقي بنفسه الى الجحيم 0 لأنه صدق كلماتها 0
وأحست بأن الفكرة هزلية لذلك تراقصت ضحكة في عينيها فجأة , واصبح اهتمامه كله مركزا عليها وتساءلت ما اذا كان مجرد خيال أم انها سمعته يحبس انفاسه ؟ ولما لم يتكلم مضت تقول :
- فهمت الآن لماذا كنت تعتقد إنني أكبر سنا , كذلك لماذا دهشت للغاية عندما قلت أنني يمكن الحياكة 0 واعرف أي سؤال كنت ستطرحه علي وهو ما إذا كنت لينيز مافارو , أليس كذلك ؟
- اجل كنت سأفعل0
- عندما سمعتكما مصادفة تتحدثان انت وفريزر في ذلك اليوم الأول كأن يقول ان لينيز مافارو من عادتها أن تخرج وحدها وتتظاهر بأنها فتاة بريئة صغيرة0
وتوقفت وندي ورفعت يدها إلى فمها بينما أضاءت عينا غارث بالفرح لأول مرة لأنها كانت تبدو مضحكة0
- أجل عزيزتي انك نموذج للفتاة البريئة الصغيرة0 وأرجوك ألا تحاولي تغيير نفسك إطلاقا0
واحمر وجهها خجلا , ولم تجد كلمات تقولها وهي في قمة ارتباكها لكنها أخيرا قالت :
- في هذه الحالة لأبد أنني أطابق الصورة تماما0؟
وتجهم وقال في لهجة سريعة :
- كان ينبغي ان اعرف , لابد إنني كنت عمى !
- لاتزعج نفسك بهذه المسألة , فهي ليست هامة على الأطلاق الآن 0
- يكون الأمر هاما عندما يؤذي شخصا ما , إنني اطلب غفرانك يا وندي 0
- لكنني اغفر لك بالطبع 0
ونظر إليها وكان في عينيه شئ لم تستطع ان تسبر غوره , رغم انها بذلت كل مافي وسعها في سبيل ذلك وأخيرا قال لها :
- انك شئ خاص جدا , لست فقط تتمتعين بجمال الجسم لكن لك شخصية جميلة جدا ايضا 0
وهزت رأسها ورفعت يدها احتجاجا 0 لكنها أنزلتها مرة أخرى وقالت :
- أرجوك لاتتمادى ! فكر في خجلي 00وتواضعي 00
- أسف ياعزيزتي لن افعل 0
وتوقف عن الكلام ونظر هو ووندي الى أعلى حيث كان فريزر قادما نحوهما وقد ظهر القلق على وجهه الذي لوحته الشمس واخذ ينقل نظراته بينهما وقال غارث من دون ان يعطيه فرصة للكلام :
- اجل سمعت بنبأ مصرع لينيز مافارو في حادث تحطم الطائرة 0
والقي نظرة سريعة تعبر عن الشعور بالذنب نحو ويندي ثم قال :
- آسف للغاية يا غارث , كنت أعتقد حقيقة أن معلوماتي صحيحة0
و قاطعته ويندي بابتسامة:
- لا تقلق على شيء يافريزر غارث وأنا كنا نناقش هذا للتو0
وطرف فريزر بعينيه ثم حدق فيها وهو غير مصدق وقال:
- إذا لم تتشاجرا بشأن ذلك؟
- ليس هناك سبب يجعلنا نتشاجر, كانت غلطة مفهومة من جانب غارث 0
وقاطعها بتلك اللهجة المتعجرفة التي تعرفها جيدا:
- لقد كان شيئا رديئا 0 لا تمضي في خلق الأعذار لي يا ويندي0
ومنحته واحدة من أحلى ابتساماتها وهي تقول:
- الا يمكن لنا أن ننسى الموضوع؟ كل منا يستمتع برفقة الآخر وهذا كل ما يهم بالتأكيد0
أومأ برأسه غمغم تعبيرا عن الموافقة, لكنهما واصلا حديثهما غير أن ويندي حينما تركته وأصبحت في غرفة فيها تتمتع بقسط من الراحة والهدوء قبل العشاء تذكرت شيئا قيل في البداية ولم يناقش مرة أخرى بعد ذلك, وهو ما السبب في أنه وهو يعتقد أنها من ذلك النوع من النساء الذي لا يمكن احترامها لم يبتعد عنها من البداية وقد أشارت هي لذلك فذكرها بأنها رفيقته على المائدة0
وتاهت وسط أفكارها فترة طويلة 00 لماذا أهتم بها ؟ وتذكرت انطباعاتها ففي أكثر من مناسبة شعرت أنه ممزق بين دافعين فمن جانب يريد أن يحبها ومن جانب آخر لا وقت لديه يخصصه لها0 هذا هو السبب في أنه عاملها بمثل هذا الازدراء أحيانا بينما في أحيان أخرى كان رقيقا ومهتما للغاية بها0
كان يناضل ضد ماذا؟ شيئا ما تقلص بداخلها وجدت نفسها ترتعش ينبغي ألا يقع في حبها وهمست في لهجة إلحاح : عزيزي غارث لاتحبني أرجوك لا تفعل فإنني لا أستطيع أن أتحمل فكرة إصابتك بألم0–
طوال اليومين التاليين كانت ويندي مترقبة لأية إشارة تدل على أنه وقع في حبها لكنها لم تلمس شيئا من هذا وعندما حان موعد رسوا السفينة في هونغ كونغ استعاد ذهنها صفاءه تماما 0 يبدو الآن أنها تتمتع بأفضل الأوضاع : سعادة حبها له 00والموقف اللطيف الجديد الذي اتخذه إزاءها من اكتشافه غلطته وراودها الأمل في أن يبقى من حياتها شهرا آخر على الأقل كي تتمتع به0 لكن داهمها ألم قاتل في رأسها مرتين خلال 4 أيام واضطرت إلى البقاء بغرفتها وكان تفسيرها أنها مرهقة وترغب في الراحة مقبولا لدى غارت بلا مناقشة0
وكانت هونغ كونغ من بين المعالم البارزة في الرحلة -
فيما يتعلق بويندي – ومرة أخرى أبدت تشوقها لزيارتها قبل فترة طويلة من يوم وصول الباخرة إليها وكما هو الحال دائما كانت وندي وغارث
من بين أول الركاب الذين غادروا السفينة عندما وصلت الى الجزيرة بنفسيهما في اليوم الأول , وأذعن غارث لطلب وندي بأن يقوم بجولة في قارب بخاري حول الميناء الجميل 0
ولما حانت الساعة التاسعة كانا يقومان برحلتهما البحرية بين الجزر الصغيرة ويخترقان سلسلة السفن الضخمة والقوارب البخارية والزوارق الصغيرة التي تعرف باسم " الساميان "0
وشاهدا مجموعة هائلة من الناس يقيمون في ملجأ " يا اوماتي " للحماية من الأعاصير حيث اقيمت لهم مدرسة ومستشفى وكنيسة فوق زوارق " الساميان " الصغيرة 0 وتناولا الغداء في أحد المطاعم العائمة الضخمة المزينة بزينات مفرحة وقضيا فترة بعد الظهر في التجول بين المحلات التجارية حيث أخذت وندي تبحث عن هدية تشتريها لغارث 0
فاكتشفت , لفرحتها الكبرى , مسندين منقوشين رائعين من مساند الكتب , وكانت الهدية غالية وشعرت بالارتياح عندما ابتعد عنها غارث لمشاهدة شئ في الطرف الآخر من المحل التجاري حيث ظل فترة طويلة تكفي لتدفع قيمة مشترياتها دون ان يكون لديه أية فكرة عن ثمنها 0
وأعطتها إليه فور عودتهما الى السفينة وهما على وشك الافتراق ليذهب كل منهما الى غرفته فيغتسل ثم يغير ملابسه استعدادا للعشاء , وعندما حل موعد العشاء كانا أول من يشغل المائدة , وحينئذ شكرها على هديتها قائلا :
- إنني فرح بها 0 وسأحتفظ بها دائما 0
وكانت تلك هي الكلمات التي أرادت سماعها , وشعرت براحة كبيرة فسيكون لديه شئ يذكره بها 0 وكان ينظر إليها عبر المائدة وفي عينيه احترام كبير , وهي ترتدي ثوبا بسيطا , الحلية الوحيدة التي تتزين بها قرط طويل من الذهب المطعم بالماس اشترته ذات مرة من احد محلات التحف الصغيرة في المدينة حيث كانت تعمل 0 اما شعرها , الذي صففته في الليلة السابقة في صالون تصفيف الشعر في السفينة فكان يلمع ببريق دافئ تحت ضوء الشموع وسط المائدة وكان وجهها الذي زادته فرحة اليوم مع غارث حيوية وسعادة متلألئا بالصحه0
وهمس غارث وهما مازالا وحدهما :
- وندي 000انك فاتنة للغاية 0 ينبغي ان تحدثيني عن نفسك ياعزيزتي , أريد ان اعرف كل شئ عنك 0
وأسدلت رموشها وشعرت بالارتياح لظهور مارجي وفريزر اللذين تقابلا في البار وغادراه معا للمجئ الى العشاء 0
تحدثه عن نفسها ؟ فكرت ويندي وأدركت الآن فقط الى أي مدى لايعرف كل منهما الآخر الا النذر اليسير 0 لكن هذا ليس بغريب لأن نوع علاقتهما – الصداقه التي تقوم فوق السفن –ليست من النوع الحميم الذي يتمتع به الذين تتقدم بهم الصداقه الى اتجاهات أعمق , لاشك انها ستخبره بشئ عن نفسها , لكن الى أي مدى , هو ؟ هل سيحدثها عن نفسه ؟ ولأنه يبدي تفوقا وعجرفة متأصلين وجدت انه من الرجال المتحفظين فيما يتعلق بشؤنهم وحياتهم وعملهم 0 وماذا يحبون وماذا يكرهون 0وتصورت انه سيعتبر هذه الامور غير ذات اهمية لأي شخص الا نفسه , ونتيجة لذلك فانه سيحتفظ بذلك المظهر المهيب الذي يصد كل من يصور له فضوله انه سيحصل منه على المزيد 0 ومن الأمثلة على هؤلاء مارجي التي خمنت وندي انها تنظر الى غارث بمهابة لم تغامر معها حتى بتوجيه سؤال واحد إليه فيما يتعلق بحياته الخاصة , على العكس من فريزر الذي سألته كل سؤال من الممكن توجيهه 0لكن الى متى يمكنها ان تتردد في سؤاله عن مهنته الحقيقية وسر وجوده على السفينة ؟
وبينما كانت مارجي تتخذ مكانها وهي تنقل نظراتها بدهاء بين غارث ووندي سألت :
.: حسنا ياعزيزتي هل قضيتما يوما رائعا ؟ أجل فعلتما وهكذا فعلنا ! والأن انظرا 0
.
ورفعت يدها اليسرى حيث وضعت في. أصبعها خاتما .ذا فص من الماس يخطف الأبصار وقالت وندي وغارث معا: تهانينا يا مارجي
وكان فريزر قد سبق وهنأ كلا من مارجي ودينبي عندما.كان في البار معهما وتنهدت وندي وهى تلمس الخاتم بأصبعها.
: جميل 000جميل جدا في الواقع 0
- لقد أقمت خطوبتنا في معبد صيني ياله من اختلاف كبير؟
- معبدا صينيا؟ 0
- اشترى دينبي الخاتم ثم بدأ يبحث عن مكان هادئ يمكنه تقديمه إلي فيه وبما أنني لست مراهقة حالمة ترغب في لبس الخاتم وسط رفقه صاخبة فقد اقترحت ان نسرع الى المعبد حيث يمكنه أن يلبسني إياه 00
وقد أثار هذا الضحك وأصر غارث على الاحتفاء بالمناسبة السعيدة وتساءل اذا كان ممكنا أن ينضم دينبي الى مائدتهم لتناول العشاء , ثم أحضر المضيف مقعدا إضافيا بعد استئذان كبير المضيفين بينما نهض غارث وذهب يبحث عن دينبي وبعد ذلك احتفلوا 0بالخطبه واشترك جميع الموجودين على الموائد المجاورة في المرح معهم
وبعد بضع ساعات قالت وندي وهي ترقص مع غارث وكانا قريبين جدا: -- كان هذا اليوم واحد من اسعد أيام عديدة سعيدة, نعم عشت الأسابيع القليلة الماضية عشتها حقيقة وبصدق"!.
أبعدها عنه ورأت أن تقطيبة خفيفة ظهرت على حاجبه وقال : أليس هناك شيأ غريب في لهجتك عندما تقولين ذلك يا وندي ؟ .. . <
سؤال لامت نفسها عليه بسبب علامة التعجب التي إثارتها بلا تفكير وردت بخفه :
الم أكن أقصد ما قلت 0
وسأل بحدة :
-هل أنت مراوغه غامضة ؟
- لا 000بالطبع
وفكرت إنهما يبدوان متزوجين وهما يتحدثان بهذا الشكل 0إنه ما زال ينظر إليها بصرامة وعيناه تطوفان وجهها بتعبير حائر في أغوارها الداكنة النفاذة واضطرت عندما لم تجد شيئا آخر تقوله أن تمضي في حديثها :
- لماذا أكون مراوغه غامضة ؟
- هذا شيء لا يمكنني الرد عليه انك مراوغه فأنت وحدك التي تعرفين لماذا 0
وتجعد في تقطيبة وبدا كما لو كان مستغرقا في التفكير فجأة .وارتبكت من غبائها وتذكرت انه مرتين خلال معرفتها به يداهمها الألم 0 وفي المرتين أدت ملاحظته السريعة الى سؤالها بطريقة آمرة تشبه طريقة رجال الأعمال عما بها 0 كأنة أحس بما يزعجها ووضعها تحت فحص طبي دقيق رغم أنها أكدت له بلا تردد ألا شيء هناك وأنها لم تعرف حتى أنها انتفضت 0
وبالطبع كان هذا كذبا من جانبها لسبب بسيط هو أنها مصممة على ألا يعرف أحد أنها ستموت 000 وكما أخبرت نفسها في أول الأمر أن مارجي سيدة تؤتمن رغم ظاهرها الطائش فان اليوم قد يأتي عندما تضطر الى الإفصاح لها بسرها 0
لكن ذلك اليوم يجب أن يكون قرب النهاية جدا لأن وندي لا تنوي وليست لديها حاجة الى الإفصاح بالسر لأحد في الوقت الحالي0 كان غارث هو كل حياتها وكانت سعيدة ونتيجة لذلك كانت متحررة من ذلك الشعور الكئيب الذي علمت منذ لحظة معرفتها بمصيرها أنة لا بد أن يخالجها قرب النهاية 0وعادت نبرته الهادئة الناعمة تخترق أفكارها :
- وندي000فيم تفكرين ؟
ونظرت الى أعلى ومنحته إحدى ابتساماتها الجميلة
ثم ردت : - .. هناك أوقات يا غارث لا ينبغي للرجل ان يطلب معرفه ما تفكر فيه المرأة0
اتسمت لهجتها بنبرة إغاظة وقد ومض بريق البهجة في عينيها البنفسجيتين الواسعتين وتأرجحت عيناه فوق وجهها لكنها رأت من تغير تعبيره انه يستجيب لحالتها مما أشعرها بالارتياح وقال ضاحكا:
- حسنا 0كما تشاءين0
ثم دار بها بخفة ووجدت نفسها مدفوعة برفق نحو الباب وكان التفسير الذي قدمه تصرفه هو
لو أصررت على ألنظر إلي هكذا لما كان لك إلا أن تلومي نفسك ياعزيزتي !.
نهاية الفصل السابع
|