لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-08, 09:36 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

8- الاختيار


كانت يائسه غاضبه غضبا يفوق التصور . نظرت الي ما حولها ثم التقطت وساده ورمتها نحو فيدل:
- اخرج من هنا . كيف تجرؤ علي المجي الان . الديك فكره كم الساعه؟ لا تقل انك كنت تتحدث الي ضيوفنا.
التقطت وساده اخري ورمته بها كذلك:
- هيا .. اخرج. نم في غرفتك .. اليس هذا ماتريده حقا ؟
نظرت الي ماحولها ثانيه بحثا عما هو ثقيل لترميه به . هذا يكفي .. لقد انتهي كل شئ الان .. قاتليه .هه.تقاتلي معه.
- اورسولا هل فقدت عقلك؟
بدا تعبا .تعبا.
-ماذا يعني هذا التصرف ؟ أتريدين ان تيقظي من في المنزل؟
امسكت بغطاء السرير وكأنه قادر علي حمياتها ثمردت :
-لا تحاضر في بهذه الطريقه. اعرف اين كنت .. رأيتك مع رونا وقت الالعاب الناريه . اياك ان تنكر.
مازال الذي حدث حي في خيالها . كانت الحفله في أوجها والجميع يهنئونها علي نجاحها الرائع .. وكان المنزل والشرفه يعجان بالضيوف وضحكاتهم . اندست بينهم بثقه

بثقه .كان شعرها رائعا فقد استطال موخرا وتدرج بطريقه ساحره . عرفت انها لم تكن قط جميله كحالها اليوم . بدا وكأن هاله جديده تحيط بها .. هاله لاحظها الرجال وجذبتهم اليها طوال الامسيه .. اقيم الرقص في الخارج علي الشرفه تحت الانوار الملونه ،وزاد من سحر الموقع انوار البلده المتلالئه علي المياه.
انشغلت اورسولا كثيرا كونها المضيفه وهذا ماكان عليه حال فيدل ايضا ولكنها اخيرا ذهبت لتضع كوبها علي الطاوله وبقيت لحظات بمفردها .. وماهي الا ثوان حتي كان بجانبها ،يمسك مرفقها ويهمس:
-فلنبتعد عن هنا.
تسللا دون ان يراهما احد نزولا فوق درجات الشرفه ومن هناك الي الشاطئ ثم اخذ يقودها الي ممر سري عابق برائحه ازهار الليل. مرا تحت داليه ضخمه تحجبهما عن الانظار وهناك ضمها بكل حنان بين ذراعيها وقبلها .ثم تمتم :
- انت اجمل امرأه الليله .. اتعرفين هذا؟
تنهدت تريد ان تصدقه . تجولت شفتاه عليها فهمست : انها حفله رائعه فعلا . شكرا لك .
ابعدها عنه قليلا :ليت جميع الحاضرين يختفون .الي اين نستطيع ان نذهب .
ترنحا معا واحست بتوتر جسده المألوف:لا ...
-لماذا ؟
-لان ..
تناهت اليهما اصوات من الشرفه فوقهما فهمس :لا بأس لن يرانا احد من هنا .
ولكنها لم تكن واثقه فراح يعانقها بشغف حتي انسل الفستان بعيدا
-فيدل ؛
كان توسلها مزيجا من الضحك والارتباك والتوبيخ.
-قد يأتي أحد ويرانا .. اوه ..
رد بصوت عميق :لن يأتي احد.
- فيدل حبيبي ،لا استطيع التحمل .. هذا غير منصف .
قال بسرعه : تعالي سنقصد سقيفه المركب .
قاومت لتعيد الفستان الي مكانه : لاتكن سخيفا.
يالله ؛ ماذا ان رأهما احد الان.
- لا اشير الي اليخت بل الي مركبي الكبير هيا بسرعه.
تهادت اليه مترنحه ، تريده وتتوق اليه . اه ياله من جنون.
- رتب فستاني اولا ..
ليس علي المضيف والمضيفه الاختفاء بهذه الطريقه .
ثم فجأه توقفت الموسيقي ،ونادي احدهم اسم فيدل .. فهمس :
لاتأبهي تعالي.
ولكنها تراجعت ع
عندما تعرفت الي الصوت :فيدلوا
انها رونا ثم بدأت تنادي بالايطاليه فلعن وشتم :
- يريدون البدء بالالعاب الناريه .. يجب ان يتم هذا في منتصف الليل.
ابتلعت اورسولا ريقها : ياالهي
- اسف حبيبتي علينا العوده.
- عد انت ،اما انا سألحق بك بعد دقائق.
وهكذا ظلت في الحديقه المظلمه ترتب نفسها وتهدئ مشاعرها . كانت تهم بالعوده حين انطفأت انوار الشرفه ،وغرق المكان كله في الظلام. هكذا بقيت في مكانها تنظر الي السماء .. ثم بدأ كل شئ : الوان ذهبيه فضيه ،حمراء خضراء .. صواريخ ونجوم مفرقعه ،مطر ذهبي .. وتناثرت صيحات الاعجاب اووه وااااه وكأن الجميع اصبحوا اطفالا .كان كل شئ في الواقع يلمع .. وشقت طريقها الي اسفل الدرج . ثم انطلقت مجموعه اخري من الالعاب النريه لتتفجر في السماء الحالكه وكان الجميع يحدق الي الاعلي الا شخصين كانا في مؤخره الشرفه شخصين بدوا كثيري الاهتمام ببعضهما البعض . وتوقف الليل الرهيب دقائق فاستطاعت اورسولا التعرف الي رونا وفيدل الذي انحني نحوها معانقا. منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 24-08-08, 09:37 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

انهارت الحفله كلها بالنسبه لها . فلملمت اذيالها وقفلت راجعه عائده الي الحديقه .. هذا يكفي . لقد طفح الكيل . لن تحتاج الي المزيد من الاثباتات .. فمازال فيدل علي علاقه بعشيقته .. وقد قام بالاختيار بدون ان يدري.
كان فيدل قد التقط الوسادتين ورماهما علي المقعد.
- انت مرهقه .. لاتعرفين ما تقولين .
لمعت عيناها الخضروان بخطوره:
- اعرف ما اقول .. اقول لك اخرج من هنا.. نام في غرفتك .
تحولت خطوط وجهه الي العداء الشديد.
- حسن جدا .. خلتك اويت الي فراشك بسبب التعب يبدو انني كنت مخطئا.
- أهذا ما قلته للضيوف ؟ عظيم . انه عذر مناسب .. حسنا.. لم أكن متعبه ، ولكنني رفضت البقاء لاشهد تلك المهزله .ألهذا صحبتني الي الحديقه؟ المشكله انني لم ابق في الاسفل الوقت اللازم .. فقد شاهدتك فيما بعد علي الشرفه مع رونا وانت تعانقها، كان بمقدور اي كان رؤيتكما .. كيف تجرؤ علي اصطحابي الي هنا ؟ كيف تجرؤ علي اهانتي؟ كيف تجرؤ علي معاشرتها ثم تتوقع مني القبول بك في فراشي.
انتزع فيدل رابطه عنقه ، ورماها علي الارض ثم بدأ يفك ازرار قميصه :
- لاتتهميني باقامه علاقه غراميه تحت السقف الذي تتواجد فيه زوجتي اقترفت ذنوبا كثيره في حياتي ولكنني لن اقترف شيئا كهذا.
انتزع قميصه ثم رماه بعيدا وصاحت اورسولا ترد عليه:
- لم تتح لك الفرصه حتي الان .. لا تظن انك خدعتني بتظاهرك بالبرود حين اكون موجوده .. كم مره تلتقي بها حين تكون مسافرا في عمل ؟ منذ البدايه كانت هي .. أليس كذلك ؟ في باريس حين ساافرت اول مره واتصلت بي من روما .. سمعت صوت امراءه .. كانت هي اليس كذلك ؟ كنت علي علاقه معها حتي وانت تطلب يدي للزواج .
- انت محقه للمره الاولي اورسولا
بدت لكنته متكسره .. وكأنه يعاني صعوبه في تذكر الانكليزييه .


رفس حذاءه ليخلعه ثم امسك حزام بنطلونه بيده

بيده التفت اليها ، والعصا تتأرجح في يده .. وعيناه الراقصتان أكثر اسودادا وصرامه ، وقال بهدوء :
- اذا كان هذا ما تريدينه حقا .
أشاحت نظرها عنه ،ثم اغكمضت عينيها بشده ، تحاول ترتيب أفكارها المشتته.
- اريد ان اعرف ما اذا كنت عائدا ، فقد ارغب في الرحيل ..
لف ذراعه فجأه حولها وقبل خدها:
- حسنا سأتي ، فمن المؤسف تورطك في هذا كله.
ثم فجأه ادرك ان الساعه قد قاربت الخامسه ثم تذكر ان لديه موعدا لرؤيه مركب في الجهه الاخري من البحيره .
- مركبا ؟ أتعني مركب سباق ..؟ أوجدت مركبا؟
شعرت بالسرور من أجله أما هو فهز كتفيه :
- لم اقرر شيئا حتي الان ، فما زال المال عائقا.
لم ترد علي هذا ، وساعدته في دفع قاربه الي الماء .
ثم سمعا صوت مركب بخاري يتقدم نحو الرأس .. اه ،لا انه يخت .. يتجه الي رصيف البلده . ولكن اليخوت لا تتخذ هذا الطريق عاده . تري هل رأهما من عليه ؟ ربما كان فيدل ، لكن ما ان اصبح اليخت بعيدا حتي تعرفت اورسولا الي رونا.
غاصت اورسولا خلف القارب:
- انحن انزل الي تحت انها الكونتيسه .. ولو شاهدتك.
ضحك ريكو:
- لن تتعرف الي احد من هذه المسافه .. فلا تقلقي .. تعالي ..
- اراك غدا هذا ان لم يكن الطقس سيئا.
لم تلاحظ اورسولا هبوب الريح . وقفت تراقب القارب الصغير يختفي ثم لوحت بيدها حتي تواري عن الانظار . تنهدت اخيرا مقرره ان من الافضل لها ان تعود .. اين وضعت صندلها ؟
- اهذا ما تفتشين عنه؟
سألها ذلك السؤال شخص غير متوقع فشهقت ، ثم اطلقت صيحهرعب وتقدم طيف طويل مألوف من وراء صخره مشرفه .. انه فيدل .
تمتمت : لقد ارعبتني . جئت اسبح .. الطقس حار جدا.
منذ متي وهو هنا ؟ ماذا شاهد بالظبط ؟ ماذا سمع ؟ اكملت بصوت مخنوق :
اظن ان العاصفه قادمه .
كان خوفها ظاهرا ومع ذلك لم يلن وجهه القاسي . راح يقترب منها مقصرا المسافه بينهما .
توقف علي بضع خطوات منها يدلي الصندل وكأنه طعم . ولكنها كانت خائفه مما قد يحدث ان مدت يدها .زلتأخذه .. اخيرا مدت يدها .. وكانت هذه غلطه كبيره .. التمع نور خطير في عينيه ، وامسك معصمها ليأسرها في قبضته الحديديه .
- من كان ؟ من هو صاحب اليخت الذي كنت تلوحين له مودعه .. اخبريني اورسولا .. من كان هذا الرجل ؟ كم مره التقيتم ؟ هل اتفقتما علي اللقاء ثانيه ؟ .. هيا .. لم انت صامته ؟ اطلب ردا .. الان .

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 24-08-08, 09:38 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


9- المال لا يشتري القلب

ردت اورسولا ببرود: اطلب ما شئت ولكن لا تتوقع مني ردا .
تحررت منه بعنف وتراجعت بضع خطوات : لن امنع غرباء قررورا الرسو هنا .
صرخ فيدل بها :
- لكن الجزيره خاصه .. ويجب ان يقرأوا اللوحات . كان عليك ان تخبريه بنفسك .. انت زوجتي اورسولا .. واتوقع ..
قاطعته : ولكننا جميعا نتوقع اشياء . توقعت انك تزوجتني بسبب الحب لا بسبب الانتقام من رونا التي رفضت الزواج بك.
- عم تتحدثين .. ماذا قالت لك ؟
- لا تنكر . اعرف الحقيقه يافيدل زاراكوتشي .. العظيم .. لقد خذلتك الكونتيسه العظيمه لانها فضلت مالها عليك . ألهذا سمحت لها بالمواظبه علي المجئ للفيلا ؟ هل كان هدفك اظهار ماخسرته بعدم الزواج بك .
ظهر خط ابيض رفيع حول فمه :
- سمحت لها بالمجئ لانني ظننتك بحاجه اليها لتنظيم حفل البارحه .
- بالطبع احتاج لمساعده .. فانا نكره صغيره .. لكن هذا لم ينجح .. أليس كذلك ؟ لم تستطتع ابعاد يديك عنها .. بعد عشر سنوات علي علاقتك بها بت معتادا عليها .
- انت مخطئه .
- لست مخطئه .
ارتدت علي عقبيها متوجهه الي الشاطئ ، ولكنه لحق بها . امسك ذراعها وأدارها لتصطدم بجدار صدره الصلب :
- رونا رحلت .. لقد طلبت منها الرحيل .
- اه عظيم . وهل لهذا اقل فرق ؟
قاومت ثانيه لتتحر منه :
لكننا نعرف ان فيلتها الصيفيه لاتبعد سوي نصف ساعه بالسياره .. واعتقد ان الجميع يعرف ماذا يجري بينكما .. حسنا .. انا الان اعرف الحقيقه التي يعرفونها . اعرف سبب زواجك بي بالظبط .. ولقد اكتفيت .
- ماذا تعنين ؟
- كانت كلماته حاده وكأنها اطلاق نار .
- ظننتني اوضحت قصدي .
ازدرد ريقه : انت متعبه .. سنتكلم عن هذا لدي عودتي من لندن
صاحت به : لا تتوقع رؤيتي هنا لدي عودتك.
اه .. هذا لايحدث حقا ؟ ولكن ماهو البديل لها ؟ ستكون حياتها بؤسا ان بقيت .
امسك ذراعها ثانيه ، وصاح بغضب شديد:
- انت لا تعرفين ما تقولين .. انت زوجتي في السراء والضراء ولاتظني ابدا انني سأسمح لك بالفرار عند الفرصه الاولي التي ترين فيها الامور لا تجري حسب رغبتك .
تلوت اورسولا في قبضته ولكنه لم يتركها :
- لقد تزوجتني بادعاء مزيف ، لذلك فالقسم باطل .. قل لي كم من الوقت مر ؟ كم من الوقت مر بعدما رفضت رونا الزواج بك .. كم من الوقت مر بين ماجري بينكما وبين خطوبتك لي في باريس ؟
ارتجف عضل في وجهه ، فصاحت مجددا :
-كم من الوقت ؟
-حوالي اربعه اسابيع .
- اربعه اسابيع؟
اقل من شهر . ارتسمت صدمه كبيره في عينيها الخضراوين .
- اتقصد انك قبل اربعه اسابيع من مقابلتي كنت تنوي ان تتزوج رونا ؟
- اجل .
ثم تنهد تنهيده طويله . وكان صوته اقل حده وهو يضيف :
- لكني لم اتزوجها ، بل تزوجتك انت .
- لم يكن امامك خيار ، فرونا لن تتمكن من الانجاب بسرعه بت افهمك يا فيدل زاراكوتشي .. كنت تبحث عن امراءه مقبوله شكلا علي ان تكون وحيده لكي تنجب ..
اختنق صوتها قليلا ثم اردفت :
- لكن هذا لم ينجح .فانا لم احمل .. واعلم اني لن اكون سجينه في هذه الجزيره في ما انت تجوب العالم يسيدا واعلم ايضا انه لايهمي ابدا اسم عائله زاراكوتشي .. سأتركك فيدل اياك ان تظن ان بامكانك الحؤول بيني وبين الرحيل.
ضحك .. ضحك فعلا .. اذا كان مثل هذا الصوت الحاد الاجش يستحق هذا الاسم .
- لن تتركيني .. وان حدث ان فعلت فهل تظنين انه سيهدأ لي بال قبل ان اجدك .
في كلامه شر كامن أخافها ، فكيف لفتاه مثلها الوقوف في وجه رجل كفيدل؟
ارتجفت: اذهب ودعني وحدي.
كانت الريح الان تهب بقوه وكان فستانها علي حاله رطبا فارتعشت ثانيه
- اذهب واتركني وشأني .. ربما اشتريت بمالك جسدي ولكنك لن تدخل قلبي ابد.


بدا وكانه علي وشك ان يضربها .. ثم تلاشي غضبه وعنفه واصبح وجهه قناعا مبهما .. لم يكن في حركته عاطفه عندما مد يده يلمس ياقه فستانها المفتوحه .. ولكن ، لم يكن في عينيه رغبه او سعاده .. وحين تكلم كانت كلماته جافه قاسيه:
- مادمت اريد ابنا فانت مضطره للاعتراف بحقي في جسدك . ولكن ارجو ان تسامحيني لانني لان استغل ماهو معروض امامي الان .. والسبب انه لا يجذبني .
حطم اورسولا الشلل الذي انزلتها به عيناه ، وضمت فستانها مجددا فان لم يذهب حالا فقد تنهار امامه.
- اذهب من هنا اذهب سافر الي لندن .. وابق هناك القدر الذي تشاء .
ابتعد اخيرا فراقبته محطمه الفؤاد ثم لم تلبث ان انهارت علي الشاطئ واجهشت بالبكاء .
تعرضت بعد ذلك للرشح الذي رافقته حراره اقعدتها في الفراش وكان هذا السبب الذي حال بينها وبين الرحيل .
مدت يدها الي علبه المحارم الورقيه .. ورتبت الوسائد عازمه النيه علي عدم الاستسلام للبؤس .. هل عاد ريكو الي الشاطئ ؟ لا مجال لمعرفه ذلك . تري هل شاهد فيدل علي الشاطئ ؟ هل خاف عليها ام خاف علي نفسه ؟
في اليوم الثالث نهضت من السرير وكانت حرارتها قد ولت فقررت الخروج عل الهواء العليل ينعشها تمددت علي الكرسي تحت اشعه شمس ايلول الدافئه .. تتظاهر بالقراءه وتحاول اتخاذ قرار بشأن ما ستفعله وبشأن الطريقه التي ستتخذها للهرب في حال عدل ريكو عن العوده .
لكن كلمات فيدل عادت تطاردها وتخفيفها باستمرار، قال لها:
-اتظنين ان العالم كبير لتختبئ فيه ؟
هل سيجرها من المكان الذي تقصده ؟ أيريد حقا العيش مع زوجه ترفض الانصياع لقونينه الخاصه ؟
اه ولكنها لا تريد الرحيل .. اسندت ظهرها علي الكرسي وهي تشعر بالعذاب يمزق نفسها . اغمضت عينيها لتمنع الدموع ، فسخرت اشعه ايلول منها . برقت عيناها فجأه . أيلول ..أيلول . ثم جلست هذا يعني ان شهر اب انتهي .. اخر اسبوع في اب و .. لكنها مخطئه .. هرعت الي غرفتها حيث اخرجت المفكره من حقيبتها:
واحد.. اثنان ..ثلاثه .. اربعه هذا يعني انها تجاوزت العشره ايام . جلست علي طرفالسرير بسرعه متسعه العينين .. مقطوعه الانفاس، تبتسم بأنفعال.
تري ماذا سيقول فيدل ؟ ماذا سيقول ؟
وقعت الحقيقه علي رأسها كحد السيف . لقد نال الان مايريد ، فأن كان المولود ذكرا فلن يظطر الي الادعاء انه يحبها، لانه يعلم انها ستظطر للبقاء هنا الي الابد. فلن تنكر الام ابداحق ابنها في منزل كهذا وميراث كهذا.
انما هل المال والمركز هما كل شئ ؟ تري ماهي الحياه التي سيحياها الطفل بين أبوين متضادين ؟ وماذا ان ارسله فيدل الي مدرسه داخليه وتركها وحيده هنا ؟
انه وقت القرار ... وتسللت الي الشاطئ ولكنها لم تجد اثرا لريكو .. رأت يختا فتساءلت هل عاد فيدل ؟


ركضت الي الرصيف عندما كان اليخت يرسو . فلاحظت حركه في القمره التي اخرجت منها حقائب ثم رأت امرأه تتحدث الانكليزيه وتطلب من الخدم الحذر في حملهم شيئا .. ارتدت اورسولا الي الوراء لانها تعرفت فجأه الي الصوت .
- حبيبتي .. ها انت . ما اسعدني برؤيتك . عندما تصلت بك اخبروني انك تتنزهين .
لم تستطع اورسولا الا الوقوف فاغره فاها . ماذا تفعل ايما هنا ؟
- يالها من مفاجأه جميله . هل جئت من نيس ام فينيسيا ؟
امسكت ايما ذراع اورسولا وكأنهما صديقتان :
- لا تكلميني عن نيس فقد كانت رهيبه .
ولكن عيناها كانتا تحطان علي كل شئ لاستيعاب المنزل العظيم والحدائق المدرجه والزهور الغريبه .. والترف .
عندما اوصلتها اورسولا الي غرقتها قالت ايما :
- ياالهي كم تغيرت .
- كنت سأرسل لك بعض الزهور .. لو علمت بقدومك ..
- لم أخطط للمجئ ..
خلعت ايما سترتها :
- لا .. لن أزعجك بالتفاصيل .. حين افكر في ذلك الرجل الشرير ..
- اذا كنت لا تريدين الكلام عن الامر ..
من الواضح انها كانت تريد الكلام: انت تعرفين انهم كلهم سواء .
واردفت تسرد اخر اخبار علاقتها التي انتهت .. ويبدو انه نفسه الذي اتت برفقته في حفل زفافها في باريس ..
ستتحمل اورسولا وجود ايما من اجل ذكري والدها ولكن صوتا ما في داخلها انبأها بأنها تفعل ذلك من اجل نفسها فقط اذ ستتخذ من وجود ايما عذرا حتي لا تترك فيدل .
كانت ايما تكمل قصتها :
- .. هكذا حين حصل هذا : أيمكنك تصور كم اصبت بالذعر .. لقد ذهب كل شئ .
اجفلت اورسولا لانها لم تكن تصغي اليها .
- كل شئ؟
ياالله ما الذي كانت تقوله ايما ؟ ما الذي ذهب ؟
- حسنا ، ليس الشقه بالطبع اما اموالي المستثمره واخر ماحصلت عليه من مال تأمين ابيك فقد ذهب .
- هل تعنين ..
قاطعتها ايما : لا تقولي انه اختلسها فلست علي

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 24-08-08, 09:39 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

هذا القدر من الغباء .. لقد كان استثمارا حقيقيا .. لقد اخبرني ذلك هو نفسه . ولكنه لم يكن استثمارا حقيقيا.
بدأت اورسولا تري الصوره .. كانت ايما تضارب بالبورصه بمساعده صديقها وخسرت :
- وماذا بعد ؟ اعني هل تركك ورحل ؟
- وهل هناك رجل يجرؤ علي تركي ؟ اه لا بل انا التي تركته .. تركته لانه غبي مسكين لا يعرف كيف يهتم بي . وانا ارفض العوده الي لندن بهذه السرعه .
- وما عن .. صديقتك التي كنت تسافرين معها ؟
- اقترحت علي العوده الي لندن لا بحث عن عمل . عندما تقعين في مشكله ما تعرفين من هو الصديق الحقيقي .
همست : هذا ما اظنه .
- ثم .. يقال ان الدم اثقل من الماء .
- يؤسفني الا يكون فيدل هنا ولكنه عائد غدا .. وانا واثقه انه سيقدم لك النصح سعيدا .
- كنت اعلم ان هذا ما ستقولينه .
تقدمت الي اورسولا تحضنها بقوه وتصلب وخجل :
- ثم ستكلمينه .. اليس كذلك ؟ وسيبدو الامر افضل اذا ما سمعه منك .
- مني ؟
- اورسولا حبيبتي لا تكوني ساذجه هذا لا يناسب صورتك الجديده .. ام الان فلندخل ولنتكلم عما كنت تفعلينه .. لكن الامر لم يكن افضل في الداخل .. فقد بدأت اورسولا تدرك سبب مجئ ايما ..لم تأت بهدف قضاء عطله قصيره بل بهدف اقتراض المال من فيدل .
دخلتا واقفلت اورسولا الباب الزجاجي .. ولكن لدي اقتراب يخت ما من المرفأتشتت أفكارها .
ابتعدت عن الباب وتقدمنت الي حيث تجلس ايما علي الاريكه :
- ثمه امور لاتعرفينها . اسمعي انا لا استطيع ان اطلب من فيدل شيئا .
ردت ايما بحده : ماذا تقصدين بأنك لا تستطيعين طلب شئ منه انت عروسه فكيف يرفض لك طلبا ؟ هل ندم علي زواجكما المتسرع ؟
قالت كاذبه ليس الامر كما تقولين .
- اذن ستعطيني انت المال .
- انا ؟
- بالله عليك توقفي عن ترديد هذه الكلمه ؟ انت زوجته وما المال بعائق .. اعطيني بعض من مالك وهذا اقل ما عليك فعله .. لا شك ان والدك توقع منك الاهتمام بي .. وانا اتوقع منك ذلك خاصه بعدما خدعني والدك بادعاء الثراء .
ردت اورسولا بسخط: لم يخدع ابي احدا ، كيف تجرؤين علي التلميح بذلك في بيتي ؟
يالله لم يمض علي وجود ايما خمس دقائق وها هما يتشجاران مره اخري .
سمعت صوتا ما في علي الشرفهلكن اورسولا تجاهلته حين شهقت ايما قائله:
- منزلك ؟ حقا ؟ اذا كان منزلك فلا مشكله اذا . ان لم تكوني قادره علي جمع المال فبيعي شيئا .. لقد قلت لي انك ستتزوجين فيدل زاراكوتشي طمعا بماله ولكن مافئده ذلك ان لم تستطيعي وضع يدك علي مبلغ صغير من وقت الي اخر ؟
اتسعت عينا اورسولا الخضروان غضبا واستياء :
- انا لم اقل قط ...
ثم صمتت لانها شعرت بأن احدهم يتقدم من جهه الشرفه فالتفتت بحده راجيه الله الايكون قد سمع حديثهما احد . اديلغي القادم ؟ ولكن القادم لم يكن ديلغي بل فيدل الذي وقف بباب الشرفه متجهما بارد العينين.
شهقت اورسولا : فيدل يالها من مفاجأه لم اتوقع مجيئك قبل الغد.
تقدم قائلا : هذا ماأراه واضحا .
لثمها علي وجنتها بفتور فأرادت في لحظه مجنونه يائسه ان ترمي ذراعيها حوله .. ارادت ان تضمه لتقول له انها تنتظر مولودا ولكنهكان قد تركها ودنا من ايما يحييها .
سألت اورسولا وهي تقاوم للمحافظه علي المظاهر امام ايما :
- كيف .. كيف حال لندن ؟
رمي حقيبه اوراقه علي كرسي .. بدأ متعبا وجذابا انه رجل خطير لكنه متعب .


- لندن .. لندن كانت .. ناجحه . هل اتصل المصرف بي ؟ كنت في مكان لم يستطع احد الاتصال بي .
ردت : لا ادري ان اتصل بك احدهم .
لم ترد ان تخبره انها كانت في الفراش بضعه ايام .. اذن ، ان لم يكن يقوم بعمل المصرف ، فأين كان ؟ اين .. ومع من ؟ خطر ببالها فجأه انها لم تر رونا عده ايام ..
لف التوتر الغرفه وكان من المذهل ان تبقي ايما بارده هادئه .. لماذا قالت هذا الكلام الرهيب الذي قالته ؟ أقالته عمدا ليسمعه فيدل ؟ بالطبع .. ولهذا السبب تحس اورسولا بالحقد يتاكل تلك النفس المستتره وراء مظهر خارجي معقول ، متمدن .. ولكن هل صدق ما قالت ؟ احست اورسولا فجأه انها عليها الابتعاد من هنا .. فكل ما يحدث مؤلم ..
- هلا عذرتماني ؟ أريد ان أري الخدم في المطبخ.
وابتعدت هاربه بالفعل من الغرفه.
لكن فيدل كان ينتظرها حين عادت من السلم الخلفي .. توقفت امامه واخذا يتبادلا النظرات .. ثم قالت : انا .. ارادت ان تردف لم اتزوجك طمعا بمالك ، غير انا تعابير وجهه البارده حالت دون ذلك . فقالت : لم اعرف بقدوم ايما .
لم يكن ما قالته بديلا لائقا . قال وكأنها لم تتكلم : حملت معي أشياء تخصك .
- ماذا تعني ؟
انه لا يقصد هديه بالطبع .
- انها في مكتبتي .
وارتد عليعقبيه فلحقت به . كانت الغرفه مظلمه ، والستائر مسدله ففتحتها ثم سمعت صوتا في الردهه ، ودخل ديلغي ورجل اخر من العمال يحملان قفصا خشبيا صغيرا .
قالت اورسولا : هل اشتريت لوحات ؟
تعرف ان شراء اللوحات احد نقاط ضعفه.
- اتقصد انها لي ؟
لم يقل شيئا .. بل فتح الغطاء وأخرج اللوحه الاولي .. كانت صغيره اطارها صغير عليها غطاء ما .. فتحها وأعطاها أياها .
حدقت اورسولا الي اللوحه فتره طويله . ثم اخرج فيدل لوحه اخري ،فأخري حتي بلغ العدد سته .
طفرت الدموع من عينيها بحيث لم تعد تري شيئا ..
- لا اصدق .
بدأ صوته قادما من مكان بعيد : أهي اللوحات ؟
هزت رأسها .. هاهي لوحات أمها الحبيبه أمامها .
- كيف .. كيف وجدتها .. ؟
هز كتفيه بلا مبالاه ثم اردف بصوت بارد .
- لدي نفوذ ي.
نفوذ ؟ ألدي فيدل زاراكوتشي نفوذ يجعله قادرا علي تعقب ست لوحات مغموره ربما كانت في مخزن عتيق في حي فقير ؟ ان كان قادرا علي جلب لوحات كهذه فماذا عن جلب شخص ما كزوجه هاربه ؟
اصابها الرعب بحيث لم تعد تستطيع الكلام او الحركه.. كانت تعرف انها تزوجت رجلا ثريا ولكنه لم تستطيعالتصور ان له هذه اليدالطولي .
ان كانت ستتركه فليكن ذلك قريبا .. فما ان يعرف بحملها حتي يصبح من المستحيل عليها الاختباء في اي مكان.
اخيرا .. وبعد طول صمت ادركت ان عليها ان تقول شيئا .. ان تشكره لكن حين استردت وعيها ونظرت حولها بغباء في الغرفه لم تجده فيها .

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 24-08-08, 09:41 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : gagui المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


10- الليله الاخيره
منتديات ليلاس

وجدت اورسولا فيدل في غرفته .. ولانه لم يسمعها حين وصلت وقفت في الباب لحظات تنظر اليه ، وفيها توق الي ان يعود كل شئ الي ما كان عليه .. كان يتحرك برشاقه خطيره .
فجأه عرف انها هناك ، فرفع بصره بسرعه فاذا عيناه قسيتان زرقاوان تسجلان .. ماذا ؟ .. خيبه الامل ؟
قالت مرتبكه : لم تمهلني الوقت لاشكرك .
أنبأتها غريزتها ان الوقت مهم جدا . اذا كانا سيقرران الاستمرار بالزواج فهو أنسب وقت .
سألها خالي الوجه من المشاعر متوجها الي حقيبته ليخرج منها الاغراض .
- كم من الوقت تحتاجين ؟
وقفت اورسولا في منتصف الغرفه ، تتلاعب بحزام فستانها متوتره .. حاولت ان تشرح له مره اخري :
- لم اعرف انها قادمه . لقد وصلت علي حين غره .
لا رد او مساعده بل راح يخرج اخر شئ من حقيبته .
- انها مفلسه ..
اقفل سحاب حقيبته يتركها لديلغي ليبعدها :
- حقا ؟
- انها تريد مني ان اقرضها بعض المال.
يارباه ، لماذا يصعب عليها الامر ؟
- حسنا ؟ لماذا تقولين هذا لي ؟ أعطيها المال ان كنت تريدين ذلك. ان لا اضع الحواجز فيما يتعلق بالمال اورسولا . اعتبري المبلغ ان شئت ثمنا لخدمات قدميتها لي ..
ردت بحده : انت تحرف كل شئ ..
- انا لا احرف شيئا .. ألم تقولي ان ايما تريمان تريد بعض المال .. وماذا عني ؟ ألم اقل ان القرار يعود اليك ؟ ماذا تريدين ؟ هل انفقت كل مالك؟ اتريدين المزيد؟
ردت : لم انفق من مالك الا القليل .الا تري انني سجينه في هذا المكان ؟
- سجينه.
- لم اقصد ..
ظهر الغضب علي وجهه :
- بلي ، قصدت .. ماذا تقصدين بلفظه سجينه ؟ أتقولين انني احبسك هنا رغما عنك ؟
- انت تجول العالم مستمتعا ..
رفع حاجبيه ، فاردفت :
- وتتركني هنا عالقه حيث لا أنيس أو ...
صمتت عندما اخذت عيناه تجولان في الغرفه وفي ما وراءها من مناظر ساحره .
- أري ان ما يحيط بك يقبض الصدر حقا ..
- انت تتعمد اثارتي .. انك تعرف تماما قصدي .. فما يحيط بي لا يهم ..
قاطعها مردفا عنها : مادام المال متوفرا .
لكنها ارادت ان تقول الناس هم المهمون . بعد مقاطعته المريره لها انحبست الكلمات في حلقها فحدقت اليه برعب .. لقد صدق فعلا ما قالته ايما . يالسخريه القدر . يتوهم انها تزوجته طمعا بماله أما المراءه الاخري فلم تتزوجه من اجل مالها .
- يبدو انك تختار المراءه الغير مناسبه .. اليس كذلك ؟
ارتدت عنه بسرعه لتخرج من الباب ولكنه وصل اليه قبلها .. وامسك بذراعها يديرها اليه والغضب البارد ، المتباعد انقلب الي غيظ قاتم عنيف : ماذا قلت ؟
كانت الهمسه الثقيله مخيفه .. وكرر :
- ماذا قلت اورسولا ؟ انني اخذت المرأه الغير مناسبه ؟ أهذا ما انت مؤمنه به ؟
كانت اصابعه تؤلم ذراعها .. وظهر الم جهنمي علي وجهها مما زاد من سعادته .وشدت نفسها مبتعده:
- اتركني وشأني وفكر في ما تشاء
كانت قريبه منه بحيث شعرت بالاثاره المعتاده المألوفه تشعل اوصالها .. لكنها صاحت :
- لم اطلب من ايما المجئ .. انها تريد مالك العفن اما انا فلا اريده . لن تشتريني به ابدا .
بدت علي وجهه فيدل الصدمه هنيهه ولكن لم تلبث ان اشتدت شفتاه وسأل بحشرجه :
- اذن .. ماذا تريدين اورسولا ؟


وقفا يتبالان النظرات والتوتر يثب وثبا بينهما . لم يكن هناك ما يمكنها قوله وان لم يعرف الان ما تريد فلن يعرف ابدا .. لقد انتهي كل شئ .. فكرت في الطفل ، وكادت تنهار وتخبره . كادت تتوسل اليه حتي يحبهما . ولكن الطفل كان السبب في القوه التيجعلتها ترفع رأسها عاليا تحدق الي عينيه الزرقاوين العميقتين القاسيتين . كانت تريد ان تقول :
- سأقول لك ما أريد .. أريد لطفلنا ان يولد في عالم ملؤه الحب والامان .
لكنها لم تستطع ان تقول هذا .. ولن تستطيع .. فتنهد فيدل ، وكشر عن وجهه بشكل غريب :
-يبدو انك لا تعرفين ما تريدين .
كان يقف امامها .. يريد منها ان تبوح بما يعذبها . لماذا ؟ أليتمكن بعد ذلك من تحطيم اخر امالها ؟
احبك .. واريد ان نعود كما كنا في البدايه .
ولكن الكلمات ظلت في نفسها . حاولت مرارا وتكرارا ولكنها كانت تتراجع دائما بسبب دوارنها في دوامه اليأس . اخيرا قالت :
- حين وافقت علي الزواج بك .. لم اعتقد ان الامر سيكون هكذا .
عاد الي صوته الهدوء :
- وانا كذلك لم اكن اعتقد ان الامر سيكون هكذا .
كادت اورسولا تسمع تفكيره بصخب:
- من الافضل ان اعود الي ايما .. ستتساءل ..
نفذت عيناه الزرقاوان الي نفسها وكأنه يعرف السر الذي تخفيه .. واخيرا أبعدت عينيها عنه فارتسمت بسمه متوتره علي شفتيه . قال ينهي حديثهما بكل سهوله :
- بكل تأكيد .. عودي الي زوجه ابيك وارجو ان تعتذري نيابه عني لانني لن اتعشي معكما الليله لانه لدي عمل.
تحركت اورسولا الي الباب مرتبكه تعسه الي درجه البؤس ثم التفتت تعض شفتها لئلا ترتجف .
- شكرا لك علي اللوحات.. لا يسعني نسيان المفاجأه.
لكنه لم يسمعها فقد رن جرس هاتفه الخاص . عندما كانت تهم باغلاق الباب الباب سمعته يتحدث بالايطاليه وكانت الكلمه الوحيده التي فهمتها .. رونا .تلك الليله لم تره ثانيه .
توارت شمس الصباح خلف الغيوم فارتجفت اورسولا . سألها ريكو وهو يحرك بعض الحصي بقدمه :
- هل هذا ما تريدينه حقا ؟
اطرقت برأسها الي يديها المتشابكتين وقالت بهدوء :
- انه الحل الامثل .
التقط ريكو حصوه ورماها في الماء ..
- انت لم تأت هنا منذ ايام .. سألها
بمن يذكرها هذا العبوس ؟ .. وتابع :
- قلقت عليك .. ظننت ان زوجك شاهدنا .. وانه يغار .
حاولت اورسولا ان تضحك .. فالغيره ليست الكلنه المناسبه .. وقالت :
- ان من يجب ان يغار.
نظر اليها بارتبك فأردفت بعد قليل :
- رجاء تعال غدا باكرا لتصحبني .
- الي اين ؟
هزت كتفيها : الي باريس اولا . اما بعد باريس ...
ثم ادركت ان عليها الا تقول شيئا فلفيدل نفوذه .
- قد لا اذهب ال باريس ..في الواقع لا ادري حقا ..
سألها : أتشكين في ؟
لم يكن في صوته غضب بل امر واقعي حتمي .. عبست اورسولا لانها ادركت ان لدي هذا الرجل سرا ما . ريكو دوريانو .. من اين اتي ؟وماذا يفعل هنا حقا ؟ .. وما دوافعه ؟
تلك الليله شعرت اورسولا ان شيئا ما يكاد يدفعها الي الجنون انها الان في فراشها المزدوج العريض .. تلوت وتقلبت ورغبت ان يكون فيدل معها .. وعادت ذكري عذابها تلاحقها .. وشعرت بالوحده وبالشوق اليه كما شعرت بالفراغ والبؤس لمعرفتها ان زوجها ينام في غرفته وحيدا . صدقا .. من سمع في هذه الايام برجل وزوجته يعيش كل منهما في غرفته الخاصه ؟ انها ترغب فيه وتريده بغضب اعمي ارادت ان يحبها وان يشاطرها فراشهاوان يعاشرها كزوجه ليله بعد ليله .. كما أرادت لطفلهما ان يتربي في بيت لا في مجرد منزل . وان لم تستطع الحصول علي هذا كله فهي اذن لن تستطيع البقاء معذبه نفسها بقربه منها لن تستطع تحمل رنه صوته القوي وهو يتحدث الي امرأه اخري لايمكنها ان تعرض لمثل هذا العذاب ..
ان البديل الوحيد امامها هو الرحيل مع ريكو الذي سيقلها في الصباح الباكر الي البر.

كانت زوجه ابيها قد سألتها بعد الغداء:
- اثمه خطب بينك وبين زوجك.
- ماذا تعنين ؟
- لاشئ حبيبتي ولكن هل تحدثت الي فيدل بشأن ما كنا نتحدث عنه ؟
- اجل ..اعني ...
- وماذا ثال ؟
- انا .. انه .. لم يقرر شيئا .

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخائن, احلام, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:25 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية