كاتب الموضوع :
معاميريا
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أطياف الغرام
((الجزءالثامن والعشرون))
( حطام)
القلوب عندما تتعرض لغدر الزمن او صفعة الحبيب وجوره تخلف حطاما كالسفينه إثر تعرضها لهياج البحر وجنونه........
فمشاعرنا هشه سهلة الكسر والخدش من السهل جدا جرحها وتشويهها ومن الصعب جدا شفاؤها ونادرا ما يتم الشفاء دون ترك ندوب ..... والصعب حقا هو رحلة الشفاء
فمن رمى سهمه ومن تلقاه؟؟؟ وكيف قررالملكوم اعادة لم شتات نفسه ؟؟؟
من سيعيد بناء الحطام؟؟؟ ومن سينبش تحت الحطام بحثا عن الكنز قبل الترميم؟؟؟
ومن سيقرر بناء الدروع قبل البناء ؟؟؟ ومن سيعجز عن الترميم فيقررر تحطيم غيره؟؟؟
ومن سيدفن الحطام حتى لا يعرف احد عن العاصفة التي تعرض لها ؟؟؟؟
اسئلة قد لا يجيب هذا الجزء عن جميعها ولكنه بالتأكيد يحوي الكثير من العواصف الماطره
علـــــــــــــــــيـــــــــــــــــاء
كثر ما هي لحظات الحزن ثقيله وبطيئه و الليل طويل.... كثر ما البرد عاصر روحي وماني قادرة احس بالدفى صار له اسبوع من توفى وانا للحين في حالة نكران للحين اتمنى ان احد من خوالي يدخل ويقول انه حي ما مات...... للحين اسمع صوت خطواته على الدرج .....للحين اسمع صوته يقعدني لصلاة الصبح ....للحين دمعتي مو راضية تجف....للحين ارجف من البرد والخوف وما لقيت حضن يدفيني.... الشي المر المثير للسخرية ان حتى خضن امي نجاة ما قدر إلا انه يدفيني ايام العزا ويطلعني من طور الانين الى طور النحيب .... ايه امي نجاة اللي موته غيرها وخلاها تتقمص دور الام لكن للاسف عقب ما افرغني موته من كل شي حلو
سكرت القران ورجعته مكانه في نفس اللحظة اللي انهت فيها هاجر صلاة المغرب طوت سجادتها وجت قعدت قبالي طالعتني شوي وبعدها قالت
:- عليا....(سكتت شوي كانها تنتظر ردي وعقب كملت) الصراحة تعرفيني ما اعرف امهد واسوي مقدمات عشان جذي بسألش مباشرة ...متى على الله ناوية ترجعين السعوديه؟
ابتسمت ايه ابتسمت الشخص الوحيد اللي اقدر ابتسم بوجوده هو هاجر يمكن لانها الشي الوحيد الثابت بحياتي واللي ما غيرها اللي صار لانها الوحيدة اللي تعاملني على اساس اني لازلت كامله وان موته ما بتر مشاعري ولا كسر الانسان اللي داخلي بصوت مبحوح رديت وانا اهز راسي بمعنى لا
:- ما برجع ...ما اقدر ارجع (رفعت كتوفي وفتحت كفوفي مثل الحيران ) اساسا شلون ارجع و وليش ولمن؟؟؟ (نزلت دمعه ) ما اقدر ابتعد اخااااااااااااااف
تنهدت هاجر بقوه وحبست دمعه بغت تفلت من عيونها ومسكت يدي وقالت
:- شوفي حبيبتي ادري ان موت جدش مو هزش الا زلزلش لكن بعد انتي تربيته وما اظن الا متيقنه ان تربية ابو محمد مايكون نتاجها انسان مهزوز ايمانه ضعيف ...
سحبت نفس وسكتت شوي تلملم افكارها وتعطيني فرصة اتمعن في اللي قالته وبعدها قالت
:- انتين واعيه للي قلتينه؟( ومن غير ما تنطر اجابتي واصلت) لازم ترجعين.... ليش؟....لانش محاتجة ترجعين ... ترجعين لحياتش الى ابوش، لزوجش،لعايلتش.... هني يمكن تحسين انش اقرب له لانش في بيته وبين اولاده .... لكن صدقيني هذا بيكون شعور مؤقت وبعدها بترجعين تحسين بالغربه والوحشة ومرارة الذكرى....لكن هناك كل شي موجود حتى اللي فقدتيه....وصدقيني ان المسافة زادت او قربت ما لها معنى دامه حي بقلبش
انهت كلامها وانا احس انها ولاول مرة مو قادرة تفهمني الا كانها ما تعرفني طالعت امي نجاة اللي من تكلمت هاجر للحين ما نطقت بكلمة وقلت ردا على هاجر انما الكلام موجه لامي
:- انتين تدرين انا ويش اللي فقدته ؟؟؟ علشان تقولين انه موجود هناك .... انا فقدت الامان السند فقدت ابوي وامي واهلي وعشيرتي ...انا من غيره بلا حماية بلا ملجأ انا من غيره مكسورة انا من غيره مهزومة وضعيفة....
عجزت اني اكمل وسحبت اكبر قدر من الهواء لصدري انما ببطء خايفة اذا تسرعت تنفجر رئتي رجعت ظهري لورى وتسندت غمضت عيوني ومسحتهم بيدي وفتحتهم على صوت امي تقول
:- حبيبتي عليا لا تقولين جذي وما عليش من هاجر ترى ان غاب ابوي فانا وخوالش موجودين احنا سندش وحماش بعون الله ...وفي الاول والاخير القرار لش اذا حبيتين ترجعين فانتي حرة وان حبيتين تقعدين فالعين اوسع لش من الدار
قبل ما ارد التفتت هاجر لامي اللي قاعده وراها وردت بلهجه ساخرة اغضبتني في البداية وضحكتني في الوسط ووعتني في الاخير
:- انا يام علي ابي مصلحتها وان ما عجبها كلامي... وما همني راضاها دامني اقول الحق وفي صالحها.... وما اقول انش وخوالها ما تسدون لكن وان وسعت دوركم فمن يضمن ان صدور كل اصحابها توسع لها ولمتى؟؟؟
(هذا اللي اغضبني لانها تحسسنس اني ممكن اكون منبوذة وحمل ثقيل غير مرغوب فيه)
وما اظن هاجر اهتمت لمن خزيتها لانها كملت
:- وخوالها وان حاولوا يعوضونها عن جدها ما بيقدرون لانه الله يرحمه كان يسد مكان ابوها ودام ابوها موجود فاحساسها هذا ما له اساس من الصحة وهذا الحزن وصدمة الفراق اللي يخليها تتخيل هالاشياء
(وهذا اللي ضحكني .... الهم اللي يضحك ... عجل انا ما فقدت شي وابوي اللي صار لي عشرين سنه ما اشوفه الا في المناسبات هو اللي يسد محل جدي الا على حسب تخاريف هاجر جدي كان يحل محله )
هاجر ما ثنتها نظرة الغضب في عيوني قبل عشان جذي ما اهتمت لنظرة السخرية واسهبت في حديثها بلا مبالاة لرددود افعالي فرمت درتها لمن قالت
:- غير ان كل هالكلام مأكول خيره وماله داعي لان بنتش حرمة متزوجة ومكانها بيت زوجها يعني احنا سؤالنا متى بترجع؟ موبترجع او لا... مع انه سؤال واضحة اجابته ....المفروض ترد اليوم مع زوجها (وردا على تعبير امي المستاء اللي يقول لهاجر انتين وش تقوليييييييييين!! كملت هاجر) العزا وخلص ودراستها ناطرتها هناك فليش القعدة؟
وهذا اللي وعاني لمن هاجر صفعتني بحقيقة كان عقلي مغيبنها رغم انها كانت قدامي بكل وضوح وتثبت حقيقة وجودها في كل لحظة ابتداء من لحظة سماعي للخبر لهالحظة... حقيقة مفادها اني ما عدت حرة لاتخاذ اي قرار لاني مثل ما قالت هاجر وبساطة متزوجة... مملوكة من قبل ولد عمي خااااااااااالد بن مشعل
علشان جذي صدقت اني لازم ارجع.... لاني محكومة باني ارجع
لكن برجع بطريقتي ... برجع مثل ما لازم اكون... قوية ما اسمح لاحد انه يستغلني
برجع اعلمهم من هي عليا وان موته ما كسرني لا.... موته قواني
خــــــــــــــــــالـــــــــــــــــــد
ودي امسكها من كتوفها واهزها بكل قوتي على امل ان هالحركه بتكسر قالب الجمود والبرود المستفز اللي مغلفنها.... صايرة كانها طيف يتحرك حولي موجوده لكن ما تقدر توصل لها اوتلمسها .... بالجسد موجوده معي انما العقل والروح في سبات شتوي ما يجي ربيعه الا اذا
تجرأت وابديت راي في شي قالته او سوته... لحظتها تشتعل النيران في عيونها وتنحرق اميرة الجليد وتنولد من رمادها لبؤة متوثبة للهجوم على فريستها اللي هي دائما انا.... لحظتها افرح ان الحياة رجعت لها وانها واعية لوجودي وتتفاعل معي واتناسى ان النهاية تكون دائما اما موت الفريسة او اصابتها بجروح غائرة .....جروح تولد نوبات الم لا يمكن الادمان عليها ... جروح ما اقدر اداويها وتاركها مفتوحة عشان ما تقفل على قيح لكنها ابد ما تلتئم لانها ترجع وتغرس مخالبها في نفس الجرح وكل مرة تتعمق اكثر واكثر..... والامر والانكى انها اذا اشبعت رغبتها في القتال والتلاعب بفريستها ورجعت تلبس ثوب اميرة الجليد وجيت بنتفض لكرامتي المذبوحة انتبه.... انتبه لوجود عليا بين الاميرة واللبؤة
شماغي على كتفي وعقالي على راسي فوق الطاقيه، كموم الثوب مثنية وبيدي ملف بخصوص العقد الجديد بينا وبين الشركة الالمانية واوراق تخص الالات اللي بنستوردها وتقارير المهندسين وهم ماله اول من تالي .....فتحت باب الجناح وانا اناظر الساعة لقيتها عشر ونص ان شاء الله أقدرألحق وادرس الملف قبل موعد الاجتماع....الملف عندي من يومين لكن التغيير في التشكيلة الادارية بسبب قرار بوعبد العزيز بالتقاعد وبيع اسهمه في الشركة خلاني ما اقدر احك شعر راسي فشلون دراسة ملف دسم مثل هذا ....سكرت الباب ومشيت لعند طقم الكنب اللي في الصالة لقيت التلفزيون شغال والطاولة الزجاجية اللي بالنص عليها كم كتاب وملف فوق بعض الظاهر انها كانت تدرس هنا رميت الملف والمفاتيح على الطاوله وبعدها رميت حالي على الكنبة المفرده ورجعت راسي لورى وغمضت عيوني ورفعت يدي ادلك جبيني في محاولة لتبديد الالم ....وانا كذا سمعت صوت خطواتها تقرب وريحة الكوفي ضربت في راسي
رفعت يدي وفتحت عيوني لقيتها جالسة بيد ماسكه كوب الكوفي وبالثانية ما سكة الرموت ترفع صوت التلفزيون تأملتها لقيتها كعادتها لمى تكون معي في الجناح لحالها لابسة جلابية بسيطة فضفاضة ورافعة شعرها بكلبسة فوق راسها والاهم تتصرف ولا كأني موجود تذكرت قراري اللي اتخذته باني احركها من سباتها بس هالمرة بطريقتي واكون انا الصياد وهي الطريدة ...لكن التعب والارهاق خلاني ااجل هالفكرة واكون بعيد عن استفزازها هاليومين
عشان كذا قلت وانا ادلك رقبتي على وعسى يخف الالم شوي
:-عليا الله لا يهينك صلحي لي كوب كوفي وناوليني حبتين باندول اكسترا
ما ردت لكنها بعد ما تحركت من مكانها قلت يمكن ما سمعت فرجعت اكرر
:- عليا سمعتيني ابي كوبة كوفي وحبتين لوجع الراس
ناظرتني وهي رافعة راسها لفوق ورجعت تشاهد الفلم وكانها تقول سمعت لكن ما بتحرك
حالتي ما تسمح باني اخذ واعطي معها بسبب الخدر اللي احسه بجسمي هذا غير اني وان ما تعودت تجاهلها لي لكن الفته بس اللي مو مستيغه ولا قادر ابلعه هو نظرة الاحتقار بعينها.... موجة الم ثانية ضربت راسي خلتني اوقف واتجهت لغرفة النوم اخذت دش بارد وطلعت بعدها للمطبخ صلحت كوفي وبلعت حبتين باندول ورجعت للكنبة اللي كنت جالس عليها في الصاله
فتحت الملف وحاولت اتناسى الالم واركز على الشغل اللي قدامي لكن ما في فايدة الوجع ما خف وصوت التلفزيون زاد علي فقلت بحده
:- عليا وطي الصوت او حتى سكري الجهاز بكبره
لفت راسها لي ونظرة تحدي بعيونها
:- نعم ، ولش ان شاء الله ؟؟؟
تاففت ما ودي وما عندي الطاقة في اني ادخل حرب كلاميه معاها فقلت
:-اوف ...انا لله وانا اليه لراجعون يا بنت الحلال انا راسي يوجعني وراي شغل لازم اخلصه الليلة ( استمرار نظرة التحدي في عينها استفزتني وخلتني انفعل ) عشان كذا سكري الزفت التلفزيون
استمرت نظرت التحدي مضاف عليها الغضب وحطت رجل على رجل وقالت
:- ليكون على بالك بخاف من صوتك العالي وبركض البي اوامرك...التلفزيون ما بطفية
واذا على شغلك كا عندك مكتبك قفله عليك وسوى اللي تبيه ....واذا على راسك ترى محد مجودك اشرب لك حبتين باندول ونام
تعوذت من ابليس وانا ما سك راسي واخذت نفس قوي
:- مثل مانتي براضية تسكرين الزفت انا بعد ما بغير مكاني ...والنوم رفاهية ما اقدر عليها في الوقت الحالي مثل رفاهية الحرمة الصالحة اللي انا محروم منها
خلعت رداء الاميرة وارتدت ثوب اللبؤة الثكلى وقفت وردت بكل شراسة
:- والله محد ضربك على ايدك وقال لك تزوجني .... واذا تبي اللي تدللك وتصير لك عبده وشغاله فالحل بيدك طلقني وتزوج ( وقالت بسخرية تقلدني) الحرمة الصالحة اللي انحرمت منها
هذي انجنت ولا وشو كل كلمة والثانية جابت موال الطلاق كنت بوقف اصرخ عليها لكني مسكت اعصابي وظليت جالس علشان ما تحس انها دفعتني لاقصى حدود الغضب وعشان تعرف ان وقوفها وجلستي ما يمنحها اي افضليه وانها ما هزتني فقلت وانا صاك على ضروسي
:- طلاق لا عاد تجيبي سيرته لاني ما بطلق ولو كانت روحك معلقة عليه... واذا ما عرفت اادبك واحولك لحرمة صالحة ساعتها بشوف غيرك
ونزلت راسي للملف في اشارة الى ان الحديث انتهى لكنها ما انتهت لانها ظلت واقفة مكانها تضرب الارض برجلها وانا ولا هنا بعدها جلست على الكنبة تهذر وتغذي غضبها وكانه بيعطيها القوة عشان تتحداني
:- ايه مو على باله ان كل شي بكيفه وانه الدنيا ما تمشي الا حسب ما يهوى... واني وليمة سهلة ...خاتم في صبعه..الا على باله عبده شارنها بفلوسه .... شافني يتيمة لا ام ولا اهل عندي وحاوليني وابو باعني عليه قال خلاص مقدور عليها ...على باله بيكسرني
تعليقها على موت جدها وتعليقها الجارح اني استغل ضعفها واللي يحط من قدر عمي وقدرها باعتبارها سلعة تنباع وتنشرى خلاني ارمي القلم بقوه على الطاوله لدرجة انه ارتد عنها وطار الى ان وصل لعند باب غرفة المكتب... وقفت واتجهت لها ومديت يدي ومسكت كتوفها وقفتها وهزيتها وانا شاد على اسناني عشان احد من قوة مسكتي لها وقلت
:- ابي اعرف عقلك وينه ...ابي اعرف انتي وش تبين؟؟؟
سكتت ما ردت وعيونها مسكرة بقوة رافضة انها تناظرني وجسمها يرجف بين ايديني من خوفها او من كثر ما هزيتها ما عرف كل اللي اعرفة اني رفعت يدي من على زنودها وحطيت يدي على خدودها ورفعت راسها لي بحزم من غير قسوة وقلت بصوت منخفض لكن بلهجه صارمة
:- عليا ناظريني.... (واول ما فتحت عينها حسيت بالخوف فيها وضعفها هذا طفى غضبي لكني قاومت رغبتي في ضمها وواصلت كلامي) ادري فقدك جدك الله يرحمه شي مو سهل وان جرحك بعده طري خاصه انه ما كمل حتى اسبوعين من موته
راح الخوف من عيونها وامتلت بدموع حزن عصية رفضت تنزل على اخدودها...خففت من مسكتي لوجها وصرت احتضنه بحنان واقاوم رغبتي باني ادفن وجهها في صدري وقلت
:-عليا انتي منتي يتيمة ولا مقطوعه بلا اهل انتي حتى وانت هنا في بيت زوجك بين اهلك ولا نسيتي ان ابوي عمك...واذا على امك مو من بعدها البحرين ....اما بخصوص عمي فلا عاد اسمع هالهرج (لاحظت نضرة اعتراض فرجعت امسك وجهها بحزم وواصلت ) خليني اكمل مو لانك غضبانه مني لاني جبتك هنا وما رديتك بيت ابوك حسب رغبتك المجنونه ان عمي باعك انتي تدرين انه زوجك لي لانه شاريك ويبغاك دوم جمبه.....وحطي بالك زين انك زوجتي وبنت عمي يعني انا حماك وسندك اللي يقويك ومستحيل اكسرك
رفعت يدينها وهي قابضة على اصابعها ودخلتهم بين ايديني ونفضت ايديني ورجعت خطوة لورى وقالت وعينها تلمع بالغضب وسخرية
:- يمكن يكون ابوي على باله انه شراني وانه ما قصر لمن زوجني لك لانه يحسبك رجال لكنه باعني لانه زوجني لشبه رجال
خلاااااااااااااااااااص نفذ صبري وتقدمت بسرعة منها ورفعت يدي كنت بضربها لكن الخوف المخلوط بالكبرياء الغبي اللي خلاها توقف متسمرة مكانها وتغمض عينها بشده خلاني بدل ما اعطيها كف....ادفها بصبعي لورى واخليها ترتمي جالسه على الكنبة اللي وراها وانا اصرخ فيها وصبعي السبابه الوح بها قدام وجهها
:- سمعيني زيييييييين والله ثم والله ثم والله ان ما احترمتي حالك واحترمتيني يا بنت يوسف الا (رفعت كفي اليمين وكاني بهم بضربها ) ما في شي بيردعني عن ضربك وتاديبك (حاولت تقوم فرجعت دفيتها )واذا تحسبين سكوتي وصبري على تصرفاتك ضعف او عدم رجولة (ورفعت سبابتي وحطيتها في صدغها بقوة ميلت راسها ونزلت نبرة صوتي لكن زادت حدته)فشيلي هالفكرة من راسك وتسنعي احسن لك ...فهمتي (ما ردت فرجعت اطالبها بالرد بان قربت وجهي لوجهها واقول بحدة وعيون ترمي شرر) فهمتي
رفعت راسي ورجعت للكنبة اللي كنت جالس عليها ساعتها وقفت وقالت بغضب
:- فهمت ...لكن انت بعد افهمني انا وحده ما ابيك ما اطيقك فليش تربط روحك في وحدة رافضة حتى لمستك ...طلقني وفكني
ما ناظرتها وقلت وبكل برود وانا افتح الملف
:- قلت احترمي حالك واحترميني (تكتفت وناظرتها بنظرة تفحصية من فوق لتحت )واذا على بالك ان رفضك بيمنعني من لمسك فانسي (ابتسمت بتعمد وانا اشوف الهلع والخوف في عيونها لكني واصلت ببرود) انا في هالاربعة ايام اللي فاتوا ما لمستك لاني كنت مراعي لحالتك اما الان .......(تعمدت اسكت وعيني تتجول ببطء على جسمها ورجعت اركز على عينها ولويت فمي بابتسامة ساخرة وقلت )فنفسي تشمئز من فكرة لمسك اساسا....لكن طلاق لو فيه موتي ما طلقت
فتحت عينها بذهول ورجعلت خطوة لورى شعرت اني صبتها في الصميم واهنتها اهنت الانثى بداخلها ندمت وقبل ما عبر عن ندمي قالت بقسوة
:- ما اقول الا ربي يا خذك وافتك منك
وركضت على غرفة النوم ورقعت الباب بقوة هزت المكان وانا ...انا ... استوعبت بذهول مخدر انها تكرهني وتنفر مني لدرجة انها تدعي علي بالموت .... وادركت بعدها اني اتالم لان طعنتها كانت في القلب وان هالمرة مصير فريستها كان الهلاك
ســـــــــــــــــــــارة
جالسة قباله ما يفصلني عنه غير طاولة صغيرة في كابينة المطعم ويدي ممدوده على طرحتي افكها تلبية لرغبته وتحت إلحاحه في انه يشوفني كذا من غير قيود اوحواجز....وبرغبة غير معلنه مني في سماع كلماته اللي تلمس القلب وتعزز غروري الانثوي طعته باستسلام بعد ما حسسته اني مجبره على كذا واني لجل خاطره وله بس بفك الطرحه... وفعلا فكيتها بحركات بطيئة ومتردده وانا اتذكركيف وصلت لهنا
كنت اتمشى في ممرات المستشفى ادور على عيادة الدكتور عصام ....اخصائي العيون وصلت عن باب العيادة ودقيت الباب طبعا كنت ادري ان اليوم ما عنده مواعيد عشان كذا اخترت اليوم لمقابلة عصام اللي صار لي سنه اكلمه لكن اول مرة راح اشوفه بحكم كونه كان خارج الرياض وتوه انتقل لها.... وصلت عند باب العيادة ورفعت يدي بدق الباب لكن سمعت صوت ضحك ....صوت انثوي ...نزلت يدي ولفيت بارجع مكان ما جيت ...لا...لا مو انا اللي يستغفلني عشان كذا رجعت ومن غير ما ادق الباب فتحته ولقيت حالي بمواجهة بنت جالسة على طرف طاولة المكتب بيدها سماعه طبية ولابسة بالطو ابيض ...تجمدت ضحكتها من فتحت الباب وقفت على طولها تناظرني باستغراب وقالت بكل مياعه
:- اظن انه من الادب انك تدقين الباب قبل ما تدخلين ؟!!!
ناظرت عصام اللي كان جالس على كرسيه مكتف يدينه وراسم ابتسامه مايله على وجهه يستنى اجابتي على سؤالها
كنت ناويه اطنشها لكن موقفه الساخر خلاني ارفع حاجب وارد بتحدي سافر وجرئ وانا افك لثمتي واكشف عن وجهي كتأكيد للي بقوله
:- والله ما كنت اعرف اني احتاج استأذن في الدخول على خطيبي
صراحة فاجأة نفسي موبس فاجائتهم وكملت عليهم وانا داخلي اغلي واقول يستاهل على باله اني سهلة وساذجة وبيلعب علي بسهولة فقلت بلهجة عتب
:- خاصة انه متفق معي على هالوقت كونه وقت استراحته وما وراه مواعيد
البنت افاقت من ذهولها قبله وقالت واعتذرت وهي مرتبكه
:- مسامحة ما كنت اعرف (وكملت تلومه) الدكتورعصام ما خبرنا انه خاطب و...
تنبه عصام اخيرا وقف وجى يوقف بيني وبينها وقال في محاوله لانقاذ ما يمكن انقاذه وهو يتعثر في كلامه
:- انا ما قلت شي لان الامر بعده ما تم ...اقصد حنا لسى ما علنا ...يعني الخطبة مهي برسمية ...وسارة اكيد عاذرتك
وجه نظرة بمعنى تكلمي كنت ناويه امعن في احراجهم اكثر من كذا لكني كمان محتاجه اسمع ردوده تبريراته للتساؤلات والاتهامات اللي تدور براسي فهزيت راسي بموافقتي للي يقوله
استاذنت البنت على عجل واول ما سكرت الباب ومن غير ما استناها تبعد هجمت عليه بأسئلتي
:- ممكن اعرف من حظرتها ؟ وش طبيعة العلاقة اللي بينكم ؟
قصر المسافة من بينا بخطوة وحدة وقال
:- هذي الدكتورة اسيل ... زميله (واكد بانه كرر وهو حاط عينه بعيني) مجرد زميله عمل
وترني قربه مني خاصه اني اول مرة اكون بهالقرب من رجال غريب...لكن غضبي ما قل
:- لااااااااا ؟؟؟ مجرد زميله !!! ليه انا بزر اصدق هالكلام الفارغ ؟؟؟
ابتسم ورفع يده بيلمسني لكني تراجعت خطوه لورى فقال بعد ما نزل يده واشر لي اجلس على الكرسي اللي عن يمين المكتب
:- تغارين ...( قالها كتقرير واقع مو كسؤال )
رفضت دعوته وقلت بمكابره والدم ارتفع لراسي من الاحراج لكونه قدر يستشف مشاعري
:- اكيد لا ... بس ما احب احد يستغفلني ...والله جلستها على الطاوله وضحكتها المايعة تقول انها اكثر من زميلة
ضحك وبقوة خلت راسه يرتد لورى وهذا خلاني اشتعل غضب وكنت ناويه اتركه وارجع البيت لكنه قال
:- الا اكيد انك تغارين(كنت بقاطعه لكنه كمل) بس صدقيني يا عمري هي الللي راميه حالها علي ... وانت تعرفين ان قلبي ما يشوف غيرك
نزلت راسي وقلبي يرقع بقوه ...اثر في كلامه بس انا محتاجة تاكيد اكبر واقوى
:- واضح ...عشان كذا جالس تسليها وتضحك معاها وانت تعرف اني اليوم جايه اشوفك... فاذا كنت نادم على معرفتك لي وتبي تقطع علاقتك معي فما له داعي لذا كله وانا مستعده انسحب من حياتك والان
فتح عيونه على كبرهم وقال بسرعه ولهفة
:- افا يا ذا العلم انا؟ ...انا اضيع سارونه حبيبتي لاجل وحده مثل اسيل ؟؟؟ صدقيني يا قلبي انها راميه حالها على بس انا ما حبيت اسوي فضيحة في المستشفى ولا كان لي تصرف ثاني معاها....
قرب الابتسامة شاقه وجهه
:- واذا تبين دليل فيكفي اني ما اعترضت على خطبتنا
جملته هذي خلتني ابلع كل الاعتراضات ولا اراديا ابتسمت بحيا وعضيت على شفايفي وقلت بصوت منخفظ احاول ابرر تصرفي
:- يعني وش تبيني اقول ؟... (واخفيت ابتسامتي وقلت بدلال ما يخلى من الغرور) واذا كنت صادق فانا خدمتك وابعدتها عنك ...وما اظنها بتقرب منك وهي تعرف انك خاطب مو؟؟؟
ابتسم وقال وعيونه تلمع بفرح
:- انا اشوف اني محظوظ ...والله انا ما كنت احلم انك تقولين انك خطيبتي (وكمل وهو يغمز بعينه) عشان كذا انا عازمك على الفطور
من غير ما يستنى ردي قام وبدل البالطو بجاكيت وسحب مجموعة مفاتيح من على الطاولة واشر تجاه الباب توني استوعبت الموقف وفتحت فمي باعترض لكنه اسكتني قبل ما اتكلم لمن قال
:- اظن اننا بحاجة لمناقشة امورنا وكيف احول حلمي بخطبتنا لحقيقة
وانتهت الذكرى وانا احط طرحتي على كتفي وافرد شعري على متوني وبعدها رفعت عيني لوجهه بحيا لقية يسحب نفس عميق ويعض على شفايفه وبعدها قال
:- اخ ....وينك عني كل هالسنين اللي طافت ...والله ان الكام ما كانت موفيتك حقك (هز راسه بلا وهو مغمض) والله ان جمالك يسحر ويصهر الحديد
حسيت ان الدنيا مو واسعتني من الفرحة وضحكت ضحكة تعبر عن مشاعر الفرح والخجل والتوتر اللي بداخلي وقلت بغنج وانا اداري عيوني عنه
:- يعني عجبتك ؟؟
رد من غير تردد
:- الا ارديتيني صريع بهواك
ضحكت من قلب على مغالاته ضحكة اغتيلت في مهدها وتحولت لشهقة رعب وذهول
ما عرفت كيف الا اساسا ما كان عندي الوقت اني افكر او اتساءل كيف وليه ...نظرته جمدت كل شي ....عقلي ،دمي ،لساني ، اطرافي ، دمعتي، رئتي
اول شي رجع للحياة كان رئتي قدرت واخيرا اتنفس الشي اللي سحب دموع الخوف والرجاء والذل....اللي بطبيعة الحال خلى الدم يرجع يمشي في عروقي فارسل رجفة في كل جسمي
لكن عقلي ظل غايب متجمد واطرافي بصعوبة استجابت له وهو يدفني قدامه بقوه كان يحرك شفايفه بكلام غير مفهوم لان الطنين اللي باذني ما خلاني اسمع هو وش يقول ولساني ما قدر ينطق....
كيف وصلت لغرفتي ما اعرف ولا حتى اتذكر كل اللي اتذكره هو منظر يدي وهي ترجف من غير ما اقدر اسيطر عليها.... وقبل ما استجمع شتات نفسي عاد كل شي فيني للحياة احساسي بجسمي وقدرتي على النطق والسمع .... كل رجع اول ما لسعني عقاله ويده ورجله ولسانه
كان مثل الحيوان الهايج الغضب نفى اي صفة ادميه فيه..... مر دهر انا تعبت من الصراخ وجسمي تخدر من الضرب وهو تعب والدليل ان صوته انخفض شوي شوي وبعدها ما عاد في صوت غير صوته لهاثه وعقاله اللي يجلدني ...توقعت اني بموت تحت يده وانا منثنيه على نفسي واحمي راسي وجهي بيدي.... الى ان ابعدته يد عني وصوت امي من بعيد يصرخ
:- ماااااااااااااااااااااااااااااااجد
عــــــــــــــــلــــــــــــــــي
اليوم وبعد مرور شهر قضيناه في حالة توتر وترقب وخوف ....استجاب سبحانه وتعالى لدعائنا وتحسنت حالة الوالد ورجع لنا في رحلة طويلة بالنسبة لنا وبالذات امي ومزنه تجاه الشفاء ....
طلعت من عند الطبيب المتابع لحالة الوالد وانا طاير من الفرحة نتايج التحاليل الاخيرة كلها تبشر بالخير وتسر الخاطر..... وقفت عند المصعد استناه يفتح لكن وبعد ما ضغطت على الزر مرتين متتاليتين في محاولة لاستعجاله نفذ صبري ورحت اركض على الدرج مو قادر استنى اكثر ابي اشوف تباشير الفرح على وجه ابوي وعزيز اللي مرافق له اول ما يعرفون ان الطبيب كتب للوالد بخروج اليوم.....
وصلت للدور اللي فيه غرفة ابوي وسحبت جوالي من البالطو في قرار ان اكون اول من يخبر امي بهالخبر....وبمجرد ما ردت على اتصالي قلت وانا في نفس الوقت ادخل غرفة الوالد واتجه ناحيته امسك يده ابوسها واناظر بعين عزيز
:- البشارة يام علي ابوعلي الطبيب ارخص له يرد البيت
امي صحت من ذهولها وكان رد فعلها اسرع من الوالد وعزيز وقالت بصوت مليان فرح
:- الحمد لله رب العالمين ...الله يبشرك بالجنة... ابشر بعزك اطلب وتمنى.
ابتسمت وقلت وعيني على الوالد
:- اول شي رضاك ودعائك انتي وابو علي ياام علي وثاني شي تشرفوني وتجلسون عندي بالرياض شهرين
استغربت امي وابوي ردوا بنفس الرد
:- شهرين !!
وقبل ما ارد نطق عزيز
:- حدك اسبوع وبالكثير اسبوعين وبعدها (وبلهجة استفزاز وتحدي)ام وابو عبد العزيز بيردون معي للشرقية
ابتسمت واهملت الرد عليه لاني اعرف عزيز يحسب اني باخذ مكانه واتعدى عليه كالولد البكر اذا كنيت الوالده او الوالد باسمي بدل اسمه واصغيت للوالده وهي تقول
:- الله يخليك ويرفع شانك ويعزك في خير بس شهرين كثير وعلى ما قال عزيز حدنا اسبوعين وحنا رادين للشرقيه الا اذا حالت ابوك ما تسمح هذا شي ثاني
رديت عليهاوانا اطمنها
:- ابو علي ما فيه الا عافيه (وكنت ناوي اغيظ عزيز واقول يا ام علي لكني تراجعت ) ويا ام عبد العزيز انا قلت شهرين وانا ادري انها قلال ولكن قلت لنفس خلك قنوع
وقبل ما ترد امي قال الوالد وهو يمد يده لجوالي
:- خلك من الهرج الزايد وهات الجوال اكلم امك وانت واخوك عجلوا في اجراءات طلعتي
وفعلا اتجهت انا علشان استكمل اوراق خروج ومواعيد الوالد وبعدها رحت الصيدلية وعزيز راح يقرب السيارة لعند الباب علشان مايمشي الوالد مسافه كبيرة خاصة انه رفض يطلع من المستشفى على كرسي متحرك.....خلصت من كل الاجراءات ورجعت لابوي واستغربت اول ما فتحت الباب ان عزيز مهو بمعاه سالت ابوي وانا ادخل كيس الادويه مع الاوراق في جيب الشنطه
:- اجل عزيز وينه ؟؟؟معقول للحين ما قرب السيارة
ابوي هز كتفه وقال بصوت يملاه القلق
:- انا بعد اشوف انه تاخر هو قال ان السياره مهي بعيده ...(وحاول يعطي لنفسه مبرر عشان ما يقلق) يمكن يكون شاف حدن يعرفه ووقف يهرج معه
ابتسمت وطبطبت على كتفه اطمنه
:- بروح اشوفه يمكن يكون واحد من السكيورتي معطله لانه ممنوع ايقاف السيارات امام الباب مباشره بس الله لا يهينك يبه عطني جوالي لاني ما عرف وين السيارة بالظبط
طلعت من غرفت الوالد واتصلت مباشره على جوال عزيز لكن ما في رد مره وثنتين وثلاث وما في اجابه ....طلعت من مبنى المستشفى واتجهت لمواقف السيارات وانا وجوالي يعيد الاتصال اليا لكن ما في اي جديد ....دائما ما في رد ..... الى ان لفت انتباهي سياره باب السائق فيها مفتوح
....ابتدأت اشعر بالقلق ...هذي سيارة عزيز ...ليش بابها مفتوح ؟؟؟؟ليش ما حركها من مكانها ؟؟؟
اسئلة خوفتني....لكن ما عدتني للاجابة ....قربت وجوالي نزلته من اذني لكن لازال يتصل على جوال عزيز اللي وصلني صوته وبعد شويه خطوات كنت قدام السيارة اسمع جوال عزيز يرن والسيارة خاليه وما تشتغل ....اتجهت لعند باب السائق وشفت
شفته
...شفت عزيز طايح على الارض نزلت لعنده اناديه ...وتحسست نبضه ساعتها صرت اصرخ
:- عزيز....عزيز .......عزييييييز تسمعني
مافي نبض ما في نفس ...شقيت ثوبه ما في وقت لفتح الازرار ابتديت انعش قلبه... وكنت اضغط بجنون انتهي من العد وافحص النبض مره وثنتين وثلاث والنتيجه وحده لا نبض ...
فجأه انتبهت ان جوال عزيز لا زال يرن التفت ادور على جوالي لقيته مرمي علي بعد اشبار مني اخذته قطعت الاتصال بعزيز واتصلت على الطوارئ بالمستشفى وش قلت ما ادري لكنها لحظات وكان المسعف جنبي ابعدني تحسس النبظ والنفس واخذ الجهاز وحاول ينعش قلبه عن طريق صعقه بعد ثلث ساعة ناظرني وقال
:-.............. الساعة تسع وسبعة وعشرين دقيقه صباحا.
(اعلان زمن الوفاة )
توقف الطنين اللي في اذني وعقلي وبكل قسوة قرر انه يفهم ومن خلال ارقام بارده مثل الموت ان عزيز مات
مو انعدام النبض او النفس لكن ذكر الوقت وقبل ما استوعب الوضع ومن غير ما احصل على فرصة للادراك شقد فقد الاخو يهز ويكسر الظهر بكل قسوة هاجمني الواقع بقول المسعف
:- اظن دكتور انت اللي بتكتب شهادة الوفاة ... بس اذا ما في احد يعرفه... شوفوا اذا عنده جوال او شوفوا بوكه علشان نتعرف عليه ونخبر اهله
رديت وانا احمل راسه واحطه عند صدري
:- انا اعرفه ...انا بخبر اهله ...(وكنت بحاجه لان اقول) هذا اخوي هذا عضيدي
ساعتها المسعف طبطب على كتفي وقال
:- الله يرحمه ويجعل مثواه الجنه ...واحسن الله لك العزاء
وحاول يخذه من عندي علشان يدخله المستشفى لكني اعترضت
:- انا بحمله بنفسي وبدخله ...يكفي اني ما كنت جنبه لمن فاضت روحه
الغريب ان امي وابوي تقبلوا موت عزيز بتجلد اكثر مما اظهرته انا ...او لا مو غريب على شخصين مؤمنين مثلهم ....كنت جامد صلب قاومت المي قاومت دمعتي وانااخبر اهل ندى ورتاج, والاقسى اني كنت حامل الاخبار السيئة لابوي وامي ومزنه وكان لازم اظهر القورة والجلد وصبرت حتى اثناء دفن عزيز اللي نزلته للقبر بنفسي... لكن ما توقعت ان دروعي تنهار وتندك حصوني لمجرد رؤيتي لفراس في حظن امي ....ليلتها بكيت مثل الطفل اليتيم على مخدته البارده
بكيت يتم فراس ...
بعد خمسة ايام
((وداد))
في الكفتيريا لحالي شاغلتني افكاري عن كل ما يحيطني افكار تتلاعب بمشاعري مثل ما الامواج تتلاعب بقطعة الخشب طافية نعم لكن ابدا مو قاعدة تسيطر على اتجاها وحركتها...بس وش اللي ممكن يصير بقدر اصمد قدام سخرية واستهزاء تركي وانجو من دوامة المشاعر مثل ما ترمي الامواج قطعة الخشب على الشاطئ ؟؟...او اقبل الهزيمة واترك تركي يتلاعب بمشاعري ويغرقني مثل قطعة الخشب اذا تشبعت بالماي ؟؟...
كنت ادري انه رجع من جده عشان يحضر عزا عزيز لكن ما كنت متوقعة اني اشوفه ....العنود قالت انه بيسافر عقب العزا مباشرة ....
(لو كنت اعرف انك هنا ما كنت جيت )
نطق لساني باول شي خطر على بالي بمجرد ما طاحت عيوني على تركي واقف على باب المبنى الجديد...بيت صغنون يبنيه خالد في الحديقة الخلفية لبيتهم كان مجرد جدارن بيضاء
ناظرني من فوق لتحت وابتسامة سخريه على وجهه
:- ليش؟خايفه يقولون انك مو خجوله ويظنون انك مواعدتني هنا ؟...
( فتحت عيوني مصدومه منه واتسعت ابتسامته اكثر وانصدمت اكثر لمن كمل وقال)
:- ولا خايفة اني اعرف ان فضولك اجبرك انك تجين وتشوفين بيتك الجديد؟
رديت بخشونه وتحدي وحاولت قدر الامكان ما ابين مدى غضبي ما ابيه يعرف ان مجرد حضوره يربكني يخلني ما افهم حتى نفسي عشان كذا اول ما يفتح فمه يرتفع ضغطي
:- وليش اخاف ؟!!! الكل يدري اني جيت عشان ادرس مع العنود خاصة ان Mid-term قرب...(وكملت ارد على رفعت الحاجب اللي تقول انه مو مصدقني) والعنود بنفسها قالت لي ان هذا بيت عليا وطلبت مني اسـ...(ادركت بوسط الجمله ان العنود تلعب علي ......مسكت نفسي لا اشتمها كانت تدري ان تركي هنا ومع ذلك قالت لي اسبقها ) العنود تدري انك هنا ؟؟؟
حسيت اني غبية وانا اسأل هالسؤال ...اكيد ما بيصدق بيعتقد انها حجه مني وبدل ما يرد على سؤالي ضحك وقال
:- هههههههههههه يعني العنود مدبره موقف رومانسي .... مسكينه العنود على بالها انك مثل كل البنات تتأثرين بهالشغلات
رجع واهاني من جديد كنت ناويه ارفع يدي واعطيه كف لكن ما ردني الا صوت العنود تكلم تركي من وراي
:- انت هنا ؟ توقعتك طلعت مع اخوياك
ابتسم للعنود ابتسامه صافيه وقال يتعمد يحرجني
:- وقتيها صح توني بطلع الا لقيت هديتي على الباب...(ناظر ساعته ) بس لسى في وقت تعالوا افرجكم على البيت
التفت للعنود وانا احس بحراره في اذاني وخدودي وقلت بصوت شبه هامس من الذهول
:-لا الوقت تاخر وصار لازم ارجع البيت ...
الحمد لله العنود اخذت المبادره وقالت
:- يلا كشاكيلك وشنطتك في غرفتي
حطيت يدي على خدي وفتحت فمي وعيوني وانا متاكده من ارتفاع حرارتي ان خدودي اشد احمرار من خدود العنود بسبب كلمات تركي الللي جت من ورى ظهري
:- تمام اذا كذا العنود روحي البس عباتك وهاتي اغراضها...(سكت شوي وبعدها واصل )على ما اخذ وداد بجولة على بيت المستقبل وبعدها نرجعها لبيت عمي
انقهرت وما صدقت عمري ....العنود وبكل هبل طاعته وراحت عني التفت له وانا منزلة راسي وشاده على قبضتي لدرجة ان اظافري حفرت في باطن كفي في محاوله لضبط درجة غضبي
:- انت انجنيت ...انا ادخل معك ولحالي ...انت اكيد تحلم (وتكتفت ورفعت راسي في تحدي له ) ما راح اتحرك من مكاني وبرجع البيت مع اي احد الا معاك
ولا اهتم ولا رد وهز كتفه بلا مبالاة كانه يقول برايك ورفع جواله وركز عليه وكاني مو موجوده وانا بكل طفوليه ضربت الارض برجلي وقلت
:- تركي ...انا ما برجع معاك لو فيها روحي ما..............
ما كملت لانه قاطعني وقال بكل برود وهدوء
:- لا تقولين كلام منتي بقده (رفع راسه وكانه يأشر على شي وراي )هذي العنود جت
تحرك من قدامي وقال للعنود
:- يلا قدامي على السياره واغراضها عطيها اياها بعدين (ولف راسه لي ) عجلي تراني تاخرت على اخوياي يا بنت عمي
رفعت حاجبه اللي صاحبت كلماته زادت من غيضي خاطري اكسر سنونه وانتف حواجبه في كل مره يبتسم فيها ابتسامته الخبيثه
في هاللحظة وعيت من افكاري على صوت كتب عليا ويد العنود تلوح فيها قدام وجهي
:- هيييييييي وينك ؟!!
ابتسمت وهي تغمز لعليا
:- لو ما كنتي تفرمين طبق المعكرونه اللي قدامك بملعقتك كنت قلت انك سرحانه في تركي
وضحكت من قلب لمن قلت لها بعفويه ومن غير ما اخذ ثانيه افكر فيها
:-الا كنت افكر فيك انت واخوك
ضحكها وقفني لا اخبص الدنيا اكثر من كذا وابتسمت عليا وقالت
:- واضح ان العنود هي اللي كانت تنفرم
(وسوت حركة تركي المعهوده ابتسامه صفرا على جنب لكن من غير رفعت حاجب وقالت بلهجة تامريه )
:- وش سويتين ليها بالضبط
قربت العنود راسها من عليا وقالت لها بالموقف اللي كنت سرحانه فيه واللي قهرني انهم كانوا بيتمادون لولا اني قاطعتهم وجهت قنبلتي نحو عليا
:- الا ما قلتي وش فيك ؟... تراك صار لك مده وانت مو على بعضك وجهك مصفر وعيونك حولها دواير سوده ...(ورجعت اناظر العنود)صار لي مده اسألك هالسؤال وما تردين ليكون خالد مسوي لك شي او قايل لك شي؟؟؟؟
لكن كل اللي سوته عليا انها ناظرت الساعة وقالت
:- ما عندي وقت يا دوب الحق اوصل الكلاس على الوقت ...يلا اخليكم مع السلامه
تمنياتي بقراءة ممتعةوشيقة
اعذب التحايا والاماني
غدا نلتقي ان شاء الله
|