كاتب الموضوع :
معاميريا
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
((الجزء الرابع والعشرون))
(غيره وتملك)
اكثر التصرفات النابعه من الغيره او التملك تكون هوجاء وغير موزونه ....وتدفعنا لاقصى الحدود ...بعضها نندم عليها و.........بعضها تكشف لنا اسرار مخبينها عن انفسنا ...وفي كلى الحالتين الاغلب يكون رد الفعل الحنق على انفسنا بسسب تسرعنا اللي اكيييييييييييد إما اظهرنا اغبياء او لسع كرامتنا
وش الحد اللي وصل له ابطالنا؟؟؟؟ راح نكتشف في هالبارت
وش كان تفكيرهم بعد ما فات الفوت ؟؟؟؟ بعد بنكتشفه
لكن ما ادري اذا انتم من رايي او لا ...... بس اللي اشوفه ان الغيره او حالة التملك اللي متلبسه ابطالنا ومسيطره عليهم دافعها الجهل بمشاعر الاخر
والجهل المر بمشاعرهم هم ذاتهم.....
نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدى
من بداية اليوم وانا احس بألم في اسفل ظهري وبطني .... توقعت في الاول ان الاسباب هي التوتر والقلق اضافه للاجهاد اللي احس فيه ... خاصه انه باقي على موعدها يومين وهي مضبوطه معاي عمرها ما قدمتني او اخرتني ....تحاملت على نفسي ....بس خلااااااااااااص الالم فاق حد الاحتمال بالنسبه لي ....تركت الجماعه من غير شعور ورحت لغرفتي دخلت الحمام ورغم حرارة الجو الا اني تسبحت بماي حاااااااااار عل وعسى يهدأ الالم ...واول ما طلعت من الحمام لبست جلابيه بيت مريحه واسعه وبلعت حبتين بندول
تكورت على السرير احاول اني انام واتناسى الالم لكن الالم كل ما له يزيد ....ضغطت على بطني بيديني الثنتين وثنيت ركبتيني الى ان لامسوا صدري ....في البدايه حسيت بالراحه وكأن مفعول المسكن اشتغل لكن كلها دقايق ورجع الالم اشد مع احساس بشي لزج ودافئ يتدفق من جسمي ...حاولت اقوم من على السرير رغم آلآم ظهري الفظيعه
دخلت الحمام وتفاجأت بكميه الدم ....تروعت خاصه اني اخاف من الدم واللي زاد علي ريحة الدم ما تحملتها وقاومت اني ما اطيح ....لكن الالم والوهن وصل لرجلي طلعت من الحمام زحف ابي اوصل للجوال....ما قدرت حتى اواصل زحف خاصه ان موجة الم ثانيه هاجمتني وبقوه اكبر وحسيت معاها ان طاقة جسمي كلها استهلكت ...وان احشائي تتقطع ... وان ظهري خلااص بينكسر ...صرت احس بكميات الدم اللي تتدفق من جسمي ....والخدر الحلو مقارنه بالالم اللي احسه يهاجم كل خلايا جسمي
خلاص كنت على مشارف ان افقد احساسي بالواقع...لكن الباب انفتح وطل منه فيصل وعلى ذراعه فراس
ما انتظرته يستوعب اللي يصير او حتى يميز مكان تواجدي قلت له وبصوت احاول قدر الامكان انه يكون واضح
:- فيصل بسرررررررررررررعه شوف حد يساعدني تراني تعبانه مرررره
الظاهر منظري وانا مرميه على السجاده وصوتي الواهن كان له تأثير اكبر من كلماتي نفسها لانه مباشره ترك فراس وطلع يركض
فراس تقدم مني بخطوات مهزوزه في محاوله منه انه يركض اتجاهي وعلى وجهه ابتسامه حلوه تتمنى انها تكون اخر ما تشوف عينك واذكر اني في وسط الظلام اللي لفني سمعته يقول ماما
..
..
..
ضرباااااات على خدي وصوت مليان لهفه وحنان يحاول يستدرجني له لكن احساسي بالخدر كان اكبر من اني استجيب للصوت اللي كان من الصعب على اني اميز صاحبه
لكن مثابرة صاحب الصوت واصراره خلتني ارجع جزئيا انما مو بكامل وعيي واول ما فتحت عيني ميزت طلال اللي كان يقول لاحد وراه
:- ما في وقت ...لبسيها عبايتها ولا تنسين شنطتها وبسرعه علشان نوديها المستشفى
انتبه لي وقال بلهجه حنونه عكس لهجته الحاده والامره من شوي
:- ندى خليك معي كلها دقايق ونكون في المستشفى
رد صوت انثوي من وراه
:- شكلها نزفت واجد ...وما اظنها تقدر تمشي
رد بهدوء يشوبه شي من التوتر
:- من قال بنخليها تمشي انا بشيلها على ذراعي ...خذي مفتاح السياره واسبقيني
الى هنا وانقطع عندي الاحساس بهم واذكر اني بين كل لحظه والثانيه اشوف من بعد الظلمه انوار وبياض
واسمع اصوات غريبه وكلام اغرب.....معقوله بموت ؟!!!!
عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــلي
اتجهت لأسيل وعامر وعيوني ما تشوف غيرهم حس بندر باللي ناوي عليه مسكني من يدي لكن تصميمي خلى اندفاعي اقوى من ان بندر يوقفه
انتبهوا لوجودي وعم الصمت كنت ناوي اقول كملوا ليش سكتوا ...ولا الحديث خاص
لكن قبل ما انطق باي كلمه قال بندر
:-هلا عامر (وسحبه من يده لعنده )وش جابك هنا خبري انت اليوم في الطوارئ
شفت عامر يناظرني ومركز على وجهي وهو يرد على بندر
:- ابدا مليت من الجلسه تحت ومافي حالات طارئه قلت اجيب بنفسي هالتقرير(ورفع ملف ازرق في وجهي ومده علي ) هذي حاله جتنا من شوي ويلزم لها اخصائي قلب
اتوماتيكيا فتحت الملف شفت ان صاحب الملف رجل في الاربعين من عمره مصاب سابقا بانسداد في الشريان التاجي ....ما كملت قراءة التقرير ورفعت راسي لعامر وسالته وانا ضاغط على اسناني في محاوله لمسك لجام ثورتي
:- وين تقرير استشاري القلب ؟؟
تلكأ في الرد وبعدين قال
:- هااااااااا انا طلبت من الممرضه تستدعي الاستشاري وبما ان المريض له تاريخ مرضي قلت اجيك و.........
قاطعته بحده وسخريه
:- وانشغلت في المزح والكلام الفاضي مع الدكتوره اسيل (وجهة لها نظره بمعنى حسابك معي بعدين )ونسيت الحاله اللي تحت ...(ارتفعت حدة صوتي ) وثانيا شلون تجي بملف المريض لهنا قبل ما يطلع عليه الاستشاري يا دكتور ؟!!!
بندر شاف انه اذا ما تدخل بيزداد الامر سوء لكن اسيل سبقته وقالت
:- علي اهدا ما في داعي للصراخ وانت تعرف ان عامر توه فتره امتياز وجديد ....وهو اساسا كان جاي يسأل عنك بس انا الي شغلته
رديت بقسوه وغضب وانا اضغط زر المصعد اللي واقفين عنده
:- عذر اقبح من ذنب .... وحتى لو كان جديد فهو اكيد عارف انهم في حال احتاجوني بيستدعوني ...وهذا شي يقرره الاستشاري مو هو
انفتح باب المصعد دخلته ودخلوا بندر واسيل اما عامر فاحساسه بالحرج منعه انه يدخل معنا ضغطت على زر الطابق الارضي وقلت
:- واظن يا دكتوره ان ممرات المستشفى مو مكان مناسب للاحاديث الوديه
ضغط بندر على يدي ينبهني لاني بديت اغلط لكن اسيل اللي فهمت قصدي صح قالت
:- مع انه ما لك دخل لكن عامر زميل وحديثنا كان يمس العمل
رديت بسخريه وانا ارفع الملف في وجهها
:- ليه ظن ان المريض ممكن يحتاج جبيره ؟؟
ضاقت عيونها وهي تناظرني بتحدي
:- شوف انا ما اسمح لك انك تسخر مني ...وطبيعي اني لمن التقي بزميل عمل يكون بينا حوار في خصوص العمل وان ما كانت في حاله مشتركه بينا ...ولا تبيني اذا شفته اتغطى واغير طريقي
كنت بقول ان هذا هو المفروض وان الحوار لازم ما يتعدى الحديث العملي عن حاله مشتركه
لاغير لكني قلت وبسخريه اكبر في محاوله لاطلاق كمية الغضب اللي في صدري
:- يعني تعترفين ان كلامك معه ما كان له داعي....وعلى فكره يا دكتوره الطبيعي ان الحرمه الحشيم وان كانت تشتغل مع رجال انها تبعد عنهم وان الكلام ما يتعدى الحديث المهني الضروري ...مو سوالف وضحك ومصخره في الممرات والكفتيريات ...والله العالم في المكاتب
هنا نطق بندر وبصوت عالي ينبهني لوجوده
:- علي وش فيك قمت تخوره
على جملة بندر التقت عيوني بعيونها وشفت فيها لمعه غضب وكرامه مجروحه وقالت بغرور
:- انا ما اسمح لك انك تحكم على اخلاقياتي ...ولا حتى اسمح لك انك تنتقد تصرفاتي ..... ومعاملتي مع الناس محد له دخل فيها مهما كان...واذا كنت تعتقد انك بخطبتك لي صرت تملك حرية التحكم فيني فانت غلطان ...لاني كذا وانت عارف اني كذا وما اراح اتغير علشان اي احد
ناظرتها بحده وقلت بغرور وكبرياء يوازي غرورها ان ما فاقه
:- قولي اللي تبغينه ... لكن اعرفي شي واحد اني ما احتاج لخطبه او عقد زواج علشان ارد منكر او اصلح سلوك غير قويم
افتح باب المصعد وطلعت منه متوجه لقسم الطوارئ وتفاجأت باحد يشدني من ذراعي
التفت لقيتها هي وقالت بصوت يهتز من الغضب
:- مو انا اللي ينقال عني هالكلام ..واشوف تصرفاتي وسلوكي ما منعوك من خطبتي
...يعني كانوا عاجبينك فوش اللي جد ؟؟؟؟(وكملت بسخريه ) ولا تقول انك تحبني وهذي بوادر غيره
سؤال كنت قبل دقايق احاول اوجد اجابته وما عرفت لكن في هاللحظه عرفت الاجابه ورديت ببرود غريب عكس الغضب اللي كنت احس فيه
:- لانك قبل ما كنتي تعنين لي شي ...وما كنت تحلين لي ولا بشكل من الاشكال (وناظرت يدها اللي على ذراعي ) ولا زلتين ما تحلين لي
فهمت قصدي ونزلت يدها بشئ من الحرج وكملت
:- لكن للضروره احكام كونك بتكونين زوجتي في المستقبل خلاني اتكلم (سحبت نفس ) صحيح ما كنت ابي اقولها بهالطريقه ولا كنت باستخدم هالكلمات ...لكن اللي شفته خلى دمي يغلي
ما عمري حاولت افهم تفكير المرأه ولا راح افهمها غضبها الهادر فجأة من بعد ما سمعت كلامي تحول الى هدوء وخجل صرح عن نفسه بتلوين خدودها بلون الدم وقالت
:- يعني تغار؟؟ يعني تحبني ؟؟
كنت بقول اغار ايه لكن مو لاني احب او الصراحه ما اعرف اذا كنت احبها او لا.... لكن الاكيد اني احب ان ممتلكاتي تكون خاصه و بعيده عن الايدي والاعين بعد.... مو لاني اعتبر المرأه شئ من الاشياء لا لكن لاني اعتبرها اغلى واثمن الاشياء وبالذات لمن تحمل مسمى زوجتي
تركت سؤالها معلق من غير اجابه واللي انقذني من الحاحها هو ظهور استشاري القلب اللي من شافني وبعد ما سلم سحبني الى وين كان المريض وجلس يناقشني في حالته .... حالته كانت سيئه معدل الاوكسجين منخفظ جدا واحتمال ان هالشي ياثر عليه ويدخل في غيبوبه والاشعه اكدت وجود انسداد في الشريان التاجي هذا غير ضغطه المرتفع
طلعت وسألت عن اهله لقيت واحد قريب من عمر المريض والثاني مراهق في حدود الثمنتعش سنه واقفين ينتظرون يعرفون اي معلومه عن حالته
سالني الرجال بلهفه
:- ها دكتور بشر وش اخبار اخوي
قلت باسلوب هادئ قدر المستطاع
:- واضح ان اخوك ما كان يراعي نفسه وغير ملتزم بتعليمات الطبيب علشان كذا حالته متدهوره
سحب الرجال نفس طويل وقال
:- الله يهديه طول عمره عنيد وكل ما نكلمه يقول خلوني استانس ترى العمر ينعاش مره
هزيت راسي
:- بس الرسول (ص) يقول ان لبدنك عليك حق ....يعني الواحد يعيش ويستانس بس يراعي صحته
نزل الرجال راسه وقال
:- بس الدكتور يقول انه محتاج عمليه
هزيت راسي بايه
:- اخوك عنده انسداد في الشريان التاجي وبحاجه الى قصطره
اعترض الشاب
:- بس توه السنه اللي فاتت مسوي قصطره
رديت بهدوء اكبر رغم اني ادري ان الخبر راح يكون موجع مهما حاولت
:- بس اهماله خلى الصمام ينسد علشان كذا هو محتاج للعمليه ....وانبهكم انه لو نجى من هالعمليه لازم يلتزم بالتعليمات لانه المره الجايه بنظطر نغير الصمام بكبره
مسح الرجال وجهه بيده وهو يقول
:- لا حول ول قوه الا بالله ...طيب يا دكتور ومتى بتسوي العمليه
رديت عليه
:- اول ما ينزل ضغطه
تراجع الرجال والشاب اللي معاه وجلسوا على كراسي الانتظار اللي في الممر وعقب ما ابتعدت عنهم شوي اتصلت على بندر ابي اعرف وين راح
سكرت الجوال وفي طريقي للكفتريا مكان بندر شفت طلال في احد الممرات وقبل ما اروح له واسلم عليه جاني ركض
حــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــــــد
ابتسمت ابتسامه باهته بعد ما ادركت اني جرحتها وقلت
:- حتى لو كان حمد وكنت انتي اللي استفزيتيه هم باخذ حقش
انقلب حالها من النقيض للنقيض من الضعف الى القوه والثوره
:- شوف انا مو صغيره ولا مخفه علشان تقص على بكلمتين ....ولا تتوقع اني وبكل سهوله بانسى الاهانه وحقي باخذه بنفسي وعلى ما يقولون اول الغيث قطره
في هاللحظه حسيت اني شقد غبي احد يعتذر لهاجر ؟!!! اكيد هالشي خلاها تنقلب هالقلبه
وانقهرت زود اني بينت ضعيف قدامها
اتجهت لباب مجلس النساء وفتحته وقبل ما تطلع قالت
:- خواتي مالين البيت ...راوني شلون بتطلع الليله من هني
صدمني كلامها هذي وش تقول وش ناويه عليه وقبل ما ارد عليها رقعت الباب بقوه وطلعت
كنت ناوي الحقها واسحبها من شعرها واقعدها غصب عنها واعلمها السنع شلون لكنها اختفت قبل ما انفذ اللي في راسي ....
هي ثواني بس وصرت التلفت في المجلس الخالي ضحكت بقوه لدرجه ان بطني عورني لاني ادركت ان هاجر لازالت في داخلها طفله ....طفله وغضبانه وش تتوقع منها ؟
بس ما انكر ان هالشي انعشني واندفعت بحماس غريب لاني اتصل فيها ومثل الاطفال اكسرها باني اخليها تنزل وتطلعني بنفسها من المجلس دقيت عليها وما ردت ...اكيد مطنشه وما تبي ترد بعثت لها مسج
((هجور نزلي شوفي لي درب علشان اطلع لو............))
وصلني ردها سريعا
((ما ني نازله ولو وش تسوي))
ابتسمت وكتبت لها
((نزلي لا ادق على سالم واخليه يجيني وساعتها تفاهمي معاه ))
استغربت من الرد اللي جاني
((اصلا سالم ما يقدر يدش البيت لان خواتك هني ....واذا دق علي بقول انك تمزح معاه))
هذي وش اسوي فيها اخرتها كتبت
(( على راحتش عجل بدق على جواهر تشوف لي درب وبعدين تفاهمي وياها ))
ما استسلمت ومثل الجهال (الجهال = اليهال = البزران =الاطفال )ما يتحيرون ويلقون لهم الف حجه وحجه لانها كتبت
(( على كيفك ..وجواهر اذا كلمتني انت اللي تحمل وش بيجيك منها ))
ما عرفت وش تقصد بالضبط بس اللي فهمته انها بتقلب السالفه ضدي ...ابتسمت بمكر وكتبت
((خلااص بنام عندكم ...وبكره اذا سألني عمي بو عبسى بقوله كنت سهران وياش ونمت في حضنش وما وعيت الا الصبح ))
واخيرا في شي جاب راسها اتصلت وقالت من غير مقدمات
:- لا تصير جذاب ...واحنا اساسا ما نباك في بيتنا ...يلا كلها دقيقتين وانا نازله اشوف لك درب علشان تفارق
ضحكت وفي اقل من دقيقتين انفتح الباب ودخلت وتركته وراها مشرع وقالت
:- انطر شوي على ما اقول لهم يتغطون
ابتسمت وانا اقرب من الدريشه اللي تطل على حوشهم
:- ومن قال اني احتاج انش تطلعيني من بيتكم (حطيت غترتي على كتفي ورفعت ثوبي فتحت الدريشه ونطيت ) وكل المطلوب منش تسكرين الدريشه وتبندين اللليتات والمكيف
احمرت خدودها من القهر لانها خسرت معركتها كنت بضحك بس اول ما شفتها بتقتح فمها علشان ترد رد بالتأكيد بيكون لاذع حطيت سبابتي على فمها وقلت
:-اششششششششش ترى سالم قريب يتكلم في الموبايل ..وما اضنش تبين تقطعين عليه لحظاته
بعدت يدي بحركه سريعه واستفزازيه وقالت
:- زين شيل ايدك لا اسكر عليها الدريشه
رفعت يدي وقلت
:- تصبحين على خير ...وقبل ما انسى بكره الساعه تسع ونص تكونين جاهزه
درت ظهري لها علشان اطلع لكنها استوقفتني لمن قالت
:- ليش ان شاء الله
عرفت اني اذ قلت لها السببب بتعند فقلت اللي بيخليها ما تنام الى الساعه تسع ونص
:- وليش مستعجله بكره تعرفين
وطلعت من بيتهم وانا ادري ان في راسها الف سؤال وسؤال
خــــــــــــــــــــــــالــــــــــــــــــــــــد
النوم جافاني ...طول الليل وانا اتقلب على فراشي وكأني اتقلب على شوك وما في جنب مريحني اخرتها استسلمت وجلست على حافه السرير وغطيت وجهي بكفوفي وبعدها دخلت اصابعي في شعري وشديت عليه بقوه في محاوله للتخفيف من حده الافكار اللي انتابتني
غبي غبي غبي غبي .....كل كلمه كل تصرف سويته كان غبي
وضربت على صدري(( وقلبي بعد غبي ما ادري ليش حسيت اني تصرفت مثل البزران ...الا فعلا لحظتها كنت بزر ....والله وحده تكلم امها وفي وضع مثل وضع عليا بعيده عنها واكيد الشوق حارقها وش تتوقع منها تقول ؟؟؟؟؟))
رديت على نفسي ((مو لو كانت نجاة تستاهل كنت قلت ما عليه بس لمن تكون بلا قلب وفي كل مره بدل ما تحوط بنتها بالحنان تقوم تفتح جراحها وتزيدها ملح ))
عقلي تكلم ((مو قلت لك غبي وبزر ... يعني وش تبيها تسوي تشتمها ولا ترفع صوتها عليها
هذي مهما يكون امها ولو سوتها اكيد ساعتها بتطيح من عينك ))
قلبي ما استساغ هالكلام رغم صحته ((بس من باعنا برخيص بعناه بتراب ...وادري انها امها بس مو ترمي حالها كذا عليها ...المفروض انها تبين لها انها قويه ...مو تحسسها انها لحالها ومحد حولها ...قهرتني كانت تكلمها وهي تقول لها انها كل شي ما كأن عمي ابوها و....))
رد عقلي علي وبسخريه ((وشنو يا خالد يعني تبي تقنع نفسك انك ثرت لانها ما بينت ان لعمك مكانه ومقدار في قلبها ....وثانيا وش هالمنطق الي انت تفكر فيه هذي امها مو جارتها او صديقتها ...امهاااااااااااا....وانت فاهم يعني شنو ام ...وبدل ما تحاسبها حاسب نفسك اللي دخلت فيها عرض ومن غير وجه حق ظلمتها وتقصدت تظلمها وتجرحها لمن شككت فيها ...وانت عارف انها تكلم امها ))
حاولت ارد التهمه عن نفسي ((انا...انا ..انا ما كنت اقصد اتهمها او اشكك فيها بس...لاني اعرفها تكتم وما تصرح باللي في داخلها وحسيتها شقد ضعيفه قلت احاول اخليها تتكلم ))
ضربت جبيني بيدي ((تخليها تتكلم يا خالد بانك في لحظة ضعفها تغرز الخنجر اللي في قلبها للاخير ؟؟؟))
حاولت اهدي ضميري (( انا ما كنت متوقع ان هذا يكون رد فعلها انا كنت متوقع انها تصرخ تهاوشني ...تصفعني او حتى تحذفني باي شي ...كنت متوقع انها تقول وبكل ثقه انها تكلم امها واني ما لي دخل ....تقول لي انقلع او وش يخصك ما توقعت انها مجروحه لهالدرجه واني و بكل غباء زدتها وبدل ما اواسيها صرت جلادها ))
عقلي قال اللي رافض قلبي يقوله ((لا تقول انك ما توقعت قول انك مثل البزران ما تحملت انها تهتم بغيرك ما تحملت انها تشوف الكل وما تلتفت لك وتخصك بالاهتمام ...وانك بكل سذاجه وغباء سويت كذا علشان تلفت نظرها وتحسسها بوجودك ...وغرورك رفض انك تكون اقل من مركز الكون بالنسبه لها ))
كابرت ((اساسا هالكلام كله غلط هي ما تهمني ولا كان هذا غرضي انا كنت منزعج ومقهور... ولانها كانت ولا زالت مفروضه علي تصرفت كذا لاني اكره ان احد يفرض على شي مهما كان ))
رد عقلي وبقوه ((طيب هي مفروضه عليك ...وبعدين ؟؟يعني بهالطريقه بتقدر تغير الواقع او حتى تغير احساسك تجاهها ..لا تنكر انها اسرتك بابتسامتها ونغمات حروفها ونعومتها اللي تظهر في كل حركه تصدر منها ...ولمعه عيونها اللي كل مره تحكي قصه غير على حسب انفعالها ...لاتنكر انها وبلمسه تهزك وتخلي كل خليه في جسمك ترتعش شوق ولهفه ))
خلاص ما عدت اقدر اكابر اكثر ((يمكن اكون فعلا منجذب لها ...لكن عندي حق اتصرف كذا اجل الكل تبتسم له ..وتكلمه بدفء وتحتضنه بكلماتها ...الكل له نصيب من اهتمامها ...والبارحه زودتها اولها مكالمتها مع طلال ....الا يا بعد قلبي وبعد حيي ...وختمتها بكلمات تذوب الحجر الصم تقولها بهمس لهيبه يصهر الحديد ولحن ينشي روح الناسك ويسكرها ...لوحده ما تستحق الاهتمام حتى ...وانا ...انا تاركتني احترق من الضما واللهفه لهمسه من بين شفايفها ...حارمتني من دفاها ورافضه تثلج صدري وتروي قلبي بعذوبه نظرتها
...نظره تكون لي نظره من الروح للروح نظره تعلن فيها انها اسكنت روحها في روحي ....ساعتها حسيت بنار تسعر في صدري وتطلع منه تبي تحرق كل شي حولي وقلت خلها تذوق لسعه من النار اللي انا حاس فيها ))
اخذت جوالي وما اهتميت للوقت ودقيت عليها وانا بداخلي عزم يهد جبال مستحيل استمر كذا انا لازم اكلمها ...لازم اخليها تحس باللي انا فيه ...يا تسكني جنتها ...يا تعيش الجحيم اللي انا عايش فيه
ردت اخيرا على ومع اول حرف اجتاحني شعور بزلازال في روحي
عــــــــــــــــــــــــــــبد العـــــــــــــــــــــــــــــزيز
ركضت على المستشفى بعد مكالمة علي اللي ما فهمت منها شي غير ان ندى تعبانه في المستشفى ومحتاجين وجودي علشان يجرون لها عمليه
عمليه وشو وش فيها بالضبط ؟؟؟شي ما عرفته لان علي نفسه ما يعرف التفاصيل وما دق علي الا لان طلال ما عنده رقمي الجديد
وصلت المستشفى ونزلت من السياره قفلتها ورحت اركض في الممرات وعيوني تبحث بشراهه عن خيال طلال او حتى علي واخيرا لقيت طلال جالس على واحد من كراسي الانتظار وعلي وافق قباله يكلمه تقربت منهم ومن غير ما اسلم سألت
:- ها بشروا وش اخبارها ....ندى وش فيها بالضبط
رفع طلال راسه و الحيره والعجز واضح في صوته :-
ما اعرف ما ادري ...كل اللي قالته الدكتوره انها محتاجه عمليه وانهم محتاجين توقيعك
من غير وعي صرخت في وجهه
:- كيف ما تدري ..واذا انت ما تعرف من اللي يعرف
طلال قدر شعوري وما رد اما علي مسكني من كتفي وقال
:- كل الي قالته الدكتوره ان عندها نزيف حاد ...وانها محتاجه لعمليه فورا ....واللحين تعال معاي لعند الدكتوره منها توقع على العمليه وتعرف زوجتك وش فيها بالضبط
(والتفت لطلال اللي وقف علشان يجي معنا ) وانت خلك هنا علشان اختك اذا خلصت ما تفتقدك
اخته ؟!!
سألت علي :- اخته اي اخت ؟
رد علي وهو يهرول في الممر وانا وراه
:- زوجتك احتاجت لدم وطلال واخته رفضوا انهم يستعينون بدم من بنك الدم ...و ما ناسبها غير دم اختها
::
::
::
::
لحالي واقف في الممر البارد لغرفة العمليات بعد ما تركت طلال يقرأ قران في مسجد المستشفى بعد ما صلينا الفجر ...واظن اخته في غرفة الانتظار تترقب الاخبار
متوتر وماني عارف اجلس رايح راد في الممر وكلام الدكتوره يرن في اذوني
:- والله ما اعرف وش اقولك اخوي بس زوجتك اجهضت
فتحت فمي وعيوني على وسعهن :-
اجهضت ؟!!! ليش هي حامل اصلا
اتوقع ان الدكتوره تبتسم على من ورى نقابها
:- ليه انتم ما تدرون ؟؟
بررت لها سبب استغرابي ودهشتي
:- بس هي كانت تستخدم موانع
تركت القلم اللي كان في يدها على المكتب وقالت
:- بس الموانع ما تمنع حدوث الحمل 100%
حامل معقوله حامل وما قالت لي ؟؟وليه ما تكلمت ؟؟...الف فكره تدور في بالي واخرتها سألت الدكتوره
:-وكيف اجهضت؟؟
جاوبت :- الحمل لسى في بدايته ...وفي هالمرحله اي اجهاد سواء بدني اوحتى نفسي يؤدي للاجهاض
اي مجهود هذا والشغالات مالين البيت ؟؟ بس رجعت اسأل عن شي غير الي يدور في بالي
:- طيب وليه العمليه ؟؟
ردت علي وهي توقف دليل على ان وقتها ضيق
:- عمليه تنظيف روتينيه من بعد الاجهاض ...وعلشان نتأكد ان ما في اي اسباب ثانيه للنزيف
وهذا انا مو بس انتظر خروج الدكتوره علشان اعرف نتيجه العمليه لا انا انتظر خروج ندى من غرفة العمليات انتظر صحوتها من بعد العمليه علشان تجاوب على اهم سؤال يدور في بالي
تمنياتي بقراءة ممتعه
اعذب التحايا
وفي امان الله
|