لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات زهور
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات زهور روايات زهور


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-08-08, 10:06 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

شكرا أحلى بنت و fire eyes



( وجدى) :
ـ ( هالة ) بخير تزوجت مهندسا يعمل فى مؤسستى و لديها منه طفلان و منزلها غير بعيد عن هنا
غادر الأب مقعده قائلا :
ـ عظيم لقد اطمأننت عليكما
قال ( وجدى) و هو يضغط على كلماته و كأنه يتعمد أن يصل معناها إلى أبيه :
ـ لقد صارت الحياة بنا على أفضل ما يكون و الفضل فى هذا يرجع إلى خالى أمين الذى أنقذنا من الضياع و تولى أمرنا منذ اللحظة الاولى التى ابتعدت فيها عنا حتى ورثنا ثروته فى النهاية ليضمن لنا حياة كريمة و رغدة حتى بعد موته .
تجاهل الاب المعنى المقصود من كلمات ابنه قائلاً :
ـ أرشدنى إلى الحمام أريد أن اغسل يدى
و فى تلك اللحظة تعالى صوت سيارة تتوقف بالخارج فبدا الارتباك واضحا على وجه ( وجدى) الذى تسمر فى مكانه قائلاً :
ـ لقد عادت نجلاء و الولد
و ارتبك ..
ارتبك فى شدة


3 ـ صراع المشاعر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

قال الاب لابنه فى هدوء و ثبات :
ـ لماذا تبدو مرتبكا على هذا النحو ؟ الم نتفق على كل شئ؟ من المفروض أننى اعمل حارسا للفيلا بدلا من الحارس السابق
قال ( وجدى) بوجه ممتقع :
ـ و بم سأخبرها عن وجودك داخل الفيلا و تناولك الطعام على المائدة الرئيسية ؟
الاب :
ـ هل زوجتك ارستقراطية و متعالية إلى هذه الدرجة ؟
فى تلك اللحظة فتح باب الفيلا و اندفع وائل إلى الفيلا ـ كعادته ـ ليسبق أمه فى حين وقفت نجلاء تنزع المفتاح من فتحة الباب و فتح وائل ذراعيه متجها لمعانقة أبيه و هو يهتف قائلاً :
ـ ماما .. بابا هنا وهو لم ينم بعد
فتح ( وجدى) ذراعيه بدوره لاستقباله قائلاً :
ـ أهلا وائل حبيبى
و لكن وائل تسمر أمام الرجل الواقف بجوار ابيه و هو يحدق فيه باستغراب و قابل منصور الاب دهشته بابتسامة و هو يطيل النظر اليه بدوره و قد اكتسى وجهه بملامح تشف عن حنان دافق و همس لـ ( وجدى) :
ـ الا ترى يا ( وجدى) أنه يشبهنى أكثر منك ؟
همس ( وجدى) و هو يراقب اقتراب زوجته دون أن يخفى حدة انفعاله :
ـ اصمت
عاد (وائل ) يهتف بأمه قائلاً :
ـ ماما .. يوجد رجل عجوز فى منزلنا
و حدقت ( نجلاء) فى والد زوجها و فى عينيها نظرة تساؤل أكثر منها دهشة فقال لها ( وجدى) محاولا إخفاء توتره :
ـ إن هذا الرجل ..
قاطعه ( منصور) و هو يمد يده لمصافحة ( نجلاء) بعد ان لاحظ ارتباك ابنه :
ـ ( عبد التواب) يا هانم لقد عيننى ( وجدى) بك اليوم لحراسة الفيلا
و صافحته ( نجلاء) و هى تجذب يدها من يده فى سرعة قائلة لـ ( وجدى) :
ـ أهذا هو الحارس الجديد ؟
أجابها ( وجدى) :
ـ نعم .. إنه من بلدة مجاورة و سبق له القيام بهذا العمل فى احدى الفيلات بـ القاهرة و قد رشحه لى أحد أصدقائى
و لكن ( نجلاء) بدت غير مهتمة بما قاله زوجها اذ أخذت تتأمل الرجل بثيابه الرثة ثم تقدمت من زوجها لتمسك بمرفقه و هى تجذبه إلى أحد أركان الردهة قائلة فى همس :
ـ ما هذا ؟ ما الذى دعاك إلى الاقدام على هذا التصرف الغريب ؟
قال ( وجدى) دون أن يتخلص من توتره :
ـ كان الرجل جائعا فلم أجد بدا من إلى تناول الطعام هنا و لكى يأخذ فكرة عن الفيلا من الداخل أيضا قبل أن يتولى حراستها

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
قديم 24-08-08, 08:11 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

قال ( وجدى) دون أن يتخلص من توتره :
ـ كان الرجل جائعا فلم أجد بدا من إلى تناول الطعام هنا و لكى يأخذ فكرة عن الفيلا من الداخل أيضا قبل أن يتولى حراستها
قالت ( نجلاء) فى حدة :

ـ إننى لا أتحدث عن هذا و لكن من الذى دعاك إلى تعيينه فى هذا العمل اصلا ؟ ألا ترى أن الرجل متقدم فى السن و لا يصلح للقيام بهذا العمل الذى أسندته إليه؟ ثم ألم أخبرك بأن فوزية صديقتى طلبت منى تعيين أحد أقاربها لحراسة الفيلا ؟ هل تقصد أن تحرجنى ؟
( وجدى) :
ـ أبدا يا حبيبتى لقد غاب هذا عن ذهنى كما أن الصديق الذى أحضره لى أيضا قد أحرجنى و لم أجد ما أقوله له أما عن كونه متقدما فى العمر فأنت تعلمين أنه سيكون بوابا أكثر منه حارسا إذ ليس لدينا ما نخشاه فى هذه البلدة التى يحبنا فيها الجميع
التفت ( نجلاء) إلى الرجل قائلة :
ـ انظر إلى ثيابه الرثة
( وجدى) :
ـ و هذا ما دفعنى إلى الموافقة على تعيينه إن الرجل يبدو مسكينا و فى حاجة ملحة إلى هذا العمل لذا فقد اشفقت عليه
قالت ( نجلاء) و هى تقترب من مكان الرجل هامسة :
ـ أليس له أولاد أو عائلة ؟
ازدرد ( وجدى) لعابه و هو يقول بصعوبة :
ـ فى الواقع لم أسأله عن هذا
كان منصور مستمرا فى تبادل النظرات الحنونة مع الصبى عندما التقطت اذناه ما قالته زوجة ابنه همسا فاقترب منها قائلاً :
ـ لقد توفيت زوجتى منذ بضع سنوات و كانت هى كل عائلتى إذ لم أنجب منها أولاد
اكتسى وجه( نجلاء) بنظرة اشفاق و هى تردد :
ـ مسكين
أطرق منصور بوجهه على الارض و هو يقول :
ـ لا يحرمنا الله من عطفك يا هانم
نظرت إلى ( وجدى) قائلة :
ـ هل قدمت له شيئا من الطعام ؟
قال ( منصور) سريعا :
ـ لقد تفضل ( وجدى) بك باطعامى قبل حضور حضرتك بلحظات بعد إذنك يا هانم سأعيد الاوانى الفارغة إلى المطبخ
وراقبته الزوجة و هو يحمل الاوانى متجها بها إلى المطبخ قائلة :
ـ يبدو أنه يستحق المساعدة حقا ما هو الراتب الذى اتفقت معه عليه ؟
( وجدى) :
ـ لم أتفق معه بعد
( نجلاء) :
ـ لا تضن عليه براتب جيد و سأعطيه بعضا من ثيابك القديمة بدلا من ثيابه المهلهلة هذه
و تقدم وائل من والده قائلا:
ـ بابا هل سيقيم هذا الرجل معنا فى المنزل ؟
( وجدى)
ـ نعم يا حبيبى إنه الحارس الجديد و سيقيم فى الغرفة التى كان يقيم فيها عم ( محمود) فى الحديقة
( وائل) :
ـ و لكننى أخاف منه فهو يبدو مخيفا
ربت ( وجدى) على ظهر ابنه و هو يجثو على احدى ركبتيه إلى جواره قائلا :
ـ إنه رجل طيب و مسكين و ليس فيه ما يخيف أحدا بل هو يستحق منا العطف و الرعاية
و كانت ( نجلاء) قد غادرت الردهة لاحضار بعض ثياب زوجها القديمة لتقديمها للرجل فى حين شرد ( وجدى) و هو يفكر فى ذلك الوضع الغريب الذى وجد نفسه فيه هكذا فجأة خلال عدة ساعات و منذ أن بوالده الذى كاد ينساه و يمحى وجوده من ذاكرته إن هذا الوضع الذى يفرض عليه إخفاء حقيقة أبيه ليظهره أمام الاخرين فى مظهر الاجير الذى يعمل لديه يثقل على ضميره و يشعره بشئ من عدم الاحترام نحو نفسه و هو لا يعرف ما الذى دعاه إلى الانسياق وراء أفكار أبيه لتنفيذ هذه التمثيلية القبيحة و كيف سيتعامل مع والده كأجير لديه ؟ بل كيف سيتقبل معاملات الآخرين معه بهذه الصفة و هو سيراه أمامه فى المنزل دائما ؟ إنه فى النهاية شاء أو لم يشأ أبوه و لابد لتلك العواطف الخفية التى طالما حاول أن يئدها أن تتحرك مهما كانت مرارة المشاعر التى يحملها فى نفسه تجاه هذا الاب القاسى الذى تخلى عنه فى طفولته و صباه و رجولته و هو لا يريد لهذه العواطف أن تتحرك أبدا لا يريد حتى أن يشعر بشئ من تأنيب الضمير تجاه أبيه ففى أعماق نفسه سد خرسانى يرتفع يوما بعد يوم ليحجب عاطفة البنوة فى نفسه و يخفيها و أحس بأنه كان مخطئا فى موافقته على ما طلبه منه أبوه و كان عليه أن يكون أكثر تشددا فى هذا الشأن بل كان عليه أن يبذل جهدا أكثر فى إبعاده عن حياته مرة أخرى و لكن ماذا يفعل ؟ إنه يهدده بكشف حقيقة الصلة التى تربط بينهما و هو قادر على تنفيذ تهديده و إذا ما نفذه فسيكون هذا كارثة حقيقية بالنسبة إليه و كان سيسعى إلى تحطيم مستقبله و حياته العائلية بكشف سر الصلة التى تربط بينهما حقا فى حالة رفضه لما طالبه به قال لنفسه و قد ارتسمت على وجهه ابتسامة مريرة :
ـ و لم لا ؟ لقد تخلى عن أبنائه و زوجته فى الماضى و لم يعبأ بالعار الذى يمكن أن يجلبه عليهم عندما اختر لنفسه طريق السجن و الجريمة فما الذى سيردعه الآن ؟ إن مشاعر الأبوة لديه ميتة و بالطبع هو لم يعد من أجل اشتياقه إليه و إلى أخته أو رغبته فى البقاء بجوارهما فى سنواته الاخيرة كما يقول و يتظاهر لقد عاد يبحث عنهما بعد ان أصبح فقيرا معدما لا يجد له مأوى و ينهش الجوع أمعائه عاد من أجل الاستفادة من أمواله برغم تظاهره بعكس ذلك و تعففه الزائف و برغم أنه عرض عليه معاونته و استعداده لتولى أمور معيشته و الانفاق عليه إلا أنه يبدو أنه لا يقنع بذلك و يسعى لاستثمار أبوته له لاقصى مدى
و خرج ( وجدى) من شروده على لمسة من زوجته لكتفه و هى تهمس قائلة :
ـ ( وجدى) .. لقد احضرت له بعضا من ثيابك القديمة
قال و هو ينهض واقفا حيث كان مازال جاثيا بجوار ابنه الذى انشغل عنه بمطالعة بعض المجلات :
ـ أعتقد انك تولينه اهتماما أكثر من اللازم
نظرت إليه باستغراب قائلة :
ـ لقد كنت تقول عنه أنه رجل مسكين منذ لحظات فضلا عن أنه من طرف صديقك كما أنه يبدو بائسا بالفعل ألا يدعونا هذا لابداء بعض الاهتمام ؟
قال بضيق :
ـ حسنا افعلى ما يحلو لك أما أنا فسوف أذهب إلى الفراش لأننى متعب و أريد أن أنام
ظلت تلك النظرة المتفحصة فى عينى ( نجلاء) و هى تقول :
ـ ( وجدى) ماذا بك ؟ هل هناك ما يضايقك ؟
قال و كأنه يدفع عن نفسه تهمة :
ـ أنا .. كلا كل ما هنالك أننى أشعر ببعض التعب كما قلت لك
و فى تلك اللحظة حضر ( منصور) من المطبخ ووقف بجوار الباب و هو يجفف يديه موجها حديثه إلى ( نجلاء) قائلاً :
ـ كل شئ تمام يا هانم لقد غسلت الاوانى ووضعتها فى أماكنها هل تحتاجين إلى فى شئ آخر ؟
تقدمت ( نجلاء) نحوه قائلة :
ـ لم يكن هناك ما يدعوك إلى ذلك يا عم ( عبد التواب) فهناك خادمة تتولى شئون المطبخ و المنزل
ابتسم قائلا :
ـ إننى لم أفعل شيئا يا هانم و أنا مستعد دائما للقيام بأى عمل تكلفوننى إياه إلى جانب رعايتى للفيلا مهما كان فأنا لن أنسى فضل ( وجدى) بك على تعيينه لى هنا فى ظل الظروف السيئة التى أمر بها هذه الايام
و قدمت له ( نجلاء) الثياب القديمة التى احضرتها قائلة :
ـ أشكرك يا عم ( عبد التواب) خذ هذه الملابس من أجلك
أخذ منها ( منصور) الثياب و على وجهه نظرة امتنان قائلاً :
ـ أشكرك يا هانم
تقدم منه (وائل) مترددا وهو يقول :
ـ هل يمكنك رعاية عصافير الكناريا فى أثناء غيابى فى المدرسة ؟
ابتسم ( منصور) قائلا فى حنان :
ـ بالطبع يا ( وائل) بك سأحفظهم فى عينى ماداموا يخصونك إن لى بعض الخبرة فى معاملة ذلك النوع من الطيور
ثم التفت نحو ( وجدى) و زوجته قائلاً :
ـ و الآن اسمحا لى بالانصراف
( نجلاء) :
ـ تفضل يا عم عبده
و انصرف ( منصور) تتبعه نظرات ( وجدى) الذى تنازعته مشاعر شتى و متناقضة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
قديم 25-08-08, 01:38 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

4 ـ قلبى مع ولدى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
وضع ( وجدى) يده على كتف ابيه قائلا فى انفعال :
ـ ما الذى تفعله هنا ؟
قال ( منصور) دون اهتمام و هو يركز نظراته على شرفة واسعة تطل على حديقة صغيرة فى أحد المنازل قائلا : أحاول رؤية ( هالة) و أولادها
( وجدى) :
ـ ألم ترها أول أمس عندما جاءت لزيارتنا
التفت إليه الأب قائلا فى حزن :
ـ إنك لم تتح لى الفرصة لكى أملأ عينى منها
( وجدى) :
ـ و لكنك بهذه الطريقة ستكشف عن نفسك
عاد الأب ينظر إلى الشرفة قائلاً :
ـ اطمئن .. إننى أحاول فقط رؤيته و الاطمئنان عليها ثم سأنصرف عائدا إلى الفيلا
قال ( وجدى) بضيق :
ـ أبهذه الطريقة ؟ تترك الفيلا مبكرا دون أن تقول لأحد ثم تأتى لتقف على ناصية الشارع متطلعا بفضول إلى شرفة المنزل كما يفعل المتلصصون لترى ( هالة) ؟ و هل هناك طريقة للفت الانظار و اثارة الاقاويل أكثر من هذا ؟
نظر إليه الاب قائلا فى حدة هذه المرة :
ـ من حقى أن أرى ابنتى ؟
قال ( وجدى) بحدة مماثلة :
ـ ما الذى جعلك تهتم بهذا الحق هكذا فجأة ؟ لقد كانت ( هالة) موجودة دائما فأين كنت أنت طوال السنين الماضية ؟
أمسك الأب بسترة ابنه قائلا فى غلظة :
ـ اسمع أيها الولد إنك ابنى فى النهاية و لن أسمح لك بترديد هذه الكلمات على مسامعى من آن لآخر ليس من حقك أن تؤنبى فأنا وحدى الذى أمتلك هذا الحق هل تسمعنى ؟
أمسك ( وجدى) يدى أبيه ليبعدها عن سترته قائلا و هو ينظر حوله :
ـ إياك أن تكرر ذلك مرة أخرى ما الذى يحدث لو رآك أحد تمسك بسترتى على هذا النحو ؟
خفض الأب بصره قائلا و قد خفت صوته :
ـ معك حق فالمفروض أننى البواب الذى يرعى منزلك فكيف يمسك البواب سترة البك على هذا النحو ؟
( وجدى) :
ـ أنت الذى طلبت القيام بهذا العمل و كان بيننا اتفاق واضح فى هذا الشأن
الأب :
ـ و أنا لا أحتج على العمل الذى أقوم به بل إننى سعيد به و مستعد للقيام بما هو أدنى من ذلك من أعمال وأظن أنه قد مر على أسبوعان فى هذا العمل التزمت خلالهما بما هو مطلوب منى على الوجه الأكمل و لم أسمح لنفسى بالوقوع فى اى خطأ و لو كان صغيرا يمكن أن يكشف عن الصلة التى بيننا و لكن كل ما أريده هو أن أشعر بقربكما منى أنت و أختك على نحو أكثر من هذا أريد منك أن تعوضنى حرمان السنين التى باعدت بينى و بينكما بغض النظر عمن كان المسئول عن ذلك البعاد أريد ان اقترب منك دون أن أرى هذه الظرة القاسية فى عينيك إننى أشعر بأنك تتعمد ان تباعد بينى و بين رؤية ( هالة) و هذا ظلم
صمت ( وجدى) قليلا ثم قال :
ـ إننى لا أعرف متى هبطت عليك تلك العاطفة الجياشة نحونا ؟!
ثم نظر إليه و فى عينيه نظرة انكار قائلا :
ـ هل تحاول أن تفهمنى أن تلك العاطفة حقيقية ؟
الأب :
ـ لماذا لا تصدق أننى أحبكما ؟
( وجدى) :
ـ لأننى كنت أبحث عن هذا الحب طويلا فلا أجده و لأن الحنان لا ينفذ إلى القلوب الجامدة هكذا مرة واحدة و دون مقدمات على كل حال إننا لن نقف لنتحاور فى هذا المكان على ناصية الطريق هيا عد للفيلا و قل لـ ( نجلاء) أى سبب تبرر به مغادرتك للمنزل هكذا مبكرا
قال الأب و هو يتطلع إلى الشرفة بلهفة :
ـ و لكن ...
( وجدى) :
ـ سأجد وسيلة لأجعلك تلتقى بـ ( هالة) و لكن عد الآن
امتثل الأب قائلا :
ـ أمرك يا بنى
قال ( وجدى) قبل أن يعود لسيارته :
ـ على فكرة لا داعى لابداء كل هذا الاهتمام المبالغ فيه بـ ( وائل) فهذا أيضا يمكن أن يلفت الأنظار
فى هذه اللحظة نادته ( نجلاء) :
ـ عم عبده أين كنت ؟
أجابها ( منصور) قائلا :
ـ ذهبت لتوديع أحد معارفى قبل سفره
( نجلاء) :
ـ بدون أن تخبرنا
( منصور) :
ـ آسف يا هانم خطأ لن يتكرر
تطلعت إليه قائلة :
ـ قل لى لماذا يبدو وجهك حزينا هكذا ؟
اصطنع ( منصور ) ابتسامة باهتة على وجهه و هو يقول :
ـ أبدا يا هانم إننى سعيد للغاية منذ التحقت بالعمل هنا
و ظلت تحدق فى وجهه غير مقتنعة بما يقول ثم قالت :
ـ حسنا هل تريد المساعدة حقا فى بعض أعمال المطبخ ؟
( منصور) :
ـ سيكون هذا من دواعى سرورى
( نجلاء) :
ـ إذن تعال معى فسوف نقيم حفلا الليلة بمناسبة نجاح ( وجدى) فى ابرام أحد الصفقات و سنكون بحاجة لكل جهد هنا
سألها ( منصور) و هو يصحبها إلى الداخل :
ـ هل ستحضر الهانم أخت ( وجدى) بك إلى الحفل ؟
نظرت إليه بدهشة قائلة :
ـ ربما و لكن ما شأنك أنت بهذا ؟
أجابها بإرتباك :
ـ لا .. لا شئ مجرد سؤال
و تركته ( نجلاء) يتقدمها إلى المطبخ و فى عينيها نظرة تساؤل حائرة لقد لاحظت فى المرة السابقة عندما زارتهم ( هالة) و زوجها و أولادها أن الرجل يبدى اهتماما غير طبيعى بهم و أنه يتطلع إلى أخت زوجها بالذات بنظرات غريبة بل لمحته و هو يراقبها خلسة بجوار شرفة الفيلا و قد أثار ذلك دهشتها لكنها عزته إلى نوع من الفضول فلم يكن من المقبول أن تكون لتلك النظرات أى معنى آخر غير الفضول و إلا فما معناها ؟
و فى المساء وصل عدد من الأشخاص فى صحبة زوجاتهم إلى فيلا ( وجدى) حيث شارك ( منصور) فى القيام بأعمال الضيافة و خدمتهم بتقديم المشروبات و الأطعمة و لم يكن ( وجدى) قد وصل بعد و سأل أحدهم قائلاً :
ـ هل هذا معقول نحضر إلى الحفل دون وجود صاحبه ؟
رد عليه آخر :
ـ أنت تعرف ( وجدى) جيدا لابد أن امامه بعض الأعمال و ( وجدى) عندما ينخرط فى العمل ينسى أى شئ آخر عداه
و اقتربت منهما ( نجلاء) قائلة بلطف :
ـ ليس إلى هذه الدرجة يا ( عصام) بك لقد اتصل بى ( وجدى) منذ لحظات و هو فى طريقه إلى هنا ثم إنكم لستم غرباء فالمنزل منزلكم
ضحك الرجل قائلا :
ـ طبعا .. طبعا يا ( نجلاء) هانم
لكن ( نجلاء) تركتهما و دخلت إلى الشرفة و هى تنظر إلى الطريق و قد بدت عليها ملامح التوتر و العصبية و تبعها ( منصور) إلى الشرفة و قد لاحظ توترها ثم ما لبث أن قال بصوت خافت :
ـ هل هناك ما يكدرك يا هانم ؟

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
قديم 25-08-08, 09:29 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12116
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: أحلى بنت عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSomalia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحلى بنت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

مشكـورة اختي على هذا الجزء ....

ومتابعة ^_^

 
 

 

عرض البوم صور أحلى بنت   رد مع اقتباس
قديم 29-08-08, 03:48 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلى بنت مشاهدة المشاركة
  
مشكـورة اختي على هذا الجزء ....

ومتابعة ^_^

شكرا حبيبتى على متابعتك الجميلة نورتى


( منصور) إلى الشرفة و قد لاحظ توترها ثم ما لبث أن قال بصوت خافت :
ـ هل هناك ما يكدرك يا هانم ؟
التفتت إليه لتنفجر فى وجهه بعصبية :
ـ ما هذا ؟ ما شأنك أنت إذا كان هناك ما يكدرنى أم لا ؟
قال ( منصور) متحرجا و قد فاجأته بهذا الأسلوب الذى لم تحدثه به منذ أن حضر إلى الفيلا :
ـ لقد لاحظت ...
و لكنها قاطعته بنفس الحدة :
ـ ليس من حقك أن تلاحظ أى شئ أو تبدى تعليقا بشأن أى شئ فأنا أرى منذ حضورك إلى هنا أنك تتصرف بطريقة غريبة و أحيانا تتجاوز الكثير من الحدود
أطرق ( منصور ) برأسه إلى الأرض قائلا :
ـ آسف يا هانم
و استدار ليغادر الشرفة لكنها استوقفته قائلة :
ـ انتظر
و اقتربت منه و فى ملامحها شئ من الندم لتعتذر له قائلة بصوت خافت
ـ لا تغضب منى يا عم عبده فأنا التى يجب أن اعتذر لك
قال سريعا :
ـ العفو يا هانم
( نجلاء) :
ـ إننى أشعر بأنك رجل طيب و أنك تحب الخير للآخرين لكننى أشعر ببعض الضيق الآن
شجعته لهجتها الحانية على أن يقول لها :
ـ لعدم حضور ( وجدى) حتى الآن
نظرت إليه بدهشة و لكنه سرعان ما استدرك :
ـ آسف ( وجدى) بك إنه زلة لسان
استطردت ( نجلاء) قائلة :
ـ إننى أشعر أحيانا بأنه يتعمد أن يحرجنى فهو لا يحضر فى موعده دائما بل أحيانا كثيرة يدعنى أواجه الموقف بمفردى
قال لها ( منصور) و هو يبدى اهتماما حقيقيا :
ـ هل اتصلت به فى مكتبه ؟
( نجلاء) :
ـ اتصلت و أخبرتنى سكرتيرته أنه غادر مكتبه منذ ساعة
( منصور) :
ـ إذن فلابد أنه فى طريقه إلى هنا
( نجلاء) :
ـ الطريق من الشركة حتى هنا لا يستغرق عشرين دقيقة
بدأ القلق ينتاب ( منصور) من أجل ابنه فإذا كان قد غادر مكتبه منذ ساعة و إذا كانت المسافة بين الشركة و المنزل لا تزيد على عشرين دقيقة فأين ذهب إذن ؟ خاصة و هو يعرف أن هناك عددا من المدعوين و المدعوات فى منزله الليلة لحفل أقيم خصيصا من أجله
و قال لها فجأة :
ـ سأذهب لأبحث عنه
و لكنها أوقفته قائلة :
ـ ما هذا ؟ هل ستذهب لتبحث عنه فى الطرقات ؟ إنه على كل حال ليس بالطفل الصغير و لابد ان عملا ما قد عطله و فجأة نظر إلى البوابة الخارجية و علت وجهه ابتسامة ارتياح و هو يقول :
ـ لقد حضر ها هى ذى سيارته
و نظرت ( نجلاء) للسيارة و هى تعبر البوابة إلى داخل الفيلا و قد هدأ توترها قليلا
قال ( منصور) متهللا :
ـ سأذهب لآستقباله بنفسى
تطلعت إليه ( نجلاء) و قد حلت الدهشة محل التوتر على ملامحها قائلة :
ـ لم أكن أعرف أنك تحبه هكذا
و تضاعفت حيرتها
تضاعفت كثيراً


5 ـ متاعب رجل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اندفع ( منصور) نحو سيارة ( وجدى) و هو يهم بفتح بابها قائلا :
ـ لماذا تأخرت هكذا ؟ الضيوف يسألون عنك و زوجتك قلقة جدا
و لكن ( وجدى) حدجه بنظرة صارمة محذرا إياه من التبسط فى الحديث و أدرك ( منصور) أن هناك آخرين معه فى السيارة فتدارك الموقف و توقف عن الحديث و هو يفتح الباب الخلفى و أحس بقلبه يخفق فى شدة عندما رأى ابنته ( هالة) و هى تهبط من السيارة و معها أبناؤها الثلاثة و لم يستطع أن يتحكم فى نظرة الاشتياق التى قفزت إلى عينيه و هو يتأمل ملامح وجهها و سرعان ما قال و هو يغالب أحاسيسه :
ـ أهلا و سهلا يا ( هالة) هانم
ردت عليه وفى عينيها نظرة حزينة :
ـ أهلا يا عم عبده من فضلك أحضر الحقائب من السيارة
قال( وجدى) :
ـ اسبقينى أنت و الأولاد إلى الداخل و سألحق بكم
وقف ( منصور) يتابعها فى أثناء دخولها إلى الفيلا و هو يشيعها بنظرات حنونة فى حين اتجه ( وجدى) إلى حقيبة السيارة الخلفية ليفتحها و يخرج منها الحقائب الخاصة بـ( هالة) و أولادها فاقترب منه ( منصور) بعد انصراف ابنته قائلا و على وجهه ابتسامة امتنان :
ـ لم أكن أعرف أن تأخرك هذا سببه ذهابك إلى ( هالة) و لو أنه كان يتعين عليك الاتصال بنا و اخبارنا بذلك
حتى لا تثير قلق زوجتك و تتسبب فى احراجه أمام الضيوف
و لم يرد عليه ( وجدى) بل تناول الحقائب ليضعها على الأرض ووجهه ينم عن الضيق و الغضب فى حين أردف ( منصور) قائلاً :
ـ على كل حال اشكرك لأنك استجبت سريعا لمطلبى و أحضرت ( هالة) معك هى و الأولاد إنه ليسعدنى أن أشعر بأنك ترعى خاطرى و تدرك حقيقة احساسى كأب
التفت إليه ( وجدى) قائلا بانفعال :
ـ حسنا يتعين عليك أن تعرف أننى لم آت بـ ( هالة) و أولادها مراعاة لخاطرك أو ادراكا لأحاسيسك الأبوية كما تقول و إنما أحضرتها إلى هنا لأنها على خلاف مع زوجها و هما على وشك الانفصال ألم تلحظ كل هذه الحقائب التى أحضرتها معها ؟
نظر ( منصور) إلى الحقائب و قد اكتست ملامح وجهه بالقلق قائلا :
ـ نعم كيف لم ألحظ ذلك ؟ و لكن ما الذى حدث ؟ أعنى ما سبب الخلاف بين (هالة) و زوجها ؟
قال ( وجدى) متبرما :
ـ و هل تنتظر منى أن أترك زوجتى و الضيوف لأقف هنا و أحكى لك تفاصيل الخلاف بينهما ؟
لقد كنت تريد ان تكون قريبا من ابنتك لتنعم بصحبتها و ها هى ذى قد جاءت لتبقى بجوارك لفترة طويلة فلتهنأ إذن بصحبتها و كفانى ما أنا فيه من مشاكل و الآن أعتقد أنه من المتعين عليك أن تحمل هذه الحقائب إلى الداخل كما قالت لك ( هالة) أعنى أن هذا هو الوضع المفروض أمام الآخرين
و انحنى ( منصور) على الحقائب ليحملها و قد ظللت وجهه ملامح الوجوم و هو يقول :
ـ نعم .. نعم أفهم ذلك اسبقنى أنت و سألحق بك
تحرك ( وجدى) عدة خطوات إلى الأمام و لكنه ما لبث أن توقف و قد بدا له أنه قد تذكر شيئا فعاد إلى أبيه قائلاً :
ـ بالطبع لست بحاجة لكى أذكرك بعدم الإفراط فى اظهار المشاعر تجاه ( هالة) و أبنائها كما هو الحال بالنسبة لـ ( وائل) حتى لا يلحظ أحد شيئا
قال ( منصور) دون أن ينظر إليه :
ـ أعرف ما يتعين على أن أفعله و لست بحاجة لكى تذكرنى بذلك
و حدق فيه ( وجدى) برهة ثم أطلق زفرة قصيرة و استدار عائدا
إن تصرفاته تجاه أبيه تحمله عبئا نفسيا كبيرا فكلما التقيا و تحدثا معا انتابته مشاعر متناقضة و متصارعة شعور بالبغض و ذكريات الماضى التى تتراقص أمام عينيه بكل ما فيها من ألم و شقاء عاشها على يد هذا الرجل الواقف أمامه و التى لم تنقض بابتعاده عنه و هجره لهم بل ظلت باقية فى نظرة الحزن و الألم التى كان يراها دائما فى عينى أمه التى أحبها من كل قلبه و كان يعرف و يدرك جيدا أنها كانت تحب أباه بالرغم من كل شئ و بالرغم من كل قسوته معها و أنها حزينة بسببه و لأجله حتى قضى عليها هذا الحزن بالرغم من كل شئ و بالرغم من انقضاء سنوات طويلة على الفراق و كان آخر ما رآه فى عينيها قبل موتها تلك النظرة التى تحمل كل شقاء العالم بالرغم من كل ما حاول أن يوفره لها من أسباب السعادة و شعور آخر بتأنيب الضمير فهذا الرجل أبوه و هو يبدو مخلصا فى مشاعره الحالية تجاهه و تجاه أخته إنه يبدو بالفعل نادما على السنين التى فرقت بينهم و يحاول أن يعوضها برغبة جامحة و لكنه عاجز عن أن يتجاوب معه فى عاطفته المشبوبة هذه بل إنه يجد نفسه أحيانا كثيرة و دون وعى منه مندفعا إلى إيذاء مشاعره و التعامل معه بقسوة ثم لا يلبث ان يشعر بالندم من أجل ذلك ربما لأن مشاعره قد تجمدت تجاه أبيه بفعل السنوات الطويلة التى باعدت بينهما و تلك الذكريات المريرة التى ترتد لعقله كلما رأى هذا الأب و لكن ليت الأمر يقتصر على مجرد المشاعر الجامدة فقط و ليته يتوقف عن استخدام ذلك الأسلوب فى التعامل معه و تلك القسوة التى تكوى ضميره كلما وجد نفسه مندفعا للتصرف بها و دون وعى منه و حتى لو نجح فى السيطرة على مشاعره و اندفاعاته فالظروف تحتم عليه أن يتعامل معه على هذا النحو الذى يضايقه . . تعامل ارئيس مع المرءوس إنه أمام الجميع حارس و بواب لمنزله و أحيانا يقوم بدور الخادم بما يستتبعه ذلك من قيامه ببعض الأعمال التى يضطرها إليه وضعه هذا كما أن الآخرين يتعاملون معه بهذه الصفة و هذا يثير فى نفسه الكثير من الضيق و لكنه لا يجد حيلة إزاء ذلك إنه مستعد لأن يدفع له ما يريد فى مقابل أن يغادر هذا المنزل فهو رجل يكره المشاكل و متاعب الإحساس بالذنب و كفاه مشاكل عمله و متاعب طموحاته بل إنه مستعد لأن يتغاضى عن كل ما بينه و بين أبيه من ذكريات مريرة فى مقابل أن يعفيه من كل تلك المتاعب التى يسببها له وجوده معه و يجنبه ذلك الإحساس بالضيق و الخطر الذى يحاصره دائما منذ أن التقيا ليته يبتعد و لا يبقى بينهما ما يذكره به من خير أو شر و ها هى ذى أخته فى خلاف جديد مع زوجها و الأمور بينهما تنذر بالانفصال ما لم يحاول أن يتدخل فى الأمر و يحسم هذا الخلاف إنها مشكلة أخرى تضاف إلى مشكلته مع أبيه و هو يكاد يشعر بالاختناق من تلك المشاكل التى أخذت تحاصره
أما ( منصور) فلم يكن هناك ما يشغله فى هذه اللحظة سوى قلقه على ابنته إن معنى أن تأتى إلى منزل أخيها مع أبنائها أن هناك مشكلة كبيرة بالفعل بينها و بين زوجها مشكلة تهدد حياتها الأسرية وواجبه كأب يحتم عليه أن يتدخل لحل هذه المشكلة و رأب الصدع الذى يهدد بيت ابنته و حياتها بالانهيار و لكن كيف السبيل إلى هذا و هو لا يستطيع القيام بدورالاب؟
كيف السبيل إلى مساعدة ابنته اذا كانت حتى هذه اللحظة تجهل أنه أبوها و لا يستطيع أن يخبرها بالحقيقة ؟
و كيف السبيل و بأى حق يتدخل و هو فى نظر الجميع عبد التواب البواب ؟ ... رجل على الهامش فى حياة ابنه و ابنته ؟
كيف يمكنه مساعدتها و حل مشاكلها كأى أب آخر دون أن يكشف الحقيقة و السر المجهول فى حياته و حياة ابنه و ابنته
لا ناص إذن من الاعتماد على ابنه فى حل هذه المشكلة و الوقوف إلى جوار أخته مادام هو عاجزا عن التدخل يجب الا يدع الأمور تتطور إلى ما هو أخطر ببقائها فى منزل ( وجدى) بعيدا عن منزلها و يتعين عليه أن يسانده فى ذلك و يساعده على اصلاح الأمر
****************
بادر ( وجدى) زوجته قائلا :
ـ آسف يا ( نجلاء) للتأخير و لكن
و لكنها قاطعته قائلة :
ـ لقد فهمت كل شئ عندما رأيت ( هالة) قادمة معك و معها حقائبها و لكن ماذا حدث ؟ إن ( هالة) تبدو منهارة تماما
نظر إليها ( وجدى) واجما و هو يقول :
ـ ستقيم ( هالة) و أولادها معنا لبعض الوقت
قالت :
ـ على الرحب و السعة و لكنك لم تخبرنى عما حدث
نظر إليها و قد ازداد وجوما و قال :
ـ منير على علاقة بإمراة أخرى

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أتى, أبي الحبيب, محبة القراءة دائما, الحبيب, زهور
facebook




جديد مواضيع قسم روايات زهور
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t88023.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ„ط¨ظ†ط§ظ† ظپظ‰ ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨: ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط²ظ‡ظˆط± This thread Refback 22-07-09 10:05 AM


الساعة الآن 12:31 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية