لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات زهور
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات زهور روايات زهور


42- أبى الحبيب ( كتابة)

السلام عليكم على أعضاء أحلى منتدى سأقوم ـ إن شاء الله ـ بكتابة قصة أبى الحبيب لأنه مش عندى اسكنر إن شاء الله تعجبكم 1ـ عودة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-08, 01:55 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات زهور
افتراضي 42- أبى الحبيب ( كتابة)

 

السلام عليكم على أعضاء أحلى منتدى سأقوم ـ إن شاء الله ـ بكتابة قصة أبى الحبيب لأنه مش عندى اسكنر إن شاء الله تعجبكم



1ـ عودة الغائب
______________
امسك ( وجدى) سماعة الهاتف و قال فى صوت يحمل أشد نبرات الضيق :
ـ حفلة أى حفلة ؟ أنت تعرفين أن وقتى ضيق للغاية يا ( نجلاء) و لا أملك ما يسمح لى بالذهاب إلى أعياد الميلاد .. نعم أعرف أننى وعدت بالذهاب و لكننى مشغول للغاية لدى بعض الاعمال الهامة ستحتاج منى إلى البقاء فى مكتبى حتى ساعة متأخرة من الليل
.. لا .. لا يمكن تأجيلها
ـ من فضلك يا نجلاء خذى أنت الولد إلى هذا الحفل و اعتذرى لـ ( سميحة) هانم و زوجها بالنيابة عنى و إذا وجدت أمامى فسحة من الوقت فسوف ألحق بكما هناك
و أعاد سماعة الهاتف و هو يزفر قائلاً :
ـ تباً لهذه المناسبات و المجاملات الفارغة ألا تنتهى أبداً ؟
إنه لا يبغض شيئاً فى هذه الدنيا قدر بغضه لتلك الحفلات و الدعوات التى تأتى إليه من آن لآخر بمناسبة و بدون مناسبة ..
عيد ميلاد ابنة ( سميحة) هانم .. عيد زواج فلان و فلانة .. دعوة للغداء هنا و دعوة للعشاء هناك ..و حضور حفل افتتاح لأحد المصانع الجديدة أو حتى متجر صغير للملابس ..
و هو مضطر دائماً للمجاملة و الابتسام و التظاهر بالمرح و اللطف مع من يدعونه أو يدعوهم مستسلماً لحالة متكررة من النفاق الاجتماعى السقيم
و لكن ماذا يفعل ؟ إنه شخصية مرموقة فى بورسعيد و علاقاته الاجتماعية تدخل كجزء من طبيعة عمله و علاقاته برجال الاعمال و التجار فى المدينة فمصنع الزجاج والبلور الذى يمتلكه يدخل فى منافسة شديدة مع عدد من المصانع الأخرى المنتشرة فى مناطق مختلفة من الجمهورية و على الرغم من جودة انتاجه العالية التى دفعت به إلى التوسع فى التصدير إلى الأسواق الخارجية بعد أن اكتسب شهرة لا بأس بها فى الأسواق الداخلية و أصبح مصنعه واحدا من أكبر مصانع الزجاج و الكريستال فى مصر إلا أنه لا يستطيع أن يتجاهل قيمة العلاقات الشخصية و المجاملات الاجتماعية و الدور الذى تلعبه فى تعزيز نجاحه كرجل أعمال فضلاً عن تأهبه لترشيح نفسه فى المجلس المحلى للمدينة و ما يطمح إليه مستقبلاً من أن يكون عضواً فى مجلس الشعب و هو طموح سياسى طالما حلم به منذ كان طالباً فى الجامعة وربما يتجاوز كثيراً طموحه المادى الذى حققه عن طريق مؤسسة الصناعات الزجاجية التى أصبح يمتلكها ..
لقد حققت الحياة لـ ( وجدى) الكثير من الآمال و الأحلام التى تمناها فقد تمكن بكده و عرقه و كفاحه لسنوات طويلة فى أثناء الدراسة و بعدها

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس

قديم 20-08-08, 05:03 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

لقد حققت الحياة لـ ( وجدى) الكثير من الآمال و الأحلام التى تمناها فقد تمكن بكده و عرقه و كفاحه لسنوات طويلة فى أثناء الدراسة و بعدها من تحويل مصنع الزجاج الصغير الذى يملكه خاله فى بورسعيد إلى مؤسسة صناعية كبيرة و عندما توفى خاله تاركاً هذا المصنع باعتباره وريثه الوحيد هو و أخته ( هالة) كان ( وجدى) قد نجح فى القفز بهذا المصنع قفزات هائلة بفضل ذكائه و روحه المتقدة فى العمل و السعى وراء مواطن النجاح و عزز هذا النجاح المادى بمكانة اجتماعية مرموقة عندما اقترن بـ ( نجلاء نور الدين) ابنة ( نور الدين عزمى) محافظ بورسعيد السابق و هو بدوره من أسرة ذائعة الصيت ذات جذور عريقة و على الرغم من أنه لم يعش قصة حب حقيقة مع زوجته قبل الزواج إلا أن هذا الحب سرعان ما وجد طريقه بينهما بعد زواجهما الذى دام حتى الآن عشر سنوات كاملة قربت كثيراً بين أفكارهما و طباعهما و ازداد التفاهم بينهما على الرغم من بعض الصعوبات التى حالت دون ذلك فى البداية فقد ظلت هناك عقدة تحكم ( وجدى ) فى علاقته بزوجته على الرغم من ثرائه المادى الكبير و هى احساسه دوماً بأنها تتميز عليه اجتماعياً بحكم النشأة و ربما يرجع ذلك إلى نشأته الأولى التى كانت تتميز باليتم و الفقر و ألوان عديدة من المهانة و الحرمان طالما حاول نسيانها و اقتلاعها من جذور ذكرياته دون جدوى فقد ظلت ذكرى هذه الأيام المريرة و الكريهة فى نفسه باقية وتشكل جزءاً من اصراره على النجاح و الثراء ومعادة الفقر و التمرد على كل ما عاشه فى طفولته وصباه و على الرغم من أن ( نجلاء) لم تحاول أبداً أن تظهر له هذا التميز إلا إذا حدث ذلك عرضاً أو دون قصد إلا أن هذا كان يثيره دائماً و يحاول تعويضه عن طريق التباهى بعصاميته و نجاحه المادى أحياناً و أحياناً أخرى بالقسوة و الغلظة فى معاملتها تعويضاً عن ذلك الإحساس و قد أدى ذلك إلى مشاكل عديدة فى حياتهما فى البداية كادت تقودهما ذات يوم إلى الطلاق و لكن سرعان ما تراجعا عن هذه الفكرة عندما تبينا هولها بالنسبة لهما فعلى الرغم من كل شىء إلا أن أحدهما لم يكن يستطيع أن يستغنى عن الآخر و هكذا وطدا نفسيهما على احتواء هذه الأزمات التى تنشأ بينهما من آن لآخر بالعمل على تحقيق المزيد من التقارب النفسى و التفاهم بينهما و أصبحت ( نجلاء) من ناحيتها حريصة على عدم تحريك هذه العقدة النفسية التى تحكم ( وجدى) و تخرجه عن طبيعته المألوفة احياناًُ و أصبح ( وجدى) أيضاً أكثر حرصاً على عدم الانسياق وراء هذه العقدة الدفينة و أنعم الله عليهما بطفل جميل عزز هذا الحب و التقارب الذى جمع بينهما و لم يعد باقياً من طموحاته وأحلامه القديمة سوى ذلك المستقبل السياسى الذى أعد نفسه له و على الرغم من أن رجل الاعمال والصناعة لا يحبذ كثيرا الانخراط فى العمل السياسى ـ فلكل منهما مجاله ـ إلا أن ( وجدى) كان يحلم دائماً بأن يستأثر بالاثنين لقد آلى على نفسه منذ الصغر أن يحوز كل أسباب القوة و الثراء و كان يرى فى العمل السياسى ما يمنحه القوة و النفوذ اللذين يسعى إليهما و مع كل ما حققه من ثراء مادى و مركز اجتماعى ممتاز و نفوذ فعلى فى مدينة بورسعيد إلا أنه لم يتراجع عن طموحه السياسى أبداً
كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة مساء ببضع دقائق و كان ( وجدى) قد بذل جهداً كبيراً فى انهاء عدد من الأعمال الهامة الخاصة بالمؤسسة و بعد انصراف عدد من الأشخاص من مكتبه قام باجراء اتصال هاتفى أخير بإحدى الشركات التى يتعامل معها ثم استرخى فى مقعده و قد أخذ منه التعب مبلغه و نظر فى ساعته و هو فى حالة من الخمول كان الوقت مازال كافياً و يسمح له بحضور حفل عيد الميلاد لكنه بالإضافة إلى عدم رغبته فى حضور هذا الحفل منذ البداية كان مرهقاً و غير قادر على ممارسة تلك المجاملات التى طالما اضطرته الظروف إلى القيام بها . إن أقصى ما يستطيع عمله الآن هو أن يتسلل بسيارته إلى المنزل لينعم بحمام دافئ ثم يدس نفسه فى الفراش منتهزاً خلو المنزل من ( نجلاء) و ( وائل) ابنه فلو أتيح لهما أن يلتقيا به قبل أن يستغرق فى النوم فإنه لن ينجو من تأنيب ( نجلاء) له لعدم حضوره معها إلى الحفل كما وعد كما سيكون مضطراً إلى تلك المداعبات و الروايات التى يحكيها لـ ( وائل) قبل نومه كما عوده و هو غير مهيأ لذلك الآن . و بالفعل نهض ( وجدى) من مقعده مقاوماً حالة الاسترخاء التى تملكته ليصلح من رباط عنقه ثم تناول سترته من فوق المشجب استعداداً لمغادرة المكتب لكنه سمع عدة طرقات على الباب قبل أن يتهيأ للانصراف ووجد سكرتيرته تدلف إلى الداخل و على وجهها بعض علامات الانزعاج و همست له قائلة :
ـ هناك شخص يطلب مقابلتك بالخارج يا ( وجدى) بك
سألها قائلاً :
ـ من هو ؟
أجابته قائلة :
ـ لقد رفض ذكر اسمه
نظر إليها بدهشة قائلاً :
ـ حسناً و ما الذى يدعوك إلى الانزعاج هكذا ؟
ترددت قليلاً قبل أن تقول :
ـ إنه يرتدى ملابس رثة و تبدو عليه معالم الشر و القسوة برغم تقدمه فى العمر و لقد صاح فى طريقة خشنة و تهيأ لى فى لحظة أنه سيقوم بصفعى عندما أصررت على عدم السماح له بمقابلتك دون موعد سابق و دون أن يوضح لى اسمه و هدفه من المقابلة و لم أجد بداً من التظاهر باستئذانك قبل السماح له بالدخول لكى أبلغك الأمر هل تحب أن أطلب الأمن ؟
سألها ( وجدى) :
ـ ربما كان أحد أهالى المدينة ؟
قالت السكرتيرة فى ثقة :
ـ كلا إنه يبدو غريباً و لهجته أيضاً لا تدل على أنه من أبناء بورسعيد
( وجدى) :
ـ حسناً دعيه يدخل
و ترددت قائلة :
ـ و لكن يا أستاذ ( وجدى) ...
أومأ برأسه قائلاً :
ـ قلت لك دعيه يدخل
نظرت إليه و معالم التردد واضحة على وجهها و هى تقول مستسلمة :
ـ حسناً هل أرسل لك أحد رجال الأمن ؟
قال لها ( وجدى) و هو يعود إلى مقعده وراء مكتبه :
ـ لا .. لا داعى لذلك إذا احتجت أحداً من الأمن فسأطلبه بنفسى
و غادرت السكرتيرة المكتب و هى مازالت قلقة و بعد قليل فتح الرجل باب الغرفة ليقول بصوت واهن و لكنه لا يخلو من الخشونه و الحماس :
ـ أوحشتنى يا ( وجدى)
كان الرجل يرتدى ملابس رثة للغاية و تكشف ملامح وجهه المترهلة و شعره الأبيض عن تجاوزه الستين من العمر ببضع سنوات و إن بدا بقامته المديدة و صلابة عوده محتفظاً بشئ من بقايا الشباب الراحل و أحس ( وجدى) برجفة تسرى فى جميع أجزاء جسده لدى رؤيته لذلك الشخص برغم عدم تعرفه لكن شيئاً ما جعله يرتجف و هو يرى هذا الرجل الطاعن فى السن يقترب منه ويتحدث إليه على هذا النحو و أخذ يحدق فيه بتمعن دون أن يتحرك من فوق مقعده .

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
قديم 21-08-08, 07:33 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

كان شعورا غريبا ذلك الذى تملكه عندما وجد هذا الرجل يقف امامه مباشرة شعور بالخوف و الرهبة و الاضطراب فى آن واحد و نظر إليه الرجل قائلاً :
ـ ( وجدى) .. الا تعرفنى ؟
و بدت له هذه الجملة الاخيرة كما لو كانت تبعث إليه بنداء خفى و تدفعه دفعا نحو ذلك الرجل بالرغم من مخاوفه منه نعم إنه يذكر بعضاً من هذه الملامح و يعرف ذلك الصوت برغم ما أضفته عليه السنون من تغيرات
لقد بدا له ذلك الصوت و كأنه يأتى إليه من ماض سحيق طالما حاول أن ينساه
و عاد الرجل يقول :
ـ ( وجدى) إننى والدك .. هل نسيتنى ؟
ظل ( وجدى) جامدا فى مكانه و هو يحدق فيه متأملا نعم ..إنه والده لقد احس بذلك منذ ان رآه و كيف يتسنى لك أنك قضيت قبلها ثلاث سنوات كاملة بعيدا عنا لا نعرف اى شئ عن أخبارك و لم تحاول أن تتعرف أى شئ عن أخبارنا قبل أن يقبض عليك و تقدم للمحاكمة لقد ذقنا على يديك مرارة الحرمان و قسوة الطباع ثم انتهى الامر بأن ألحقت بنا العار
قال الاب بحرارة :
ـ لم أكن أعرف أنك تكرهنى إلى هذا الحد
هدأت حدة انفعال الابن قليلا و هو يقول :
ـ و ما الذى كنت تنتظره منى بعد كل تلك السنوات ؟ إننى لم أعرف معك حنان الاب و رعايته و هذا أمر لا يغتفر فى البداية أقمت حاجزا بينى و بينك بسبب تلك القسوة التى كنت تعاملنا بها و بعد ذلك ابتعدت عنا نهائيا و دفعت بنا حتى إلى الإقلاع عن زيارتك فى السجن بسبب تلك الطريقة الفظة التى كنت تقابلنا بها و التى كانت تعود بسببها أمى إلى المنزل و الدموع تتساقط من عينيها إلى أن أقسمت عليها يمينا بألا تأتى لزيارتك مرة أخرى و أخبرتها أنك تريد أن تقطع صلتك بنا بصورة مطلقة لأنك تكرهنا كم كنت أحسد الأطفال فى سنى و أنا أراهم فى صحبة آبائهم .. كم كنت أتألم و أنا أرى زملائى محاطين برعاية والديهم فى الوقت الذى لم أكن أعرف فيه كيف أجيب على سؤالهم : أين والدك ؟
و فى النهاية اضطررنا أنا و أمى و أختى إلى أن نرحل إلى هذه المدينة بورسعيد لنقيم عند خالى بعيدا عن أى ذكرى تربطنا بك و أصبحت بالنسبة لنا غير موجود
قال الأب :
ـ و لكن هأنتذا ترى أننى مازلت موجود و سأبقى موجودا بالنسبة لك لم أمت برغم أننى أعرف جيدا أنك كنت تتمنى موتى
قال ( وجدى) بامتعاض :
ـ و ما الذى تريده منى الآن ؟
قال الأب :
ـ انظر إلى جيدا و ستعرف ماذا أريد انظر إلى تلك الثياب الرثة و الجسد الواهن
قال الابن بنبرة قاسية :
ـ فهمت لقد جئت لأنك بحاجة إلى نقود
و توجه نحو الخزانة الصغيرة الموجودة فى أحد اركان الغرفة ليفتحها و لكن الأب قال :
ـ ما الذى يمكنك أن تدفعه لى . ألفا .. ألفين .. ثلاثة ؟
قال الابن و هو مستمر فى فتح الخزانة دون أن يلتفت إليه :
ـ ليس فى هذه الخزانة سوى ثمانمائة جنيه أعتقد أنها تكفيك فى الوقت الحاضر
لكن الأب اعترض قائلا :
ـ وفر نقودك إننى بحاجة إلى عمل
و استدار إليه الابن فى حدة قائلاً :
ـ عمل ؟! أى عمل يمكننى أن أوفره لك الآن ؟
أجابه الأب فى هدوء :
ـ أى عمل يتناسب مع عمرى و يتيح لى أن أحصل على النقود التى أريدها من كدى لا من جيبك الخاص
قال ( وجدى) فى سخرية :
ـ ألم تفكر فى العمل الشريف إلا الآن ؟
و فى تلك اللحظة طرقت السكرتيرة باب الحجرة عدة طرقات قبل أن تدلف إلى الداخل و ما إن خطت داخل الغرفة حتى استقرت عيناها على الأب ثم ما لبثت تنقل نظراتها بينه و بين الابن و كأنها تتساءل بينها وبين نفسها عما يمكن أن يربط بين رجل أعمال ثرى مثل ( وجدى) و ذلك الرجل المتقدم فى السن الشرس الطباع الرث الثياب إلى الحد الذى يطيل بينهما الحديث كل هذا الوقت ؟
و كانت معالم القلق واضحة على وجهها و هى تنظر إلى ( وجدى) قائلة :
ـ عفوا يا ( وجدى) بك و لكن
قال ( وجدى) مقاطعاً :
ـ يمكنك الانصراف يا ابتسام
و عادت تنظر إلى الأب دون أن تفارقها نظراتها القلقة و هى تقول :
ـ هل أنت واثق أنك لن تحتاج إلى فى شئ يا ( وجدى) بك ؟
و كأنما نبهت نظراتها القلقة هذه ( وجدى) إلى خطورة الوضع بالنسبة إليه فماذا لو تكشفت حقيقة الرابطة التى تربط بينه و بين رجل سبق له أن أودع السجن متهماً بالاتجار فى المخدرات ؟
أى ضرر يمكن أن يلحق به اذاما كشف العاملون فى الشركة و اهل المدينه أنه ابن أحد أرباب السوابق و هو الذى جاهد لإخفاء هذه الحقيقة تماما عن زوجته و ابنه و الجميع طوال الاعوام الطويلة الماضية؟
الكل يعرف أن والده قد توفى منذ سنوات بعيدة و أنه كان رجلا فاضلا ذا سمعة طيبة و قد ساعده خاله فى إخفاء كل ما يتعلق بماضى أبيه كما أنه من ناحيته كان يعمد دائما إلى إنهاء اى حديث يمكن أن يتعلق بماضيه أو يدور حول أبيه على نحو قاطع سريع
و الآن و بعد ان رأته سكرتيرته الفضولية فما الذى يمكن أن يقوله لها عن هذا الرجل ؟
لو عرف الناس هنا حقيقة ابيه لو علموا أنه مازال باقيا على قيد الحياة و أنه سبق أن أودع السجن متهما فى قضية مخدرات فإن هذا يعنى تدمير حياته الاجتماعية و علاقته الأسرية و مستقبله السياسى الذى خطط له
سيصبح هذا كارثة حقيقة بالنسبة له و يجب ان يعمل على منعها بأى حال من الأحوال
و بدا صوته غاضبا و هو يصيح فى سكرتيرته قائلاً :
ـ قلت لك لا أحتاج إليك فى أى شئ و يمكنك الانصراف
أخرجها صوته الغاضب من حالة القلق و الفضول التى سيطرت عليها فالتفتت إليه قائلة و كأنها تعتذر :
ـ حسنا حسنا كما تريد يا ( وجدى) بك
ثم استدارت مغادرة المكتب فى حين التفت الابن على ابيه قائلا فى انفعال :
ـ هل أخبرت أحدا فى هذه المدينة بحقيقة الصلة التى تربط بيننا ؟
قال الأب و هو يبتسم فى مرارة :
ـ تقصد حقيقة أنك ابنى و أننى أبوك ؟ اطمئن لم أخبر أحدا بذلك إننى مقدر بالطبع حقيقة مركزك الاجتماعى الآن ولا أرضى أن أسبب لك أى ضرر
هدأ انفعال ( وجدى) قليلا و هو يقول :
ـ حسنا سأجهز لك مسكنا فى القاهرة أو فى أى مكان تريده بعيدا عن بورسعيد و سوف يصلك منى راتب شهرى كاف بطريقة أو بأخرى

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
قديم 22-08-08, 05:25 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8980
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: **شوق** عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**شوق** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 


صبــــــــــااحكـــ ورد


باين عليها حلــــوهــ

كمليها بليــــــــــــــز....

بــــــــانتظـــــــار التكملهــ

 
 

 

عرض البوم صور **شوق**   رد مع اقتباس
قديم 22-08-08, 10:26 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12116
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: أحلى بنت عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSomalia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحلى بنت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

الســـــلامـ عليكمـ ورحمـة ورحمة اللهـ وبركاتهـ

مشكـــــــورة اختي كثييير على هذه الرواايـة

ويااا رييت لو تكملييها لأنه صدق مثل ما قالت شوق بااين عليها حلوة ^_^

تحياتي لكـ.. ....

 
 

 

عرض البوم صور أحلى بنت   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أتى, أبي الحبيب, محبة القراءة دائما, الحبيب, زهور
facebook




جديد مواضيع قسم روايات زهور
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t88023.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ„ط¨ظ†ط§ظ† ظپظ‰ ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨: ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط²ظ‡ظˆط± This thread Refback 22-07-09 10:05 AM


الساعة الآن 12:30 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية