كاتب الموضوع :
دموع يتيمة
المنتدى :
الارشيف
[الجزء الأول]
[البارت الثاني]
الســـاعة 9 ليلا...
بعد ما طلع عبد العزيز من بيت أبو مهند..ولمن رجع بيتهم دقوا عليه أعمامه قالوا له إنهم جايين..رجع ورجعت معه أمه ومضاوي..وما امداه يوصل إلا هم واصلين...
أبو محمد:اللي صار اليوم ما ينسكت عليه...
أبو خالد بغضب:يا عبد العزيز يا ولدي...اليوم اللي صار تروح فيه رقاب..
عبد العزيز اللي يحاول يخفف اللي بنفسه: ما أدري وش أقول لكم..لو بخاطري كان رحت وطلعت حرتي فيهم ألحين..بس المشكلة إنهم جدها وأبوها يعني الشياب وكبار بالسن..
أبو خالد بعصبيه:بيوم ملكتك يسحبون العروس؟؟..عبد العزيز ترى عمرها ما صارت فعلتهم هذي؟؟؟؟...
عبد العزيز بعصبيه:عمي..على بالك ما أدري و مانيب حاس..والله إني مقهور أكثر منكم كلكم..بس للأسف ما لحقت عليهم...
أبو خالد بعصبيه:قوم يا أبو حامد خل نروح ونشوف وش عندهم هاللي مالهم أصل؟؟...
أبو محمد:خلها بكرة...
عبد العزيز واللي كان يفكر بنفس الفكرة:لااا صدق خل نروح الليلة أحسن حد فيني حرة ودي أفكها فيهم..
عبد العزيز كان من النوع الصبور..بس اللي صار معه الليله طلعه من طوره..
أبو محمد:اركد يا عبد العزيز...
أبو خالد وهو يقوم:اقول امش يا عبدالعزيز...عمك هذا يومه سنه..خل نروح عشان يعرفون من إحنا...
وبعد الإقناع الكبير قام أبو محمد مع أبو خالد عشان يروحون مع عبد العزيز... وهم طالعين شاف عبدالعزيز ولد عمه محمد جاي...
محمد وهو يسلم على عبدالعزيز:هلا والله بابو حامد...
عبد العزيز:هلا...
محمد:والله كان ودي اقولك ألف مبروك..بس بأقول لك حظا اوفر يا ولد عمي...
عبد العزيز ابتسم من كلام محمد:أقول يا محمد لو تكرمنا بسكاتك يكون أحسن..
محمد يضحك:وين على الله شايفكم طالعين؟؟؟...
أبو محمد:تجي معنا؟؟؟...
عبد العزيز يتطنز:ما نبي ناخذ بزارين معنا؟؟؟...
محمد يطالعه بنص عين:بزارين؟؟؟...
عبد العزيز يبتسم ثم يكلمه بجدية و ياخذ محمد من يده:اقول امش..امزح معك يا رجال...
محمد بجديه مع عبد العزيز:صدقيني يا أبو حامد محد بخسران غيرهم ولا أنت والله بشهادة حق ما تنرد...بس ما قلت لي وين بنروح؟؟؟...
عبد العزيز وهو يفتح باب السيارة:رايحين لهم نشوف وش بلاهم؟؟؟...
محمد ولد عم عبد العزيز..(33سنه)..ومن اكثر الناس قرب لعبد العزيز..
***
تمزقت بهذه الليلة إلى أشلاء امرأة..عندما رأت الكابوس الذي خافت منه تحول إلى واقع بشع..ما أقساها من حياة؟؟..عندما رأت طيف حبيب مودّع لم تجتمع معه.. عندما رأته يفارقها دون سبب..لم تملك في هذه اللحظات سوى دموعها الذي استنزفت الكثير منها الليلة...دموعها التي كانت التعبير الوحيد لفقد الحبيب..هل من المعقول أن يسعى الآباء في تدمير أبنائهم؟؟..هل يكون الأبناء ضحايا لرغبات الآباء؟؟؟ ...هل نسيان والدها لها طوال حياتها وتذكره لها في ليلة اكتمال قمرها.. ليلة كان من الممكن أن تكون أجمل ليالي العمر؟؟..هل من الممكن أن لا يعلم والدها انه حطمها في هذه الليلة؟؟..كان والدها ووالده سبب في جرحها وتجريحها الذي لا يريد أن ينتهي...هل بقي لقاء أو لم يبقى لقاء؟؟؟...هل كان التقائها فيه مجرد محطة عابره من حياتها الحافلة بالمحطات؟؟؟...هل من المعقول أن عبد العزيز لم يكن نصفها الآخــر؟؟؟...
دخلت عليها مرة أبوها اللي ما رحبت فيها لمن شافتها هي وأختها...
رحاب بسخرية:هذي جزاة اللي تبي تتزوج من ورى اهلها...
أمجاد طالعتها بحقد ولفت على الجهة الثانيه....
رحاب بإشمئزاز:ألحين هالدموع عشان فراق حبيب قلبك...ولا فراق الماما؟؟؟...
أمجاد ما حبت ترد عليها...
بدور اللي كانت توها طالعه من الحمام ووجهها مبين وش كثر كانت متألمة على اللي صار الليلة...
رحاب تلف على بدور:وش هالكآبة اللي تضيق الصدر بوجيهكم...
بدور بعصبية:الكآبة ما عرفناها إلا لمن شفنا وجهك...
رحاب:احترمي نفسك ياللي لسانك أطول منك...
بدور:وش تبين ألحين مقابلتنا؟؟..جايه تتشمتين فينا؟؟؟..
رحاب تبي تحرها:اممممم تقريبا...
بدور بعصبيه:رحابووووه...وش عندك يا أم الشر؟؟؟...
رحاب بعصبيه:محد أم الشر إلا إنتي يا قليلة الحيا...
بدور:محد قليل حيا و ما عنده أدب إلا..
إلا تقاطعها أمجاد اللي كان آخر شي ينقصها هواش مع مرة أبوهم...
أمجاد تكلم بدور بضيق:بدور خلاص..تكفين بلا مشاكل..خلاص كفاية اللي صار هناك تجين تكملينه هنا...
رحاب وهي تتكتف وتطالع أمجاد بتشفّي:والله اللي صار الليلة معك أدّبك يا أمجاد...
أمجاد لفت عليها وقعد تطالعها من فوق لتحت:ما راح أرد عليك...
بدور:شوفي يا رحاب...
رحاب تقاطعها:شوفي أنتي...لا تنسين إنك ببيتي يعني انتي ضيفه عندي فصيري محترمة يا بنت الناس...
بدور بطوالة لسان:أنتي اللي احترمي نفسك...لا تنسين مهما صار(بثقة) هذا بيت أبوي..وأبوي اللي ماله غنا عنا ومالنا غنا عنه...بس إنتي بنت الناس يعني بأي لحظة لو يطلقك أبوي يصير مالك مكان هنا فاهمه؟؟؟...
رحاب اللي انقهرت من كلام بدور...
رحاب تبي تهينها:حبيبتي..أي طلاق؟؟..لو أبي أخليك تكرفين عندي بالبيت تمسحين وتنظفين اقدر يا بدور...
بدور بعصبيه وتعلي صوتها:تخسين..ما بقى إلا هي...
أمجاد اللي ما عجبها أسلوب رحاب مرة أبوهم أبد...
أمجاد تكلم رحاب:وش دعوة؟؟؟...وين قاعده إنتي؟؟؟...
بدور بعصبيه:شوفي وحطيني ببالك زين..لا يكون على بالك إن أبوي خاتم بإصبعك تقدرين تتحكمين فيني لأنه أبوي..لا يا عمري تراك غلطانة..لأنك للحين ما عرفتيني زين..
أمجاد بغيض:يا أم زياد لا تظنين إن إحنا مطولين عندك..بس لا تحطين ببالك لحظه وحدة إن إحنا قاعدين هنا على صدقة منك انتي..إحنا قاعدين ببيت أبوي وعند ابوي اللي من الأســاس هو ملزوم فينا...
عصبت رحاب عليهم وكانت تبي ترد عليهم وأول ما بدت تتكلم إلا دخل عليهم أبوهم ابو زياد ومبين إن فيه كلام مهم يبي يقوله...إلا تشوفه رحاب وبدت تبي تتشكى من كلام بناته وتبين إنها مسكينيه..بدور اللي عرفت قصدها وأول ما شافت رحاب بدت تتكلم..غطت وجهها بيدينها وقعدت تصيح بصوت عالي وتشاهق...
استغرب أبو زياد من بدور بنته...
أبو زياد بإستغراب:بدور..وش فيك تصيحين كذا؟؟؟...
بــدور بدهاء وهي تصيح بطريقه تكسر الخاطر:ما فيني شي...
أمجاد ورحاب اللي كانوا يطالعون بدور بإستغراب...
أبو زياد:كيف ما فيك شي؟؟؟...وهالصياح كله وش له؟؟؟...
بدور واللي بدت تصيح بنحيب أكبر وحزن أكثر:اســـأل مرتك...
لف أبو زياد على رحاب...
أبو زياد:رحاب...وش مسوية للبنت؟؟؟...
رحــاب وهي تطالعه بإستغراب:ما سويت لها شي...
بدور وهي تصيح بشكل مثير للشفقة:لا تضحكين عليه...قولي الصدق...(وتلف على أبوها) تخيل يبه تقول لي أنا والله لأخليك تشتغلين شغاله عندي وإني بأعيش على إحسانها وتقول لأخليك تمسحين وتفركين عندي..(وتمسح دموعها بسرعه) ترضى يبه الذل على بناتك؟؟؟...ترضى لهم إن يشتغلون شغالات وأنت عايش؟؟؟...(وقعدت تصيح بألم)...
قعدت أمجاد تطالعها بإستغراب وقعدت تقول بخاطرها صدق بدور هذي تقدر تاخذ حقها لو من أعدائها..اما رحاب فانقهرت منها بأنه سبقتها تتشكي منها..أما بدور فطبقت(تتغدى فيهم قبل لا يتعشون فيها)...
أبو زياد اللي تضايق من كلام بدور ولف على رحاب:رحاب؟؟؟..صدق اللي قالته بدور؟؟؟...
هنا رحاب راحت لغرفتها بعصبيه وقالت لزوجها الحقني؟؟؟...
أمجاد بعد ما راحوا:بدور...يا الساحره صدق قدرتي عليها...
بدور وهي تمسح دموعها:لأنها كانت بتسبقنا...فقلت خلي أسبقها...
أمجاد وهي تطالع بدور:بس دموعك غطت على دموع فاتن حمامة....
بدور وهي تناظر أختها بإنكسار:أمجاد ترى والله دموعي صدق مهيب كذب ولا تصنع(وبعدين غيرت الموضوع)أقول أمجاد انطمي ترى ما وصلنا هنا إلا بسببك أنتي...
أمجاد طالعت أختها وبعدها لفت تطالع السقف..كأنها تنتظر نجدة من السماء تنجدها من الدوامة اللي بدت تدخل فيها وتضيع وسط دوامتها...
.
.
رحاب:من جدك مصدق اللي صار وتخربطه بنتك؟؟؟...
أبو زياد بضيق:البنت كبيرة وما أتوقع بتكذب علي كذا؟؟؟...
رحاب:لا يا عيوني تراها كذاااابة...
أبو زياد يغير الموضوع:على العموم ما علينا من هالمشاكل التافهه..روحي حضري القهوة لأن ألحين جايينا ناس...
رحاب بإستفسار:من اللي جاي؟؟؟؟...
أبو زياد بتوتر واضح:عبد العزيز..هو وأعمامه...
رحاب وهي تأشر على جهة الغرفه اللي فيها امجاد وبدور:خطيب أمجاد بنتك؟؟؟...
أبو زياد أومأ رأسه بالإيجاب...
رحاب بعصبيه:والله قد حسيت من شفتهم داخلين وهم ماراح يجي وراهم إلا الهم والمشاكل..لو زوجتها من هذا اللي تبيه أبرك لها ولنا..
أبو زياد بضيق:ما بقى إلا هي أزوج بنتي من طرف خوالها...
رحاب وهي مكشرة:وش همك لو من خوالها أو حتى من ما كان..البنت عمرك ما دريت عنها توك تنتبه..
أبو زياد اللي ما رد عليها...وقالها بلهجة آمره:رحاب روحي زيني القهوة الرجال جايين...
***
قعد يطالع فيهم وعرفه من بينهم كان آخر مره شافه بالعزاء قبل تسع سنين صحيح كانت ملامحه شاب توه في بداية العشرينات..بس ألحين رجل على أعتاب الثلاثين مكتمل الرجولة..صاحب هيبه وشخصية قوية.. كانت نظراته تبين الشراسة و الغضب بين حناياها.. توقع هالشي لأن اللي سواه هو وأبوه مهوب هيّن و خصوصا مع عبدالعزيز و أعمامه مستحيل يمر مرور الكرام...
أبو خالد بغضب:اليوم اللي صار يا أبو زياد ما يطلع من رجال قبايل؟؟؟...
أبو زياد بنظرة لعبد العزيز:واللي سواه عبد العزيز لمن راح يخطب؟؟؟...
عبد العزيز بنظرة حارقة له:يا أبو زياد وينك عنها؟؟.. ما عرفناك إلا ألحين مختفي توقعت إنك شلت يدك عنها؟؟؟...
أبو زياد وهو معصب:إلا في الزواج يا عبد العزيز...
أبو محمد بهدوء:يا أبو زياد لو جيت نتفاهم كان أحسن من إنك تاخذها سرقة وبيوم ملكتها؟؟؟...
....... : اللي سواه ولدكم هو اللي كان بيصير سرقه مع بنتنا؟؟؟...
التفتوا للباب كان أبو ناصر توه جاي من بيته...
عبد العزيز اللي وقف على طولة من شاف أبو ناصر هو وكل اللي بالمجلس..
عبد العزيز وهو يطالع أبو ناصر بإستغراب:سرقة؟؟؟..(بنظرة ثقة) يا أبو ناصر ترانا طقينا الباب وجانا الجواب...مهوب إحنا اللي نتزوج سرقة من الناس؟؟؟..
أبو ناصر بجبروت:طق بابنا إحنا يا ولد حامد.. مهوب باب الجيران...
حس بقصده عبد العزيز ولف بغيض على عمه أبو محمد وكأنه يطلب نجدته لأنه ممكن يقل أدبه على شايب كبر أبوه اللي قد مات...
أبو محمد وهو يحاول يستدرك الموقف:رحنا لبيت العروس يا أبو ناصر... وأخذنا إذنها وجينا.. وإحنا عيال رجال يا أبو ناصر.. فماله داعي هذي التمليحات...
أبو ناصر اللي قعد قبالهم وقعدوا معه:إذنها عندنا هنا...مهوب هناك...
عبد العزيز بضيق:إذنها عندها هي... وأتوقع إنها موافقه.. ولمن جينا نخطب مالقينا من أهلها يا أبو ناصر إلا البيت اللي لقطتوها منه هي وأختها بالقوة...
أبو زياد بشده:أتوقع إنك يا عبد العزيز تتكلم عن بناتي؟؟؟...
عبد العزيز يرد بنفس الشدة ويمكن أقوى:بناتك ألحين عرايس المفروض تستر عليهم وتزوجهم...( ويطالع أبو ناصر)مو تسحبهم؟؟؟...
أبو زياد بغضب:وأنتو ألحين وش تبون منا؟؟؟...
أبو خالد بهدوء: الليلة؟؟؟...اللي صار اليوم شي مو هين؟؟؟؟...
عبد العزيز بغضب:ما تدري ليه جايين يا أبو زياد؟؟؟... ما دريت وأنت وش مسوي الليله؟؟؟...
أبو زياد وصوته يعلى:لا تنسى يا عبد العزيز إنك أنت و أعمامك تشارعوني على بناتي...بناتي يا عبد العزيز يعني لي مطلق الحريه في تصرفاتي معهم؟؟؟...
عبد العزيز بصوت غاضب:لا يا ولد أبو ناصر تراك أخطيت؟؟؟... مو من حقك اللي سويته الليلة... ولا تنسى إنها كانت بتكون ملكتي الليله...
كانت صوت عبد العزيز جهوري وماله داعي يعلي صوته أكثر.. وكانت له قوة منطق وهيبه قويه خلت أبو زياد يسكت وما يرد... كان عبد العزيز من النوع إذا شارع أحد تكون الغلبة له في أغلب الأحيان..
أبو ناصر اللي يناظر عبد العزيز: لو أبوها وأهلها مالهم سلطة على بناتهم.. اجل السلطة لمن؟؟؟...
عبد العزيز وهو يرفع حاجب: يا أبو ناصر السلطة اهتمام ومتابعة...مو اللي قاعد يصير ألحين؟؟؟...
أبو خالد:اللي سمعناه إنكم عمركم ما سألتوا عنها...لا هي ولا اختها؟؟؟؟...
كان كلام أبو خالد وعبد العزيز قدام أبو ناصر نوع من الجرأة معه؟؟؟...
أبو ناصر يطالع بغيض:مهوب أنت يا أبو خالد وولد أخوك تعلموني بعد هالعمر كله؟؟؟...
أبو محمد:اللي صار الليلة مهيب أفعال قبايل؟؟؟؟...
أبو ناصر يعلى صوته وبقوة:وش تقصد؟؟؟؟...
أبو محمد: كان خليتها مواجهة رجال لرجال.. أتوقع فاهم قصدي يا أبو ناصر؟؟؟..
أبو ناصر بجبروته اللي ما يتخلى عنه:اسمع أنت وافهم وش بأقولك؟؟..عيال القبايل واللي يعرفون العيب ما يخطبون مثلكم من رجل امها؟؟؟...
عبد العزيز بإصرار وهو عاقد حواجبه: إحنا عيال قبايل و أصل...ونعرف الأصول يا أبو ناصر..و تمليحاتك ما حبيتها..و رجل أمها اللي مهوب عاجبكم والله إنه رجال ما عاد وراه رجال؟..وهو عن عشرة رجال بس إنتوا اللي ماعرفتوه...
أبو زياد: اسمع يا عبد العزيز مالك دخل بينا وبين أبو مهند.. إنت مالك دخل بكل اللي صار واللي بيصير لبنتي...
أبو ناصر بلمز لعبد العزيز: يا عبد العزيز يا ولدي ماعاد لك حاجه هنا عندنا؟؟..
عبد العزيز اللي من سمع كلامهم انتصب واقف هو واعمامه..عرف بخبرته إنه هالمجلس ما راح يعدي على خير لو يقعد أكثر هو وأعمامه وخل يطلعون بكرامتهم أحسن خصوصا إن أبو ناصر وولده جريئين جدا وما بيستحون أو يتورعون عن أي شي بيسوونه؟؟؟....
عبد العزيز بضيق:استأذن أنا ألحين.. وكلامك يا أبو ناصر في محله ماعاد لي حاجه هنا...
وهو طالع إلا يتكلم أبو ناصر بسخريه:طيب اشرب قهوتك يا ولد حامد...
وقف عبد العزيز وطالع بعيون أبو ناصر ونظرات عبد العزيز كلها شموخ وثقة..
عبد العزيز بإبتسامة سخرية:قهوتك مشروبة...
وطلعوا أعمامه معه...
أبو خالد وهو طالع:محد بيجني على بناتكم غيركم؟؟؟...
أمام أبو محمد ومحمد اللي كان ساكت طول الليله وما تكلم طلعوا بإحترام....
وبعد ما طلعوا من البيت وسمعوا إن الباب الخارجي تصكر...
لف أبو ناصر على ولد أبو زياد...
أبو ناصر وهو يطالع فيه:والله إنه عبد العزيز يروحون تحته عشرة من الرجال مثل شربة الما...طلع مهوب هين هالرجال أبد....
كان أبو ناصر يقصد إنه عبد العزيز مهوب هين و لا هو سهل...و فيه من القوة والغلبة الشيء الكثير...
بعدها تيقن كلام أبو ناصر في نفس ولده أبو زياد اللي كان خابر هالكلام زين وحتى من قبل ما يقوله ابوه...تذكره من زمان من عاده صغير...كان قوي ونفس شخصيته بس شكله مع كل سنة يكبر فيه تكبر قوته وشخصيته معه...
.
.
وهم عند السيارات واقفين برا..
أبو خالد بزعل:وش عندك يا عبد العزيز طلعت بسرعه كذا؟؟؟...
عبد العزيز: يا عمي الله يهداك..لو قعدنا زيادة كان قل احترامهم لنا وما حبيت هالشي لكم ولي...
أبو خالد بضيق:طيب لو خليتني أستأذن أنا بحكم إني أكبركم وعمك ولا ما عاد لهالشيبات احترام عندك..
عبد العزيز بزعل:أفـــا يا عمي..وش خلاك تقول كذا؟؟..لا والله لهالشيبات وصاحبها كل احترامي واعذرني على عجلتي وربشتي..(يراضيه) وهذي حبة راس لك يا الشيخ بس لا تزعل..
أبو خالد يبتسم:لا مانيب بأزعل بس لا تعيدها..
عبد العزيز يرد له ابتسامته:مانيب عايدها ابد..بس المهم رضاك..
أبو محمد:إيه زين إنك طلعت ألحين يا عبد العزيز ولا كان صارت علوم..
عبد العزيز:اسمع الكلام الزين يا أبو خالد..(ويلف على عمه أبو محمد) أبو محمد خشمك..
وسلم عليه خشم..
محمد واللي توه يتكلم:تعال يا عبد العزيز ترى الموضوع للحين ما نهيته معهم؟؟..
عبد العزيز يطالع فيه بإستغراب:صباح النوم يا محمد..توك تشبك معنا؟؟..
محمد يبتسم:لا معكم من البداية..
عبد العزيز يتطنز عليه:شكل ماخذينك متفرج معنا...
محمد:لا وانت الصادق محلل..بس تعال قولي وش تقصد لمن قلت لجد خطيبتك إنه صدق ماعاد لك حاجه هنا؟؟...يعني انفصخت الخطبة؟؟..
عبد العزيز قعد يطالع بيتهم بتأمل:تصدق يا ولد عمي والله أنا ماني بداري هو باقي بينا خطبة أو لأ؟؟؟...
بعدها لف عبد العزيز إلا شاف أبو خالد وأبو محمد ركبوا سياراتهم وبدو يحركون..
عبد العزيز وهو رايح يركب سيارته:سرينا..ولا عاجبتك هالوقفه عند باب بيتهم؟؟..
بعدها ركبوا سياراتهم وحركوا كان عبد العزيز يحز في نفسه إنه ما انهى الموضوع معهم؟؟؟...بس هم اضطروه إنه يسوي كذا؟؟؟...
.
.
.
بعد ما دخل بيتهم وأعمامه وولد عمه محمد وعيال عمه أبو خالد خالد(31سنه)وبندر (23سنة)اللي مروا بسرعه عليه وطلعوا....راح طلع لغرفته يبي يرتاح...كان محتاج إنه يرتاح ويعيد يوزن افكاره وأفعاله من جديد...وهو طالع شاف أمه قاعده مع أخته مضاوي و عبدالله أخوه يتكلمون...اكيد يتكلمون بموضوعه؟؟؟...مر عليهم بسرعه وطلع.. مضاوي اللي سألته وش اللي صار رد عليها إنه خلوها لبكرة فضولها كان ذابحها.. بس تعرف عبد العزيز مايحب حد ياخذ ويعطي معه إذا كانت مقفلة معه...
دخل غرفته وقعد يفكر بضيق وهو يفك أزارير ثوبه... كانت الدنيا ضيقه في عيونه هاللحظه... وأتوقع إنكم تعرفون السبب...انتبه على يد حانيه على كتفه لف وهو عارفها...
عبد العزيز يتصنع الإبتسامه:هلا بروح عبد العزيز...
ام عبد العزيز منى بحنيه:ممكن أعرف وش سر هالضيقه؟؟؟...
عبد العزيز وهو يتنهد بأسى:يعني لحد ألحين ما تعرفين يا يمه؟؟؟...
أم عبد العزيز تسحبه وتقعد على طرف السرير:لا عارفه...بس ممكن أعرف وش صار معك هناك؟؟؟...
ما قدر يقول لأمه لأ..هي الإنسان الوحيد اللي بالمجرة ما يقدر يقولها لأ.. حكى لها بكل اللي صار..كان يحاول يلقي عن كاهله الهم..بس كان مع كلمة يزيد همه هم.. ولمن خلص كلامه..حطت أمه يدها على يده بمعنى إني معك بكل اللي تحس فيه..
ام عبد العزيز وهو قايمه:إنت ارتاح الحين...وصدقيني يا عبد العزيز هم اللي بيخسرون لو أنت ماخذيت أمجاد..بس أنت ارتاح اللي جاك يا قليبي الليلة مهوب شوي..
بعدها طلعت امه..وقعد يناظر حوله بضيق..وبغيض..غمض عيونه وسحب له نفس طويل...وقعد يتذكر أمجاد وكل الحوادث المهمه اللي مرت بحياته..مر بسرعه كشريط فيديو..بعدها بفترة طويلة فتح عيونه ببطء ولف على كتفه اللي بالجهه اليمين ووخر ثوبه وقعد يتأمل الجرح القديم اللي ممتد من كتفه إلى نصف ظهره من الخلف كان جرح قديم تحول لونه للبياض..بعدها شال عيونه وقعد يناظر قدامه مستحيل يتناسى هذاك اليوم مهما حاول يتناساه بس مستحيل ينساه..كان يتظاهر بالنسيان قدام أهله.. بس في قرارة نفسه مستحيل ينساه أبدا؟؟؟..مستحيل ينسى اليوم اللي قلب حياته فوق تحت؟؟..بعدها قام وغير ثوبه ودخل فراشه يبي ينام.. بس وين ينام بعد اللي صار؟؟؟...و أمجاد بدت تبعد مثل طيف بدى يتلاشى في الهوا..
هل من المعقول أنها انقطعت من حياته؟؟..هل سيعيش معها على ذكراها فقط؟؟..
لم يكن عبد العزيز قد روى نفسه من أمجاد..بل لا يزال ظمآن؟؟..ومتعطش لحبها..
كان عبد العزيز له المقدرة الكبيرة على دفن مشاعره داخله أن دون أن تظهر.. صحيح أنه لم يلتفت إليها كحبيبه قبل فتره بسيطة..ولكنها لم تكن مثل باقي بنات حواء بنظره قبلها..كان قلبه الفطن متأكد أنها لن تمر مرور الكرام أمام ناظريه... برقتها الآسرة..وضعفها القوي بنظره..ونعومتها المبكرة..والحزن العميق بعينيها..كلها جذبت عبد العزيز لها..ولكن لم يتحول الأمر إلى حب قبل أن تشور والدته عليها كزوجه له..كأنها أفاقت عينيه من سباتها..مشيره إلى أن الطفلة التي كان يراها أصبحت الآن فتاة مكتملة الأنوثه!!!...
.
.
مضاوي:يمه ما عرفتي وش صار هناك؟؟؟...
أم عبد العزيز بحزن:قال لي..بس ما عرفت هو وش فيه بالضبط... مشاعره وأحاسيسه ما عاد صارت تبان لي كل يوم عن يوم يزيد في كتمانه...
مضاوي بضيق:تعرفين عبد العزيز ما يحب يشكي لأحد...
أم عبد العزيز بزعل: بس أنا أمه...مو أي أحد؟؟؟...
مضاوي:والله ما أعرف وش أقولك..بس هذا طبع ولدك..ولازم تتقبلينه بأطباعه؟؟..
كانت مضاوي عمرها حوالي 28سنه وباقي ما تزوجت لحد ألحين..مع إنها ذات حسن فتان و نظرات ساحره..الخطابة يهلون عليها مثل المطر بس هي لا تزال ترفض وترفض وترفض؟؟؟؟؟؟...
أما عبد الله أخوهم عمره 22 سنه..طيوب.. ودمه خفيف.. فيه من حنية عبد العزيز وكان عبد الله قمة في الأخلاق..بس بعض الأحيان يخربها!!!....
***
بين ما كان الهدوء بدى يعم بيت عبد العزيز...بدت المعارك الطاحنه تعلى ببيت أبو زياد...
أمجاد بصياح:جـــدي رجعني بيت أمي...
أبو ناصر:أمجــاد وبعدين معك؟؟؟...اعقلي...
رحاب:والله ما أدري وش أقولك يا عمي...من جات وهي دمعتها على خدها...
أمجاد تسكت رحاب مرة أبوهم:مالك شغل فيني...
أبو ناصر بعصبيه:أمجاد وش فيك على مرة أبوك؟؟؟...ما قالت شي...
بدور وهي تعرف إن دموعها ماعاد تنفعها:أتوقع هالمسرحيه الكريهه اللي أنتوا مسوينها انتهت أو إننا بالفصل الاخير...متى بيخلص؟؟؟..
قالت جملتها الأخيرة بسخريه مريرة...طالعها جدها بإحتقار كبير...
أبو ناصر بغضب:مسرحيه؟؟..بدور لو ما تلمين لسانك ترى مايصير لك طيب؟؟..
ناظرت بدور رحاب على طول واللي شافتها تبتسم بخبث...
بدور وأسلوبها الأنثوي الماكر:جدي..مستحيل أقعد ببيت أبوي دقيقة واحد..
أبو ناصر وهو يناظرها بإستغراب:وبالله ممكن تقولين لي ليه مستحيل؟؟؟...
أبو زياد قعد يطالع بدور وهي تصيح بطريقه تكسر الخاطر وقعد يطالعها وهي تعيد الكلام اللي قالته لأبوها عن كلام رحاب مرة أبوها معها لجدها...جدها اللي عصب و زعل من هالكلام..مهما كانت قسوته ما بيرضى على أحد من نسله المهانه والمذله..
أبو ناصر وهو يلف على رحاب اللي ماتت خوف:صدق اللي قالته بدور يا أم زياد؟؟..
رحاب وهي تتلعثم محد يوقفها عند حدها إلا أبو ناصر: تكذب..تكذب يا عمي...
بدور و دموعها معلقه بهدبها:طيب احلفي إنك ما قلتي لي راح أخليك تكرفين وتمسحين وتفركين عندي ببيتي هنا مثل الشغالات؟؟..احلفي إذا كنت صادقه..
رحاب وهي تطالعها بحقد:والله ما قلت أخليك مثل الشغالات عندي...
بدور تفتح عيونها على الآخر: بس قلتي تمسحين وتنظفين وتكرفين؟؟؟..(لفت على جدها بضعف وهي تصيح) جدي والله قالت لي كذا وما يسوي كذا إلا الشغالات صح ولا كلامي خطأ؟؟؟...
أبو ناصر والغضب بدى يتجلى على ملامح وجهه: صدق الكلام يا أبو زياد اللي سمعته؟؟؟...
أبو زياد يرقع الموضوع: لا ما صار إلا كل خير...يباه إنت بس ارتاح تعرف الحريم والبنات ومشاكلهم...
أبو ناصر يطالع رحاب بحذر:انتبه تراهم بناتك حببهم فيك وأنا أبوك(ولف على رحاب) واسمعي يا رحاب ارفقي بالبنات.. ولا عاد اسمعك تغلطين عليهم...
بدور قعدت تطالع جدها بإستغراب؟؟؟... معقوله بيروح ويخليني؟؟؟... معقول إنه بيتركني لرحاب العقربه اللي بتاكلني وأنا حيه؟؟؟...
بعدها استأذن جدها وطلع..رحاب اللي تكلمت أول ما طلع جدهم وأبوهم من الباب..
رحاب بحقد:زين بدور إنتي و اختك هذي إن ما خليتك تكرفين ببيتي مو مثل الشغالة إلا مثل العبدة المملوكة...(بتوعد)والله لأعلمك كيف الناس عاشوا وهم رقيق؟؟؟..
أمجاد من سمعت هالكلام خافت...وطارت بسرعه لجدها اللي كان توه بيطلع من الحوش..مستحيل بتبدى حياتها مع رحاب بهالأسلوب؟..مستحيل بتقعد بهالضيقه..
أمجاد بحزن: جــدي...تكفى لا تخلينا هنا..تكفى يا جدي لا تخلينا لرحاب...
أبو زياد بغضب:امجاد ادخلي داخل...
أمجاد والدموع تتجمع بمحاجرها:جدي الله يخليك لا تخلينا إذا كنا نهمك...
بدور اللي وقفت عند الباب الداخلي وقعدت تتكلم بصياح وفكها يرجف..
بدور برجــاء:جدي تكفى إذا تحبنا لا تخلينا...
أبو ناصر وقف وقعد كلمات أمجاد وبدور تدور بعقله يهمونه؟؟؟..ويحبهم؟؟؟...
أبو ناصر بحزم:وش فيكم؟؟؟...ما لكم نيه تعقلون؟؟؟...
أمجاد وهي تمسك يده برجاء:الله يخليك والله لو اقعد هنا لحظه باموت...
بدور اللي مشت بسرعه و جات عنده ومسكت يده الثانيه وطلبته برجاء واضح بعيونهم وبنبرة صوتهم..كان اول مره ينحط بهالموقف معهم؟؟؟...ما يدري وش يقول...
بعد نقاش طويل مع أبو زياد..قرر إنه ياخذهم معه البيت عنده هو وأم ناصر مؤقت إلين ما يلقى لهم حل مع بيت أبوهم...رفض أبو زياد بالبدايه..بس بعدين اقتنع..
بعدها لبسوا عباياتهم بسرعة ولموا أغراضهم..كانوا حزنى من سكوت أبوهم السلبي مع وقاحة و فضاضة مرة أبوهم معهم...
أمجاد وهي ماره من عند أبوها قالت له بحزن:و تزعل يا يباه لمن ما قلت يباه؟؟؟..
سكت أبوها وناظر مرته اللي واقفه مثل نصب تذكاري..توزع ابتسامات إنها قدرت تفتك منهم بهالسرعه وما كملوا عندها الأربع ساعات إلا قدرت تتخلص منهم؟؟؟...
أمجاد و بدور.... وكيف للحياة أن تستقر معهم؟؟؟...
وعبد العزيز؟؟؟...إلى أين القدر يجره؟؟؟....
|