لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-08, 12:18 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ومضت الساعات مسرعه بدون أن تشعر بها تيري وعندما عادت أخيرا إلى غرفتها ألقت بنفسها على احد المقاعد وقد هدها التعب......إذا تم كل شئ كما تريد سيكون حانوتها مليئا بالسلع التي تستهوي جميع الأذواق .

وانتظرت في صبيحة اليوم التالي افتتاح المحل بصبر نافذ. وبعد أن تعاقدت على جميع طلبياتها وقامت ببقية مشترياتها سحبت من درج سيارتها ملفا ضخما استعدادا للمرور على مكتب السفريات. وصادفها الحظ وقبل معظم ملاك هذه المكاتب طبع أفيشات سياحية لـليلانى .....ولم يبق الآن إلا حضور الزبائن.

وعادت في صبيحة اليوم التالي مبكرة إلى ليلاني وسيارتها محمله بكل ما ابتاعته في جولتها السريعة....كم كان من الصعب انتظار راف لتفاجئه بكل هذا.


ابتسمت تيري أمام صورتها في المرآة وهى تمشط شعرها . كان الجو ليلا ولا تكاد العين تري ما يقع وراء النوافذ.وكانت النيران مشتعلة في أماكنها المعتادة حول المعسكر وكان الزوار يجلسون من حولها وهم يتناولون أكواب الشراب المثلج وكانت أصداء أصواتهم تملا جو المكان.

كان يوم الاثنين هذا ذا فائدة قصوى لـتيري فبعد جولتها الصباحية مع السائحين ومرشدها الجديد عكفت على العمل في مشروع حانوتها الجديد . لقد أصبح المكان يشد الانتباه بعد أن رتبت فيه تيري ما حصلت عليه من سلع .

- قولي لي ما سبب هذه الابتسامة المشرقة.

- راف ! وهبت واقفة وقلبها ينبض بشده.

- لم أكن اعلم انك عدت .

- لقد أحضرت لك شيئا أرجو أن يعجبك.

ووضع يديه على كتفي الفتاه العاريتين وأدارها صوب المرآة . واخرج من جيبه لفه صغيره وفتحها واخرج منها سلسله من الذهب وضعها حول عنقها وهو لا يفارق نظراتها في المرآة

- لقد اكتشفته في واجهة احد محلات المجوهرات وأدركت فجاءه انه يجب أن يكون لك... أن لون أحجاره الخضراء تلائم عينيك تماما.

- شكرا يا راف ..

- إن رؤيته حول عنقك هو الشكر الوحيد الذي أصبو إليه يا تيري

- ولكن متى عدت ؟

-منذ عدة دقائق فقط ...لقد قال لي مولمان انك سوف تلحقين به وبزوجته ...وقررت أن أكون فارسك الذي يقود سيدته الجميلة إلى هناك.

وساد بينهما الصمت برهة وراح راف ينظر إليها باشتياق وضمها إلى صدره وهو يقول :
- لم اكف عن التفكير فيك طوال الوقت . 

- وأنا أيضا.

وانحنى قليلا وأطبق بشفتيه على شفتيها في سيمفونية رائعة سريعة الإيقاع. واستطاعت تيري أن تنطق أخيرا بهذه الكلمات :
- إن اد وبياتركيس ينتظران وصولنا .
كدت أنسى ذلك تماما.


عاشت تيري هذه الليلة هائمة فوق السحاب ..راحت تتناول طعامها بطريقه آليه ولم تشارك في الحوار وكانت تستمع لما يقال بأذن لاهية. كانت عيناها لا تفارقان وجه راف ..ذلك الوجه الذي يغلفه الغموض في جو الغرفة الذي غير أضواء الشموع .. وكان يحدجها بنظراته , من وقت إلى أخر ويبتسم لها في حنان . أن صمت تيري لم يقلل من بهجة السهرة ...لقد قص عليهم راف أحداث يومه في جوهانسبرج أما اد وبياتريكس فلم يكفا عن الحديث عن مغامرتهما.

وكانت أضواء الشموع تنطفئ مؤذنه بانتهاء السهرة.... لقد حان الوقت ليخلد الجميع إلى النوم. وسارا راف وتيري وقد تشابكت أيديهما ولما اقترب من المكتب توقفت تيري قائله :
- أريد أن اريك مفاجأتي أنا الأخرى.

- ألا تفضلين الانتظار حتى الصباح ؟

هل يمكنها أن تصبر لتريه ما قامت به من عمل ...مستحيل....وأخرجت تيري مفتاحا من جيبها وفتحت الباب ببطء شديد وأضاءت النور . وسألته وقد غمرتها السعادة :
- ما رأيك ؟

سحب راف ذراعه من حول خصرها دون أن ينطق بكلمه وساد الصمت ثقيلا في الغرفة الصغيرة . وراح يتفقد الأرفف الواحد تلو الأخر وهو يدير ظهره لـتيري .

وبعد لحظات خيل إليها انه عاد إليها . وراحت تيري تترقب ظهور ابتسامه إعجاب على شفتيه ولكن التعبير الذي رأته على وجهه جمد الماء في عروقها ...وارتدت خطوة إلى الوراء.

واستطاعت أخيرا أن تهمس :
- راف ....ألا يعجبك البوتيك...؟....أنا واثقة انه حاز إعجابك .

- أنت تمزحين من غير شك ....هذا على الأقل ما أرجوه .

وتجهم وجهه وأصبح وكأنه قد من صخر وهو يقول :
- تيري كيف جرؤت أن تفعلي ذلك من وراء ظهري ؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 12:27 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثامن


- هل انت غاضب؟

- من الواضح انني كذلك!

- لقد اردت ان اقيم بوتيكا لبيع الهدايا والتذكارات. وبدأت عيناها تمتلأن بالدموع.

- كنت واثقه ان الفكره ستعجبك.

- لماذا اذن انتظرت غيابي لتحقيق هذا المشروع السخيف

- لقد كنت فقط اريد ان اقدم ك مفاجأه ، وبدأت الدموع الآن تنهال عل خديها وراحت تمسحها باصابعها المرتعشه.

- لا تلجئي الى سلاح الدموع لتزيدي الامور سوء

- انا لا ابكي.

كانت عواطفها الجريحه تمزقها من الداخل. لقد تبدد في عده لحظات سحر هذه الليله وكأن ما كان لم يحدث.

- اني امرك ان تتخلصي غدا من كل هذه السخافات.

- لن افعل.. وليس هناك ما يضطرني الى ذلك. ، لقد حل الغضب الان محل خوفها على نبذه لها من جديد.

- لا تعتقد انك تستطيع ان تصدر الاوامر يا راف انا لست خادمتك ولكني شريكتك.. يجب ان لا تنسى ذلك ابدا.

- انا لا انسى شيئا فيما يخصك يا تيري وارجو ان تنسي كل ما حدث بيننا الليله.

واحست وكأنها اصيبت بلطمه قويه. وحاولت بكل قوتها ان تتفادى الالم الذي اخترق قلبها كطعنه سكين من جراء هذه الكلمات.

- نحن اثنان في هذا المشروع سواء اردت ذلك ام ابيت. لقد اتهمتني اكثر من مره ان هذا لا يرضيك ولهذا اردت ان تشتري نصيبي.

- ان شركتنا لن يكتب لها النجاح ولا الاستمرار..وهذا – واشار باحتقار الى محل الهدايا – يثبت انني على حق.

- هل تتفضل باخباري عن السبب.

- ان طريقه تفكيرنا متناقضه تماما.. اولوياتنا وقيمنا.. ليس هناك شيء مشترك فيما بيننا.

- هذا ليس صحيحا.. اننا نحن الاثنان نحب ليلاني..اليس هذا كافيا؟

- على الاطلاق..ستكون هناك نزاعات دائمه بيننا.

- افهمني جيدا يا راف ليس في نيتي ان اترك لك مكاني ويجب ان نقرر نحن الاثنان ما هو لازم وضروري لـليلاني ..وهنا ستلتقي طرقنا.

- ان الافضل لـليلاني ليس له نفس المعنى بالنسبه لك وبالنسبه لي.

- ربما...ولكن ذلك لا يعد بالضروره امرا سيئا...قد يضيف ذلك بعض الديناميكيه للمشروع.

وتقدم خطوه نحوها مهددا وقبض على كتفيها بقوه وهو ينظر اليها بازدراء.
- ان ليلاني تموت بمشاكلها يا تيري.. مشاكل عسيره الحل..الحيوانات تنفق بالعشرات كل يوم..دون الماء كل شيء يختفي. ان حفرنا للآبار الجديده واقامه السدود كل ذلك لا فائده من وراءه...يجب ان نفعل الكثير اكثر مما نقوم به لان..غدا سوف اعود الى الينابيع التي جف ماؤها مع الرجال وسنحاول انقاذ ما يمكن انقاذه من الحيوانات ولكن ليس عندي ما يكفي من الرجال والوقت لا يسعفنا للقيام بكل ما يجب القيام به.
منتديات ليلاس
وهمست تيري وهي لا تحاول تهدئه ثوره غضبها :
- انت لا تعلمني بشيء جديد

- لماذا اذا تشغلين نفس بمثل هذه المهاترات؟

- ان التجاره ليست بالمهاترات يا راف ان ليلاني تتمتع بموقع سياحي فريد وتعتبر منطقه جذب للسياح.

- فليكن الامر كما تقولين..دعيهم يتمتعون بجمال الطبيعه ويتأملون الحيوانات في اثناء زيارتهم.

بدأت تيري تشعر باليأس لاقناعه بوجهة نظرها. لقد ترعرع راف بين احضان المدرسه القديمه..ان التسويق في نظره شيء لا جدوى من وراءه..ولكن اذا اريد ان يكتب لـليلاني الحياه فيجب اتباع سياسه جديده لجذب الزائرين.

- ليس هناك غير الحيوانات في المعسكر..ان الناس يجيئون الى هنا ليمضوا اجازه حقيقيه.

- نحن نقدم لهم كل ما يطلبون.

- اتعتقد هذا حقا يا راف؟ لماذا اذا كل هذه الغرف الخاليه في المعسكر؟

- سيأتي وقت وتمتلئ هذه الغرف بالزبائن.

- ان لا اعرف الكثير عن الابآر الجافه والطواحين وغير ذلك..وسوف اتعلم ذلك قريبا ولكني اعتقد ان البوتيك يلبى رغبات الزبائن..وان ليلاني سوف تستفيد من ذلك كثيرا.

- كان يجب ان تحدثيني عن هذا المشروع قبل ان تندفعي هكذا في تنفيذه وانت مغمضه العينين.

- كنت اريد ان افاجئك عند عودتك..هل هذه جريمه؟

والتقت بغضب تي شيرت وطوح به بعيدا وهو يزمجر بكلمات غير مفهومه.

- ان هذه الاشياء التافهه مكانها صندوق القمامه..انها اهانه لـليلاني ان التجاره ليست كل شيء يا تيري ان جدك لم يكن يرد ذلك.

وبذلت تيري مجهودا فوق العاده لتخفي دهشتها امام هذه الافكار العقيمه.
- لقد تغيرت الاوقات يا راف وكذلك اذواق البشر..ان الاطفال يعشقون ارتداء الـتي شيرت ثم انظر الى هذه الاواني الفخاريه..ان السائحون يتسابقون لاقتناءها.

كان من الواضح ان الشجار سوف يطول امده..هل يجب ان تنكص على عقبيها وتتخلى عن النضال؟ وتعيد المشتريات الى اصحابها؟

لقد كانت واثقه ان بوتيك الهدايا والتذكارات سينقذ ليلاني..فالتضرب اذا صفحها بثوره راف الذي لا يريد ان يفهم شيئا وتمضي في طريقها قدما.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 12:35 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ومع ذلك انقبض قلبها عندما رأت على وجهه تعبيرا هو مزيج من الحزن والغضب. لابد انها ستستمع مره اخرى الى كلمات قاسيه مهينه. كان راف يقف امام بوستر كانت قد صممته بنفسها ثلاثه ليالي في ليلاني والليله الرابعه بالمجان! ولم يطل انفجار غضبه :
- ماذا يعني هذا بحق السماء؟

كانت تيري تعلم عدم جدوى ما يمكن ان تقوله ولكنها حاولت مع ذلك.
- نوع من الدعايه يمكن ان يجذب السياح.

- واين وضعت هذه الاعلانات؟

- في مكاتب السياحه والمحال الكبرى..سوف يراها الجميع وسيحاولون الاستفاده من العرض.

- انا لا اظن....

- انه موضوع درسته جيدا يا راف..انا خبيره بعالم الدعايه والتسويق.

- لم اكن اظن انك سوف تجرؤين على تنفيذ ذلك هنا.

- دعك من العناد وعندئذ ستقدر قيمته.

- لا...انت تهدمين مشروع ستيوارت دون ان تترددي لحظه واحده.......

- هذا غير صحيح..كان جدي يعلم بان ادارتي ستكون مختلفه..لقد ترك لي ليلاني وهو على علم بذلك.

وتطاير الشرر من عينيه وجاهدت تيري لتتماسك ولا يصيبها الانهيار.
- ان هذا الحوار لن يوصلنا الى شيء.

- معك حق.

وخطا راف عدة خطوات وقال عندما وصل الى الباب :
- عودي الى امريكا يا تيري...انت لا تنتمين الى ليلاني

واجابت وهي تحاول كبت مشاعرها :
- سوف ابقى في ليلاني سواء قبلت او رفضت يا راف..سأبقى رغم كل الظروف.

وفي فجر اليوم التالي غادر راف ورجال المعسكر لكي يحاولوا انقاذ الحيوانات المعرضه لاخطار الجفاف. وكذلك فعلوا في اليومين التاليين . كانت جماعه العمل تتكون قبل موت ستيوارت من ثمانيه رجال واحيانا اكثر من ذلك بقليل اما اليوم فان عددهم لا يتجاوز السته. لقد شعر الهاربان –المرشدان السابقان- بالاكتفاء بالذي تركه لهما ستيوارت ..ولم ينجح راف حتى الان في العثور على بديلين لهما.

كانت الشمس ترسل اشعتها الحارقه طوال اليوم والجمر الملتهب يجثم على ليلاني وضواحيها وكانت السحب تغطي السماء بعض الوقت فتهدأ الحراراه حيث يسود الظل وراحت تيري تنظر في جميع الاتجاهات امله ان تسقط الامطار اخيرا.

في احدى المرات تساقط رذاذ خفيف ولكنه لم يكن كافيا لاطفاء ظمأ الارض..تلك الارض التي بدأت تفقد حياتها شيئا فشيئا...حتى النباتات الشوكيه بدأت تذبل ويصفر لونها..وكان الرجال يعودون كل مساء وهم صامتون واجمون وقد انهكهم التعب....

لم يحدث اي تقارب بين راف و تيري خلال هذا الاسبوع..انه لم يطالب بغلق بوتيك الهدايا وكأن هذه التفاصيل التافهه لم تعد تهمه في شيء. وكانا يتحادثان بالكاد ويتحاشى كل منهما الاخر في المعسكر.

ولم تعد تيري تدري كيف يمكنها هدم الجدار الذي اصبح يفصل بينهما ويعلو يوما بعد اخر. وان الصمت يثير حزنها وحنقها معا.

وفي احدى الامسيات كانت تيري واقفه عند الساحه المخصصه للسيارات منتظره عوده الجيب التي نحمل عمال الجفاف..ولاحظت ان هناك رجلا ينقص في المجموعه.

وجمعت شجاعتها وتقدمت صوب راف :
- هل اختفى جون؟

- نعم...

- هل قرر ان يتركنا بلا عوده؟

- يبدو ذلك.

- وماذا ستفعل؟

- لا ادري ، كان صوته مثقلا بالتعب مما اثار حزن تيري

- يبدو عليك الاجهاد الشديد يا راف يجب ان تستريح

- هذا مستحيل...سوف اجد رجلا اخر.

- هل يمكنني مساعدتك؟

لقد كررت على مسمعه هذه الجمله عشرات المرات. وكان راف يرفض دائما عرضها بجفاء..وهذا ما حدث الليله ايضا .

- وماذا في مقدورك ان تفعل؟

وراح راف ينظر بامعان الى ملابسها الانيقه: الجيبه الرماديه اللون المصنوعه من الحرير الطبيعي والتريكو الذي تغطيه الوان قوس قزح
- تيري انت رائعه هذا المساء ، لا يا تيري انني ارفض تماما مساعدتك.

ومع ذلك فقد قررت الفتاه في طريق عودتها الى البانجالو ان تبذل مساعدتها رضي ام ابى.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 12:44 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عندما اقترب راف من السياره الجيب في صبيحه اليوم التالي وجد تيري مرتديه بلوزه وبنطلونا من الجينز..مستعده لمزاوله العمل حيث يدعوها ذلك.

- ماذا تفعلين هنا بحق السما؟

- سأذهب معك.

- لا..لن تفعلي

- بل سأذهب.

وراحت تزيل بيدها خصله من شعرها متهدله على جبينها, كانت ما زالت مبلله من دش الصباح. كان وجهها يشع جمالا حتى في ضوء الفجر الباهت.

- لن نقوم بلعب دور السائحين يا تيري

- انا لست سائحه..سوف يحضر تيم وسيتبعه بقيه الرجال..هل تريد ان يرونا ونحن نتشاجر؟

- عودي الى بيتك.

- انا اعلم انك تبغض ان اتغلب عليك في الحوار امام رجالك..لن ارحل.

- انت لا تطاقين..!

- عندما تحتم الامور ذلك.

- سيكون هذا اليوم شاقا يا تيري

- هذا لا يخفيني.

وظلت جامده تحدق فيه بعينين ثابتتين..وتلاقت نظراتهما وادهشتها رؤيته وهو يبتسم.
- اين وجدت هذه الملابس بحق الشيطان..انها فضفاضه مهترئه.

- اذا لقد قبلت مجيئي معك.

- انا لا املك خيارا اخر..وهكذا الامر دائما معك.

- راف ، وبدأ قلبها يدق بشده.

- اصعدي الى السياره ولكني انذرك..ان احدا لن يعود بك الى المعسكر اذا استبد بك التعب.

بعد مسير حوالي الساعه وصلوا الى مكان المأساه حيث كانت توجد بقايا بئر ماء ولم يكن هناك غير ارض جرداء مشققه عصف بها الجفاف. كانت الشمس عاليه في كبد السماء عندما اوقفوا السياره. وفتحت تيري عينيها على سعتهما على منظر ملأ قلبها رعبا كانت حيوانات مختلفه منتشره في كل مكان لا تكاد تقوى على السير تبحث في يأس عن شربه ماء..كانت حوافرها تغمرها الدماء من كثره المسير وكانت تجذب اليها جماعات كثيفه من الذباب.

- يا له من كابوس..كنت اعلم انه امر مروع ولكن ليس بمثل هذه الدرجه.

- اعلم انه من الصعب تخيل ذلك

- هل يمكنكم انقاذها جميعا؟

- لا.. ولكن اكبر عدد ممكن..سوف نخرجها الواحد تلو الاخر من ها الجحيم ثم نحملها في اقفاص ونضعها في الشاحنات وننقلها الى حيث توجد آبار المياه الصالحه.

وساد صمت ثقيل في جو السياره. كان الرجال يستجمعون شجاعتهم لبدء يوم جديد من العمل.

وكان راف ينظر في صمت الى تيري...اما الفتاه فلم تكن قادره على ابعاد عينيها عن المنظر المروع الذي يمتد امامها ومن حولها. واخيرا فتحت باب السياره واستعدت للنزول.

- وماذا ستفعلين الان؟

- انا لم احضر الى هنا للتنزه يا راف ولكن لمساعدتكم.

- لا...سوف تمكثين في السياره.

-راف لن نبدأ هذا النقاش من جديد..انا قادره على عمل شيء آخر غير اداره بوتيك ليع الهدايا والتذكارات..دعني وشأني

- انا اسف اذا......

- دعك من اسفك لوقت اخر..انت في حاجه الى سواعد اضافيه..وانا هنا مستعده للعمل.

- سيكون الامر بالغ الصعوبه لدرجه لا تتخيلينها.

- اذا سقطت منهاره فسوف اطلب المعاونه.

شمرت تيري عن ساعديها وبدأت العمل وهي تقلد ما يفعله الرجال. كانت الحيوانات تحفر الارض بضراوه بحوافرها بحثا عن نقطه مياه وكان من غير السهل الامساك بها لانقاذها من مصيرها المحتوم. كانت تقاوم بكل ما بقي لها من قوه وغريزه البقاء. وكان الرجال يضطرون الى حقنها بمخدر حتى يستطيعوا حملها الى الشاحنات. وتوالت هذه العمليات لساعات طويله حتى لم يعد هناك المزيد منها..كان الرجال يعملون في جماعات اثنان او ثلاثه للحيوانات الصغيره واربعه او خمسه للحيوانات الضخمه..وتمت اخيرا الحموله الاولى..وقال راف :
- سنشرب فنجانا من القهوه قبل مواصله العمل

وسألت تيري وهي لا تكاد تشعر باعضائها :
- هل هذه عادتكم دائما..ام انكم تفعلون ذلك... من اجلي؟

- ليس هنا مكان لتدليل احد يا عزيزتي..انا جميعا في حاجه الى فتره راحه.

وفتح راف باب السياره وعاد بـالترموس والاقداح في الوقت الذي كان فيه الرجال قد اشعلوا النار في مجموعه من الحطب الجاف .

وتناول كل منهم القليل من القهوه واستلقوا جميعا على ظهورهم للاسترخاء بعض الشيء وقد تعمدوا ان يبتعدوا بعض الشيء ليتركوا رافو تيري بمفردهما.

- لابد انك منهكة القوى تماما

- متعبه بعض الشيء

- متعبه قليلا؟ توقفي عن العمل اذا بقيه لنهار.

- انت تمزح من غير شك..لقد جئت الى هنا لاعمل.

وتحسس راف خدها باصبعه في حنان :
- لقد اثبت كفاءتك يا عزيزتي تيري ، كان يريد ان يبقي يده على وجهها تعبيرا لها عن امتنانه و.....

- انا لا اريد ان اثبت شيئا يا راف..كل ما اريد هو مساعدتك..مساعدتكم جميعا.

وانتهى الرجال من شرب القهوه وحان الوقت للتوجه الى نقطه الماء الصناعيه التي تقع بعد نصف ساعه من مكان وجودهم. وراح راف وهو مشغول بقياده السياره يشرح لها التفاصيل التي تريد ن تعرفها من يحفر الابار الجديد.. وكم تكلف.. والمجهودت اللازمه لتنفيذ ذلك..وخططه لمستقبليه لتوفير مياه الري.

وبدأ سطح الماء الذي ظهر فجأه امام اعينهم كالواحه الظليله بعد المشاهد المروعه التي مرت بهم حتى الان..كانت بمثابه معجزه حقيقيه.

واستمر تفريغ الشاحنه وقتا طويلا...واتجهت بعض الحيوانات الى الماء مباشره, اما البعض الاخر الذي كان مازال تحت تأثير المخدر فراح ينظر فيما حوله بعيون زائغه ولكن امكن في النهايه حمل جميع لحيوانات على تناول ما تحتاجه من ماء.

اصبحت الحراره لا تطاق عندما عادت الشاحنه من حيث جاءت وعكفت تيري على العمل من جديد وخيل اليها انه اصعب عمل قامت به طوال حياتها..واحست عند الظهر عندما توقفوا لتناول طعام الغداء ان جميع عضلاتها تأن الما.

- تناولي بعض الطعام يا تيري

- لا اجد القوه لذلك

- اشربي اذا..فحذاري من الجفاف.

وتناولت كوبا من عصير الفواكه الذي قدمه لها ووضعته على شفتيها وهي تبذل جهدا خيل اليها انه خارق للعاده.

- سأجد سريري بسرور بالغ هذه الليله.

- يجب ان تتوقفي عن العمل الان فانت منهكة القوى تماما.

- لا.....

- هل تعملين على معاقبه نفسك.

- ان الامر قاس بالنسبه للجميع...ومازال هناك عمل كثير يجب انجازه.

- لن تستفيدي شيئا اذا سقطت مغشيا عليك.

- ليس هذا في نيتي

- اعرف هذا يا حبيبتي

وشعرت بالفرح يجتاحها من الداخل لقد قال لها يا حبيبتي..قد لا يعني هذا الحنان شيئا ولكنه سوف يساعدها دون شك على تحمل بقيه النهار وكأنها تعيش حلما لذيذا...ان هذه الكلمه تكفيها لمجابهة كل ما ينتظرها من متاعب والآم بقيه فتره ما بعد الظهر.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 12:52 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عندما غابت الشمس وراء الافق قرر راف ان يوم العمل قد انتهى. والقى الجميع باجسامهم المتعبه على مقاعد السياره. وراح الرجال يبتسمون لـتيري في حنان تعبيرا عن اعجابهم بشجاعتها وصبرها على المتاعب...

كان اد ينتظر عودتهم الى المعسكر وهو يتحرق شوقا ليقص على مسامعهما كل ما حدث في ليلاني في اثناء غيابهما.

وساعد راف تيري على النزول من السياره. ولم تقوا الفتاه على السير والارهاق قد كسا وجهها بالصفره والشحوب.

- سأستمع اليك فيما بعد يا اد يجب ان اهتم بـتيري الان. وقالت بصوت واهن :
- انا على ما يرام..واريد ان اسمع ما يقوله اد

ورفض اد الذي اقلقه ذلك الارهاق البادي عليها واستندت الى ذراع راف الذي قادها البانجالو وما كادت تصل حتى ارتمت على اقرب مقعد صادفها.

- سأجهز لك حمامك.

-راف انا لا ارغب الا في النوم.

- لا...سوف تشعرين بتحسن بعد حمام دافئ.

وحاولت ان تعترض ولكنه قال لها:
- لقد قمت اليوم بعمل يعجز عنه الرجال وانت في حاجه الى الاسترخاء يا حبيبتي.

هذه الكلمه الحبيبه مره اخرى!..ترى ماذا يقصد بها؟ وقالت لنفسها: انها الجنه..وابتسم لها دون ان يتكلم.

وعادت بعد الحمام وقد شعرت بتحسن كبير بالفعل وحملها راف بين ذراعيه ووضعها برقه فوق السرير بعنايه وكأنه يضع فيه طفلا مريضا.
- يجب ان تنامي قليلا قبل حلول موعد العشاء.

- ان الساعه تقترب من السادسه ولا اظن انني سأستطيع النوم.

- بل ستنامين كالاطفال....

ولم يخطئ راف وعندما عاد كان الظلام يسود الغرفه.
- راف...

- كيف تشعرين الان؟

- افضل بكثير. لم اكن اتصور ان يكون للحمام مثل هذا التأثير..

واشعل راف المصباح المجاور للسرير
- انت تستحقين كل رفاهيه العالم اليوم...

- هل نمت طويلا؟

- ساعه تقريبا.

وكان راف قد اخذ دشا بدوره وغير ملابسه.
- لقد احضرت لك العشاء.

- هل انقلبت الادوار؟

وضحك في مرح:
- نعم..ولكن دون شجار ينهي السهره هذه المره..

كان راف قد احضر حساء ساخنا وبعض الفطائر المصنوعه بالزبده وراحا يتناولان الطعام بنهم وهما لا يكفان عن الحديث عن احوال ليلاني...وقالت تيري بعد ان فرغت من تناول الحلوى :
- احس كأنني امرأه جديده.

- لم احب المرأه الاخرى.

- حقا؟ وماذا عن حقدك..وازدرائك؟

- انه عدم الرضا يا تيري وليس الحقد و لا الازدراء.

- ومن ستصحب معك غدا..المرأه الجديده ام القديمه؟

- لا هذه ولا تلك..

ونهضت على مرفقيها من اثر الصدمه.
- الا تريد ان اكون معك؟

ودفعها برفق ليريح جسدها على السرير.
- اصغي الي..لقد اصبح لدينا الان طاقم كامل من الرجال. لقد انضم الينا ثلاثه رجال جدد..ويرجع الفضل في ذلك اليك...

- انا لا افهم ما تعنيه.

- لقد شاهدوك في اثناء العمل ولقد حزت على تقديرهم واحترامهم..انهم يجدونك شجاعه وصبوره على العمل. ان الاخبار تنتقل بسرعه في الادغال..لقد جاء تيم لرؤيتي منذ قليل وقال لي ان هناك ثلاثة رجال يتمنون العمل في ليلاني..ثلاثه رجال من ذوي الخبره والكفاءه يرون ان من الشرف ان يعملوا في خدمه امرأه مثلك..

وصففت تيري شعرها بيدها وقد تملكها الفرح :
- انا مسروره للغايه.

- لقد حزت على كل احترامي اليوم.

كان هناك حنان غريب يشيع في عينيه ولم تجد تيري ما تقوله ردا على هذه المجامله.
- انا مدين لك بملايين الاعذار يا تيري ان ما قمت به اليوم يؤكد حبك واهتمامك بـليلاني وانا سعيد..سعيد جدا بذلك..وفخور وخجول لما ابديته من عداء في الماضي.

- راف..هل تزال تعتقد انني جئت هنا في الوقت المناسب لاجبر جدي على تغيير وصيته؟

- لا..ان هذه الافكار لم يعد لها وجود في تفكيري..لقد تغير كل شيء الان..حتى اذا كان وجودك في هذا الوقت بالذات بدا وكأنه مصادفه غريبه..!

واساءها هذا التحفظ الاخير واضافت بصوت مرتعش :
- لقد بدأت تقدرني على الاقل وهذا مكسب افخر به.

- ان ما احسه تجاهك اكبر من التقدير بكثير.

هذه الكلمات التي همس به في اذنها جعل قلبها ينبض بشده وغمرتها السعاده وتركت راف يحيطها بذراعيه ويطبع على شفتيها قبله طويله...
منتديات ليلاس
- كم اريد ان ابقيك هكذا بين ذراعي الدهر كله..ولكنك متعبه وفي حاجه الى النوم.. طابت ليلتك يا حبيبتي....

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المركز الدولي, حورية الغابة, روايات, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روزماري كارتكر, partners in passion, rosemary carter, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t82343.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-03-10 12:33 AM
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 17-12-09 06:27 AM


الساعة الآن 01:25 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية