كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-هناك توجد جذوري يا أماه .. فهناك ولدت وهناك عشت في السابعة عشر من عمري .
- إن حياتك الآن في (كاليفورنيا) .. في الولايات المتحدة الامريكية .. إن فيليب على حق : اشتري سيارة ولا تفكري في شيء آخر .
- أماه لقد تركنا إفريقيا منذ خمس سنوات وانا اريد العودة الى هناك مرة اخرى .
- لقد انتهى هذا العهد يا عزيزتي .. وحتى اذا عدت فسوف تصابين بخيبة الأمل كما يحدث عادة عندما يعود المرء الى موطن طفولته .
واغلقت تيري عينيها ثم فتحتهما من جديد وقد تحرك الأمل بداخلها فجأة ... سوف تسبب الما لوالدتها .. إنها تعرف ذلك .. ولكنها لن تبالي هذه المرة .
- اريد رؤية جدي .
- لا بحق السماء يا تيري .. لا
- إني ارغب في ذلك بشدة يا أماه ... لا تمنعيني
- لا استطيع ان امنعك بطبيعة الحال فلقد بلغت سن الرشد .. والنقود نقودك ، ان صوت ماري الهادئ الرقيق في العادة اصبح غليظاً مبحوحا
- انك سترتكبين خطأ جسيما يا تيري .
- لا اوافقك على ذلك يا أماه .
- وسيكون هذا جحوداً من جانبك .
- لا ...
وتدخل فيليب في الحديث وقد ادهشه رد فعل زوجته المبالغ فيه :
- جحود ؟.. أنا لا افهم ماتعنينه بهذه الكلمة !
وراحت تيري تفكر فيما بينها وبين نفسها : ما اغرب الأمر - إن فيليب لا يعرف حقيقة قصتنا بعد مضي هذا الوقت الطويل .. لقد مضى عام كامل وهو لا يعرف شيئاً عن ماضينا ...
- إن امي تعتبر ذلك نكراناً لذكرى والدي .
- أعرف ان هناك سوء تفاهم ما ... إن فيليب الذي لا يعرف الا القليل ، ألا يدرك لأي مدى يمكنه ..
وقاطعتها ماري صائحة في حدة :
- ليس الأمر مجرد سوء تفاهم ..
- انت لا تتكلمين عن ذلك ابداً.
- إن الجرح يؤلمني أشد الألم .
- حتى الآن ؟
- ان هذه السنة معك يا فيليب كانت خبر السنوات التي قضيتها منذ وفاة توم .. السعادة .. ولكن عندما افكر في توم في نهاية حياته .. احس بالألم الشديد يعتصرني .
- قصي علي كل شيء .
وقررت ماري وهي تتنهد بعمق التحدث عن كل ما حاولت ان تكتمه في نفسها طوال هذه المدة .
- إن ليلاني محمية طبيعية بين احضان الغابة ... كان يملكها والد زوجي .. ستيوارت ماستر ... انه عاشق كبير للطبيعة والحيوانات كما انه صلب تماماً كالحياة في تلك البقاع كرجل الصحراء والجفاف .. هذا كل ما يمكن ان اقوله عنه .
- لا تكوني بهذه المرارة يا أمي من فضلك .
- أنا اكتفي بوصف جدك . لقد بدأ ستيوارت ماستر حياته كمرشد غابات وكان من ابرع المرشدين واعظمهم حتى عندما كان في مقتبل العمر ولكن عندما بلغ الثلاثين من عمره هبطت عليه ثروة من السماء واشترى الكثير من الأراضي وراح يحفر ابار الماء ويمد الطرق وبنى منزلا كبيرا وتضاعفت ثروته بمرور الايام ... وهكذا قامت ضيعة ليلاني ...
- هل كان توم قد ولد في تلك الاثناء ؟
- لا ، عندما بلغ السادسة والثلاثين تزوج بيث وهو في قمة ثروته وكانت ابنة احد مرشدي الغابات هي الاخرى وعندما ولد توم كانت المحمية تستقبل الكثير من الزوار ، وصمتت ماري لحظة :
- بمثل هؤلاء الآباء تسرب حب الغابات في دم توم ولكنه كان يختلف عن الآخرين . كان مفرط الحساسية ومنطويا على نفسه على عكس بقية رجال الضيعة الأشداء خشني الطباع . وكانت له هوايتان : الرسم والتقاط الصور الفوتوغرافية .
- لابد ان ذلك كان سببا في بعض المشاحنات .
- بل ماهو أسوأ من ذلك ان ستيوارت كان لا يحب غير عشاق المغامرات والغابات . ولهذا يمكن ان تتخيل مقدار احتقاره لـ توم لقد كانت الحياة مقبولة ما دامت بيث على قيد الحياة . كانت تنجح دائماً بالتدخل في الوقت المناسب ... ولكن بعد ذلك ...
- لقد انتاب جدي حزن شديد يا أماه .
التعديل الأخير تم بواسطة وداد التميمي ; 30-06-08 الساعة 07:27 AM
|