لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-08, 10:44 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وتجلى السرور البالغ على وجه السائحين ولكن كيف يمكنها ان تثير دهشتهما اكثر كثافه من ذلك وكيف تثبت لهما انها مرشد متمرس؟

لقد ذكر احد المرشدين منذ ايام وجود عدد من الاسود في شرق هذه المنطقه بالقرب من مجموعه من الصخور الضخمه...ان الطريق الموصول الى هذا المكان لايجرؤ الكثير ون على سلوكه لانه يتوغل داخل الأدغال اكثر من غيرها تقل فيها الحيوانات ولا يفقد الانسان وقته فيها لم تكن تيري تدري بالضبط اين توجد الصخور واذا كانت الاسود تختفي هناك فسيكون من المستحيل رؤيتها ومع ذلك الا يستحق الامر المغامره ؟ وقررت الا تقاوم الاغراء..

وصعدت السياره الجيب احد المرتفعات وانتاب تيري مزيج من الفرح الخوف معا ، كانت هناك اسره كامله من الاسود ترقد في هدوء وسط الطريق ، وكان اكبر الاسود حجما يراقب افراد جماعته تاهبا لاي خطر اما الاناث فكانت مستلقيه في استسلام تاركه اشبالها ترضع في نهم وكانت بقية الجماعه مستسلمه للمرح يقفز افرادها بعضها فوق بعض مع حرصها على عدم الابتعاد عن الاب الحارس والام التي لا يغيب بصرهاابدا عن الصغار .

واحست تيري بالاثاره البالغه وهي تتقدم بهدوء بالغ بالسياره... وجاوز حماس السائحين كل الحدود ..كان هذا المشهد الفريد هو الذي ياملانه منذ رؤيته منذ زمن طويل :
- الاسود !

- انظر الى الصغار !

ولم تهتم الاسود بالسياره ...انها اسياد الغابه وعليها ان تقرر وحدها متى تبقى ومتى تغادر المكان ..ويمكن ان تظل تلك الاله الغريبه الواقفه على جانب الطريق الوقت الذي تريد فهذا لا يهمها في شيء... ولم يتحرك احد البشر يقفون في اعجاب وانبهار والحيوانات مستلقيه مسترخيه في عدم مبالاة
واخيرا نهض الاسد بعد ان تمطى كثيرا واقترب من السياره ليشم رائحه البانزين وتبعه احد الصغار بعد ان افلت من الرقابه ودبت الحركه في بقيه المجموعه انه المنظر الفريد الذي يصبو لرؤيته كل محبي الرحلات السفاري... كان الجميع بما فيهم تيري يودون البقاء هنا ساعات حتى يسدل الليل استاره ولكن يبدو ان الاسود قد اصابهم الملل من وجودها الطويل في هذا المكان فنهضت في مهابه وجلال واختفت بين اشجار الغابه واستدارت تيري بالسياره واخذت طريق العوده الى المعسكر لمتابعه الاستكشاف اكثر من ذلك ...ان أي حدث اخر من شانه ان يمحو الاثر السحري للهديه التي وهبها لهم الله...

عاد راف ورجاله الى المعسكر قرب حلول المساء وكان العمال قد اشعلوا النيران في اكوام متفرقه من الحطب منتشره في اماكن مختلفه من المعسكر وكانت تيري التي تعرف جيدا القاعدة الذهبيه التي تزود بها مثل هذه المعسكرات وهي عدم الابتعاد عن المباني الرئيسيه عند حلول الظلام قد بدات تقلق من اجل رالف وعندما راته اخيرا وقد بدا عليه الارهاق بملابسه التي يغطيها الوحل اسرعت للقائه عندما ناداها شاك :
- هذه لك ياتيري ، وقدم لها زجاجه من الشراب ، ونظرت اليه لحظه في استغراب
- انها تعبير عن شكرنا لانك جعلتنا نعيش اجمل يوم في رحلتنا

وتدخل رالف في الحديث قائلا :
- عما تتحدثان ؟

- لقد كان اموس مريضا اليوم ... وقادتنا هذه الفتاة الفاتنه الى داخل الغابه .. لقد كنا نشك في قدرتها ... كانت الاسود اروع بكثير مما كنا نتصور

- يجب ان تقصي علي ذالك

- لقد كنت مرشده فوق العاده.. لم اكن اتصور ان يحدث ذلك من فتاة في الربيع من العمر

وابتسم رالف بعد رحيل شاك :
- يبدو ان يومك كان حافلا بالاحداث

- وانت ؟

وزالت الابتسامه بسرعه من على وجهه :
- لا يوجد مايستحق الحديث عنه

- لا يهم ...اريد ان اعرف كل شيء ..اين تذهب كل صباح ؟وماذا تفعل طوال النهار ؟ولماذا تعود في ساعه متاخره هكذا؟وانت على هذه الدرجه من الارهاق ....

- تتكلمين كزوجه تريد ان تعرف كل صغيره وكبيره

- اريد ان اكون شريكتك بحق ياراف .. فمن حقي ان اعرف كل ما يحدث في هذا المعسكر وتخلل راف شعره باصابعه :
- كل ما اصبو اليه هو ان اقف تحت مياه الدش ثم اتناول عشائي فلست راغبا في حديث تتخلله المجاملات

- لقد جهزت لك ستيك على نيران الفحم ...واذا رفضت تناوله لن اتردد في خنقك

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 10:59 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- لنشرب نخبك ياتيري بعد هذا اليوم الحافل

- ليس لي رغبه في ذلك ...بعد ايام من وفاة جدي ..ولكن لماذا لا نحتفل باليوم الاول كشريكين
وتوقف راف فجاة عن قطع اللحم

- الا تبدو لك فكره طيبه؟

- ليس تماما..فان شيئا لم يتقرر بعد

وساد الصمت بينهما لحظه .. وبدات اصوات المعسكر تختفي شيئا فشيئا وسمعت دقات الطبول الرتيبه التي تعني رساله ما لا يفهمها الا اهل الغابه تاتي من بعيد وكان الظلام قد غلف المكان تماما واخذت اصوات الغابه همهمه غريبه ...ورفرفة اجنحه الطيور التي تبحث عن اعشاشها ...دبيب اقدام الفيله وغيرها من الحيوانات التي تعرف طريقها في الظلام

- هل ستقول لي اخيرا اين تذهب صباح كل يوم؟

- انهاليست قصه جميله ياتيري...ولكن مادمت تصرين...ان الامر يتعلق بالجفاف لقد احدث الكثير من الكوارث ...لقد نفذ الماء من الكثير من الابار والكثير من الحيوانات تنفق من العطش انها تهيم في كل مكان وكانها قد الم بها مس من الجنون... انها تحفر الارض بحوافرها بحثا عن شريط هزيل من الماء ولكن ذلك لا يكفي .

- وماذا عن الابار الجديده؟

- نعم ولكن الحيوانات تخضع بغريزتها لعادات اعتادت عليها منذ سنوات طويله ...فانها تعود باصرار الى نفس نقط الماء القديمه الجافه ...يجب علينا ان ننقلها عنها الى الابار الجديده...

- هل تقوم بانقاذها؟

- ان ذلك يستغرق وقتا وجهدا طويلا وهو يصيب المرء بالحزن والاكتئاب

- اريد ان اساعدك....فانا شريكتك...

- كفى حديثا عن الشراكه ياتيري ...لقد صممت ان اشتري نصيبك...

- هل انت مجنون ؟ ولماذا؟

- ان ليلاني لن يكون لها أي معنى بالنسبه لك بعد عودتك الى سان فرانسيسكو..وفي الحقيقه فانه لم يكن لها معنى ابدا بالنسبه لك والا لكنت حضرت قبل الان بسنوات طويله

- انت تكرر دائما هذه القصه القديمه

- بيعيها لي ياتيري وسوف تكونين انت الرابحه في نهايه الامر ..سوف تنسين ليلاني سريعا وكل مافيها ومن فيها ...

- هناك اشياء لا يمكن نسيانها ياراف ..ومن ناحيه اخرى فانت لاتملك النقود ان البنوك لن تقرضك شيئا فهي ليست مؤسسات خيريه .

وفي هذه اللحظه دقت الطبول من جديد وانتظرت تيري حتى اختفت اصداء اصواتها لتضيف :

- قد لا اعود الى امريكا ...ان ليلاني هي موطني مهما كان رايك في ذلك...

- ولكن امك؟

- ان المرء لايعيش مع امه طوال حياته وهي متزوجه الان وليست في حاجه الي

- ولاري...؟

ولم تدري تيري بماذا تجيب..
- صديقك الشاب

- انت مجنون انه رئيسي في العمل ولا اكثر ولا اقل ...

- ومع ذلك فانت تدعينه حبيبي في التليفون

- انت تتلصص علي اذن ، ان لاري انسان طيب رقيق مثالي ..وانا احب عملي معه... ولكنه رئيسي وهذا كل شيء

- لا يهم ..يجب ان تعودي ، واستبد بها الغضب وهبت واقفه...ياله من عنيدان شيئا لن يجعله يغير برايه ....وتركت راف وابتعدت عن كومه الحطب الملتهب وسارت صوب سور المعسكر كان القمر في منتصفه تلمع اشعته في قبة السماء وكانت النجوم منتشره في كل مكان مضيئه لا معه

ولحق بها راف دون ان تحس بواقع اقدامه واستند ظهره الى السور بجانبها وظلا لحظات طويله صامتين جنبا الى جنب في ظلام الليل تاتيهما اصوات الغابه من بعيد.

وفجاة زار احد الاسود فغطى صوته على جميع الاصوات الاخرى وراح يزار من جديد ووخيل لتيري ان الغابه كلها تحتفل بحياتها بهذا الزائير الذي لاينقطع والتصقت براف بحركه لا اراديه... وحتى هو..رجل الغابه والادغال الذي اعتاد سماع هذا الاصوات راح قلبه يدق يشده بين ضلوعه وهو يسمع ملك الغابه يعلن عن قوته وسلطانه وساد فجاة وعادت حياة الليل الى الغابه ..وبدا صوت الطبول يعلو ويعلو وكانه الحان اغنيه حزينه باكيه وراحت الحشرات تدور وتدور من حولهما..وكانها تحتفل بالصمت الذي يسود المكان .

- هذه اشاره بعثتها الى السماء..سوف امكث في ليلاني ..وليست هناك قوه ستمنعني من ذلك انا ارفض ان ابيع لك نصيبي ..ويجب ان عليك ان تقبل ان كون شريكي ياراف... وساكون شريكه تقوم بدورها كاملا في هذه الضيعه.

- سوف تغيرين رايك في صبيحة الغد

- لا ..هذا ما كان يريده جدي ..انا واثقه تماما من ذلك

- سوف تواجهين مشاكل لا أقبل لك بها

- سوف نتغلب عليها سويا

وحاولت تيري ان تظل هادئه وهي تحس بعيني راف تحدجها باهتمام وقال بعد برهه :

- طابت ليلتك يا...شريكتي

كان الفجر قد بدا يبزغ عندما جاء راف ليوقظ تيري من نومها...
- حدث مازق اخر لا تسير الامور على ماينبغي في ليلاني لم تحضر الطاهيه بيتيلمزالى عملها ولم يكن هناك احد ليعيد طعام الفطور لسائحين وعمال المستعمره....!

قالت تيري ولا يزال النوم يداعب اجفانها :

- ساتكفل بذلك

- وعليك ايضا حل مشكلة طعام الغداء فبيتي لن تحضر

- ولكن ماذا حدث؟

- انهازوجة اموس..هل نسيت ذلك؟

- اه هذا صحيح كيف حاله الان..هل عاد الى العمل

- لا..

- لا يهم..سوف استقل احدى سيارات الجيب

- الا يضايقك ذلك؟

- لا....يمكنني اخيرا ان ابدو مفيده لكم جميعا ..هل تعتقد ان مرض اموس سيطول ؟يجب ان اذهب لاراه

وتردد راف ..هل يجب ان يبوح لها بسبب غيابه؟....لقد وصل الى سمعه بالامس عن طريق الصدفه بضع كلمات لها مغزاها من عدد من الرجال يتوسطهم اموس كانو يجلسون حول النار امراه في ليلاني ..امراه مديره .. هذا غير معقول؟ لم يطل رد فعلهم طويلا..

- انه ليس مريضا ياتيري ... لقد غادروا ليلاني بسببك.. دون ان يتفوهوا بكلمه .. انهم لا يقبلون ان ... تقودهم امراه؟

ولم تصدق تيري اذنيها ...هل مازال هؤلاء القوم يعيشون في قرون ماقبل التاريخ؟

- من ذهب ايضا مع اموس؟

- مرشدان وثلاثه و عمال لقد منحهم ستيوارت مبالغ لاباس بها ..ولهذا فهم ليسوافي حاجه ماسه الى العمل على الاقل في الوقت الراهن ...يجب الاتدهشي ان التقاليد الافريقيه القديمه راسخه في نفوس اهالي هذا المنطقه ..امراة تقودهم...انه امر غير مقبول...

- ولكنني لن اتدخل فيما لا يعنيني ياراف وانا اكن لهم كل الاحترام و...

وتوقفت عن الكلام وقد تجلت امامها فجاة كل تفاصيل الموقف المفجع واستطردت بصوت مضطرب :
- فليذهبوا الى الشيطان جميعهم ..فانا لن أخشى العمل ...سوف نحاول استئجار غيرهم اصغر منهم سنا ولا يتاففون من العمل تحت امرة امرأة .

- يالها من ثوره ياعزيزتي تيري ولكن ذلك لن يحل مشكله اليوم...اعتقد انه يجب ان تبدائي حالا في تجهيز وجبه الفطور...اما انا فساذهب الى الحظائر.

- بعد ثلاث دقائق سيكون كل شيء جاهزا.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 11:23 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السادس


كانت الأيام التالية مزدحمة بالعمل فكان يجب الاهتمام بإعداد الطعام منذ الفجر ثم تنظيم طلبات السائحين وإعداد طعام الحيوانات ...الخ...

وأشاع راف بين أوساط الأهالي أن تيرى في حاجه إلى طباخ ومرشد ولكن لم يتقدم احد لشغل هاتين الوظيفتين واضطر جوشوا فى هذه الأثناء إلى قيادة إحدى السيارات الجيب بينما تعهدت تيرى بقيادة السيارة الأخرى وعلى الرغم من أنها لم تكرر مغامرة الأسود مرة أخرى فقد كان رفقاء رحلتها مسرورين بخدماتها .

وكانت عند عودتها من جولتها الصباحية تسرع فور عودتها من المعسكر , إلى المطبخ لتعد طعام الفطور.

وكان السياح يبدون إعجابهم بما تعده لهم من اومليت باليكون ومن فطائر بالمربى والعسل وفى صباح احد الايام سال احد السياح :
- أين راف..؟

- انه في الغابة مع بقية الرجال.

يبدو انه يمضى حياته كلها هناك من الفجر حتى مغيب الشمس ..هل هناك من العمل ما يستدعى ذلك؟
لقد استحوذ راف على تفكير تيرى طوال فترة الصباح .كان الرجال يعملون هناك منذ أكثر من أسبوع وكان قلقها يزداد يوما بعد يوم .. ترى ماذا يفعل بالضبط ؟ وهل هو في أمان ؟ ومع ذلك أجابت بنبرة طبيعيه هادئة :
- هناك دائما الكثير من العمل الذي يجب انجازه فيليلانى !

كان السياح في العادة يركنون إلى الراحة بعد تناولهم الفطور ليستعيدوا نشاطهم بعد جولتهم الصباحية المضنية ..يقرأون الصحف والمجلات أو يراقبون حيوانات الغابة بمناظيرهم المكبرة انتظارا لقيامهم بجولة جديدة :

ونظرت تيرى بقلق الى ساعتها ، العاشرة هنا إذن السابعة مساء في سان فرانسيسكو...انه وقت مناسب لإجراء مكالمة تليفونيه.

- تيرى كيف حالك؟

كانت أخر مرة تحدثت فيها مع والدتها لتخبرها بوفاة ستيوارت وكانت مكالمة صعبه وهى تعلم إنها ستكون أصعب هذه المرة وربما يكون هذا هو السبب الذي جعلها تؤجلها حتى الآن.

- متى ستعودين يا عزيزتى ؟

وتقلصت يدها على السماعة وهمست بصوت لا يكاد يسمع :
- لقد ترك لي جدي نصيبه في ليلانى.

وسمعت صيحة الدهش من الجانب الآخر من المحيط.
- لماذا لم تقولي لي ذلك في المرة السابقة ؟

- لم أكن قد علمت بعد . لقد تمت قراءة الوصية بعد إتمام مراسم الدفن وعندئذ أردت أن..

- قولي لي متى ستعودين يا تيرى ؟

ولم يخف على تيرى نبرة القلق التي شابت صوت مارى
-لقد قررت البقاء هنا.

- لا!

- أريد أنيصبح ليلاني منزلي يا أمي ..أرجوك حاولي أن تفهميني ...

وانفجرت ماري باكيه وعندئذ سمعت صوت فيليب
- أنا أحدثك من التليفون الآخر يا تيري ..إنها صدمه بالنسبة لوالدتك ولكنني اعلم أنها ستتركك تفعلين ما تشائين ..لا تقلقي إذن..

يا لفيليب الرقيق الطيب القلب

- هل تعتقد أنني سوف أهملك يا فيليب أنت وأمي ؟

- يا لها من فكره سخيفة ..بالتأكيد لا.. إننا نحبك يا تيرى ولكن عليك أنت أن تقرري مستقبل أيامك والطريقة التي تودين أن تعيشي بها حياتك.. ويبدو انك تحبين ليلانى..كثيرا ..سوف نحضر لزيارتك متى توفر لدينا بعض المال...
منتديات ليلاس
وهدأت أمها بعض الشئ وتابعت حديثها :
- حظا سعيدا لك في ليلانى ...تذكري أنى وفيليب نحبك كثيرا ، وامتلأت عينا تيرى بالدموع وهى تضع السماعة ببطء شديد ...أنها واثقة أنها اتخذت القرار السليم ....أنها تحس بذلك في دخيلتها ...ولكن سوف تفتقد فيليب وماري .

وانتظرت حتى استعادت هدوءها وأدارت رقم التليفون لتجرى مكالمتها الثانية وصاح لارى :
- أنت مجنونه تماما لتدفني نفسك في أعماق أفريقيا .

- أنا أسفهيا لارى ..خصوصا لأنني جعلتك تحتفظ بوظيفتي في حين أنى قررت عدم العودة ..إن قراري لا رجعة فيه.

- لقد غفرت لك يا عزيزتي ...ربما كان لي حظ الحضور ولقاؤك في أفريقيا. هل تتذكرين مؤسسة بى زد محميات جنوب أفريقيا الطبيعية..لقد فزت بهذه العملية وليس أمامي إلا بعض الإجراءات لأصبح مستعدا للسفر .

- رائع..إلى اللقاء إذن يا لارى.


كان راف والرجال يعودون دائما في ساعة متأخرة من الليل من عملهم ولكن هذه الليلة كانت أسوا من سابقتها ..لقد كانوا يعانون الإرهاق الشديد ولا يفكر احد منهم إلا في إلقاء نفسه على سريره والاستسلام للنوم.

وبعد نصف الساعة من ذهاب راف إلى البانجالو لحقت به تيرى .وضعت الفتاه الصينية الطعام على المائدة في الصالون وراحت تبحث عنه . كان ممدا على سريره عاري الجسد ماعدا شورته الأبيض . كان قد انتهى لتوه من الخروج من الحمام .منتديات ليلاس

وقالت تيرى وقد نهض ليرتدى الروب دى شامبر :
- أرجو ألا أكون قد أزعجتك.

- لا...مادمت لا تنتظرين صحبه مسليه .فانا غير قادر على نطق جملتين لهما معنى محدد.

- هذا لا يهم ..لقد أحضرت لك العشاء وبعض المشروبات المثلجة

- أرجو أن تتناولي عشاءك معي.

ترددت في قبول هذه الدعوة دون أن تعرف السبب
- لا اعرف إذا...

- انك لن تترددي لحظه واحده إذا عرفت مدى الإرهاق الذي أحس به.. أنى حتى لن أقوى على فتح علبة عصير الفواكه هذه ..وأحضرت تيرى الصينية وناولته بعض الشطائر وهى تقول :
- لقد أجريت مكالمة تليفونيه مع امى منذ لحظات .

- كيف كان رد فعلها.

- لقد صدمت من غير شك ..ولكن فيليبسوف يتكفل بها ..انه إنسان رائع.

- لماذا لا تدعينها إلىليلانى ..

- لقد فعلت ذلك ..واتصلت بـ لارى ايضا ...ويبدو انه سوف يحصل على عمل في أفريقيا .

- أوه ! يبدو انه يفتقدك كثيرا.

- لا تكن سخيفا ..سوف يعمل في احد الأفلام ولن يكون لديه وقت لأي شئ آخر.

- ولكنه سيحاول من غير شك أن يراك.

- لا اعتقد ذلك ...ربما اتصل بي تليفونيا لا أكثر.

وامتد بها الحوار وانتقلا إلى آخر وأراد راف أن يعرف ماذا فعلت في أثناء النهار في غياب الطاهي والمرشدين وبدأت هي تتحدث وتروى أدق التفاصيل .أما هو فكان يبدو شارد الذهن تائها في عالم من الأحلام ونهض فجاءه واحتواها بين ذراعيه ورغم دهشتها لم تقاوم.. إنها لم تعرف رجلا اخر فى حياتها غير راف وكان هذا هو السبب الذى جعلها لا تستسلم للحب طوال فترة بقائها في الولايات المتحدة...وبعد طول انتظارها ها هو ذا الحب يطرق قلبها أخيرا..

- أنت جميله...جميله جدا يا تيرى...

- حقيقة ؟

- نعم ...وهذه هي مشكلتي.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 11:39 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

و

فجاءه ودون سبب واضح نهض واقفا واتجه صوب النافذة وأدار لها طهره وظل صامتا.

- راف... ماذا حدث؟ لماذا تبتعد عنى هكذا؟ أريد أن اعرفماذا يدور فى رأسك.

- لا يوجد شئ يجمع بيننا يا تيرى

- ما أسخف ما تقول ...انك لا تثق بي...هذه هي مشكلتك .

- سوف تغادرين ليلانى في احد الأيام.

- إني لا اكف عن التكرار بأني سأبق هنا دائما ...لماذا تتعمد عدم تصديقي؟

- أنت تعتقدين ذلك الآن ولكن سوف تتهاوى أوهامك سريعا. أن ملكيتك لـليلانى لن تعنى لك شيئا في القريب العاجل... نحن نجتاز أزمة طاحنه هنا...

- أنا اعرف ذلك ولست خائفة يا راف .

-ولكن ذلك سيحدث عما قريب سوف تبدو لكسان فرانسيسكو كالجنة بعد فترة قصيرة من الوقت...ثم هناك لارى.

-لارى مرة أخرى ..إني اعمل عنده ولا شئ غير ذلك ...حقيقة إن وظيفتي مجزيه ..ولكن ليلانى هي التي أريدها الآن.

- هل هو رئيسك في العمل فقط يا تيري ....أليس من الغريب أن يختار هذا الوقت بالذات ليأتي لإفريقيا ؟ ....هل كنت تخرجين معه ؟

- أحيانا.

- هل قبلك....مثلى؟

وتفجرت براكين غضبها وتقدمت وهى رافعه يدها . إنها لم تكن تريد في حيرتها ودهشتها غير شئ واحد ....إيلامه وامسك راف يدها بقبضه حديديه .

- إني لست من ذلك النوع من النساء ...لست امرأة سهله يطمع فيها الرجال إن ذلك ما تود أن تؤمن به لكي تحتقرني بضمير مستريح ...وحتى إذا كان الأمر كذلك فانه لا يعنيك في شئ ....

- تيري...

- لقد كنت خاطبا يا راف ومع ذلك فانا لم الق عليك اى سؤال محرج.

- ماذا تريدين أن تعرفي ؟

- لا شئ ...اذهب إلى الجحيم ...إن حياتك لاتهمني في شئ .

إنها كذبه كبرى من جانبها...ولكن كيف كان يمكن لـراف ان يعرف ذلك؟

واتجهت تيري إلى الباب دون أن تنطق بكلمه أخرى ولم تلتفت لترى للمرة الأخيرة الرجل الواقف بجانب النافذة ...إنها لو فعلت ذلك لتوقفت من غير شك فقد كان الحزن الشديد يكسو معالم وجهه والدموع تنهمر من عينيه ...

استمرت تيري فى القيام بمهامها الكثيرة في ليلانى لعده أسابيع حتى وصل آل مولمان .
- ماأسعدني برؤيتكم ؛ وتقدمت تيري وعلى وجهها ابتسامه عريضة ماده يدها صوب إد . وأشرق وجه هذا الأخير الذي تتوجه هاله من الشعر الأبيض
- هل يمكن أن تكوني ...

- نعم...أنا تيري.

وأسرعت بياتركيس زوجه مولمان وقد بدت عليها البهجة واحتوت تيري الصغيرة بين ذراعيها .
- كنا في غاية الحزن لمجيئنا إلى هنا.....فلقد اختفى ستيوارت...ولم تعد ليلانى هي ليلانى ولكن ما دمت هنا .... هل جئت للاستقرار هنا يا تيري ؟

- لقد ترك لي جدي نصيبه في ليلانى.

- وأمك؟
- لقد تزوجت الآن وهى تعيش في الولايات المتحدة.

- لا أكاد أتصور كيف مر الوقت بهذه السرعة .لقد كنت صبيه صغيره في المرة الأولى التي جئنا فيها إلى هنا .

- دائما مرة واحده كل سنه!

- وسنظل أمناء على ذلك حتى الموت!

كان آل مولمان بمثابة البلسم على قلب تيري ...لقد بدا بمجرد وجودهما التوتر الشديد القائم بين راف وتيرى منذ تلك الليلة التي لا تنسى في البانجالو . إن غالبيه زبائن ليلانى كانوا يظلون غرباء بالنسبة لملاك الضيعة... ولكن هذان الزوجان كانا مختلفين ...كانا صديقين بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان .وكانا , من وقت لآخر , يدعوان راف وتيري لقضاء السهرة معهما بعد العشاء وكان العدوان ينسيان ,في إطار هذه الصحبة خلافاتهما وينخرطان في حوار ودي و عادى .

كان راف كثيرا ما يتحدث عن مشاكل استغلال الضيعة وأثار الجفاف الذي يعصف بكل شئ وما ترتب على ذلك من نقص عدد العملاء .

كانت تيري قد نجحت في العثور على طاه جديد كما عثر راف على مرشد جديد ولكن كان عدد العمال ما زال لا يفي بانجاز كل الأعمال المطلوبة خاصة خارج المعسكر ....وكانت تيري تحس أحيانا عندما يتحدث راف مع آل مولمان انه يعنيها هي بحديثه.

وفى إحدى الأمسيات عندما استأذنا من ضيفيهما استوقف راف تيري قبل أن تدخل البانجالو .
- ما رأيك في القيام بنزهة معي غدا ؟

ودهشت تيريونظرت إليه في ريبه لقد كان متجهم الوجه كعادته في الأونه الأخيرة ولكنه كان يبدو متلهفا لقبولها دعوته .

- هناك مفاجاءه أريدك أن تشاهديها.

- أنا لا استطيع أن أقاوم المفاجآت...!

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 12:08 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السابع


- هل ستقول لي أخيرا إلى أين نحن ذاهبان؟

- تذكري أنها مفاجأة !

وعلى الرغم من محاولته أن يبدو غامضا فقد رسم على شفتيه ابتسامه عريضة...كانت هي الأولى منذ أيام طويلة مضت.. وابتهجت تيري لرؤيته وقد تخلى عن توتره وعصبيته وراحت تفكر بينها وبين نفسها لقد كانت وطنت نفسها على الحياة في حرب دائمة معه... يا تري هل حان الوقت لعقد هدنه ولو مؤقتة ؟

وراحت تدقق النظر فى الطريق الذي يسلكه راف ولكن هذا الأخير انحرف فجاءه في شبه زاوية قائمه دون سابق إنذار وراحت السيارة تقطع الطريق الآن داخل الغابة وتتقدم في بطء وهى تهتز باستمرار لارتطام عجلاتها بالأرض غير الممهدة وكان راف يحاول قدر المستطاع تفادى الأشجار الضخمة وتجمعات الأشواك والنباتات البرية.

وقالت تيري وهى تحاول أن تخفى دهشتها :
- كنت اعتقد أن الحذر يستوجب عدم البعد عن الطريق الرئيسي ...ولكنها أوامر القائد....
- وماذا يفيد أن يكون المرء قائدا أن لم يستطع أن يخالف القواعد؟

فجاءه ظهر أمامها سهل فسيح تري فيه جماعات من الزرافات وأوقف راف المحرك واتجه صوب تيري
-والآن ....ما رأيك؟

-إنها حيوانات رائعة يا راف ....كم تبلغ من العمر؟

-الصغار لا يتجاوز عمرها عدة أيام.

-هى قادرة على المشي.....ما أروع ذلك.

- انها ليست كبني البشر يا تيري .

-هذا صحيح... ولكن انظر إلى سيقانها....إنها طويلة ...ثمأود أن التقط بعض الصور.

-خذي... لقد أحضرت معي آلة التصوير.

- انها آلتي ..أين وجدتها .. كنت قد تركتها على المنضدة.

- لقد دخلت في سريه إلى غرفتك..!

-ألا تحس بالخجل يا راف ماتياس ؟

لم يكن في مقدور تيري ان تشعر بالغضب تجاهه عندما يكون هادئا رقيقا كما هو الآن وأخرجت تيري آلة التصوير وراحت تلتقط عشرات الصور للحيوانات التي كانت تتهادى في سيرها غير عابئة بشئ وعندما انتهت عادت إلى رفيقها.ولدهشتها رأته ينظر إليها بإمعان واهتمام وكانت عيناه تلمعان ببريق غامض لم تجد له تفسيرا.

- لماذا عرضت على القيام بهذه النزهة ياراف ....أرجو أن تقول لي السبب الحقيقي.

وأجاب بهدوء تام :

- كعربون للسلام...وكذلك لأقدم لك اعتذاري...... لقد كنت بغيضا في معاملتك في المدة الأخيرة.

وخيل إلى تيري أنها تسبح في حلم جميل.لقد كانت تريده منذ زمن طويل, أن تلقى عليه بعض الأسئلة لتعرف سبب جفائه وتباعده عنها ....ولكنها صمتت فلم يكن قد انتهى من كلامه بعد.

- كان عندك كل الحق لتنفري وتغضبي ...لقد أهنتك ....ولم أكن اقصد ذلك ....أنت جميله
يا تيري .....وليس هذا خطأك ...أنا احبك....ولكن هذا يبدو لي مستحيلا.. هل آذيت شعورك دون أن ادري أو اقصد؟

- نعم ومع ذلك فمن السهل أن اعتاد على ...على الحفاظ بك إلى جانبي. راف ...أنا أريد أن امكث هنا ..لا يمكنك أن تشك في ذلك الآن.

- أنا آسف.

- سوف تصدقني في احد الأيام.

- ربما .أريد أن نصبح أصدقاء من الآن فصاعدا.

- وأنا أيضا.

- حسن جدا.. اربد أن يكون كل شئ واضحاأمامنا قبل أن ارحل .

واستبدت بها الدهشة وتراجعت عدة خطوات إلى الوراء ..وتابع راف تفسيراته :
- انه أمر يخص المحامى ...فهو يريدني هناك لإنهاء بعض التفاصيل ....وبهذه المناسبة أنا في حاجه إلى توقيعاتك.

- متى سترحل ؟

- بعد غد ولنأغيب أكثر من أسبوع ...سوف تنجحين في التصرف بمفردك ...أنا واثق من ذلك .

- لن تكون هناك مشاكل...!


بدأت تفتقد وجوده بشده . ولكن كان أمامها الكثير من الأعمال الواجب انجازها في مواعيدها المحددة ولهذا لم تتح لها فرصه التفكير في أحزانها . وكانت في كل مره تشعر بالوحدة تذهب لزيارة آل مولمان فقد كانت تجد الراحة والسلوى في صحبتهما .

كان اد وبياتركيس يقضيان أجازه ممتعه. كانا يستيقظان مع الفجر ليتمتعا بمنظر بزوغ الشمس الفريد وللاشتراك في الجولة الصباحية ويعودا وقد هدهما التعب فيستسلمان للراحة حتى موعد طعام الغداء.
منتديات ليلاس
وكان اد دائم القراءة في كتبه الكثيرة التي احضرها معه بينما تستسلم بياتريكس لأشغال التريكو فكانت لا تنتهي من بلوفر حتى تبدأ في الأخر لكي تقدمها - بعد الأجازة – لأحفادها وكان اد يحلو له أن يلقبها بالجدة المخرفة ؟... وكانت بياتريكس تجد لذة لا توصف في عرض صور أحفادها لكل من يصادفها ...ثم تنظر بحب هذا هو جان انه ملاك صغير لا يزيد عمره عن ثلاث سنوات . ثم تنظر بحب لصورة آخر العنقود وتبتسم تيري في حنان :
- إنها جميله جدا .....إنهم جميعا ظرفاء.

- إن جميع الجدات يقلن ذلك عنأحفادهن ...كم أود أن أراهم .

- أنا أفهمك.

- ان كل طفل ينتظر هديته بصبر نافذ... بعض ذكريات المنطقة. للأسف إننا لا نمتلك حانوت لبيع الذكريات في ليلانى .

- يجب إن نبحث عن احد هذه الحوانيت في طريق عودتنا ...إن ذلك سيسعد الأطفال كثيرا.

وراحت بياتريكس تستعرض ما لديها من صور وتعلق على كل منها بعبارات طويلة وهى دائمة الابتسام ولكن تيري كانت قد انصرفت عنها بتفكيرها .

بعد تناول فطور اليوم التالي ذهبت تيري للبحث عن آل مولمان ووجدتهما في مكانهما المفضل في الشرفةاد مستغرق في القراءة وبياتريكس مشغولة بالتريكو...
- أريد منكما خدمه جليلة.

ونظرا إليها وهما يبتسمان.
- اعرف أنى أثقل عليكما بطلبي هذا ولكن هل يمكنكما رعايةالأمور في ليلانى خلال يومين ...ليس هناك أعمال كثيرة يتطلب انجازها في الوقت الحالي ....إن الطاهية الجديدة ممتازة وعدد السائحين قليل في هذه الأونه ....ويكفى جوشوا للقيام بخدمتهم.

- بكل تأكيد؟ ولكن إلى أين ستذهبين؟

- إلى المدينة . هل تتذكران حديثنا عن حانوت الذكريات ؟ لقد أعطيتماني فكره عظيمه.
حانوتا يحوى بعض المنتجات المحلية الصغيرة والبطاقات البريدية ....ويحوى كتبا عن الغابات والحيوانات وخرائط عن المنطقة وضواحيها ...بعض الأواني الفخارية والخواتم والأساور التي يقوم بصناعتها نساء القبائل و....

- ما أروعها من فكره !ولكن ألا يجب أن تنتظري عوده راف ؟

- كلا ...سوف يكون ذلك مفاجأة له . انه يعتقد أنى لا أحب الحياة في ليلانى وسوف اثبت له العكس....
إن فكرة بيع الذكريات فكره رائعة وكلما زاد تفكيري فيها زاد اقتناعي بها وإنني واثقة أننا في حاجه ماسه إلى هذه التجارة هنا.... ولقد وجدت المكان المناسب لها ..هل تعرفون الغرفة الصغيرة القريبة من المكتب؟

- فكره سديدة

- كما أنى سأحاول العثور على بعض الزبائن لليلاني . لقد تعلمت الأمور الخاصة بالتنمية السياحية ....ويجب أن استفيد من كل ذلك .

- إلى الأمام يا تيري ....اذهبي ولا يساورك اى قلق فحتى إذا جاء بعض العملاء فان اد سيستطيع القيام بدور المرشد ....لقد كان دائما يحلم بذلك...

ولم تمض ساعةحتى كانت تيري قد غادرت الضيعة .وعند الظهر كانت في المدينة وقامت بحجز غرفه لها في احد الفنادق .

آه لو علم لارى ...أنها تعلم انه سيزهو فخرا بها ...ولم تفقد دقيقه واحده من وقتها . كانت خطتها جاهزة :لقد أنجزت الكثير فور اتصالها تليفونيا بأحد كبار تجار المصوغات المحلية... وقد تقرر أن تذهب للقائه في مؤسسته بعد ظهر اليوم نفسه.

وبهرها ما رأت هناك من معروضات يدوية دقيقه الصنع وجهزت قائمه بالتحف التي أعجبتها من صور مائية ...تمثل مناظر المنطقة ...محفورات من الخشب لمختلف الحيوانات ...أوان من الفخار وفازات من الزجاج الملون والعديد من الحلي مصنوعة من الخامات المحلية .

- أريد أن اخذ كل هذه الأشياء.

وابتسم صاحب المحل :
- عليك أن تختبري أذواق زبائنك ...فكرى بعض الوقت ثم اتصلي بي تليفونيا وسوف ابذل كل جهدي لتجهيز طلباتك في اقل وقت ممكن.

وكانت وقفتها الثانية أمام احد محلات أل تى شيرت الملون والمزركش بمختلف الرسومات الغريبة التي تجذب النظر واخبرها صاحب المحل وهو شاب ضاحك ودود انه هو الذي يقوم بتصميم رسومات معروضاته مستوحيا إياها من معالم البيئة , وشرحت له تيري ما تريد تى شيرت مرسوم عليه وجوه اسود ومكتوب عليها بالخط العريض كلمه ليلاني وحددت له ثلاث مقاسات وستة ألوان.

- متى يمكنني الحصول عليها .

- غدا بعد الظهر .

- حسن جدا .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المركز الدولي, حورية الغابة, روايات, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روزماري كارتكر, partners in passion, rosemary carter, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t82343.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-03-10 12:33 AM
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 17-12-09 06:27 AM


الساعة الآن 09:54 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية