كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
و فجاءه ودون سبب واضح نهض واقفا واتجه صوب النافذة وأدار لها طهره وظل صامتا.
- راف... ماذا حدث؟ لماذا تبتعد عنى هكذا؟ أريد أن اعرفماذا يدور فى رأسك.
- لا يوجد شئ يجمع بيننا يا تيرى
- ما أسخف ما تقول ...انك لا تثق بي...هذه هي مشكلتك .
- سوف تغادرين ليلانى في احد الأيام.
- إني لا اكف عن التكرار بأني سأبق هنا دائما ...لماذا تتعمد عدم تصديقي؟
- أنت تعتقدين ذلك الآن ولكن سوف تتهاوى أوهامك سريعا. أن ملكيتك لـليلانى لن تعنى لك شيئا في القريب العاجل... نحن نجتاز أزمة طاحنه هنا...
- أنا اعرف ذلك ولست خائفة يا راف .
-ولكن ذلك سيحدث عما قريب سوف تبدو لكسان فرانسيسكو كالجنة بعد فترة قصيرة من الوقت...ثم هناك لارى.
-لارى مرة أخرى ..إني اعمل عنده ولا شئ غير ذلك ...حقيقة إن وظيفتي مجزيه ..ولكن ليلانى هي التي أريدها الآن.
- هل هو رئيسك في العمل فقط يا تيري ....أليس من الغريب أن يختار هذا الوقت بالذات ليأتي لإفريقيا ؟ ....هل كنت تخرجين معه ؟
- أحيانا.
- هل قبلك....مثلى؟
وتفجرت براكين غضبها وتقدمت وهى رافعه يدها . إنها لم تكن تريد في حيرتها ودهشتها غير شئ واحد ....إيلامه وامسك راف يدها بقبضه حديديه .
- إني لست من ذلك النوع من النساء ...لست امرأة سهله يطمع فيها الرجال إن ذلك ما تود أن تؤمن به لكي تحتقرني بضمير مستريح ...وحتى إذا كان الأمر كذلك فانه لا يعنيك في شئ ....
- تيري...
- لقد كنت خاطبا يا راف ومع ذلك فانا لم الق عليك اى سؤال محرج.
- ماذا تريدين أن تعرفي ؟
- لا شئ ...اذهب إلى الجحيم ...إن حياتك لاتهمني في شئ .
إنها كذبه كبرى من جانبها...ولكن كيف كان يمكن لـراف ان يعرف ذلك؟
واتجهت تيري إلى الباب دون أن تنطق بكلمه أخرى ولم تلتفت لترى للمرة الأخيرة الرجل الواقف بجانب النافذة ...إنها لو فعلت ذلك لتوقفت من غير شك فقد كان الحزن الشديد يكسو معالم وجهه والدموع تنهمر من عينيه ...
استمرت تيري فى القيام بمهامها الكثيرة في ليلانى لعده أسابيع حتى وصل آل مولمان .
- ماأسعدني برؤيتكم ؛ وتقدمت تيري وعلى وجهها ابتسامه عريضة ماده يدها صوب إد . وأشرق وجه هذا الأخير الذي تتوجه هاله من الشعر الأبيض
- هل يمكن أن تكوني ...
- نعم...أنا تيري.
وأسرعت بياتركيس زوجه مولمان وقد بدت عليها البهجة واحتوت تيري الصغيرة بين ذراعيها .
- كنا في غاية الحزن لمجيئنا إلى هنا.....فلقد اختفى ستيوارت...ولم تعد ليلانى هي ليلانى ولكن ما دمت هنا .... هل جئت للاستقرار هنا يا تيري ؟
- لقد ترك لي جدي نصيبه في ليلانى.
- وأمك؟
- لقد تزوجت الآن وهى تعيش في الولايات المتحدة.
- لا أكاد أتصور كيف مر الوقت بهذه السرعة .لقد كنت صبيه صغيره في المرة الأولى التي جئنا فيها إلى هنا .
- دائما مرة واحده كل سنه!
- وسنظل أمناء على ذلك حتى الموت!
كان آل مولمان بمثابة البلسم على قلب تيري ...لقد بدا بمجرد وجودهما التوتر الشديد القائم بين راف وتيرى منذ تلك الليلة التي لا تنسى في البانجالو . إن غالبيه زبائن ليلانى كانوا يظلون غرباء بالنسبة لملاك الضيعة... ولكن هذان الزوجان كانا مختلفين ...كانا صديقين بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان .وكانا , من وقت لآخر , يدعوان راف وتيري لقضاء السهرة معهما بعد العشاء وكان العدوان ينسيان ,في إطار هذه الصحبة خلافاتهما وينخرطان في حوار ودي و عادى .
كان راف كثيرا ما يتحدث عن مشاكل استغلال الضيعة وأثار الجفاف الذي يعصف بكل شئ وما ترتب على ذلك من نقص عدد العملاء .
كانت تيري قد نجحت في العثور على طاه جديد كما عثر راف على مرشد جديد ولكن كان عدد العمال ما زال لا يفي بانجاز كل الأعمال المطلوبة خاصة خارج المعسكر ....وكانت تيري تحس أحيانا عندما يتحدث راف مع آل مولمان انه يعنيها هي بحديثه.
وفى إحدى الأمسيات عندما استأذنا من ضيفيهما استوقف راف تيري قبل أن تدخل البانجالو .
- ما رأيك في القيام بنزهة معي غدا ؟
ودهشت تيريونظرت إليه في ريبه لقد كان متجهم الوجه كعادته في الأونه الأخيرة ولكنه كان يبدو متلهفا لقبولها دعوته .
- هناك مفاجاءه أريدك أن تشاهديها.
- أنا لا استطيع أن أقاوم المفاجآت...!
|