كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت تيري على علم بهذه المغامره وكأنها هي بطلتها , ولكنها كانت تحب ان تسمع احداثها من فم راف وبصوته العميق ذي النبرات الحاده.
- ان هذا الاسبوع القصير غير مجرى حياتي كلها..لقد بهرتني فكره ان ملايين الافدنه من هذه الارض قد خصصت للابقاء على حياة هذه الحيوانات المفترسه. وكنت اشاهد عمي وهو يعمل وكنت اتبعه كظله اينما ذهب. كان يستيقظ مع خيوط الفجر الاولى حتى لا يضيع دقيقه واحده من وقته.. وعندما انقضى الاسبوع عرفت ما يجب ان تكون عليه حياتي. لقد بقيت هناك تسع سنوات ثم غادرت كروجر الى ليلاني
ادركت تيري بعد هذه القصه انها وجدت الرجل الذي لم يبارح ذاكرتها ابدا..لقد تلاشت الان كلمات السخريه والازدراء والتلميحات القاسيه لان تيري كانت تعتقد ان ذلك سيدوم طويلا. ان راف لم ينسى ما يعتبره اخطاء من جانبها.. سوف تعاوده في الغد افكاره السوداء وتحفظاته ولكن هذه الليله على الاقل تختلف..ليله من ليالي الماضي البعيد.
- كنت في الثانيه عشره من عمري عند مجيئك اى هنا..سوف اذكر ذك طوال حياتي. وقال وهو يضحك في بهجه:
- وانا ايضا سأذكره لقد كنت فتاه نحيفه كالغصن ذات ضفائر شقراء واكبر عينين رأيتهما في حياتي.
هل يعم انها احبته من ذك اليوم؟ حب مختلف..حب هو لون من الابهار لا تعرفه غير الفتاه الصغيره لأمير احلامها.
- هل اسفت لمغادره كروجر؟
- ابدا لقد علمني ستيوارت الكثير..كل شيء..
- متى اصبحت شريك لجدي؟
- منذ خمس سنوات وكانت هذه هي اجمل يام حياتي.
- استطيع ان اتصور ذلك.. يوم تحقق الحلم.
- ليس بالضبط..
- كيف؟
- كان يراودني حلم اخر.. ربما اعز علي من اي شيء اخر ولكن هذا لا يهم الان, فلن يتحقق ابدا.. لقد تغيرت كثيرا يا تيري..ليس فقط ملابسك ولكنتك ولكن هذه الفكره التي دفعتك الى المجيء الى ليلاني الان..انها لا تناسبك.
وانتابتها الاحزان ولم تجب ، دائما نفس الانتقادات السخيفه التي ليس لها اي مبرر.. ان الجو الساحر الذي ساد بينهما لدقائق سوف ينقشع من جديد.. لماذا هذا اللوم المفاجئ والجو على هذا الصفاء بينهما؟؟ ان ذكرياتها الحبيبه بدأت تتلاشى..تتبخر..
- ولكنك قلت لي منذ لحظات ان هناك جزءا على الاقل منك لم يتغير..فانت لا تزال تحب الحيوانات وتقوم على رعايتها.. ان هذا يعجبني كثيرا.
|