كاتب الموضوع :
dr_e
المنتدى :
التاريخ والاساطير
(4)
قصة الصدق و الكذب او ماعت و جيريج
قصة اخرى من الادب الفرعوني, ولكنها تدور كلها في عالم من الخيال
وفيها العديد من العظات والتي كانت توجد في العديد من القصص الفرعونيةحيث كان الهدف الاساسي لقصص عديدة هو ايصال حكمة مغلفة باسلوب ادبي انيق لاينفروسأترككم مع القصة
في الزمن الذي كان رع يحكم فيه مصر كبشر فان ،عاش شقيقان ،الصدق و هو طاهر من الخطايا يعيش وفقا لقوانين ماعت ،بينما يمتلك شقيقه الكذب اكثر القلوب سوادا،و في احد الايام طلب الصدق من اخيه الكذب ان يستعمل سكينا من سكاكين اخيه.و تردد الكذب لكنه وافق .و عند انتهاء اليوم اكتشف الصدق انه اضاع سكين اخيه،فرجاه ان يسامحه ووعده بان يعوضه بدلا منها بافضل منها لكن الكذب اصر بان السكين كان سكينا غير عادي و لا يمكن تعويضه لكن الصدق من جانبه اصر بانه كان عاديا و انه سيعطي اخاه واحدا احد منه و اكبر حجمالكن لكذب تعلق بسكينه الذي اصبح فجاه غير عاديا!و شعر الصدق بالعجز امام اخيه الكذب
----------------------------------------------------
احضر الكذب اخيه الصدق امام تاسوع الهة لونو ليحكموا بينهما و اصر علي ادعاءاته بينما الصدق ماخوذا بمدي زيف شقيقه ووقف في رهبه بينما حكم لالهه لصالح شقيقه لانه عجز ان يدافع عن نفسه.و حينما طلب الالهه من الكذب ان يحدد العقوبه التي يراها ردا لحقه اجاب بان تؤول جميع ممتلكات اخيه اليه و ان يعمل الصدق خادما عنده بعد ان تقتلع عينيه
-------------------------------------------
بعد ان تم تنفيذ الحكم و شاهد الكذب شقيقه اعمي ،شعر للمره الاولي بالذنب،و لم يستطع تحمل الشعور ،فامر بقتل الصدق ،وشعر رجال الكذب بالشفقه علي سيدهم السابق فقرروا ان يتركوه وسط الجبال الوعره مع بعض المؤن ،وان يتركوا مصيره للالهه
-------------------------------------
و تلمس الصدق طريقه عبر الجبال بينما يتناقص ما لديه من مؤن .ورقد ليستريح متمنيا الموت ليتخلص مما هو فيه،و بعد وقت قصير مرت امراه جميله و خادمتها ،فعثرت علي الشاب العاجز الكفيف،وهو علي شفا الموتواخذته الي عزبتها ،و امرت له بحمام من الزيتون و اطعمته افخر الطعام و البسوه ملبس من الكتان ،ثم منحته وظيفة حارس الباب،و لكن سرعان ما اصبحا عشيقين،و نتيجة لذلك ولدت منه طفلاكبر ليصبح رجلا قويا ،ووسيما وفي احد الايام تساءل من ابوه و توسل الي امه كي تخبره فاشارت الي الصدق الذي كان يجلس كفيفا حارسا للباب و اخبرته انها احبته حبا حقيقيا لكن القوانين تمنع زواج سيده من النبلاء بواحد فقير كفيف
-----------------------------------------
اشتد غضب الشاب علي نحو بالغ ،و تحدث الي امه بتحد للمره الاولي.و اعلن ان والده لن يجلس بعد اليوم كخادم و حارس علي البوابات .و ذهب الي الصدق واخذ بيده الي العزبه،و البسه ملابس النبلاء،و شعرت الام بفخر شديد واقامت حفله و اعلنت فيها ان الصدق لم يكن فقط والد ابنها و انما كان ايضا حب عمرها
-----------------------------------------
هنا تعجب الابن من معاناة والده و لم يكن امام الاب الا ان يخبر ابنه بالقصه كامله فتعهد ابن الصدق بالثار،و في اليوم التالي اختار الابن افضل الثيران و اكبرها و اتجه الي عزبة الكذب و في طريقه ،توجه الي راع للغنم و اقنعه ان لديه عملا يستغرق منه بضعة ايام ،و لن يستطيع ان ياخذ الثور معه ،و طلب منه ان ياخذ الثور عنده و اعطاه مبلغا من المال نظير رعاية الثور ووافق الراعي،
------------------------------------------------
خلال هذا الوقت مر الكذب بالراعي لينتقي ثورا لوليمه سيقيمها في بيته فاعجبه الثور فاختاره فاخبره الراعي بانه ليس للبيع و انه يعتني به لحساب اخر سيعود لكنه ازعن للامر في النهايه و اعطاه الثور،وفي اليوم التالي اتي ابن الصدق لياخذ الثور وحاول الراعي ان يعطيه اي ثور بدلا منه لكنه ابي و رفض ،و اشتد سخطه و رفع دعوي الي الهة لونو التسعه قائلا بان ثوره ليس له اي مثيل بين الثيران و انه يبلغ من الطول عشرة اقدام و انه لا يوجد اي بديل او شبيه له
لكن الكذب اكد انه كان فقط يزيد قليلا عن باقي الثيران كما انه و الهة لونو التسعه دهشوا من وصف الابن لثور عملاق لم يراه اي انسان ابدا،و هنا رد الابن و كشف عن شخصيته قائلا :و هل راي احد سكينا كالتي وصفها الكذب هنا قبل سنوات ؟ففضح خداع و اكاذيب عمه امام الالهه التسعه
------------------------------------------
حول الالهه انظارهم الي الكذب الذي طلب المغفره و لانه متاكد ان الصدق قد قتل علي ايدي رجاله اقترح في دهاء انه لو كان الصدق حيا فانه يقبل ان يعاني نفس المصيرالذي كان علي اخيه ان يواجهه و سر الالهه بهذا الاعتراف و اختيار العقوبه،و ارسلوا من يبحث عن الصدق و احضروه امام الجمع ففزع الكذب لمراي اخيه و فزع اكثر عندما وجد انه يجر الي عقوبة الموت التي نطقها بلسانه،اما الصدق فلم يستعد املاكه فحسب بل ان الالهه كانوا رحماء به فردوا اليه بصره ،و لما استعاد وضعه كرجل نبيل مضي قدما كي يتزوج من ام ابنهما الرائع
-----------------------------------------------
-----عن كتاب/روح مصر القديمه ------مكتبة الاسره 2006 ------تاليف انا رويز
ترجمة اكرام يوسف
منقول
|