كاتب الموضوع :
جيجى22
المنتدى :
الارشيف
الفصل الرابع عشر
كانا يلعبا الشطرنج عندما عاد زوجها و كان يبدو عليه التعب الشديد , نهضت بيب و ارادت ان ترمى نفسها بين راعيه كما تفعل بقية الزوجات و لكنها تذكرت انها ليست شيئا بالنسبة له و لن تتمكن من ازالة اعبائه و متاعبه و لكى تخفى ارتباكها , اخبرته بانها ستعد له العشاء لكنه امسك ذراعها و اشار اليها ان لا تفعل و كانت تلك اللمسة كافية لاشعال النار فى كيانها
(افضل ان اشرب كاسا اولا ) قال لها بجفاف ثم دخل الى مكتبه فاسرعت و ملات له كاسا و كان هذا المساء يبدو بحاجة لمن يواسيه
(اتريدين ان احمل له الكاس بنفسى؟) سالها جيف
(لا ....لا شكرا جيف)
(حسنا انا متعب و سانام الان لاننى لدى مؤتمر غدا تصبحين على خير بيب )
ثم طبع قبلة على جبينها و صعد الى غرفته و هو يغنى تاملته بيب و هو يبتعد و تمنت لو اخاه لطيف مثله كم ستكون حياتها عندئذ جميلة !
و لكن من تلوم؟ عندما طلبها للزواج كانت تعلم انه لا يحبها و هو لم يخفى نواياه و لم يخدعها
دخلت الى مكتبه و راته يجلس على الكنبه و يسند راسه الى الخلف و يمد رجليه فوضعت الكاس امامه و اتجهت نحو الباب
(الا يزال جيف فى الصالون ؟) سالها فجاة بصوت متقطع
انقبض قلبها انه متعب و حزين و لا يمكنها ان تفعل شيئا من اجله ! و خطرت فكرة فى راسها اتتصل بفانيسا و تطلب منها المجىء ؟ فهى الوحيدة القادرة على اسعاده و على جعله يبتسم لا انها مجنونة.......
(لقد ذهب لينام و قال لى بانه يجب ان يرتاح لان لديه مؤتمر غدا اتريد ان ارسله لك؟)
فحدق بها جيدا لكنها ليست نظرات غاضبة انه هادىء الان فتشجعت و اقتربت منه و جلست على الارض بقربه و امسكت يده و سالته
(ما بك هالام ؟ اتريد ان تفتح قلبك لى ؟ ايمكننى مساعدتك؟) قالت له بسرعة و كانت تخاف ان يطردها قبل اتمام كلامها ......لم يحاول هالام ان يسحب يده من يديها
(ساشرب كاسا اخر)
(الشرب لا يحل مشاكلك احكى لى ما الذى يقلقك ؟ ثق بى اعدك اننى ساتصرف كالكبار اقصد.....لن احاول ان اتعلق بعنقك او اى شىء من هذا القبيل )
ابتسم هالام و داعب شعرها
(احقا تعتقدين اننى بحاجة لكتف ابكى عليه ؟)
لم تجبه بيب و كانت اللمسة اللطيفة تشعرها كانها قطة يدللها سيدها
(انك تبدو كالكلب المهزوم )
ابتسم هالام من صراحتها و من تعبيرها
(معك انت)قال لها ضاحكا
(لا داعى للكبرياء فانت بامكانك ان تصفى الناس على حقيقتهم)
و فجاة و عاد الى العبوس
(لقد فقدت مريضا اليوم)
(اوه يا الهى !) و اخذت تتامل وجه زوجها الذى تحبه
(اتذكرين دايفيد ايفز؟ لقد توفى بعد ظهر اليوم كان شابا مليئا بالحياة و هو من عمر الورود )
و توقفت يده عن مداعبة شعرها و اخذ يحدق بالحائط فالقت بيب راسها على ركبته دون ان تفكر و لم يقل هالام شيئا و لم يقم باى حركة و بعد لحظات عاد يداعب شعرها و احست بالدفء يسرى فى عروقها , هذة هى الحياة ! منزل و زوج و حب فتنهدت و رفعت وجهها نحوه و ابتسمت
(كنت اراقبك) قال لها (و تبدين سعيدة )
(انا ......انا.....) و لم تجرؤ على الاعتراف بمقدار سعادتها
(مسكين هو ايفز ) قالت له و تمنت ان لا يتكلما ابدا و ان تبق هكذا امام قدميه تتمتع بهذة اللحظات الصافية فالشرح لن يؤدى الى شىء هذا صحيح و لكنه ليته يضمها بين ذراعيه و تذكرت تلك الليلة فى لندن
(لا يجب ان نفكر به كثيرا ) قال لها هالام فكم من مريض ينجو و كم من مريض يموت ؟
(اعلم لقد انتهى عمره و هو عجوز على كل حال )
و ندمت عندما لاحظت ملامح وجه زوجها فالمريض الذى مات هو فى مثل عمر زوجها
(هذا صحيح) قال لها بسخرية (هذا ليس فظيعا فالعجوز يجب ان يموت يوما و العجوز الذى هو انا سيذهب للنوم و لا يجب على العجوز ان يتصرف بجنون)
و كان غاضبا و يرتجف و حاول النهوض لكن بيب منعته و احاطت ساقيه بيديها
(هالام لا تكن قاسيا انت تعلم باننى لم اقصد .....فهو يبدو عجوزا اما انت فانا لا اراك عجوزا .....)
و كانت مستعدة لكل شىء كى تزيل هذا الحزن من وجهه
(لا) اجابها بمرارة (انا لست عجوزا لكننى حسن بالنسبة لفتاة فى العشرين من عمرها)
(هالام اشفق على لا تطردنى ليس الان)
كيف يمكنه ان يعتقد انها تحتقره من اجل سنه؟ فتمسكت به جيدا لكنه بسرعة تخلص منها و دفعها عنه كالمجنون و نهض فنهضت و تعلقت بعنقه فاحاطها بذراعيه القوتين و اطبق شفتيه على شفتيها و اخذت يداه تداعب جسدها فشعرت بسعادة كبيرة و بادلته القبل الحارة المليئة بالاشواق
و فجاة رن جرس الهاتف فتجمدا مكانهما كالتماثيل ثم ضحك هالام و ابتعد عنها و خرج ليجيب على الهاتف فجلست بيب على الارض و هى تضحك بعصبية و الدموع تتلالا فى عيونها
و طال انتظارها و لكن هالام لم يعد الى غرفة المكتب فرتبت شعرها و خرجت من الصالون لكنها لم تجده ايضا فارتعشت بيأس لقد فضل الهرب على ممارسة الحب مع زوجته ! فصعدت الى غرفتها و قلبها حزين لم يعد هناك اى امل لقد تبددت كل احلامها
مر اسبوعان و ادركت بيب انه لا يرى فيها غير سكرتيرته و مساعدته و كانت تعمل بشكل الى و كانت قد اجرت مقابلة مع مديرة معهد التمريض التى قبلت طلبها عندما عرفت انها زوجة جراح و سالتها كيف ستوفق بين دراستها و حياتها الزوجية فكذبت بيب و اخبرتها ان زوجها لا يمانع فى ان لا تعود الى المنزل يوميا و لكنها لم تعترف بانها لا ترغب فى العودة الى المنزل حتى فى ايام الاجازات و قررت ان تستاجر غرفة قرب المعهد
و قررت ان لا تعود الى المنزل فى الاجازات المنزل انه حلم , و تنهدت ستنسى المنزل و ستنسى زوجها و الان يجب ان تزف الخبر الى هالام فالدروس ستبدا قريبا و ارادت ان يعلم هالام منها شخصيا قبل ان ترسل لها مديرة المدرسة اعلانا صغيرا
و لكن كيف ستخبره ؟ خاصة انه سيذهب لقضاء ثلاثة ايام فى لندن ليحضر سلسلة من مؤتمرات طبية اه لو ان جيف هنا! لا فهذا لن يغير شيئا جيف لا يمكنه مساعدتها و هى لا تريد مساعدة احد لقد اخذت قررها وحدها ووحدها يجب ان تواجه زوجها كما و ان جيف مشغول جدا هذة الايام بالخروج مع خطيبته التى يبادلها الحب الكبير
و لشدة انهماكها فى عملها و فى افكارها لم تنتبه لدخول هالام و عندما وضع يده على كتفيها انتفضت
(ما رايك بحالة الانسة روبرتسون بيب؟)
(لم الاحظ شيئا مميزا , بالطبع هى شاحبة و لكن .....)
(هذا ليس فقر فى الدم فالتحاليل لم تثبت هذا على كل حال ما هى عوارض فقر الدم ؟)
تنهدت بيب فهالام استاذ عظيم و هو لا يفوت ايه فرصة لتنمية معلوماتها و يشرح لها بالتفصيل عوارض كل حالة
(بصورة عامة شحوب و لكن الشحوب لا يفى بالضرورة .....)
ثم ترددت قليلا اليس الوقت المناسب الان لكى تخبره برحيلها؟ و لكنها لا تمتلك الشجاعة
(الشفاه و اطراف الاصابع تكون شاحبة ايضا.....)
هيا بيب كلميه الان
(الاظافر....)
فنظر اليها بيب بدهشة
(الاظافر هالام , ساعود لمتابعة دروسى !)قالت له اخيرا
(كنت اتساءل متى ستملكين الشجاعة لقول ذلك لى ؟)
(و هل كنت تعلم ؟)
(ان المديرة هى احد زميلاتى القدامى ) اجابها مبتسما
(اذن هى اخبرتك )قالت له بمرارة (لكنها لم تخبرنى بعلاقتكما)
(و ما اهمية ذلك ؟ فهذل يساعدك على كل حال)
(انا لا اريد ان يساعدونى ! فاذا لم اكن جديرة فانهم سيطردونى و انا لا اريدهم ان يمدحونى فقط لان المديرة كانت صديقتك العزيزة )
فنظر اليها هالام بجفاف و اصبح صوته ساخرا
(صديقتى العزيزة ؟اهذا ما ترينه ؟ فلنقل انها كانت و لا تزال افضل زميلاتى )
(اتمنى ان لا تكون غاضبا منى )
( و اذا كنت غاضبا ؟ ايغير هذا قرارك؟ ماذا يهمك اذا بقيت بدون سكرتيرة و بدون ممرضة ؟ و اذا كنت بحاجة ايضا لامراة جديدة)
هذة الملاحظة اصابت قلب بيب فى الصميم طبعا فانيسا تنتظر مثل هذة الفرصة لكى تحصل على مكان بيب فانيسا فى المكان الاول و بيب هى الصورة المزيفة و كانت تتمنى من كل قلبها ان تتمكن فانيسا من اسعاد قلب هالام و ارادت ان تخبره بذلك و لكن اليزون دخلت بهذا الوقت و كانت تبدو سعيدة جدا و عيونها تشع بالفرح
(عمى هالام ! بيب! انا سعيدة لاننى وجدتكما هنا ساتغيب انا و اندارا طوال النهار و لكنى اردت ان تكون اول من يعلم بالخبر نحن نتظر طفلا !)
(اليزون هذا رائع )و كانت هذة هى المرة الاولى التى تلاحظ فيها بيب حماس هالام و قد عانق ابنة اخته و طفل ! فقط لو ان بيب تصبح اما!
(انا سعيدة جدا لك ! اليزون )قالت لها بيب بخجل و اسرعت نحوها و قبلتها بمحبة
و اخذ هالام يثرثر مع ابنة اخته و يفكران بمشاريع عدة
و اخذت بيب تفكر فى حياكة ملابس للصغير بلون اصفر باهت فهذا اللون يناسب الصغير اذا كان صبيا او بنتا ثم تنهدت و التقت نظرتها فجاة بنظرات هالام فاحمر وجهها
(هل كنت تكلمنى ؟) سالته بجفاف فضحكت اليزون
(نحن لم نقف عن الثرثرة بينما انت كنت فى القمر حسنا اندراو ينتظرنى يجب ان اذهب الى اللقاء !)
ثم خرجت فابتسمت بيب و قالت لهالام
(يجب على اذن ان ابدا بحياكة الصوف و اعتقد ان اللون الاصفر الباهت سيكون جميلا ايمكنك ان تقلنى معك الى المدينة؟)
(بالطبع )اجابها بهدوء (متى ستبدئين؟)
(ابدأ؟) و كانت قد نسيت تماما دراستها
(دراستك متى ستبداين؟)
(اوه نعم الاسبوع القادم)
(يا الهى لن اكون هنا عندما تلد اليزون طفلها )فهى تحبها كثيرا و لكن هذة العائلة ليست عائلتها كم تتمنى ان يكون لها طفلا !
(بيب )
(نعم)
(انا لا ...... لا هذا ليس مهما )
و كانه كان يريد ان يقول لها شيئا مهما لكنه غير رايه و خرج بسرعة و اهتز المنزل كله عندما صفق الباب وراءه
ماذا يمكنها ان تفعل ؟ فهزت كتفيها انها مهما فعلت تتقلب الاشياء ضدها و انقبض قلبها و صرخت ( هالام انا احبك )
و عادت الى طبع ملاحظاتها و قررت ان تعمل باستمرار لكى تتمكن من نسيان حبها المستحيل
(ايتها الممرضة فيلدينغ !)
التفتت بيب نحو الممرضة الانسة فلاناغان
(نعم؟)
(هل انتهيت؟ اريدك ان تذهبى لمساعدة الممرضة المازان هيا اسرعى !)
ثم خرجت الانسة فلاناغان و عضت بيب على شفتيها لماذا تعاملها بهذة الطريقة ؟ فهى ليست بطيئة فى عملها و مهما فعلت تنتقده فلاناغان و هى تذكرها بزوجها هالام الذى لم يكن راضيا ابدا عنها
و اخيرا تحقق حلمها فهى تتدرب فى مستشفى صغير فى ميدلانذر و لكن هذة ليست سوى البداية لقد ساعدها هالام كثيرا و خاصة فى المرحلة التى سبقت رحيلها و كان يحضرها لدخول هذا العالم الذى تركته باكرا و قدم اليها النصائح الثمينة و شرح لها هذة المهنة التى تحبها كثيرا و جعلها تستفيد من خبرته الطويلة
و لهذا السبب فضلت بيب قسم الجراحة و الانسة فلاناغان استاذة ممتازة لكنها لا تحب بيب فهى بدون شك تعلم من يكون هالام و تغتبر بيب ليست بحاجة الى مساعدة
اسرعت بيب و انضمت الى الممرضة المازان الممرضة فى السنة الثالثة
(الا يجب ان ناخذ حرارة المرضى ؟ لقد طلبت منى فلاناغان ان اسرع )
(حسنا و لكن قبل ذلك اريد ان اقول شيئا لقد سالوا عنك عدة مرات على الهاتف و سمعت الانسة فلاناعان تقول بانها لا يمكنها ان تناديك اثناء الخدمة )
(هالام هذا ممكن يا الهى !)
(هل هو ..... اقصد الم تقل من كان متصل بى ؟)
(لا لقد سمعتها تصرخ فى وجه مسؤل القسم ان هذة المستشفى قد تغيرت كثيرا و لم تعد كما كانت مع كل هذة الاتصالات الهاتفية الخاصة )
(لا هذا لا يمكن ان يكون هالام )
و الا لما تجرات فلاناغان على اغلاق الخط فى وجهه و زوجها لم يتصل سوى مرة واحدة منذ وصولها خلال هذان الشهرين و لكنهم اخبرها فورا عندما اتصل و كان صوته دافئا و مليئا بالحنان و كان قد سالها عن صحتها و عن راحتها و عن دروسها و كادت بيب تبكى و رغبت فى ان تعترف له كم تفتقده و ان تتوسل اليه ان ياتى لزياتها و اخيرا وجدت الشجاعة الكافية و اكدت له ان كل شىء يسير على ما يرام و لكنها قضت كل ليلة فى البكاء و كانت منذ رحيلها عن المنزل تبكى كل ليلة و تتساءل لماذا اصبحت بيب الشجاعة تغرق هكذا فى دموعها ليليا ان الضعف ليس من صفاتها بل من صفات ميلانى
و هكذا انتهى الفصل الرابع عشر
و ان شاء الله اكتب الفصل الخامس عشر و الاخير قريبا جدا
|