المنتدى :
الارشيف
69-الرجل الغريب-هازل فيشر
الفصل الاول
لاول مرة تشعر فيليبا بهذا التوتر و العصبية و كانت تلعب بخاتم يدها و هى لا تدرى ماذا تفعل بهاتين اليدين . و كان هالام فيلدينغ يجلس خلف مكتبه و يقرأ للمرة الثانية طلب التوظيف الذى ملاته بيب (فيليبا) و شرحت فيه موجزا عن مؤهلاتها العلمية و اخذت بيب تتأمله و كان طويلا شعره اسود عريض الجبين
تم نظر اليها و احست بيب ان وجهها اصبح شاحبا و كانت تنتظر قراره ( بالنسبة لفتاة فى سنك , انسة ويستون , يبدو انك تجديين عملك )
(كنت اعمل عند السيدة نواكز لمدة عام تقريبا )
(بالنسبة الى سنك ,عام واحد بيدو طويلا , و لكن بالنسبة لى يبدو قصيرا )
ارادت بيب ان تعترض , لكنها تذكرت شروط العقد , فاذا لم تقبل بهذا العمل , فميلانى و سيمون بالمقابل لا يعرفان اين سيعيشان , و مع هذا تحصل على مسكن و هذة الفكرة دفعتها للسكوت و عادت الاسئلة تتزاحم فى رأسها لماذا اوقفت علوم التمريض؟ لماذا لم تتابع دروسها فى الجامعة ؟ و لكنهالم تترك مدرسة التمريض الا من اجل الاهتمام بوالدتها المريضة و كانت منذ صغرها تحب مهنة التمريض و بما انها لا تملك مسكنا فمن الطبيعى ان تبحث عن مكان للعيش فيه
(انا لا احب ابدا المسكن الجماعى) قالت بيب لكن الدكتور لم يجب و كأنه غارق فى افكاره فاخذت بيب تتامل الكتب المكدسة على الرفوف و كانت تحب القرأة كثيرا و كانت ساعة الحائط تشير الى الخامسة و كان الطبيب تاخر على موعده معها لحالة طارئة و الخادمة التى اسقبلتها نصحتها بالقيام بجولة قصيرة لكن بيب خافت اذا خرجت ان تفقد شجاعتها و لا تعود و لان فكرة العمل مع جراح مشهور تشعرها بالخوف
و الدكتور فيلدينغ يبحث عن شخص يساعده فى عيادته الخاصة و التى سيختارها ستكون ممرضته السيدة نورا عمته و سكرتيرته تنهدت بيب و هى تشعر بالخوف و لكن ماذا ستفعل ؟ فالسكن المؤمن و الاجر مناسب يغريها
(هل تفكرين بالعودة الى الدراسة ؟) سالها و هو ينظر اليها مليا
(اتمنى ذلك) و كانت بالفعل تفكر بذلك بعد ان تنتهى مشاكل ميلانى
(كم من الوقت تعتقدين انكى ستبقين هنا ؟)
(لست ادرى سيد فيلدينغ سنتين او ثلاثة فالامور صعبة هذة الايام )
( هل هى مشاكل مع الحبيب ؟)سالها بشكل مفاجىء
(ليس بالتحديد)
عقد الطبيب حاجبيه و كانه غضب لانه لا يعرف سبب متاعبها
( كنت متاكدا ان هذا هو السبب و اراهن انه متزوج )و عاد ينظر فى طلب توظيفها و كادت بيب تصرخ نعم انه رجل متزوج و لكنه زوج اختها و المشاكل التى تواجهها هى مشاكل ميلانى و ليست مشاكلها هى
و فهمت بيب ان د. فيلدينغ رجل قاس دون قلب و بدون رحمة و لولا خوفها على اختها لكانت قالت له رايها فيه بصراحة و لكن المسكن يجبرها الى السكوت
(لقد تلقيت تسعة و عشرون ردا لاعلانى عن حاجتى لممرضة انسة وتسون )قال لها فجاة
(اوه) و شعرت بالياس و الحزن فلابد ان بين هولاء المرشحين لهذا العمل من هم اكثر منها خبرة و كفاءة و لن يكون لديها اى امل و اخذت تتامل يديها المرتجفتين
(و بينهن اربعة و عشرين لديهن طفل و اربعة اخرون مسنات )
(اذن يجب ان يكون العمل من نصيب احدهن , اقصد ............)
(انا لا ادير مؤسسة خيرية انسة وتسون فكل ما اريده سكرتيره فاعلق )
لم تجرؤ بيب عل القول له انها ستنجح فى عملها و اعتقدت ان الدكتور اخذ قراره و انه يعتبرها غير مؤهلة لهذة المسئولية فلماذا لاينهى هذة المقابله بسرعة؟ فقط لو ان اختها ليست بحاجة اليها يجب ان تحصل على هذا المسكن من اجل اختها ميلانى التى تبلغ تسعة عشر من عمرها و هى هزيلة و شاحبة و شقراء و يائسة لقد تزوجت بسن مبكر و لديها طفلها سيمون و لقد انفصلت عن زوجها بيتر و لقد توسلت لبيب لكى تجد لها مكانا تستطيع فيه ان تستقبل اختها و ابنها و لم تستطع بيب ان تقاوم دموع ميلانى و تركت عملها عند السيدة العجوزة نواكز و اجابت على الاعلان الذى ناولته لها ميلانى و كان العرض مغريا الشقة المؤمنة و يقبل وجود ولد ........
(اعطينى سببا يدفعنى الى توظيفك ) قال لها الطبيب فجاة
انتفضت بيب و التقت نظراتها بنظراته الزرقاء و فجاة تبدد خوفها و قررت ان لا تسمح له باساءة معاملتها (افضل ان تمنحنى شهر واحد)
فابتسم الطبيب و لكن عيونه ظلت باردة ثم نهض من وراء مكتبه و جلس على الكنبة و مد ساقيهدون ان يبعد نظره عنها فتشجعت بيب و اقتنعت انها نجحت
(حسنا لقد قبلت طلبك انسة ونستون و سامنحك شهرا فى البداية و اذا لم يعجبنى عملك سترحلين )
(سانجح بالتاكيد )
(اشك بذلك) اجابها بسخرية ( اشك بانك لن تكملى الشهر سنرى ) ثم نهض و تاملها (تعالى معى ساريك شقتك فمن اجل الحصول عليها اجبت على الاعلان اليس كذلك ؟ ) و دون ان ينتظرها خرج من المكتب بخطى سريعة فشعرت انه يحاول ان يظهر تفوقه عليها و لو لم تكن اختها و ابنها بحاجة اليها لكانت تخلت عن العمل معه و لكنها مضطرة لقبول هذا العمل و تفاجات بيب عندما دخل الى الكاراج و تساءلت هل هذا هو المسكن الذى وعد به.؟ و رات فيه سيارتين واحدة رولس ايز و الثانية سبور
( ان سائق المالكين القدامى يسكن هنا) قال لها ثم التفت نحو الدرج و صعد عليه بسرعة فتبعته و هى تعد الدرجات بتعب و ما ان فتح باب الشقة حتى صرخت بيب من الفرح
(يا الهى كم هذا جميل ) ثم نسيت موقفها من رئيسها الجديد و اسرعت تنتقل بين الغرف الصغيرة و المريحة بنفس الوقت و فرحت لان سيمون سيتمكن من اللعب بحرية و لكنها عندما تذكرت سيمون انقبض قلبها فهى حتى الان لم تخبر الطبيب بامر الطفل و ستخبره فى الحال ؟ و كانت ميلانى اقترحت ان تقول ان سيمون ابنها هى و لكن بيب لم تكن تحب الكذب
(هل اعجبتك الحقيقة ؟)
(انا احب الزهور كثيرا )
(برافو الان اريد ان اريك المكاتب و لا تنسى انك هنا للعمل ايضا ) ثم نزل الدرج و كان قد وصل الى المنزل بينما بيب لاتزال تغلق باب الكاراج و عندما انضمت اليه كانت تلهث من السرعة
(يجب على الممرضات ان تكن سريعات انسة وتسون هل نسيت ذلك ؟
(عند السيدة نواكز لم يكونوا يضطرونى الى الركض الا فى حالات الطوارىء)
انتهى الفصل الاول
اتمنى ان يكون حاز على اعجبكم و انتظرونى
مع تحياتى للامل الداءم و الناظر و كحيلة العين و ملوكة
|