كاتب الموضوع :
ميثان
المنتدى :
القصص المكتمله
[CENTER]
ليلة السكاكين الطويلة
في ذلك اليوم في الساعة الثامنة والنصف صباحا ًو بعد مضي حوالي ثمان سنوات على عزلنا
عن بعضنا ومنعهم لـ اتصالنا ولقائنا
فتحوا كل الابواب ودفعونا باتجاه الخارج كنا نتمايل ونترنح ,لم نعد نحسن المشي ,الضوء كان يخدش
اعيننا
كدنا نجن من الفرح ,برؤية بعضنا مجددا ً
انها المرة الاولى منذ اعوام طويلة لقد تغيرنا كليا ً
منا من نما وكبر ومنا من اقترب من الشيخوخة . . .
لم تعد امي تعرف فتياتها اللواتي كن صغيرات ,اخر عهدها بسكينة وماريا وهن في الرابعة عشر
والخامسة عشر وهاهما امرأتان شابتان في الثانية والعشرين
أصبح رؤوف رجلاً , قامته اشبه ماتكون بقامة ابي
وعبداللطيف غدا شابا ً في السادسة عشرة من عمره وامي كعدها مازالت جميلة ولكن اثار المصائب
والهموم كانت واضحة
شعر حليمة وعاشورا صار بلون الرماد .
اصبحنا جميعا كالجثث المتحركة ,بقامات نحيلة هزيلة وبوجوه شاحبة وعيون محاطة بهالات زرقاء
ونظرات تائهة زائغة
ولكن فرحة اللقاء طغت على ماعداها .لانريد ان ندع أي شيء يعكر صفوها وهناءها
كنا ممزقين مابين الرغبة بالتعانق والتلامس والرفض باظهار ماكان يعتمل بداخلنا من الم بسبب
الفراق امام اعين جلادينا المسلطة علينا من كل حدب وصوب
اذهلت تصرفاتنا المتماسكة بورو الذي راح يشجعنا على الاقتراب من بعضنا البعض وهو يقول :
- هيا تعانقوا , اعلموا انه بمناسبة العرش سيسمح لكم منذ الان فصاعدا ً بالتواجد مع بعضكم
بدءا ً من الثامنة والنصف صباحا ً وحتى الثامنة مساء .
كانت امي ترمقنا بحزن وأسى كانت تبكي في سرها نكبتنا وتتحسر لم يبق منا الا عظام ناتئة
واشكال مخيفة ومع هذا كنا نعتبر انفسنا محظوظين جدا ً لاننا عدنا والتقينا .
هذه الحقبة السعيدة امتدت فقط من شهر مارس الى نوفمبر بعدها فرقونا عن بعض بدون أي
شروحات ,حيث أبلغوا أمي أنهم سيعيدونا الى الى الوضعية السابقة
قررت امي الاضراب عن الطعام الى ان يتراجعوا عن قرارهم ويسمحوا لنا بالاجتماع مجددا ً
تابعت امي الالتزام بالقرار الذي اتخذته , امتنعت نهائيا ً عن الطعام ورفضت ان نحذوا حذوها ,تريد ان
تموت بمفردها
لعل تضحيتها بنفسها تعيد لنا حريتنا .[/CENTER]
|