20-05-08, 05:02 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
ليلاس متألق |
|
البيانات |
التسجيل: |
Feb 2008 |
العضوية: |
63902 |
المشاركات: |
1,376 |
الجنس |
أنثى |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
19 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
القصص المكتمله
السجينة , مليكة أوفقير للكاتبة ميشيل فيتوسي , مكتوبة
السجينة " هو الاسم الذى وضعته مليكة أوفقير ابنة الجنرال محمد أوفقير لمذكراتها ..
وقد كتبتها بالفرنسية مع ( ميشل فيتوسي (
تقول الكاتبه ميشيل: كانت مليكة راغبة بسرد مالم تبح به من قبل ولو
كانت أشياء كثيرة تفرقنا مثل الثقافة والبيئة والدراسة الجامعية والأوضاع الإجتماعية والمهنة والطباع
والدين فهي مسلمة أما أنا فيــهوديـــة..
§¤°^°§الطفلة في قصر الملك §¤°^°§
طفولة مليكة فعلاً متميزة فقدكانت في الرابعة من عمرها حينما تبناها الملك ( محمد الخامس حيث طلب
من والدتها أنه سيستبقيها ، ولم ترفض الأم .على الأرجح لم تستطع الرفض . مما أثار دهشة الطفلة
الصغيرة التي كانت متعلقة بوالدتها إلى حد كبير .أما الوالد فكان موقفه غامضا . لم تذكر له موقفا محددا
، قالت أنه كان يتحاشى النظر لعينيهاإذا حضر للقصر..
لتعيش مليكه بعد ذلك داخل القصور مع ابنته ( للامينا ) والتي تقاربها في السن .
ظلت( مليكة ) بعيدة عن والدتها حتى بعد وفاة محمد الخامس وتولي ( الحسن الثاني ) السلطة ، كانت
تعيش حياة رغد ودعه ، فكانت كل أمانيها محققه كما تقول هي ..
§¤°^°§شارع الأميرات §¤°^°§
تصف مليكة الحياة في فيلا ياسمينة_التي سكنتها هي والأميرة أمينة_فتقول:
*هذا البيت الأبيض بمساحاته الشاسعة يبعد عن القصر الملكي مسافة عشر دقائق، ما أن تجتاز
السيارة البوابة الرئيسية حتى تصل عبر ممر صغير إلى المبنى الذي تحتل فيه للا مينا ومربيتها جان ريفل
الطابق الأول المؤلف من مطبخ وصالون يتصدره بيانو ، وغرفة طعام ، وغرفة جلوس ،وغرفة ضيوف،
وحمامات وغرفة نوم للا مينا التي تتصل بباب داخلي بغرفة نوم مربيتها ، تصميم البيت حديث وأثاثه
عصري ومريح للغاية:السجاد الوثير ، الستائر، المقاعد والأسرة،كل ما تقع عليك عيناه يدل على ذوق
رفيع وأناقة عالية..وفي الطابق الأرض قاعة مترامية الأطراف مخصصة للعب ، تمتلئ بكل ما تهواه
النفس من العاب مختلفة..درجات ، سيارات صغيرة، بلياردو ،عدة تنكر،وعرائس بكل ملابسها
ولوازمها،بالإضافة إلى صالة عرض سينمائية مخصصة فقط لاستعمالنا الشخصي..
الحديقة الخلابة تسر الناظرين تزدان بكل مايخطر على البال من أنواع الورود والأزهار:الياسمين ،
الجوري،الكاميليا،زهرة العسل،وتحف بالممرات أشجار المندرين والليمون والحامض والنخيل...الخ....
*في فيلا ياسمينة كانت المربية تعطينا دروس في آداب السلوك تعلمنا كيف نجلس على الطاولة،وفي
الصالون،وأصول الضيافة،وكيف نستقبل ونودع ،ونطهو ،وكيف نفرض احترامنا ،وكيف نصبح فتيات
عصريات قادرات على التصرف في كل المناسبات ..
*أما في القصر الملكي :
فقد تولوا تعليمنا كيف نصبح نساء منذ اللحظة الأولى لبلوغنا..علينا التقيد بالبروتوكول..
- ممنوع علينا بعد اليوم الخطأ..
- علينا عدم تجاوز عتبة البلاط،وملازمة جناح الحريم.
- علينا ارتداء الزي المغربي الطويل.
- علينا الخضوع ، والانحناء ، والسجود ، والطاعة..
للأسف كانوا يولون جل اهتمامهم إلى النواحي السطحية والقشور التي تهمش دور المرأة وتحولها إلى
مجرد أداة للمتعة ووسيلة للولادة ليس إلا وتقتل في داخلها أي ملامح فكر أو إبداع..
هكذا إلى أن بلغت سن الـ 15 ، فأصبحت ( مليكة ) في هذا السن فاتنة الجمال مما سبب لها مشاكل داخل القصر ..!!
عن ذلك تقول بألم :
( أين أمي لتذود عني وتحميني من جور هذه المربية ( ريفل ) التي لم تترك يوماً يمر دون أن تذكرني
أنني كائن وضيع ..!!
وأن ( للامينا ) أرفع مني قدراً وشأناً، كانت تمنعني من ألبس مثلها ، أو أن أبقي شعري طويلاً ، لأن هذا
يخدش مشاعر ( للامينا ) ويستفزها ، حيث كان شعرها مجعداً لا تستطيع تطويله ( ..!!
أمضت مليكة أحد عشر عاماً في حياتها في القصر، وراء أسوار قصر قلما خرجت منه، عاشت فيها (
مليكة ) سنوات طفولتها محرومة من أمها فأفاقت ذات ( غصة ) على الحقيقة ...
( فصرخت ) :
( لقد أدركت مع الوقت أنني كنت طوال تلك السنوات والأيام سجينة بين جدران القصر وأنني كنت أذبل واختنق تدريجياً ) ..!!
لذا قررت- مليكة - أن ( تقنع ) الملك بالعودة للعيش مع والدتها لعلها ( تلحق ) ببعض طفولتها
( الهاربة ) لتعيش ما تبقى منها بين ( أحضان والدتها) ..!!
§¤°^°§مليكة بين عائلتها §¤°^°§
ابتسمت الحياة لـ ( مليكة ) فعادت لتعيش مع والدتها..
تقول مليكة : عدت إلى البيت مع هبوط الليل مازلت أذكر تلك العتمة وذلك الشعور الغامر في هدأت الليل
بالفرح والسرور..كنت أتعجل الوصول إلى مهد الطفولة ..لأعوض ما فاتني من حنان ودفء في الأيام
الخوالي ..هذا مكاني الطبيعي في بيتي وبين أهلي وعائلتي ..لقد عدت إلى حيث يجب أن أكون..
جُلت في البيت داعبت الجدران والأثاث ، نظرت مطولاً إلى الصور المعلقة كل أفراد العائلة كانوا هناك
باستثنائي أنا ..
في كل تلك السنوات التي فاتني بعيداً عنهم ، كم غاب عني من قصص وذكريات وحكايات..!!هل هؤلاء
حقاً إخوتي وأخواتي؟هذا أبي في بدلته العسكرية؟؟وهذه أمي في ملابسها الأنيقة؟؟لم أرها في
هذه الثياب قبل اليوم ومن أين لي هذا وأنا كنت سجينة ومنفية هناك؟؟
عاشت مليكة.. مع والدتها ووالدها الذي كان من أقوى ( جنرالاًت ) الدولة ( نفوذاً) سياسياً، فعاشت في
كنفه كـ( فتاة مدلله ) وعن تلك الأيام تقول :
( لا أحد كان يجرؤ أن ينظر إلى وجهي شزراً ، أو كان يستطيع أن يرمقني بعين حمراء ، كنت محط أنظار
الناس ورعايتهم أينما ذهبت ، كنت أعيش في عالم كل شيء فيه ممكن ومتاح ، ومتوفر .. فوق العادة )
§¤°^°§الوداع للحياة السعيدة §¤°^°§
بعد ثلاث سنوات من هذا النعيم ، حدث ما لم يكن في الحسبان ، إذ دبر والدها الجنرال أوفقيرالذي كان
اليد اليمنى للملك محمد الخامس ثم حسن الثاني. ويتهم في المغرب بأنه قام بمجازر عديدة بمحاولة (
اغتيال فاشلة ) ضد الملك ( الحسن الثاني ) حيث قذف الطائرة الملكية بوابل من الرصاص فوق مدينة
تطوان
مما أدى بالأخير إلى قتل أو فقير بخمس رصاصات، واحدة في كبده، والثانية في رئتيه، والثالثة في
بطنه، والرابعة في ظهره، ثم جاءت رصاصة الرحمة في عنقه لترسل الرجل الثاني والقوى إلى العالم الآخر.
كانت هذه – المؤامرة - نقطة ( التحول ) في حياة مليكة وعائلتها فلقد ( بدلت ) هذه الحادثة( الحب )
الذي كان في قلب الملك تجاههم إلى ( كره ) ..!!
يتبع..>>
|
|
|