كاتب الموضوع :
ميثان
المنتدى :
القصص المكتمله
تابــــــــع
الجحيم
الخطوه الاولى التي اجتزنا فيها بوابة الجحيم صارت في طيات الماضي ,,ومنذ تلك اللحظه رحنا نتقدم
خلال احدى عشر سنة من مرحلة تعذيب الى اخرى ,,في بير الجديد فرقونا وبعثرونا وقضوا على اية
خصوصية عائليه فماذا بعد ؟؟
تصف مليكة اوفقير وضعهم في بير جديد :
في كل شهر كانوا يتكرمون علينا بعلبة تايد واحده نستعملها للغسيل والجلي والتنظيف وغسل وجوهنا
وشعرنا .اما اسنانا فكنا نفركها بالملح
لم نكن نغير ملابسنا ابدا ً هي نفسها دائما ًملابس القتال كما نطلق عليها كانت امي تخيط لنا من
ملابسنا القديمه ومن الشراشف سراويل باحزمة مطاطيه كانت لاتسلمنا اياها الا بعد ان تفرق منها
جميعا ًثم توزعها علينا نحن السبعة في نفس اللحظه ربما كانت هذه طريقتها لاخبارنا انها تحبنا بالتساوي
ولاتفرق بيننا
عادةً ما تباغتنا العادة الشهريه جميعا في نفس الوقت ,كانوا لايحضرون لنا القطن ولا الفوط
الصحيه .فكنا نستعيض عنها بمناشف الحمام المهترئه لكثرة ما استعملت نضعها بعد نطويها عدة طيات ثم
بعد ذلك نرسلها الى حليمة كي تغليها وتغسلها .كنا نباعد مابين سيقاننا ريثما تجف تلك الخرق الباليه
ونستعملها مجددا ً
كانت حرمتنا منتهكه وخصوصيتنا مغتصبه كانوا يحصون علينا انفاسنا ,نعيش تحت رحمة
انظارهم ,نغنسل ,ونذهب للحمام ونتأوه من الالم ونرتعش من الحمى ..كل هذا نقتسمه معهم ..الليل
وحده كان يلفنا بغلالته السوداء ويسترنا من نظراتهم الفتاكه ......
كنت للاخواتي معلمة علمتهن الثقافه والتهذيب واداب السلوك واحترام الاخرين لم اكن لاسمح لهن باي
عبث واستهتار اوتجاوز للقواعد والاصول كنت اصر على التقيد باداب الطعام وعدم اهمال عبارات الشكر ومن فضلك ومعذره .........
بفضل المذياع كنا على علم بكل مايجري حولنا من احداث رؤوف الذي كان يستمع اليه طوال النهار ويزودنا بكل المستجدات العالميه
عندما كنت استمع الى المذيعين يتحدثون عن الاختراعات الحديثه عن التلفزيون الملون والشرائط الممغنطه والة فيديو والكمبيوتر وطائرة الكونكورد ......الخ
هذه الانباء تذكرني بمصيبتي وبمدى تخلفي وابتعادي عن عجلة الحياة التي كنت اعيش على هامشها
اما عن الامراض والافات فتقول :
اكثر من عشرين مره تعرض كل واحد منا للاصابه بامراض خطيره كادت ان تطيح به الا انه كان يخرج منها سليما ًمعافا ً
كانت ميمي (مريم ) اكثر عرضه للاصابه بالمرض كانت نوبات الصرع تنهك قواها قضت حوالي ثمان
سنوات ممده على الفراش وكنا نجبرها على النهوض من فراشها وعلى الاستحمام
كانت تعاني ايضا من البواسير مما يفقدها كميات كبيره من الدم وكنت انظف جروحها بالماء والصابون
منعا ص لاستمرار النزف
عندما تمطر السماء بغزاره تتساقط الضفادع على الارض فنلتقطها ونضعها في الاسطل باعداد كبيره
وندفع بها الى عبد اللطيف الذي يفتقر الى الرفقه والالعاب ,علها تشغله بعض الوقت وتسليه وتدخل
السرور الى نفسه
كانت زنزانتنا تحت خزان الماء الرئيسي والجدران ترشح الرطوبه وكان البعوض يجد مرتعا ًخصباً له كانت
تغطي السقف خلال النهار والليل فتهاجمنا وتلسعنا واصوات ازيرها يصم الاذان ,,فكنا ننظم مسابقه
فيما بيننا من يقتل اكبر عدد من البعوض ليفوز ببيضه كامله
الفئران الصغيره اكثر لطافه حيث تختبئ في كل زاويه ومكان وتخرج ليلا ًوتتسلق اسرتنا كنا نتقبلها اكثر
من الجرذان فكانت تستوطن موادنا التموينيه بدون حسيب او رقيب كانت تلتهم كل ماتقع عليه للدرجة ان
احداها مات لكثرة الاكل !!انه لغز صعب فهمه في الوقت الذي كنا نتضور جوعا ً
كنت امتلك جلباباً صوفياً احتفظ به معلقا خلف الباب لوقت موسم البرد ومرةً ذهبت لاحضاره كالعادة في
مطلع الشتاء فكانت المفاجأة لم يتبق منه الا اشلاء ونتف متناثره لقد قرضته الفئران التي لم تكن توفر
أي شئ تصل اليه انيابها .
الجرذان هي اكثر الضيوف تخويفا ً وترويعا ً. في الليل ما ان يدور المولد الكهربائي حتى كانت تهب
لزيارتنا وتتسابق بعدائيه نحو زنزاناتنا ونحن نترقب هجومها بهلع وخوف ونتقوقع في اسرتنا والدماء
متجمده في عروقنا وما ان تتسلق اسرتنا حتى تبدأبتجول فوق اجسادنا المتشنجه من شدة الهلع
والرعب
في احدى المرات اردت ان اتسلى فقررت ان اعتني بجمالي وماشجعني على ذلك ا ن امي افشت لي
سر جمال البربريات
قالت لي :
بانها تضع قناعا ًمن معجون التمر ,يرطب البشره وينقيها من الشوائب ويبعد عنها التجاعيد
فتحمست للفكره وقررت تنفيذها حيث كنا في شهر رمضان ,فجمعت حبات التمر ورطبتها بالبخار ودهنت
وجهي بها واخلدت للنوم ,, النتيجه كانت مضحكه ,,اتت الفئران ليلاً ,واخذت تلعق التمر عن وجهي.
لقد كانت محظوظه اذ وجدت وجبه جاهزه بانتظارها ,اما البشره فلم يزدد رونقها ولم ينقص لقد بقيت على حالها ..
في البداية كان مسموحا ً لنا بالخروج جميعا ً مع بعضنا البعض الى الباحة عند الساعة الثامنة
صباحا ً ,مما يسمح لنا بالتوجة لزيارة الاخر وفي معظم الاحيان كان اجتماعنا يتم في زنزانتي
انا و رؤوف وامي علمنا مسبقا ً ان العزل سيأتي عاجلا ً ام آجلا ً , لذلك لا بد من ان نتحضر نفسيا ً
وهكذا وقع ما كنا نخشاه في بداية سنة 1978 .................
قراءة شيقة ....................
التعديل الأخير تم بواسطة ميثان ; 01-07-08 الساعة 07:16 PM
|