لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-05-08, 09:04 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السادس
رحيل الخالة



قامت ليزا باكرا للذهاب إلى المطار . الطقس بدا مائلا إلى الحرارة والدفء , مع اقتراب شهر آذار
( مارس ) لكن الهواء البارد مازال يصفر بقوة عبر الجزر والتلال .

وصلت الطائرة في موعدها المحدد , وهرعت ليزا لملاقاة والدها عبر الممر الذي يفصل المسافرين عن غرفة الاستقبال . لم يتغير السيد سميث كثيرا , فهو مازال قوي البنية , صلب العود بالرغم من الشيب الذي كسا جزءا ممن شعره , ومازلت قامته الطويلة في جامايكا فزادته جاذبية ورجولة .

لدى رؤيته ليزا , تلوح له أسرع نحوها , وحضنها بذراعيه القويتين . ثم اتجها إلى المركب الذي سينقلهما إلى الجزيرة . كانت الرؤية حسنة , والجبال المكسوة بالثلوج تظهر في البعيد جليلة , فتزيد المنظر روعة وسحرا .
وكان فرانك , والد ليزا متحمسا للغاية فلم يتوقف عن الكلام طوال الرحلة , أنما أخبرها الكثير عن رحلته وسفره عبر البلدان التي زارها أخيرا فأطلعته هي بدورها عن قلقها على صحة خالتها مود التي بدأت تتدهور في المدة الأخيرة , كما أطلعته على مدى التوتر الذي تعاني منه السيدة المريضة من جراء قلقها المزمن على منزلها .

سألها والدها :
- ولماذا تقلق مود على منزلها ؟
- ستعرف السبب لدى وصولنا !
لم يطلب السيد فرانك مزيدا من الإيضاح , بل اكتفى بمشاهدة المناظر التي تحيط بالجزيرة من كل صوب , وفجأة صعق لرؤية ورشة البناء التي تقام بمحاذاة بيت الخالة مود , فصاح مدهوشا :
- يا ألهي ... يبدو أن المالك حوض السفن ,بدأ ورشة توسيع المساحة على قدم وساق .. ويبدو أنه يهتم أيضا بتصليح السفن وترميمها . انظري إلى المركب الذي يتم بناءه الآن ... من يدير هذه المؤسسة
اليوم ؟
- رجل يدعى لامون .
- مازالت العائلة نفسها هي التي تدير الشؤون هذه المؤسسة بالطبع . ليس شارل لامون الذي يتولى ادارتها , أذكر أنه توفي منذ عشرين سنة . كان رجلا طيبا , خدوما , لكنه فشل في عمله , نتيجة قلة مراسه في هذا الحقل . كنا نستأجر – والدتك وأنا – مركبا منه لنزهة عبر الجزيرة وكان له ولد شجاع مميز لا يخاف شيئا على الإطلاق . ويهوى الملاحة بشكل خاص !
- ومازال حتى اليوم يعشق الملاحة لا سوها ... هذا هو الشخص , " اللامون " الذي نحن بصدده , ستخبرك خالتي المزيد عنه !

وفي المساء جلست العائلة قرب المدفأة , وأمضت الخالة ود طوال السهرة تخبر صهرها , السيد فرانك سميث , عن القلق الكبير الذي يسببه لها فرايزر لامون , لقيامه بورشة بناء بمحاذاة منزلها . وأضافت :
- لست أدري ماذا يخطط الآن ؟ كأنه يهيئ لعبة جديدة , كلعبة الفأر والهر .
- أفهم قلقك يا مود على منزلك . حسنا , سأذهب لمقابلة السيد لامون في القريب العاجل , لكنني أخشى أن تكون قد تأخرنا , فهو باشر في توسيع مساحته , ولن يمكننا , ربما , تعطيل مشروع تطوره .
فأجابت السيدة مود بحنق بالغ :
- هل تسمي هذه المشاغل المقيتة تطورا ؟
- صحيح , إن المشاغل التي بناها تشوه المناظر الطبيعية التي تحيط بالجزيرة . لكن لا خيار له , فهو مضطر لمجارة العصر , وشخصيا أجد هذا الرجل شجاعا , لأنه عاد إلى اردمونت ليحي فيها مؤسسته في وقت أصبحت معه صناعة السفن والمراكب ذات شأن , فهو بهذه الطريقة يؤدي خدمة للأملاك العامة , ولأهل الجزيرة , مفسحا في المجال للعمل .
- ليفعل ما يريده , لكن ليس على حساب راحتي . لقد شوه علي المنظر الذي اعتدته منذ سنوات طفولتي وبدأ يحفر أساساته في محيط منزلي , حتى اضطرت ليزا أخيرا للجوء إلى فكرة شراء المنزل المجاور لتمنعه من التوسع أكثر !
فسأل السيد سميث بصوت لعوب :
- حقا ؟ ومن أين لليزا المبلغ الكافي لشراء المنزل المجاور ؟
أجابت ليزا بوضوح :
- كنت سأقترضه منك .
- أنت أيضا , تحاربين هذا " اللامون " ؟
تمتت ليزا بارتباك ظاهر :
- أنا ....... أنا ..........
ولم تتمكن من الإجابة على سؤال والدها الذي رمقها بنظرة مداعبة . لعوب , وخالتها , حدقت بها بإهتمام , فثارها بالطبع , أمر ارتباك قريبتها , وأدركت ليزا في الحين , أنه لن يمكنها البوح بحقيقة مشاعرها تجاه فرايزر , لا لوالدها , لا لخالتها , فامتقع وجهها وقالت بعصبية :
- سأحضر الشاي .
مجيء والدها إلى اردمونت أدخل الفرح و الطمأنينة إلى قلبها . فهو بالرغم من أسئلته الكثيرة التي لا مفر منها , وبالرغم من إدراكه المفاجئ لبعض الأمور يتمتع بروح هادئة كريمة , ولديه نظرة متسامحة ومتساهلة في الحياة , وكل شيء يبدو له جديرا بالاهتمام , رافقته ليزا , إلى مصنع أقمشة التويد , حيث عرفته بساندي لويس , وبالخياطة أينا سكوت .
وبينما كان ساندي يتبادل أطراف الحديث مع والدها جرى الحوار التالي بينها وبين أينا , فقالت هذه الأخيرة , بحماس بالغ :
- كانت سارة على حق , فمنزلها هو فعلا المكان المناسب لأخذ الصور الفوتوغرافية . كانت جلسة التصوير ممتازة وستكون الصور كذلك بالطبع , مر بنا السيد لامون , يرافقه ابنه . ودخل علينا ونحن منهمكات في العمل .... فبدأ مهتما للغاية لما يجري ... آنسة ليزا .... كان العمل مدهشا ... وهو في غاية الرقة اللطافة ... يكفي أن تعاشره عن قرب !
- نعم فهمت الآن لماذا سارة معجبة بالسيد لامون , فهو بالتأكيد , محط أنظار جميع النساء , لتميزه عن سواه , بقوة داخلية خاصة !
- أنت بالطبع , لست من بين اللواتي يعجبن به ؟
- لا أبدا ... ليس السيد فرايزر من الصنف الذي يجذبني . فأنا أحب الرجل الرقيق , الذي يعاملني بحذر ,كأنني جوهرة ثمينة . حتى لو لم أكن كذلك فعلا . بالأمس كنت سعيدة لغاية لأنني حظيت بالمعاملة التي أرغب بها .
وأدركت ليزا أن أينا , دون شك مولعة بساندي , لاحظت ذك لبريق الحب في عينيها , وفي صوتها , وتمنيت لو أن ساندي يحسن معاملتها , دون أن يدخل الألم إلى قلبها , لأنها رقيقة المشاعر وحساسة
وإذا بساندي يطل عليهما , ويكلمهما عن فكرة راودته بخصوص صدور الصور في مجلات الموضة .
فهو يرى أنه من المستحسن أن يرافق الصور كراس خاص من مصنع الأقمشة .
سألت ليزا على الفور :
- وهل سترضى سارة أن تعرض لنا المعاطف الجلدية أيضا ؟
أجاب ساندي بتوتر :
- لست أدري فهي لم تعدنا بشيء أكيد , لانهماكها طوال الوقت بمغازلة المصور ولم تكف بهذا التصرف الأرعن بل عندما أطل علينا فرايزر , تصرفت كالحمقاء .
سألت ليزا بابتسامة خفيفة :
- وكيف تصرف فرايزر ؟
- كان غير مبال بها ... حتى أن جوني زاد من الطين بله فرفس سارة , عندما انتبه لغيابك .
استغربت ليزا من تصرفات جوني على هذا النحو , فسألت بفضول :
- لماذا تصرف جوني كذلك ؟
- في أي حال أنا أوافقه على ما فعل ... قالت سارة ما تستحقه , خاصة أنها أبدأت رأيا خاطئا عنك .
- وماذا قالت بالضبط ؟
- حماقات ! تدعي أنك تهتمين بجوني لإغواء والده . طبعا لم يوافقها أحد في الرأي .... وأخيرا وبخ فرايزر ابنه , وخرجا معا . أينا وأنا خرجنا لنأخذ الشاي .
وأضاف ساندي بخجل :
- أدعوكما أنت ووالدك لنزهة نهار الأحد , هل توافقين ؟ لدي شيء هام أود أن أصارحك به !
شعرت ليزا بخطورة الموقف , ورددت في قلبها " لدي شيء هام " ... وما هو هذا الشيء الهام الذي يستوجب حضورها نهار الأحد ؟ وأحست كأنها عصفور يدافع عن حريته , وابتسمت لأنها لأول مرة تسمع ساندي يقول "أينا وأنا " وكم بدت لها هذه العلاقة طبيعية , لكن على ما يبدو أن ساندي لا يعيرها انتباها خاصا , فتسلحت بذكائها وواجهته ببساطة :
- لماذا ننتظر نهار الأحد ؟ لم لا يكون الآن ؟
أجاب ساندي بحيرة :
- لا أريد أن أصارحك بحضور آخرين لربما سمعنا أحدهم . ليزا ... ما أود أن أقوله لك .. هو في غاية الجدية بالنسبة إلي ... وأرجو أن يكون كذلك بالنسبة إليك أنت أيضا .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 24-05-08, 09:22 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفي طريق العودة إلى المنزل , استقلت ليزا سيارتها , لكن والدها تولى القيادة . فلم تستطع أن تبعد عنها ما قاله ساندي بل تذكرت ما نوهت إليه خالتها مود منذ أيام , عندما أشارت إلى علاقة العمل التي تربطها بساندي والتي ستوحي له بالطموح إلى "وضع أفضل " .

هل يا ترى يريد مصارحتها بهذا "الوضع الأفضل " . أي الزواج ؟ فهو يظن نفسه مغرما بها لأنها مدت له يد المساعدة , ويعتقد بالتالي أن لا بديل لها في مصنعه . وبينما هي سارحة في أفكارها كعادتها تحلل , وتحكم على أحداث اليوم , خاطبها والدها قائلا بعفويته المعهودة :
- ساندي رجل لطيف ... لو يجد المساعدة اللازمة له , لحقق نجاحا كبيرا على صعيد عمله .
- ومن برأيك هو الشخص الذي يناسبه .
- ربما تلك الفتاة السمراء التي كانت في المصنع .
- - تقصد أينا ؟
- نعم . طبعا إلا إذا كنت ترغبين أنت بالزواج منه .
- لا , أبد ... فأنا لا أتزوج إلا بدافع الحب .
فقال السيد فرانك مداعبا :
- ولم تجدي بعد الشخص الذي يناسبك . أعرف الصفات التي تحبينها في الرجل , فأنت تريدينه قويا عاشقا , لينجح في إسعادك .
وأضاف والد ليزا بشيء من الجدية :
- الحب شرط أساسي لزواج سعيد . فأنت لم تخطئي في هذا المجال , لكن احذري ميولك الاستقلالية , فلربما حجبت عنك الرجل الذي بلائمك عندما يأتي في الوقت المناسب .
وفجأة لاح لهما جوني على بعد مئة متر وهو يتمشى على قارعة الطريق فقالت ليزا بدهشة :
- هذا جوني لامون ؟
أوقف السيد فرانك السيارة جانبا وفتح الباب لجوني بلطف فلبى جوني الدعوة فرحا وقال :
-آنسة ليزا ... أحمل معي شيئا خاصا لك . تفضلي هذا ما رسمته اليوم في المدرسة من أجلك .
- شكرا لك ياجوني . أين كنت ؟ أرجو ألا تكون قد أثرت عراكا آخر .لماذا ثيابك منبوشة على هذا النحو ؟
فابتسم جوني وأجاب :
- كلا , لم أتعارك مع أحد هذه المرة ,أنما تمرغت على العشب أنا وصديق لي يدعى جايمي يعمل والده في الورشة عند أبي .
استدار فرانك على مقعده الأمامي , ليلقي نظرة خاطفة إلى جوني , ومد يده على سبيل التعارف , قائلا :
- سررت للقائي بك , فأنا أعرف والدك منذ كان صغيرا .
تجاوب جوني مع فرانك , فمد يده مصافحا وقال بفضول :
- كم كان لأبي من العمر عندما عرفته ؟ فأنا اليوم بلغت السابعة .
- كان في الحادية عشر من عمره أو ربما في العاشرة .
- هل ذهبت اليوم لزيارته ؟
- لا لم أفعل بعد , لكنني سأزوره قريبا . أحب أن أرى المركب في مرحلة ترميمها .
- لو تأتي معي الآن , فسأريك كل شيء ؟ وأنت ليزا لو ترافقيننا !
فرفضت ليزا عرض جوني الحماسي والعفوي بهدوء , مجيبة :
- لا ليس الآن ... في وقت آخر أرافقك ... يمكنك الذهاب مع أبي . و أشكرك مرة ثانية للرسم الذي حملته لي .أزهار النرجس التي لونتها جميلة .
وصلت بهم السيارة إلى حوض السفن , فترجل منها جوني يرافقه السيد فرانك . قال جوني وهو يبتعد :
- دعي خالتك مود ترى رسمي !
وأقلعت ليزا بسيارتها متجهة إلى المنزل . لم تشأ مرافقة والدها وجوني إلى حوض السفن , لأنها تخاف اولا أن ترى فرايزر مجددا وثانية لأنها تعرف أن والدها يود محادثته على إنفراد .

وأمضت طوال المسافة التي تفصلها عن بيت خالتها وهي تقنع نفسها أن ما تشعر به تجاه فرايزر وبحضوره خاصة ليس إلا حالة عابرة , مجرد إعجاب بسيط , طبيعي , يزول مع زوال فصل الربيع ... وفي هذه الأثناء فهي تفضل أن تتقيد بالحذر والتعقل . إنما الأمر الوحيد الذي يقلقها هو المحافظة على صداقتها لجوني , دون أن يتذمر والده وبعد ساعات عاد فرانك سميث منشرا ودخل توا إلى غرفة الخالة مود ليطلعها على نتيجة زيارته لفرايزر لامون .
- في الواقع يا عزيزتي مود لا أفهم لماذا تبغضين فرايزر لامون ؟ وجدته ذكيا متعقلا , طموحا ويعرف تماما ماذا يريد , وإلى أين سيؤدي به اندفاعه وحماسه , فهو ليس بحاجة لمن يقويه ويشجعه .
أجابت مود بلهجة قاسية :
- بالعكس !إنه بحاجة لمن يردعه , ويضع حدا لأطماعه في امتلاك أرضي اردمونت .
- لست من رأيك فأنا أعتقد أنه بحاجة لمساحة معينه تسمح له بتوسيع مؤسسته . وعندما يحصل عليها , لن يطلب المزيد !
وحاول فرانك أن يوفر على نفسه مشقة الجدال مع لخالة مود ول موضوع فرايزر لامون , فأشعل غليونه ويبدأ بحشوه من تبغه الخاص .
لكن الخالة مود ,لم تكف بما سمعته من فرانك ولأنها لم تقتنع بالطبع , عادت لتثير الموضوع من جديد
فسألت فرانك بتذمر :
- لا أستغرب أبدا دفاعك عنه , إنما أحب أن أعرف ماذا قال لك بالضبط ؟
- أطلعني على أسلوبه في العمل : فهو يستعمل مادة الزجاج , أنه يعتمد على الأسلوب التقليدي في بناء المراكب . أحد المراكب التي يعمل عليها حاليا , سيشترك في السباق لعبور المحيط الهادئ . إذا أحرز نجاحا , وفاز بالسباق , يكون قد أطلق أسم المؤسسة إطلاقه ممتازة !
- كل هذا الذي تخبرني به لا ينفعني شيئا ... ما هو موقفه الآن من أملاكي وبيتي ؟
تنهد السيد سميث بأسف وأجاب :
- لم أفاتحه بعد بهذا الموضوع . لم أجد الوقت مناسبا للدخول في بحث كهذا ... فقد بدأ منزعجا عندما كشفت له عن هويتي .
وألقى السيد سميث نظرة خاطفة على ليزا فاحمرت وجنتاها دون سبب ظاهر . وأضاف السيد سميث بلهجة مقنعة :
- لا تقلقي يا مود , سأزوره ثانية . ابنه جوني لا مثيل له في اللطف والذكاء لكنه بحاجة ماسة إلى أم تعتني به .
فأجابت مود بقسوة بالغة :
- هنالك الكثير من أمثاله يتولون أمر الإعتناء بأولادهم !
- صحيح ! لكن فرايزر يبدو تعبا من هذه المسؤولية الملقاة على عاتقه .
فسألت ليزا باندفاع :
- لماذا ؟
- لاحظت أنه بدأ يفقد صبره في التعامل مع جوني . ربما هذا يعود لهمومه الكثيرة .
وفي الأسبوع التالي زار فرانك مشغل لامون فرايزر , فكان مندهش للطريفة التي يجري فيها العمل . فرايزر يمضي ساعات طويلة يراقب بدقة وباهتمام , عملية التنفيذ.

وفي اليوم التالي , التقت ليزا بسارة في مصنع الأقمشة , ولم تكف هذه الأخيرة عن ذكر علاقتها الحميمة بعائلة لامون , وكانت تتكلم بلهجة منفعلة , ومضطربة , مما دعا ليزا للتساؤل عن السبب .
ولم يطل تساؤلها , فكان تعليق أينا على تصرف سارة بعد رحيلها كافيا ,إذا قالت أينا :
- سارة منفعلة للغاية اليوم , لأنها أدركت في جلسة التصوير السابقة في منزلها , أن جوني يميل إليك أنت , وهذا يهدد سعيها للزواج من فرايزر ... فإذا كرهها جوني , ستفشل جميع خططها .
ابتسمت ليزا وأجابت بهدوء :
- ما لنا ولها .... ولهذه الحماقات ... أنا لم أرى عائلة لامون منذ وقت طويل .
لكن بالواقع هل كانت ليزا تقول الحقيقة , هل مضى وقت طويل على غيابها عن عائلة لامون ؟
لا يسعها أن تقول لأينا أنها كانت تجد دوما الفرص المناسبة لتلتقي بفرايزر , سواء راقبته من نافذتها ,
أم خرجت لتنزه كلابها .
وفي أحدى المرات تجرأت ومرت بمحاذاة ورشة البناء فلمحته يخاطب العمال على المركب وكأنه شعر بحضورها فاستدار فجأة في مكانه مستغربا , ولكنه ما لبث أن عاد إلى حديثه .

وكأن الدنيا فجأة هبطت بكل ما فيها على رأسها , وأحست بثقل رهيب يطن في صدرها , ويجري في عروقه ووعدت نفسها بأنها لن تعيد الكرة ثانية , ولن تسمح لعواطفها الجياشة أن تخونها , وتعرضها للتجربة .

وأخيرا ... حان الموعد مع ساندي , موعد الشيء المهم . الذي يرغب مصارحتها به , فكان كل همها في هذا النهار هو كيف تمنعه من البوح بأسراره . لذا شرعت تحدثه عن علاقة سارة شيزهولم بفرايزر لامون .
وكانت من وقت لآخر تلقي نظرة خاطفة إليه فتراه سابحا في أفكاره كأنه لا يسمع وعيناه تحدقان بالتلال البعيدة وقالت :
- لا شك أن سارة لا تحسن التعامل مع جوني .
انتفض ساندي فجأة وقال بانفعال :
- لو نتحدث في موضوع آخر ... هناك بعض المارة غيرنا يتقدمون ناحيتنا .
استدارت ليزا في مكانها , لتستطلع هوية المارة , فبان لها فرايزر في البعيد يتنزه برفقة سارة , وجوني يعدو حولهما . ويلهي نفسه برمي الحصى في البحر . ولدى مشاهدته ليزا وساندي يتقدمان نحوهم هرع جوني نحو ليزا , وهو يقفز فرحا , وبدأ يعرض عليها أنواع الأصداف التي جمعها على الشاطئ .
وعندما اقترب منهما فرايزر وسارة , ألقى فرايزر السلام بصوت بارد وأكمل سيره , بينما توقفت سارة لترغم جوني على متابعة النزهة بصحبتهما هي ووالده , فقالت بصوت مصطنع :
- جوني حبيبي , أرجوك لا تزعج الآنسة ليزا بهذه الحماقات . فهي تتنزه برفقة السيد لويس ... تعال واتبعني .
أجاب جوني بتذمر :
- من قال لك أن أصدافي تزعجها ؟ فهي لا تزعجها أبدا .
تأثرت ليزا لجواب جوني الذي كاد أن يشرف على البكاء , لانزعاجه من ملاحظة سارة الخاطئة .
وقالت بتأثر أعمق :
- أنت على حق يا جوني , أصدافك لا تزعجني أبدا , بالعكس .
فألحت سارة عليه لمرافقتها :
- هيا جوني , ولا تتأخر !
اغتاظ جوني , وأجاب بحنق :
- لا لن ألحق بكما ... أريد أن أبقى مع ليزا .
تدخل ساندي بلهجة لطيفة :
- لا يمكنك متابعة النزهة معنا ,فنحن نسير بالاتجاه المعاكس .
أجابت سارة ساندي بسخط :
- عليكما أذن أن تغيرا اتجاهكما , فتحل المشكلة , ويكون جوني راضيا .
- حسنا ! هل من مانع لديك يا ليزا ؟
ابتسمت ليزا موافقة وقالت :
- لا أبدا يمكنكما السير أمامنا , وجوني وأنا سنتبعكما على مهل .
ومشى ساندي إلى جانب سارة , بينما أصبح فرايزر في المقدمة , وجوني وليزا يسيران في المؤخرة ,
ارتاحت ليزا لهذا الحل , إذا وفرت على نفسها مرة ثانية , مشقة الاستماع إلى ساندي وابتهج جوني أيضا , لحضوره معها وقال مبتسما :
- ها أنني ربحتك لي وحدي ! سنستفيد من هذه الفرصة نبحث عن السراطين سويا .
أقنعته ليزا أن الوقت لن يسمح لهما بذلك , وفي موعد آخر سيقومان بنزهة أخرى باكرا .

وفي طريق العودة إلى المنزل , كان فرايزر ينتظرهما وحيدا أمام بيت ساندي لويس ويبدو علية الغضب و الانفعال الشديد :
- تأخرتما في العودة .
لم تشأ ليزا أن تعكر جو هذه المناسبة التي جمعتهما ثانية , فقررت أن تظهر لطفها , وتخبئ انفعالها , فقالت بهدوء :
- أين ساندي وسارة ؟
- يدعوك ساندي لتناول الشاي في منزله . وهو ينتظرك مع سارة هناك .
سأل جوني بحماس بالغ :
- ونحن يا أبي , هل ستوافقهما أيضا ؟
- كلا ! رفضت دعوة ساندي , بسبب تصرفك السيئ بعد ظهر اليوم .
ألتمعت دمعتان على وجنتي جوني , واكتفى بالاحتفاظ بالصمت .
فقالت ليزا برقة بالغة :
- لو نذهب معا , فالسيد لويس وزوجته , سيفرحان لقدومنا , ولحضورك أنت وجوني خصوصا .
أجاب فرايزر بلهجة ساخرة وجافة :
- لا أوافقك الرأي يا آنسة ليزا , في أي حال لا أعتقد أن السيد لويس سيكون راضيا لزيارتنا له . فأنا أذهب حيث يكون قدومي مرغوبا . تصبحين على خير يا آنسة . تعال جوني ... هيا !

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 24-05-08, 09:28 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تردد جوني في اللحاق بوالده وألقى نظرة استغاثة وأمل إلى ليزا فازداد فرايزر غيظا وانفجر صارخا :
- جوني , تعال!
أطرقت ليزا بحنان :
- اتبعه ... جوني ... هيا .. لا تتركه يعود إلى المنزل وحيدا .
وخضع جوني لمشيئة والده مستسلما , فودع ليزا بحزن ومشى . تمنت في هذه اللحظة لو بإمكانها مرافقتهما . بدلا من تلبية دعوة ساندي إلى الشاي .

وأسرعت في سيرها وهي تتساءل لماذا تخلت سارة عن فرايزر بسهولة خلال النزهة بعد ظهر اليوم على الشاطئ , ورافقت ساندي حتى المنزل ؟ ألهذا بدأ فرايزر متوترا ومنفعلا ؟

وانضمت ليزا إلى ساندي وسارة وصورة جوني لا تفارقها . كانت الجلسة عند ساندي , مزعجة للغاية نظرا لما أبدت سارة عدائية تجاهها , وهذا الأمر أدخل الحزن إلى قلبها . وفكرت بالرجوع إلى المدينة مع والدها حين يحين موعد رحيله , لربما بهذه الطريقة تفسح في المجال لها للاختلاء بفرايزر , وللتقرب من جوني . لكن لماذا تعود دائما هذه التساؤلات إلى فكرها ؟ سارة وفرايزر ؟ ساندي ؟و أينا؟ وهي ؟
ما هذه السلسلة من الوجوه ؟ وكيف تترك هي اردمونت من أجل إرضاء سارة ؟ أنها تريد البقاء في اردمونت .

ولم يمض وقت طويل , على زيارتها الأخيرة لساندي حتى تعرضت الخالة مود لنوبة قلبية خطرة استوجبت حضورها هي ووالدها إلى جانب السيدة المريضة . ومضى شهر آذار ( مارس ) على هذا النحو .
ولم يفكر أحد منهما مغادرة اردمونت على الإطلاق . الخالة مود تلازم فراشها ليلا ونهارا , وليزا ووالدها يتناوبان السهر عليها , حتى شعر كل منهما , بحاجة ماسة إلى الراحة , بعد التعب والتوتر الذي سببته حالة مود المتدهورة , والطقس في الخارج لا يساعد على الخروج لتنزه . فهو ممطر والسماء ملبدة بالغيوم , والهواء يعصف من كل جانب .

وفي يوم ممطر , عاصف , جلست ليزا مع والدها في الدار الصغير يستمعان إلى مقطوعة موسيقية لعلهما يسترخيان . ولم يمض على جلوسهما مدة طويلة حتى قرع الباب , بعصبية . فهرع فرانك باستغراب كبير وهو يتمتم :
- من هذا المجنون الذي خرج في يوم عاصف وممطر كهذا ؟
وعاد بعد دقائق وهو يحضن ولد بين ذراعيه . فذعرت ليزا لدى مشاهدتها جوني يرتدي معطفا مبللا , والدموع تكرج على وجنتيه . وهو ما زال في ثياب النوم .
قال والدها بدهشة كبيرة :
- هذا الولد يريد مقابلتك ... لديه ما يقوله لك !
هرعت ليزا إلى جوني وسألته بلطف :
- جوني ! ماذا جرى ؟ أخبرني ؟
فأجابها جوني باكيا :
- ...... تركت البيت !
وجلست إلى جانبه تهدئ من روعه بينما اهتم فرانك بتغيير ملابسه المبللة ,وتبديلها بثياب جافة وأسرعت ليزا بتحضير كوب من الحليب , حملته إليه عند المدفأة , وسألته بحنان :
- هل عاقبك والدك على أمر ما ؟
أجابها جوني :
- لا !
- إذن , لماذا هربت من المنزل ؟
- كي أعاقبه !
- تعاقبه ؟ وماذا فعل ؟
- يريد السفر من جديد , وسيغيب لمدة أسبوع كامل .
وكان جوني يرتجف حزنا , وليزا تحاول أن تخفي قلقها عليه , فسألته بلطف :
- ألا تريده أن يسافر ؟
- لا ! أنا أكره البحر ... وأريده أن يفعل شيئا آخر .
تدخل السيد فرانك بهدوء :
- لكن البحر مهنته , فكيف تريده أن يغير مهنته وهو يصمم المراكب والسفن ويعشق الملاحة ... هذا باب رزقه الوحيد الذي يسمح له الاعتناء بك والسهر على تربيتك ... لن يفعل شيئا آخر حتى يرضيك فقط .
نظر إليه جوني , محاولا فهم معنى هذا الذي قاله والذي بدأ له كخطاب يتلوه الواعظون .
- لا أرفض السفر معه , إنما هو الذي لا يرغب في اصطحابي .
وأضاف وهو يجهش بالبكاء :
- حجته الوحيدة , هي المدرسة , فهو يقول أنه يجب علي الاهتمام بدروسي , ومن أجل ذلك سيجد من يسهر علي في غيابه , طلبت ليزا لهذا الغرض . فغضب مني وأرسلني إلى الفراش ... ولهذا السبب تركت البيت .
أجابه فرانك بقساوة مخففة :
- لم تذهب بعيدا ... اطمئن .....
احتمى جوني بليزا شارحا بخجل :
- كان الطقس ممطرا وعاصفا , فأخافني الهواء ... وجئت لأرى ليزا ...
ابتسمت له ليزا مشجعة :
- أحسنت يا جوني .
وعادت إليها في هذه اللحظة كلمات ساندي , عندما أشار أن فرايزر بحاجة إلى أصدقاء من حوله أكثر من أي وقت مضى .. وتصورته الآن في المنزل وحده من دون جوني ... ماذا سيفعل ؟ فقالت لجوني بهدوء دون أن تقسو عليه :
- ألا ترى أنه يجب علينا الاتصال هاتفيا بوالدك لتعلمه بوجودك هنا , لربما قلق عليك .
واتجه فرانك إلى الهاتف بينما أكمل جوني حواره مع ليزا , مفسرا لها الأسباب التي دفعنه ليحقد على والده وقال بصوت مرتجف :
- أعرف أنه سيغضب كثيرا لخروجي من البيت في هذه الساعة , لست أدري ماذا طرأ عليه ؟
فمنذ عودته من البرتغال وهو يتصرف بعصبية .أنني أسأل نفسي أحيانا إن كان مازال يحبني ؟
ولعله يتمنى غيابي لأن حضوري يزعجه .
- لا يا جوني , لا تقل ذلك ... أنا متأكدة إنك مخطئ .
واستغربت ليزا ثقتها الكبيرة بنفسها . وأضافت :
-ربما هناك ما يجعله سريع الانفعال .
لم يجاوب جوني , بل غاب نظره في النار المشتعلة في المدفأة , وأخذ يصف أشكالها لليزا , ولم يشعر بمرور الوقت , حتى فتح الباب فجأة عليهما , ودخل فرايزر , بينما توارى فرانك عن الأنظار .

وقف فرايزر في وسط الغرفة , وهو يلهث من التعب كأنه قطع المسافة جريا , وجهه شاحب اللون وعيناه تقدحان شررا . قال وهو ينظر إلى جوني متجاهلا حضور ليزا تماما :
- جوني , لماذا خرجت من المنزل ؟
- لأزرع في قلبك الخوف !
وانفجر جوني باكيا وارتمى بين أحضان والده . فضحك فرايزر بهدوء , وأجاب ببساطة :
- لقد نجحت في إثارة خوفي عليك .
وجلس فرايزر على مقعد خشبي صغير , وهو يخاطب جوني برقة :
- هيا , أشرح لي الآن , سبب تصرفك هذا ؟
- لأنك لم ترض أن أبقى مع ليزا أثناء غيابك , وأنت تعلم جيدا , أنني عندما أكون بصحبتها أحتمل أكثر فكرة سفرك .
نظر فرايزر إلى ليزا نظرة مشككة فأجابته بصوت خافت يحمل التأكيد :
- لماذا لم تقترح علي البقاء مع جوني ؟
أجاب هامسا وهو يحدق في عينيها :
- أنت تعرفين السبب .
ثم أخذ يتفحص وجهها بلهفة , فشعرت وللمرة الثانية وكأنه يلامسها .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 24-05-08, 09:37 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فشعرت ليزا بدوار غريب وكأن غشاء حجب عنها وضوح الرؤية تلاشت أوصالها والتجأت إلى أقرب مقعد وجدته أمامها , وإذا بها جالسة مباشرة بالقرب منه ويكاد وجهها يلامس وجهه فأسندت ظهرها إلى كرسيها مبتعدة عنه قدر الإمكان وقالت بصوت مضطرب :
- أعتقد إنك تخشى أن تكون مدينا لي بهذه الخدمة .
أجابها فرايزر بشيء من الغموض , وهو يشيح بنظره عنها :
- أجل , هذا ليس سوى جزء من الحقيقة .
- إلى أين أنت مضطر إلى السفر ؟
- أريد الاشتراك في مؤتمر مجهزي السفن ويجب أن أمر بشريك لي في هولندا .
- وهل سيطول غيابك ؟
- عشرة أيام .
- ألا تقلق على جوني ؟
فأجابها فرايزر بعصبية مفاجئة :
- أنت تجهلين مدى قلقي عليه .
- ومع هذا لم تعدل عن سفرك ؟
- كنت على وشك أن أفعل هذه المرة , نظرا لردة فعل جوني العنيفة , مع العلم أنني لو بقيت , لخسرت الكثير على الصعيد العملي .
- أنت مستعد لأي شيء كي لا تضطر إلى طلب مساعدتي .

غض فرايزر طرفه عنها , وتدخل جوني في هذه اللحظة , بعدما تابع حوارهما بشغف كبير وقال بحماس لوالده :
- إذن ؟ سأبقى مع ليزا أثناء غيابك ؟
- لماذا لا تسأل ليزا مباشرة ؟
وأشار إلى معطف جوني قائلا بجديه :
- هيا أرتدي معطفك حان وقت عودتنا إلى المنزل .
فوجئت ليزا لقراره السريع , وارتعدت لمرور هذه اللحظات الحميمة بينهما كالبرق , وأدركت أنه مازال يرفض ما يعتبره معروفا , فأطرقت بسخرية لطيفة :
- سيد لامون , أنت لا تسهل الأمور ..متى سترحل ؟
- نهار الجمعة .
وجهت عندئذ كلامها لجوني , الذي كان ينظر إليها راجيا قبولها وقالت له :
- جوني ! مر بي نهار الجمعة لدى خروجك من المدرسة , سأكون بانتظارك .
أضاف فرايزر بتعجب :
- هل أنت متأكدة يا آنسة ليزا من ذلك ؟ هل سيكون لديك الوقت الكافي للاهتمام بجوني وخالتك مريضة ؟
- سيمكث والدي معي فترة أطول ليمد لي يد المساعدة .
- إذن ! يا بني أنت حصلت على ما تريده بالضبط ! وأرجو ألا تعيد ما فعلته هذا المساء ... هيا بنا .

انفرجت أسارير جوني وعاد البريق إلى عينيه معلنا عن ارتياحه لاستعادة ثقته بدنيا الراشدين .
رافقتهما ليزا حتى الباب , ولم تستطع عدم التعليق على جواب فرايزر لجوني وسألته بذكاء :
- وأنت يا سيد لامون , ألم تحصل بعد على ما تريده ؟
- ليس بالتمام .. ما أريده يا آنسة ليزا يتطلب وقتا ..أمنياتي تفوق أمنيات جوني .
وخرجا معا , وهما يضحكان ... وبقيت ليزا تسمع خطواتهما تبتعد تدريجيا . وكما في كل مرة , جلست تحلل معنى كلامه الأخير , فماذا يقصد بأمنياتي تفوق أمنيات جوني ؟ لربما كان يقصد طموحه لتطوير حوض السفن ومؤسسته ؟أو بكل بساطه يعني زواجه من سارة ؟ طبعا , فعائلة شيزهولم لن يرفضوه .

عادت إليها هذه اللحظة الشيقة التي جمعتهما معا قرب المدفأة , وهو ينظر إليها بعينيه اللتين تقدحان شررا , ويتفحص وجهها بإمعان وبشوق . لكنها سرعان ما طردت هذه الأفكار من رأسها , محاوله إقناع نفسها , إنها وقعت مجددا ضحية تصورتها . لكن كيف ستنسى هذا المساء , الذي أشعل فيها رغبة لا توصف ؟ هل هي مرغمة على البوح بحبها له بالرغم من كل شيء ؟
ودخل عليها والدها في هذه اللحظة , وقال بخطورة :
- ليزا , اتصلي بالطبيب بسرعة , خالتك في أقسى حالات المرض !
الجمعة صباحا , مع طلوع فجر جديد ماتت السيدة مود روي , تاركة منزلها لقريبتها ليزا روي سميث , موصية لها بالامتناع عن بيعه طالما هي على قيد الحياة , وإن اضطرت أن تبيع يوما فلتفعل , شرط ألا يكون الشاري من عائلة لامون .وبعد أن اهتمت ليزا بمراسم الدفن لجأت إلى غرفتها ترتاح من تعب النهار , وهي تعيد قراءة الوصية أمام والدها . وقال السيد فرانك معلقا :
- أسأل نفسي , لماذا كانت مود تكره عائلة لامون إلى هذا الحد ؟
- كانت تربطها علاقة بجون لامون , جد فرايزر لامون , وكانا في مرحلة الخطوبة , عندما شككت هي بحبه لها , زاعمة أنه مرتبط بامرأة أخرى .
وحسب الأقاويل التي سمعتها يزعمون أنه لم يحاول تبرير موقفه , كما هي لم ترجع عن شكوكها .
ففسخا الخطوبة وكانت النهاية بينهما .
- هذا دليل على فقدان الثقة بينهما ... في أي حال ... أعتقد أن هذا المنزل سيشكل لك هما من ناحية الاعتناء به , ألا ترين أنه من الأفضل لك أن تعرضيه للإيجار ؟
- لا أفكر بالرحيل عن اردمونت . وجدت مكان عملي هنا . وسأرتاح لبقائي . سأعمل مع ساندي في مصنع أقمشة التويد , وإن شكل لي المنزل هما من ناحية إدارية , سأعرض بعض غرفه لإيجار خلال فترة الصيف .
- هذا حل رائع ! في أي حال , أنا سأعود إلى لندن ! لن أمكث في منزل هو بمثابة مجرى دائم للهواء , ويطل على ورشة البناء , وتحيط بع العنابر من كل جهة ... سأعود إلى منزلي بكل سرور .
وودعت ليزا والدها , وعادت إلى منزلها بهدوء .أيام جديدة بانتظارها .. والدها عاد إلى لندن , خالتها ودعت الدنيا وفي اليوم نفسه سافر فرايزر متوجها إلى مؤتمر مجهزي السفن . إنها الآن لوحدها ..... وجوني ينتظرها , و معا ينتظران عودة فرايزر .تذكرت كلمات جوني الرقيقة , عندما علم بخبر وفاة الخالة مود :
- كم من المؤسف أن تموت السيدة مود في شهر نيسان ( إبريل ) .
كان جوني على حق ! فالطبيعة في هذا الشهر تستيقظ من سباتها العميق , لتستقبل ما امتنعت عنه طوال فصل الشتاء . فتغطي الأرض أجمل الألوان وتخرج الزهور من غيابها الطويل لتطل بأوراقها الطرية وببراعمها النقية . كل شيء يدعو للجمال وللتأمل في هذا الشهر . البحر الهادئ والنائم كالسكون , تلمع صفحته تحت الشمس البهية , وتعكس ظلال التلال المغلفة بأشعة فضية تتهادى بنعومة على صدر البحر الواسع ! كل هذا يدعوها للبقاء في اردمونت . وكأنها لأول مرة أدركت لماذا عاد فرايزر إلى هنا بعد غيابه الطويل .

وبدأت ليزا تعتاد حياتها في اردمونت .في النهار التالي , قصدت مصنع ساندي , تباشر عملها . استقبلتها أينا بالترحاب , ووجهها يبشر ببشرى سعيدة , فقد ارتفعت عدد الطلبات على الأقمشة بعد صدور الصور في مجلات الموضة . وكان فرح ساندي عظيما , فلم يتمالك نفسه أمام ليزا بل قال مسرورا :
- سنضطر لزيادة عدد الموظفين , فالطلبات تتكاثر علينا ويلزمنا من يهتم بالخياطة , ومن يدير شؤون الإدارة , ومن يهتم بالمبيع , ومن يتوكل بمساعدتك في كل ما تقومين به , ومن يهتم بالعلاقات العامة . ليزا أنا مدين لك بالكثير .. أرجو أن توافقي على مشاركتي في إدارة مصنع التويد .
- لا تقلق يا ساندي , يمكننا العمل معا , حتى لو لم نكن شركاء !
- لا أقبل بهذا الحل . فأنت تستحقين أكثر من هذا بكثير ... اقترح أن نناقش هذا الموضوع مع عائلتي ... ماذا لو تأتين هذا المساء ونتناول طعام العشاء , ثم نبحث في هذا الأمر ... في البيت أفضل ... هنا الجو مشحون بالعمل .
- لا أستطيع في المساء أن أترك المنزل , فأنا أهتم بجوني لامون . لماذا لا تزورني في منزلي ؟
أظهر ساندي شيئا من الارتباك وقال بتردد :
- أفضل ألا أفعل .... فلا أريد أن تثار حولك الأقاويل .
- ساندي ! ماذا دهاك ؟ ألم تزرني من قبل ؟
- صحيح ! لكن الوضع يختلف الآن عن السابق , فأنت اليوم تعيشين وحدك .
- ساندي ! لا تكن سخيفا أرجوك ! أعتقد أنه من الطبيعي جدا أن يزور رجل امرأة شريكة له في العمل , دون أن تثار حولهم الشكوك ويكونا عرضة للألسن البغيضة .
- هذا ممكن في المدينة , أما هنا , في الجزيرة , فهذا مستحيل !
- لو كنت رجلا , لما أتيت لزيارتي لكوني شريكا لك ؟
- أجل . هذا صحيح .
- إذن اعتبرني مساوية لك , وعاملني كشريك ...
- يصعب علي هذا الأمر !
- يجب أن تقبل بهذا الوضع وإلا رفضت التعاون معك .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 24-05-08, 09:44 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السابع
ينقصني الحب


بدأت ليزا حياة جديدة بعد وفاة خالتها مود . إنها الآن تعيش تماما , كما كانت تمنى في الماضي , لا قيود تقيدها , بل حرية تامة في التصرف . وهي تعلم اليوم أمام وضعها الحياتي الجديد أن ثمن هذه الاستقلالية هو وحدتها , التي طالما سعت إليها . لكن يا ترى هل هي حقا سعيدة ؟
لماذا هذا الشعور بالنقص , حيال حياتها وتطورها كامرأة ؟ ماذا ينقصها لتنمو بفرح وتتكامل ؟ ألا يكفيها حاليا أن ترعى أمور جوني أثناء غياب والده ؟
فهي تمضي عطلة نهاية الأسبوع برفقته , ويتنزهان عبر الجزيرة , ويعملان في الحديقة طوال النهار ! صحيح أنها تشتاق أحيانا إلى حضور خالتها مود في منزلها الريفي الكبير , لكن اشتياقها لمود ليس سوى فترة عابرة طبيعية , لكنها تشعر بفراغ أعمق وأعنف . وبما لحاجتها الماسة إلى حضور رجل في حياتها أم أنه الحب وحده كفيل بتأمين التوازن , والانسجام في حياتها .

لو لم يكن الحب هو الجواب على أسئلتها الكثيرة حول علاقتها بفرايزر , فكيف تفسر إذن شعورها بالوحدة في غيابه , بالرغم من حضور جوني معها ؟ كيف تفسر انتظارها القلق له ؟ كيف تواجه واقعها المرير وهي تحاول جاهدة أن تبعد عنها هذه التطورات المؤلمة ؟ ما معنى شوقها , وتخيلها للقائها المقبل به , متمنية أن تزول بينهما جميع الحواجز التي فرقتهما في السابق ؟

أما على صعيد عملها , فهي لا تشكو من مشكلة معينة , بل بالعكس فالأمور تسير على أحسن حال . زارها ساندي في الأسبوع المنصرم , وعرض عليها رسميا القبول بتعاونها معه في المصنع . كان شديد الانفعال , ولم يمكث أكثر من ساعة . دار حديثهما حول شروط تعاونها الجديد . لم تكن تنتظر حديثا آخر , وأسعدها أن تكون الأشياء جرت على هذا النحو , فالظاهر أن ساندي أرجأ , ما كان يريد البوح به إلى موحد آخر , وعندما رافقته حتى الباب مودعة , كان القمر بدرا والسماء صافية . انحنى ساندي وخطف منها عناقا حارا ولشدة استغرابها لم تشعر بحاجة إلى أن تبادله العناق , بل سمعته يتمتم بخجل :
- هذا تعبيري الصادق عن فرحي لبداية شراكتنا في العمل , متمنيا أن نطمح إلى شراكة أفضل ! تصبحين على خير آنسة ليزا !
وغاب ساندي تحت ضوء القمر الشحيح , ووقفت هي في مكانها , تستعيد ما حدث باستغراب كبير , ولم يمر عليها لحظات وجيزة , حتى دوى صوت خلفها انتشلها فجأة من غيبوبتها :
- شيء مثير جدا .
التفتت إلى الصوت بهلع شديد , وكم كانت دهشتها كبيرة , عندما رأت فرايزر لامون يخرج من العتمة ويتجه نحوها بخطى رشيقة , فسألته بذهول :
- أنت ؟ ماذا تفعل هنا ؟
أجابها بسخرية :
- وصلني خبر وفاة خالتك وجئت معزيا . لم أشعر بالحاجة إلى قرع الجرس , فالباب كان مفتوحا , مما سمح لي أن أكون شاهدا اضطراريا لعناق مؤثر للغاية .
- ساندي وأنا أصبحنا شريكين في العمل وما شاهدته يا سيد لامون , ليس إلا تتويجا لشراكه حديثة العهد .
فأضاف بتكهم :
- أسلوب خاص ومميز لعقد شراكة جديدة .
- لم أكن أنتظرك قبل نهار غد .
أجاب بجفاف :
- قادتني سارة من غلاسكو إلى هنا ... في سيارتها .
- إذن سافرت بصحبتها ؟
- ماذا تقصدين ؟
- لا شيء بالتحديد , إنما اعتقدت أنها سافرت إلى مكان آخر مكان ....
قاطعها فرايزر بلؤم وقوة :
- آنسة ليزا , لا سبب لهذه التساؤلات ..... التخمينات ... فأنا لم أر سارة منذ عشرة أيام ... اطمئني.......... التقيت بها صدفة في المطار , وعرضت علي أن ترافقني في سيارتها حتى اردمونت , وهي التي أخبرتني عن وفاة خالتك ..... أنا متأسف لما حدث .. تعازي الحارة ..... بالطبع , أنت ستشتاقين إليها ....
- أجل .
أجابت ليزا ببساطة , وخيم بينهما السكوت طويل , يتخلله هدير وصوت الطيور المحلقة فوق الماء , ولم تتجرأ ليزا في هذا اللقاء , الذي طالما انتظرته , أن ترفع نظرها نحوه وتتأمله . فجأة قطع فرايزر جو السكينة وقال لها بصوت رقيق :
- في المرة الماضية عرضت علي تناول الفطور .... هل سمحت ودعوتني هذا المساء إلى العشاء , فأنا أتضور جوعا ... ثم لدي ما أقوله لك !
أجابت ليزا بتردد :
- أتريد أن تأكل في هذه الساعة ؟
- لا طعام لدي في المنزل , أتريدني أن أنام بدن عشاء ... بعد سفر طويل !
لم تستطيع ليزا , رفض هذا الطلب ووجدت نفسها مضطرة للسماح له بالدخول , في هذه الساعة المتأخرة من الليل , كانت مرتبكة للغاية , نظرا للتغير المفاجئ الذي حل به , فهو يكلمها بلطف . وفكرت أن دعوة فرايزر إلى العشاء , تختلف كثيرا عن دعوة ساندي , وأحست بانسجام بالغ بينها وبينه , لم تشعر به خلال زيارة ساندي . توجها إلى المطبخ , وبدأت تعد له الطعام . لم تجد سوى بعض الأجبان وقليل من البسكويت , بينما فرايزر فتش في أرجاء المطبخ , وعثر على زجاجة معتقة من الشراب , كان قد تخلى عنها والدها فدعاها , بكل بساطة إلى الجلوس ومشاطرته طعام العشاء .
سألته بارتياح :
- قلت أن لديك ما تقوله لي .
- من يملك هذا المنزل ؟
- أنا ! لم تخدعك خالتي رحمها الله , عندما أخبرتك أنها تنوي أن تكتب منزلها باسمي .
- حسنا , أتقبلين عرضي لشراء هذا البيت مع الأراضي التي تحيط به ؟
- كلا ! في أي حال , لا أستطيع أن أخالف الوصية .. فأحد بنودها ينص على امتناعي عن بيع المنزل لعائلة لامون.
قطب فرايزر جبينه مستغربا وقال بهدوء :
- في هذه الحال ... يمكنك أن تباشري أنت شخصيا بورشة بناء .
- لست أدري ! لم أستفهم عن هذه الإمكانية .
وعاد فرايزر إلى المعهود , وبدأ عليه أنه يفكر بأمر بالغ الأهمية . ثم لاحت على وجهه بسمة رقيقة , شعت كالشمس الشارقة , وقال ببساطة :
- أرجو ألا يكون جوني قد أرهقك !
ارتاحت ليزا لسؤاله عن جوني , فهي لا تريد أن تتحدث بأمور معقدة , خاصة عن ملكيتها لمنزل خالتها , وأخذت تقص عليه ما فعلته هي وجوني أثناء غيابه . فعلق فرايزر قائلا :
- أنا مسرور جدا .. لأن جوني أمضى وقتا ممتعا !
- إنه يشعر بالأمان هنا .. فأنت تغيب يا سيد لامون وقتا طويلا ويجد جوني نفسه تحت رعاية أشخاص لا يعرفهم ..ز ولقد عرف عددا مختلفا من المربيات .. مما أدى إلى شعوره بفقدان حياة الأسرة المستقرة ... لو كانت له أم لما تألم إلى هذا الحد لغيابك عنه .
اشتعل فرايزر لامون غضبا وصاح :
- أعرف هذا يا آنسة ليزا ... فأنت لا تقولين شيئا جديدا .. ألا تفهمين أنه يصعب علي أن ألعب دور الأب والأم على السواء؟ وإن كنت لجأت إلى المربيات فلأنني لم أجد حلا أفضل ... ومع هذا أعاني ما فيه الكفاية من استخدام مربية , فهي أما لا تتفق مع جوني وإما جوني لا يتفق معها أو أنها لا تتحملني !
أجابت ليزا نعومة :
- لماذا لا تتزوج سيد فرايزر ؟
- أتزوج من ؟ فالمرأة يجب أن تعجب جوني أولا ... وإلا ستكون حياتنا معا , سلسلة من العذاب .
وخيم شمت ثقيل بينهما , لجأ خلاله فرايزر إلى تأمل كأس المشروب الذي بين يديه بحزن بالغ وفكرت ليزا في هذه اللحظة بسارة شيزهولم ... فهي ليست الشخص الذي يناسبه , نظرا لعداوة جوني لها ... وعادت لتسأله من جديد :
- أليس الحب شرطا أساسيا لزواجك ؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
انقذني الغرق, flora kidd, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the taming of lisa, عبير القديمة, فلورا كيد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t79303.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-09-17 10:26 PM


الساعة الآن 12:55 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية