كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- هذا ظاهر من اسلوبك في اختيار ملابسك أعتقد انك تصممينها بنفسك مما يظهر رشاقتك و يبرز اناقتك تخضع مهنتك للمبدأ نفسه الذي تخضع له مهنة صناعة المراكب الهيكلية و التركيب هما عنصران اساسيان لاعطاء الشكل العام و للحفاظ على جمالية الخطوط .
نسيت ليزا انه يخطط رسوم للمراكب التي يصنعها لذا فهو ينظر للازياء نظرة محترف و يقدر جمال ثوب معين اخذت تجمع رسومها التي لوثتها مياة الطرق و كادت الدموع تنفر من عينيها لشدة حزنها و اسفها . لكنها تمالكت نفسها و لم توجة الية اية ملاحضة عن تصرفة الامبالي قالت له ببساطة :
- أيجب ان اقفل سيارتي .
- كما تشائين .
تمتمت ليزا وهي تعود الى سيارتها :
- يا له من فظ .
و تمنت الا تحتاج اليه بعد اليوم و ما ان جلست في سيارته حتى اقلع بسرعة حدقت في البعيد و هي ترثي لما جرى لها ان شاء الحوار او لم يشأ ما همها لا يكفيها ما حصل لها ؟ و بعد مرور فترة قصيرة فطع فرايزر الصمت قائلا :
- من الغريب اننا نعمل في مهنتين متشابهتين اليس كذلك ؟
و كانة في هذه اللحظة قرا ما يجول في خاطرها ادارت راسها الى النافذة وغاب نظرها في البعيد بدات الطريق تضيق بالاعشاب البرية التي تلمع تحت قطرات المطر وعاد فرايزر الى الكلام ساخرا :
- تلازمين الصمت على غير عادتك ان كنت توفرين الكلام للعشاء فلن يمكنك ذلك والدا سارة لن يفسحا لك المجال فهما يثرثران بما فية الكفاية و ان كنت تنوين العمل مع سارة فانصحك بعدم معاكستها في الرأي حتى لو تصرفت في ما بعد حسب اقتراحاتك ، تفتقد سارة للحس العملي بالرغم من خيالها الواسع .
- اشكرك على نصائحك سيد لامون ساحاول ان اقتدي بها .
- لا اظنك ستفعلين يا انسة ليزا انت تتصفين كما يحلو لك و لن تغيري عاداتك ، لماذا لم تساليني بعد عن جوني ؟
تماسكت ليزا في مقعدها و قالت :
- لا رغبة لي في السؤال عنه .
- حقا؟ الا يعني مرض جوني شيئا خاصا ؟ و اخيرا اقتنعت بان اهتمامك بجوني هو لعبة خطرة و محكوم عليها بالفشل مسبقا .
من حسن حظه انة يقود سيارته و الا لكان من نصيبة صفعة قاسية اختصرت فيها موقفها تجاهه . فاكتفت بالاجابة قائلة :
- انت على حق سيد لامون كي اكون اما لجوني علي بالمقابل ان أتقبل والده وهذا الامر يفوق طاقتي و مقدرتي على الاحتمال .
- اخ اخ هذه المرة اصبت الهدف انسة سمث اعترف انني استحق هذا الجواب .
- هذا لا يكفي سيد لامون بل اجد من واجبي ان اضيف ان فيادتك للسيارة وفرت عليك امرا محرجا كنت اتحاشاة فانت في الواقع تستحق صفعة مؤلمة على كلامك هذا ، لانك تدرك تماما مدى قلقي على حالة جوني ، اتصلت بسكرتيرتك في الاسيوع الفائت 3مرات و لم احصل على جواب كاف و اريدك ان تعرف ان الزواج لا يشغل بالي ابدا .
وساد صمت طويل بينهما تخللته من جانب ليزا نظرات جانبية نحوة فبدا لها وجهه قاتما تماما كالمرة الاولى التي فابلتة فيها في و رشة العمل و تمنت لو استاعت فتح باب السيارة و الخروج منها .
و لم يمض و قت طوي حتى اجتازت السيارة لافتة على حافة الطريق تبعتها قافلة من الاشجار المرتفعة بجلال و اتجهت السيارة نحو قصر ريفي ذي حجارة رمادية حيث توقفت .
تهيات ليزا للترجل من السيارة ففاجئها لامون قائلا بلطف :
- انسة ليزا اشكرك لصراحتك و ارجو ان تتقبلي اعتذاري لشكي في صدق نيتك ، ما رايك لو ننسى ما حصل بيننا و نبدأ من جديد من الصفر ؟
اضطربت ليزا و قالت بارتباك :
- كما تشاء .
- حسنا هذه من اخبار جوني : سيخرج من المستشفى غدا و حالته لن تسمح له بالذهاب الى مدرسته فورا لذا عليه ملازمة المنزل لاستعادة قواة تدريجيا و اخشا الا يخلد للراحة سيصعب علي تسليته و حجزه في المنزل لو بقي وحيدا .
-اليس بستطاعتك التخفف من ساعات عملك و لو لمرة واحدة ؟
-سوف اضظر لذلك حتما .. انت لا تدركين حقيقة مشاعري تجاة جوني يا انسة سميث تحكمين علي فقط من مظهري القاسي لكن في الواقع انا لا اتاخر عن اتمام ما يفرضة علي واجبي تجاة جوني و اؤديه كاملا .
- لم تقصدة في المستشفى مرة واحدة الا ترى ان من واجبك الاطمانان عنه .
- لم ازره في المستشفى لاني التزمت بتعليمات الاطباء في أي حال كنت اتتبع اخبارة كل يوم و اعرف كل شيء عنه و زيارتي لة لم تكن لتجدي نفعا لانه كان يخلد الى النوم بصورة دائمة .
و اضاف لامون بصورة حزينة :
- اعتقد اننا عقدنا هدنة سلام .
خجلت ليزا لانها من جديد وقعت ضحية تصوراتها السابقة و تصرفت بعدائيه في غير محلها . فحاولت تعويضا عن غلطتها هذه الاعتذار منه بنظرة رقيقة من دون ان تظطر الى الكلام فوجدتة يتاملها و لاول مرة شعرت بتيار كهربائي يجري بينهما و يجمعهما من دون ان يلامس احدهما الاخر و حاولت جاهدة ان تقطع هذه اللحظات فتمتمت و هي تتفحص ساعتها :
- هيا بنا تاخرنا .
خرجت بسرعة من السيارة و دهشت لمنظر القصر الريفي و خطوطة الهندسية الواضحة التي ترتكز عليها ابراج صغيرة من كل جانب و تحيط بها غابة من الاشجار الوارفة تشرف على بحيرة رائعة اما هندسة القصر من الداخل فلا يقل جمالا و دقة في التصميم عن الخارج فالانسجام الواضح بين الشكل الداخلي و الخارجي يشع نوعا من الرفاهية و البساطة . لفت انتباهها مثلا صف من المنحوتات العتيقة تحتل الجدران الحرية في غرفة الطعام كانت السيدة شيزهولم والدة سارة امراة رشيقة الحركة و لطيفة تكرس وقتها لترميم قصرها الريفي و زوجها السيد شيزهولم صناعي قوي البنيه و كلاهما يحسنان استقبال الضيوف من غير تكلف و بساطة نادرة من الضيوف الحاضرين هذه الليلة السيد بيار وايت الذي بدا عصبيا طوال الوقت وهو المصور الفتوغرافي الشهير لمجلات الموضة و صديق قديم لسارة .
لم تغب ليزا لحظة عن مراقبة الاجواء بالرغم من تبادلها اطراف الحديث مع المدعوين ، فلاحظت تصرفات سارة الطائشة و هي تحاول لفت انتباه فرايزر و هي تتعمد مغازلة مصورها الفتوغرافي الشاب بيار وايت ، لكن فرايزر لم يعرها أي اهتمام بل اكمل حديثه مع والدها من دون ان يحرك سان فتسائلت ليزا عن امكانية تعاونها الجدي مع سارة وهي تتصرف كاي فتاة مراهقة و قطع حبل افكارها صوت السيد شيزهولم محدثا فرايزر قائلا بصوت حماسي :
- هذا المركب سيد لامون سيكون رائع للغاية و ما يزال في حالة جيدة و لكني اعتمد عليك في وضع اللمسات الاخيرة عليه و اريده ان يكون اسرع من مركب رونالد .
تدخلت السيدة شيزهولم مفسرة :
- رونالد هوصهري وهو صاحب مصنع المشروبات في اردمونت .
عند نهاية العشاء انزوى فرايزر و السيد شيزهولم بعيدا عن المدعوين بينمااعتذرت السيدة شيز هولم و دخلت غرفتها ولم يبقى سوى بيار و ليزا و سارة التي بدت مغتاظة بينما اشعل بيار سيكار بهدوء و انشراح فقررت ليزا الدخول في الموضوع توا و اتجهت الى سارة و بيار :
- تركت رسومي في السيارة الا تريان الوقت مناسب لكي نتفحصها الان ؟
اجابت سارة و هي تحاول ان تتمالك تفسها :
- ساسبقك انا و بيار الى غرفتي حيث اعمل عادة انها الغرفة الثانية بعد السلم الى اليمين الحقي بنا .
خرجت ليزا الى السيارة لتاتي برسومها الطقس في الخارج كان ممطرا و بينما هي تتجة لغرفة سارة بدا لها انها وصلت في وقت غير مناسب اذ كانا سارة و بيار يتشاجران بصوت مرتفع و عندما اطلت بالباب حاول كل منهما اخفاء هذا الجو المشحون فابتعد بيار نحو مقعد جانب في الغرفة و ارتمى علية بغضب ملجوم بينما حاولت سارة اخفاء اضطربها باستعجالها الاهتمام برسوم ليزا و ما لبثت ان دهشت لدى رؤيتها للفروتين و ابدت اهتماما بالغا و هي تتفحصها و قالت :
- الديك رسوم لهذة الفروتين ؟
- و ضعتهما جانبا لانهما تلوثتا بالماء بينما كنت اهم بركوب سيارة لامون .
- اه انتما اذا اتيتما معا ؟
|