لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-05-08, 10:39 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثالث
بداية التحدي

اتصل ساندي بليز في عيد رأس السنه مطمئنا عن حال السيدة مود وسرّ لمعرفتة ان ليزا ستبقى في اودمونت فترة اطول ودعته لتناول كوبا من الشاي :
- لحسن حظ خالتك انك تركت عملك السابق وأتيت لتستقري في اردمونت قليلا ويمكنني ان اضيف ان من حسن حظي ايضا انك اتخذت هذا القرار .
- ماذا تقصد يا ساندي ؟
تصرفات ساندي المترددة والخجولة كانت تثير غضب ليزا فهو يعاملها كأنها من مادة البورسلين ويخاف عليها ان تنكسر . ارادت من سؤالها هذا ان تبعث فيه الجرأة كي يكون اكثر وضوحا . فشعر بالخجل من سؤالها وتمتم قائلا :
- اعني .. أرجوك لا تظني انني ارغمك على البقاء ، طبعا يمكنك ان ترفضي .
- ساندي! انت تلف وتدور حول موضوع ما ، كيف تريدني ان اقبل او ارفض قبل ان اعرف ما بودك ان تقول ؟
- ما اريد قوله انني بحاجة ماسة اليك .
- هكذا وبهذه السرعة ؟!
- لاتسيئي الظن ! في الواقع انا بحاجة لمواهبك كمصممة ازياء ولذوقك في تنسيق الألوان , الثوب الذي صممته من قماش التويد الذي اهدتك اياه والدتي كان رائعا ! مارأيك لو نعمل معا ؟ انت ترسمين لنا وتصممين الأزياء ونحن نصورها وننشرها في مجلات الموضة . بهذه الطريقة نكون قد حصلنا على الدعاية التي نحن بأمس الحاجة اليها وربما تضاعف مبيعنا !
- هل طلبت من ساره ان تعرض لكم بعض الموديلات ؟
- لا لم اكلمها بعد !
- لماذا ؟
تردد ساندي وقال وهو يشيح بنظره عنها :
- لا اظن انها سترضى ، اعني ستوافق على مساعدتنا .
- ساندي ! اظن انك لاتريد ان تقترح عليها مشروع العمل هذا ، لا تحبها ؟
فوجئ ساندي بسؤال ليزا وقام على الفور من مقعده ووضع كوب الشاي جانبا وقال بصوت ملجوم :
- لا اجد مبررا لحديثنا عن ساره ولا علاقة لها بالعرض الذي اقترحه عليك , هل تقبلين مشاركتي في العمل ؟
- لامانع عندي وهذا العمل يستهويني كثيرا . لكن يا ساندي ارجوك افهمني , ان لم ننشر الموديلات التي سأصممها في صحف ومجلات الموضة فعملنا لن يلقى صدى ولن نجني ثمرا. والدتك حدثتني في هذا الموضوع وهي التي اقترحت علي فكرة عرض النماذج ونشرها , واعتقد ان سارة هي الشخص الذي يلزمنا .
اشاح ساندي بوجهه وتقدم نحو النافذة وشعرت ليزا في هذه اللحظة انه حزين ومتوتر فقالت بهدوء :
- اظن ان سارة الآن بصحبة فرايزر في لندن .
فأدار ساندي وجهه نحوها واقترب منها بخطى سريعة :
- من اين اتيت بهذا الخبر ؟
- سمعت فرايزر يكلمها على الهاتف عندما زرته في مكتبه .
- ولماذا زرته في مكتبه ؟
- رافقت ابنه جوني حتى البيت بعدما انقذته من عراك وقع بينه وبين صبيان في الحي .
- وبالطبع لم تخف عنه شعورك بالمضايقة من تصرفاته الامبالية تجاه ابنه .
- كيف عرفت ؟
- التقيت بفرايزر قبل سفره الى لندن لحضور معرض للسفن , لقد اصطحب معه ابنه جوني لأن السيدة دوبي تركت وظيفتها بعدما اخذت نصيبها من الرفسات واللطمات التي انهال عليها جوني في المرة الأخيرة عندما حاولت كعادتها الأعتناء به .
- وماذا سيفعل هذا الولد المسكين في معرض للسفن ؟
- سيضجر او سيفتعل حماقات , ارجو ان تهتم به ساره كما يجب .
- كان بأمكاني الأحتفاظ به طوال مدة غياب والده لئلا يضطر الى تعطيل مدرسته .
فابتسم ساندي معلقا :
- لن يروق لخالتك مود استقبال ابن عدو لدود لها !
فأجابت ليزا بانفعال :
- لم يجد السيد لامون في اردمونت من يهتم بابنه في غيابه ؟ لا افهم هذا الوضع المعقد ! وماذا بشأن والدتك يا ساندي هل هي على علاقة طيبة معه ؟
- امي تحترمه كثيرا وتقدره لكن ابي يخالفها الرأي منذ وقوع حادثة مارجوري موريسون , ثم فرايزر يتجنب طلب المساعدة من احد . لو يتزوج لهانت جميع مشاكله .
- من المعقول ان يتزوج ساره ... هل تغار منه لأنه سيقابلها في لندن ؟
- لا ! هذا الأمر لايزعجني ابدا , يسرني ان تجد ساره السعادة مع فرايزر او مع سواه .
فتجرأت ليزا وسألته من جديد :
- من الظاهر انك تحبها ؟
- احببتها فيما مضى وشئت ان تكون لي زوجة , لكنها فضلت السفر الى لندن كي تصبح عارضة ازياء , لم يكن بمقدوري ان اقدم لها شيئا بديلا !
- في أي حال ان لم تطلب منها انت مساعدتنا في مشروعنا الجديد سأتولى هذا الأمر بنفسي , لسارة علاقات هامة بوسعنا الأفادة منها , متى ستعود من لندن ؟
- قريبا – لايهمها كثيرا معرض السفن !
فتمتمت ليزا :
- الا اذا شاءت ان تفتن رجلا .

كان شهر كانون الثاني (ديسمبر) هذه السنه لطيفا فتسنى للخالة مود النهوض من فراشها قليلا مما زادها عافية ونشاط ولم يغب عنها شئ من امور جرت وتجري من حولها , بل بالعكس , كانت تقف قرب نافذتها كلما سمحت لها حالتها الصحية حيث تراقب ما يحدث في الخارج . وفي هذا اليوم كانت منشرحة ومتعافية فجلست الى نافذتها كالعادة وما لبثت ان نادت ليزا بفرح داخلي :
- ليزا ! تعالي وانظري .. يبدو ان السيد لامون لم يباشر بورشة البناء اظنه لم يحصل بعد على رخصة البناء او نفذت امواله .
- لا اعتقد ذلك ! انه مشغول الآن بتجهيز مناقصة سفن حصل عليها في لندن .
- ومن اين لك هذه المعلومات ؟
- من جوني , التقيت به لدى خروجه من المدرسة .
- وهل والده موافق على ذلك ؟
- اعتقد انه يجهل انني التقي بجوني .
- لكن جوني يعرف تماما ان والده يمنعه من الخروج معك وانت بهذه الطريقة تدفعين الصبي الى الكذب .
- لا اجد مانعا من خروج جوني معي للنزهة فهو بحاجة للرفقة . هذا الصبي حساس للغاية وذكي وبودي ان اعرفه اليك يوما , ليعلم انك لست شريرة الى هذا الحد الذي يتصوره .
فضحكت مود وقالت بانشراح:
- لماذا يعتقد انني شريرة ؟
- لأنه يظن انك اقنعت جورج موريسون بالعدول عن فكرة بيع الفيلا فتعجبت مود وسـألت :
- من الذي اوحى اليه بهذا ؟
- سمع والده مرة يقول لجورج موريسون انه متأثر بمواقفك ولهذا السبب يرفض عرضه لشراء " فيلا الشروق " ماذا قلت بالضبط لجورج موريسون ؟
اجابت مود بلهجة واثقة من نفسها :
- قلت له لو انه تجرأ وباع الفيلا لفرايزر لامون لأخبرت الجميع في اردمونت ان ابنته كاذبة ولصة .
- لصة ؟ كيف يمكنك اثبات ذلك ؟
- طبعا يمكنني اثبات ذلك ! كانت مارجوري تنظف لي المنزل في الماضي فافتقدت بعض الحاجيات كما فقدت بعض النقود , فكلمت والدها الذي استجوبها لكنها نفت التهمة .
- اذن فأنت تعرفين ان من عادة مارجوري الكذب . وهل تصدقين ما اشاعته عن فرايزر ؟
- لا اصدق شيئا مما اشاعته ، صحيح انني لا احب فرايزر لكن هذا لا يمنع ان يكون رجلا نزيها وصريحا .
ما قالته مود اراح ليزا لأنها شعرت ان فرايزر اوحى اليها بالثقة في المرة الأولى عندما قابلته بالرغم من انجرافها قليلا مع مواقف خالتها فقالت مازحة :
- والله .. ماظننت يوما انه بأمكانك اللجوء الى الأبتزاز !
انزعجت مود وأجابت بسرعة اعتراضية :
- انا لا امنعه من بيع الفيلا لشخص آخر .
ثم اكملت , وهي تنتقل الى موضوع جديد :
- هل وصلتك اخبار من والدك ؟
- نعم .انه مستعد للمجئ عندما تسمح له اشغاله .
- آه . انا اعرفه جيدا . سيطلعنا عن مجيئه ساعات قليلة قبل وصوله !
ثم تأملت العجوز اقتراب الشمس من صفحة الماء , وأضافت فجأة :
- اود ان اتعرف الى هذا الصبي ، لقد فقد امه وجدته ايضا فارقت الحياة ، ليأت غدا !
في اليوم التالي , طلب جوني بنفسه لو يمكنه المجئ فقالت له ليزا :
- بالتأكيد . فخالتي راغبة بالتعرف اليك .
- صحيح ؟
- وألف صحيح ! واذا اعجبتها , ارتك الكنوز التي عندها !
- اية كنوز?
- ذكريات واشياء نادرة من الصين والهند واليابان.
- هل عندها العاب ايضا?
-نعم , لكن اياك ان تطيل الزيارة خالتي عجوز تعبه معرضه دائما للمرض ثم لا تنسى ان السيدة التي تهتم بك قد ينشغل بالها وهي تنتظرك.
اجابها بجدية وكأنه من الراشدين :
- لامكان لها عندنا لقد غادرتنا .
- حقا ومن الذي يهتم بشؤون البيت والطعام اذا?
- والدي انه طباخ ماهر , وانا اساعده , تبقي مشكلة تنظيف البيت . منذ ايام زارتنا سارة لكنها لاتحسن الطهي لا اظنها تستطيع ان تصبح اما صالحة الامهات يعرفن تحضير الطعام .!!
ابتسمت ليزا في سرها هذا الصبي الذي عمره سبع سنوات يعرف ماعلى المرأة من واجبات. واضح انه لم يتعلم هذا من والده . فهو يدير شؤونه بنفسه , اول زياره قام بها جوني لمود جرت بدون صدام.
فأعاد الكرة في اليوم التالي ثم نهار الأثنين حتى أخذ يزورها كل يوم كان يحدث الخالة مطولا ثم تريه كنوزها او يلعبان الورق . حتى تشعر العجوز بالتعب فيلحق جوني بليزا الى المطبخ وتعطيه اقلام ملونه واوراق كي يرسم ويلون بفرح وحماس كانت ليزا تجهل اذا كان فرايزر على علم بعلاقتها بجوني
لكنها ابت ان تسأل الصبي عن ذلك لئلا يفقد فرحه وفجأه يوم كانا يعملان بحماس كبير حتى انهما نسيا مرور الوقت ادركت ليزا تأخر الصبي عن ساعة عودته الى بيته فهرعت معه الى حوض السفن وهي مستعدة للدفاع عنه من غضب ابيه .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 21-05-08, 11:06 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عند اقترابها من المنزل رأيا امرأة تغادر سيارتها بعدما اوقفتها في المرأب ، شقراء ,جميلة ، انيقة ، وممشوقة. تقدمت نحوهما وهي تقول للصبي بصوت حاد ومزعج :
- ماهذا انك متأخر جدا في العودة والدك ذهب يفتش عنك .
- كنت عند ليزا ، والخالة مود اعطتني هذا الفيل الرائع انظري .. قال هذا وهو يريها فيلا صغيرا من العاج
تجاهلته المرأة ونظرت الي ليزا سائلة اياها بفضول :
- انت ليزا سميث?
- نعم وانت الأنسه سارة .. عارضة الأزياء اليس كذلك ? ضحكت الشقراء وهي تجيب :
- لو لم تعرفيني لكنت غضبت جدا ، السيدة لويس حدثتني عنك يبدو انك مصممة ازياء , ينقصنا الوقت الآن للتكلم عن هذا الموضوع لكني اود لو تصممي لي موديلا خاصا من قماش التويد المحلي .. هل نتناول الغداء سويا نهار الجمعه؟
اجابت ليزا وهي تفكر في ساندي:
- حسنا
اضافت ساره :
- سيأتي فرايزر نهار الجمعه الى العشاء لديه عمل يربطه بوالدي يتعلق بأمر تصليح اليخت , ربما استطاع مرافقتك . هاهو قادم نحونا ستتدبرين الأمر معه .
نظرت ليزا الى فرايزر الذي كان يتجه صوبهم فأفلت جوني منها في هذه اللحظة وهرع نحو المنزل .. اسرعت ساره بمخاطبته قائله:
- لاتشغل بالك كان جوني بين ايدي امينه بضيافة السيدة مود روي .
وكأنه لم يسمع ماقالته ساره اكمل سيره متجها بعصبية نحو ليزا وبخطى واسعه وقال بحدة :
- الم اطلب منك انسه ليزا ان تتركي هذا الولد وشأنه؟
اجابت ليزا بهدؤ بالغ بدون ان تتأثر بلهجة فرايزر القاسية :
- طلب مني جوني التعرف الى خالتي مود .. ولبيت طلبه , كان يأتي كل يوم بعد المدرسة وكل شئ يسير على مايرام بينه وبين خالتي الا اننا اليوم نسينا موعد العودة الى البيت .
هدأ فرايزر قليلا وأجاب متمتما :
- انا الذي اوحيت له برغبة في التعرف الى السيدة مود .. اقتربت منهما سارة بأستياء لأنها وقفت وحيدة جانبا وقالت لفرايزر :
- يجب ان اذهب الآن الآنسة سميث قبلت دعوتي الى العشاء مساء الجمعه هل يمكنك مرافقتها؟
اجاب فرايزر بصوت بارد :
- للأنسة ليزا سيارتها الخاصة ويمكنها ان تهتدي الى منزلك بمفردها .
لم تحرك ليزا ساكنا بالرغم من رغبتها الشديدة بوضع حدا لوقاحته . اما سارة فأجابت بلهجة لامبالية:
- كما تريد ياسيد فرايزر ، ليزا يمكنك الأستفسار عن منزلي من خالتك لاتبعد "كريدون هول" كثيرا من هنا انا في انتظارك كما اتفقنا نهار الجمعه مساء ، اتمنى ان اكون قد حصلت على قماش التويد تصبحين على خير 0
قبل ان تغادر ساره المكان اضافت بصوت مغري وهي تخاطب فرايزر :
- أظن انه ليس من الضروري ان انتظر منك مرافقتي حتى السيارة !
فوافق فرايزر بحدة :
- ليس من الضروري على الأطلاق .
أضافت ساره وهي تبتعد :
- من الواضح انه ينقصك الكثير من صفات الرجل الجنتلمان .
- لست بحاجة لمن يؤكد لي هذا.. وامتعض فرايزر وحاول انهاء حديثه مع ساره واظهرت ليزا في هذه اللحظة رغبة بالرحيل فأمسك بها فرايزر قائلا:
- لاترحلي الآن . لدي ما سأقوله لك لو تفضلت وقبلت دعوتي الى المنزل ..
- هذا تصرف يخلو من الحكمة سيد فرايزر . الاتظن ذلك ؟ لو رآني احد ابناء القرية ادخل منزلك في هذا الساعة لجن جنونه .
- اريد ان استوضح منك انسه ليزا بعض الأمور لو رفضت دعوتي سأضطر لمعاقبة جوني بشدة .
- لايحق لك سيد فرايزر معاقبة جوني بقسوة ولا اظنك ستجرؤ على ذلك .
- نسيت ان جوني ابني ويحق لي انا ودون سواي السهر عليه وعلى تربيته الا يكفي انه كذب علي طوال هذه المده زاعما انه كان يمضي فترة مابعد الظهر في المدرسه لنشاطات اضافية بينما هو في الواقع بضيافة السيدة روي اريد ان اعرف من علمه اختلاق هذا النوع من الأكاذيب؟ ستقبلين دعوتي ام لا ؟
- حسنا...حسنا..ياسيد فرايزر قبلت .
واتجها نحو منزل لامون فلمحت ليزا سيارة سارة تبتعد وراء المنعطف وأضافت بهدوء :
- ارجوا الا تقسو على جوني هناك طرق كثيرة لمعاقبة ولد لا تتطلب قسوة ولا ضربا .
- اعرف .اعرف . لكنني فقدت قدرتي على المثابرة بهذا الشكل . تفضلي .
وبينما هو يقفل الباب علا صوته في ارجاء المنزل مناديا جوني:
- جوني . جوني . لاحاجة بك للأختباء تفضل واشرح لي ماجرى معك .
خلع سترته ورمى بها علي المقعد واضاف وهو يتجه الى المطبخ :
- سنجلس في المطبخ وسأحضر طعام العشاء .. في هذه الأثناء تشرحين لي ماهي الأسباب التي دفعتك لأقناع جوني بزيارة خالتك مود !
اجابت ليزا بأحتجاج :
- لم أحرضه على زيارتنا .
ورافقته حتى المطبخ حيث انهمك في تحضير طعام العشاء بينما جلست هي على كرسي تراقبه بدا لها المطبخ في حالة لابأس بها من الترتيب لم تكن تتوقعها وأخذت تراقبه بشغف كيف يضع غطاء المائدة ويحمل الأطباق , ويوزع الملاعق والشوك والسكاكين .. لم ينس شيئا بالفعل ! ابتسمت بهدؤ وقالت له :
- نزلت عند رغبة جوني , فسمحت له بزيارة خالتي .
اجاب فريزر بلهجة مشككة وهو يحضر قالبا من البيض المخفوق :
- جوني لايطلب شيئا من اشخاص لاتربطه بهم علاقة حميمه .. فمن الظاهر انه وطد علاقته بك !
- من هذه الناحية انه يشبهك كثيرا , لهذا السبب كان بامكانك الأتصال بي للأهتمام به طوال فترة غيابك في لندن , لكنك لم تفعل .
- انت سريعة الملاحظة يا آنسة ليزا , صحيح انني لا اطلب المساعدة من احد , خاصة اذا تعلق الأمر بجوني .
واضاف فريزر بتهكم :
- ماذا تقصدين من تشجيعك لجوني بزيارتكم ؟
اجابت ليزا بغضب :
- لا اقصد شيئا يا سيد فريزر , يؤسفني ان اقول لك انك من فئه الناس الأنانيين الذين يبررون كل الأعمال ويعللونها .. وان كنت تريد ان تعرف السبب الحقيقي لأهتمامي بجوني فاعلم انني بكل وضوح وجدت هذا الصبي بحاجة ماسة الى عناية وأنت لاتهتم به بما فيه الكفاية !
قاطعها فريزر بنظرة مشككة مما زاد توترها وانفعالها فأكملت قائلة :
- انت لاتفهم حقيقة ما اعنيه , ظننت انه يمكنني مد يد المساعدة لجوني بهذه الطريقة , خاصة عندما اكتشفت انه فقد جدته ولا ينتظره احد في المنزل لدى عودته من المدرسة , زيارته لنا لاتزعجنا بل بالعكس , خالتي مود ترتاح له وتعامله كحفيدها !

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 21-05-08, 11:17 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

انهت ليزا كلامها من دون ان تعرف وقع ما قالته على فريزر لأنه كان ما زال منهمكا في تحضير العشاء , وفي وضعه هذا فهي لا ترى منه سوى كتفيه العريضتين وشعر رأسه المقصوص حديثا . استدار على مهل واتجه الى المائدة فوضع الطبق بهدوء من دون ان يظهر عليه أي انفعال كأنه لم يسمع شيئا على الأطلاق !
من جديد علها تخفف من توتره قبل ان يرى جوني , فقالت له بأدب :
- سيد لامون , مازلت انتظر منك تعليقا على كلامي , اما دعوتني من اجل هذا التوضيح ؟
لكن فرايزر لم يحرك ساكنا بل حافظ على موقفه اللامبالي مما اشعل في ليزا رغبة اقناعه بموقفه الامبالي هذا , وبالتالي التشديد على اهماله لابنه فقالت بجرأة كافية :
- سيد لامون . هل فهمت ماهو سبب اهتمامي بجوني ؟
كان سؤال ليزا هذه المره محكما فلم يستطع لامون التظاهر بعدم سماعه فأجاب :
- اخشى ان يتعلق بك جوني فيصعب عليه فيما بعد – أي عندما ترحلين من اردمونت – فراقك !
- لا انوي مغادرة اردمونت في الوقت القريب فخالتي مود مازالت بحاجة الي وربما سأعمل في المصنع مع ساندي لويس .
في هذه اللحظة اقترب جوني من والده وهو مازال يحمل الفيل الصغير بيده , فقال له وهو يشير الى الفيل , كأنه يحاول التخفيف من غيظ والده :
- السيدة مود اعطتني هذا الفيل .
وأضاف بلطف :
- السيدة مود لطيفة . ولم تكن على النحو الذي وصفته لي .. اما زلت غاضبا من ليزا ؟
بدت ابتسامة رقيقة على شفتي فرايزر لامون , لكنه اخفاها بسرعة وقال بلهجة قاسية :
- تصرفاتك في المدة الأخيرة اثارت غضبي وانا مستاء منك جدا . كان عليك مصارحتي بالحقيقة بدلا من لجوئك الى الكذب ، جوني احذرك , فلن اصفح عنك بهذه السهولة في المرة المقبلة ان عاودت الكرة ! اريد ان اعلم الى اين تذهب لئلا اضيّع وقتي في البحث عنك .
فأجابه جوني متمتما :
- اجل ،حاضر !
واضاف بعصبية :
- هل يمكن لليزا تناول العشاء معنا ؟
- هل هذا الأمر يفرحك ؟
- نعم ! ليزا طاهية ممتازة اعدت لي قالبا من الحلوى اليوم بعد الظهر .
اجاب فرايزر بجفاف :
- مضى وقت طويل ولم اذق طعم الحلوى ، انا احسدك فأنت سعيد الحظ !
ثم سأل ليزا :
- هل تحبين مشاركتنا تناول العشاء؟
تمنت ليزا في هذه اللحظة الى جانب جوني وقبول الدعوة , كما تمنت مشاركة فرايزر في تحضير العشاء ومرافقة جوني حتى فراشه كي تروي له حكاية حتى يخلد الى النوم ، لكن هذا الشعور اقلقها فقالت بصوت خافت :
- شكرا لك لهذه الدعوة لكنني افضل العودة باكرا . ستقلق خالتي مود لغيابي .
- بالطبع ! بالطبع !
اجابها فرايزر بلهجة ساخرة وأكمل :
- هذا تصرف لا تنقصه الحكمة .
ولم يتوقف عند معارضة جوني واحتجاجه على ذهاب ليزا بهذه السرعة , مما اوحى اليها انه ارتاح لعدم قبولها الدعوة فتملكها نوع من الحقد تجاهه بدون ان تفهم حقيقة هذا الشعور وسببه , فتدخل جوني من جديد محاولا انقاذ الموقف :
-ايمكنني زيارة السيدة مود غدا ؟ وعدتني بأنها سوف تعلمني لعبة الدومينو !
صرخ به فرايزر معترضا :
- كلا !
- ولأي سبب ؟
- السيدة مود لاتحبني ولا اريد ان تكون مصدر ازعاج لها !
تدخلت ليزا بلهجة اعتراضية :
- جوني لا يزعج احدا يا سيد لامون .
- لن يدخل جوني بعد اليوم منزل السيدة مود !
ادركت ليزا انه يتضايق من تدخلها في شؤونه الخاصة , فاتجهت نحو الباب الخارجي ورافقها حتى المدخل وهو يخاطب ابنه الذي بقى في الداخل :
- جوني انتبه لطبق البيض على النار سأرافق الأنسة سميث حتى المدخل .
اجابت ليزا معلقة بلهجة لامبالية :
- لاتعذب نفسك . صفات الرجل الجنتلمان ليست لك .
- حسنا ! تدبري امرك بنفسك يا انسه ليزا واذا حدث لك مكروه في الظلمة خارجا , فأنت المسؤولة وارجوك الا تعودي ادراجك شاكية .
اغلق الباب خلفها , واحست ليزا بوقع كلامه اللاسع عليها . ففي الواقع الظلمة حالكة وكثيفة في الخارج وتحجب الرؤية وفهمت ماكان يعنيه فحاولت جاهدة هبوط السلم . انزلقت رجلها وارتطم كاحلها بالدرجه فصرخت :
- تبا لكبريائي ! هذا هو الثمن ! في المرة المقبلة يا ليزا سميث لا ترفضي صفاته الحميدة !

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 21-05-08, 11:51 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وحاولت الوقوف الأصابة كانت طفيفة وتذكرت كلام سارة عندما نعتته بالرجل الفظ , الخشن , فهو في الواقع لا يتودد للنساء ولا يعاملهن كأنهن مخلوقات ضعيفات , بل بالعكس يعامل المرأة على قدم المساواة اسلوبه يخلو من الأطراء والمواربه ولا يتردد في استعمال القسوة احيانا . ربما هذه الناحية من شخصيته تشدها اليه فهي تراه من صنف الرجال النادرين الذين يعتمد اسلوبهم الصراحه والمواجهة الواضحة .

ولشدة انغماسها في إعادة صور ما جرى بينه وبينها هذا المساء , نسيت آلأم الذي يوخز كاحلها .
وأخذت ليزا تمشي بعصبية كأنها تسابق الريح فالطقس في الخارج يحمل صقيعا يزيدها حيوية وحماسا . فلم تتوقف أفكارها عن الدوران كقفير نحل , وبدأت تشكك في الأسباب التي عرضها عليها عندما وضحت سبب اهتمامها بجوني ، فعلى ما يبدو يحاول أن يتجنبها ولهذا السبب كان جوابه قاطعا وحازما !
في اليوم التالي لم يمحي الليل ما حملة النهار فمع بزوغ الفجر نهضت ليزا ورأسها ملئ بضجيج الأمس وبدأت يومها بزيارة لساندي في المصنع وأخبرته أنها واجهت سارة البارحة قالت ليزا :
- التقينا صدفة ودعتني الي العشاء مساء الجمعة , وأظهرت رغبتها في التعاون معي فهي تريد أن أرسم لها موديلا من قماش التويد الذي تصنعه أنت هنا ... ما رأيك ياساندي ، اراها فرصة مناسبة لنعرض عليها مشروع العمل سويا من آجل النشره الإعلامية !
فإجاب ساندي بهدؤ مبالغ فيه :
- أتمنى لك النجاح ! والدتي تعد لك قماشا رائعا . هل ترافقينني إلى المنزل؟
اختارت السيدة لويس لليزا اللون البنفسجي والقماش الذي تتخلله بعض الأزهار الناعمة الرقيقة . هذا اللون الذي يحمل ألوان صباح الشتاء له عند ليزا صدى تحن إليه وتشتاقه !
أمضت في رفقة السيدة لويس فترة ما قبل الظهر ولدى مغادرتها للمنزل يرافقها ساندي لاحظت عند ألباب فروتان , جذبها صوفهما الناعم وسألت ساندي بفضول :
- فروتان رائعتان! هل تخصان أحد ؟
- ابنة أختي شيلا طلبت مني سترة فحضرت لها هاتين الفروتين .
اقترحت ليزا بحماس :
- يمكنني أن أصبغهما وأجهز السترة .
- حقا؟ أنت تصممين نماذج للفرو كما للتويد؟
- أجل وبمقدوري أيضا ان اصبغ القطعتين معا وارسم لهما الشكل المطابق .
بدأ ساندي متحمسا للغاية فأسرع قائلا :
- خذي هذه الفروة وأخضعيها لتجاربك وأطلعيني فيما بعد على النتائج!
عادت ليزا الى منزل خالتها ورأسها يضج بالمشاريع الجديدة ، فمنذ وصولها إلى اردمونت ومكوثها طوال هذه الفترة لم تشعر بالغربة أو بالأنزعاج ، بل بالعكس حضورها هنا يريحها كثيرا لدرجة أنها تكاد تعتقد أنها ولدت في هذه الجزيرة وعاشت فيها ، وكأن ساندي احس بشعورها فقال لها يوما أنها قدمت على خطوة سعيدة عندما استقالت من عملها السابق ، فما كانت تريده أن يتحقق على صعيد مهنتها يحصل الآن بصورة طبيعية لا أحد يعاكسها ويقف حاجزا بين حاجتها إلى الإبداع وبين تمسكها باستقلاليتها ، إنها اليوم تتمتع بلذة الإنتاج كما يحلو لها هذه الأجواء المريحة تدخل الفرح الى قلبها خاصة ان ساندي يدفعها للعمل , يزيدها حماسا ولا يعطلها بل يترك الخيار لها في شتى الميادين , وفي جميع المواقف , وغافلها الوقت وهي في طريق العودة فأحست في حاجة للإسراع كي يتسنى لها الجلوس مع خالتها قرب المدفأة والدردشة معها قليلا قبل أن يسبقها النعاس ، ولم يدم شعورها هذا بلذة تبادل أطراف الحديث إذ فاجأتها الخالة مود بوجه شاحب قاتم فسألتها بارتياب :
- ماذا جرى؟
كان قلبها يخفق كصنج يرن لخشيتها أن تكون مود قد تعرضت لنوبة قلبية ثانية فأنقذتها مود من قلقها المفاجئ , وقالت وهي تشير بعصبية إلى النافذة :
- انظري ! انظري ! ماذا يجري في الخارج !
أسرعت ليزا الى الشرفة , لاح لها في الجهة المقابله لمنزل خالتها عمال يفرغون حمولة شاحنة ويبدو أنهم يستعدون لورشة بناء ، فصرخت مود وهي ترفع عصاها عاليا :
- ألم تلتقي بهم وانت في طريقك إلى هنا؟
- لم أنتبه كنت أفكر بأشياء أخرى .
- هاهو فرايزر لامون يستعد للبناء لقد حصل أخيرا على الإجازة ، أضافت مود بعصبية أقوى :
- اتصلت بسكرتيرته لأتأكد من شرعية إجازة البناء هذه فلم أجده في مكتبه .. يبدو إنه اضطر للذهاب بصورة مستعجلة إلى مدرسة ابنه جوني وأنا بانتظار مخابرة منه !
- اهدأي ياخالتي ارجوك ! ربما احتجزه أحد لأمر خطير .
- ماذا؟ أنت تدافعين عنه ؟
- لا أبدا لا تخافين لن يتردد في المجيء فهو لا يخافك .
- نعم لا يخافني ! هذا هو سر قوته , وتفاقم مصيبتي .
ولم تخفي مود تذمرها الشديد من الوضع وتمنت ليزا لو يمضي الوقت بسرعة ويحضر بسرعة لترتاح من شر هذه المواجهة فهي تخشى أن تتعرض خالتها لمكروه لفرط عصبيتها وتوترها .
وبعد مرور ساعة من الوقت قرع الباب بقوة فهرعت ليزا إلى المدخل : السيد فرايزر لامون عند ألباب . وبلحظة ألقت نظرة سريعة عليه ، فبدا لها غريب الأطوار في هندام العمل , دخل بخطى واسعة وهو يحمل بيده مظروفا ، لم يرد على التحية المسائية التي وجهتها اليه ، واتجه توا نحو الصالون والقى التحية بصوت حميم :
- اسعدت مساء ياسيدة مود ، كيف حالك اليوم؟
- كنت في أحسن حال ياسيد لامون إلى ان ألقيت نظرة إلى الخارج من نافذتي ... هل حصلت أخيرا على إجازة البناء ؟
لم يجب السيد لامون على السؤال , بل اكتفى بتسليمها المظروف استعجلت في فتحه ولم تمض ثوان حتى امتقع وجهها , فطوت الرسالة بسرعة وابعدتها عنها بحركة هجومية صارخة في وجهه :
- ما يجري هنا في هذه القرية يحيرني ، فمن جهة يدعي المجلس البلدي بتطبيق قانون الحفاظ على البيئة ومن جهة أخرى يسمحون لك ببناء مشغل على أراضي تخص الأملاك العامة!
- المشغل الذي أنا بصدد بنائه يا سيدة روي ليسا أكثر بشاعة عن مصنع أقمشة التويد الذي يحتل قسما كبيرا من أراضي اردمونت واسمحي لي ان اضيف وأوضح لك أن الأراضي التي أبغي البناء عليها لا تخص المجلس البلدي إنما هي ملك أجدادي ولم يتطلب مني هذا الأمر جهدا خاصا لإثبات حقي الشرعي في الملكية .
- لماذا لم يستغل إذا والدك أو جدك هذه الأرض في السابق ؟
- لأنهما لم يكونا في حاجة إلى ذلك . كان يكفي لجدي في ذلك الوقت بيع سبع بواخر في السنة لتأمين مدخول العائلة بصورة صحيحة , أما والدي كما تعرفين ياسيدة روي فقد أشرف على الإفلاس في أيامه الأخيرة ولا أتمنى لنفسي مصيرا كمصيره .
واضاف فرايزر بلهجة واثقة :
- نحن في اليوم نعيش في عصر تغيرت فيه الحاجات وأساليب العمل جدي ووالدي لم يرغبا في التوسع أما أنا فمضطر لمجاراة العصر وللتمشي مع السوق المحلي ، في أيامنا هذه صناعة اليخوت تشهد منافسة قوية لذلك يجب علي التأقلم مع الوضع الجديد وبناء اليخوت من الخشب آي حسب الشكل التقليدي , لم يعد يكفي لتلبية حاجة السوق يخوت اليوم تختلف كثيرا عن السابق وتتكاثر الطلبات حول اليخوت المزججة المصنوعة من ليف الزجاج ولدي الكثير من التوصيات على تسليمها في مواعيدها ، لذلك ياسيده روي أنا بحاجة ماسة إلى هذا المشغل ! لو تتخلين عن عواطفك الرومانسية وتحكمين عقلك وتنظرين إلى الواقع بوضوح لقبلت عرضي بشراء منزلك ، ولما كنت اليوم تتحسرين على المنظر الجميل الذي سأحرمك منه خاصة وأنني سأبني حاجزا عاليا سيحجب عنك الرؤية كليا !

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 21-05-08, 11:59 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بينما كان فرايزر لامون يسترسل في كلامه , حاولت السيدة روي مقاطعته مرارا لكنه لم يفسح لها مجال فكان في كل مرة يحاول منعها برفع صوته عاليا , أخيرا التفت ناحيتها بأدب وقال بابتسامة :
- جاء الآن دورك , تفضلي!
- كان يتوجه فعليك من باب اللياقة أن تترك الكلام للأكبر منك سنا !
- اعتقد أن العكس هو الصحيح ياسيده روي , من باب اللياقة عدم مقاطعة المتكلم أثناء حديثة .
وأضاف فرايزر لامون بآدب :
- تعلقك بهذا المنزل يا سيدة روي هو تعلق عاطفي فقط فما حاجتك لمنزل رطب يلعب فيه الهواء من جميع جهاته .. وأنت تحتفظين به لشعورك بالفخر وفخرك هذا ليس في محلة!
- أنت الذي يتحدث عن الفخر الذي في غير محلة ياسيد لامون !
فتابع فرايزر غير آبه بتعليقها وبعكسها الحجة عليه :
- لو أقدمت على بيع منزلك في الخريف لكنت اليوم تسكين شقة حديثة ولكانت صحتك في أحسن حال.
- موضوع شراء منزلي ياسيد لامون انتهينا منه , شرحت لك في السابق أنني سأوصي به إلى احدى قريباتي ، الوريثة الوحيدة لعائلة روي ، واحب أن انبهك إلى مشروعك بشراء "فيلا الشروق" فلا تعتقد أنك ستنجح في إقناع صاحبها بذلك ، جورج موريسون يتقيد عادة بنصائحي ... ولن يبعيك أبدا!
- لا يزعجني هذا الأمر على الإطلاق! لست بحاجة إلى الفيلا في الوقت الحاضر !
وأضاف بعصب بارد :
- ارجوا ان اكون قد أقنعتك ياسيدة روي بأن ورشة عملي شرعية وتتمتع بإجازة قانونية؟
- للأسف يا سيد لامون !
وأضافت مود بلؤم :
- اطلب منك أن تمنع ابنك من تكرار زياراته لنا , لا أحب مشاهدته فهو يذكرني بوالده وأنت تذكرني بجدك وهذه الذكريات تؤلمني , ألا يكفيني ما فعلته عائلتكم بحياتي؟
أحست مود بتعب مفاجئ مما شغل بال ليزا عليها , لكن فرايزر لم ينهي حديثه معها فأضاف كأن شيئا لم يكن :
- لم اسمح يوما لجوني بزيارتك ياسيده روي , جرى الأمر خارجا عن إرادتي .. تصبحين على خير اتصلي بي اذا عندك من جديد حول عرضي الدائم بشراء منزلك .
واتجه فرايزر الى المدخل فلحقت به ليزا وخاطبته قائلة :
- أعتذر لما بدر من خالتي أرجو ألا يسئ هذا الأمر إلى جوني ؟
اجاب فرايزر باقتضاب :
- لا ,سوف يعتاده .
- تماما كما اعتدت أنت المراحل المؤسفة من حياتك ... عندما رحلت والدتك من اردمونت الى غلاسكو بعدما باعت أملاكها . أو عندما توفيت زوجتك !
صرخت ليزا بوجهه هذا الاتهام فحل عليه كالصاعقة لكنه لم يحرك ساكنا بل حافظ على جموده مما أدهش ليزا وتعجبت من مقدرته في السيطرة على نفسه ، لكنها قرأت في عينيه مقدار إهانتها له .
فأضافت محمومة :
- لن يمنعني أحد من رؤية جوني , لا انت ولا .. حتى خالتي مود !
اجاب فرايزر بصوت بارد :
- لن ترين جوني بعد اليوم ... في أية حال .. إنه في المستشفى!
قالت بصوت متقطع :
- ماذا جرى له ؟ لماذا في المستشفى؟
- حادث في ملعب المدرسة سببه انفعال عنيف !
اجاب فرايزر ببساطة بالغة كأنه يتحدث مثلا عن حالة الطقس بينما أحست ليزا أن الأرض أنزاحت من تحتها . فأسرعت في إنهاء الحوار قائلة باستسلام :
- متأسفة يا سيد فرايزر لما حصل لجوني ...
ولم تجرؤ على قول المزيد خشية أن يلحظ أنفعالها الشديد , خاصة أن حافظ على رباطة جأشه , لكنها لم تستسلم بسهولة لفكرة عدم ذهابها لزيارة جوني في المستشفى فقررت اغتنام هذه الفرصة والحت عليه قائلة :
- سأزور جوني في المستشفى حتما!
فصرخ فرايزر في وجهها كاسرا وجهه الجليدي الذي حافظ عليه حتى هذه اللحظة :
- لا !
هبط جوابه عليها كالفأس وقالت باستغاثة :
- لماذا فربما يمكنني مساعدته على الشفاء!
- تساعدينه على الشفاء ياآنسة إذا ابتعدت عنه!
أجاب فرايزر بغموض بالغ وعيناه تقدحآن شررا كعادته عندما يضطر لإظهار حقيقة شعوره ، وارتعشت ليزا لهذه النظرات التي طالما ارتعدت لها واهتزت في أعماقها .
وخرج داويا خلفه الباب بقوة وبقيت وحيدة متجمدة في مكانها كلوح من الثلج . وأخذت تلجم أنفاسها وتلملم انفعالها محاولة التأمل في رسم احتل جدار المدخل .. وضاع نظرها في البعيد ... البعيد...

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
انقذني الغرق, flora kidd, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the taming of lisa, عبير القديمة, فلورا كيد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t79303.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-09-17 10:26 PM


الساعة الآن 07:19 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية