لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-05-08, 08:37 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شكرا fatim وهمسة قلب وسواد العين على مشاركتكم ، واتمنى ان الرواية تعجبكم لانها كثثثثثثثثثثيييييير روعة .


 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 21-05-08, 08:57 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثاني
ابتعدي عن ابني



لم يمض اسبوعان على وصول ليزا الى جزيرة اردمونت , حتى بدات تتذوق الراحة والهدوء بفضل هوائها المنعش وسمائها الصافيه التي تعكسها صفحة البحر الهادئ بأبهى وازهى الالوان .

راحت ليز ترقب تغييرات الطقس بلذة فائقة , فالشمس لا تظهر في قرص السماء الا بعد الظهر , تضئ الجبال البعيدة المكسوة بالثلوج بالوان بنفسجية رائعة قبل ان تغيب وراء الأفق ......

كانت ليزا تشعر ان الايام تمر بسرعة نظراً لانشغالها بامور كثيرة لم تكن تتوقعها قبل قدومها الى اردمونت .

يكفي انها كانت تهتم بنزهة كلاب خالتها , فتخرج من اجل ذلك ثلاث مرات في اليوم , مما كان يسمح لها بالتجول في اردمونت وجوارها , هذا عدا اهتمامها بترتيب المنزل وتحضير الطعام .
هذه الامور كانت ليزا تتركها في السابق على عاتق صديقتها ماندي , فخالتها السيدة مود روي تنام حتى الثانية عشرة ظهراً , وعليها الاهتمام بترتيب المنزل وتحضير الطعام .
مكوثها في اردمونت سمح لها باكتشاف فن الطبخ . فكانت تجد لذة في اعداد الطعام , كما كانت تحب التسوق , فتنزل كل يوم الى شوارع اردمونت الضيقة لتبتاع حاجياتها , وعندما يكون الطقس ممطرا تقود سيارتها .
وذات مرة و هي تقصد سوق الخضار , والمطر يتساقط , دخلت احد المحلات ,فسمعت المسؤولة عن المحل تتحدث الى احد زبائنها :
- تفضلي يا سيدة موريسون ! هذه اغراضكِ ، الطقس سئ اليوم للغاية !!
لدى سماعها اسم السيدة موريسون , التفتت ليزا وارادت مشاهدتها عن كثب , لكن السيدة موريسون اكملت حديثها مع المسؤولة عن المحل :
- اجل , الطقس سئ ! وانا مضطرة للعودة سيرا على الاقدام ! تعطلت سيارتي فجاة ووجدت نفسي تحت المطر من دون وسيلة نقل !
ضحكت السيدة موريسون و اكملت :
- من حسن حظي ان ابني كافان هنا !
- متى عاد كافان ؟".
- نهار امس , وسيمكث معنا بضعة ايام !
- انكِ بطبيعة الحال سعيدة بعودته .
- هل عادت ابنتكِ مارجوري ايضاً ؟ .
- لا .. مارجوري ما زالت في عملها . انها مرتاحة حيث تعمل , شكرا لكِ , الى اللقاء .
سمعت ليزا هذا الحوار و هي تبتاع حاجياتها , فخرجت الى سيارتها بسرعة والمطر لم يتوقف لحظة ,
صعب عليها السير , لكنها لاحظت السيدة موريسون واقفة على الرصيف , فاوقفت سيارتها و دعتها للصعود :
- سيدة موريسون , تفضلي .
- شكرا لكِ يا آنسة , انتِ ابنتة اخت السيدة روي , اليس كذلك ؟ رايتكِ تنزهين الكلاب , وقد حدثني زوجي عنكِ . كيف حال السيدة روي ؟
- احوالها الصحية متقلبه , احيانا تعود اليها العافية والعزيمة كما من قبل .... احيانا تكون ضعيفة لكنها سعيدة الآن من دون شك بمجيئك الى اردمونت .
- لا احد يحل محل العائلة والاقرباء عندما تقوى علينا مصاعب الحياة .
- انما و يا للاسف , حالتها هذه اصبحت مزمنة .
اكملت السيدة موريسون حديثها عن العائلة و عن العلاقة التي تربط الاهل ببعضهم البعض , وكانت تلاحظ ان ليزا تتبعها بانتباه , فاخذت تسرد عليها احداثاً ووقائع جرت في عائلة موريسون , تشهد للعون والمساعدة التي قام بها افراد العائلة في الظروف العصيبة . مثلا , حدثتها كيف اعان اخ زوجها ابنتها مارجوري عندما اضطرت الى مغادرة اردمونت , فأمّن لها عملاً في مدينة غلاسكو .
وصلت السيارة امام " فيلا الشروق " منزل السيدة موريسون فوجدت ليزا اللحظة مناسبة لتسال رفيقتها السؤال الذي يشغل بالها :
- سيدة موريسون , سمعت انكم سوف تغادرون اردمونت الى مكان آخر ...... هذا يعني انكم وجدتم من يشتري الفيلا ؟
- اجل , والشاري لا يزاحمه احد ... قدم لنا افضل عرض , لكن زوجي جورج لا يرغب كثيرا في كل هذا , لانه يميل الى السيد لامون منذ وقوع حادث ابنتي مارجوري ...... قاطعت السيدة موريسون نفسها للحظة وجيزة , ثم اكملت :
- احاول اقناع جورج بان موافقة السيد لامون لا تتعلق بعرض شراء الفيلا .. لو ان القرار يعود الىّ شخصياً لما ترددت لحظة واحدة , فالعرض مغرٍ جدا .. ولا نجد اليوم من يشتري بهذه القيمة .
- ما هو السعر الذي ترغبون به ؟.
- فرايزر عرض 15 الف استرلينة , و لن اسمح لزوجي بالقبول بسعر ادنى .... شكراً لمرافقتكِ لي ... بلغي سلامي لخالتك .

15 الف استرلينة ..... رددت ليزا هذا الرقم وهي تعود ادراجها الى منزل خالتها . قالت لنفسها ان لامون يملك ثروة لا باس بها , تسمح له بمشاريع ضخمة .

ادخلت سيارتها المرآب وركضت تحت رذاذ المطر وهي تفكر ما عساه يكون جرى بين ابنة السيدة موريسون و السيد فرايزر لامون , ووعدت نفسها بطرح السؤال على ساندي في اول فرصة ومن اجل ذلك , قررت زيارة مصانع نسج آل تويد .
وقفت ليزا امام آلات الحياكة و النسيج و الغزل مشدوهة لجمال الالوان و لجودة القماش , فقالت لساندي :
- من اين لكم هذه الالوان الرائعه ؟ هذا الصباغ في غاية الذوق .
- انها الوان طبيعية , لا صباغ فيها ! هي مزيج خاص من النبات , فجذور زهرة السوسن تعطينا هذا الاصفر الباهت , بينما زهرة الخلنج تؤمن لنا اللون الاخضر , و حزاز الصخر اللون البرتقالي الناعم ,
- من الذي يهتم بعملية النسيج ؟.
- القرويون , كل واحد في منزله , والدتي مثلا تحيك هي ايضاً في البيت , وبفضلها عدت واطلقت حياكة القماش في اردمونت . كانت وسائلنا بدائية و صرنا نحسن امكاناتنا و نتطور تدريجياً , حتى اصبحت معاملنا اليوم تحتوي على احدث الآلات وتحتوي ثلاثين عاملا يعملون في بيوتهم و عشرات المبتدئين .
- هنيئاً لك يا ساندي , قد حققت نجاحاً بارعاً .
- اجل , انما لا يكفي , تنقصنا الدعاية لدخول الاسواق التجارية الكبرى , ولزيادة المبيعات , صحيح انني املك القدرة التقنية , لكن ينقصني الحس التجاري , اذا رغبتِ في زيارتنا في المنزل سوف ترين الاقمشة التي تحيكها والدتي , وفي الوقت نفسه تختارين قطعة تناسبكِ و ترسمين موديلاً لكِ .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 21-05-08, 09:13 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قبلت ليزا دعوة ساندي ورافقته الى منزله . و يشرف منزل آل لويس على خليج صغير , تزين واجهته نوافذ قديمة عاليه , عند دخول ليزا برفقة ساندي , اطلّت على السيدة لويس والدة ساندي وهي تعمل في الحياكة في البهو الكبير الذي استخدمته كمحترف لها .

فنهضت السيدة لاستقبال ليزا :
- انتِ ليزا , اليس كذلك ؟ ساندي اخبرني عنكِ , قال انكِ مصممة ازياء . لقد وصلتِ في الوقت المناسب ..
مارايكِ لو تلقين نظرة على القماش الذي انهيتُ حياكته منذ لحظة ؟ الا ترين ان الوانه فاقعة ؟

تفحصت ليزا القماش بتمعن . انه من الوانها المفضلة , الاخضر القاتم الممزوج بالاصفر النحاسي , يتداخلان في القماش بشكل منسجم و انيق يدل على رهافة الذوق ...

قالت ليزا :
- انها الوان فاقعة لكنها لو حظيت بيد ماهرة في الخياطة , لبهرت العين واثارت الاعجاب . بسطت ليزا القماش ثم لفته حول خصرها و اضافت :
- انه يليق بثوبٍ شتائي .

سارع ساندي بالاجابة , مؤكداً بحماس :
- انتِ على حق , هذه الالوان تناسب لون عينيكِ وبريق شعركِ , فتزيدكِ لمعاناً وكانها الشمس مشرقة عليكِ .

لدى سماعها رأي سادني ازدادت السيدة لويس حيرة و شاءت ان تضيف شيئاً , فتلعثمت , لكنها تمالكت نفسها واطرقت قائلة بشئ من الثقة بالنفس :
- لو تقبل الآنسة ليزا و تصمم لهذا القماش موديلا ننشره في مجلات الموضة ! نحن بامس الحاجة الى الدعاية .

كلام السيدة لويس أثر في ليزا عميقاً , فابتسمت وهي تضع القماش على الطاولة :
- بالطبع يمكنني ان ارسم موديلاً , لكن لو تأمنت لنا عارضة ازياء . .......

فتمتم ساندي :
- سارة ...

سألت ليزا :
- من هي سارة ؟.
- سارة شيزهولم , لم يمضِ وقت طويل على طلاقها من زوجها اللورد كاتهام .

عرفت ليزا فوراً ان سارة من العارضات الشهيرات اللواتي برع اسمهن في دور الالبسة النسائية , فسالت ساندي مجدداً :
- هل تعرفها يا ساندي ؟.
اسرعت السيدة لويس و اجابت :
- تسكن سارة مع اهلها هنا في اردمونت , في منطقة تدعى كردون هول . طلب والدها من السيد فرايزر لامون المباشرة باصلاح يخته اللذي تعطل في العام الفائت .
وأضاف ساندي بشئ من الكآبة :
- لهذا السبب كانت سارة برفقة السيد لامون على المركب الذي نقلكِ الى اردمونت .
فتعجبيت السيدة لويس من هذه الملاحظة وقالت :
- الم تكن سارة تعرف السيد لامون سابقاً ؟.
فأجابها ساندي وقد نفذ صبره :
- هل نسيتِ ان سارة غابت عن اردمونت مدة ثماني سنوات وعادت بعد طلاقها .
- فعلاً ...... مضى على غيابها ثماني سنوات ...... الوقت يمضي بسرعة .... ما رايكم لو نشرب الشاي ؟
سيفرح زوجي جورج لو بقيت ليزا معنا . وهكذا , يمكنكِ طمأنته شخصياً عن خالتك !.

بعد مرور ساعة عند آل لويس , رافق ساندي ليزا حتى سيارتها , والطقس ممطر . فاستفادت ليزا من هذه الفرصة القصيرة لتستوضح منه بعض الامور التي دفعتها لزيارته اليوم :
- ساندي , يمكنك الجلوس معي في السيارة لبضع دقائق . اود محادثتك لبرهة .
صعد ساندي الى السيارة وجلس بالقرب من ليزا :
- تثيرين فضولي يا ليزا ! ماذا تريدين ان تعرفي بعد ؟ .
- لماذا غادرت مارجوري ابنة السيد موريسون اردمونت ؟ ولماذا يكره والدها فرايزر لامون الى هذا الحد ؟.
اجاب ساندي بجدية :
- اهنئكِ يا ليزا لفطنتكِ ! عوضاً عن استقصائكِ الاخبار من احدى النسوة عن اردمونت , فضلتِ طرح الاسئلة علىّ ومباشرة . في الواقع تدور حول هذا الموضوع الكثير من الاقاويل , وما اكثر الثرثارين عندما تقع حادثة في القرية ,فتكثر على الفور التكهنات و الافتراضات , فمارجوري لم تترك مناسبة الا واستغلتها ضد فرايزر .فكل ما في الامر انه لدى عودة فرايزر من تازمانيا كان ابنه جوني لا يزال طفلاً وكان من الطبيعي ان يسعى لتدبير مربية تهتم بطفله نظراً لانشغاله خارج المنزل طول النهار .فشاءت الظروف ان تستلم مارجوري هذه الوظيفة لانها كانت قد تركت المدرسة و لم تجد عملا بعد , فطلبت السيدة موريسون من فرايزر ان يقبل بها كمريبة عنده .
فسالته ليزا :
- وهل وافق ؟
- اجل , لكنه ما لبث ان طردها بعد مرور ثلاثة اشهر على وظيفتها , وأوكل مهمة الاعتناء بابنه الى امرأة عجوز .
- لماذا ؟.
- لا احد يعرف بالضبط ما هي الاسباب التي دفعته الى طردها ,فرايزر لا يبوح باسراره الى احد .
- وماذا فعلت مارجوري في هذه الاثناء ؟.
- لدى سماع والدها بنبأ طرد ابنته , اتجه على الفور الى منزل فرايزر ليستوضح الامر , لكنه عاد خائر القوى , تعباً , كأن فرايزر لم يرحمه , بل ندد بتصرفا ابنته الشاذه . وبعد مرور هذه الحادثة , نشرت مارجوري الخبر في اردمونت زاعمة ان فرايزر حاول التحرش بها فصدته و لهذا السبب اقدم على طرها من وظيفتها .
- وبالطبع لم تصدق انت اكاذيب مارجوري ؟
- طبعا لم اصدقها , لو كنتِ تعرفين مارجوري و السيد فرايزر لامون لكان رأيكِ مطابقاً لرأي تماماً .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 21-05-08, 09:34 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تصادف ليزا حتى الآن السيد فرايزر لامون و الد جوني الذي حدثها على المركب . ما تعرفه عنه ليس سوى آراء متضاربة , تختلف باختلاف الاشخاص .
فرأي خالتها السيدة مود روي يناقض رأي ساندي لويس , وهذا الامر زادها فضولاً ورغبة في التعرف اليه . فأخذت تتخيله , هل هو قاسي الملامح ؟ قوي البنيه ؟ متسلط ؟ لايأبه بآراء الآخرين به ؟ يشق طريقه بدون ان يكترث بأحد ؟

وذات يوم بعد مرور عيد الميلاد وراس السنة , بينما كانت تنزه كلاب خالتها مود , لفت انتباهها عراك محتوم بين صبيين يتصارعان على ا لشاطئ . وأخذ الكلبان يعويان على الفور ويحاولان الافلات من رسنيهما .

فاقتربت ليزا مع كلبيها وهما في حالة هياج شديد نحو الشاطئ ,فبان لها عن قرب ثلاثة صبية يتعاركون , اثنان منهما يزاحمان الثالث الاصغر سناُ فيما بينهم وهو يتخبط أرضاً محاولاً عبثاً الافلات منهما , وهما ينحيان عليه ويسددان له الضربة تلو الأخرى .

فهرعت ليزا نحوهم , فما كان من الصبيين الأكبر سناً الا ان لاذا بالفرار , فاقتربت من الثالث الذي كان ما زال ارضاً ولا يقوى على الحراك , وكم كانت دهشتها كبيرة لدى تعرفها الى جوني لامون ، فساعدته على ا لوقوف واخذت تمسح من مجهه الرمال التي امتزجت بالعرق المتصبب من جبينه , وبانت لها البقع الزرقاء و الخدش حول عنقه وعلى خديه ,فآلمتها حالته و قالت له وهي تحاول ان تتمالك نفسها من الغيظ :
- من هما هذا الصبيان اللذان اشبعانِكَ ضرباً ؟.
أجابها جوني بعناء :
-دوغلاس بيتغر وجيمي فوكس .
- ولماذا اعتديا عليك ؟.
- انا الذي اعتديت عليهما , كانا يقولان كلاماً بذيئاً عن ابي .
- لكنهما يكبرانِك سناً ولا يمكنك التغلب عليهما .
- اعرف ذلك , ولكن هذا لم يمنعني من تلقينهما درساً قاسياً لئلا يذيعا بعد اليوم كلاماً كاذباً يضر بأبي .

و بدأ جوني فجأةً بالبكاء وهو يحاول اخفاء وجهه بيديه الوسختين من جراء العراك .
شعرت ليزا بألم كبير يحتلها ولم تستطع إلا تهدئة خاطره و التخفيف عنه , فمسحت له دموعه بمنديلها ورافقته حتى منزله .

فقال لها جوني وهما يتجهان ناحية المزل :
-بالتأكيد وكالعادة والدي غائب عن البيت . وأشار باصبعه الى الفيلا الفخمة بجوار مصنع السفن , واضاف جوني بحرارة :
- اسمي جوني و انتِ يا آنسة ما اسمكِ ؟.
- اسمي ليزا .
- اعتقد ان ابي في مكتبه او في احدى العنابر حول المنزل .... سيغضب كثيراً عندما يرى انني تعاركت .
هل يزعجك لو امسكت بيدك ؟
فضغطت ليزا على يد جوني بلطف وقالت :
- لا تزعجني ابداً ! وفكرت باللهجة القاسية التي ستواجه بها لسيد فرايزر لامون ,فهي ستلومه على الطريقة التي يعامل بها ابنه . وبينما كانت تتجه بمعية جوني نحو الفيلا , لاحظت في الحوض سفناً في عنبر خاص يحميها من المطر في فصل الشتاء . ووصلا اخيرا امام بناء خشبي حديث , ففتح جوني الباب و دخلا .

على الجدران امتدت خرائط كثيرة ومختلفة لهياكل سفن , اخذت ليزا تمعن النظر فيها , حتى اطلت عليهما امرأة في الاربعين من عمرها تعمل وراء مكتبها على الآلة الكاتبة . ولدى سماعها خطوات في الداخل , رفعت رأسها نحو الصوت ودهشت وهي تنظر الى جوني :
- عراك جديد اليس كذلك ؟.
اسرعت ليزا واجابت بلهجة متعالية :
- تعارك مع احد صبيان الحي و رافقته الى هنا , هل يمكنني مقابلة السيد لامون ؟
تغيرت لهجة السكرتيرة وقالت بقسوة :
- السيد لامون مرتبط بموعد عمل هام , لا يمكنني التدخل فوراً . اتركي جوني هنا , سوف اتولى امره شخصياً !
- ما سأقوله للسيد لامون مهم بقدر اهمية الاجتماع الذي يربطه بأحدهم الآن !.

فجأة علا صوت خلفها وهي تواجه السكرتيرة ,صوت ملؤه جاذبية مصحوباً بابتسامة خفيفة :
- جانين ! ارجوك استقبلي الآنسة سميث في مكتب آخر , سأوافيها بعد دقائق ! .

واستدارت ليزا لترى مصدر الصوت و صاحبه , فلم تفلح اذ اختفى بسرعة وراء الباب الذي أطلّ منه ,
ورات من نافذة الغرفة التي تقف فيها رجلاً يبتعد و يتجه الى سيارة فخمة و يتحدث الى سائقها مودعاً .

فسارع جوني و قال لها هامساً :
- من المستحسن ان تلبي مشيئة ابي .
واضافت السكرتيرة جانين بتعجرف وهي تتصنع الابستامة :
- تفضلي آنسة سميث المكتب الآخر في هذا الاتجاه .

دخلت ليزا الى المكتب وهي تفكر بالخطوة الجنونية التي اقدمت عليها . لماذا رافقت جوني الى منزله و الحّت على البقاء لمواجهة و الده السيد لامون ؟ . لم تقدم يوماً على عمل كهذا , وها هي الآن أمام وضع حرج . فمن الظاهر ان السيد لامون عرفها وخاطبها باسمها اي بدون ان يرى وجهها . دخوله الى القاعة بهذه الطريقة احرجها خاصة انه لم يوجه الكلام اليها مباشرة . و لفرط تفكيرها بما جرى في هذه اللحظات كادت تنسى جوني , الذي افلت منها و بدأ يلهو بنماذج السفن الصغيرة , كانه نسي ما جرى له ..

وفجأة فتح الباب وخيّل اليها للحظات انها فقدت صوتها و بدات تشعر بالدهشة و بالتعجب يتغلغل فيها ليحلّ محل غيظها و عدائيتها . ها هو فرايزر لامون واقف امامها الآن وجهاً لوجه . كل ما بنته عنه في مخيلتها يعاكس تماماً شخصه . فهو ليس بهذا الرجل المتسلط المتغطرس , ملامح وجهه تدل على الطرافة يخفيها و راء مظهر قاسٍ . وهو لا يزال في لباس العمل و هندامه هذا يظهر قوة وصلابة جسمه .
قامته متوسطة , لكنه يفوقها كثيراً في الطول وعمره لا يزيد عن الثلاثين عاماً .

إتكأ على مقبض الباب و سألها بصوت فرح وهو ينظر اليها بعينيه الزرقاوين :
- آنسة سميث هل استطيع ان اخدمكِ بشئ ؟.
وقبل ان تجاوبه ليزا , لمح جوني واسرع اليه وحمله بين ذراعيه ليتفحص رأسه .
- اراك قمت بعملٍ جيد ! ماذا حدث لك ؟.
- ضربني دوك , تعاركت معه !.
وحاول جوني الامتناع عن البكاء فتدخلت ليزا فوراً لتنقذ الموقف :
-تقاتل جوني وحده ضد اثنين يكبرانه سناً وكان يحاول احدهما ان يرطم رأسه بشدة على الصخر ...
لكنهما لاذا بالفرار فور وصولي .
امتقع وجه فرايزر و نظر الها باكتئاب :
-آنسة ليزا , لماذا تدخلتً في عراك جوني ؟.
وعادت اليها موجة الغضب , ما عليها الآن الا ان تجيب برباطة جأش , فقالت ببروده :
- كان علىّ ان اتدخل لئلا يتعرض جوني للأذى !.
لم يعلق فرايزر على كلامها بل وجه سؤالا آخر الى جوني :
- من الذي افتعل العراك ؟.
اجابه جوني مرتجفاً :
- انا الذي بدات , كانا يقولان كلاما بذيئا عنك فلكمت احدهما .
انفرجت ا سارير فرايزر و قال بهدوء :
- في دفاعك عني انت تقف موقفا شجاعا , لكن اسمع نصيحتي ولا تعرض نفسك بعد اليوم الى اي قتال ان لم تكن انت الأقوى ..... اللذين تعاركت معهما اليوم يفوقانك قوة وكان بامكانهما الحاق الاذى بك .
لا تعيد الكرّة ّ، هيا اذهب الآن الى المنزل و اطلب من السيدة دوبي ان تعد لك حماماً .. انت بامس الحاجة اليه ... هيا ..... هيا !

انفجر جوني باكياً واحتلّ ليزا شعور بالنفور ، وغاب عنها وجهه الوسيم اللطيف و بدا لها سمجاً ,,,

فقال جوني باكياً :
- لا اريد ان اعود الى البيت .... اريد البقاء مع ليزا فهي الطف من السيدة دوبي .
فصاح به فرايزر مؤنباً :
- هذا غير صحيح ! مدام دوبي لطيفة هي ايضاً !.
- اكرهها ! اكرهاا ! عندما تكون غائباً عن المنزل لا تكف عن توبيخي .
صاح به فرايزر من جديد بصرامة :
- هيا عد الى المنزل الآن ! لا اصدق ما تقوله ! هيا... اذ هب !

تردد جوني قليلا في الخروج و استدار الى ليزا وهو يتجه نحو الباب بينما هي لم تفارقه للحظة بنظراتها الحنونة ,وكان هو ايضاً يبادلها النظرات نفسها , كانه يدعوها للقاء آخر . هذه المواجهة مع والده احرجت موقفه , فهي لا تستطيع الدفاع عنه و مخالفة اوامر فرايزر الذي يبدو قاسياً اكتفت في الوقت الحاضر بابتسامة عريضة و قالت له :
- هيا جوني اذهب الآن , سنلتقي قريباً , اليوم بعد الظهر ان شئت , ساخرج لنزهة مع الكلاب .
ابتسم جوني فرحاً وتوقف عن البكاء :
- هل يمكنني مرافقتكِ ؟
- بكل سرور , متى تشاء !
فصاح فرايزر مقاطعاً :
- جوني , عد الى المنزل .
خرج جوني راكضاً وهو يحاول الالتفات ناحية ليزا مرة اخيرة ,,,
بغتةً وجه اليها فرايزر الكلام :
- شكراً لتدخلك آنسة ليزا , لكن ارى انه من واجبي ان القن جوني درساً , اريده ان يتكل على نفسه , كما اريده ان يعرف ايضاً متى يرفض العراك .
ادركت ليزا انه فخور بما حدث , فيكفيها ان تنظر الى عينيه لترى مدى شعوره بالاعتزاز , هذا الامر زادها اقتناعا بالنفور الذي يسود علاقة السيد لامون بخالتها السيدة مود روي . لكنها لم تفهم لماذا على صبي صغير تحمّل نتائج هذا الشعور بالفخر . فوجهت اليه الكلام بشئ من اللوم الرصين :
- افهم كلامك سيد لامون , انه علىّ في المرة المقبلة ان اكمل طريقي ولا اتدخل لافسح مجالا لجوني للدفاع عن اسمك و شهرتك . لكن اسمح لي ان اضيف انك نسيت امراً مهما :
- ابنك جوني ما كان يرعض نفسه للأذى لو شعر ان هنالك من يعتني به ..... اما اذا كان باعتقادك انه بوسعه العراك بمفرده وينجح فانت مخطئ .... فجوني لا يشبهك .لم تتمالك ليزا نفسها لشدة شعورها بالغضب و الاشمئزاز ، ولم تدرك ما قالته الا عندما رات رد فعل فرايزر الذي كتف يديه بغضب مشحون
و اتكأ على الجدار و قال بصوت بعيد :
- انت تعرفينني اذن لهذه الدرجة و هذه اول مرة نتقابل فيها ؟
شعرت ليزا بالخجل , وحاولت عدم اظهار ذلك الواقع انها بنت صورة لشخصيته انطلاقا من الشائعات التي تحاك حوله , لكنها لم تقبل الاعتراف بذلك فصمدت وواجهته قائلة :
- أجل ! هذه اول مرة نتقابل فيها ومع ذلك ناديتني باسمي سيد لامون فور دخولك الى المكتب .
اجابها ضاحكاً :
- رأيت كلبكِ في الخارج ... هل نسيتِ انكِ تركتِ كلبيكِ خارجاً ؟ في القرى الصغيرة عادة , تتسرب الاخبار بسرعه البرق ..... سمعت عنك يا آنسة ليزا كما سمعتِ عني .... لكن من الظاهر انكِ متأثرة بآراء خالتك السيدة مود ؟ .
- كثيرون غير خالتي يوجهون اليك النقد .
قطب فرايزر جبينه و قال فجأة حاولاً ان ينتقل الى موضوع آخر :
- كم ستطول اقامتكِ في اردمونت ؟
- ريثما تتحسن حالة خالتي الصحية .
- لا تتفائلي بالخير بشأن خالتك , فهي تشرف على الموت .
- وما ادراك بصحة خالتي ؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 21-05-08, 09:48 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سالته ليز بصوت متقطع وهي تحدق في عينيه , ففاجأتها صراحته اذ أجاب بصوت طبيعي :
- الم يصارحك احد بعد بالحقيقة ؟ الكل في اردومنت يعلم ما اصارحكِ به و على ما يبدو انكِ لم تقابلي الدكتور كلارك .
- لا لم اره بعد , من الضروري ان يمر بنا غداً .
- اذن اقبلي مني هذه النصيحة وطالبي الدكتور بالحقيقة , من الافضل ان تعلمي حقيقة الامر حتى لو صدمكِ الواقع ,فالحقيقة تؤلم احياناً و لهذا يمتنع الناس عنها .
واضاف ببرود :
-ما هو سبب قدومكِ في هذا الوقت و لم يحن بعد موعد الاجازة ؟

الا يكفيه ما قاله حتى الان , وهو لا يعطي اية قيمة لشعورها بخطورة ما عرفته عن حالة خالتها الصحية .
كل ما يهمه هو متابعة الحديث من اجل الحصول على مزيد من المعلومات , كتمت مرة ثانية شعورها بالغضب و اجابته بلهجة عادية :
-كما سبق و قلت لك يا سيد لامون , اتيت الى اردمونت تلبية لدعوة خالتي , سمحت لي الظروف بالمجئ لانني وجدت نفسي غير مرتبطة بعمل , واذكرك ان خالتي ارسلت بطلبي لانني الوحيدة الباقيه لها .
- كيف ذلك وانتِ تحملين اسم ليزا سميث و ليس اسم ليزا روي ؟
- اسمي لزا روي - سميث , فالسيدة مود روي هي خالتي , اي ان والدتي تنتمي لعائلة روي و لقد عاشت سابقا في المنزل نفسه الذي تقطنه خالتي اليوم .
- آه , تذكرت ! والدتكِ كانت ذات شعر احمر مثلكِ تماماً , فأنتِ تشبهينها !
- شعري ليس احمر !
- انتِ تميلين الى الون البصلي ... الا تعرفين ان روي بالاسكتلندية تعني " الاصهب " . .... أي احمر الشعر ,, لماذا لم ترافقكِ والدتكِ ؟.
- مضى على وفاتها وقت طويل .
- فهمت ! .
واضاف ببرود :
- اذن انتِ الوريثة الوحيدة بعد وفاة خالتكِ ؟ ولهذا السبب اتيتِ الى اردمونت .
انفجرت ليزا وقالت بغضب :
- لم اكن اعلم قبل المجئ الى منزلك سيد لامون ان حالة خالتي الصحية تدعو للقلق ... ولستُ ادري لماذا علىّ ان اجيب على اسالتك الوقحة .... لكن اريدك ان تعلم ان سبب قدومي الى اردمونت هو فقط للوقوف الى جانب خالتي .
فقاطعها لامون ساخراً :
- هذا موقف شريف ونبيل !.
- انت لا تفكر في الاخرين الا تفكيرا سيئاً .
- نادرا ما يحصل لي العكس .. علمتني الحياة ان العاطفة مضيعة للوقت .
- اذن الانانية هي سيدة افكارك وتسير كل اعمالك ؟.
- اذا شئتِ ذلك فليكن .
تخيل لليزا انها رات في عينيه نظرة هازئة لكنها سرعان ما ادركت انها اخطأت .. فاضافت :
-افهم من كلامك انك مستعد لاي شئ من اجل الحصول على ما تريده ؟.
فتأملها لامون جيداً قبل ان يجيبها , و تمتم قائلا بدون ان يغيب نظره عنها :
- نعم مستعد لاي شئ !
ولاول مرة شعرت ليزا بحرج شديد كانها وقعت في فخ فأرادت الافلات منه والهروب الى الهواء الطلق :
- لا اتعجب الآن بعد مواجهتك يا سيد لامون من سوء علاقتك بخالتي مود ــ واتجهت نحو الباب وهي ترتدي قفازيها وشالها وقبل ان تخرج اعلنت بوضوح :
-سيد لامون اعتقد انه لم يبق لدينا ما نقوله , اسعدت مساء .
- انا لدي ما اقوله لكِ يا آنسة سميث قبل انصرافك ..... اتمنى لو تعدلي عن اقتراحك في اصطحاب جوني للنزهة , لا تنسي اننا في قرية صغيرة و الاقاويل هنا تنمو بسرعة , وانا في الواقع بغني عنها ..
فتأملته ليزا عن قرب وبان لها جرح ظاهر في صغيه فقالت له بهدوء بالغ :
- لا افهم ماذا تقصد يا سيد لامون ؟
- بخروجك مع جوني للنزهة ستفتحين مجالا للاقاويل الغادرة بالتكهن ان علاقتك مع جوني ليست سوى حافز تبغين من خلاله التوصل الى وضع آخر .....
قسالت بخجل :
- افهم من ذلك ان اهل القرية سيتهمونني بأنني اقيم علاقة سرية مع والد جوني ؟
- اجل ... وخاصة انكِ ما زلتِ في سن الشباب ..... لو كنتِ في العقد الرابع او الخامس لما تغير شئ .....
واضاف بضحكة شيطانية :
- وانكِ على قدر لا باس به من الجمال بالرغم من لون شعركِ الاحمر !
كانت كلمات لامون كافيه لاشعال غضبها من جديد . وعادت اليها تفاصيل الجلسة الاخيرة مع ساندي حين كلمها عن علاقة مارجوري موريسون بلامون . فادركت على الفور انه يلمح لهذه الرواية , باحثاً ربما عن وجه الشبه بينها و بين تلك الفتاة الطائشة التي وقعت في حب سيدها , فاتقدت نيران الغيظ في عينيها وقالت بقساوة :
- انت بهذه الطريقة تحرم ابنك جوني من الصداقة .....
- انتِ هنا آنسة سميث منذ اسابيع فقط و لم يسمح لكِ الوقت بعد لاكتشاف حقيقة الامور في اردمونت ,
لذا اكرر عليكِ طلبي .... ابتعدي عن ابني جوني .... لا اريد ان يلومني احد في المستقبل لانني كنت السبب في تشويه سمعتكِ .

ورن جرس الهاتف في هذه اللحظة فرافقها حتى الباب وعاد ادراجه الى المكتب وسمعته يقول وهو يتحدث على الهاتف :
- سارةّ ، هذا انت ؟
- صباح الخير !
- كنت انتظر مخابرتكِ ... سأكون في لندن في فترة راس السنة , بلغي والدك هذا الخبر .... يمكننا ان نلتقي .....

وفي هذه الاثناء دوى باب المكتب خلف ليزا الذي يبدو ان لامون رفسه برجله من الداخل ولم تعد تسمع شيئاً .... وابتعدت والاحمرار يغلف خديها و تسألت :
- هل يا ترى سمعت السكرتيرة التي تعمل في المتكب المجاور حوارها معه ؟ فور عودتها علمت ان السيدة مود تعرضت لنوبة قلبية خفيفة . فاسرعت بطلب الطبيب بعد ان ساعدت خالتها على ملازمة الفراش .

وكم كانت دهشتها كبيرة عندما صارحها الطبيب بحالة مود الخطيرة مؤكداً بذلك ما قاله فرايزر لامون ....
فلم يبق للسيدة العجوز سوى ايام معدودة وهي تشرف حقا على الموت .....ولقد اخفت ذلك عنها , فمود تعلم بوضعها الصحي المتدهور ... كم هي كبيرة هذه السيدة وصلبة !! انها تضعف تدريجيا وعليها ملازمة فراشها بصورة متواصلة و لو تحسنت . واضاف الطبيب قبل ان يغادرها :
- ساضع ممرضة في خدمتها .

وفي اليوم التالي وصلت الممرضة التي وعد بها الطبيب , امراة شابة ظريفة سمينة بعض الشئ , هادئة و بشوشة بالرغم من تراكم ساعات عملها في هذه المنطقة النائية .فشعرت ليزا بالعزاء لوجودها الى جانب خالتها في هذه المرحلة الحساسة ، ووعدت نفسها بالمكوث في اردمونت طالما ان السيدة العجوز بحاجه الى خدماتها .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
انقذني الغرق, flora kidd, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the taming of lisa, عبير القديمة, فلورا كيد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t79303.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-09-17 10:26 PM


الساعة الآن 09:58 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية