كاتب الموضوع :
lebanon spirit
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
تنهدت آن بعمق ويأس .
"كان يجب أن تحاولي . . . " اجابتها بحزن "كيف
تشعرين " .
ضحكت بريانا بمرارة . كانت على وشك الإصابة بنوبة عصبية 0
" انا, بخير "
كان العذاب الذي تعيشه منذ مساء الأمس يكاد يخنقها 0
فانهمرت دموعها على خديها، واجهشت بالبكاء بصمت
وهي تمسح وجهها 0
"لا تكذبي ، اشعر من صوتك بانك بحالة سيئة .
اتريدين أن أت لأكون معك ؟" .
"لا» لا ضرورة لذلك . . . " .
"هل انت متأكدة ؟ تبدين بحاجة للرفقة و. . . سكتت
آن قليلا ثم أضأفت "إذا انت تحبينه ؟" .
لم تجبها بريانا، واجهشت بالبكاء من جديد، هذا ما
أكد ظنون آن .
"انت مجنونة بحبه . . . " أضافت آن وهي تتنهد بحزن 0
وضعت بريانا يدها على قلبها لكي تسيطر على دقاته
الغير منتظمة .
"نعم . . . " اجابت بريانا أخيرآ
"أوه يا إلهي! كم انا غبية !. كان يجب أن احفظ
لساني وألا اكلمك عنه كما فعلت . . . " .
"لا تلومي نفسك » آن . لقد كنت محقة عندما اطلعتني
على حقيقة الموقف " .
"سيخرج من هذه المسألة سليمآ معافى لا تقلقي .
الوضع ليس مأساويآ كما نعتقده . رايدر رجل بالغ ،
ومتعقل . لن يقوم بمخاطرة غير ضرورية . ثقي به ! »
"ولكن . . . انت قلت بأنه لم يكن ابد!. حذرآ! ! "
"حسنآ . . . هذه المرة سيكون كذلك !. منذ معرفته بك
بدى يتغير قليلا . . " .
«حقآ؟" سألتها بريانا متلعثمة ، وقد بدأ بريق الأمل
يضيء ظلمات أفكارها التي تعذبها منذ مساء الأمس .
"نعم . . . يبدو لي أنك نجحت في خرق جدار وحدة
صديقنا التي كان يحبس نفسه فيها . قد تتمكنين بواسطة
الحب والصبر من إجبار رايدر على الخرو ج من عزلته
نهائيآ." .
"فليسمعك الله "
عندما اقفلت السماعة ، شعرت بريانا ببعض الأطمئنان
ولكن وللاسف ، وخلال ساعات النهار، عاد القلق واليأس
يسيطر من جديد على روحها 0
كان اليومان التاليان الأيام الأكثر سوادأ في حياة الفتاة .
لم تكن قادرة على إبعاد الصحفي عن أفكارها» وكانت قد
فقدت شهيتها للطعام وهجرها النوم وغرقت في
العدم 00
كانت اللحظات الوحيدة خلال النهار التي تشعر فيها
ببعض الراحة هي تلك اللحظات التي كانت تقرأ فيها
صحيفة الشمس . كانت كل يوم تسرع إلى اقرب مكان لبيع
الصحف . وتشتري الصحيفة التي تنشر مقالات رايدر
اليومية بالتأكيد، هي لا تجهل بأنه كان قد كتب هذه المقالات قبل مغادرته سان انطونيو. كانت وهي تقرأ تلك السطور تشعر بأنه موجود قربها وكأنها تسمع صوته العذب . . .
وكانت قد قصت صورة رايدر التي كانت بجانب أحد
مقالاته ووضعتها قرب سريرها. وكانت تتفاجأ كل ليلة من
تلك الليالي التي لم تذق فيها طعم النوم ، بأن أصابعها
تداعب هذه الصورة . هذا شيء سخيف ، نعم ولكنها
كانت تجد في هذه الحركة البسيطة شيئا من الراحة
في اليوم الرابع ، بعد أن قضت وقتا طويلأ تروح وتجيء
في الصالون بتوتر شديد، جلست على تلك الكنبة التي
كان رايدر يجلس عليها في ذلك المساء قبل سفره كانت
متعبة جدآ وقد أفناها القلق ، وغفت على تلك الكنبة دون
أن تشعر. . .
عندما استيقظت وجدت أن الغرفة مظلمة ، فدق قلبها
بسرعة واحست بالعرق البارد يتصبب من جبينها فتلفتت
حولها كالتائهة . كانت متأكدة أنها سمعت صوتآ وكأنه
طلقة نارية . . . واخيرآ ادركت أنها كانت ضحية لكابوس
مرعب . . . رايدر كان في خطر! .
شدت قبضتي يدها على الكنبة ، وحاولت أن تتنفس
بهدوء وأن تبعد الأفكار القاتمة التي تربك فكرها. كانت
تحلم ، وقد ايقظها هدير شاحنة تمر من أمام المنزل .
وللاسف لم تتمكن من القلق والشعور بأن مكروهآ أصاب
رايدر. . .
في اليوم الخامس ، قررت بريانا الخروج . إذا ظلت
تحبس نفسها مدة أطول في هذا المنزل ، فأنها ستصاب
بالجنون حتما. اتصلت بآن وثرثرت معها قليلا فدعتها آن
لتناول الغداء معها.
للاسف ، لم تكن وجبة الغداء مرحة كالعادة فربيكا
الصغيرة كانت متأثرة .بقلق الكبار، ولم تتوقف عن البكاء
طوال الوقت . وقضت آن وبريانا طوال فترة بعد الظهر
بمحاولة تهدئتها.
وأخيرآ نامت الطفلة الصغيرة واصبح بإمكان الصديقتين
أن تتناولا طعامهما ولكن بدون أية شهية . كانت بريانا تنتظر عودة بول على أحر من الجمر. قد يكون لديه أخبار جديدة عن رايدر ! وعندما عاد، كانت ملامح وجهه ونظراته تدل على قلقه وهذا طبعأ يدل على أنه لم يحصل على
معلومات جديدة عن صديقه وهكذا عادت بريانا إلى منزلها وقد ازدادت حالتها النفسية سوءأ عن الصباح . نزلت من سيارتها ورفعت رأسها عاليا وحاولت أن تتغلب على مزاجها السيء .
ابتسمت فجأة ، وفكرت بالجهود الكبيرة التي بذلتها هي
وآل دانيالز للظهور بمظهر الهادىء المتفائل . وكان كل
منهم يخفي قلقه عن الآخر صعدت بريانا درجات السلم وفتحت الباب . وما أن دخلت حتى توجهت إلى المطبخ لتعد كوبأ من القهوة .
كانت قد شربت الكثير من القهوة في الأيام الأخيرة .
وفنجان آخر لن يمثل فرقا كبيرآ . . .
مرت أمام الصالون ، وفجأة لفت انتباهها شيء . " ورده قايين"
فحبست أنفاسها وتقدمت بحذر. . . أنه رايدر!
كان ممدا على الكنبة ويتأملها بشرود كأنه استيقظ من
النوم لتوه ، للحظات طويلة تأملا بعضهما بصمت . لشدة
دهشتها ظلت بريانا مسمرة مكانها ، لا بد أنها تحلم . لا
يمكن أن يكون الذي يشغل أفكارها أمامها الآن . . . كان
رايدر من تحرك أولآ . فصرخت بريانا وقد شحب لونها
عندما لاحظت ذراعه الأيسر مربوطآ
"رايدرأ" سألته متلعثمة وكأنها لا تصدق ما تراه .
"هذا انا حقا اجابها مبتسمآ
"يا إلهي ، انت مصاب ! » .
"هذا شيء بسيط 0
ولكن بلى! هذا مهم جدآ على العكس ! ارادت ان
تركض نحوه وتعانقه . لكنه كان يبدو غير قادر على
العناق . . .
"منذ متى وانت هنا؟ .
"منذ اكثر من ساعتين . . . ".
وهي التي كانت في الخارج ! لماذا اختارت هذا اليوم
لتخرج ، بينما قضت أياما تحبس نفسها في المنزل ؟
"وكيف دخلت ؟
"لدي مفتاح . . .»"
والتقت نظراتهما بعمق ، ولم تعرف الفتاة ماذا تقول .
"الن تسأليني كيف كانت رحلتي؟".
فهزت رأسها بممث ، وكانت لا تزال تحت تأثير
المفاجأة
"حسنا ! انا راض جد عن النتائج " قال مبتسما
"انا سعيدة من اجلك " اجابته متلعثمة .
ولم تكن قادرة على رفع نظرها عنه . وتساءلت هل
جرحه حقيقي "
"هل استشرت طبيبآ? سألته بقلق .
"نعم ، استشرت اختصاصيآ" اجابها وقد اتسعت
ابتسامته .
"وماذا قال لك ؟" .
"بأنه جرح بسيط ، لن يظهر له أي أثر بعد أيام قليلة " .
اغمضت بريانا عينيها للحظة . إذآ . غريزتها لم تكن
مخطئة عندما احست بأن رايدر بخطر. حتى أنها سمعت
في منامها طلقة نارية
"كيف حصل ذلك ؟"
"حدث أذ كنت في مكان في وقت غير مناسب . لكنني
سأعيش . . . "
احست الفتاة بغضب شديد . كيف يجرؤ على الاستهتار
بحياته ؟
"بالفعل . . . " ثم ابتسم ابتسامة مكر وأضاف "هل كنت
قلقة علي ؟"
فاجأها هذا السؤال لدرجة أنها ظلت مذهولة . إنه يمتلك
الجرأة ويسألها إذا كانت قد قلقت عليه ؟ هي، التي كادت
تفقد عقلها بسببه لقد تعذبت كثيرا في هذه الأيام .
لكن ، طبعآ لا يجب عليها أن تعترف له بذلك .
"لا، انا لم افكر بك ابدآ" اجابته بجفاف "كنت مشغولة
جدا. . . " نظر رايدر إليها بسخرية .
"هذا الكذب ليس مقنعا. . . "
انا لا اكذب " ورفعت رأسها عاليا "كنت مشغولة جدأ
في أبحاثي، لم اكن اجد الوقت لإعداد طعامي. والآن لم
يبق لدى سوى أن استعد للسفر"
ساد صمت ثقيل في الغرفة فجأة . ونهض رايدر وقد
شحب وجهه ، احست بريانا أنها.ستفقد وعيها، أوه ، أي
شيطان دفعها لهذا القول ؟ أنها لا ترغب بمغادرة سان
انطونيو.ليس الآن على الأقل!
"متى ستسافرين ؟" سألها بجفاف .
لم تجد بريانا خيارأ آخر، من المستحيل أن تتراجع
«السبت » اجابته بصوت ضعيف .
قطب رايدر حاجبيه وظهر الألم على وجهه
"بهذه الحالة . . . اعتقد أنه من الأفضل أن نتودع الآن .
قد اكون مشغولآ جدأ في الأيام القادمة »"
هذا ليس معقولآ! لا يمكن لعلاقتهما أن تنتهي بهذا
الشكل المخيف !
"كما تشاء" اجابته متلعثمة وقد جف حلقها
وكتمت يأسها وخيبتها، ومدت يدها نحوه، لكن رايدر
لم يتحرك ، ظل يتأملها بصمت
"هذه طريقة باردة وتقليدية في الفراق ، اليس كذلك ؟»
قال رايدر أخيرآ بصوت ضعيف «حتى الأن ، كانت علاقتنا
حارة ، على ما يبدو لي . . . »
لم تجبه بريانا. يا الهي ، لم يحاول أن يمسها ولا أن
يقبلها! اذا وجدت نفسها بين ذراعيه ، فهي لن تجد القوة
لأخفاء مشاعرها اكثر، ستصرخ وتعلن له عن حبها
له بصوت مرتفع . أمام صمتها وعنادها، تنهد
الصحفي. وامسك يدها بين يديه .
«الا تزالين تذكرين لقاءنا الأول ؟" سألها بهمس . تفاجات بريانا ورفعت نحوه نظرات ملؤها القلق "نعم . . . ".
"لقد وعدتني بإهدائي كتابك القادم ، إذا كنت لا تزالين متمسكة بكلامك اكتبي على صفحة الأهداء لبطل هذه الرواية . »انا سأفهم . . . ".
احست بريانا بأنها تلقت ضربة قوية في قلبها، لماذا لا تعترف بكل شيء؟ أنها لا تمتلك القوة علي الصمت ، تريد أن ترتمي بين ذراعيه وتمنحه نفسها جسدآ وروحا. . .
ولكن لا، لا يجب أن تطيع اندفاعاتها. .لقد قررت أن لا تتصرف مثل بقية النساء اللواتي عرفهن ، وان لا تنهار تحت ثقل الحب . هذا النوع من المشاعر يرعب رايدر، فهو لا يمتلك شيئا يقدمه بالمقابل .
"موافقة . . . " وابتسمت ابتسامة شاحبة
وانقبض قلبها وهي تراه يتجه نحو الباب .
"رايدر؟" صرخت فجأة بصوت مرتجف "لماذا جئت إلى هنا؟ انا لم اطرح عليك هذا السؤال بعد. . . "
"حسنآ، هذا ليس مهما الآن ، بدون شك اعتقدت رغباتي حقيقة ، هذا كل شيء» انا. . . كنت اعتقد انني تركت شيئا في هذا المنزل لكنني كنت مخطئآ".
قطبت بريانا حاجبيها، ما معنى كلماته هذه ؟ لم يكن رايدر قد نسي أي شيء شخصي في هذا المنزل ، أنها متأكدة من ذلك والا لكانت لاحظته . . . شيئآ فشيئا
خطرت فكرة مجنونة في رأسها فأسرعت نحو الباب وهي ترتجف
"رايدر. . . هل كنت تقصدني انا بكلامك هذا؟»" .
ولكن للاسف » لم يكن بإمكانه أن يجيبها، لقد اصبح بعيدا
في صباح يوم السبت«، استيقظت بريانا غاضبة من كل الكون . طبعا كانت هي المسؤولة الوحيدة عن الحالة التي تتخبط فيها، لكنها كانت ترفض الأعتراف بذلك . من السهل جدآ إتهام رايدر. بعد كل شيء، هو تقبل قرار رحيلها دون أي اعتراض حتى أنه لم يحاول منعها
لماذا لم يضمها بين ذراعيه ؟ لماذا لم يطلب منها أن لا تتركه كانت مستعدة للتخلي عن قرارها بدون تفكير وبكل سرور. . . ألم يكن يجب عليه ان يبذل مجهودآ صغيرآ؟ »لكن لا! هذا الصحفي لديه اهتمامات أخرى أكثر اهمية منها، مقالاته اليومية وتعليقاته الخطيرة ومجازفته بحياته . .
أه اللعنة ! حتى أنه لم يتصل بها خلال اليومين الأخرين . لقد أزالها من وجوده بكل بساطة " ورده قايين "
لكن يجب عليها أن لا تعذب نفسها. آه لا! ستقلع طائرتها في الساعة الحادية عشرة » وهذه الفكرة اصعب عليها من الموت . إلا أنها لن تبكي ، لا مجال لذلك
كما وأنها اصبحت تكره هذا المنزل كثيرآ وتكره مدينة سان انطونيو ايضآ. أماالتكساسيون فأنها تتمنى لهم الهدوء والسلام مع ان واحدآ بينهم لا يستحق حبها
الكبير. . .
ما ان تصل الى بنسلفانيا لن تفكر ابدأ في ان تطا قدمها ارض بلد آخر!. لم يعد السفر يهمها ولن تكتب ابدأ تلك الرواية التي بدأت تعمل عليها . لا تريد أن تسمع شيئا عن تكساس ، ابدأ .
قامت بريانا بجولة أخيرة على المنزل لكي تتأكد من أنها لم تنسى شيئا .
لم تكن تريد أن تترك آي شيء شخصي بين هذه الجدران ولا حتى دبوس شعر صغير.
في الصالون ، توقفت فجأة أمام الكنبة التي كان يجلس عليها رايدر آخر مرة ورفستها برجلها بغضب شديد . وشعرت ببعض الراحة فكررت ضرباتها من جديد .
انقذها رنين الهاتف من هذه الثورة العارمة التي تسيطر عليها ، فأشرق أمل صغير في رأسها اسرعت نحو الهاتف . وفي طريقها توقفت أمام المرآة وضحكت بمرارة ، أي منظر هذا .
"انظر كيف تبدو كاتبة مشهورة . " فكرت وهي تشعر بأنها على وشك الانهيار. كان شعرها منفوشآ وخداها حمراوين وجاكيت بيجامتها ليست مرتبة . . . كانت تبدو كالمجانين حقآ!. .
شدت على قبضتي يدها ، وحاولت أن تتمالك هدوئها وهي ترفع سماعة الهاتف ، إذا كان هذا رايدر يجب أن لا يلاحظ شيئآ. . .
«بريانا؟" .
ما إن عرفت بريانا صوت آن حتى سالت دموعها على وجهها. لم تكن قد شعرت بمثل هذه الخيبة في حياتها "نعم . . . " اجابتها بصعوبة .
"عزيزتي المسكينة . . . تبدين بحالة صعبة ، اتمنى أن تكوني قد غيرت رأيك ! انك على وشك ارتكاب غلطة كبيرة . . . "
"لا، لا اعتقد ذلك 0000
"ولكن بلى ! كان رايدر هنا منذ دقائق فقط . هو ايضأ يبدو تعيسآ ، انتما غبيان حقآ ، لقد آلمته كثيرآ لانه يسجن نفسه في ظلال الماضي"
"انت قلت له ذلك ؟" .
"نعم ، وقلت له أشياء أخرى ايضآ . . . " .
"ماذا . . . بماذا اجابك ؟" .
"للحقيقة . . . لا شيء00 اعترفت لها آن بعد تردد قصير
اخفضت بريانا كتفيها وكأنها تنوء تحت حمل ثقيل "كنت اشك بذلك . . . "
تنهدت آن ثم عادت لحيويتها .
"لقد انهى تحقيقه وسينشر أول مقال له غدأ . ولقد أخبرنا اليوم ما يحتويه ، أيهمك أن تعرفي ذلك ؟"
"نعم بالتأكيد . . . "
"انت تعرفين الخطوط العريضة لهذه القصة . ولكني سأكررها كي تصبح واضحة اكثر لديك . منذ شهر تقريبأ، اتصل رجل برايدر وكان يريد أن يخبره ببعض المعلومات و اتفق رايدر معه على موعد . وهكذا أخبره الرجل عن
عصابات تهرب المهاجرين إلى بلدنا . كما أخبره عن الظروف القاسية التي يواجهها هولاء المهاجرين 0000
قطعت بريانا كلامها واخذت نفسآ عميقآ . ففكرت بريانا بذلك اليوم الذي التقت فيه برايدر في المتحف التابع للمركز الثقافي . لقد شرح لها رايدر ذلك اليوم ، أنه ينتظر أحدأ لا بد أنه كان ذلك الرجل .
"فقرر رايدر أن يتحقق من كلامه هذا الرجل ، وبدأ تحقيقاته » في هذه الفترة باالتحديد، تعرض لحادث سيارة . بالتأكيد كان هذا تحذيرأ له . لكن رايدر لم يهتم بل على العكس زاده هذا تصميما على إظهار الحقيقة . قرر أن ينذر الشرطة فور وصوله إلى دليل . ولكن الشر طة لا تهتم سوى بالدلائل المادية » لهذا كان يجب مفاجأة هؤلاء المجرمين بالجرم المشهود . فاقترح رايدر أن يكون هو الطعم ، على شرط أن يسمح له بنشر سلسلة مقالات حول هذا الموضوع ولهذا السبب ترك سان انطونيو لبضعة أيام . كانت مهمته حرجة جدأ لأن أحد المشتركين في هذه العصابة كان ابن سياسية بارزة ، ويبدو أن هذا السياسي كان على علم بما يجري . وقد يتهم بشكل مباشر. . . » .
«يا إلهي! هل تمكنوا من إيقاف العصابة ؟" سألتها بريانا بقلق .
«نعم لقد قبض البوليس على المهاجرين ، وبفضلهم وبفضل اعترافاتهم تم القبض على رئيس العصابة إنه الآن في السجن » .
«اتمنى أن تطول إقامته فيه » اجابتها بريانا بصدق وكانت تعلم أنه إذا خرج من السجن . فإن حياة الصحفي ستكون في خطر
«لا تقلقي لقد اخبرنا رايدر بأن هذه القضية انتهت ، وأنهم سيدفعون ثمن جرائمهم » .
تنهدت بريانا وشعرت ببعض الأطمئنان .
"لماذا لا تلغين سفرك و. . . تبقين في سان انطونيو أيامأ أخرى؟ سيكون هذا جيدأ ، اليس كذلك ؟" .
"سيكون هذا محزنا » فكرت بريانا وهي ترتعش . كان لدى رايدر متسع من الوقت لو اراد الظهور» كان بإمكانه أن يطلب منها عدم الرحيل ، لكنه لم يفعل . هذا يعني إنه لا يكن لها أية مشاعر خاصة . سيكون هذا محزنأ ومؤلمأ » خاصة إذا تأكدت أكثر من عدم مبالاته بها لن تستطيع تحمل ذلك .
"أن عائلتي تنتظرني . . . " .
"لماذا لا تتصلين بهم وتخبرينهم بأنك ستمددين إقامتك هنا؟"
" لا "
"ألن انجح قي اقناعك بتغيير رأيك ؟"
هزت بريانا رأسها بالنفي، دون أن تفكر بان صديقتها لا تراها. آن فهمت صمتها.
"انا آسفة . . . ولكن . . . سنبقى على اتصال ، اليس كذلك ؟" أضافت آن بتوسل «بالتآكيد، انت كاتبة مشهوره وحياتك ملىء ؟ بالنشاطات ولكننا نكن لك محبة
عميقة . . . 0.
انهمرت دموع بريانا من جديد
شكرأ آن . . . كلماتك رقيقة جدآ. . . ».
"طلب مني بول ان انقل لك صداقته "
«قولي له أن هذه المشاعر متبادلة . قبلي ربيكا عني. . . انا. . . اتمنى أن أراكم يومآ في بنسلفانيا سأكون حقا سعيدة جدآ. . . ".
«سنزورك حتما اعدك بذلك بانتظار ذلك ، سنرسل لك صور ابنتنا الشيطانة دائما".
اقفلت بريانا السماعة واجهشت بالبكاء المرير. ثم مسحت وجهها ونظرت إلى ساعتها، يجب أن تستعد للسفر. . .
وقفت بريانا في صالة المطار، تتأمل حركة المسافرين بيأس وخيبة . الغضب الذي كان يتملكها قبل ساعات هجرها الآن 0 لم تعد تلوم رايدر لأنه لم يحاول منعها من مغادرة سان انطونيو ولا يمكنها أن تلوم نفسها لأنها اتخذت قرار الهرب .
لقد وقعت بكل بساطة بحب هذا الصحفي، ولا يمكن أن تلوم أحدآ على ذلك ، هذا النوع من التجارب هو جزء من الحياة ، وكذلك العذاب والألم آلذي يمزق قلبها الآن .
لقد احب رايدر من قبل إمرأة أخرى، وتعذب كثيرآ بسببها، يجب أن تكتفي بما قدمه لها، أنها لم تتمكن من هزمه حقآ لكنها اربكته على الأقل . هذا افضل من لا شئ0
بالتأكيد هذه الفكرة ليست كافية لإراحتها . لقد سبق لها أن قرأت وكتبت عددا كبيرأ من روايات الحب الخائب القلوب المحطمة ، لكنها لم تتصور أنها ستشعر بمثل هذا العذاب . من الآن وصاعدآ ستتكلم عن هذا الموضوع بناء على تجربة . .
تنهدت بريانا بحزن عميق ، لقد جاءت إلى تكساس وهي مليئة بالآمال .ا وهي اليوم ترحل عنها فارغة اليدين بائسة ووحيدة . . . كانت صالة المطار تعج بالعائلات وبرجال الأعمال وببعض رعاة الأبقار الذين يضعون قبعات واسعة وينتعلون بوطات طويلة . كل هؤلاء كانوا متوجهين إلى بتسبورغ مثلها0
جلست إمرأة قرب بريانا وابتسمت لها . لكن بريانا ادارت وجهها وتظاهرت بأنها لم تر شيئآ . لم تكن بمزاج يسمح لها بالثرثرة 00 الثرثرة بحاجة لمزاج جيد بينما هي لا تملك الشجاعة » أوه يا إلهي ، فقط لو كان رايدر هنا.بأية سعادة سترتمي بين ذراعيه !" ورده قايين "
نهضت فجأة كأنها تجلس على راسور "كفى ! " لن يفيدها التفكير به » ولا بما كان بإمكانه أن يمثله في حياتها . الأفضل أن تجد الأن شيئآ تشغل تفكيرها . وإلا فأنها ستقضي كل رحلتها وهي تحسب الكيلومترات التي تفصلها عن الرجل الذي تحبه بهذا الجنون . وهذه ليست بالفكرة الجيدة0نظرت إلى ساعة يدها لا يزال لديها متسع من الوقت للذهاب إلى مكتبة المطار فحملت حقيبتها جيدآ و
اسرعت .
في المكتبة لفت نظرها جناح الأدب العاطفي . ولاحظت ببعض السرور أن رواياتها معروضة في الواجهة الأمامية . كل رواياتها مرتبة على رف واحد حتى آخر رواية لها زهرة الرمال . . .
ادارت بريانا رأسها والدموع تتلالأ في عينيها لا يمكنها تحمل رؤية غلاف هذا الكتاب الأخير أنه يذكرها بلقائها الأول مع رايدر أوه يا إلهي . . .
حبست دموعها وتأملت العناوين المعروفة أمامها لقد مضى زمن طويل لم تقرأ فيه أروع القصص مع أنها مسلية حقآ لكنها تضم قصصا عاطفية ايضا ، وهذ« ليست فكرة جيدة بالنسبة لفتاة محطمة القلب مثلها .
المغامرات الخيالية تنتهي دائمآ جيدآ ، لكن في الواقع يكون الأمر مختلفا جدأ ، وهذا ما تعلمته بريانا بفسها .
تنهدت بحزن من جديد ، ثم اختارت آخر كتاب في هذه السلسلة واتجهت نحو الصندوق . كانت مطأطأة الرأس ولم تنتبه للرجل الذي يقترب منها . وفقط عندما سمعت صوته ادركت وجوده .
"صباح الخير، سيدتي . . . أيمكن أن تتكرمي علي بتوقيعك ، لو سمحت ؟ " .
؟ " .
` كانت مفاجأة بريانا كبيرة لدرجة أنها كادت تنهار. أهي تحلم مجددا . . . ولكن لا ، إنه هو؟ رايدر!. .
وبسرعة راحت بسعادة كبيرة تزيل كل همومها . وكان يجب عليها أن تبذل جهودآ كبيرة لكي تسيطر على نفسها
وكي لا تنفجر من شدة فرحها "إهدأي" قالت لنفسها قد يكون جاء فقط ليقول وداعآ للمرة الأخيرة من باب اللطف . الأفضل لا تستسلمي لليأس ، كي لا تصابي بخيبة جديدة0
جمعت كل شجاعتها ، ورفعت رأسها ونظرت إليه . كادت تتنهد بألم وهي ترى الوجه الذي تحبه كثيرآ والذي لم يفارق أحلامها خلال أيام عذابها الأخيرة . لا ، لن تنس هذ. الملامح الجذابة ، وهذه العيون الزرقاء وهذه الابتسامة المثيرة . . .
"ماذا تفعل هنا؟" سألته بهدوء
وتفاجات كثيرآ بهدوئها وهي تلفظ هذه الكلمات » على كل حال » رايدر لم يتفاجىء ابدآ .
«حسنآ. . . بإمكاني أن ادعي بانني كنت على موعد مع رجل هنا ولكن هذا ليس صحيحا . . . " بلعت ريقها بصعوبة .
"هل جئت إلى المطار بسببي انا؟»
فليذهب كل الحذر إلى الجحيم ! قد يقتلها جواب رايدر لكنها مستعدة للمجازفة
فهز رايدر رأسه بالإيجاب وظل صامتا. "لماذا؟" سألته متلعثمة00
ومن جديد» احست بأنها ستختنق » إن هذا الأمل كبير جدا ولا يمكنها تحمله .
"لأني لا استطيع أن افعل غير ذلك . . . » اجابها هامسا.
اخذ قلب الفتاة يدق بسرعة ، فحاولت أن تتنفس بهدوء هذا ليس الوقت المناسب للاغماء!
"لماذا؟" كررت بريانا بإلحاح .
وظلت مسمرة مكانها تنتظر. لقد كانت غبية في الأيام السابقة ، ولم تطرح عليه الأسئلة التي تحيرها. ولن ترتكب من جديد مثل هذه الأخطاء
"اكتشفت انني لن استطيع العيش بدونك " قال لها بحدة .
في هذه اللحظات ، ارتفع صوت المذياع يدعو المسافرين للتوجه نحو باب الإقلاع ، لكن بريانا لم تنتبه لذلك .
"لماذا؟" سألته بإصرار
"لأنني احبك . . . » اعترف رايدر بشيء من الغضب .
"هل انت متأكد؟»
" نعم "
" لكنني لا اصدقك . . . .
«في هذه الحالة ، اسرعي ستقلع طائرتك " .
" لا 0 لن ارحل "
" لماذا؟» .
«قد تكون صادقآ . . . " .
"إذأ؟ أهذا مهم بالنسبة لك ؟" .
"طبعا!. » .
" لماذا؟ .
"لأنني انا احبك ايضآ! انت غبي حقأ . . . انا احبك منذ زمن بعيد! " .
تقريبآ صرخت بريانا بهذه الكلمات الأخيرة . فالتفت كل زبائن المكتبة نحوهما بدهشة لكنها لم تهتم بهم ، لقد اصبح العالم كله جنة رائعة . وهي وحدها مع الرجل الذي تعبده .
كان رايدر قد اغمض عينيه وكأنه يريد أن يتمتع بإعتراف حبيبته . وعندما فتح عيونه كانت تشع ببريق راقص . "انك تملكين آسلوبأ غريبآ في التعبير عن الحب " .
«الست سعيدأ بذلك ؟" سألته مبتسمة .
وتقدمت نحوه وامسكت ذراعه ، 0إذا فكر بتغيير رأيه وبالهرب ، فإنها لن تسمح له بذلك .
لكن لم يكن يبدو على رايدر أنه ينوي الأبتعاد عنها
بل على العكس . جذبها نحوه وضمها بحنان .
"بل انا مجنون من السعادة ، يا حبيبتي . . . " .
وانحنى وقبلها قبلة خفيفة لكن الشوق أثاره ، فضمها
إليه اكثر واستجابت بريانا بحرارة لقبلته . كانا قد نسيا المطار ونسيا الأرض كلها.
لكن البائعة ذكرتهما بالواقع وهي تصطنع السعال . .
" أنا مضطرة لجعلكما تدفعان ثمن هذا الكتاب حتى اذا كنتما لا ترغبان بقراءته . . . " قالت لهما مبتسمة
انتفضت بريانا، ونظرت إلى البائعة بشرود. لم تكن قادرة على التلفظ بأية كلمة .
"أي كتاب ؟" سألها رايدر.
"هذا الذي اوقعته الآنسة وداست عليه . . . ".
نظرت بريانا الى الأرض ، واكتشفت الكتاب الذي تشير إليه البائعة . ولم تكن بريانا قد انتبهت الى أنه وقع من يدها عندما سمعت صوت رايدر منذ لحظات
"سأدفع لك ثمنه بكل سرور" اجابتها بريانا متلعثمة وقد احمر وجهها.
نظرت البائعة إلى رايدر وهي تبتسم بمكر "لقد سمعت صديقتك تقول لك أنها تحبك . فلماذا لا تعيدها إلى المنزل ؟"
ضحك الصحفي وامسك يد بريانا
"انا متفق تمامآ معك "» اجاب مبتسمأ، ثم نظر إلى بريانا بحنان
"ما رأيك ؟ اتريدين العودة معي ؟"
"نعم "» اجابته بريانا وقد اشرقت عيونها من السعادة . ""إذا هيا بنا"
تناول رايدر حقيبتها وامسك يدها وابتعدا لكن البائعة
نادتهما من جديد . . . "
" وهذا الكتاب ؟
"أوه !. » صرخا معأ "اعذرينا . . . " .
ومد رايدر يده إلى جيبه لكن البائعة استوقفته . "لا 00 لا ضرورة لذلك . . . احتفظا بهذا الكتاب كذكرى . انه هدية
زواجكما من النادر جدآ رؤية عاشقين مثلكما . . . .
انحنى رايدر وطبع قبلة على خد البائعة . "شكرأ . . . » .
فعلت بريانا مثله ثم غادرا المطار بسرعة . . .
في المساء كانا متمددين على السرير يتمتعا بسعادتهما . . . جلست بريانا واتكأت على الوسادة تتأمله » وشعرها الطويل ينزل عن كتفيها كالمطر الذهبي
"لم اكن احلم بمثل هذه السعادة . . . " قالت له
" ولا انا ايضا 00" اجابها رايدر بحب
"أوه . . . . حقآ؟" .
"نعم . . . " .
"مع انك ، عرفت عددا كبيرآ من العشيقات . . . "
"لكنني لم اكن احبهن " .
"اهذا يمثل فرقآ؟" سألته وهي تداعب شعره
فتنهد وضمها إلى صدره من جديد
«نعم ، هذا يجعل الأمر مختلفا جدآ" .
اغمضت بريانا عينيها، رايدر يحبها، لقد تأكدت من
ذلك الآن . الحياة هي بالفعل سلسلة حوادث غير منتظرة . بعضها مأساوي، وبعضها الآخر مثير. 0هذا الصباح مثلأ، كانت هي اتعس المخلوقات على وجه الأرض كانت مضطرة للعودة إلى بنسلفانيا» والآن وصلت أخيرا , إنها في منزله ، طالما أن مسكنها سيكون من الآن وصاعدأ حيث يعيش رايدر. لكن هنا سؤال . . . كانت ترغب بمعرفة جوابه قبل أن تستسلم نهائيأ لسعادتها. .
فأخذت نفسآ عميقا وجمعت شجاعتها وهمست .
"رايدر. . . اريد أن اسألك شيئأ. . . ".
"ماهو ؟ "
"ان تكلمني عن زوجتك السابقة . . . »»
احست بريانا به ينكمش . واحست بأن قلبها ينقبض أوه إنها مجنونة تمامآ! أي شيطان دفعها لهذا السؤال ! وللاسف من المستحيل أن تسحب سؤالها
"ماذا تريدين أن تعرفي؟".
"انا. . . لا شيء مميز. لكن . . ألا تزال حية ؟ سألته
"اعتقد ذلك ".
"هل انت متأكد؟".
"لقد مضى زمن طويل ولم افكر بها».
"هل هذ" صحيح ؟ انا. . . اقصد. . . هذا لا يعيني طبعآ ولكن . . . أن تتكلم عن مشاكلك مع صديقة فهذه وسيلة تريح فيها نفسك . . . » نهض رايدر وجلس على السرير.
«زوجتي السابقة لا تهمني ابدا . . . » اجابها بحزم 0
«إذأ . . . لماذا تدفعني . . . ؟» .
لاحظ رايدر الألم في صوتها المرتجف .
«هل انا فعلت ذلك ؟» .
" نعم . . . عندما طرحت هذا الموضوع "
«انا لم انتبه لذلك . . . . "
ابتسمت بريانا ابتسامة شاحبة وأشارت إلى المسافة التي تفصلبينهما على السرير.
«انظر. . . نحن بعيدان جدأ . . . . ضمها رايدر إليه ، وطبع مئات القبلات الحارة على وجهها .
«يا الهي سامحيني انا لم . . . "
فداعبت شعره لتهدئته .
«هذا ليس خطيرآ لهذه الدرجة » ظلا صامتين قليلا، ثم تنهد رايدر وقال "انت محقة . . . انا بدون شك تعذبت كثيرا إلى أن تمكنت من إزالة زوجتي السابقة من ذاكرتي . . . " . قررت بريانا أن تطرح عليه السؤال الذي كان يقلقها منذ اسابيع .
«ألا . . ألا تزال تحبها؟» .
رفع وجهها نحوه كي يجبرها على النظر إليه .
«لا . . .انا لا اكن لها أي شعور» .
«إذأ لماذا كنت ترفض الكلام عنها؟»
«حاولي . ان تتخيلى . . . عندما نحلم بشخص لدرجة أن
نفقد عقلنا يكون من المرعب جدأ أن نكتشف أن هذا الشخص ****. . . هذا بالفعل ما حصل بيني وبين سوزان كنا قد التقينا في الجامعة في السنة الأولى من دراستنا» كانت سوزان ملكة » جميلة مشرقة مرحة ومحاطة دائمأ بالمعجبين وانا كنت واحدا منهم . لسبب غريب اختارتني انا. . . »
شعرت بريانا بالغيرة ولم تعد ترغببسماع اعترافات رايدر كلها
"ثم تزوجنا فور حصولي على الدبلوم كانت أشهر زواجنا الأولى مثالية تمامأ. أوه ثم لاحظت أنها عابثة تافهة . لكنني حاولت ان لا افكر بذلك . ولكن ومع مرور الأيام » لم استطع أن اتجاهل الواقع الحزين . وكانت سوزان قد بدأت تمل من علاقتنا. لم اكن اكفيها. وبدأت مشاعري تتوضح وبعد عامين من الجحيم قررنا الانفصال ثم الطلاق . ولم اسمع عنها شيئا بعد ذلك »
"لكنك لم تكن قد نسيتها. . . »
"إذا كنت تشيرين إلى ان هذه التجربة اتعستني كثيرا، فهذا صحيح . خرجت منها حذرأ واشعر بمرارة كبيرة منعتني من العيش » ودون أن اشعر» كنت اقارن كل امرأة التقيها بسوزان . كنت اخاف أن أخطئ مرة ثانية . . . ".
"وما هو رأيك بي؟» سألته وقلبها يدق بخوف فطبع قبلة على جبينها
"انت مختلفة . . .
"لماذا "
انت شيطان ماكر احيانأ لا اذكر حتى وجودك واحيانا لا يمكنني ان ابعدك عن رأسي.
" وهذا يزعجك ؟ء.
" جدأ! لقد بذلت قوة كبيرة للبقاء بعيدأ عنك !» لقد سبق أن شرحت هذا لي. . . ».
«نعم ولكن هذا لم ينفعني كنت اخشى أن اصبح اضحوكة بسببك . كنت احاول الهرب منك . عندما كنا معأ كنت اتمنى فقط ان اقبلك ».
«وماذا تريد اكثر من ذلك ؟" سألته بدلال .
فضمها اليه بحنان كبير وخبأ وجهه في شعرها.
«كل شيء. . . انا احبك . بريانا، احبك اكثر من أي شيء آخر في هذا العالم . . .».
وتناول شفتيها بشوق كبير وبادلته القبلات الحارة ,هذا كل ما كان ينتظره رايدر ليحملها من جديد إلى قمة اللذة .
بعد ستة اشهر على مغادرتها بنسلفانيا» كان بريانا قد نسيت تقريبأ شتاء الشمال . الأنهار المجمدة ، الهواء الذي يعصف في الشوارع والعواصف الثلجية رغم اقتراب فصل الربيع . سماء سان انطونيو الصافية اصبحت بعيدة جدا.
كان رايدر يرتجف من البرد وهو يبدل ملابسه استعدادأ للنوم .
«كيف يمكن للبشر أن يعيشون في مثل هذا المناخ القطبي؟» سالها بدهشة .
«نعن معتادون على هذا الطقس . إذا عشت هنا،
ستعتاد بسرعة عليه »
"مستحيل .كما وأنني لن احاول ذلك ، طالما ان اولادنا سيكبرون تحت سماء تكساس الدافئة . . . "
ابتسمت بريانا وداعبت وجه زوجها بحنان
"إذا كنت تشعر كثيرأ بالبرد، فأن والدي لن يرفض أن يعيرك إحدى بيجاماته السميكة » قالت له بمكر
"انت ترتدين ملابس والدتك ، اعتقد أن هذا كاف » .أشار إلى قميص نومها القطني الواسع الذي تختفي تحته تماما.
"إنه ليس جميلا» اليس كذلك؟
سألته ممازحة . "من حسن حظك انني احبك بجنون . . 0. » . فأخذت ترقص الفالس وهي ترفع أسفل قميص نومها الواسع وكأنه ثوب رقص خرج من اكبر دور الأزياء . "انا اجد نفسي رائعة ! "
" انت نعم . . . لكن هذا الشيء . . . » . "إنه يدفئني"
"ماذا؟ انني انا من يدفئك !» .
فوضعت يديها على خصرها واجابته بدلال . «وانا؟ الن امنعك من الارتجاف بردأ؟
. ابتسم رايدر ابتسامته المثيرة
«بلى . . . عندما تكونين بين ذراعي . . . »
"ألا تشعر بالبرد، الآن ؟»
«اهذا عرض ؟»
لمعت عيونها بالحب ، وهزت كتفيها.دون أن تجيبه .
لأنه اذا كان عرضأ فانا سأسرع بالقبول . . . » ضحكت بهدوء عندما ضمها إليها . "ولكن قبل ذلك أضاف بسخرية لطيفة "فلنتخلص من قميص النوم الفظيع هذا . . . " .
فيما بعد، كانا لا يزالان في السرير يستمعان إلى الهواء الذي يعصف في الشارع حول منزل آل سان كلير. "هل سبق أن قلت لك كم احبك ؟" سألته فجأة .
" لا، منذ اكثر من دقيقة وانا حتى آخر مرة قلت لك كم احبك ؟
«منذ ثلاثين ثانية . . . »" .
كانت هذه الكلمات قد اصبحت نوعآ من الروتين . لم يكونا يتركان فرصة دون تكرارها . . .
«والداي أحباك كثيرآ» قالت له وهي تتنهد بلذة .
"إنه شعور متبادل . . . " .
"وأختي تحب لهجتك ! في بداية إقامتي في سان انطونيو قالت لي أنها ستكون سعيدة إذا حصلت على صهر من تكساس "
«إنها إمرأة صاحبة ذوق .
"حتى عندما تسخر من بوطك ومنظرك كرعاة البقر؟"
«نعم . . . هذا المزاج جزء من اللعبة . . . " .
"أية لعبة ؟" .
«تلك أن عائلتك تلعب معي لأنهم يعلمون اننا سعيدان وتلك التي نعيشها منذ لقائنا الأول " .
«وكيف ذلك ؟" .
" نعم منذ البداية فكرت انك مضحكة جدا 00 لكنك اجمل النساء كافة 00
" حقا 00؟
"نعم . . . وانت » كيف تجدينني؟» .
"بصراحة ؟»
"نعم " اجابها وابتسم نصف ´ ابتسامة
"اعتقد أنه من الافضل أن لا أجيبك »
"لماذا؟" .
."كي لا تصبح مدعيآ" .
"اعدك أن ابق متواضعا. . . »
. اخذت بريانا نفسأ عميقأ وقالت بصوتها العذب . "ما إن رأيتك في تلك المكتبة في دالاس ، قررت انك ستكون عشيقي . . . »" .
انفجر رايدر ضاحكا، واسرعت بريانا ووضعت يدها على فمه0
"صه ، ستوقظ الجميع . . . " "قد يكونون قد استيقطوا فعلا. "رايدر!"
"نحن متزوجان ، تذكري ذلك . اذأ يحق لنا ان 000 "
أوه يا الهي ، ولكن والداي . . . "
"إنهما يعرفان الحياة اكثر منك كانا عاشقين قبلنا بكثير. .
ثم سكت ونظر إليها مبتسمأ
"غير معقول ! لقد تزوجت من فتاة محتشمة "
«هذا ليس صحيحآ ! "
"بلى ! انت تكتبين روايات الحب ، وانت عشيقة رائعة إلا انك فتاة محتشمة . . . "
جلست بريانا على السرير، وامسكت وسادتها ورفعتها بوجه ريدر مهددة 0
" اسحب كلامك فورآ ، رايدر كنترال وإلا . . "
."لقد تزوجت من فتاة محتشمة ! كرر ضاحكآ .
"سافل ! " .
لم يجد رايدر صعوبة في إجبارها على التمدد من جديد .
"انت رجل سافل سيد كنترال . . . " تمتمت وهي ترمي نفسها بين ذراعيه .
"لقد سبق وحذرتك . . . سيدة كنترال " .
"نعم . . . ولهذا السبب استوحيت منك شخصية راوول سانشر دي زفالا , انه بطل فظ وسافل 00
"هل نجح في هزم البطلة ؟".
" لا "
"لأن البطل توفي في حرب الألمو اليس كذلك ؟ "
. «أوه ، لقد قرأت مخطوطاتي سرآ !. " سألته معاتبة . كنت اريد أن اجعلها مفاجأة " .
"بتزويجك الشرير للفتاة البريئة ؟ " .
"لا بإظهار أن راوول لم يكن سافلا كما كان يحاول أن يظهر 0
"مثلي انا:" .
"تمامأ.
داعب رايدر خصلات شعرها بحنان كبير 0
" انا احبك000 بريانا . . . انا سعيد جدآ بالزواج من فتاة محتشمة . . . »
قبل ان تتمكن من الاعتراض على كلامه، اطبق شفتيه على شفتيها000
من الخارج كان الهواء البارد يعصف في الشوارع الخالية , ولكن بالنسبة لبريانا ورايدر، لن تتوقف الشمس عن الشروق ، حتى في ظلام الليل 000
|