كاتب الموضوع :
ارادة الحياة
المنتدى :
القصص المكتمله
السلام عليكم ,,
ماني مصدقة انها انتهت ,,رااااااااااااااااااااااااااائعة جدا جدا جدا ,,مذهلة ,إبداع صرف ,,جميل
لآأدري ماذا أقول ياإرادة على هذه التحفة الفنية الرائعة ,,
على الرغم من هدوء الأحداث إلا أنها شدتني إلى آخر حرف قرأته فيها ,,مبدعة هذه الكاتبة
أقسم أنني وأنا أقرأ أن الدموع تترقرق في عيني ,,أحداث مؤثرة جدا ,,
منصور : كم هو مسكين هذا الرجل الذي عزل نفسه ظنا بأنه سيقدر على العيش وحيدا مع ألمه ,وكم تغير من ذاك الرجل البارد الذي لايهتم لأحد ,,لمست نمو وتطور في شخصيته رائع جدا ,جعلني أحبه وأقدره لما يحاول فعله لزوجته المنسية ,,تلك التي نسي وجودها في ظل أحزانه أكثر موقف هزني هو ردة فعله عندما مات سعيد
اقتباس :-
|
شخص آخر لم تره قط .. هزائم على وجهه أربكتها و لكنها قالت بهدوء ..
- منصور .. هب غلطتك إنه توفى بروحه..
أومأ برأسه بألم .. و همس بضعف ..
- أدري ..
.
.
عادت تقول مرة أخرى ..
- هب غلطتك إنه مات بروحه ..
و عاد يهز رأسه ..
.
.
و أعادت الكرة و بصوت حازم هذه المرة ..
- منصور .. هب غلطتك إنه مات بروحة ..
نظر لها بغرابة و هو يعود فيقول ..
- أدري ..
أمسكت بيده بقوة ..
- هب غلطتك ..
أشاح بوجهه عنها الآن .. و هي ترفع صوتها قليلا ..
- هب غلطتك و لا ذنبك ..
حاول سحب يده من قبضتها النحيلة و هو لا ينظر إليها ..
- تسمعنيه يا منصور ..
ارتجف صوته و هو يقول ..
- بس خلاص ..
لكنها أصرت ..
- هب غلطتك ..
كانت الكلمات تترد على مسامعه تقلب مواجعا يدفنها .. فنفض يدها بقوة .. لتهب من مكانها و تقف بجانبه ..
- منصور ..
لازال يشيح بوجهه .. فتناديه مرة أخرى..
- منصور طالعنيه ..
ليلتفت ببطء شديد و كأنما يخشى من أن تلتقى نظرتها بعينيه ..!! تشد بيدها على كتفه لتقول بقوة ..
- سعيد مات و هو بروحه .. و هب ذنبك ..
.
.
و فجأة إنفجر الوضع .. صرخ بحدة و هو يدفع يدها ..
- باااااااااااااااس خلااااااااااااااااص .. صخييييي .. ماريييييييد أسمع شي ..
اندفعت أحلام تحتضنه بقوة .. رأسه مدفون في صدرها و صرخاته المكتومة لا زالت تتعالى و هو يحاول التملص ..
- خوووووووزي .. مارييييد أسمع شيييي ..
و لكن أحلام لا زالت تعتصر بين ذراعيها .. كان قويا للغاية .. هائجا بشدة ..
و للحظات خشية أن يؤذيها أو يؤذي الطفل ..
و لكنه كان متألما .. أرادت أن يخرج ما في داخله ليرتاح ..
- ماااااااارييييييد .. مارييييد .. خوزي عنيه .. ماريد أسمع ..
و بدأ صوته يتقطع .. و شهقاته تتردد لتمتزج مع صرخاته التي بدأت تخبو ..
- مااريد .. بس خلاص .. خـ .. خلاص ..
و أفجعتها شهقاته و صوت الرجولي الأجش ينشج بضعف ..
- خلاااص .. سعيد مات .. مات ..
.
.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تراه في هذه الحالة .. يبكي بصوت متقطع و أنفاسه تكاد تخنقه .. كطفل صغير ظل طريقه ..
انكساره ذاك يحطم فؤادها ..
لم تره حزينا قط كما هو في هذه اللحظات .. و عبراته تغرق ملابسها ..
صوته المخنوق يبكيها .. لتنحدر دمعتها على وجنتيها ..
- مات بروحه .. لو كنت عنده .. و الا تميت وياه .. لو زرته يمكن ..
همست في شعره و هي تضمه أكثر ..
- استغفر ربك يا منصور لو تفتح عمل الشيطان .. كل شي مقدر و مكتوب .. سعيد مات .. و الله يرحمه ..
استمرت شهقاته و هو يتمتم بكلمات لم تفقه منها شيئا .. كان يهذي بأوجاعه .. و انفجاره ذاك سبب فجوة أوصلتها لحدود روحه البعيدة ..!!
.
.
و هي واقفة هناك .. تحتوي آلامه بين ذراعيه .. فيما يبث قبلها شكواه و يروي جفاء ما بين الضلوع بعبراته ..
يتغلغل الدفء فيها رغم تلك البرودة التي تتراقص على مهبها أوراق الشجر ..
و ينير قلبها قبس من الضوء تحت جناح ذاك الليل ..
أرخت أهدابها الأسدال ببطء .. و هي تنعم بسرابية هذه اللحظة المستحيل ..
وهو هنا بعد أن قشع الستار عن آلامه .. ترتشف هي الأحزان معه بلا مرارة ..
على يقين بأنها الآن أقرب من نبضات خافقه الجريح .. أقرب من عباراته التي ينزفها من مقلتيه وجعا ..
أقرب إحساسا كما لم تكن قبلا .. و لن تكون ..
.
.
رغم هذا ..
كان الأمل يعتصر روحها .. فبرحيل ذاك الرجل إنهارت كل قلاع و حصون الجفاء بينهما ..
لم يعد للحواجز و الأسوار مكان ..
طويت المسافات الشاسعة ..
.
.
و بأمنية متأخرة ..
أرادت أن تجده .. تلتقيه للحظات أخير لتشكره .. و تخبره لأي مدى هي ممتنة له ..
كانت هذه هدية وداعية أخيرة منه .. لن تنساها ما ظل خافق نابض في جسدها ..
لقد قاد زوجها الى حيث قضت أوقات طويلة تنتظره ..
أرادت أن تشكره ..
.
.
و لكنه رحل ..
بعد أن حاولت ابعاد حلمه عنه رحل ..!!
و لم تفلح في كتم دمعتها المهرولة تلك ..
ربما تخفف شيئا من حرقتها ..
و حرقته ....!!
|
كم هو صعب أن تري تلك الدموع الأبية تجد طريقها الى النور في عيني من تحبين
أحلام :: لاأدري ماذا أقول عن هذه المخلوقة الشفافة ,,
إنها في منتهى الرقة والنقاء ,,فهي الأخت الحنونة لخليفة المسجى على ذلك السرير الأبيض والأم لسهيلة البريئة والصديقة لحصة الهادئة والابنة لأم حميد وبو ثاني ,,كم أحبها
وكم تأثرت لموقفها مع أخيها الأكبر
اقتباس :-
|
تحرك بسرعة و لكن راشد كان أسرع اذ استدار حول لطيفة هربا من قبضة حمدان ..
فجأة وقعت عيناه عليها .. و قبل أن تشير له أحلام بالصمت .. كان قد صاح بصوت مصدوم ..
- أحــــــــــــلام ..؟؟؟
و تجمد الجميع ..!!
رأت ظهر حمدان يتصلب بقوة .. فيما وضعت لطيفة أناملها على شفتيها .. و بدا راشد ضائعا و غير مدرك لما تختبئ أحلام هناك ..
في حين جل ما كانت تريد أحلام من حياتها في تلك اللحظة أن تنشق الأرض و تبتلعها ..
أرادت أن يكون هذا حلما سخيفا .. و شعرت بالإحراج الشديد من اختبائها ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
أطرافه متشنجة و قد تيبست رقبته و هو جامد .. كان ينظر بشيء من الذهول لوجه راشد الذي كان يقابله تماما قبل أن يتحرك بسرعة و هو يصيح مرحبا ..
أ حقا تقف خلفه تماما ..؟! .. ليس عليه سوى أن يستدير ليتأكد من ذلك ..
رفع نظره عن الأرض .. لطيفة تنظر اليه بعينين غير مفهومتين ..!!
جزء خبيث من نفسه يجبره على التظاهر بأنه لا يعلم بوجودها .. و لكنه لم يقدر ..!!
كان متشوقا لرؤيتها .. مرت أيام طويلة لم يرها فيها .. شعر بأن سنوات تفصل بينه و بين آخر لقاء لهما ..
استدار ببطء ليجد راشد يحتضنها فرحا و وجهها مختفٍ في صدره و هو يصدر مختلف عبارات العتاب ..
وخزه مؤلمة يشعر بها و هو يرى بساطة تعامل راشد معها .. كم كان سهلا عليه أن يتقدم منها و يأخذها بين ذراعيه و يلومها على ذاك الغياب الطويل ..
هو لن يستطيع فعل ذلك .. لماذا ..؟! أو ليس أخيها كما هو راشد ..؟! ألا يحبها كما يفعل ..؟!
ألم يشتاق إليها ..؟؟
ابتعد راشد قليلا عن أحلام ليتبين وجهها المحمر المحتقن .. خلع منظرها ذاك قلب حمدان .. أخته ..
ها هي أمامه .. لا يمنعها عنه سوى كبرياءه .. قسوته ..
كان يقف جامدا ينظر اليها و كأنه غير مصدق .. فيما تمتمت هي بشيء لم يسمعه و استدارت تبغي الخروج ..
لا .. توقفي .. لا ترحلي بعد ..!!
.
.
و كأنما شعر راشد برغبته تلك أمسك رسغها بإحكام و هو يقول بصلابة ..
- لحظة أحلام .. ما تبين تسلمين على خوج ..؟!
مزقه ذاك الألم الذي ارتسم على وجهها .. و راشد يرفع عينه له بقوة .. و كأنما يطلب منه أن يفعلها ..
يتوسله بعينيه أن لا يهشم فلبها ..
لا تكن جحودا ..
و رن صوت زوجها العميق في أذنيه ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
[ لا تكون قاسي يا حمدان ]
.
.
.
.
.
.
.
بدت على وشك الإنهيار .. و هي تمعن النظر في وجه راشد الذي كان متيبسا يترقب حركة منه .. تتجنب النظر إليه ..
لا يدري كيف حدث هذا .. و لكنه لم يعد يحتمل ثقل المكابرة ..
وجد صوته الأجش بصعوبة ليقول بقوة ..
- أحـــــلام ..
انتفضت بقوة .. و هي تشيح بوجهها ..
أ هي خائفة .. أم غاضبة .. أم ماذا ..؟!
سمع راشد يقول بخفوت ..
- بس أحلام .. لا تصيحين ..
شعر بكتلة شوك تسد حلقه .. تخنقه ..
أ تبكي ....؟؟؟!
اقترب منها ببطء يجر قدميه الثقيلتين .. يصل إليها .. لا تزال مشيحة بوجهها و كفيها يهتزان ..
يقبض على كتفها النحيل ليديرها .. شعر بحنان جارف يجتاحه بقوة ليجذبها نحوه يحتويها بين ذراعيه ..
لتنفجر مشاعرها في لحظة .. فتنخرط في بكاء عميق .. كطفلة بائسة أتلفت روحها الأحزان ..
تجاهل ابتسامة راشد المتسعة ليطبع قبلة على رأسها المدفون في صدره ..
و يغمض عينيه ببطء و هو يشعر براحة حقيقية كان قد فقدها منذ بعض الوقت ..
.
.
كيف للمرء أن يكون بهذا الغباء .. و يبعد أقربائه عنه ..!!
لقد آذاها كثيرا في وقت كانت هي بأمس الحاجة لقربه منها ..
|
مؤثر جدا هذا المقطع ,,
لو أخذت أتكلم عن كل شخصية ,,لم يكفني أو يسعفني الكلام ,,كل ما أقدر على قوله ,,هو ماشاء الله على موهبنك الفذة الرائعة يا ليتني غريبة
|