لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-04-08, 10:24 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 69661
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon cat عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon cat غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon cat المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الرابع عشر:
"انت وسكرتيرك، رجل طبعا، وحدكما لقضاء الصيف! برافو، وانا يجب ان اكون صبورة والاازعج العبقري وهو يعمل. ولكن رينولدر ستنديش تعرف على صوت معاونتك الشابة الصغيرة.... ولكني لن اسمح لسكرتيرة صغيرة ان تمشي على ارضي الخاصة!"
"اليك هذا التوضيح، اندري ، انا لست ملكا خاصا لاحد، هل صحيح ان ستدنديش صرخ فوق السطوح بانني وحدي مع امرأة شابة هنا؟"
ثم سكت قليلا مفكرا واضاف:" الم اطلب منك ان لا تأتي الى هنا عندما اكون اعمل؟ سترحلين غدا بنفس الفاري".
" ولكني ياعزيزي..." وبهذه اللحظة لمحت بيلي التي كانت تلف جسدها بمنشفة البحر وشعرها لايزال رطب، وهي بدون مكياج تبدو سخيفة جدا امام هذه الامرأة التي بكامل اناقتها.
قام كنت بالتقديمات، ثم اعتذرت بيلي ودخلت غرفتها لتبدل ملابسها، لكنها سمعت اندري تقول بسخرية:" اوف، ياعزيزي ، لقد اطمأنيت الان! حتى على هذه الجزيرة المعزولة، لايمكن لرجل ان يجد فتاة بائسة كهذه تناسب ذوقه!"
بائسة! ايتها الافعى الشريرة! ! وضبت السرير برجلها وبعد الدوش سرحت شعرها جيدا ولفته بالرول التي كانت قد نسيت انها احضرتها معها في قعر حقيبتها،ووضعت القليل من الماكياج الذي نسيت عادة استعماله. وعندما جف شعرها، ارتدت احد اثوابها التي ستجعل كنت يفقد عقله. ثم خرجت من غرفتها وهي ترفع رأسها عاليا، لكن صدمتها كانت كبيرة عندما وجدت رسالة لها في المطبخ.
" لقد طرقت على باب غرفتك لكنك لم تجيبي، ذهبنا الى المدينة وسنعود في وقت متأخر"
عادت الى غرفتها والحزن يملا قلبها، وخلعت ملابسها وازالت الماكياج عن وجهها وارتدت قميص نومها وتمددت في سريرها تتساءل الى اين اصطحبها كنت
الى نفس الفندق الفرنسي؟ ولكن مايعنيها من امرهما. لا ، لا يهمها كيف غادرا الجزيرة ولا ماذا يفعلان الان.
استيقظت في منتصف الليل على صوت المطر. ما هذا؟ لابد ان هذه الدخيلة اغضبت السماء عندما افسدت هدوء الجنة، وفجأة جلست في سريرها مذعورة.... هل حقا كانت تحلم بأن يدا داعبت وجهها، وانها سمعت همسا يناديها باسمها وبشفتين رقيقتين تقبلان جبينها؟
لا، انها لن تكن تحلم ، لان هذا الشرشف كان مطويا عندما نامت، وها هو الان يغطيها حتى ذقنها. لابد ان كنت دخل وغطاها، احمر وجهها وارتبكت . لابد انه رأى مقلتيها منتفخة من اثر البكاء. هل كانت اندري معه في هذه الغرفة؟ قد يكونان ضحكا كثيرا من سذاجتها.
في الصباح التالي، فاجأها كنت تعد فطورها في المطبخ.
"انا اسف بالنسبة لمساء الامس، بيلي، كنت اريدك ان تأتي معنا. لكنك كنت في الحمام، على كل حال، اندري امرأة لاتطاق، فقلت لنفسي انك قد لا ترغبين برفقتها".
"لقد فعلت حسنا."
"لقد اصرت اندري على الخروج، وكانت قد حجزت مركبا سلفا. كنت سأرفض، لكنني فكرت انها ستكون بعيدة وترتاحين منها..."
" هذا لطف منك ان تفكر بفتاة بائسة مثلي، ولكن، قل لي، هل تعرف اندري كيف تثير رغباتك دون ان تثير غضبك عليها؟" وابتعدت لتغادر المطبخ، لكنه امسك يدها وحبسها خلف ظهرها. ارادت بيلي ان تدير وجهها كي لايرى دموعها. لكنه رفع وجهها نحوه واجبرها على النظر اليه.
" هذه الجملة الاخيرة ليست جديرة بك ، بيلي."
"حقا!؟"
فنظر اليها بغضب شديد ، واحست بانفاسه على خدها، كان يبدو يقاوم
ضد نفسه... وفجأة، انحنى وتناول شفتيها بعنف واجبرها على فتحهما لكنها ظلت كالحجر.
وعندما رفع راسه نظرت اليه باحتقار، فابتسم، وعاد وانحنى نحوها، وقلبها هذه المرة قبلة هادئة حنونة، فحاولت ان لا تتأثر... ولكن جهودها ضاعت عندما بدأ يداعب جسدها بلمساته الرقيقة. فبادلته القبل واستسلمت لرغبتها وعانقته.
ابتعد كنت وابتسامة النصر على وجهه، تحملت بيلي نظرته لحظة ثم هربت مسرعة الى غرفتها.
بعد ساعة، كانت بيلي منحنية فوق آلة الطباعة عندما دخلت اندري الى مكتبها.
"اذا، هنا انت تعملين؟ على الاقل احسن كنت باختيار هذا المكان كي تطبعين فيه بعيدا عنه..."
رفعت بيلي رأسها قليلا. ذهلت باناقة هذه المرأة لكاليفورينة.
"ليس كنت هو الذي اختار لي هذا المكان، بل انا اخترته بنفسي".
" يرغب كنت في ان ترافقينا، سنقوم برحلة بحرية...."
كادت بيلي ترفض، لكن كنت انضم اليهما.
" استعدي ، بيلي، سيصل المركب بعد قليل".
وكانت نظراته تأمرها بأن تطيع. فشعرت ان الوقت ليس مناسبا للنقاش، فاطاعته ودخلت الى غرفتها لتبدل ملابسها.
دار المركب حول الجزيرة ، ثم اقترب من الشاطئ الصخري ظلت بيلي تستند الى حافة المركب تتمتع بالهواء الذي يلاعب شعرها، وفجأة رأت بيلي خليجا صغيرا شاطئه رملي، اليس هذا هو نفس الشاطئ الذي تنزهت عليه هي وكنت حافيي القدمين.
" هل رايته؟"
صوت كنت خلف اذنها جعلها تنتفض
"رأيت ماذ؟"
| شاطئنا..... الاتذكرينه؟"
ايسخر منها عندما يصفه بأنه شاطئهما؟
لاحظ كنت ارتباكها، فوضع يده على كتفها.
" انظري جيدا، انه شاطئنا".
" مالذي يشغلكما انتما الاثنين؟" سألتهما اندري وقد اقتربت منهما.
" انه خليج صغير جميل جدا" اجابها كنت بهدوء.
تركتهما بيلي واتجهت الى مؤخرة المركب.
بعد قليل، تناولوا الغذاء في خليج كارديغان، وكان كنت قد اصر على ان يشاركهم قبطان المركب الغذاء.
في المطعم، كانت بيلي تجلس قرب كنت الذي يضغط بساقه على ساقها، فارتبكت ونظرت الى اندري، فوجدتها مشغولة بالثرثرة مع القبطان.
" امن الضروري ان تكون قريبا جدا مني؟" سألته بصوت منخفض.
لم يجبها كنت، بل ظل يسند كتفه على كتفها وساقه على ساقها، تنهدت بيلي، لماذا الطقس حار جدا هنا؟ كانت على قمة التوتر لاتعرف كيف تتخلص منه، وفي طريقهما الى المركب كادت تتعثر في سيرها، فأمسكها كنت بالوقت المناسب.منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور lebanon cat   رد مع اقتباس
قديم 27-04-08, 10:25 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 69661
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon cat عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon cat غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon cat المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الخامس عشر:
فأحست بيديه تحرقانها، وابتعدت عنه بسرعة، وعندما وصلا الى الجزيرة ، شعرت بيلي براحة كبيرة، واخيرا ستتمكن من الانفراد بنفسها بهدوء.
ولكن في اليوم التالي بعد الظهر، دخل كنت الى غرفتها وامرها بأن تستعد للخروج لتناول لعشاء في المدينة، لكنها رفضت بشدة، ففتح خزانتها واخرج منها ثوبا للسهرة.
" ارتدي هذا...."
" لن اخرج معكما"
" اذا لم تبدلي ملابسك بسرعة، سأمزق ثوبك هذا والبسك ثوب السهرة بنفسي...."
"لن تجرؤ على ذلك!"
لكن عندما رأته يستعد لتنفيذ تهديده تراجعت للوراء.
" حسنا، كنت ، لقد ربحت، سأبدل ملابسي، اخرج الان" ابتسم كنت واندي والقبطان يشربون كاسا.
"انظرا .... كم انت جميلة هذا المساء!" قالت لها اندري بلهجتها الساخرة.
" كنت اروي قصة مثيرة للقبطان...."
" ارجوك ، لاتقطعيها من اجلي".
عادت اندري للحديث مع القبطان، فاقترب كنت من بيلي وقدم لها كأسا ، فتناولته بيد مرتجفة.
"انت رائعة، هذا المساء بيلي".
ابتسمت بيلي وكانت تعلم انه لامجال للمقارنة بينهما وبين هذه الامرأة الفاتنة الانيقة التي لم تشاهد مثلها في حياتها.
في المطعم، كان الثلاثة يتحدثون بمرح، بينما ظلت بيلي بعيدة جدا عنهم تستند الى ظهر مقعدها شاردة الذهن تستمع الى اغنية يغنيها مطرب السهرة، وهي تتحدث عن القلب المحطم والحب الضائع ، كانت بيلي قد سمعتها مرات عديدة، لكنها لاول مرة تفهم معناها، وكأن كلمات هذه الاغنية كتبت خصيصا من اجلها.
"اذا؟"
"عفوا؟"
انه كنت ، ماذا يريد منها ايضا؟
"انها المرة الثانية التي اسألها فيها اذا كنت ترغبين بالرقص معي، بماذا كنت تحلمين؟"
"بالفعل، كنت بعيدة جدا".
"تعالي"
"لا".
" دعها كنت لاحلامها".تدخلت اندري " سأرقص معك انا."
" انها رائعة". قال القبطان المعجب وهو يتبع اندري بنظراته.
" نعم ، بالفعل"، اجابته بيلي بدون حماس.
"لقد روت لي كل حياتها، لم اكن اعلم انها مثلة مشهورة".
تفاجأت بيلي بهذا الخبر، لكنها ادركت الان سر نظراتها وابتسامتها.
" جاء دورك، الان، ايها القبطان". قالت له اندري وهي تقترب من الطاولة وكأنها تقدم خدمة كبير له.
انحنى كنت امام بيلي ومد يده نحوها، فنهضت وتبعته الى حلبة الرقص. وعندما ضمها اليه، احست بالنيران تشتعل في جسدها... وضعت يدها على كتفه محاولة جهدها ان لا تلمسه ، وتجنبت النظر اليه كي لا يلاحظ مدى تأثير يديه عليها... رقصا على انغام الموسيقى الهادئة دون ان يتبالا الكلام ، وبيلي تركز نظرها في الفراغ غير قادرة على التفكير بشيء اخر غير انفاسه الحارة على جبينها.
"هل اعجبك العشاء؟"

كان رائعا...." اجابته بسرعة مع انها لم تكن تذكر انواع الطعام الذي قدم على المائدة.
"كاذبة!"
" كنت! ماذا تقصد...."
" اخرسي" قاطعها واسند شفتيه على جبينها.
" استرخي بين ذراعي وحاولي ان لاتفكري باي شيء"...وجذبها نحوه فأسندت رأسها على صدره وتركت يدها تنزلق الى كتفه، واحست بأن ساقيها لم تعودا قادرتين على حملها، اذا تابع هكذا،لن تتمكن من الصمود اكثر! ستنهار وسيضطر لحملها حتى مقعدها.
ورغم ذلك، تمكنت من السيطرة على نفسها وتركته يقود حركتها على انغام الموسيقى.
عندما انتهت الموسيقى، عادا الى طاولتهما دون ان يلفظا اية كلمة، كان القمر ينير السماء عندما صعدوا معا الى المنزل بعد ان شكروا القبطان، وقبل ان تستسلم للنوم، سمعت بيلي خطوات كنت في كل الاتجاهات، وفكرت بتبدل مزاجه الغريب، لن تتمكن ابدا من فهم هذا الرجل الغريب.
تأملت بيلي تلة الاوراق المكدسة على مكتبها، يبدو ان كنت لم يتوقف عن الكتابة طوال الليل. انها بحاجة لاكثر من فنجان قهوة كي تجد الشجاعة لمواجهة هذا العمل الذي لن تتمكن من انهائه قبل حلول الظلام.
ومن حسن الحظ، لم تقترب اندري حتى الظهر، وكانت ترتدي تيورا عاري الظهر من الحرير الازرق، بينما كانت بيلي تتابع الطبع، اخذت اندري تتصفح كل الاوراق التي تركها كنت للتصحيح.
" ايمكنني ان افيدك بشيء ، اندري؟"
" اوه ، لا.... اردت ان اقوم بجولة بانتظار كنت".
"كنت؟ لابد انه نائم بعد ليلة طويلة من العمل! انظري لقد كتب خمسين صفحة!"
" لكنني خرجت لتوي من غرفته، ذكرته بأن المركب سيصل بين لحظة واخرى" اجابتها اندري بدلال.
" اي مركب؟" سألتها بيلي بدهشة.
" اتعتقدين اننا سنقضي النهار كله هنا؟ لقد طلبت من فارسي الامس ان يمر لاصطاحبنا ... الن تنضمي الينا؟"
سألتها بعد تردد.
" الافضل ان ابق هنا.... يلزمني ساعات طويلة لانهي كل هذا...."
لاحظت بيلي ابتسامة النصر على وجه اندري، في هذه اللحظات دخل كنت وهو على عادته لم يهتم كثيرا بأناقته.
" هل سنذهب؟" سألته اندري بأبتسامة ودلال.
"نحن لن نعود قبل حلول الليل، اليس كذلك يا عزيزي؟"
" لست ادري، على ماذا اتفقت مع صديقك ذئب البحر؟"
"اوه، ياعزيزي، اريد ان اكشف كل شيء في عالمك هذا كي اشعر بالقرب منك...."
وامسكت ذراعه وجذبته نحو الباب ، لكن بيلي سمعتها تضيف
"يا عزيزي ، الى متى ستبقى في هذه الجزيرة؟ الى ان تهرم....؟ انا متأكدة من ان سكرتيرتك الصغيرة ستعرف كيف تسلي نفسها اثناء غيابنا".منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور lebanon cat   رد مع اقتباس
قديم 27-04-08, 10:26 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 69661
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon cat عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon cat غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon cat المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السادس عشر"

ثم سمعت ضحكاتها الماجنة وتساءلت كيف تنجح هذه المرأة باستمالة كل الرجال. وتساءلت ايضا لماذا لم يصر كنت على ان تغادر الجزيرة في اليوم التالي كما اعلن يوم وصولها، انه يترك عمله المقدس من اجل مرافقتها في النزهات البحرية، ترى مالذي حصل بينهما وجعله يغير رأيه؟ هل ادرك الى اية درجة وهو يفتقدها...؟
بالطبع ، اندري امرأة يتمنى كل الرجال رفقتها، وكنت مثل كل الرجال، يكفي ان تظهر اندري حتى ينسى عمله ويصبح دليلا لها، على كل حال، كنت ليس سوى كاتب سيناريو بدون شهرة.... وقد يكون اهتمامه باندري مدروسا اكثر منه عاطفيا.
بعد ساعات، دفعت كرسيها الى الوراء، ونزلت للاستحمام بمياة البحر المنعشة، ثم تمددت على الرمال، تفكر بالمرة الاولى التي ضمها فيها كنت بين ذراعيه، وبتلك الليلة التي حملها فيها الى سريره وكادت فيها تنتمي اليه...
تزاحمت الذكريات في رأسها فتنهدت ولاحظت ان الشمس بدأت تميل للغروب.
لقد اوشك النهار على نهايته دون كنت ، ودون مزاجه المتقلب ولمسات يده الرائعة.
ادركت الان الى اية درجة كل حياتها تتمحور حوله وحول عمله . انها متعلقة جدا بهدا الرجل العنيد والطموح وتخشى ان لا تتمكن من العيش بدونه....
حل المساء، فأشعلت الفتاة النار في المدفأة كي تخفف برودة المساء، ثم تناولت كتابا وتمددت على الكنبة ، لكن كان من المستحيل ان تركز انتباهها على ماتقرأه! لم يكن بامكانها ان تزيل كنت واندري من رأسها.
نهضت ودخلت الى غرفتها وطال ارقها الى ان غلبها النعاس ونامت. ولم تستيقظ عندما عادا متأخرين.
مع طلوع الفجر، استيقظت بيلي ، فجلست في سريرها تبحث عن وقع خطوات كنت، لكنها لم تسمع شيئا، لابد انه نائم، او قد يكون لايزال على اليابسة، نهضت لتشرب كوب ماء في المطبخ، ولدى عودتها الى غرفتها تفاجأت بكنت يقف امام النافذة في غرفة الطعام.
" استيقظن؟" سألها بجفاف.
" اوه، لقد ارعبتني!" واستندت على الحائط لتلتقط انفاسها.
"لم اسمع خطواتك التي اصبحت عادة، فايقظني الصمت".
" هناك مشهد في السيناريو يتعبني كثيرا، فجئت الى هنا لاتمتع بمنظر طلوع الفجر..." وتوقفت نظراته على قميص نومها الرقيق وقدميها الحافيتين.
هربت بيلي بسرعة الى المطبخ كي تحاول تهدئة دقات قلبها المتسارعة وعندما مرت امام غرفة الطعام، كان كنت يشعل النار، فاقتربت منه بهدوء، مسح كنت يديه ببنطلونه وتقدم خطوة منها وتأملها قليلا وتوهج النار ينعكس في مقلتيها.
عضت بيلي على شفتيها ، وكنت لايبعد نظره عنها.
" هل ستعودين للنوم؟"
"لا ، لقد هرب النوم من جفوني".
ابعد كنت خصلة شعر عن وجهها، فابتسمت... كانت يد ناعمة جدا. والتقت نظراتهما من جديد، وكل واحد يبحث في نظرات الاخر عن جواب لتساؤلاته . وامتلا الجو بينهما بالكهرباء، دون اية كلمة، ضمها كنت بين ذراعيه، فاستسلمت له لاهثة ، وعندما التقت شفاههما ، احست بيلي بأن قلبها سيخرج من صدرها.... بدا وكأن الوقت توقف حولهما .... ولم تعد تشعر سوى بهذه اليدين القويتين الناعمتين اللتين تداعبان جسدها وتضمانها اكثر واكثر، احست بحراة جسده من خلال قماش قميص نومها الرقيق ، واصبح فم كنت الدافئ اكثر الحاحاً في تذوق فمها المنعش ... اجتاحتها موجة كبيرة من اللذة ، واحست تحت اصابعها بدقات قلبه القوية ... فأدركت عندئذ مدى تأثيرها عليه ، وجنون الانفعالات التي تولدها في كيانه ... ابتعد كنت لحظة ثم ضمها اليه بقوة

اكبر ، احست بصدره يضغط على صدرها ، فضمت كتفيه وفتحت شفتيها من جديد لقبلاته ، لكن كنت ظل يقبل عنقها ويزيد من تأجيج نيرانها .
تحولت كل مشاعر بيلي الى انفعالات بركانية ، شفاه كنت ، رائحة جسده ، نعومة صدره الذهبي ، واحست بدوار ولم تعد تقوى على الوقوف ، دس كنت وجهه في شعرها الطويل .
" في المرة القادمة ، عندما تستيقظين باكراً "، قال بصوت مرتجف لاهث .
" من الافضل ان تحبس نفسك في غرفتك وتقفلي الباب جيداً ..."
ثم امسك وجهها بين يديه وتأمل شفتيها اللتين لا تزالين رطبتين ومنتفختين من اثر قبلاته وداعب خدها بحنان .
" كنت ، انا ..."
فأسكتها بوضع اصبعه على شفتيها ، كانت بيلي ترتعش بين ذراعيه .
" لم يعد يكفيني ان اضمك فقط بين ذراعي ، بيلي . ادخلي الى غرفتك فوراً ، قبل ان نفعل ما نندم عليه ..."
ودفعها باصرار نحو الباب ، لكنها ترددت قليلاً امام الباب والتفتت نحوه ، كان يستند الى المدفأة يحاول السيطرة على انفعالاته ، وكانت بيلي تعلم انها ليست بحاجة سوى لكلمة واحدة ، كي يضمها من جديد بين ذراعيه ... كانت ترغب كثيراً بذلك وهي متأكدة انه يرغب بها بنفس القوة ، بعد نظرة طويلة ، استطاعت ان تتخلص من سحر جسده عليها ، ودخلت غرفتها بهدوء .
مرت الساعات ببطء قبل ان تشرق الشمس وبيلي لم تتوقف عن التفكير بكنت . كانا قد عاشا لحظات نادرة من اللذة علمت من خلالها انها تمثل بالنسبة له شيئاً آخر اكثر من مجرد مغامرة سينساها بسرعة .
ابتسمت بيلي ، يبدو ان هذا النهار سيكون رائعاً فارتدت ملابسها وسرحت شعرها وتوجهت الى مكتبها . لكن المشهد الذي كان ينتظرها جعلها بدون صوت : كانت اندري جالسة على الكرسي وهي بكامل اناقتها تقرأ مخطوطات كنت .
حاولت بيلي ان تسيطر على غضبها وقالت بصوت ارادته هادئاً :" ماذا تفعلين بالتحديد ، آنسة الان ؟"
رفعت اندري رأسها نحوها بجفاف ثم تابعت قراءتها .
" ماذا برأيك ؟ آخذ فكرة عن دوري ، بكل بساطة !"
" دورك ..." ترددت بيلي بدهشة .
" بالتأكيد ! انوي لعب الدور الرئيسي ، وارغب في ان يكون هذا افضل نص يكتب لي . لقد سبق ان حذرت كنت بأنني سأفعل المستحيل كي احصل على هذا الدور . هل فهمت ؟ اريد هذا الدور والآن ، ارغب بقراءة هذا السيناريو وحدي . ولكني اشعر ببعض الخيبة ، ليس في هذه الشخصية شيء مهم كدور البطل . وفور عودتي سأتصل بريندلز لاعلمه بما افكر به ..."
بأي حق تسمح لنفسها بانتقاد عمل كنت ؟ فنظرت اليها بغضب شديد :
" لن تفعلي ذلك ابداً ! انه سيناريو رائع ! واذا بكيت امام المخرج ، فانك قد تؤثرين على مستقبل كنت ."
" اؤثر على مستقبل ! " رددت اندري بسخرية .
" يالك من ساذجة ، يا عزيزتي ... اتعتقدين انني اهتم ؟ ان من يسمعك يعتقد ان كنت مبتدئ مسكين ..."
" اندري ! ".
تجمدت الكلمات على شفتيها ، كان كنت يقف خلف بيلي ، والشرر يتطاير من مقلتيه ، فاقترب منها بسرعة واخذ الاوراق من يدها مهدداً .
" الافضل ان اخرج قبل ان انس انك امرأة ..."
" هكذا اذاً ! قد يكون من الافضل ان تخرج قبل ان ... نفعل مانندم عليه ." قالت بسخرية محاولة ان تقلد صوت كنت عندما كان يكلم بيلي في ساعات الفجر الاولى

 
 

 

عرض البوم صور lebanon cat   رد مع اقتباس
قديم 27-04-08, 10:28 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 69661
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon cat عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon cat غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon cat المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عضت بيلي على شفتيها ، اذاً اندري سمعت ورأت كل شيء ! ولكن كيف ؟ اين كانت تختبئ !.
كان كنت ينظر الى اندري وكأنه سيخنقها لشدة غضبها ، ولكن بجهد كبير ، استطاع ان ينجح في السيطرة على اعصابه ...
" انت قادرة على القيام بأي عمل وضيع ، اندري ، اليس كذلك ؟" استفزته اندري بابتسامة ماكرة .
" صحيح ، يا عزيزي ، ولقد اكتشفت شيئاً مهماً بخصوصك انت ... اتعتقد انك وجدته اخيراً ، كنت ، الحب الكبير الحقيقي ؟"
رمقها كنت بنظرة احتقار ، انها لاتستحق الاجابة ، واتجه نحو الباب ، لكن اندري غرزت اظافرها المطلية بذراعه واستوقفته .
"كيف يمكنك ان تعتقد للحظة واحدة انها تناسبك؟"
فرفع يدها عنه بهدوء" هذا يكفي، اندري"
" اوه لا، يجب ان تسمح الي ، ياعزيزي، انت مثالي والرجال الذين من نوعك ، انا اعرفهم: كتاب حالمون.... تعتقدون دائما انه يوجد في هذا العالم المنحط القذر امرأة مثالية لاتنظر الى سواكم! ولكن اذا كنت حقا تجدها امرأة كاملة، لماذا كذبت عليها لماذا لم تقل لها انك...."
ارتبك كنت واعتقد بيلي انه سيضربها، لكنه ابتعد شاحبا كالاموات، الا ان اندري وجهت نحوه سهمها الاخير:" ستخدعك وتخونك كالاخريات، انا اقول لك هذا، وستعض اصابعك ...." لإ.
خرج دونان يلتفت نحو بيلي وصفق الباب وراءه بعنف مما جعل النوافذ ترتج، وترك الامرأتين وجها لوجه.
" انت انسانة كريهة ، اندري".
" وانت ، انت صغيرة غبية! اتعتقدين حقا ان رجلا ككنت يهتم بفتاة مثلك؟ انا وحدي استطيع ان افهمه، نحن من نفس الجزر".
" من نفس الجزر؟ اوه لا".
" بل انا اعرفه اكثر منك، ايتها المسكينة الغبية! انه طموح جدا ، مثلي تماما، هدفنا الوحيد النجاح! كما وان له ضعف عمرك تقريبا. لست بالنسبة له سوى مغامرة عابرة تسلية في وحدته على هذه الجزيرة، رجل مرهف مثله لايمكنه البقاء طويلا بدون امرأة، اذا هو يأخذ ماتقع عليه يده...."
ثم وقفت بدلال واضافت:
" انت بلهاء، ياصغيرتي.... الافضل ان تحبسي نفسك في غرفتك وتقفلي على نفسك جيدا بالمفتاح...."
كانت هذه الجملة الاخيرة كالصفعة القوية هذه الامرأة الفظيعة سمعت كل وارق همسات كنت! وشحب لون بيلي تحت تأثير الاهانة.
"نعم انت فتاة صغيرة تريد ان تدخل في عالم الكبار، ولكن هذه لعبة البالغين! اتعتقدين حقا انه لك مكان صغير في عالم كنت؟ اتعلمين فقط ماهي حياته؟ اصدقاؤه ومعارفه كلهم من المشاهير الاثرياء، طفلة مثلك ستكون كرة بين يديه فقط!"
لا، هذا كثير، اتجهت بيلي نحو الباب ، لكن صوت اندري تبعها:
" انظري الى نفسك ايتها القديسة العذراء! ماذا لديك لتقدميه لرجل مثله؟" وخرجت بكل كبرياءها وتركت الفتاة منهارة في وسط الغرفة....
ماهي كذبة كنت، ماهي الحقيقة التي يخفيها عنها؟..
انها لاتفهم شيئا! مالذي يخشى البوح به؟لم تستطع بيلي ان تتخلص من القلق الذي يخنقها، وظلت كلمات اندري ترن في اذنيها: سخيفة ، صغيرة ساذجة، كيف استطاعت ان تعتقد للحظة انه بامكانه ان يحبها؟ وبذور الشك التي زرعتها اندري في رأسها كانت تعذبها وتخنق كل محاولة منها للتعقل.ايمكنها ان تأمل في التغلب على امرأة كأندري؟ المعركة خاسرة سلفا. ثم دخلت المطبخ واعدت الشاي، وفجأة ظهر كنت امام باب المطبخ
"لقد اعددت الشاي، اتريد فنجانا؟" وحمدت الله الان صوتها لم يظهر توترها.
"لاشكرا، انا بحاجة للقهوة". اجابها بجفاف وجلس على الكرسي مقابلها واخذ ينظر من النافذة .
" هل سبق ان جئت الى هذه الجزيرة في الشتاء؟"
"نعم". اجابها بإيجاز، واعتقد بيلي بأنه لايرغب بالكلام، لكنه اضاف بعد تردد:" انه المكان المثالي عندما اكون بحاجة للوحدة".
"هل كانت سكرتيرتك ترافقك؟"
" هيلين؟ لم يكن بامكاني اقناعها بالمجئ الى هذه الجزيرة في الشتاء. بالكاد كانت تتحمل شهرا في فصل الصيف! على كل حال، عندما لايكون لدي شيء لتطبعه، كنت افضل البقاء وحدي. انها تعيش في كاليفورينا. وعندما كنت احتاج اليها في نيويورك كانت لا تتوقف عن الشكوى."
ارتاحت بيلي لموضوع الحديث، فليتكلم بأي شيء....
"الديك مكتب في نيويورك؟"
" لا، انا اعمل هناك في شقة في شارع بارك افاني".
" يالهي! انه ارقى شوارع نيويورك! لابد انه ينزل في شقة احد اصدقائه..." قالت في سرها.
"وماذا تفعل هناك؟"
فنظر اليها بدهشة" اقصد اي نوع من الحياة تعيشه؟ اتلتقي العديد من الفنانين والمخرجين؟" سألته من جديد.
" نعم" اجابها بإيجاز.
" وفي كاليفورينا؟ اتعرف ايضا اناسا مشاهير" تأملها كنت قليلا ثم سألها بهدوء.
" الى اين تريدين الوصول بيلي؟"
"ولا الى اي شيء". واحمر وجهها من الخجل.
" الم اقل لك بانني لا احب الكلام عن نفسي؟"
" ولكن يجب ان اعلم اكثر عنك!" واخفضت وجهها.
" يجب؟"
" نعم .... اريد ان اعرفك اكثر". ثم رفعت رأسها نحوه، والحنان الذي رأته في مقلتيه جعلها تشعر بالمثل والسعادة.
مد يده فوق الطاولة، وامسك يدها بحنان كبير. فسرت في جسدها رعشة لذيذة.
" حسنا، بيلي ، اطرحي علي كل اسئلتك، لقد تعبت من مقاومتك، قد تكون انجري على حق.... قد يكون من الخطأ ان لا اثق بك..."
شعرت بيلي بأن قلبها يدق بسرعة جنونية... الثقة... انها بداية جيدة.
" اريد ان اعرف كيف عشت طفولتك، وماذا تكتب عندما لا تكتب سيناريو. ومن هم المشاهير الذين تعرفهم في هيوليود..."
لكن هدير محرك مركب جو قاطعها، فخرجا الى الشرفة: انه بالفعل جو يصعد نحو المنزل.
" هالو! صباح الخير، سيد تايلور... انسة .... لدي رسالة لك، سيد تايلور، لقد وصلت لتوها من الولايات المتحدة، وتبدو مهمة لهذا السبب جئت فورا" وناوله مغلفا فتحه كنت فورا وشحب وجهه.
" بيلي ، ولو سمحت قدمي القهوة لجو... سأعد حقيبتي، وسأكون جاهزا بعد خمسة دقائق" قال للبحار.
" ايمكنك انتظاري؟"
" وماذا هنالك، كنت؟" سألته بيلي بقلق شديد.
" والدتي... انها مريضة يحب ان استقل الطائرة فورا الى بالم سبرينغ".
" سأرافقك". قالت اندري التي دخلت لتوها.
لا ، هذا ليس ضروريا"، اجابها دون ان ينظر اليها.
" ولكن بلى! اتعتقد انه يمكنني البقاء هنا من دونك؟ سأكون جاهزة بلحظة واحدة".
" كنت اعتقد ان رينولدز سيمر لاصطحابك في نهاية الاسبوع في طائرته الخاصة".
"لا، لن انتظره، سأتصل به هاتفيا".
واخيرا، فهمت بيلي طبيعة علاقتهما، وفهمت لماذا سمح لها كنت بالبقاء.... المخرج ستانديش وطائرته الخاصة هما تحت تصرف اندري، لهذا السبب يلاطفها كنت... اعدت بيلي القهوة لجو، وانضمت الى كنت في غرفته.
"ايمكنني ان افعل شيئا لك؟"
تأملها كنت قليلاً ثم تابع ثم تابع اقفال حقيبته .
" سأخذ السيناريو معي . لم يبق لدي سوى تصحيح بعض المشاهد ..."
" ايجب علي ان ارحل ؟ خاصة وانك ستغادر الجزيرة ؟"
" لا!" اجابها بحزم ، ثم حاول السيطرة على اعصابه واضاف بهدوء .
" لا ، لو سمحت ... افضل ان تبقي ، لست ادري ماذا ينتظرني هناك ، اذا كان كل شيء على مايرام ، سأعود بسرعة ولكن اذا كان الأمر خطيراً ... ولكني اتركك مع تلة كبيرة من الاوراق للطبع !"
" لا بأس ، كنت ، سأتدبر أمري ".
" انا واثق لامن ذلك ، ولكن هل ستخافين وحدك ؟"
ورفع وجهها نحوه بلطف ، فابتسمت محاولة اطمئنانه .
" لست ادري ، ولكن سبق لي ان وجدت نفسي وحيدة ، في ظروف اصعب ... سأخرج منها كالكبار ، كالعادة "
داعب كنت شفتيها بحنان كبير .
" بيلي ، هناك اشياء كثيرة ..." ثم ابتعد عنها فجأة " والآن اسمعيني جيداً ، بامكانك ان تستقلي الغاري في الصباح وتتصل بي في مرفأ الغين على هذا الرقم " وسجل رقم هاتف على ورقة واضاف .
" غداً في الساعة الثانية عشر سأنتظرك على هذا الرقم ".
" حسناً ، واذا لم استطع الاتصال بك ؟"
" سأتصل انا واترك لك رسالة مع جو فيأتي فوراً لاخبارك ".
" والتقت نظراتهما ، واخذت بيلي تصلي للسماء كي لا يقرأ في عيونها الحب الكبير الذي تكنه له .
بعد دقيقتين ، كان ينزل هو واندي وجو يحمل الحقائب ، وقبل ان يصعد الى المركب ، التفت نحو بيلي وابتسم .
" حظاً موفقاً كنت ".
" شكراً ".
وابتعد المركب ، ورغم حرارة الشمس ، اخذت بيلي ترتجف ، وظلت تنظر الى المركب حتى اختفى ، فعادت الى المنزل .
كم كانت سعيدة في الصباح ... مليئة بالامل ، كان كنت على وشك الوثوق بها ، والآن هناك شعور غريب يثقل قلبها وكأن القدر يريد ان يفسد سعادتها الحديثة .
على الطرف الآخر من الهاتف ، سمعت بيلي صوت كنت العميق .
" آلوا ".
" هذا انت ..."
وغلبها الانفعال لدرجة انها نسيت ماكانت تستعد لقوله .
" بيلي ... انا بغاية الشوق لسماع صوتك ، وكل شيء على مايرام ؟
نعم !" وبالفعل كان كل شيء على مايرام باستثناء الليلة الطويلة التي قضتها في الوحدة والرعب ...
" سمعت في الراديو ان عاصفة ضربت نيو برنسويك ، هل وصلت الى الجزيرة ؟"
" نعم ... ولقد انقطع التيار الكهربائي ، لكن الشركة اكدت بانه سيتم اصلاحه هذا اليوم ".
وكانت العاصفة قوية لدرجة ان بيلي خافت على المنزل ، لكنها لم تشأ ان تزيد من قلقه ، وكانت قد اضطرت لتحسس خطواتها كالعمياء بحثاً عن الشموع ، واصطدمت بكل اثاث المنزل والجدران واسنانها تصطك ... كانت ليلة مرعبة حقاً حيث لا يسمع سوى صوت الهواء يكسر اغصان الاشجار ، لكن بيلي تشجعت على امل سماع صوت كنت .
" ولكن قل لي ، كيف هي والدتك ؟"
" لقد اجروا لها فحوصات في المستشفى ، ومن الممكن الا يحصلوا على النتائج قبل عدة ايام ، وحتى ذلك لست ادري ماذا ينتظرني ..."
" أنا آسفة من اجل والدتك كنت ..."
" بيلي ، ان ما يقلقني الآن ، هو انني تركتك ووحدك وسط تلك العاصفة ، انا اعلم كيف تكون في الجزيرة ، بيلي اذا لم يتم اصلاح الكهرباء لا ضرورة لبقائك على الجزيرة ، لا تنتظري الغاري ، اذهبي مع جو وتأكدي من الكهرباء ، واذا لم تكن قد عادت ، عودي مع جو الى مرفأ الغين ، هناك فندق مريح ستجدين فيه غرفة بالتأكيد".
" حاضر سيدي ". اجابته ممازحة .
" انا لا امزح بيلي ! لا اريد ان اعرف انك وحدك في الظلام على الجزيرة ... واذا لم اتمكن من العودة قبل ايام ..."
" حسناً ، كنت لا تقلق ، سأتدبر الامر مع جو ".
" بيلي ".
: ماذا ، كنت ، اهناك تعليمات اخرى ؟"
" لا ... لا ، هذا كل شيء ، اتصلي بي بعد غد في نفس الساعة ، سأكون بانتظارك ..."
" الى اللقاء كنت ..."
" الى اللقاء " ثم اقفل الخط .
لكن بيلي لم تترك السماعة ... الهاتف كان الصلة الوحيدة بينهما ... ولكنه بعيد ... نزلت بيلي نحو الرصيف ، وحاولت تجنب الوحول التي تركتها عاصفة الامس ، وفجأة خطرت ببالها فكرة جعلتها تركض بسرعة ، يجب ان تر جزيرة هيدن كي تتأكد ان كل هذا حقيقة وليس حلماً ، وانها حقاً تعمل مع كنت ، بانه موجود وقد تلمست يداه جسدها ...
كان جو العجوز يعمل على تنظيف المركب ، فقفزت بيلي الى المركب ، واقتربت منه بسرعة .
" اذاً ، انت مستعدة للعودة الى جزيرتك ، آنسة ؟".
" ارجوك " وكانت تتمنى لو ان هذه الجزيرة جزيرتها فعلاً ! مسح جو يديه بفوطة الى جانبه وابتسم لها .
" هيا بنا ، سأعيدك ".
وانطلق المركب ، ورغم الهواء الذي كان يعصف بشعرها ويحجب عنها الرؤية ، كانت بيلي تحاول رؤية حدود الجزيرة من بعيد ، وعندما وصلا ، ابتسمت وشعرت بسعادة كبيرة .
صعدت نحو المنزل راكضة كي تتحقق من الكهرباء بينما تفحص جو اغصان الاشجار المحطمة ، سرت بيلي كثيراً برؤية التيار الكهربائي يعمل ، ثم نزلت وطمأنت جو الذي كان يجمع الاغصان في الحديقة .
" عندما ستجف هذه الاغصان ، سيكون بامكانك استعمالها للتدفئة ".
" شكراً لك ".
" سأزورك كل يوم حتى عودة السيد تايلور ، الى الغد آنسة ".في اليوم التالي ، ركبت بيلي الغاري الى الجزيرة برنس ادوارد ، كانت السماء قد صفت ولا اثر للغيوم ، وكان جو مرحاً والسياح سعيدون ... لكن بيلي كانت تفتقد لكنت كثيراً ، بدونه كل شيء يبدو حزيناً بائساً ، ولا طعام للغداء الشهي الذي تناولته في قرية الصيادين .
وفي اليوم التالي ، جاء جو العجوز لاصطحابها الى مركز البريد والهاتف ، فادارت قرص الهاتف وشعرت بسعادة كبيرة عندما سمعت صوته .
" كنت ؟"
لكنه لم يجب .
" كنت ؟ ماهي اخبار والدتك ؟"
" انها بخير ، ليس هناك مايثير القلق " اجابها بصوت بارد جاف .
" انا سعيدة من اجلك ، متى ستعود ؟"
وكاد قلبها يطير من الفرح ، سيعود ، اخيراً الى جزيرتهما ! لكن جوابه كان كضربة قوية ادمت قلبها .
" لن اعود سأرسل رجلاً معتاد كل سنة على اقفال المنزل ، سيصل غداً ، اعدي حقائبك ، سترحلين صباح غد على متن الغاري ".
ظلت بيلي لحظات لا تصدق ماسمعته ، وطال الصمت المزعج الثقيل .
" ... كنت ، ولكن لماذا ؟" وبدأ نظرها يتشوش ، فأغمضت عينيها محاولة مقاومة دموعها .
" انت تعرفين جيداً لماذا ، بيلي ، نحن لم نعد نلعب الآن " اجابها بحدة ، ثم اضاف بعد صمت جديد .
" لو سمحت ، كفاك لعباً بي ..."
" اللعب ؟ انا ؟ ماذا تعني بكل هذا ؟"
" كفى ! كنت تعرفين منذ البداية ، اليس كذلك ؟"
" ولكن ماذا ؟" صرخت بيأس .
" عندما وصلت وادعيت انك جئت من اجل عمل السكرتيرة ... استعملت كل البراءة والاحتيال ، وادعيت انك لا تعرفينني ، لكنك كنت تعرفين جيداً من انا ... وصديقك المزعوم الذي يعمل في النيويورك برس ... لكنني صدقتك مع الاسف ! كنت اريد ان اصدقك ، بيلي ..."
استندت بيلي على الحائط ، وكانت كلماته تقع كالمطرقة على رأسها .
" وعندما حاولت جعلي اتكلم ، اتذكرين ؟ كنت اعلم بانك قادرة على تحوير كلماتي كي تغذي قذارتك وتنشريها في صفحات الفضائح ! ولكن لا ... كنت اعتقد انك مختلفة عن بقية الصحفيين !"
" الصحفيين ؟"
" وعندما رأيت المقال الاول في النيويورك برس ، علمت بانه لا يمكن ان يكون احد غيرك كتبه ، ولكنني مع الاسف ، استعدت ثقتي بك بكل غباء عندما جاءت اندري وقالت بان رينولدز ستنديش قال امام الجميع بانني مع سكرتيرة صغيرة مخملية الصوت ... وبأن أي احد يمكنه ان يخترع الاقاويل ..."
بدأت بيلي ترى بوضوح ... اذاً هذا ما اغضبه تلك الليلة ... كان اسمه على صفحات الجرائد !.
" ولكن المقال الذي نشر بالامس ، بيلي ! هذا كثير جداً ! عندما قرأت الاكاذيب التي نشرتها النيويورك برس والتي انتشرت في كل البلاد ! كيف تعتقدين انه كان شعوري عندما رأيت هذا العنوان : كنستون مارتن ، الناسك المتعبد في جزيرة الرعبة ! تصوري انهم يقولون بانني بعد ان قضيت الصيف مع عذراء صغيرة عدت ورميت نفسي في احضان الممثلة اندري الان ! وكل هذا تحت تعليق احكم انت ايها القارئ لم يسبق لي ان قرأت مقالاً كتب عني بمثل هذه القذارة !"
" كستون مارتن ! كنت ، أهذا انت ؟"
" يا الهي ! توقفي عن لعب دور البراءة ظلت بيلي بدون صوت ، اذهلها الخبر ، واخيراً تمزق القناع ... كنت هو الكاتب كنستون مارتن ! انه هو الكاذب المخادع ...
" انت ... انت لا يمكنك ان تعتقد بانني انا ، هذا مستحيل !" قالت له بصوت مختنق .
" احزمي حقائبك وارحلي ! امامك من اليوم حتى صباح الغد ، سترسل هيلين لك شيكاً الى عنوانك الوداع بيلي ، لقد انتهى عقد عملك ."
واقفل السماعة في وجهها ... لكنها لم تقفل ، احست بان شريط الهاتف يخنقها ... لكن الهواء الذي دخل من النافذة ساعدها على العودة الى الواقع .
هذا غير معقول ! مستحيل ! كنت ... اوكنستون مارتن ! ولكن الم يقل لها انه لا يكتب سوى سيناريوهات ؟ لا ، بل استنتجت ذلك من بعض كلماته التي كان يرميها صدفة ، لكنه لم يحاول تصحيح معلوماتها ... وجعلها تعتقد انه كاتب مبتدئ مهمل بينما هو اشهر كتاب جيله ... الرجل العابث الدون جوان ... الذي يلاحق كل الحسناوات ! ويتهمها الآن بتدمير سمعته ...
اعمتها دموعها ، فأسرعت نحو الرصيف واعادها جو الى الجزيرة ، في الليلة السوداء التي قضتها لم تشعر بشيء ، ولا بالهواء ... كل ماكانت تفكر فيه هو ان كنت لن يعود ابداً ، انتهى كل شيء ، والصيف مات ابتداءً من هذا الصباح .
قضت الليل وهي تدور في غرفتها كالحيوان الجريح ، اي اهانة ، اي ذل ! لماذا سخر منها ؟ آه ! لابد انه تسلى كثيراً بلعب دور الكاتب الصغير امامها ! كم كانت غبية ! ذلك الكاتب المشهور اللامع كان يضحك في قرارة نفسه منها ، كان بامكانه ان يقول لها الحقيقة ، ولكن لا ، فضل السكوت وتركها تتوهم ، ولكن كيف كان بامكانها ان تتكهن حقيقته بينما كان هو يهمل نفسه ويعيش منزوياً ؟.
ولكن ... بما انه كنستون مارتن ، فهي تعرف ضحاياه من النساء اللواتي قرأت عنهن كثيراً ، ولا شيء يدهشها في خوفه من الصحفيين ! وهي التي كانت تعتقد انه يحبها ...
يالها من ساذجة ! الحب! انه حتى يجهل معنى كلمة حب ، لقد كانت اندري على حق ، انهما لا يعيشان على نفس الكوكب ... بينما هي اندري رفيقة مناسبة له ، انهما الثنائي المثالي ، اوه ، فيأخذها ويتمتع بها فكلاهما من نفس النوع !.
نهضت بيلي في الصباح الباكر واثار البكاء طوال الليل ظاهر على عيونها المنتفختين ، وبعد ان اعدت حقيبتها ، قامت بجولة اخيرة على المنزل ، و اليأس يملأ قلبها ، سيصل الرجل الذي سيرسله كنت بين لحظة واخرى .
وقبل ان تغادر غرفتها ، القت نظرة اخيرة على السرير الذي قضت فيه ليال هادئة ، كانت التواليت قد اصبحت خالية ... والسرير مرتب ، ليس هنالك سوى الفراغ وكأنها لم تعش ههنا حقيقة ... ثم دخلت المطبخ ونظفت المكان ووقع نظرها على الفناجين المذهبة التي اشتراها كنت في يوم اجازتهما في المدينة ... وبحزن شديد ، اقلت خزانة المطبخ ... فقط لو كان بامكانها ان تقفل على ذكرياتها السعيدة القليلة .
ثم قامت بجولة في الحديقة ، هل سيذكرها كنت عندما سيعود من جديد الى هذه الجزيرة ؟ وعندما نزلت الى الشاطئ ، القت نظرة اخيرة نحو المنزل ، لقد انتهى الحلم الجميل ، كنت تايلور ، المخادع الكاذب ... لقد قال لها ليلة وصولها بانها ستكرهه ، وهي التي جنت على نفسها واستحقت ذلك .
وانتظرت امام حقائبها ... انها لاتنتمي الى هذا المكان ، لقد تبدد كل شيء ولم يبق سوى هذه الجزيرة ...
واخيراً وصلت الغاري ، ونزل منها رجل في الخمسين من عمره وابتسم للفتاة .
" آنسة اندرز ؟" ومد يده نحوها " جئت لاقفل المنزل ، كعادتي كل سنة ، هذه ليست اول مرة ".
ظلت بيلي صامتة ، تحبس دموعها ، ونبتسم بشرود .
" سأهتم بكل شيء ، لا تقلقي ، آنسة ، بامكانك الرحيل الآن ".
" شكراً " وصعدت الى الغاري ، واستندت الى الحافة تتأمل جزيرة هيدن للمرة الاخيرة

 
 

 

عرض البوم صور lebanon cat   رد مع اقتباس
قديم 27-04-08, 10:30 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 69661
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: lebanon cat عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lebanon cat غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lebanon cat المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كم كانت غبية ، كانت على امل ان يعترف كنت بحبه لها في اللحظة الاخيرة ! لكن الحقيقة شيء آخر ، ابتعدت الغاري ، وكنت على بعد الاف الكيلومترات ، ولابد انه ازالها من فكره ... مسحت دموعها بعصبية ، لا ، لن تبكي ... لقد حذرها منذ البداية ، لكنها هي قبلت التحدي واضاعت نفسها وقلبها ، تنهدت بحسرة كبيرة ، فهي متأكدة انها لن تنسى كنت ونظراته المخادعة ابداً ، ستمضي سنوات طويلة قبل ان تتمكن من نسيان وجهه .
حملت بيلي حقيبتها الى الكراج .
" لقدجئت ، سيد غانون لآخذ سيارتي ".
احضر السيد غانون لها المفاتيح وابتسم لها باعجاب .
" حظاً موفقاً ، آنسة اندرز ، ستقودين سيارتك بحذر ، اليس كذلك ؟"
شكرته بيلي ، وقادت سيارتها ببطء ، وكانت ترى من خلال المرآة الامامية كل شيء يختفي خلفها الى الابد .
كان الهواء الخريف بارداً في شوارع نيويورك ، اوقفت بيلي سيارتها الجديدة امام البناية وصعدت الى شقتها ووضعت الاكياس امام الباب وفتحته ودخلت .
بعد ساعة كانت قد ارتدت قميص نومها وجلست امام شاشة التلفزيون ، وفجأة جحظت عيونها لقد ظهرت اندري الان على الشاشة برفقة ممثل شاب فاتن ترقص في احد ملاهي المدينة وسط حشد من ابناء السينما .
اطفأت بيلي التلفزيون بحركة عصبية يبدو ان العالم كله يستمر في دوارنه بدونها ... ورمت نفسها على الكنبة من جديد ، وكانت كل جهودها اليائسة في المحاولة لنسيان كنت قد باءت بالفشل ، وعادت الذكريات تؤرقها ، ولكن الى متى؟ كلما تأملت في النسيان يحصل شيء يذكرها بذلك الصيف وآلامه .
ومنذ عودتها الى نيويورك لم يحاول كنت الاتصال بها ، وقد وصلها شيك موقعاً من سكرتيرته هيلي ، لكنه لم يرسل لها اية كلمة ، كما وان الصحف خرست مرة واحدة ولم تعد تتكلم عنه .
وكان الروتين قد عاد بسرعة وتأقلمت من جديد مع جو فيرفيلد اكاديمي ، فحملت فنجان الشاي بيدها المرتجفة وتذكرت كل تفاصيل ذلك الصيف مع كنت ، انه لايستحق كل هذا العذاب الذي تعيشه ... لكنها لا تتمكن من طرده من افكارها ، يكفي ان تغمض عينيها حتى ترى قامته وابتسامته ، وتتذكر ذلك الارتعاش الذي كان يعتريها كلما لامستها يداه وشفاهه ... لا يمكن لرجل غيره ان يطفئ النار الذي اشعلها هو في كيانها ، كانت كل ليلة تعيش فيها تلك اللحظات السعيدة القليلة التي عاشتها معه ، كل لمسة كل قبلة كل لحظة حنان ... العذاب كبير جداً على قلبها الرقيق ، ولكن لماذا يجب على رجل مثله ان يدمر حياتها ؟ يجب ان تنساه وان تعيش حياتها فهي لا تزال شابة وجميلة والحياة امامها .
فجأة رن جرس الباب فانتفضت وعادت الى الواقع لابد انها جارتها التي تزورها عندما يكون زوجها مسافراً .
فتحت الباب وجحظت عيونها من شدة الدهشة .
" انت !".
كان كنت يقف امام الباب بقامته الطويلة لشدة غضبها ارادت ان تقفل الباب بوجهه لكنه منعها .
" اخرج " صرخت بحدة ، وكان قلبها يدق دقات مؤلمة .
" كما تشائين ، ولكن الجيران سيسمعون صوتي وانا اصرخ ..."
" لن تجرؤ ابداً!"
" حاولي اقفال الباب وسترين ..."
نظرات عيونه ، والتصميم الذي بدا من كلامه ، جعلها تتفهم انه سينفذ كلامه ، وهي لا ترغب باثارة فضول الجيران ، فتراجعت وسمحت له بالدخول ، اقفل كنت الباب وراءه ووقف امامها يتأملها ، كان قريباً جداً فأحست بيلي بالدوار ... ولجأت الى طرف الغرفة الأخرى ، وكتفت يديها على صدرها كي تخفي ارتجافها كيف تمكنت من العثور علي ؟".
" لا شيء اسهل من ذلك ، كان لدي عنوانك ..."
وتأملها كم اصبحت نحيفة .
" لقد نحفت كثيراً ".
" ماذا ؟ هذا مثير حقاً ..."
" كيف حالك بيلي ؟ منذ مدة طويلة ..."
" انا بخير " قاطعته بحدة " لم اكن افضل من الآن ابداً ، وانت ؟"
" انا بخير ايضاً ، أيزعجك ان اجلس ؟" اضاف وهو يجلس .
" نعم ، يزعجني كثيراً ، قل لي ، ما الذي جاء بك ثم ارحل فوراً ".
" ومن قال لك بانه يوجد سبب مميز ؟"
" سيدهشني الامر كثيراً اذا كنت قد كلفت نفسك كل هذا العناء فقط لتحي الذكريات!"
كانت على وشك البكاء هل كان يتوقع ان تقفز من الفرح عندما يزورها بعد اسابيع من الغياب ؟ كان هادئاً مسيطراً على نفسه وفاتناً جداً ... وهو الآن امامها على بعد خطوتين منها .
" لقد ذكروا اسمك ..."
" من ؟ ماهذا الذي تشير اليه ايضاً ؟"
" مقال النيويورك برس ، الذي نقلته المجلات ، وانتقدته ... ذكر فيه اسمك الم تقرأيه؟"
" بالطبع لا ! انا لم اقرأه !"
" حقاً ؟ عموماً الناس يهتمون جداًبهذه المقالات ".
احست بيلي بالغضب يشتعل في رأسها ، اذا كان قد جاء من اجل هذا ...
" اذا كان هذا كل مالديك ، اخرج فوراً ".
" اوه ! ولكن لا ! ليس بعد ".
" اسمع كنت ، انا هنا في منزلي وآمرك بان تخرج حالاً ".
واشارت بيدها نحو الباب لكنه هب واقفاً وامسك يدها ... فتسمرت مكانها ... وقد شعرت بتيار كهربائي غريب من تأثير ملامسة اصابعه ، كل شيء تزاحم في رأسها ، فتراجعت حتى الحائط ، وحاولت الابتعاد عنه ، لكن كنت اقترب ونظر اليها نظرة غريبة .
" لماذا جئت الى هنا ؟" سألته بصوت مرتجف .
" لدي مشكلة ، بيلي ... لم اتمكن من نسيان الفتاة التي قضت الصيف معي على الجزيرة ... انها تلاحقني ليلاً ونهاراً ، انها صورة عن البراءة ... جميلة جداً كالحلم ، اذاً لماذا لا يمكنني نسيانها ، طالما انها خانتني ؟"
وداعب خدها بلطف ، وارتعشت بيلي ، فأمسك ذقنها ورفع وجهها نحوه ، لا ، هذا يفوق قدرتها على التحمل ، فجف حلقها ، وتسارعت انفاسها .
" تقول اندري بانك لست سوى وصولية صغيرة تريد ان يتكلم الجميع عنها ".
" وبالتأكيد انت صدقتها ."
انه يصدق تلك الساحرة الشريرة ... ها ، اندري محقة ، انهما من نفس النوع بينما هي ، بيلي لم تكن سوى لعبة ...
" على كل حال ، بامكانك ان تصدق من تشاء ، لا يهمني ذلك ".
" ولكن اريد ان اصدقك انت ، بيلي ..."
رقة صوته فاجأتها ، ولكن وجهه ظل بارداً كذلك الوجه الذي كان يواجهها احياناً في الجزيرة ، حتى ان بدلته السوداء الانيقة تجعله غريباً عنها ، انه ليس ذلك الرجل الذي كانت تعرفه هناك ، مهملاً لنفسه ، لا يكلف نفسه عناء حلق ذقنه وتسريح شعره ، لقد اختفى كنت وحل مكانه كنستون مارتن الكاتب الناجح .
" من الافضل ان تخرج الان كنت ".
" انت على حق ... ولكني اريد اولاً ان اطرح عليك سؤالاً ".
" هل انت من كتب ذلك المقال ؟"

كانت نظراته الحادة تخترقها ، وكأنه يريد ان يكتشف اعماق روحها ، حاولت بيلي بيأس ان تسيطر على ارتجافها لماذا انتظر كل هذه المدة ؟ كان بامكانه ان يطرح هذا السؤال على الهاتف قبل ان يتهمها ويطردها من حياته .
" لست مجبرة على الاجابة ، سؤالك مرفوض " وشحب وجهها ونظرت اليه بتحدي.
" كان امامك متسع من الوقت كي تطرح هذا السؤال ، كنت لقد استمعت جيداً لكلام اندري التي سرت كثيراً بزرع الشك في رأسك ، لم يكن من الصعب عليها اقناعك...
والآن ، تشعر ببعض الندم والشك ، هذا ممكن ... لا اريد ان العب دور الغبية واتظاهر بانني لم افهم سبب مجيئك ، ولكن فات الاوان ، كنت ، اختف من حياتي ، لا اريد رؤيتك ".
خرج كنت ، وظلت بيلي واقفة على وشك الانهيار ... واجتاحها الم كبير ، لم تكن تدري غير شيء واحد ، لن تراه ابداً ، هذه الزيارة زادت من عذابها وكأنها تتمزق وتتلاشى .
دارت الارض بها فاستندت الى الكنبة ، كيف امكنه ان يشك بصدقها ويتهمها بالخيانة؟ لو كان يحبها يحبها حقاً ، لكان علم بانها غير قادرة على مثل هذا العمل ، لكنه خرج ! لمعت فجأة فكرة في رأسها ، الم تقع في نفس الفخ الذي وقع هو فيه ؟ قبلت وعيونها مغمضة بكل ادعاءات اندري عندما قالت لها بانه لا يمكنه ان يحب فتاة بسيطة مثلها ، الم تصدقها فوراً ؟.
واذا كان هو قد داس على كبريائه وجاء لرؤيتها هذا المساء فهذا يعني انه مهتم بها ، ولو قليلاً ...
كان الباب لا يزال مفتوحاً ... وبقفزة واحدة اصبحت بيلي على السلم ، لا احد ، كنت اصبح في الشارع يفتح باب سيارته الليموزين الفخمة والسائق ينتظره فيها .
" كنت ! انتظر !"
وركضت حافية القدمين والهواء البارد يضرب وجهها ، وما ان اقتربت من السيارة حتى دفعها كنت الى داخلها .
" ايتها المجنونة ! الهواء بارد جداً في الخارج ".
ثم اقفل الباب وكبس على زر الى جانبه ، فارتفع الزجاج الغامق الذي يفصلهما عن السائق .
تأملها كنت قليلاً بحذر وريبة .
: بماذا تلعبين الآن ، بيلي ؟"
" اطرح علي سؤالك من جديد ؟"
" ماذا ؟"
" اطرح علي السؤال الذي طرحته منذ لحظات ... " ظل كنت ينظر اليها قليلاً ثم قال.
" هل انت من كتب ذلك المقال ؟"
كان الجو قد اصبح مشحوناً بينهما ... وتلألأت الدموع في عيون بيلي .
" اوه كنت! فقط لو انك بدأت من هذه النقطة ... لكن علمت بانه يستحيل علي ان اخونك ... كيف يمكنني ذلك وانا احبك كثيراً ؟".
لم يقل كنت شيئاً ، ظل عاقد الحاجبين وكأنه لا يفهم ...
" لست ادري منذ متى بدأت احبك بالتحديد ، بدون شك منذ البداية ... وعندما غادرت جزيرة هيدن ، اعتقدت انني سأموت ثم اقنعت نفسي بأنني اكرهك لانك رميتني بكل تلك الفظاعة ، كنت اقول لنفسي بانه لو كان يحبني لما صدقها هي ... ولكن عندما خرجت الآن من شقتي اعتقدت ان العالم كله انتهى ، وفتحت اخيراً عيوني ، انا احبك اكثر من كل شيء في الوجود ، ولكن هذا لم يمنعني انا ايضاً من الشك ... لقد صدقت اندري ، وفقدت ثقتي ... وفجأة قلت لنفسي قد يكون اصابك ما اصابني ..."
ظل ينظر اليها بصمت وحذر ... يال الهي ، الا يعلم كم تتعذب ؟ واجهشت بالبكاء المرير ...
" كم انا غبية ! اعتقدت انك جئت لتعقد السلام ، لتعرف الحقيقة ! كان يجب ان اعلم بانك جئت للانتقام ، جئت تنتقم مني ، اليس كذلك ، كي تزيد من عذابي ..."

كفى بيلي ..."
فرفعت نحوها عيونها المليئة بالدموع ... وفجأة ، فقد كنت السيطرة على نفسه ، وترك قناعه يقع ، ولمعت عيونه بالحنان .
" اوه بيلي ، انا احبك كثيراً ! اوه كم تعذبت ..."
وضمها بين ذراعيه وكأنه يخشى ان يفقدها من جديد .
" بيلي ، انا احبك ، هل تصدقينني يا حبيبتي الصغيرة ؟".
" اصدقك ، ولكن لماذا ، لماذا انتظرت كل هذه المدة ...؟".
فرفع وجهها نحوه وقبلها بكل حب وحنان .
" لأنني كنت عنيداً كالصخر ! لم اكن اريد ان اعترف بانني اهيم بفتاة مثلك !" ثم قبلها بعنف قبلة قطعتها هي بالضحك .
" تقول اندري بانني لست مناسبة لك ".
"دعينا من هذا الكلام بيلي . انا بحاجة لك ، لك وحدك ، ستكون حياتي جحيماً اذا تخليت عني ... لا ازال اذكر تلك الليلة التي وصلت فيها مبللة من المطر ... وعندما اعرتك روب حمامي وكنت ترتجفين منهكة ، عندئذ استطعت ان تسلبيني عقلي ! في تلك الليلة ، بدأت احبك ، بعمق ، ولدرجة الجنون ، منذ ان دخلت حياتي " اعترف كنت وهو يطبع قبلة على جبينها " لم اعد قادراً على تمالك نفسي ... لم يسبق لي ان التقيت بامرأة مثلك ، وعندما فهمت ما يحصل لي ، قاومت كثيراً كي لا انجرف اكثر في حبك ، لم اكن اريد ان اجرحك ، ولكن سلاحي الوحيد كان مزاجي السيء ، لانني كنت اعرف بانك لن تتأخري كثيراً في اكتشاف مشاعري ... لكنني لم انجح في جعلك تكرهينني ... انت الفتاة الوحيدة التي ملكت قلبي !"
" لو تعلم كيف اصبحت عندما اعتقدت انني فقدتك الى الابد !"
" الى الابد ... يالها من كلمة رائعة ، يا حبيبتي الصغيرة ! هل تقبلين ان تصبحي امرأتي الى الابد؟ زوجتي ، عشيقتي ، والدة اطفالي ، صديقتي رفيقتي ..."
" طباختي " اضافت بيلي ضاحكة : " انت بحاجة لطباخة ".
" هذا صحيح، طباختي ، ولكن فوق كل هذا بيلي ، اريد ان اقضي ماتبقى لي من الحياة معك ، احبك وتحبينني ".
" كنت ! هذا كل ما اريده من الحياة ! " ورمت نفسها بين ذراعيه تحلم بالسعادة .
" والسمعة السيئة التي يتهمونني بها الا تزعجك ؟"
" كنت انا لايهمني عملك ، و لانجاحك ولا شهرتك ، انك انت من احب ، لا الكاتب الذي يتصدر اسمه صفحات الفضائح ، احب الرجل الذي قضيت الصيف معه ".
" انتظرت طويلاً لاسمع هذا الكلام ... بيلي حبيبتي اختاري المكان الذي سنعيش فيه، كل ما املكه هو لك ، شاليه في سويسرا ، شقة في باريس فيلا في كاليفورنيا ، منزل في نيويورك ؟ اختاري ! اين تفضلين ان نمضي شهر العسل ؟".
وانزلقت شفاهه تحرقان عنقها .
" ولكن انت تعلمين " اضاف مبتسماً " لا تتوقعي ان نقوم بالكثير من السياحة ، لدي مشاريع اخرى ..." ونظر اليها بمكر .
" اوه ! كنت ، انا احبك ..." والتقت شفاههما ... الحياة امامهما ليكتشفا السعادة ليعيشا الحب ...
ولكن بيلي ارادت ان يبدأ شهر عسلهما في تلك الجزيرة المعزولة حيث لن يكون هناك احد غيرهما .

 
 

 

عرض البوم صور lebanon cat   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
hidden isle, ريث لالغن, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير الجديدة, ruth langan, عبير, وكان الصيف
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:50 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية