كاتب الموضوع :
lebanon cat
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
عضت بيلي على شفتيها ، اذاً اندري سمعت ورأت كل شيء ! ولكن كيف ؟ اين كانت تختبئ !.
كان كنت ينظر الى اندري وكأنه سيخنقها لشدة غضبها ، ولكن بجهد كبير ، استطاع ان ينجح في السيطرة على اعصابه ...
" انت قادرة على القيام بأي عمل وضيع ، اندري ، اليس كذلك ؟" استفزته اندري بابتسامة ماكرة .
" صحيح ، يا عزيزي ، ولقد اكتشفت شيئاً مهماً بخصوصك انت ... اتعتقد انك وجدته اخيراً ، كنت ، الحب الكبير الحقيقي ؟"
رمقها كنت بنظرة احتقار ، انها لاتستحق الاجابة ، واتجه نحو الباب ، لكن اندري غرزت اظافرها المطلية بذراعه واستوقفته .
"كيف يمكنك ان تعتقد للحظة واحدة انها تناسبك؟"
فرفع يدها عنه بهدوء" هذا يكفي، اندري"
" اوه لا، يجب ان تسمح الي ، ياعزيزي، انت مثالي والرجال الذين من نوعك ، انا اعرفهم: كتاب حالمون.... تعتقدون دائما انه يوجد في هذا العالم المنحط القذر امرأة مثالية لاتنظر الى سواكم! ولكن اذا كنت حقا تجدها امرأة كاملة، لماذا كذبت عليها لماذا لم تقل لها انك...."
ارتبك كنت واعتقد بيلي انه سيضربها، لكنه ابتعد شاحبا كالاموات، الا ان اندري وجهت نحوه سهمها الاخير:" ستخدعك وتخونك كالاخريات، انا اقول لك هذا، وستعض اصابعك ...." لإ.
خرج دونان يلتفت نحو بيلي وصفق الباب وراءه بعنف مما جعل النوافذ ترتج، وترك الامرأتين وجها لوجه.
" انت انسانة كريهة ، اندري".
" وانت ، انت صغيرة غبية! اتعتقدين حقا ان رجلا ككنت يهتم بفتاة مثلك؟ انا وحدي استطيع ان افهمه، نحن من نفس الجزر".
" من نفس الجزر؟ اوه لا".
" بل انا اعرفه اكثر منك، ايتها المسكينة الغبية! انه طموح جدا ، مثلي تماما، هدفنا الوحيد النجاح! كما وان له ضعف عمرك تقريبا. لست بالنسبة له سوى مغامرة عابرة تسلية في وحدته على هذه الجزيرة، رجل مرهف مثله لايمكنه البقاء طويلا بدون امرأة، اذا هو يأخذ ماتقع عليه يده...."
ثم وقفت بدلال واضافت:
" انت بلهاء، ياصغيرتي.... الافضل ان تحبسي نفسك في غرفتك وتقفلي على نفسك جيدا بالمفتاح...."
كانت هذه الجملة الاخيرة كالصفعة القوية هذه الامرأة الفظيعة سمعت كل وارق همسات كنت! وشحب لون بيلي تحت تأثير الاهانة.
"نعم انت فتاة صغيرة تريد ان تدخل في عالم الكبار، ولكن هذه لعبة البالغين! اتعتقدين حقا انه لك مكان صغير في عالم كنت؟ اتعلمين فقط ماهي حياته؟ اصدقاؤه ومعارفه كلهم من المشاهير الاثرياء، طفلة مثلك ستكون كرة بين يديه فقط!"
لا، هذا كثير، اتجهت بيلي نحو الباب ، لكن صوت اندري تبعها:
" انظري الى نفسك ايتها القديسة العذراء! ماذا لديك لتقدميه لرجل مثله؟" وخرجت بكل كبرياءها وتركت الفتاة منهارة في وسط الغرفة....
ماهي كذبة كنت، ماهي الحقيقة التي يخفيها عنها؟..
انها لاتفهم شيئا! مالذي يخشى البوح به؟لم تستطع بيلي ان تتخلص من القلق الذي يخنقها، وظلت كلمات اندري ترن في اذنيها: سخيفة ، صغيرة ساذجة، كيف استطاعت ان تعتقد للحظة انه بامكانه ان يحبها؟ وبذور الشك التي زرعتها اندري في رأسها كانت تعذبها وتخنق كل محاولة منها للتعقل.ايمكنها ان تأمل في التغلب على امرأة كأندري؟ المعركة خاسرة سلفا. ثم دخلت المطبخ واعدت الشاي، وفجأة ظهر كنت امام باب المطبخ
"لقد اعددت الشاي، اتريد فنجانا؟" وحمدت الله الان صوتها لم يظهر توترها.
"لاشكرا، انا بحاجة للقهوة". اجابها بجفاف وجلس على الكرسي مقابلها واخذ ينظر من النافذة .
" هل سبق ان جئت الى هذه الجزيرة في الشتاء؟"
"نعم". اجابها بإيجاز، واعتقد بيلي بأنه لايرغب بالكلام، لكنه اضاف بعد تردد:" انه المكان المثالي عندما اكون بحاجة للوحدة".
"هل كانت سكرتيرتك ترافقك؟"
" هيلين؟ لم يكن بامكاني اقناعها بالمجئ الى هذه الجزيرة في الشتاء. بالكاد كانت تتحمل شهرا في فصل الصيف! على كل حال، عندما لايكون لدي شيء لتطبعه، كنت افضل البقاء وحدي. انها تعيش في كاليفورينا. وعندما كنت احتاج اليها في نيويورك كانت لا تتوقف عن الشكوى."
ارتاحت بيلي لموضوع الحديث، فليتكلم بأي شيء....
"الديك مكتب في نيويورك؟"
" لا، انا اعمل هناك في شقة في شارع بارك افاني".
" يالهي! انه ارقى شوارع نيويورك! لابد انه ينزل في شقة احد اصدقائه..." قالت في سرها.
"وماذا تفعل هناك؟"
فنظر اليها بدهشة" اقصد اي نوع من الحياة تعيشه؟ اتلتقي العديد من الفنانين والمخرجين؟" سألته من جديد.
" نعم" اجابها بإيجاز.
" وفي كاليفورينا؟ اتعرف ايضا اناسا مشاهير" تأملها كنت قليلا ثم سألها بهدوء.
" الى اين تريدين الوصول بيلي؟"
"ولا الى اي شيء". واحمر وجهها من الخجل.
" الم اقل لك بانني لا احب الكلام عن نفسي؟"
" ولكن يجب ان اعلم اكثر عنك!" واخفضت وجهها.
" يجب؟"
" نعم .... اريد ان اعرفك اكثر". ثم رفعت رأسها نحوه، والحنان الذي رأته في مقلتيه جعلها تشعر بالمثل والسعادة.
مد يده فوق الطاولة، وامسك يدها بحنان كبير. فسرت في جسدها رعشة لذيذة.
" حسنا، بيلي ، اطرحي علي كل اسئلتك، لقد تعبت من مقاومتك، قد تكون انجري على حق.... قد يكون من الخطأ ان لا اثق بك..."
شعرت بيلي بأن قلبها يدق بسرعة جنونية... الثقة... انها بداية جيدة.
" اريد ان اعرف كيف عشت طفولتك، وماذا تكتب عندما لا تكتب سيناريو. ومن هم المشاهير الذين تعرفهم في هيوليود..."
لكن هدير محرك مركب جو قاطعها، فخرجا الى الشرفة: انه بالفعل جو يصعد نحو المنزل.
" هالو! صباح الخير، سيد تايلور... انسة .... لدي رسالة لك، سيد تايلور، لقد وصلت لتوها من الولايات المتحدة، وتبدو مهمة لهذا السبب جئت فورا" وناوله مغلفا فتحه كنت فورا وشحب وجهه.
" بيلي ، ولو سمحت قدمي القهوة لجو... سأعد حقيبتي، وسأكون جاهزا بعد خمسة دقائق" قال للبحار.
" ايمكنك انتظاري؟"
" وماذا هنالك، كنت؟" سألته بيلي بقلق شديد.
" والدتي... انها مريضة يحب ان استقل الطائرة فورا الى بالم سبرينغ".
" سأرافقك". قالت اندري التي دخلت لتوها.
لا ، هذا ليس ضروريا"، اجابها دون ان ينظر اليها.
" ولكن بلى! اتعتقد انه يمكنني البقاء هنا من دونك؟ سأكون جاهزة بلحظة واحدة".
" كنت اعتقد ان رينولدز سيمر لاصطحابك في نهاية الاسبوع في طائرته الخاصة".
"لا، لن انتظره، سأتصل به هاتفيا".
واخيرا، فهمت بيلي طبيعة علاقتهما، وفهمت لماذا سمح لها كنت بالبقاء.... المخرج ستانديش وطائرته الخاصة هما تحت تصرف اندري، لهذا السبب يلاطفها كنت... اعدت بيلي القهوة لجو، وانضمت الى كنت في غرفته.
"ايمكنني ان افعل شيئا لك؟"
تأملها كنت قليلاً ثم تابع ثم تابع اقفال حقيبته .
" سأخذ السيناريو معي . لم يبق لدي سوى تصحيح بعض المشاهد ..."
" ايجب علي ان ارحل ؟ خاصة وانك ستغادر الجزيرة ؟"
" لا!" اجابها بحزم ، ثم حاول السيطرة على اعصابه واضاف بهدوء .
" لا ، لو سمحت ... افضل ان تبقي ، لست ادري ماذا ينتظرني هناك ، اذا كان كل شيء على مايرام ، سأعود بسرعة ولكن اذا كان الأمر خطيراً ... ولكني اتركك مع تلة كبيرة من الاوراق للطبع !"
" لا بأس ، كنت ، سأتدبر أمري ".
" انا واثق لامن ذلك ، ولكن هل ستخافين وحدك ؟"
ورفع وجهها نحوه بلطف ، فابتسمت محاولة اطمئنانه .
" لست ادري ، ولكن سبق لي ان وجدت نفسي وحيدة ، في ظروف اصعب ... سأخرج منها كالكبار ، كالعادة "
داعب كنت شفتيها بحنان كبير .
" بيلي ، هناك اشياء كثيرة ..." ثم ابتعد عنها فجأة " والآن اسمعيني جيداً ، بامكانك ان تستقلي الغاري في الصباح وتتصل بي في مرفأ الغين على هذا الرقم " وسجل رقم هاتف على ورقة واضاف .
" غداً في الساعة الثانية عشر سأنتظرك على هذا الرقم ".
" حسناً ، واذا لم استطع الاتصال بك ؟"
" سأتصل انا واترك لك رسالة مع جو فيأتي فوراً لاخبارك ".
" والتقت نظراتهما ، واخذت بيلي تصلي للسماء كي لا يقرأ في عيونها الحب الكبير الذي تكنه له .
بعد دقيقتين ، كان ينزل هو واندي وجو يحمل الحقائب ، وقبل ان يصعد الى المركب ، التفت نحو بيلي وابتسم .
" حظاً موفقاً كنت ".
" شكراً ".
وابتعد المركب ، ورغم حرارة الشمس ، اخذت بيلي ترتجف ، وظلت تنظر الى المركب حتى اختفى ، فعادت الى المنزل .
كم كانت سعيدة في الصباح ... مليئة بالامل ، كان كنت على وشك الوثوق بها ، والآن هناك شعور غريب يثقل قلبها وكأن القدر يريد ان يفسد سعادتها الحديثة .
على الطرف الآخر من الهاتف ، سمعت بيلي صوت كنت العميق .
" آلوا ".
" هذا انت ..."
وغلبها الانفعال لدرجة انها نسيت ماكانت تستعد لقوله .
" بيلي ... انا بغاية الشوق لسماع صوتك ، وكل شيء على مايرام ؟
نعم !" وبالفعل كان كل شيء على مايرام باستثناء الليلة الطويلة التي قضتها في الوحدة والرعب ...
" سمعت في الراديو ان عاصفة ضربت نيو برنسويك ، هل وصلت الى الجزيرة ؟"
" نعم ... ولقد انقطع التيار الكهربائي ، لكن الشركة اكدت بانه سيتم اصلاحه هذا اليوم ".
وكانت العاصفة قوية لدرجة ان بيلي خافت على المنزل ، لكنها لم تشأ ان تزيد من قلقه ، وكانت قد اضطرت لتحسس خطواتها كالعمياء بحثاً عن الشموع ، واصطدمت بكل اثاث المنزل والجدران واسنانها تصطك ... كانت ليلة مرعبة حقاً حيث لا يسمع سوى صوت الهواء يكسر اغصان الاشجار ، لكن بيلي تشجعت على امل سماع صوت كنت .
" ولكن قل لي ، كيف هي والدتك ؟"
" لقد اجروا لها فحوصات في المستشفى ، ومن الممكن الا يحصلوا على النتائج قبل عدة ايام ، وحتى ذلك لست ادري ماذا ينتظرني ..."
" أنا آسفة من اجل والدتك كنت ..."
" بيلي ، ان ما يقلقني الآن ، هو انني تركتك ووحدك وسط تلك العاصفة ، انا اعلم كيف تكون في الجزيرة ، بيلي اذا لم يتم اصلاح الكهرباء لا ضرورة لبقائك على الجزيرة ، لا تنتظري الغاري ، اذهبي مع جو وتأكدي من الكهرباء ، واذا لم تكن قد عادت ، عودي مع جو الى مرفأ الغين ، هناك فندق مريح ستجدين فيه غرفة بالتأكيد".
" حاضر سيدي ". اجابته ممازحة .
" انا لا امزح بيلي ! لا اريد ان اعرف انك وحدك في الظلام على الجزيرة ... واذا لم اتمكن من العودة قبل ايام ..."
" حسناً ، كنت لا تقلق ، سأتدبر الامر مع جو ".
" بيلي ".
: ماذا ، كنت ، اهناك تعليمات اخرى ؟"
" لا ... لا ، هذا كل شيء ، اتصلي بي بعد غد في نفس الساعة ، سأكون بانتظارك ..."
" الى اللقاء كنت ..."
" الى اللقاء " ثم اقفل الخط .
لكن بيلي لم تترك السماعة ... الهاتف كان الصلة الوحيدة بينهما ... ولكنه بعيد ... نزلت بيلي نحو الرصيف ، وحاولت تجنب الوحول التي تركتها عاصفة الامس ، وفجأة خطرت ببالها فكرة جعلتها تركض بسرعة ، يجب ان تر جزيرة هيدن كي تتأكد ان كل هذا حقيقة وليس حلماً ، وانها حقاً تعمل مع كنت ، بانه موجود وقد تلمست يداه جسدها ...
كان جو العجوز يعمل على تنظيف المركب ، فقفزت بيلي الى المركب ، واقتربت منه بسرعة .
" اذاً ، انت مستعدة للعودة الى جزيرتك ، آنسة ؟".
" ارجوك " وكانت تتمنى لو ان هذه الجزيرة جزيرتها فعلاً ! مسح جو يديه بفوطة الى جانبه وابتسم لها .
" هيا بنا ، سأعيدك ".
وانطلق المركب ، ورغم الهواء الذي كان يعصف بشعرها ويحجب عنها الرؤية ، كانت بيلي تحاول رؤية حدود الجزيرة من بعيد ، وعندما وصلا ، ابتسمت وشعرت بسعادة كبيرة .
صعدت نحو المنزل راكضة كي تتحقق من الكهرباء بينما تفحص جو اغصان الاشجار المحطمة ، سرت بيلي كثيراً برؤية التيار الكهربائي يعمل ، ثم نزلت وطمأنت جو الذي كان يجمع الاغصان في الحديقة .
" عندما ستجف هذه الاغصان ، سيكون بامكانك استعمالها للتدفئة ".
" شكراً لك ".
" سأزورك كل يوم حتى عودة السيد تايلور ، الى الغد آنسة ".في اليوم التالي ، ركبت بيلي الغاري الى الجزيرة برنس ادوارد ، كانت السماء قد صفت ولا اثر للغيوم ، وكان جو مرحاً والسياح سعيدون ... لكن بيلي كانت تفتقد لكنت كثيراً ، بدونه كل شيء يبدو حزيناً بائساً ، ولا طعام للغداء الشهي الذي تناولته في قرية الصيادين .
وفي اليوم التالي ، جاء جو العجوز لاصطحابها الى مركز البريد والهاتف ، فادارت قرص الهاتف وشعرت بسعادة كبيرة عندما سمعت صوته .
" كنت ؟"
لكنه لم يجب .
" كنت ؟ ماهي اخبار والدتك ؟"
" انها بخير ، ليس هناك مايثير القلق " اجابها بصوت بارد جاف .
" انا سعيدة من اجلك ، متى ستعود ؟"
وكاد قلبها يطير من الفرح ، سيعود ، اخيراً الى جزيرتهما ! لكن جوابه كان كضربة قوية ادمت قلبها .
" لن اعود سأرسل رجلاً معتاد كل سنة على اقفال المنزل ، سيصل غداً ، اعدي حقائبك ، سترحلين صباح غد على متن الغاري ".
ظلت بيلي لحظات لا تصدق ماسمعته ، وطال الصمت المزعج الثقيل .
" ... كنت ، ولكن لماذا ؟" وبدأ نظرها يتشوش ، فأغمضت عينيها محاولة مقاومة دموعها .
" انت تعرفين جيداً لماذا ، بيلي ، نحن لم نعد نلعب الآن " اجابها بحدة ، ثم اضاف بعد صمت جديد .
" لو سمحت ، كفاك لعباً بي ..."
" اللعب ؟ انا ؟ ماذا تعني بكل هذا ؟"
" كفى ! كنت تعرفين منذ البداية ، اليس كذلك ؟"
" ولكن ماذا ؟" صرخت بيأس .
" عندما وصلت وادعيت انك جئت من اجل عمل السكرتيرة ... استعملت كل البراءة والاحتيال ، وادعيت انك لا تعرفينني ، لكنك كنت تعرفين جيداً من انا ... وصديقك المزعوم الذي يعمل في النيويورك برس ... لكنني صدقتك مع الاسف ! كنت اريد ان اصدقك ، بيلي ..."
استندت بيلي على الحائط ، وكانت كلماته تقع كالمطرقة على رأسها .
" وعندما حاولت جعلي اتكلم ، اتذكرين ؟ كنت اعلم بانك قادرة على تحوير كلماتي كي تغذي قذارتك وتنشريها في صفحات الفضائح ! ولكن لا ... كنت اعتقد انك مختلفة عن بقية الصحفيين !"
" الصحفيين ؟"
" وعندما رأيت المقال الاول في النيويورك برس ، علمت بانه لا يمكن ان يكون احد غيرك كتبه ، ولكنني مع الاسف ، استعدت ثقتي بك بكل غباء عندما جاءت اندري وقالت بان رينولدز ستنديش قال امام الجميع بانني مع سكرتيرة صغيرة مخملية الصوت ... وبأن أي احد يمكنه ان يخترع الاقاويل ..."
بدأت بيلي ترى بوضوح ... اذاً هذا ما اغضبه تلك الليلة ... كان اسمه على صفحات الجرائد !.
" ولكن المقال الذي نشر بالامس ، بيلي ! هذا كثير جداً ! عندما قرأت الاكاذيب التي نشرتها النيويورك برس والتي انتشرت في كل البلاد ! كيف تعتقدين انه كان شعوري عندما رأيت هذا العنوان : كنستون مارتن ، الناسك المتعبد في جزيرة الرعبة ! تصوري انهم يقولون بانني بعد ان قضيت الصيف مع عذراء صغيرة عدت ورميت نفسي في احضان الممثلة اندري الان ! وكل هذا تحت تعليق احكم انت ايها القارئ لم يسبق لي ان قرأت مقالاً كتب عني بمثل هذه القذارة !"
" كستون مارتن ! كنت ، أهذا انت ؟"
" يا الهي ! توقفي عن لعب دور البراءة ظلت بيلي بدون صوت ، اذهلها الخبر ، واخيراً تمزق القناع ... كنت هو الكاتب كنستون مارتن ! انه هو الكاذب المخادع ...
" انت ... انت لا يمكنك ان تعتقد بانني انا ، هذا مستحيل !" قالت له بصوت مختنق .
" احزمي حقائبك وارحلي ! امامك من اليوم حتى صباح الغد ، سترسل هيلين لك شيكاً الى عنوانك الوداع بيلي ، لقد انتهى عقد عملك ."
واقفل السماعة في وجهها ... لكنها لم تقفل ، احست بان شريط الهاتف يخنقها ... لكن الهواء الذي دخل من النافذة ساعدها على العودة الى الواقع .
هذا غير معقول ! مستحيل ! كنت ... اوكنستون مارتن ! ولكن الم يقل لها انه لا يكتب سوى سيناريوهات ؟ لا ، بل استنتجت ذلك من بعض كلماته التي كان يرميها صدفة ، لكنه لم يحاول تصحيح معلوماتها ... وجعلها تعتقد انه كاتب مبتدئ مهمل بينما هو اشهر كتاب جيله ... الرجل العابث الدون جوان ... الذي يلاحق كل الحسناوات ! ويتهمها الآن بتدمير سمعته ...
اعمتها دموعها ، فأسرعت نحو الرصيف واعادها جو الى الجزيرة ، في الليلة السوداء التي قضتها لم تشعر بشيء ، ولا بالهواء ... كل ماكانت تفكر فيه هو ان كنت لن يعود ابداً ، انتهى كل شيء ، والصيف مات ابتداءً من هذا الصباح .
قضت الليل وهي تدور في غرفتها كالحيوان الجريح ، اي اهانة ، اي ذل ! لماذا سخر منها ؟ آه ! لابد انه تسلى كثيراً بلعب دور الكاتب الصغير امامها ! كم كانت غبية ! ذلك الكاتب المشهور اللامع كان يضحك في قرارة نفسه منها ، كان بامكانه ان يقول لها الحقيقة ، ولكن لا ، فضل السكوت وتركها تتوهم ، ولكن كيف كان بامكانها ان تتكهن حقيقته بينما كان هو يهمل نفسه ويعيش منزوياً ؟.
ولكن ... بما انه كنستون مارتن ، فهي تعرف ضحاياه من النساء اللواتي قرأت عنهن كثيراً ، ولا شيء يدهشها في خوفه من الصحفيين ! وهي التي كانت تعتقد انه يحبها ...
يالها من ساذجة ! الحب! انه حتى يجهل معنى كلمة حب ، لقد كانت اندري على حق ، انهما لا يعيشان على نفس الكوكب ... بينما هي اندري رفيقة مناسبة له ، انهما الثنائي المثالي ، اوه ، فيأخذها ويتمتع بها فكلاهما من نفس النوع !.
نهضت بيلي في الصباح الباكر واثار البكاء طوال الليل ظاهر على عيونها المنتفختين ، وبعد ان اعدت حقيبتها ، قامت بجولة اخيرة على المنزل ، و اليأس يملأ قلبها ، سيصل الرجل الذي سيرسله كنت بين لحظة واخرى .
وقبل ان تغادر غرفتها ، القت نظرة اخيرة على السرير الذي قضت فيه ليال هادئة ، كانت التواليت قد اصبحت خالية ... والسرير مرتب ، ليس هنالك سوى الفراغ وكأنها لم تعش ههنا حقيقة ... ثم دخلت المطبخ ونظفت المكان ووقع نظرها على الفناجين المذهبة التي اشتراها كنت في يوم اجازتهما في المدينة ... وبحزن شديد ، اقلت خزانة المطبخ ... فقط لو كان بامكانها ان تقفل على ذكرياتها السعيدة القليلة .
ثم قامت بجولة في الحديقة ، هل سيذكرها كنت عندما سيعود من جديد الى هذه الجزيرة ؟ وعندما نزلت الى الشاطئ ، القت نظرة اخيرة نحو المنزل ، لقد انتهى الحلم الجميل ، كنت تايلور ، المخادع الكاذب ... لقد قال لها ليلة وصولها بانها ستكرهه ، وهي التي جنت على نفسها واستحقت ذلك .
وانتظرت امام حقائبها ... انها لاتنتمي الى هذا المكان ، لقد تبدد كل شيء ولم يبق سوى هذه الجزيرة ...
واخيراً وصلت الغاري ، ونزل منها رجل في الخمسين من عمره وابتسم للفتاة .
" آنسة اندرز ؟" ومد يده نحوها " جئت لاقفل المنزل ، كعادتي كل سنة ، هذه ليست اول مرة ".
ظلت بيلي صامتة ، تحبس دموعها ، ونبتسم بشرود .
" سأهتم بكل شيء ، لا تقلقي ، آنسة ، بامكانك الرحيل الآن ".
" شكراً " وصعدت الى الغاري ، واستندت الى الحافة تتأمل جزيرة هيدن للمرة الاخيرة
|