كاتب الموضوع :
lebanon cat
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
في صباح اليوم التالي، وجدته بيلي نائما على الكنبة في الصالون ، يدس وجهه في الوسادات الصغيرة....
فتأملت جسده الطويل وكان يرتدي بنطلون شورت قصير، وقد تدلت احدى قدميه خارج الكنبة.
خرجت بيلي على مهل، وشعرت براحة كبيرة لانه وجد النوم اخيرا...
ولكن لماذا تقلق عليه لهذه الدرجة؟ ماذا يمثل هو بالنسبة لها غير شيك في نهاية الشهر؟ ثم عادت الى الصالون، ودون ان تشعر، رمت شرشفا رقيقا على جسده النائم...
بعد يومين ، اعلن كنت انهما بحاجة لاجازة, كانت بيلي في المطبخ تعد قهوة الصباح.
" يالها من فكرة رائعة! سنأخذ اجازة ليوم كامل؟ سألته بحماس.
"ولما لا؟ على كل حال يجب ان امر على مكتب البريد واشتري بعض الحاجيات.... وبعد ان تنتهي، بامكاننا استكشاف المدينة..."
"رائع! كم اتمنى رؤية نيو برنسويك وجزيرة الامير ادوارد و...."
"هاي هاي! لحظة.... انا قلت بأننا سنأخذ نهارا واحدا لاشهرا!"
"نهار واحد، هذا افضل من لاشيء"اجابته ضاحكة "سأكون جاهزة بعد دقيقة واحدة!"كان كنت ينتظرها على الشرفة،
"ارتدت ثوبا اصفر خفيفا، وتركت شعرها منسدلا على كتفيها وانتعلت حذاء رياضيا وحملت حقيبة يد جلدية، وقد ارتدى قميصا وبنطلونا انيقين وسرح شعره.
"تبدين اليوم كازهار المرغريت البرية التي تنبت على الجزيرة".
احمر وجه بيلي، تركته يمسك يدها وهما ينزلان نحو الشاطئ، شعرت بانها مراهقة في اول موعد غرامي لها ... كانت تشعر بنظرات كنت منصبة عليها لكنها تجاهلت ذلك.
كان الهواء لطيفا يداعب شعرها الحريري فتطايرت خصلة من شعرها وضربت وجهه.
"الهواء دائما قوي في هذه المنطقة" همس باذنها مبتسما ثم احاط كتفيها بذارعه " تعالي الى الامام، هناك يصل اشعاش الشمس..."
تركته يقودها الى الامام، شعرت بسعادة لان هناك من يحميها ويهتم بها....
" عندما كنت صغيرة، كان جدي يصطحبني الى عيد القرية في شمال الولاية، هذه الرحلة تجعلني اشعر بأنني عدت سنوات الى الوراء! هل سبق لك ان ذهبت الى عيد القرية؟"
"لا، لكن من خلال كلامك، اشعر بالندم لانني لم افعل ! ما ان انتهي من التسوق سنذهب لتناول الفطور في مكان على الساحل .... اعتقد انه سيعجبك".
"لكن كيف سنذهب، سيرا على ااقدام؟"
" لدي سيارة جيب اتركها دائما في الكراج لمثل هذه المناسبات ".
تفاجأت بيلي بهذا الخبر الجديد، ولم يكن كنت قد لمح من قبل ابدا لهذه السيارة!
بعد ان مرا على اليسوبر ماركت، دخل كنت الى مكتب البريد.
"بيلي، بينما اهتم بالبريد، اطلبي رقم هاتف رينولدر ستنديش في كاليفورينا وقولي له انك سكرتيرتي، واطلبي منه ان ينتظرني دقيقتين ريثما اعود".
تركها كنت تطلب الرقم , ولم تصدق بيلي نفسها انها تتكلم مع هذا المخرج المشهور, وعندما فتح الخط ناولت السماعة لكنت الذي عاد بسرعة.
ثم ذهبا الى الكراج, واحضر كنت الجيب وصعدت بيلي الى جانبه وانطلق الى وسط المدينة, اسندت بيلي ظهرها على المقعد وتنفست الهواء بملئ رئتيها .... كل هذا جديد عليها....
اوقف كنت سيارته في وسط المدينة التجاري, وامسك يد بيلي واصطحبها الى مطعم تناولا فيه الافطار وشربا القهوة, وبعد هذا الفطور اللذيذ, قاما بجولة على المحلات.
في محل لبيع البورسلان, اعجب كنت بطقم زجاجي للشاي ابيض ومذهب.
"احذري بماذا يذكرني هذا ...."
فانفجرا ضاحكين امام دهشة البائعة.
"هل ستأخذه؟"
"نعم" اجابها وهو ينظر اليها بطرف عينه.
شعرت بيلي بأن قلبها سيتوقف .... فادارت وجهها كي تخفي انفعالها.
ثم دخلا الي محل لبيع الالبسة بعد ان لاحظ كنت اعجابها بالوجهه , واثناء تنقلهما بين ارجاء المحل, مرا امام مانيكان بزي العروس, فرفع كنت الفوال ووضعه على شعر بيلي ... وانساب الدانتيل على كتفيها وزادها اشراقا, شعر كنت بانفاسه تتقطع امام هذا الجمال الطبيعي.
"بيلي , انت رائعة, صورة عن السيدة العذراء حقيقة...." احست بيلي بالنيران ان تشتعل في خذيها واسرعت باعادة الفوال الدانتيل الى مكانه لتخفي ارتباكها. اصطحبها كنت الى مكتبة قديمة حيث اختارت كتابين, واختار هو ايضا ديواني شعر, ثم عادا الى السيارة وذراعاهما مليئة بالاكياس.
اذا, هل اعجبتك المدينة؟"
"اوه نعم"
"كنت متاكد من ذلك, كنت كلما سمح لي الوقت اقضي فيها بعض الساعات, ولكن للاسف, لم يكن لدي متسع من الوقت في السنوات الاخيرة".
كانت بيلي مرتاحة جدا, لا اثر لاي حقد بينهما, هذا النهار يبدو وكـأنه هدية من السماء ستحتفظ بها في قلبها كذكرى ثمينة الى الابد.
قاد كنت الجيب وهو يصفر مرحا, فقط لو يمكنه ان يكون مرحا هذكذا دائما, لا اثر للهم عليه, وقد نسي لمرة واحدة عمله والمهلة الزمنية المحددة المرتبط بها, انه يبدو اليوم رجلا اخر, اصغر سنا, واكثر سحرا! احس كنت بنظراتها فابتسم لها , واعتقدت عندئذ انها ستذوب من الفرح...
اوقف كنت سيارته الى يمين الطريق الساحلي بعد ان قطعا غابة صغيرة, وظهر امامها شاطئ رملي رائع وهو احد تلك الشواطئ التي يمكن رؤيتها من الفاري.
كانت السعادة ظاهرة على وجه كنت بوضوح, فقطع الكونتاك وانحنى يخلع حذاءه.
" ماذا تفعل؟"
" اخلع هذا الحذاء الثقيل, هيا , تعالي نقوم بجولة على الشاطئ".
خلعت بيلي حذاءها الرياضي وغرزت قدميها العاريتين في رمال الساخنة, بينما كان كنت قد وصل الى المياة وقد رفع بنطلونه حتى ركبتيه, كان كالولد الصغير يلملم الاصداف ويرميها على الامواج.
|