الفصل الخامس:
خرجت بيلي وجمعت ملابسها قبل ان يبعثرها الهواء اكثر , وعادت الى المنزل كي تستعد للرحيل.
وفي الممر الذي يبن الغرف, مرت امام باب غرفة كنت. المنظر الذي رأته سمرها مكانها. وكان اعصارا خرب محتويات الغرفة, الاوراق موزعة في كل ارجائها, والسرير متلئ بالاوراق ويضعها على مكتبه, ثم حمل مجموعة اخرى , لكنه قبل ان يضعها , نشرها الهواء في زوايا الغرفة الاربع, حبست بيلي ضحكتها, ودخلت لمساعدته.
" ماكل هذا؟" سألته بسخرية وهي تحاول ترتيب الاوراق.
" انه عملي... او مابقى منه" اجابها غاضبا.
تفحصت بيلي احدى هذه الاوراق فوجدتها مليئة بالكلمات الممحية والمكتوبة من جديد والمحاطة بالحبر الاحمر, وبعض الفقرات مسطر تحتها , وثلاثة ارباع الكلمات لايمكن قراءتها.
" اذا كانت هذه نموذجا عما تكتبه عادة". قالت بيلي بسخرية."
"اخشى ان لايكون الالهام سهل معك..." ابتسم كنت وهو يرتب اوراقه.
" تقصدين الفوضة , اليس كذالك؟ هل فهمت الان لماذا ادفع مثل هذا الراتب المرتفع. والا لكانت سكرتيرتي رحلت منذ مدة طويلة. فخطي ليس واضحا ولا مرتبا. وعندما اطبع على الالة الكاتبة, لايكون الوضع افضل.
وعندما اكتب , املا الصفحات والصفحات, دون ان اتوقف, وانا اكتب وامحي وابدل الكلمات..."
" ماذا تعمل انت بالتحديد, سيد تايلور؟"نظر اليها للحظة وكانه يزين سؤالها, ثم هز كتفيه " حاليا , انا اكتب سناريو لفيلم سيخرجه رينولدز ستنديش, يجب ان يكون جاهزا قبل نهاية شهر اب".
حبست بيلي انفاسها, رينولدز ستنديش المخرج الاكثر شهرة في هوليود! وهذا الرجل الذي يقف امامها هو الذي يكتب له السيناريو... اذا لهذا السبب يطلب سكرتيرة كفؤة. ثم وضعت الاوراق على المكتب وخرجت بهدوء. بعد ساعة كانت بيلي تضع جقيبتها على الشرفة, وذهبت لاحضار حذاءها الذي تركته سنشف على درج المطبخ, وعندما انتعلته, رفعت راسها, فتفاجأت بكنت يحمل علما اصفر يلوح به من على سطح المنزل.
" ماذا تفعل؟" سألته وهي ترفع رأسها نحوه وتحمي مقلتيها من الشمس.
" انها اشارة للفاري, وانا الوح له بالعلم كلما اردته ان يتوقف".
لابأس بهذه الفكرة. قالت بيلي لنفسها, على هذه الجزيرة, بدون هاتف , وبدون جيران.... ولكن ماذا يفعل كنت تايلور اذا تعرض لجروج خطيرة؟ كيف يطلب المساعدة؟ ثم هزت كتفيها, هذه ليست مشكلتها.
وبعد قليل ستصبح بعيدة جدا في طريقها الى مخيم وانواي, والراتب الذي ستتقاضاه هنا زهيد جدا بالنسبة لما كان سيقدمه لها السيد تايلور.
قامت بيلي بجولة حول المنزل, وقطفت زهرة برية, واتجهت نحو الشاطئ, والاعشاب التي اخافتها جدا ليلة امس تبدو اليوم رائعة تحت ضوء النهار, وعلى الشاطئ جمعت بعض الاصداف المتعددة الاشكال, ووضعتها في جيبها وعادت الى المنزل.
الجزيرة كانت هادئة جدا, فتنهدت بيلي بحسرة , كم كانت تتمنى لو تقضي الصيف هنا ... وعندما وصلت الى الشرفة , استقلبها كنت بجفاف.
" لقد وصلت الفاري".
التفتت بيلي نحو الشاطئ, فرأت باخرة كبيرة تقترب بسرعة, حمل كنت الحقيبة ونزل باتجاه الشاطئ تتبعه بيلي .... توقفت الباخرة بعيدا وارسلت مركبا صغيرا. التفتت بيلي نحو كنت ودمت يدها لتحمل حقيبتها, لكنها تفاجأت عندما رأته يصعد معها الى المركب.
"لم اكن اعلم انك سترافقني...."
"يجب ان اشتري بعض التموين بين الحين والاخر".
اجابها بايجاز. وعندما صعدوا الى الباخرة, استند على الداربزين بينما جلست بيلي بعيدا عنه, وحاولت ان تتمتع بهدوء هذه الرحلة.
كان الهواء لطيفا, لكنه رمى الزهرة البرية التي كانت قد نسيتها في شعرها قرب كنت. التقطها هو وشم عطرها ثم رماها في البحر. فهزت بيلي كتفيها وادرات وجهها.
وفوقهم كانت رفوف النورس تترك الهواء يحملها, وشاهدت بيلي بعض الصايدين يرمون شباكهم, وتتجمع حولهم الطيور على امل ان تحصل على نصيبها من الغنائم, وهي الجهة الاخرى ترتفع الشواطئ الصخرية التي بلون البريك الاحمر. انها جزيرة الامير ادوراد.
اقتربت الفاري من المرفأ الغين بعد ان مرت على شواطئ خالية من اي اثر للبشر وتنتشر فيها المغاور الصخرية ... اخفضت بيلي رأسها بحزن عندما تذكرت ما ينتظرها اثنتا عشرة ساعة من السير في طريق متعبة تصل بعدها الى نيويورك, حيث الناس المتسارعون وضجيج السيارات والهواء الملوث ... كيف واين ستجد عملا؟ يجب ان تكون سعيدة جدا اذا وجدت عملا كخادمة او كبائعة ...يحب ان تهتم بهذه المشكلة فورا كي تجد لها مسكنا. لقد ذابت كل امكانياتها المادية كما يذوب الثلج .... واجتاحها يأس كبير ... وتاهت في افكارها, ةولم تنتبه لكنت الذي كان يراقبها منذ بعض الوقت. توقفت الباخرة, وبدأ السواح يتزاحمون فرحين وكأنهم في عيد ... امسكت بيلي حقيبتها وتبعت السواح ونزلت. وكانت دهشتها كبيرة عندما رأت كنت ينتظرها في الاسفل .
" اين تركت سيارتك؟"
"على الطريق, ولكنني تركت المفاتيح مع السيد غانون, لابد انه احضرها لكي يصلحها".
"انت من النوع الحريص, اليس كذلك؟"
"يجب ام اكون كذلك,سيد تايلور".
"بدون شك هناك عشرات الرجال ينتظرون كلمة منك لتقديم المساعدة"قال لها بسخرية.
"انت مخطئ, فأنا قادرة على التصرف وحدي" فنظر اليها لحظة, ثم قطب حاجبيه.
"انا اسف .. لم اكن اقصد جرح مشاعرك".
ثم اتجها نحو الكراج, واستقبلهما السيد غانون بالترحيب
" هاقد عدت , انسة اندرز؟"
"بوقت قصير لم اكن اتوقعه"اجابته ونظرت نحو كنت الذي ظل صامتا, "اذا, سيد غانون, السيارة؟"
"للحقيقة ... هناك اشياء عديدة بحاجة للتصليح, ولم اعرف من اين ابدأ ..."
" ارهن انها لم تكن البطارية...." اجابته بيلي منتهدة." اوه, نعم ... ولكن هذا ليس كل شيء!"
احست بيلي بان شجاعتها خانتها.
"هيا, تابع, ماذا هنالك ايضا؟"
"اولا يجب استبدال هذه البطارية لان حالتها لاتسمح بشحنها. ولكن هناك ايضا هذه البطارية لان حالتها لاتسمح بشحنها. ولكن هناك ايضا الشمعات, وبدون هذاكله, لن تنجح سيارتك بالسير خطوة واحدة".
"ايمكنك اصلاحها؟"
"نعم , ولكن يجب ان اطلب بعض القطع من الولايات المتحدة".
" وهل سيحتاج هذا لوقت طويل؟"
"اسبوع تقريبا".
" ماذا ؟ اسبوع؟" صرخت بيلي بدهشة.
"اوه اكثر". تدخل كنت.
"تلك هي سيارتك, اليس كذالك؟"
"نعم" اجاب بيلي بيأس.
"برأيي, من الافضل ان تشتر سيارة جديدة."منتديات ليلاس