كاتب الموضوع :
النهى
المنتدى :
القصص المكتمله
ضرب المرض جسد أمي المثقل بالسنين , فأسرها فراشها , وبقيت معها حتى سكنت أنفاسها في ليلة حالكة تماما ..
عدت من الصلاة عليها وفي قلبي ألف حزن .. وحزن ..
البيت موحش , كمعبد بوذي تسكنه الأشباح , دخلت غرفتي واستلقيت على الفراش أرقب مجيء أمي ككل ليلة .
بدا الصباح ميتا , لم أسمع صوت تحريك الأواني بالمطبخ , ولم أشم رائحة ( حمس ) القهوة . في الفناء .. بقيت أنتظر أن تأتي أمي .. حتى أيقنت ُ أنها رحلت للأفق ..
وعلى أنقاض حزني .. نما حزن آخر وأينع ..
كنت قد أكملت الثلاثين ( جرحا ) , وفي الليل تسلل إلي ّ صوت طبول من مكان قريب , فضربت جذور الأسى في أعماق قلبي .. وتحول كل أمل .. لحلم ليلة صيف ..
أغلقت على نفسي حجرة أمي .. وبكيت طويلا ..
أحسست بحزن جامح .. ألم موجع : متى يبكي الرجل ؟؟
قمت ألملم بقاياي وخرجت متسربلا بالظلام .. وأنا أغلق الباب للمرة الأخيرة , جرحت يدي جرحا مازلت أنكأه كل ليلة .. كي لا أنســـــى ..
مررت بدار ( ضيء ) .. وتلوت تراتيل الوداع الأخيرة ..
كان ثمة جدران طين عتيقة .
_ تمــــــــــت _
|