كاتب الموضوع :
ضياءk.s.a
المنتدى :
القصص المكتمله
اليوم الثاني . وبعد العصر بوقت
نزلت تركض من الدرج وهي تسمع صوت سيارة عبدالله يدق لها علشان يستعجلها ...
انتبهت لها امها اللي طلعت من المطبخ وضحكت لها بحزن واضح :: شوي شوي على عمرك لاتطيحين وتتكسرين ..؟
ابتسمت عذا ولفت لأمها وراحته لها وحبت راسها :: انا بروح له الحين .. تبين شي ؟؟
تنهدت ام عبدالله بحزن :: سلامتك .. لكن سلمي لي عليه ..
هزت عذا راسها بالإيجاب ..
وعطت امها ظهرها وطلعت ..!!
طول الطريق وهم في السيارة كانوا ساكتين ..
وعبدالله مشغل المسجل على قراءة الشيخ السديس ..
اما عذا فكانت خايفة وتحس بقلبها يعورها ...
وقاعده تجهز كلام تسولف فيه على زياد ..
وش بتقول له ووش بتسمعه ..
بتعلمه انها دعت له .. وان ابوها بشرها بالخير يوم حلمت فيه ..
بتقوله انها مسامحته .. وانها مستعده تعيش معه باقي العمر حتى لو تزوج غيرها ثلاث ..
المهم يثبت لها انه يحبها وشاريها ..!
انتبهت لعبدالله اللي قصر على الصوت وطالعها ...
عقدت حواجبها مستغربة لكنه ابتسم لها :: ماتبين تنزلين يعني ؟؟
التفتت للشباك وعرفت انهم وصلوا ..
تفشلت من عمرها وانها سرحانة ومو مركزة وفتحت الباب ونزلت ..
ولحقها عبدالله بعد ما قفل السيارة ..
دخلوا للمستشفى ومن شمت عذا ريحة المعقمات فيه عورها قلبها ..
شي غريب في هالريحة يخليك تخاف زود على قلقك ..!
وكردة فعل مفاجئة ..
تقربت عذا من عبدالله ومسكت يده ...
يمكن تلقى عنده الراحة النفسية اللي تدور عليها ..!
انتبه لها عبدالله وشد على يدها وابتسم :: ادعي ان مايكون عنده زوار ..
رفعت عينها له وتنفست بعمق :: آمين .. وحتى لو عنده انا بدخل ..
ضحك عبدالله : بتدخلين لكن ما بتطولين ..!
وانفتح لحظتها الأصانصير وركبوا ..
ووصلوا للطابق المطلوب ..
و مشى عبدالله بخطوات رجولية ثابتة وعلى يمينه عذا متشبثة فيه وكأن رجولها ممكن تتجمد في أي لحظة وتنشل حركتها .!
دخلوا القسم المطلوب ..
ومن تخطوا بوابته ... حست عذا بمسكة عبدالله تشتد على يدها .. وبعدها ارتخت ..
رفعت عينها بتشوف وش فيه لكنها انتبهت للمقبلين ناحيتهم ..!
كانت هي ...
ولو على عذا فبتقسم لكم انها هي سحر ..؟؟
مو هذا مصعب اخوها ؟؟
مو هذي هي وهذا شكلها في العباية ؟؟
حست بشي غريب انولد في صدرها ..
شي اشبه مايكون بالحقد اللي ما عمرها عرفت عنه شي الا بالإسم ..
اشبه مايكون بالغيرة العمياء لأنها فكرت فيها وهي جالسة مع زياد بروحها ؟؟؟
أصلا مو من حقها تجي تزوره وهي السبب في مشاكله ؟؟؟
هي السبب الرئيسي في اللي قاعد يصير لزياد ...
واول ما يقوم بالسلامة بتصارحه عذا بهالكلام ..
وتفهمه انه لولاها ولولا غرورها .. ماكان وصل هو لهالمرحلة ..!
(( عذاوي لو تفتح عمل الشيطان فاستغفري ))
كانت بتتملص من يد اخوها وتتهور وتقابل سحر وتفهمها غلطها ..
لكن الأخير مسكها بشدة وضيق نظرته ..
بمعنى مو وقته واحنا ماجينا نتضارب...
انصاعت لأمره باقتناع..
وسكتت وهي تتجرع العلقم لكنها نزلت نظرها علشان ماتشوفها ..
مشوا وتخطوهم ...
لكنها سمعت تمتمات من عبدالله أشبه ما يكون وكأنه يسلم على مصعب ...
تنفست بعمق بعد ما تركوهم ..
ومشت مع عبدالله لحد ما وقفها عند باب الغرفة ..
والتفت عليها :: يالله ادخلي بروحك ..
رفعت عذا عينها له :: وانت ؟؟
ابتسم لها بمغزى :: بنتظرك هنا .. علشان لو جاء احد من الجماعة مايدخل عليك ..!!
هزت راسها وهي خايفة ... وتركها عبدالله وراح يجلس على كراسي الإنتظار ..
ضربات قلبها تسارعت ..
والأدرينالين بدأ يفرز عندها ...
تنفسها صار ساخن ومميت ..
سمت بسم الله بعد ما ملت رئتيها بالهواء المعقم ..
وحطت يدها على الباب وفتحته برجفة واضحة ؟؟
خايفة تدخل عليه وتشوفه ..
تحس انها هي السبب ..!
دخلت الغرفة وهي تحس ببرودة شديدة تخلخلت عظامها ...
تقدمت بخطوات مهزوزة وسمعت الباب يتسكر من وراها ..
حطت يدها على قلبها ومشت ...
وشافته ...
الحين طلعوه من العناية ...
وحطوه في غرفة الملاحظة ...
لكن وضعه مثل ماهو مع تغير بسيط ..
شافته ممد على السرير والأجهزة حوله ...
لكن هالمرة بشكل خفيف ...
تقدمت منه اكثر لحد ما صارت مواجهته .. وغصب عنها دموعها تجمعت في عيونها ..
شافته بالشاش الأبيض على صدره وكتفه ..
وانبوب التنفس على خشمه ..
شافته نايم بهدوء وسلام ومو حاس باللي حوله ..؟؟
ليته يفتح عينه ويشوفها ويدري انها جاية علشان خاطره ..
كان وجهه أصفر لكن أحسن من المرة الأولى اللي شافته فيها ...
بس ما يزال وسيم ...
وما يزال هو أحلى شاب في عيونها ..
وأحب شاب على قلبها ..
جلست جنبه على السرير و على وجهها ابتسامة رضا عن حالته ..
مسكت يده وحطتها في حضن يدها وراحت تلعب في أصابعه ..؟
تبي تتكلم معه وتسولف لكن الدمعة والعبرة خانقينها ..
وهي ماتبي تصيح علشان مايتنكد ..
وفجأة ضحكت والتفتت له :: تدري انك تخوف حتى وانت ما تتكلم ؟؟
سكتت وراحت تتأمل ملامحه ..
وبصوت هامس وفم متقوس بحزن :: حتى دموعي ماعاد ترضى تنزل كله خايفة لاتضايقك ؟؟؟
شفت وش كثر انت تهمني ؟؟
ومسحت على خده بأطراف اصابعها وكأنها مشتاقة لصوته ..
انتبهت لنفسها وحست انها جالسة قريب منه بالحيل فوقفت وهي تبتسم وكأنها تتخيله يشوفها ويسمعها ... :: شكلي ضايقتك في نومك صح ؟؟ خلني اروح اجيب كرسي واجلس قدامك .. علشان اشبع منك ..
ابتسمت له وراحت للطرف الثاني من الغرفة وخذت لها كرسي وحطته قريب من سريره وجلست ..
ورجعت تمسك يده و هالمرة حطتها على خدها ..
مشتاقة لدفا لمسته ..
وكأنها تذكرت شي :: صح ترى امي تسلم عليك ...!!
سكتت شوي وتنهدت :: ولا يهمك بوصل لها سلامك .. اعرفك تحبها ولايمكن ما تسلم عليها ..!
انتظرته يرد لكن مافيه اي استجابة ..
ونزلت دمعتها غصب وبصوت متهدج :: زياد تكفى كلمني ..!
سكتت شوي وعينها مانزلت من عليه ..
تنتظر منه لو إشارة تدل انه واعي ويسمعها ..!!
وبعد فترة من الإنتظار تنهدت ومسكت يده بقوة ... :: ما اشتقت تكلمني ؟؟؟
طالعت في وجهه وشافته نايم بهدوء ومو حاس ...
تأملته وكأنها تتذكر وهي مبتسمة :: تتذكر لما كنا في فرنسا ؟؟؟ يوم كنت زعلانة عليك وما أكلمك ؟؟
سكتت شوي وضحكت بخفه :: تتذكر وشلون كنت تكلمني فجأة وكأنك معصب وانا يا قلبي علي أرد عليك من المفاجأة ؟؟؟
تنفست بعمق وسكتت وكأن الذكريات الحلوة رجعت لها من جديد وحنت لها ..
ضغطت على يده :: كنت مجنونة لأني ما أكلمك ......!!غبية وهبلا ..!!
وكأن عذا تحمست في سوالفها .. وكأنها لقت الفرصة المناسبة علشان تسولف مع زياد حتى وان مارد عليها المهم هي ترجع تسوي معه زي أول ..
تقدمت بكرسيها لحد ما صارت ملاصقة للسرير ..
مدت يدها تمسح على شعره بينما الثانية ماسكة يده ..:: تتذكر لما ضحكت لك يومها وقلت لك خلاص أنا ما اقوى على زعلك ..! وش سويت انت ؟؟
نزلت يدها تمسح على خده :: كنت مجنون وخوفتني عليك ... !! من شفتك متوجه للمنصة اللي عليها الساحر وانا قلبي بدت تتسارع ضرباته وكأنه قطار ..؟؟
رفعت يده وحبتها :: من جد خفت عليك ...!! لكنك فاجأتني لما عطاك هو الوردة وانت نزلت تعطيني اياها ...!!
ضحكت من قلبها بهدوء :: لو تبي الصراحة .. ساعتها خفت آخذ الوردة ؟؟ مادري وش تصير عقب هالساحر ..؟؟
تنهدت :: لكني ما قدرت افشلك وخذتها ...!! وللحين عندي ... والصورة اللي اخذنها في هذاك البارك ما زالت عندي ...!
هز الجوال في جيب البنطلون حقها وانتبهت له وقطع عليها سوالفها مع زياد مما خلاها متنرفزة ..
طلعته وحصلت الإتصال من عبدالله ...
ردت عليه بهدوء لاتزعج زياد وقال لها تستعجل وتطلع لأن فيه زوار لزياد .!!
تنكدت من هالخبر وهي ماودها تطلع من عنده ..
تبي تجلس معه اطول فترة ممكنة ..
لكن يالله ما بـ اليد حيلة ..
وقفت على حيلها وضبطت عبايتها وطالعت في وجه زياد تودعه ...
ما تبي هالشي لكن غصب ..
نزلت شوي وحبته على جبهته :: مع السلامة ليلو ...
وغصب عنها صاحت ...
ودمعتها نزلت على خده وتداركت هي نفسها وبسرعة مسحتها .. : آسفة زياد ..!
سكتت شوي وهي تتأمله وبعدها ابتسمت :: يالله عاد يكفي دلع .. المرة الجاية يوم ازورك ابغاك تكون واعي وتسولف معي ؟؟؟ زين .!
سكتت شوي تنتظره وبعدين كملت :: اوعدني زياد ؟؟؟
لكنه مارد عليها ...
والجوال رجع يهز مرة ثانية في جيبها ...
ربتت على يده :: يالله انا بروح ... وبعتبرك وعدتني ... لاتنسى .!
توها بتشيل يدها وتمشي لكن شي غريب وقفها ...
حست بضغط خفيف على يدها ...!!
هو زياد ماسكها وما يبيها تروح ...!!
هو زياد حاس فيها وعارف انها جنبه وتكلمه ولا يبيها تطلع من عنده ...!!
تفاجأت عذا وتجمعت الدموع في عينها ..
رجعت عذا لمكانها وضغطت على يد زياد :: أنا معك زياد ما بتركك ..!!
حست بضغطته تزيد لكن ملامحه ماتحرك منها ساكن ...
لكنه واعي لها ...
دخل هاللحظة عبدالله وهو عاقد حواجبه :: يالله عذا الرجال واقف برا ..
التفتت عذا وهي مو قادرة تتكلم :: زياد و .. و اعـ ـ ـي .. ياعبدالله
طالعها عبدالله مستغرب وتقدم من السرير لكنه ماشاف من ولد خاله اي اشارة ..
ابتسم لها :: عذا خلينا نمشي ..
رفعت عذا صوتها :: اقسم لك عبدالله انه صاحي ومسك يدي مايبيني اطلع ؟؟
طالعها عبدالله بنظرة وكأنها مصدقة ومشكك ..!!
وبعدها ابتسم :: طيب تعالي نطلع وانا بروح اقول للطبيب يجي يشوفه ...
هزت عذا راسها بفرح والتفتت لزياد وهي لاتزال ماسكة يده :: زياد بروح الحين لكن برجع لك ...
وهالضيف لو قدرت تهاوشه لاتقصر ... زين ؟؟
ضحك عبدالله وهو يمد يده لها :: طيب يالله نمشي وانا اللي هاوشت الضيف وانتهينا..!
هزت عذا راسها وطلعت مع عبدالله ...
و روح زياد هناك تتألم من فراقها ..
وهي اللي ماصدقت انها تسمع صوتها وهي تسولف عليه ... وتقول له انها مشتاقة له ؟؟!!
------------------------------------------------------------------------------------
مات وذكراه على البال حيه ** ودموع عيني لا طرا لي شدايد
وافراقه للقلب من غير نية ** وانا اشهد ان فراق الاحباب كايد
عفت الهوى عفت الليالي الهنية**عفت الغزل حتى منام الوسايد
قالوا بتنسى وتسلى عنه ... لكن الظاهر هالشي مستحيل ..!!
ايه نعم ثابتة ومتماسكة ... لكن داخلها مكسور ومتحطم ...
كيف لا وشريك حياتها وروحها وحبها الوحيد مات وتركها تتخبط في هالدنيا ومو عارفة وش تسوي ؟؟؟
كيف ماتحزن ويتفطر قلبها وهي تتذكر ايامها معه والحلو والمر اللي عاشوه مع بعض ...!!
الله يرحمك يا محمد ... كنت اب وزوج وولد ... ونعم الرجل بصراحة !!
دخلت لمياء بهدوء على امها في الغرفة ...!!
وحست بقلبها ينقبض وهي تشوفها متمددة على السرير وتقرأ في مصحف ابوها الله يرحمها ..!!
كان كل شي مثل ماتركه ابو عبدالله ... نظارته .. وكتابه الأخير اللي كان يقرأ فيه كلهم محطوطين على الكومدينو جنب السرير ومصفوفين بترتيب ..
وآخر شي يخصه هو مصحفه القديم اللي عنده من ايام تخرجه من الجامعة ... وكان هدية من ابوه ..
لازال محتفظ فيه ولا يقرأ الا فيه ..
كله علشان ابوه يناله من الأجر نصيب ..
وهذا إن دل على شئ .. فـ هو بر محمد بوالديه ..
والله يجعله في ميزان حسناته ..!
تقدمت لمياء وهي تحارب دمعتها وتبتسم ...
وانتبهت ام عبدالله في هاللحظة للمياء مقبله عليها ..
بادلتها الإبتسام وهي تحارب غصتها ...
وسكرت المصحف ونزلته جنبه ...
تنهدت لمياء وجلست جنب امها وهي ساكتة ؟؟؟
امها عظيمة ووحده نادرة هالأيام ...
للحين وهي تقاوم حزنها على ابوهم كله علشان مايتضايقون هم ...!!
ولما طال الصمت ...
ابتسمت ام عبدالله لبنتها :: وش فيك ساكتة ؟؟؟
بلعت لمياء غصتها والفتت لأمها :: ولا شي بس ...........
ونزلت عينها تداري دمعتها ... وهي تحاول تبتسم تمويه قدام امها ...
لكن ام عبدالله اكبر من هالشي وفاهمة عيالها واحد واحد ..
ابتسمت :: تذكرتيه ...................؟
وعند هالكلمة زاد نحيب لمياء اللي ماتوقعت هالسؤال ...
وغصب عنها صاحت وماقدرت تمنع دمعتها ...
بالفعل تذكرته وحنت له ومشتاقة له موت ..
تمنت في لحظة انه يطلع من قبره يسلمون عليه ويحبون راسه ويضحك لهم وبعدين يرجع ..
المهم يطفي نار الشوق اللي في قلوبهم له ..
ابوهم ماتعودوا يفارقونه لا في سراءهم ولا ضراءهم ..
دائما معهم .. وحولهم في كل امورهم ...
تنهدت ام عبدالله بحزن هي الثانية وماقدرت تمنع نفسها تصيح ...
وتحركت لمياء من مكانها وحطت راسها على كتف امها بألم ..
وام عبدالله راحت تمسح على شعرها وبصوت متهدج :: ادعي له حبيبتي كلما تذكرتيه واشتقتي له .. هذا هو المفروض و مو نصيح عليه ..
مسحت لمياء دموعها بحزن :: ما اقدر يمه غصب عني
حاولت ام عبدالله تمسح دموعها هي بعد :: المهم انك تدعين له ...
سكتت لمياء شوي :: في كل وقت يمه ...!!
سكتوا شوي وكأنهم يستعيدون ذكرياتهم في لحظة صمت ..
وبعدها اعتدلت لمياء في جلستها وطالعت امها ...
وشافتها لازالت على هواجيسها وتفكر ..
حاولت لمياء تطلعها من اللي هي فيه :: يمه ..!!
التفتت ام عبدالله بسرعة تبتسم :: سمي ..!!
ابتسمت لمياء بخداع :: سم الله عدوك بس انا جاية بستأذنك ..
عقدت ام عبدالله حواجبها :: في ايش ؟؟
لعبت لمياء بأظافرها في حيرة وماتدري وشلون تقول ..
مستحية وخايفة ومشاعر غريبة تحس بها ...
مسكت ام عبدالله يدها في خوف :: لمو وش فيك ؟؟
رفعت لمياء عينها لأمها وشافتها خايفة ... فعلى طول تكلمت :: يمه لاتخافين ما فيه شي
بلعت ام عبدالله ريقها :: اجل وش بتشاوريني فيه ؟؟
ابتسمت لمياء :: الدكتورة اللي اراجع عندها قالت لي ان فيه طبيب كويس وممتاز بيجي المملكة قريب .. لكنه بيروح في جدة .. وقالت لي انها بتدبر لي موعد معه ..
سكتت لمياء وام عبدالله استحثتها :: طيب ..؟؟
طالعت لمياء في عيون امها :: واليوم اتصلت علي وقالت لي اروح لجدة لأن الموعد يوم الخميس ..!!
ابتسمت ام عبدالله :: وانتي جاية تستأذنين مني ؟؟
مسكت لمياء يد امها :: اخافك تحتاجيني في شي .. وانتي اهم عندي يمه ..
ابتسمت له اامها :: روحي حبيبتي والله ييسر امرك .. وانا عندي اخوانك واخواتك مو محتاجة شي
طالعتها لمياء بنظرة :: أكيد يمه ؟؟
ابتسمت ام عبدالله :: اكيد ... ولو بغيت شي ابتصل عليك يا قلبي ..
تنهدت لمياء وحبت امها على راسها :: ادعي لي يمه تكفين
ضغطت ام عبدالله على يد لمياء :: ادعي لكم كلكم من كل قلبي ...!!
ابتسمت لها لمياء :: طيب قومي معي .. فهد بيسلم عليك ..
هزت ام عبدالله راسها بالموافقة ...
وقامت من على السرير وعيونها تراقب لمياء اللي بانت الفرحة في عيونها وهي تطلع من الغرفة وكأنها بتبشر فهد ...!!
ونزلت ام عبدالله متوجهة للتسريحة ترتب نفسها وشعرها ...
وعلى وجهها ابتسامة غريبة كأنها تشوف محمد قدامها يبتسم هو الثاني وفرحان علشان لمياء ..!!
" ليتك موجود وتشوف هالفرحة في عيون لمياء ورجعتها لفهد " كلام كان يدور في بال ام عبدالله اللي ماسكه دمعتها بالقوة ..!
فاجأها دخول مهند المندفع وهو ماسك بيده شي ..
التفتت له خايف عليه :: وش فيك مهند ؟؟
راح يركض وتوزى وراها :: يمه جوجو شوفي تارونة ...
دخلت سارة هاللحظة وهي شايلة الشبشب في يدها ..
عصبت عليها امها :: خير ان شاء الله وش بتسوين ؟؟
زفرت سارة بغضب :: سارق السنكرس حقي اللي في الثلاجة ومآكله ..
طالعتها امها :: حلاله ... ومايستاهل اللي سواه ذا كله ؟؟
تخصرت سارة منصدمة :: تعينينه على الشر ؟؟
ضحكت ام عبدالله :: لا بس افهمك ..
ونزلت لمهند اللي مغمض عيونه وعلى باله سارة ماتشوفه :: مهند ليه تاكل حلاوها ؟؟
فتح عينه وقلب نظره بين سارة وجدته :: خالي سام يقول معليش ؟
صرخت سارة :: شفتي كلهم مجرمين ؟؟؟ ومشتركين بعد ..!!
طالعتها امها وهي تشيل مهند :: روحي تفاهمي مع سام وخليه يجيب لك شوكلاتة .. مهند ماله دخل في السالفة ...!!
وابتسمت لها امها بخبث ومرت من جنبها وطلعت هي واياه ..
اما سارة فتبعتهم بنظراتها المغتاظة ..
وتفكر في طريقة توري اسامة فيها الشغل السنع ؟؟
اكيد عارف انه سنكرسها علشان كذا سمح لمهند يآكله ..؟؟
" بيشوف " وكانت هذي هي كلمتها قبل لاتطلع من غرفة امها وتسكر الباب ..
والله يديم عليهم راحة البال ..
ويبدو لي ان حياتهم بترجع مثل قبل ...
لكن بالتدريج وحبة حبة ...!!
------------------------------------------------------------------------------
مرت باقي ايام الأسبوع هادئة ..
ورياحها ساكنة من دون اي عواصف تذكر ...
عذا لازالت تروح وتجي للمستشفى تتطمن على زياد ...!!
وام عبدالله تقضي عدتها في بيتها ... ولسانها لازال يلهج بالدعاء بالرحمة لأبو عبدالله ..
والشفاء العاجل لزياد ...!! وان الله يقومه بالسلامة !
كانت تصلي العشاء في غرفتها بهدوء ومسكرة الباب عليها ...
وفي آخر ركعة لها وصل لمسامعها صوت عبدالله يناديها بصوت عالي وكان متحمس ويردد اسمها بسرعة ...
انقبض قلبها وغمضت عينها بخوف ...
وغصب عنها تحرك لسانها بالدعاء بالستر وعقبها رفعت من الركوع تشهدت وسلمت ..
وما امداها تذكر الأذكار حتى ... قامت مرعوبة مفزوعة وطلعت من الغرفة بسرعة وحتى جلال الصلاة ماشالته ..!!
راحت تتبع صوت عبدالله ممايعني انها توجهت للدرج لأن صوته جاي من تحت ...
نزلت بخطوات مهزوزة خايفة ومرتعبة ...!!
وقفت في نص الدرج وهي تشوف عبدالله واقف في نهايته وجواله في يده ..
وبصوت مرتعب :: خير عبدالله ..!!
رفع عينه الأخير وهو يبتسم بفرح ... اطال نظرته في عيونها وعقب :: عندي لك خبر يفرحك ؟؟؟
رفعت حاجبها وضربات قلبها زادت :: خير ان شاء الله ؟؟؟
ضحك عبدالله على وضعها وخوفها :: زيـــــــاد ..!!
طارت عيونها في وجه اخوها :: وش فيه ؟؟؟؟؟
ابتسم :: الحين اقول لك خبر حلو وزياد وانتي تخافين ؟؟
نزلت درجة وحدة بس :: عبدالله قول وش فيه زياد ؟؟
تنفس بعمق وهو محافظ على ابتسامته :: اليوم صحى من نفسه بالسلامة ...!! وكلمنا وتعرف علينا
شهقت عذا ورفعت يدها لفمها من الصدمة والفرحة ... وهالخبر شل لسانها عن الكلام ؟؟؟
سمعت صوت ريم طالعة من المطبخ ::مبرووووووووووك الف الحمدلله على سلامته ..!!
التفت لها عبدالله :: الله يسلمك ... ويقومه بالصحة والعافية ..
تقدمت منهم ريم :: عيال خالتي كانوا هناك ؟؟
عقد عبدالله حواجبه :: ليه وش تبين فيهم ؟؟
هزت ريم كتوفها :: بشوف سحر عندها خبر والا لا ؟؟؟
وبمرور ام عبدالله من الدرج سمعت كلام ريم .. وبابتسامة وهي تطالع عذا :: لاتخافين بتعرف .. او روحي كلميها لو بغيتي ... (( وجهت نظرها لعذا )) قرة عينك حبيبتي بقومته بالسلامة ؟؟
حانت التفاتة من عبدالله لريم .. ورمقها بنظرة غضب قوية وشديدة وفيها من الوعيد الشي المخيف ...
اما عذا فنزلت دموعها وهي لاتزال ساكتة ...
فرحانة بقومته بالسلامة ومو مصدقة انه و اخيرا وعى ؟؟؟
لها اكثر من اربع ايام وهي تتردد عليه في المستشفى لكنه كان مو في وعيه ومو صاحي بسبب المخدر اللي يعطونه اياه لأنه لو صحى مابيقدر يتحمل الألم ...!!
التفتت لأمها وهي تصيح :: يمه صحـ ـ ـ ى زيـــــــــاد ..!!
ابتسمت امها ::: وقلت لك قرة عينك
التفتت عذا بسرعة لعبدالله وهي تشيل الجلال :: طيب وديني له الحين ...!!
وعطته ظهرها بترجع غرفتها علشان تجيب عبايتها لكن صوت عبدالله وقفها :: لا الحين ما اقدر ..!!
رجعت تطالعه بتوسل فرد عليها يبتسم :: لا تزعلين على طول ..!! اول شي الزيارة انتهت ؟؟ ثاني شي يوم اجي من عنده وربعه مجتمعين حوله ... وما اظن انه وقتك تروحين الحين ...!!
طالعته :: وش تقصد ؟؟؟
تنهد :: بكرة من العصر بوصلك هناك ... وعد
سكتت شوي ووجهت نظرها لأمها علشان تساعدها لكن ام عبدالله غمضت لها بعينها مبتسمة وكأنها تأيد كلام عبدالله ...!!
هزت راسها بالموافقة ...
وابتسمت لهم وطلعت الدرج وهي تهرول ...
مبسوطة ..!
فرحانة والدنيا ماتوسعها من الوناسة ..!!
مشتاقة تسمع صوته ...!!
تبي تشوفه ...!!
هذي هي نوعية المشاعر اللي كانت تتحرك في قلب عذا المحب ..
وصلت لغرفتها بسهولة ماتوقعتها ..!
رمت الجلال على الكرسي وراحت تركض لسريرها ورمت نفسها عليه واطلقت العنان لدموع الفرح تنزل ...
وبعشوائية رفعت جوالها من على الكومدينو وراحت تطالع قائمة الأسماء ..!!
ولما وصلت لأسمه هو توقفت عليه ....
تتصل ؟؟؟ او لا ؟؟؟
تكلمه وتقول له الحمدلله على السلامة وخوفتني عليك ؟؟ أو تسكت وتتركها له مفاجأة وتروح له بكرة وتقول له خلاص زياد انا قررت ارجع لك لأني في مرضك اكتشفت اني احبك وما اقدر اعيش بدونك ...
صدق اني متضايقة منك وللحين في قلبي الغصة على اللي سويته ...
لكني متأكدة اني برضى عليك وهذا الشي بيدك .. وانا واثقة من تعاملك وانه بينسني ...!!
توها بتضغط على رقمه وتتصل لكنها تراجعت وقطعته بسرعة ...!!
خلاص قررت ماتكلمه ..
وبكره بتزوره ... وبتحل كل شي معه ...!!
ويا هي مشتاقة لبكرة من اسبوع ...!!
الله يقدم اللي فيه الخير لك ياعذا ...........!
------------------------------------------------------------------------------------
أما هو فكان متمدد في صمت على السرير ...
يحس بألم فظيع في كل جزء من جسمه ...!!
عظامه متكسرة ورجوله ثقيلة عليه ...
وحتى البلع ما يقوى يبلع ...
لكنه يتذكر كل شي صار له ..
يتذكر الرصاصات وألمها الفظيع لما اخترقت كتفه وصدره ...!!
يتذكر آخر شخص شافه هذاك اليوم .. وكانت عذا
يعني لوكان مات بيموت وهو مرتاح .. لأن عينه ما فيها غير صورتها ...!!
ولو سووا له تشريح ... بيعرفون انها هي سبب موته ..
وسبب العذاب اللي يعيشه ... وهالشي بتقوله لهم عيونه ...!
غمض عينه بتعب وسند راسه على المخده اللي وراه ...حس بوشوشه في أذنه وصوت الطلقات ورناتها لازال يخرم طبلته ..!!
نبهه نواف :: أمداك ترجع وتشتاق للنوم ؟؟؟
فتح عينه يبتسم بوهن :: لا و الله بس احس براسي يدور ..!!
ابتسم له عبدالعزيز :: من كثر النوم وانا اخوك ؟؟ لك اسبوع وانت مو واعي ..
التفت له زياد :: الظاهر ان اللي فيني عينك والا النوم ماخالف ..!!
رفع عزيز حاجبه :: يالله عاد بدأ يطلع اشاعات وان انا عيني حارة ؟؟
ضحك نواف :: طيب لاتكثر عليه الكلام ...
هز عبدالعزيز راسه :: احمد ربك شفع لك مرضك والا كان والله قمت عليك الحين ..!!
ضحك زياد لكنه شد على اسنانه واعتفست ملامحه لما حس بالجرح في صدره وكأنه انفتح ..
رفع يده يمسح عليه وانتبه له نواف فسأله بقلق :: زياد تحس بشي ؟؟
التفت عليه يبتسم بهدوء ويده على صدره :: سلامتك ...
سكتوا شوي وعقبها تكلم زياد :: ماشاء الله نواف ... صحتك متحسنة هذا كله من العرس ؟؟؟
ضحك نواف بخجل :: شفت شلون وانا اخوك ؟؟ مافيه احسن من راحة البال ..
طالعهم عبدالعزيز :: لو سمحتوا قدروا ان بينكم واحد اعزب ؟؟؟
ضحك نواف :: انت أشر بس ومن بكره تصير متزوج ..
طالعه عزيز بحاجب مرفوع :: الله اكبر عليك اللي يسمعك يقول خطابة والا مشروع ابن باز الخيري ..!
ضحكوا كلهم ... لكن نواف التفت على زياد بجدية :: زياد ..!!
التفت عليه الأخير :: سم ..
تنهد نواف بقلق :: ما عرفوا من السبب في اللي صار لك ؟؟؟
هز زياد كتوفه :: مادري والله نواف .. الضابط كان عندي من شوي لكنه ما سألني عن شي .. تحمد لي بالسلامة وقال انه بيرجع لي بكره الصبح ..
سكت نواف شوي لكن عيونه كانت تتكلم ..
رفع عينه لعبدالعزيز اللي عبس في وجهه وكأنه يقول له مو وقت كلامك ...
لكن زياد قطع عليهم :: وش فيكم ؟؟
ورد عليه نواف :: يعني انت ما شكيت في أحد ؟؟؟
رفع زياد حاجبه وعلى فمه نصف ابتسامة ..:: انت من شاك فيه ؟؟؟
سكت نواف وعينه على زياد ...
وبعدها ابتسم له ورد عليه :: يعني نفس الشخص اللي انا شاك فيه ؟؟؟
هز زياد راسه :: بالضبط ..
انقهر عبدالعزيز :: بيشوف هالمرة والله لأدخله السجن بيديني وما بطلع من المركز الا وانا متأكد من هالشي
التفت له زياد وبنبرة توسل :: لا عبدالعزيز لاتدخلنا وتدخل نفسك في مشاكل .. يكفي اللي صار لنا منه المرة الماضية ..
عصب عزيز:: يعني تبيني اسكت له .. مستحيل زياد ؟؟ كان تصرفه بينهي حياتك وهالشي مابسامحه عليه لو مهما كان ..
تنهد زياد يبتسم :: انا ولا أهلي ،،، عبدالعزيز ..!
مسك نواف يده بقلق وكأن الجرح انفتح في صدره من جديد من تذكر موقف الخسيس مع عبير :: وصلك منه شر ؟؟؟
التفت زياد يبتسم :: أقول لك الحمدلله فيني ولا فيهم ؟؟؟
طالعه عزيز مستغرب :: وش قصدك ؟؟
تنفس زياد بعمق وهو يحس بالدنيا مشوشة قدامه لكنه مع ذلك محترم ربعه اللي معه ويبون يعرفون السالفة :: مرة جاني للمكتب يبيني افصل نواف ... ورفضت .. ومرة ثانية جاني وقال لي يبي يشاركني في مشروع ثاني والا اني بخسر شي ثمين ولمح لي على الأهل وعلى اشياء كثيرة..!! عصبت عليه وتهاوشت معه ... وهالسالفة لها مده لكن اتوقع ان اللي صار بسببها ..!!
عقد نواف حواجبه :: طول عمري مسبب لك مشاكل زياد ..!
التفت له الأخير وفي عيونه عتب :: لاتقول هالكلام نواف ... وش دعوى مشاكل الا هو الخسيس ومحتاج احد يوقفه عند حده ..
رد عبدالعزيز بعصبية وحمية :: وانا اللي بوقفه وبتشوفون ما اكون انا ولد ابوي ..
ضحك نواف على حماسه :: ورنا شطارتك يا بطل ..
دق عزيز على صدره :: بتشوف اني بطل قول وفعل ..
تمدد زياد براحة على سريره اكثر وهو يغمض عيونه ومبتسم بضحك :: طيب ماودكم تفارقون ؟؟؟
التفت له عزيز وفاتح عينه بقوة :: بتنام ثانية يا اخي ؟؟
هز راسه بتعب وهو بالموت يبلع ريقه :: ابي ارتاااااااااااااااااااح .. احس بجبل رمل على عيوني وضباب اسود قدامي ..
وقف نواف :: زين نم الله يآخذ العدو والشرهة على اللي تاركين بيوتهم واهلهم علشان يونسونك ..
قم قم عبدالعزيز مشينا ..
ابتسم زياد وكأن في قلبه شي عوره من قال نواف جملته الأخيرة ...
ما يدري وش اسباب حساسيته لكنها آلمته ؟؟؟
يمكن لأنه ذكرته بحياته مع عذا ؟؟
أو لأنها ذكرته بجحيمه مع سحر ؟؟؟
السبب مجهول لكن الشعور بالألم موجود ...
ودقايق وكانت الغرفة فاضية عليه من جديد ..
وبهدوء الليل الصحراوي ... نام زياد بسلام ...
غمض عينه وجفنه ... وهو مايشوف شي ولايسمع شي ... ولا حتى واعي بشي ..!
------------------------------------------------------------------------------------------
كانت تلبس عبايتها بلهفة وفرحة ..
يديها ترتجف من الوناسة ومو عارفة كيف بتتقابل معه عقب مرضه ؟؟؟
بتقول له انها ماتركته ولا يوم وكانت معه وجنبه على طول ؟؟
والا بتسكت وما بتقول له والمهم انها هي عارفة انها ماتركته ولا لحظة ؟؟
أشياء كثيرة تدور في راسها وماتدري وشلون ترتبها وتنظمها ؟؟؟
اشياء بتقولها له .. واشياء بتسويها
وأشياء وأشياء ..؟؟ متى بس توصل للمستشفى وتدخل عليه غرفته ...!!
متى يا رب ؟؟
وقفت قدام المرايه بعد مالبست عبايتها وراحت تطالع انعكاس وجهها ..
شافت الحياة رجعت لها من جديد لأنها بس قررت ترجع له ؟؟
أجل شلون لو هي رجعت له صدق ...!
خدودها موردة من الفرحة والخجل من مقابلته مرة ثانية ؟؟؟
تعرف زياد وتعرف كيف يعبر عن شوقه وفرحته بشوفتها ؟؟
وهو أكيد بيفرح لأنها جت تزوره ؟؟
حطت يدها على قلبها اللي يضرب بدقات سريعة أسرع من لمح البصر ..!
وانتبهت لأصابعها الخالية من الخواتم ... ومعصمها الخالي من الساعة ؟؟؟
عقدت حواجبها في تفكير ومباشرة خطر في بالها خاطر ..
ركضت لدولابها وفتحته وطلعت منه العلبة ...
وشافت خاتم ( كاراتي ) اللي اشتراه لها زياد يوم كانوا في فرنسا ؟؟؟
ابتسمت بحياء وهي تتذكر الموقف اللي عطاها اياه فيه ...
وطلعته من علبته ولبسته ..
وعقبها راحت تطالع يدها وتضحك ... وتكلم نفسها :: بينجن عليك زياد اليوم .!
حضنت كفها وهي تعض شفتها السفلية ..
وراحت لسريرها شالت شنطتها وخذت نفس عميق وطلعت ...!!
نزلت على الدرج بخطوات هادئة وكأنها تهوجس وتفكر ...
لفت انتباهها الصالة واللي جالس فيها ..
كانت سارة بعبايتها جالسة على الكنب وتلعب في جوالها ؟؟
رفعت حاجبها مستغربة :: وش تسوين سارة ؟؟
التفتت لها الأخيرة تبتسم :: ولا شي ...!!
تقدمت لها عذا :: وين بتروحين ؟؟
هزت راسها بالنفي :: ما بروح مكان ...؟؟
رفعت حاجبها عذا :: تستهبلين ؟؟ اجل ليش العباية ؟؟
وقفت سارة بتملل :: ولد عمك المصون بيجي يتطمن على عياله ؟؟
سكتت عذا مستغربة :: من اللي بيجي ؟؟
ابتسمت سارة :: خالد ولميس ... بيجون علشان يتأكد خالد ان عياله طيبين ومافيهم الا العافية ؟؟
ابتسمت عذا :: الله يالدنيا .. الحين صاروا عياله من عقب ماكانوا عيالك ؟؟
عصبت سارة :: وعيالي بعد .. لازالت اراعيهم وانتبه لهم ؟؟ يعني عيالي ..
ضحكت عذا ضحكة بمغزى :: وخالد ؟؟
هزت كتفها بلامبالاة :: يتصنع ابوتهم ..!!
وهنا ضحكت عذا غصب :: يعني انتي امهم وخالد ابوهم ؟؟
التفتت لها سارة بعيون مفتوحة وهي ساكتة ... وعقبها انفجرت تضحك ...:: والله لقيتيها .!
انا اراعيهم ... وهو يصرف عليهم ؟؟
وعذا لازالت تضحك :: وكونتوا عائلة متماسكة ؟؟؟
تنهدت سارة براحة وعيونها توضح ألمها :: أهم شي ان عيالي عندي ..
تقدمت لها عذا وحطت يدها على كتف اختها :: وهذا هو كان قصد خالد ...!!
رفعت سارة عينها لعذا وهي مليانة دموع ... والأخيرة مو ناقصة دموع وهي فرحانة ..
سارة :: الله يعطيه العافية هو اللي فهمني بعد روحة الغالي ...!!
ابتسمت لها عذا :: مرتاحة لتصرفه ؟؟
هزت راسها بالإيجاب ..
وفجأة سمعوا صوت لميس تصرخ عليهم بصوت عالي وتنبههم انهم وصلوا ...
رفعت عذا طرحتها على وجهها وكذلك سوت سارة ..
ودخلوا لميس ووراها خالد منزل عيونه للأرض ...
ابتسمت لهم لميس :: السلام عليكم ..
ردوا عليها السلام ... وتكلمت عذا : كيفك لميس ؟؟
هزت راسها :: تمام وجاين نتطمن على حلالنا ..
ضحكت عذا :: حلالكم لاتخافون عليها مادام سارة وراه ..!!
انتبهت لخالد اللي كلمها :: الحمدلله على سلامة زياد عذا ..
بلعت ريقها عذا بفرحة والتفتت لخالد تطالعه بامتنان :: الله يسلمك يا رب ... كيف حالك خالد ؟؟
هز راسه مبتسم :: بخير الله يسلمك ..!! نسأل عنكم ..
عذا :: تسأل عنكم العافية يا رب ..
وبعدها استأذنت منهم :: يالله عن أذنكم أنا بروح لزياد الحين ...
خالد :: بحفظ الله وسلمي عليه .
ابتسمت للجميع وطلعت ..
و في طريقها تذكرت حركات لميس لسارة وهي تأشر لها على أذنها وأن خالد سمع كل كلامهم ؟؟؟
وسارة أشرت لعذا على رقبتها يعني بتقتلها ...!!
تنهدت بسعادة ولأول مرة تحس بها من اسبوعين ؟؟
يعني من وفاة ابوهم ...!!
وطلعت للسيارة رايحة للمستشفى ... تشوف زياد .!
-----------------------------------------------------------------------------------------
في السيارة كانت تطالع العالم في الشارع وهي بالها مو معها بتاتا ...
كان تفكيرها وعقلها وقلبها كلهم هناك ...
في المكان اللي يتمدد فيه زياد بضعف وألم ...
المكان اللي تقطعت فيه روحها وهي تشوف قطعة قلبها محاوط بالأجهزة و ماله حيل ولا قوة ...
شافته وهو يتألم ... ونايم ... ولاحاس فيها ولا في وجودها ...!!
تنهدت تنهيدة فرح تبعتها ابتسامة وهي تلف بوجهها وتطالع قدام من بعد ماكانت تطالع من الدريشة اللي جنبها ...!!
لاحظت انهم قربوا للمستشفى لكن ماسكتهم الإشارة ...
طالعت الساعة وشافتها قريب العشاء ...!!
وانتبهت لسوراج اللي تحرك من قدام الإشارة ...
ووقفته :: سوراج وقف عند محل الورد هذا ...!!
ابتسم لها ولف بالسيارة وقف عند المحل المطلوب ...
وبفرحة ما اقدر اوصفها نزلت عذا تسبقها دقات قلبها للمحل ...
دخلت وهي تحس برهبة أو خوف أو مشاعر غريبة ماتقدر توصفها ..
لكن فراشات بطنها تتراقص هذيك اللحظة بشكل هي ماقدرت تسيطر عليه ..
انتبه لها صاحب المحل وتقدم لها ...
وبمساعدة منه كونت عذا أحلى باقة ورد تقدر تسويها وترتبها ...
كانت كبيرة وحلوة ...
وأهم شي انها حطت لزياد ورد الياسمين اللي يعشق ريحته ...!!
وما نست الجوري الأحمر والتوليب الأبيض اللي يعني لها الكثير ...!!
كانت باقة رائعة ومكلفة ...
لكن الورد للي يستاهله ...
رجعت للسيارة ومشوا للمستشفى ...
ومن وقفوا عند البوابة الخاصة فيه بدت نوبة الإرتجاف تنتاب أطراف عذا ...
متوترة وشلون بتقابله ..
وكيف بتفاتحه في الموضوع وتقول له " انا برجع لك زياد وما راح اتركك مهما كانت الظروف " ؟
حست بحمرة الخجل كست خدودها وهي تفكر مجرد تفكير بأنها بتقول لزياد هالكلام ...
لأنها عارفة تبعاته ..
وعارفة زياد وش بتكون ردة فعله ...
بيحرجها فوق ماهي منحرجة ..
وبيطالعها بهذيك النظرات اللي تتعبها وتذوب قلبها ..!
تنفست بعمق وهي تمشي في السيب اللي يودي لغرفة الغالي " زيـــــــــــــــاد " ..
كانت الكلمات والعبارات متزاحمة في عقلها ..
وهي بصعوبة تحاول ترتبهم علشان تقدر تكون كلام تقوله لزياد ... وتوضح له من خلاله انها تبي ترجع له خلاص وإنها آسفة على كل اللي صار ...
وبعد ما جهزت الكلام ... ورتبته في جمل مفيدة ..
راحت عيونها تطالع أرقام الغرف وتدور على غرفته هو بالذات ..
الرقم اللي قال لها عبدالله عنه وهو اللي اعتذر انه يوصلها لإرتباطه بظروف عمله ...
وأول ما شافت ( 226 ) ... زياد سلطان ...!!
فز قلبها ...
وصارت تسمع دقاته في أذنها ...
لقائها هالمرة معه غير ومختلف ...
هالمرة بتقابله وهو مريض وهي مرتاحة نفسيا له ...
بتقابله وهي تحبه أكثر من قبل وبتقول له نرجع لبعض ...
بتقابله وتهمس له " أنا آسفة " حتى لو ماسويت لك شي ...!!
غمضت عينها بحب وكأنها تضبط أعصابها رتبت وقفتها والباقة اللي في يدها ...
لكنها في لحظة انتبهت لنفسها ...
الحين هي في قسم الرجال ...
يعني زياد ممكن يكون عنده احد من زملاءه ؟؟؟
وفشيلة بتدخل عليهم مع هالباقة لو عنده أحد ...
وبعدين هي أصلا تستحي ؟؟؟
يا ربي ليته كان معها عبدالله او اسامة ....!!
تلفتت عن يمينها وشمالها يمكن تشوف أحد أو تلمح أحد وتعرف من خلاله إذا كان عند زياد أحد او لا .. لكنها ما شافت أحد ...!!
حاولت تلقى حل ... وأخيرا حصلته ...!!
هي بتفتح الباب بهدوء ... وبتحاول ترقق سمعها وتشوف هل زياد يتكلم مع احد والا لا ؟؟؟
وإذا يكلم أحد بتشوف هي تعرفه والا لا ؟؟
وعلى هالقرار ..
مسكت الباقة في يد ...
واليد الثانية برجفه مسكت مقبض الباب ...
ودارت به بهدووووووووووووووووء ... علشان ما احد ينتبه ..
شافت السيب اللي يسبق غرفة زياد كونه منوم في جناح ..!!
تقدمت خطوة صغيرة لحد ماصارت قريبة من الباب لكنها داخل الممر ...
وتسمع اللي يسويه زياد ...!!
.
.
.
.
.
.............::/ قلت لك لا .. انا مو موافق على أي شي من اللي قلتوه ... والسفر سحر بتروح معي ..
تنهد مشاري وهو واقف جنبه وعند سريره ...
بينما سحر جالسة بهدوء على كرسيها ومعها ندى ...
التفت مشاري لزياد ::: يعني المطلوب ..؟؟
سكت زياد شوي وعقبها رد :: الموضوع منتهي خلاص ... أنا وهي بنروح لكندا سوا ومعنا مصعب ...
وأكد مشاري :: حتى راشد بيروح معكم
رفع زياد راسه وهو يحس بمشاعر غريبة مولودة في صدره ضد هالـ راشد. :: ما له داعي خلاص مصعب معي ......!!
التفت مشاري لسحر :: وش قلتي ؟؟؟
رفعت عينها لأخوها وشافت زياد يطالعها فبلعت ريقها بصعوبة والقرار صعب تتخذه هالوقت ..
كانت بتتكلم لكن زياد وقفها :: سحر انتي بتروحين معي بدون نقاش ..
لفت عينها له بهدوء وابتسمت :: محتاج أروح معك ؟؟؟
سكت شوي وعيونه ضاعت في الفراغ حاول يعدل جلسته لكنه ضيق عيونه بألم من الجرح اللي في صدره ... رفع يده بيمسح عليه لكن جهاز ضربات القلب فلت من أصبعه ...!!
وتنفس زياد بعمق وهو يشوف مشاري بيساعده فابتسم له :: انفك هالشي .. ومادري وشلون يركب ....
طالعه مشاري يشوف وشو وعرف انه جهاز قياس ضربات القلب ...
ما امداهم يتكلمون الا وسحر واقفه على راس زياد تبتسم :: هذي شغلتي وانا الخبيرة ...!!
ابتسم لها زياد وهو يشوفها قريبه منه بعنف وتركب له على اصبعه هالجهاز ...
وبعدها اقتربت منه أكثر وهي ترتب الأنابيب والأسلاك وراء ظهره ..
باين عليها المرح وهي تساعد زياد ..
أما هو فقال وعينه على يدها اللي تتحرك حوله :: سفرك معي مهم يا سحر وماراح اسافر بدونك ...!!
تنهدت سحر وهي تتنفس بعمق وعيونها لازالت عليه وهي قريبة منه ومن سريره ...
وحتى وجهها قريب لدرجة خلت زياد يقرأ ملامحها ويحس بالألم يفتت عظام ضلوعه ...
ابتسمت :: بس أنا ما ابي اروح ...!!
مسك يدها :: بتروحين .. لأني زوجك وآمرك أنك تروحين ...!
وهي لازالت تبتسم قريبة منه ويد زياد على معصمها:: وعــــــــــــذا ... وش بيكون موقفها ؟؟؟
وهذا الشي اللي ماتوقعه زياد ولا فكر فيه أصلا ...
فعلا وعذا وش بيقول لها ؟؟؟
لكن هو معه عذره في اصراره على سحر فرد عليها :: انتي وجودك معي في هالسفرة أهم من وجود عذا بكثير ...
وحس الجميع بوجودها في هاللحظة ووقفتها المهزوزة عند الباب ....!!
والعيون كلها توجهت للباب ...
اللي واقف عنده طيف أسود صغير .. وبين يديه باقة ورد كبيرة ..
هالطيف نسق هالباقة وصنعها بذوقه ... وبالورد اللي يحبه الغالي ...!
كانت جايه وهي كلها حماس ومشاعر حب وحنان ...
جايه تزوره وفي قلبها شي كبير لزياد ... وأهم شي تأنيب الضمير ناحيته ...
لكن كلامه هدم كل شي وخرب كل شي ..
وأصلا وجودها عنده ومعه حطم كل شي ..
قربها منه بهالصورة ... ويده اللي ماسكة معصمها قدام ندى ومشاري خلت قلبها يتقطع مليون مرة في الثانية ...
حست ان مشاعرها اعلنت الإنتحار والموت للأبد ...
" ليه يا زياد ..." كانت هي الكلمات اللي تقولها عيونها ...!!
انتبه مشاري لنفسه واستحى من وقفته ... وهو اللي عرف من تكون هالزائرة ..؟؟
راحت عينه لأخته بقلق وشافها منزله عينها للأرض وكأنها ماتبي تشوفها ولا توقعت حضورها أصلا ...
أستأذن منهم وانسل بنفسه وطلع ...
وقفت ندى مباشرة بتعب وراحت لعذا اللي تجمدت عند الباب وعينها على زياد النايم على السرير ..
.......... :: مرحبا عذاوي ...!!
لكن ما فيه استجابة ...
وعيونها لازالت معلقة على يد زياد الماسكة معصم سحر ...!!
نظراتها كانت تعكس ألمها اللي يفتك في عروق قلبها ..!
شوفتها له وهو ماسك معصم يدها كانت أشبه بالخنجر اللي انغرس في أعماق روحها وقطع معه كل عرق ينبض بالحياة فيها ...!!
سال دمها حار مؤلم ..
ونزلت دموعها غصب عنها وخارج ارادتها ..!
أما زيـــــاد ... فكانت عيونه متجمده على الكائن اللي قدامه ...
قلبه يدق بسرعة جنونية لدرجة انه نسى وين يده وسحر وينها اصلا ؟؟؟
ماكان منتبه لشي ولا حاس الابوجود الحبيبه قدام عيونه ...
شي تمناه من صحى وفتح عيونه ..
كان ينتظر جيتها على أحر من الجمر ...
لكن أكيد ماكان يبيها تجي هالوقت بالتحديد ...
قربت ندى من عذا تبي تسلم عليها وتتقدم معها لكن عذا ماتحركت واكتفت لما لفت بوجهها لندى ونزلت الطرحة من على وجهها ...!! وعيونها للأرض تداري دمعة الإنهزام والغيرة والقهر ..
كيف ماتغار وحبيبها معه وحده ثانية وحلاله مثل ماهي حلاله ..؟؟
سمعت كل شي قاله ...
سمعته وهو يقول ان وجودها معه اهم من وجود "عذا "...
سمعته يلح عليها علشان تسافر معه ...
سمعته وهو يقطع عليها الخيارات ويقول لها ان القرار منتهي وان هالسفره هي بتروح معه ؟؟
أصلا متى قرر يسافر وهي ما تدري ؟؟
وكيف يقرر السفر وان سحر بتروح معه من دون ما يحط اعتبار لوجودها في حياته ..
وعذابها اللي كانت تعيشه لما كان طايح وحالته خطرة ليه مافكر فيها ؟؟
ليه يازيــــــــــــاد ؟؟؟
وعرفت عذا في هاللحظة انها بداية النهاية ...!!
وان كلام سارة لها هذيك الأيام فعلا حقيقي ...
وان حساسيتها ،،، وتعلقها في زياد هالكثر هو اللي بيذلها ويكسر الباقي من قلبها ..
صدقتي ياسارة وانا اللي كنت اقول بس زياد غير ومايستاهل اكون قاسية معه ...
لكنهم طلعوا نفس الطينة و نفس النوع ...
ومااحد يفرق عن الثاني مطلقا ...
وبصعوبة أليمة ...
قدرت تشيل رجولها من الأرض لكنها ماكانت تشوف الا زياد وهو نايم على السرير وهالمرة يده في حضنه ...!!
ماتنكر انها اشتاقت له لكن اللي سمعته وشافته قتلوا هالشعور فيها وخلوها تنظر لنفسها بازدراء ومهانة ؟؟
كيف تشتاق لشخص مادرى عن هوا دراها ..
تقدمت له وهي تحارب دمعتها ....
لحد ماوصلت طرف السرير ...
وعند رجوله نزلت الباقة بهدوء وبعدين رفعت عينها له وهي تحاول تبتسم ...
..........:: الحمدلله على السلامة ..
قالتها بصعوبة وصوت مخنوق ..
ولمعة الدموع ما خفت على زياد اللي يحس بقلبه وتنفسه يضيقون عليه ..؟؟
لا يا عذا انا ما ابي يكون لقائي معك بهالشكل ؟؟
ما ابيك تجين في هالوقت وتقولين لي هالكلمتين وتروحين ..
جيتك لي ابيها تكون مختلفة ...
ابيك تكونين قريبة مني اقرب من قربك الحين ...!!
لكن كل هالكلام اختصره وهو يطالعها :: الله يسلمك ...!!
لكن عيونه كانت تعبر عن مشاعره بدل الحروف اللي طلعت من فمه ...
تعبر عن الشوق والوله لوجودها معه في حياته ...
وهالشي ما خفا على سحر اللي درات عيونها بغيرة قاتلة بين زياد العاشق الولهان ،، وعذا الزوجة المتحطمة اللي خانها حبيبها في لحظة ضعف ...
اما ندى المتوترة من المشهد تكلمت :: وش اخباركم عذا وعمتي كيف حالها ؟؟؟
التفتت لها عذا وعلى وجهها نصف ابتسامة مصطنعة :: الحمدلله كلنا بخير وعافية ... انتي اللي كيفك الحين ؟؟
ابتسمت ندى بألم :: إن شاء الله بخير ... يوم يكون زياد بخير ...
ضحك زياد غصب عنه يمكن استحى من كلامها وهالشي ما غاب عن عين عذا اللي شافته يضحك بأريحية ويده على جرحه المؤلم على صدره ...
كان ودها تروح له وتتقرب منه وتسأل عنه لكنها ماتقدر ..
فيه صوت داخلها يمنعها ...
والظاهر هذي هي بداية الحواجز بين الإثنين ..
تكلم زياد وسط ضحكاته :: ندى لايسمعك مشاري ويفضحنا ..!
ضحكت ندى :: ماعليك منه عارف هالكلام قبل لاأقوله ..
انتبه زياد لنظرات عذا في هاللحظة واللي كانت مركزة عليه ..
ولما انتبهت عذا نزلت عينها على طول للأرض ...
وابتسم زياد غصب عنه .. والله مشتاق لها ... :: يعني وانا مافيه كيف الحال ؟؟؟
رفعت عينها عذا وانتبهت لسحر اللي تطالعها ,,
مايخفى عليكم ان سحر ودها لو تقوم وتطلع وتمنع هالمهزلة لاتصير قدام عيونها ...
لكنها ما قدرت تطلع وتتركهم بروحهم أبدا ...
معليش تتسمم من كلامهم ونظراتهم لكن ما يصير شي ثاني من وراها ..
انتبهت لعذا اللي قالت :: أنا جيت أسلم عليك وانا عارفة عن حالك وانك بخير ...!!
واشتدت اعصاب زياد من هالكلام ؟؟
الحين هالبنت ليه تعيش التناقض ؟؟
مو كانت معي يوم كنت تعبان وكل يوم احس بوجودها وبشوقها ؟؟
طيب ليه الحين جايه تناقض نفسها ؟
انتبه لها زياد وهي تمسح دموعها بظهر كفها وهي لازالت محافظة على ابتسامتها ..
كان بيتكلم لكنها سبقته :: اللي شفتك عليه اول ما دخلت كفيل انه يقول لي عن حالك ؟؟
تنهد زياد بتعب وغمض عينه بإنقطاع أمل ؟؟؟؟؟؟؟
الحين كيف بيتفاهم معها ؟؟؟
فتح عينه وطالعها :: عـــــــــــذا ..!!
قاطعته وهي تحاول تبتسم لكن فمها متقوس بالحزن والعبرة ودموعها تلمع داخل عيونها ..:: ماله داعي تبرر وتفسر ... سحر اهم مني انها تروح معك لسفرك ...
عارف ليش ؟؟ لأنها أكثر نفع وفايدة مني ؟؟؟؟ وإلا قل لي انا وش بسوي لك ؟؟؟
عقد زياد حواجبه في غضب من كلامها ::: عذا وش هالكلام ؟؟
كانت سحر بتتكلم :: لوسـ ـ ....
وقاطعتهم عذا لكن هالمرة وهي تصيح وتشهق من الصياح لأنها ماتحملت الفكرة :: مو محتاجة احد يكذب علي لأني اصدق اذاني اكثر من كلامكم ؟؟؟
والتفتت لزياد :: وانت ....!! إذا انا ماعرفت عن سفرك الا تو ؟؟؟ تبي تفهمني اني اهم منها عندك ؟؟؟؟ خسارة زياد
وسكرت فمها تمنع شهقة قوية تطلع ...
تقربت منها ندى بتفهمها وحطت يدها على كتفها لكن عذا نزلتها بقوة وطالعتهم :: انا مو محتاجة شفقة من احد ؟؟ ولا ابغى اكسر خاطر احد بعد اليوم ... وانت يا زياد انا بعيش بك والا بدونك عادي ؟؟؟؟ المهم انت ترتاح مع اللي تحبهم ويريحونك ... وندى بعد ترتاح ...
كان بيقاطعها لكنها كملت :: لاتحاول تبرر والا تعتذر ... سحر أهم مني زياد وهذا شي انت اعترفت به ..
صرخ عليها :: انتي مجنونة ...
طالعته بعيون يغشاها الضباب :: مجنونة لأني فكرت احبك وارجع لك مثل قبل ...!!
وكيف بيتحمل زياد هالكلام وهالدموع وهو منسدح لاحول له ولا قوة ...
يموت ولا يشوفها تصيح قدامه وبسببه وهو مايقدر يطوقها بيديه ويمسح دمعتها ...
كانت قريبة منه نوعا ما ..
يعني لو تلحلح من مكانه شوي ممكن يوصل يدها المتسندة بها على السرير كداعم لوقفتها المهزوزة ..
وفي لحظة نسى زياد كل شي قدامه عداها ...
مايهمه سحر او ندى او حتى جرحه ومرضه ...!!
حاول يتحرك من مكانه ...
وحارب الألم اللي يحس به في أعلى رجله المجبرة ....
والألم اللي يقطع أوردة كتفه وصدره وعظام ضلوعه كله علشان يمسك يدها ويفهمها انه يبيها تجي قريب منه ...
لكن الصدمة هي انها ابتعدت عنه اكثر ويدها على فمها تمنع شهقاتها لاتطلع ...
ابتعدت وعرف انها متوجهة للباب فناداها :: عذا لاتروحين ...!!
كانت بتطلع لكن وقفها صوت تألمه ...
التفتت عليه وشافت يده على رجله وعيونه متسكرة من التعب وكأنه كان يحاول ينزل من على السرير ...
كانت بتتقدم لكن لا ... ما تبي تضعف ...
وبعدين هذي سحر اللي فضل سفرها معه علي واقفة جنبه وتحاول تساعده يرجع لوضعه الطبيعي ..
قلب عذا الرقيق ما تحمل انها تشوف الغالي يتألم وهي ما تتطمن عليه ...
ولما شافته اعتدل في سريره تقدمت له وهي لازالت تصيح ..
وهو كان رافع راسه على المخده ويده على قلبه ويتنفس بسرعة ...
مسكت يده وفتح عيونه بسرعة لأنه عارف لمستها الناعمة اللي تريح قلبه ...
ابتسمت له وهي تصيح انهار :: يكفي تتعب نفسك اكثر ... ويكفي تحمل قلبك هموم اكثر ... هذي انا عذا و بريحك من همي ... وعيش باقي حياتك زياد ...
ضغط على يدها وهو يحاول يبتسم بحب :: انتي لازم تكونين معي علشانـ ـ ـ
وحطت يدها على فمه وهي تشهق وبهمس قربت فمها لأذنها :: لاتتهور وتقول كلام قدامها تندم عليه بعدين ... انا ببتعد وما ارضى ابتعادي يروح هباء ... على الأقل استفيد انها تكون معك وتضمن انت حياتك وحياة اختك ....
كلماتها صدمته والجمت لسانه ...
""" ببتعد """ ؟؟؟؟
طالعها ::: وبأي حق تقررين ؟؟
كان وجهها مقابل وجهه ... وماهمها أحد موجود في الغرفة لأنها خلاص هالمرة هي النهاية بينها وبين زياد وتبي تنهي كل شي وهي مرتاحة ومطفية شوقها :: الحق اللي خلاك تقرر كل اللي صار بيننا ... يعطيني الحق اقرر ابتعد ...
رفعت يده وحبتها بهدوء ...
اما هو فكانت ضربات قلبه تزيد خايف من كلامها ؟؟؟؟؟
وشلون تبي تبتعد عني وانا اللي ابيها ومحتاجها ؟؟؟؟
ليه ماتبي تفهم ان زياد مثل حبات الرمل اللي تنثرها الريح لو هي ابتعدت عنه ؟؟؟؟
زياد عاش يحبها من يومه صغير ؟؟
وشلون يوم كبر وتعلقت روحه فيها تجي وتقول له " ببتعد " ...
وبعيون مترجية وصوت متوسل :: عذا لا تعذبيني وانا تعبان ...!!
وكلماته ضربت الصميم في قلبها ....
زيـــــــــــــــــاد .. تعبان وهي تعذبه زود ؟؟؟
ياربي كيف قلبها الضعيف الرقيق ناحيته يتحمل هالكلام الكبير والقوي اللي بيضل يعذبها طول عمرها ...
ومن وسط دموعها :: انت لاتعذب نفسك وتخدعها ... حياتك مع سحر أهم مني ...!! ووجودها في حياتك مهم لكم كلكم ... اما انا فلا ..
بيتكلم لكنها قاطعته :: انا سمعتك بأذني تقوله ...
بيقولها شي لكنها حطت يدها على فمه :: هالمرة قراري ماقيه رجعة ... لأني عذا الجديدة زياد ...!
و ماقدرت تكابر وصاحت ...
حطت يدها على فمها وراحت بخطوات سريعة طالعه من الباب ..
خلاص كل شي انتهى ...
وهاليوم وهالمكان بيشهدون نهاية عذا وزياد للأبد ...
وهالقرار اتخذته عذا بقوة واصرار ...
هي خلاص قررت تتغير وتصير عذا الجديدة ..
عذا القاسية اللي ماتهزها دموع وتوسلات ..
تبي تكون قوية علشان تعيش مرتاحة ومايهمها أحد ...
لكن للأسف عذا ..
قرارك جاء بوقت متأخر ...
بوقت المفروض ماتكونين فيه قاسية ...
بالعكس تكونين أرق مما كنت عليه .. لأن هالمرة مواجهتك مع زياد اللي يحبك بكل جوارحه وحواسه ..
للأسف عذا ما حانت الفرصة لك تقسين الا على القلب المعذب المرهق من المشاكل ومحتاج للراحة والسلام ..
قسى قلبك على زياد وهو طايح وتعبان ومحتاجك ....
ليتك من قبل قسيتي قلبك وتركتيه يلين الحين على اللي حياته صعبة بدونك ..
طلعت من المستشفى واصوات كثيرة تدور في رااسها ...
ولأول مرة تحس انها قوية بالفعل وانها بتنفذ قراراتها ... وبشدة ومن دون تراجع ...!!
.
.
.
اما هو فكان تنفسه مضطرب ونبضاته متسارعة ؟؟
مو متوقع الكلام اللي انقال له ابد ..
ماكان متخيل مجرد خيال انها بتقول له بها لإصرار خلاص حياتنا مع بعض لازم تنتهي ؟؟؟
كان يسمعها منها قبل لكن هالمرة غير ...
لأنه شاف لمعة البراءة والضعف في عيونها خفتت وحل مكانها لمعت إصرار وعزم ...
أنه خلاص ... هو من طريق وهي من طريق ...
وكيف بتتحمل يا زياد تعيش من دون عذا .. وانت جربت تعيش معها ...................!!
لو انك من البداية ماتزوجتها ووافقت على عرض عمك كان الوقع بيكون أخف على قلبك المسكين ..
لأنك في النهاية ما جالست عذا هالوقت كله ولا شفتها وعرفتها عن قرب ...
.
.
.
وسحر جالسة على الكرسي تراقبها عيون ندى ...
كان كل شي فيها صامت ... حتى قلبها ينخاف من صمته ...
كل اللي صار قدامها شي مخيف ومريع ..
تدري انه يحبها لكن مو بهالصورة اللي تخليه يتكلم ويتعامل معها بهالطريقة وقدام عيونها ...!!
ليتها طلعت وتركتهم كان اريح لنفسها وقلبها ...
لكن اذا فات الفوت ما ينفع الصوت ..
وكل شي شافته وكل شي سمعته ...
وعرفت ان عذا بتعذب زياد باقي حياته وماراح ترجع له ...
وهي بتكون مثل قطعة الأثاث أكثر من قبل ...
يعني لو كان زياد يتكلم معها قبل فترة ويآخذ ويعطي ...
فهذا لأن عذا لازالت على ذمته وهو لازال على أمل انها ترجع له ...
لكن الحين وبعد هالقرار والإنفصال ..
اكيد حالة زياد ما بتكون سارّة ...
وما بيرتاح طول عمره ... لأنها شايفه الحب ينضح من كل حواسه ...
تنهدت بتعب وارتفع بصرها له ...
وشافت يده على رجله بألم وعيونه متسكرة ...
" أكيد يفكر فيها وفي حاله معها " نوع من الكلام اللي كان يدور في راس سحر المسكينة ...!!
----------------------------------------------------------------------------------------
تنهدت امها وهي تشوفها متحمسة وترتب ملابسها في الشنطة الخاصة فيها ...
انتبهت سحر للعيون اللي تراقبها فالتفتت لها وشافتها سرحانة ..
........:: ايوه ... ومن تفكرين فيه ؟؟؟
انتبهت ام مشاري لبنتها فرفعت عينها لها وابتسمت ..
وتلت الإبتسامة تنهيدة :: أفكر وش بسوي اذا رحتوا ؟؟؟
تقدمت لها سحر بحب :: ما عليك يمه ... هذي ندى عندك وحولك واكيد ما بتتركك ..؟؟
ابتسمت ام مشاري :: ندى ما تقصر بس بعد انتي وجودك غير ...!
جلست سحر جنب امها وفي يدها قطعة من ملابسها ...
حاولت تبتسم بمرارة وأخيرا قدرت :: يمه انا لازم أروح ...!!
مسكت امها يدها :: عارفة حبيبتي وانا اصلا ابغاك تروحين ..
لفت سحر بوجهها لأمها :: سفرتي كلها مو علشاني ... ولكن علشان زياد .... ابي اثبت له اني وحده خسارة يضيعها من يده علشان بنت دلوعة ماتعرف شي في الدنيا .... وحده تصرفاتها انفعالية وعشوائية وماتقدر النتائج ...
ضغطت امها على يدها :: لاتقولين هالكلام قدام زياد يا سحر ...
ضحكت الأخيرة باستهزاء :: علشان يذبحني ...!!
قامت وهي تداري دمعتها عن امها ورجعت ترتب ملابسها بهدوء ....
والأكيد ان قلب الأم ما فيه مثله ...
مما يعني انه حس بحرقة قلب سحر والنار اللي شابه فيه ...
وقفت لها أمها وما حست سحر إلا بأمها واقفه وراها ...
التفتت لها وام مشاري لازالت تبتسم :: سحر ...!! اهم شي لاتنسين نفسك .. ترى هالسفرة كانت لك ... وزياد هو اللي قرروا يسفرونه معك .. يعني حج وقضاء حاجة ... لاتهتمين في غيرك وتهملين نفسك ...
ابتسمت سحر :: مادام راشد معنا ماظنتي بيسمح لي افوت ولا حتى موعد واحد ...
تنهدت ام مشاري وهي تلف بتطلع :: يا ويل حالي من راشد وبس ....!!
وطلعت ام مشاري تاركة وراها سحر غايصة في افكارها وتخطيطاتها ..
تنهدت سحر وهي أشبه ماتكون عارفة بمقصد امها من هالكلمة اللي قالتها ...
وعارفة وش تبي تقول ووش تبي توصل له ...؟؟؟؟
لكنها ما اهتمت ورجعت لدوامة تفكيرها اللي تذكرها بمشهد لقاء زياد بعذا في المستشفى لكنها تحاول تشغل نفسها عنه بترتيب ملابسها ...
وكانت تستعجل في الخلاص علشان يمديها وتلحق ترتب ملابس زياد ...!!
وفي خاطرها متوعده انها تعلم زياد من هي سحر ؟؟
ووش حقيقة مشاعرها ناحيته ..؟؟؟
ومن تكون بنت عمه .....!
---------------------------------------------------------------------------------------
اسبوع كامل مر من قومت زياد بالسلامة ...
والكل عرف بسالفة سفره لكندا علشان يكمل علاجه هناك ...
ام عبدالله ماكانت تقدر تخفي دموعها وقلقها على ولد اخوها ...
عقب اللي صار لأبو عبدالله ووفاته المفاجأة خلى قلبها يخاف من كل شي وخلاها تتوقع كل شي واي شي ....!!
فهمتها ندى ان زياد بيسافر هناك علشان يشوفون رجله اللي هشمت الرصاصة عظمها ...
مما يعني انهم بيضطرون يحطون له أسياخ حديد مكان العظم ....
وأكيد بيحتاج علاج طبيعي ...
ومن ضلعه المكسور وملفوف مؤقتا بالجاكيت الداعم لحد ما يجبر ....
وعلى هالأساس قرروا يسافرون لكندا ... زياد ومعه سحر ومصعب ولد عمه .......!
أما عذا فطول هالأسبوع وهي تحاول تعيش بوجهين ...
في النهار تمثل القوة والجبروت وانه ولا شي هامها وانفصالها عن زياد قررته بعد تفكير واقتناع ... وبمجرد ما يسدل الليل ستاره ... تظهر عذا الحقيقية ...
عذا اللي تتألم لأنها ماعاد سمعت صوت زياد عقب هذاك اليوم ولاعاد راحت تشوفه او تزوره ..
كل يوم تسقي مخدتها من نهر دموعها وتروي شوقها وعطشها لوجود زياد جنبها ...
ومن تتذكر كلامه لسحر وانه يبيها تكون معه ... تزيد حرقة قلبها على حالها ؟؟؟
وليه يصير لها كل هذا ليه ؟؟؟
خسرت ابوها وسندها ...
وهذا زياد بيروح منها بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومن باقي بعد يا عذا ..!
.
.
.
بعد صلاة المغرب ...
نزلت عذا وفي يدها جوالها تحوس فيه ...
انتبهت لأمها اللي ماسكه أسامة وتتكلم معه ...
ابتسمت لهم ولاحظت سام اللي تنهد ورد لها الإبتسامة ...
التفتت ام عبدالله وشافت عذا واقفة على الدرج :: وانتي بتطلعين ؟؟؟
رفعت عذا حاجبها :: وين أروح ؟؟
تنهدت ام عبدالله :: يعني تستغبين ؟؟؟ ما بتسلمين على زياد قبل لايسافر ؟؟؟
وبصرامة وجزم ردت :: لا ............
طالعتها امها بتوسل لكن عذا لفت بوجهها عنها ومشت تاركتهم وقلبها يتقطع ،، وكأنها عرفت ان امها تقنع اسامة يطلع يسلم عليه ... وهي عارفة اخوها طالع مع امه برغبته لأنه مهما كان زياد ما يهون عليهم وهو بحسبة اخوهم ...
كانت عارفة بجيته لأمها اليوم وانه بيسلم عليها علشان تتطمن عليه ...
اليوم طلع من المستشفى وعلى طول بيسافر يعني ماراح يقعد في الرياض ..
وتقريبا رحلته بعد ساعتين من الآن ...
وعلى هالأساس هي نزلت من غرفتها وراحت للصالة ..
عارفة انها ممكن تتهور وتفتح شباكها المطل على قسم الرجال وتشوفه ...
وهي ماتبي هالشي يصير مهما كان .. لأنها عارفة نفسها كل شي بتتحمله الا هالشي ...
ممكن تنهار بعدها ويجيها انهيار عصبي ...
لأن ساعتها بتعرف انها بتفارقه مدة الله اعلم بها ... واللي بتروح معه شي يخليها تتوتر ..!!
دخلت الصالة وشافت سارة وريم جالسين هناك ...
فانضمت لهم بهدوووووء ... وما حبت تتكلم وودها تنتهي هالدقايق بسرعة علشان تطلع غرفتها تفرغ اللي في قلبها قبل لاتتكلم ريم بشي يعور مشاعرها ..
.
.
.
كان متفشل ومستحي وهم ينزلونه من السيارة بصعوبة ...
العجز أحاسيسه مؤلمة ...
وكيف بزياد اللي ماتعود انه يحس بها لأنه رجل بكل ماتحمله هالكلمة من معنى ..
اما الحين فهذا هو مشاري ومعه عبدالله يساعدونه ينزل من السيارة وهو على الكرسي المتحرك علشان يسلم على عمته ويودع الجميع ...!!
ومن شافته ام عبدالله ماقدرت ماتصيح وتنزل دموعها ...
تقربت منه أكثر بعد ما طلع مشاري وقال انه بينتظرهم في السيارة ...
و بصعوبة حظنت وجهه وحبته على جبهته :: الحمدلله على السلامة يا قلبي ..
ابتسم زياد :: الله يسلمك يا عمه ..
واجهته ام عبدالله وهي تحاول تمسك دموعها :: كيف حالك الحين يمه .. ووش تحس فيه ؟؟
هز زياد راسه برضا :: أنا بنعمة يا عمه ... والنعمة الكبيرة انك تشوفيني قدامك الحين واكلمك ..
ابتسمت ام عبدالله :: الله يقومك بالسلامة يا زياد قول آمين ..
رد هالمرة عبدالله:: آمين إن شاء الله .. ويرجع لنا زياد اللي نعرفه واحسن بعد ..
ونزل عبدالله يده وضغط بها على كتف زياد ..
ورفع الأخير راسه وهو الألم يحاصره من جميع الجهات ..
ألم نفسي وألم عضوي ...
نفسي من عمته وعائلتها اللي غمروه بحبهم وطيبتهم وهو اللي قابلها بخيانة بنتهم وتدميرها ...
وألم عضوي من الحرارة اللي يحس بها في صدره ورجله من الحركة الكثيرة اللي قام بهاا ليوم ..
تفاجأ لما شاف اسامة يبتسم له وتقدم منه وسلم عليه :: ترجع بالسلامة إن شاء الله ...!!
ابتسم له زياد :: الله يسلمك ...
حس اسامة بتأنيب الضمير فنزل عينه للأرض وعلى وجهه شبح ابتسامة حياء:: اعذرني زياد لأني مازرتك في المستشفى ....!
ابتسم له زياد بضحكة خفيفة :: بس حاس بوجودك معي وانا مو في وعيي ؟؟؟
رفع اسامة حاجبه في تعجب :: يا نصاااااااااااب ... انت تسمعنا و احنا ميتين خوف عليك ... طيب يا اخي كان قلت لنا شي عطيتنا اشارة علشان نرتاح ...
تنهد زياد :: لو عطيتكم اشارة كان ماعاد شفتكم .. مثل ماسويتوا يوم وعيت ..
هز اسامة راسه بأسف :: اعذرني زياد ....!
شد عبدالله على كتف زياد :: ماعليك يا ولد الخال ... شدة وتزول إن شاء الله ..
وفهم زياد كلام عبدالله فـ ابتسم وسكت ...
لكن عيونه كانت تدورها ..
وقلبه ينتظر طلعتها ...
محتاجها في هاللحظة تطلع له ويشوفها ....
على الأقل تتمنى له السلامة ...
على الأقل تكذب عليه وتقول له بشتاق لك ..
مثل ماهو الحين يحس ان قلبه بيتقطع ألم وشوق لأنه بيقارقها ؟؟
حقيقي فترة طويلة كانت هي بعيدة عنه ... لكنه على الأقل يحس بوجودها وانه هو واياها في نفس الديرة والمكان ...
لكن الحين هو بيبتعد وما يدري متى بيدوم ابتعاده ..
وفوق هذا سحر معه وجنبه ..
يعني ضغط وتوتر ماله حدود ......!!
انتبهت له ام عبدالله وهي عارفة باللي في قلبه وحاسة فيه ....!
تقدرون تقولون لأنها هي حاسة بنفس مشاعر الشوق والوله لأبو عبدالله ...!!
لكن هي ارحم من وضع زياد ...
لأن فراقها من محمد ما كان بيدها وكان حكم رب العالمين ...!!
مات ابو عبدالله وهي عارفة انها اول وآخر وحده في حياته ...!!
لكن وضع زياد أقوى منها ...!!
لأنه مشتاق لعذا بس مايقدر يشوفها ... والمؤلم بعنف انها قريبة منه وحوله لكنها صاده عنه برغبتها ومصارحته بأنها ماعاد تبيه ...!!
وهذا هو الأصعب ....!!
حاولت ام عبدالله تغير الموضوع للأهم منه :: وش صار على قضيتك زياد ؟؟
رفع عينه لها وشافت ام عبدالله فيها الراحة والرضا :: عبدالعزيز مو مقصر مع المباحث ...!!
أسامة : هو اللي ماسك قضيتك ؟؟
هز زياد راسه :: ايه .. أصر انه يمسكها ويقول أنه بيأدبه لنا فأنا ما حبيت اكسر خاطره ..!
رفع عبدالله حاجبه مشكك :: متأكد انه يقوى على قضية مثل هذي ؟؟؟
ضحك زياد وعيونه تضيق من الألم :: لايسمعك تكفى وعقبها يكسر راسك انت ...
ضحك عبدالله :: ومن قال لك ما بقوله ... له شهر لو ما قبضوا عليه باعلمه الشغل السنع ..
تنهد زياد :: لاتخاف لو سمحت الظروف فهم بيقبضون عليه في اسبوع ...!!
ابتسمت ام عبدالله :: الحمدلله انك شاك في أحد علشان يمدينا نآخذ حقك منه ..
ابتسم لها زياد وهو يتنهد :: انا متكل على الله ثم عليكم ... وروه الشغل السنع وعلموه ان زياد لحمه مر ...
ضحك عبدالله :: ابشر .. انت بس عطني الضوء الأخضر ..
ضحك اسامة :: الظاهر بتعطيه الضوء البنفسجي على هالضحكة ..!
انتبه عبدالله لرنة جواله وكان مشاري ...
التفت لزياد :: يالله الظاهر تأخرنا عليهم برا ...!!
ابتسم زياد في وجه عمته :: يالله عاد نشوفكم على خير وادعوا لي ...
ورفع راسه لعبدالله :: يالله ساعدني اطلع ؟؟
تقدمت منه ام عبدالله وحبته تودعه وقال لها :: حلليني ياعمه ولاتشيلين في خاطرك علي .. " وحب يدها بألم "
هزت ام عبدالله راسها وهي تعض على شفتها السفيه :: انا ما اشيل عليك يا روح عمتك ..
تقدم اسامة مع عبدالله بيساعدونه يطلع ..
تنهد عبدالله وغصب عنه حضنه :: ثق يا زياد اننا معك وندعي لك ..
وابتعد عنه شوي يواجهه :: ولو حصلت لي فرصة بجي اناوب عن مصعب ..
ابتسم له زياد:: لاتضغط على نفسك وأهلك في حاجتك أكثر مني .. لكن اللي ابيه منكم انكم تعذروني وتسامحوني ..
سكتوا كلهم ونزل عينه للأرض يتنهد :: واطلبوا من عذا تعذرني ..
مسكته عمته مع يده :: عذا قلبها كبير ومسامحتك وهالشي انا واثقة منه بس انت لاتشيل هم ....!! وما تدري يمكن اذا رجعت يصير شي ثاني ..
ابتسم بألم :: اتمنى والله ...
وبهمس قالت له :: كنت بغصبها تطلع وتسلم عليك ... لكني ابيها تجي بنفسها وتستقبلك وانت راجع بالسلامة .....!!
ابتسم وبعدها حرك يده اليمين في جيبه وطلع محفظته وبحركة صعبة قدر يطلع بطاقة صراف من الجيب ورفعها لعمته :: طيب يا عمة .... هذي عطيها عذا لأني مادري عن ظروف علاجي هناك وهل بتأخر والا لا ... فهذي فيها مصروف عذا لأطول فترة ممكنه ....!!
عصب اسامة منه ورجع يده :: ماهقيتها منك يا زياد واحنا وين رحنا ....
ابتسم زياد :: مو قصدي الإهانة اسامة .. لكن معليش انا برتاح اكثر لو عذا خذتها وحسستوني انها لازالت زوجتي وانا مسؤول عنها ...
ابتسمت له ام عبدالله وماودها تضيق صدره وخذت منه البطاقة .:: ابشر بوصلها لها ..
ابتسم زياد للجميع في وداع وساعده بعدها عبدالله واسامة علشان ينزلونه ويركبونه السيارة ...
ويسافر في رحلة علاجه اللي مايدرون متى بتنتهي ووش بيصير على زياد بعدها ....؟
.
.
.
..........:: انتي وحده بدون مشـــــــــــاعر أو تفكير .. وحده همجية غبيه وتفكيرها تفكير اطفال ومعاقين ....!!
كلماتها قوية وعنيفة هزت ريم واشعلت الغضب في عيونها ...
وبصوت عالي :: سارة انتبهي لكلامك ولا تضطريني اغلط عليك ..!
ضحكت سارة باستهزاء :: ليه للحين يعني انتي ماغلطتي ؟؟؟؟؟؟؟؟
تقدمت عذا وهي تحاول تمسك سارة :: خلاص سارونة اتركيها لايجي عبدالله ؟؟
التفتت سارة لأختها :: لا خليه يجي واعلمه عن سواياها الغبية .. خليه يعرف من هي ريم اللي ذابحنا فيها وما يشوف الا هي ؟؟
صرخت عليها ريم بضحكة تقهر :: ليه ؟؟ لايكون غايرة مني ؟؟؟
عضت سارة على شفايفها بقهر وعذا ماسكة يدها ...
عذا : خلاص سارة اكسري الشر لاتجي امي وتتضايق ..
تنهدت سارة :: استغفر الله العظيم ... وانتي اسمعيني ... والله لو مو علشان امي وعبدالله والا كان علمتك من تكونين ؟؟؟؟؟؟
رفعت حاجبها :: انا عارفة من اكون ؟؟؟؟
ابتسمت سارة تتهزأ :: صح عليك ... انتي اكبر طفلة شوارع غبية على وجه البسيطة ...!!
....................................:: ســـــــــــــــــــــــــــــــارة ....!!
انتفضت عظامها لما سمعت صوته .....!!
بلعت ريقها بصعوبة وخوف ...
مو قصدها تغلط على زوجته لكن هي اللي بدت بالشر ...
التفتت للباب وشافت امها وعبدالله واقفين عند الباب ..
لفت بعينها وراحت تطالع عذا ..
أما الأخيرة فحاولت قد ماتقدر انها تنقذ الموقف .... لكن محاولتها باءت بالفشل لأن اصلا فمها ما رضى ينفتح بأي حرف ..!
وريم طبعا استغلت ضعف الثنتين والتفتت لعبدالله بحاجب مرفوع وملامح مقهورة :: شفت ...!! وسمعت اخيرا ... علشان اذا قلت لك تصدقني وماتقول اني اكذب ..
طالعها عبدالله بنظرة تسكتها :: انتهينا ريم ..
هزت راسها بعنف :: لا ما انتهينا ... واللي سوته اختك شي ماينتهي لأن الوقاحة في عروقها وانا ماارضى على نفسي اني اسمع سخافاتها ...
صرخت سارة :: انا السخيفة والا انتي ؟؟؟
تقدمت ام عبدالله ومسكت سارة من كتفها :: خلاص ...
التفتت سارة لأمها ودموع القهر في عيونها :: لا مو خلاص خليها تسمع حقيقتها وخلي عبدالله يعرف وش تسوي ؟؟
كان عبدالله واقف بعيون مفتوحة والقلق والحيرة يشعون منها ؟؟
وش اللي صاير ومخلي الوضع بهالكهرب ..؟
انتبه لسارة اللي طالعته بنظرات غضب :: اسمعني يا عبدالله .. ترى إذا ريم ماتساعد امي في الشغل ومن تقوم لحد ما تنوم وهي تأكل وتشرب من دون أي مجهود فهذا معليش نتغاضى عنه ونقول حرام ماتعودت على شغل البيت ؟؟
قاطعتها ريم بحاجب مرفوع :: وهذا هو الواقع .. اني ما اعرف شغل البيت ..
طالعتها سارة بنظرة قهر لكنها كملت :: وانها ترمي حكي علي و على حركاتي وتصرفاتي وتغلط علي وانا اسكت علشانك وعلشان امي فهذا من كرم اخلاقي اللي هي ما تعرف لها طريق ....
وإذا هي تغلط على لمياء وتنغزها بالحكي ولمياء ساكتة فهذا لأن لمياء ما تتحسس بسرعة وعارفة ان كل شي قسمة رب العالمين .. وهذا كله يصير يا عبدالله وساكتين عنه علشانك انت وبس ومو علشانها هي .....!
قاطعها عبدالله بنظرة غضب وعيونه تقدح شرر موجه لريم ولكل الموجودين بالغرفة ..:: وين تبين توصلين له سارة ؟؟؟
مسكتها امها بعنف شديد :: خلاص يا سارة اسكتي ... اللي يصير شي عادي وريم وانتم مثل الأخوات ؟؟؟
التفتت سارة لأمها :: لا مو اخوات ؟؟ لأن الأخوات ما يسوون شي يقهر بعض .. ما يتصلون على سحر ويقولون لها (( انتبهي لزيــــــــــاد ... وانتبهي لنفسك ترى انتم مالكم الا بعض وزياد ماله الا انتي بعد والديه )) ... ماينغزون بالكلام في الطالعة والنازلة ..!!مايسوون اشياء ويتقصدونها علشان بس عذا تنقهر ..
كف ساخن سكت سارة عن الكلام وخلاها تلتفت لمصدره بغضب وألم وهي ماتوقعت اصلا مكانه ؟؟
كانت عذا واقفة قدامها وصدرها يرتفع وينزل بتنفس سريع ومتوتر ...
كانت ماسكة يدها بألم وهي ماتوقعت انها في يوم بتضرب سارة ابداً ..
لكن هالمرة خلاص لازم تسوي شي يوقف هالمهزلة عند حدها ؟؟؟؟
ماتبي عبدالله يزعل من ريم او يتضارب معها أو حتى يشيل في خاطره عليها وهي تشوف وش كثر هو يحبها وما يقدر في يوم يتخلى عنها ...
وهالمشاعر هي حاسة فيها وصعبة تخلي اخوها بعد يجربها ...
يكفي اللي يوصل عبدالله واللي يصير وهي السبب فيه ..؟؟
مو هي السبب في اللي حصل بينه وبين زياد ... وبعدين ما صدقت خبر انهم إن شاء الله رجعوا لبعض مثل ماكانوا ؟؟؟
مو يكفي انها السبب في اللي يسويه اسامة ضد زياد ؟؟؟؟؟؟
بعد الحين بتصير السبب في اللي ممكن يصير بين عبدالله وريم ؟؟؟
وحتى لو كانت كل تصرفات ريم لعينة ومو بس على عذا بروحها ..
ولكن ما ثارت سارة وقالت كل شي الا علشان عذا لما اتصلت ريم على سحر عندها وراحت تقول لها كلام ماله داعي ,,
انتبهت لسارة اللي كانت تطالعها بنظرات لوم وعتاب وانه " كيف تضربيني قدامها ؟؟ وأصلا ليه تسوين كذا ؟؟؟ "
لكن عذا ماقدرت ترد لأنها اصلا ماتدري وشلون تشجعت وسوت هالفعل ...
طالعت سارة الموجودين كلهم ...
ومشت وتركتهم وراها وهي تداري دمعة الضعف عنهم ؟؟؟
ماتوقعت اللي صار أبدا ...
اما عذا فرمت نفسها على الكنب متفاجأة من نفسها ومن اللي سوته ؟؟؟
هي اللي عمرها مارفعت صوتها ؟؟؟ هالمرة تضرب سارة ؟؟
لكن معها حق وهذا يكفيها ..؟؟
رفعت عينها وشافت امها مو موجودة ؟؟؟ اكيد راحت لسارة ؟
لكنها شافت عبدالله لازال واقف مكانه وعينه عليها ...
وريم جنبه ومنزله راسها ؟؟؟؟؟؟
تنهدت بعمق وغصب عنها صاحت ...
غطت وجهها بيديها وراحت تصيح بشراهة ...!!
كل شي مجتمع عليها هالمرة ...
ضربت سارة ..
وزياد سافر من دون لاتشوفه ...!!
وهي تعبت من تمثيل اللامبالاة ...!
كانت تصيح بصوت يقطع القلب ...
لكنها حست بوجوده جنبها ويديه على كتوفها ...
رمت نفسها على صدره وراحت تصيح بشراهة أكثر ..
مسح عبدالله راسها :: خلاص عاد اهدي وانا بحل الإشكال بينكم ...
ووسط شهقاتها :: انا ماكان قصدي والله ...!!
ابتسم عبدالله وهو يحاول يقومها :: عارف انه مو قصدك ...
حاول يمسح دموعها وريم لازالت تطالعهم ...
انتبهت عذا له وراحت هي تساعده تمسح دموعها ...
وبسرعة قالت له وهي تحس انها فرصتها :: عبدالله لاتصدق سارة تراها تحب تبالغ .. وانت تعرفها ...
سكتت شوي وشافته يطالعها من دون لايتكلم ..
فحبت تضغط عليه ومسكت يده :: عبدالله يعني والله انا ما ازعل من ريم ولا اتضايق لأني عارفة انه مو قصدها وبعدين هذي بنت خالتها يعني عادي لو كلمتها ما نقدر نقطعها منها !!
ابتسم عبدالله وهو يحاول يهز راسه انه مقتنع بكلامها وراضي ..
لكن عذا ما اقتنعت وحست انه يكذب عليها :: عبدالله ترى والله ريم طيبة وما تبي تسوي مشاكل لكن سارة الشريرة هي اللي فهمتها غلط ..
ضحك :: طيب خلاص مصدقك بس انتي هدي شوي ..
كملت وهي لازالت تحس انه يخدعها :: عبدالله لو سويت لريم شي او صار بينكم شي ترى بيكون لي تصرف ثاني مع سارة . , و و و و .... مع نفسي ...!!
ونزلت عينها عن عينه ...
لكن هو رفع راسها وملامحه جامدة ::: ماعليك عذا انا اعرف احل مشاكلي انتي لاتشيلين هم ؟؟
وصاحت غصب عنها :: بس ماابي شي يضرك انت وريم ...
تنهد عبدالله ورفع عينه لريم اللي كانت واقفة مكانها وابعدت عينها عنهم اول ماشافته يطالعها ...
رجع نظره لعذا :: يصير خير ...
تنهد وقام من مكانه تتبعه نظرات عذا الندمانة ...
وبسرعة لحقته ريم ....
ومن شافتهم عذا تمنت لهم الخير ....
والحين وش بيصالحها مع سارة ؟؟؟
-----------------------------------------------------------------------------------
صعد الدور الثاني وهو ساكت وما يتكلم ..
قد مايقدر يحاول يمسك اعصابه علشان ما يتهور ..
هو وعد عذا ان كل شي بينحل بالتفاهم ...
وصل لغرفته واعصابه مشدودة ... رمى نفسه على الكرسي بتعب وعقد يديه على صدره ..
يدري انها وراه والحين بتوصل للغرفة .. وهو دوره الحين انه يوقف هالمهزلة اللي كان يحس فيها من قبل لكنه ساكت برغبته ويحاول ان ريم تفهم غلطها من نفسها ومن نظراته وتلميحاته وبس ...!!
لكن الظاهر كان غلطان وكان لازم يوقف ريم عند حدها علشان ما يستفحل الموضوع ويصير هالشي اللي صار ..!
دخلت هاللحظة ريم عليه وهي تحاول ماتحط عينها في عينه ...
سكرت الباب من وراها وتقدمت للسرير بعيد عنه شوي وجلست عليه ...
حاسه بغلطها لكنها تكابر ...
وبعد فترة صمت ...
بدأ عبدالله الكلام :: عاجبك اللي صار ؟؟؟؟
انتظرها ترد لكنها كانت ساكتة ....
انتظرها اطول مدة وبعد ماردت ...
فقال :: يعني عاجبك ؟؟؟؟
تنهدت ورفعت عينها له :: انا ماكان قصدي ؟؟
ابتسم باستهزاء :: انا عبدالله مو عذا تلعبين عليها ؟؟؟
بلعت ريقها :: يعني تشك اني اقصد اقهر اخواتك ؟؟؟
هز كتوفه بلامبالاة :: مادري عنك .. لأنك صرتي غريبة وما افهمك ؟؟؟ يعني ماعدتي ريم اللي اعرفها ...!
طالعته بعيون مفتوحة :: ليه وش صار مني خلاك تقول هالكلام ؟؟؟
ابتسم بقهر :: واللي صار تحت عاجبك ؟؟
كانت تلعب في اصابعها وما ردت عليه ...؟
اما هو فكمل عنها :: والا هذا هو اللي كنت تبغينه ؟؟؟
تنفست بعمق :: انت ليه تظن فيني ظن السوء ؟؟
رفع حاجبه وهو يطالعها :: انا ؟؟؟؟؟؟
نزلت دموعها من المفاجأة :: اصلا انت ما تحبني قد ما تهتم لأهلك وتحبهم ....! من قبل كنت احسن بكثير من الحين ... يعني اول ايام زواجنا وايام الخطوبة كنت رائع ياعبدالله .. لكن من رجعنا من كندا وصرت قريب لأهلك وانت ماعدت عبدالله اللي اعرفه ؟؟؟؟
تنفس بأريحية :: لا أنا نفسه عبدالله ماتغير .. لكن انتي اللي تغيرتي .. انا عطيتك كل مشاعري واحاسيسي كزوج ورجل ... مع اني اشوفك تسيئين لأخواتي وما تهتمين لأمي ومع ذلك كنت اقول انك بتتغيرين ؟؟؟ لكن للأسف ماتبدل فيك شي ..
قاطعته :: وعلى هالأوهام انت تغيرت علي ؟؟
حس انه لازم يروح جنبها ويتفاهمون ...
بلغ السيل الزبى ولازم كل شي يوقف عند حد وينتهي ..
فز من مكانه وراح لها يجلس على طرف السرير جنبها وقريب منها ...
ومن استقر في مكانه سمع شهقة وحيدة طلعت منها ولما التفت لاحظها تصيح ...
وقلب عبدالله مايتحمل الدموع .....!!
مسك يدها وغصبها ترفع عينها وتواجهه ...
ومن طالعته استرسل :: ريم .... انتم كلكم اهلي فلا تعزلين نفسك عنهم وتقولين أهلك وانا ...!!
حاولت تمسك دمعتها :: لكني اشوفك تفضل اخواتك اكثر ..
سكت شوي وهو يطالعها مبتسم وعقب كمل :: لأني اشوفك تتمادين معهم وتغلطين عليهم وهم ساكتين ... مايردون عليك إكراما لي ولك ... لكن انتي ماعملتي لي حساب واحترمتيهم من احترامي ..
قاطعته :: قصدك اني ما احبك ولا احترمك ؟؟؟
ولازال مبتسم بهدوء مصطنع افتعله علشان يبتعد عن المشاكل:: واللي صار تحت وش تسمينه ؟؟
سكتت وهي ماتدري وش ترد ..
فضغط عبدالله على يده :: ادري ان كلام سارة قوي وهذا طبعها بس تراها ماتقوله لأحد الا وهو أكيد غلطان عليها بشي أو ماس لها طرف .... وانتي ياريم اكيد صدر منك شي او اشياء تراكمت في نفس سارة واضطرت الاتقولها ...!!
بعد ريم كانت ساكتة ...
تنهد عبدالله وضغط على يدها :: ريم .... انا ما ابي هالشي يتكرر مرة ثانية ولا ابغاه يصير ... ابي نكون عائلة وحده .. امي هي امك واخواتي هم اخواتك ... علشان انا ما اتعب ولا اعيش في تناقض وعذاب ...؟؟؟ يعني ترضينها لعبدالله يحتار وما يعرف وش الصح ؟؟؟
هزت راسها بالنفي وهي تحاول تبتسم ...
فابتسم هو لها وتقدم يحبها على جبهتها :: خلاص اجل .... من اليوم عيشي على انك وحده من هالبيت مو على انك تنتظرين الطلعة منه ...!! واعتبري اهلي واخواتي هم اهلك ... لأني ما ابي شي ثاني أكبر من اللي صار يصير ويجبرني على شي انا ما ابغاه ...
رفعت عينها له :: انا اعتبرهم اللي قلت ..
هز راسه :: ابي الفعل مو الكلام ... واللي صار اليوم انا بحله بينكم لكن رجاء لاتعيدونه ...
ابتسمت له برضا ..:: كم عندنا من عبدالله ..؟؟؟
ضحك عليها وقام من مكانه متوجه للباب بيطلع ...
اما هي فتنهدت وعينها على ظهر عبدالله ..
وفي لحظة كأن كلام سحر لها يوم زواجها يرن في اذنها ...!!
قالت لها ( لا تخلطين الأمور ولا تربطين اللي صار لي بأهل زوجك وعبدالله .. هذي حياتك وهي مستقلة عن حياتي ...) لكن الغبية ريم ماعرفت وشلون تصرف أمورها ..
كانت تحس انهم كلهم السبب في اللي صار لبنت خالتها وفي عذابها وتعبها ..
لأنها كانت تشوف وتعرف وش كثر سحر تحب زياد لكن الأخير فضل عليها عذا الدلوعة وتزوجها .......!!
ومن دون حكمة وتبصر .. حقدت على الجميع وحست انهم هم المسؤولين عن اللي صار ...
واعتقدت انها بهالأفعال بتكره عذا في زياد وتحسسها انه يحب سحر اكثر ..
فبالتالي بتطلب الطلاق وزياد بيكون لسحر ...
وبكذا تكون اسعدت بنت خالتها .... لكن على حساب غيرها ....
وهذا الشي اللي مايرضاه رب العالمين ...
ولاترضاها النفس البشرية الكريمة البعيدة تماما عن الأنانية والبشاعة ...
عيونها كانت معلقة في خيال عبدالله اللي طلع ...
الحين بس اكتشفت وش كثر كان متحملها مما يعني انه رجل في زمن قلوا فيه الرجال ...
تحملها وتحمل تنكيدها على اهله في محاولة منه انها تنتبه لنفسها وللي تسويه وتتركه ..
ومن كرم اخلاقه انه صبر عليها وما تهور واتخذ قراره ...
وابتسامة حب وشكر انرسمت على محيا ريم بمجرد ما خطرت على بالها صورة عبدالله ...
-----------------------------------------------------------------------------------
اليوم الثاني بعد المغرب ...
كانوا كلهم مجتمعين في الصالة ...
واللي قدر عليه عبدالله هو انه يصلح بين عذا وريم ...
مع ان عذا اكدت له انها ماشالت في خاطرها لكن مع ذلك عبدالله آثر انه يصلح بينهم وتتصافى النفوس ويعيشون في سلام ...!
دخلت عليهم سارة بملامح جامدة وبرود غريب ...
طلت براسها على الجلوس ووجهت نظرها لعبدالله :: عبدالله ترى خالد ولد عمي بيجي الحين ومعه أرنبين جدد .. خذهم منه بليز وطلعهم لبيتهم في السطح ..
رفع عبدالله حاجبه :: وانتي وين بتروحين ؟؟
هزت كتوفها وهي ما اتطالع الا في عبدالله :: مابروح مكان ..
ابتسم لها :: اجل انتي خذيهم مني وشوفيهم اذا عجبوك والا لا وعقب طلعيهم لبيتهم ..
تنهدت :: خلاص اذا وصلوا ناد علي ...
ومن دون لاتنتظر رده طلعت من الصالة وصعدت الدور الثاني ...
أما عذا فالتفتت لأمها وهي تداري دمعتها ...
من أمس وسارة ماتكلمها ولاتسولف معها ..
ومن تشوفها مقبلة على مكان قامت وتركته ..
انتبهت لأمها اللي قالت لها :: للحين ماتكلمتي معها ؟؟
التفت عليها :: هي مو راضية تكلمني ؟؟؟
ام عبدالله :: طيب اطلعي لها الحين وحاولي تتفاهمين معها ...!!؟؟
بلعت عذا ريقها :: ولو رفضت ؟؟؟
ابتسم عبدالله :: ناديني وانا اتفاهم معها ...!!
تنهدت ام عبدالله :: لا .. مااحد يدخل بينهم .. عذا هي اللي ضربت سارة وهي اللي لازم تحاول تعتذر منها ...!!
هزت عذا راسها في اسف وقامت من عندهم ..
والتفت عبدالله لريم وكأن عيونه تبي تفهمها ان لك يد في السالفة ومع ذلك امي ما تبي تجرحك ..!
نزلت ريم عينها في خجل من تصرفها ..
وكأنه الحين بس صحت من سباتها وعرفت الصح من الغلط ..؟؟
" ياليت عذا ضربت سارة من زمان ؟؟؟؟ " كان هذا هو اللي يدور في راسها ...!!
.
.
.
وعلى الدرج ..
تقابلت عذا مع اسامة الي كان شكله بيطلع ..
لكنها اكتفت بالإبتسام الحزين وكملت صعودها ...
وقفت لما حست بيده على معصمها والتفتت له ..
طالعها بحاجب مرفوع :: وش فيك لاسلام ولا كلام ؟؟
تنهدت :: اعصابي متوترة من اختك ؟؟؟
اعتدل في وقفته :: سارة ؟؟؟
هزت راسها بالإيجاب وعلى طول نزلت دمعتها ومسحتها بأصبعها ...
تنهد :: للحين ماتراضيتوا ؟؟
هزت راسها بالنفي :: أصلا مارضت تكلمني أمس ؟؟ وبالزود تلفظت علي ..
مسكها اسامة وطلع هو واياها الدرج ...
عارف ان عذا مو ناقصة اللي قاعد يصير ...؟؟؟؟
يكفي ابوه في البداية ..
وبعدين زياد ومشكلتها العويصة معه ..
والحين سارة ؟؟؟
وعذا ما تتحمل هالإنكسارات كلها ...!
وقف هو واياها على باب سارة ودقه بهدوء ..
وصلهم صوتها :: ميــن ؟؟
تنحنح اسامة وابتسم :: عمك سام ،،، افتحي ؟؟
دقيقة وانفتح الباب ... وطلت سارة براسها ..
ومن طاحت عينها على عذا رفعت حاجبها وعطتهم ظهرها ودخلت الغرفة ..
لحقوها سام وعذا ووقفوا في وسط الغرفة بينما سارة تمددت على السرير وفي يدها كتاب ..
تنهد سام والتفت لعذا وشافها منزلة عينها للأرض ..
تنهد وطالع سارة :: ترى اللي يصير مو حل أبداً ..؟
رفعت عينها له ومن بعدها توجهت نظرتها لعذا :: يعني اللي سوته هو الحل ؟؟؟
ابتسم اسامة :: الله اكبر عليك يالدلوعة ؟؟؟ كلها كف يعني مو شي كايد ؟؟
شهقت سارة ورمت اللي في يدها :: لا و الله ؟؟؟ تعال انا اعطيك مثل كفها وقدام عبدالله وريم وقل لي اذا هو كايد او لا ؟؟
ضحك وتقدم لها :: طيب لاتنفعلين ...
قاطعته :: الا بنفعل وابعصب بعد ...
تنفس بعمق :: طيب انتي عاجبك الوضع الحين ؟؟
هزت كتوفها :: عادي مايهمني ...!
طالعها بنظرة جامده :: بس امي يهمها ..
سكتت شوي وقالت :: امي مالها دخل بيننا ؟؟
طالعها متعجب وكلامها ما اعجبه :: وش قلتي ؟؟
تنهدت وهي تتعدل في الجلسة :: مو قصدي اللي قلته .. بس الغلط منها هي من البداية .. هي اللي خلتنا نسكت عن أغلاط ريم علشان عبدالله لحد ماتمادت وحنا ماعاد نتحملها ... ويوم ثرنا وانكشف كل شي صار اللي صار والحين بعد تبغانا نتراضى ؟؟؟
تكلمت عذا وهي تحاول تبتسم :: يعني انا مااستاهل انك ترضين ؟؟؟
سكتت سارة وماردت ...
ورد اسامة :: ردي على اختك ..؟؟
طالعته :: قل لها تسكت لأن صوتها بشع ..
ضحك سام :: انا عارف بس مضطرة تسمعينه هاليومين ..
طالعته عذا بغضب :: مسكين لأنك ماتسمع صوتك ..
التفت لها :: بس حرام عليك انا صوتي احلاكم كلكم ..
تخصرت له عذا :: قسم احس بالرحمة تجاهك ..؟؟؟
رفعت سارة حاجبها :: أرجوك يا العندليب ..
ضحك وطالعهم :: يالله عاد عطيتكم وجه.. وبعدين انا مو محتاج شهادة احد على صوتي
ضحكت سارة :: بس تعرف ان صوتك جميل جدا بصراحة ... يعني تعرف وش يشبه ..
مد يده يسكتها : عارف عارف ان محمد عبده متخرج من مدرسة الأصوات حقتي .. يعني مايحتاج تأكدين هالمعلومة ...
هزت راسها بالنفي :: غلط اخي الكريم .. انت ام كلثوم كانت تغار منك وتقول ما اطلع على المسرح الا واسامة ولد محمد مسكر اذانه علشان مايتطنز على صوتي ...
هز راسه :: عارف هالشي ومسكينة ماتت وانا ما حققت امنيتها ..
ضحكت عذا :: لالا بس والله لقيتها تعرف صوتك وش يشبه ؟؟
تنهد اسامة :: يالله لاتحرجوني رجاءً ..
ضحكت عذا :: لا والله من جد صوتك يشبه المسجل اللي فاضية بطاريته ...
وفي لحظة انفجروا كلهم من الضحك ...
وبعد دقائق من الهبال والضحك اللي تقريبا افتقدوه ..
تنفس اسامة بعمق وطالع في سارة :: يالله عاد ترى الدنيا ماتستاهل واللي صار مايسوى ... اكسروا الشر وفي النهاية انتم اخوات ..
تسندت سارة على السرير وطالعت في عذا :: انا برضى لكن بشرط ؟؟؟
طالعوها الإثنين ينتظرون شرطها ..
ولما شافتهم متحمسين ابتسمت لعذا :: ان عذا تآخذ البطاقة من امي وتصرف الفلوس اللي فيها ؟؟ وتدخل المعهد اللي قلت لها عنه علشان تقضي وقت فراغها وتبتعد عن الهواجيس والتفكير ...؟ لحد ما تبدا الدراسة السنة الجايه وتدخل الجامعة ..!
طالعتها عذا متفاجأة :: وانتي كيف عرفتي عن سالفة البطاقة ؟؟
ابتسمت :: صدق اني زعلانة وملتزمة غرفتي بس هذا لايعني اني ماازلت ملقوفة ؟؟
تنهدت عذا :: يمه منك ... بس معليش سارة انا ما اقدر اقبل بطاقة زياد ..
قامت سارة من مكانها بعصبية وضحك اسامة : يا ويلك منها قامت ..؟؟
ضحكت عذا وابتسمت سارة ..:: اسمعيني عذوه يالغبية .. انتي اقبليها ومو مهم تصرفين اللي فيها لكن ما ابي الغبية اللي مسافرة معه تعرف اننا ماعاد يهمنا زياد او انتي ماعاد بتصيرين زوجته ... يعني على الأقل خلينا نقهرها في سفرها مثل ماهي تقهرنا الحين ...
بلعت عذا ريقها لما رجعت لها الذكرى وانهم الحين مع بعض في شقتهم في كندا ...
بروحهم هي واياه ...
تداريه وتساعده في قومته ومشيته وحتى دخوله لدورة المياه ؟؟؟؟؟؟؟؟
غمضت عينها بتعب وهي خلاص قررت تنهي كل شي وتتحول لعذا اللبؤة الشرسة اللي ما تلدغ من جحرها مرتين ...
وابتسمت لسارة :: اقبل البطاقة وما اصرف منها شي ... لأن وقت الصرف بعده ما حان ...
وعطتهم ظهرها طالعة لغرفتها ...!!
هي بتسوي اللي قالته سارة وبتآخذ البطاقة لكن تعرف وش مصلحتها منها ..
فبتنتظر الوقت المناسب وتسوي كل شي ....
والله يجيب العواقب سليمة ...!!
----------------------------------------------------------------------------------------
وبعد ما يقارب العشرة أيام بالتمام ....!!
قررت عذا من الصباح تقوم بدري وتروح مع سام اخوها للمعهد اللي اتصلت عليهم واتفقت معهم انها تدرس فيه دورة كومبيوتر ...
منها تقضي وقتها المتعب وتتخلص من بقايا التفكير في زياد ووضعها ...
وتريح قلبها اللي ما ينشغل الا بأبوها اللي كلهم من دون استثناء ولهوا عليه واشتاقوا له ؟؟؟
الحين هي محتاجة له أكثر ..؟
محتاجة لحضنه وحبه وحنانه ؟؟؟
محتاجة لإبتسامته ويحسسها بالأمان وانه بيوقف جنبها ومحد بيقدر يوقف في وجهها والا يغصبها على شي ...!!
لكن يالله هذي هي ظروف الحياة ..
وإلا من كان يصدق ...
إن عذا اللي أجلت دراستها علشان زواجها من زياد وهذا كان في البداية ؟؟
وبعدين فوتت على نفسها الدراسة للفصل الثاني بسبب حملها ؟؟
أن كل شي بيضيع منها ...
زياد اللي قضت عمرها تنتظر ارتباطها فيه ...
والطفل اللي كان حلم حياتها تمارس الأمومة عليه ...
كانت تتمنى انها تكون عائلة تشبه عائلتهم ...
هي الأم الحنونة اللي تشابه امها ..
وزياد الأب الحنون اللي يحتوي عيالها ومشاكلهم بصدره الرحب ووجهه الباسم ...!!
لكن وش نسوي ..
دائما الأقدار ما تمشي على هوانا ..
ودائماً لازم نتنازل عن أشياء علشان نقدر نكمل باقي حياتنا مرتاحين ...!!!
وهذا هو الشي اللي قررت عذا تسويه ..
أنها تتنازل عن أشياء علشان تقدر ترتاح باقي حياتها ...
تعيش بعيدة عن المشاكل مثل ماتعودت من قبل ...
تعيش في سلام نفسي وروحي مع امها واخوانها ...!! وبس !
وهذي هي الصفحة تسكرت بنهاية تقول ..
إن عذا أصبحت عذا جديدة ...
عذا اللي بتنسى الدموع والألم ..
عذا صاحبة القلب القاسي اللي لايمكن يهزه شي بعد اليوم ...!!
عذا الجديدة اللي لايمكن احد كان يتوقع قرارها اللي قررت في النهاية تتخذه وعزمت على تنفيذه ...!!
والله يكون في عون الجميع ..!!
--------------------------------------------------------------------------------------
ومرت الأيام ...
يوم وراء يوم ..
وأسبوع يتلوه أسبوع ..
وخلصوا لحد الحين شهرين وأكثر من وفاة ابو عبدالله ...!!
ومن سفر زياد ...!!
مرت الأيام من دون لا أحد يحس بها ...!!
والوضع على حاله ...
والأمور ما استجد فيها شي ...
عذا مازالت في معهدها تروح وتجي ... وكأنها بدت تسلي نفسها وتنسى وتعيش حياتها ...
أما لمياء فما زالت في دوامة علاجها ... من دكتور لدكتور وكله تدور على احد يعطيها أمل بأنها بتحمل وتجيب اخو او اخت لضناها مهند ...!!
.
.
.
وفي يوم ..
كانت عذا توها واصلة من المعهد دخلت الصالة وشافت امها واخوانها وسارة والكل مجتمع على سفرة الغداء ...
ابتسمت لهم بخجل وهي عارفة انها تأخرت عليهم لأنها شافت الشرر ينطلق من عيون اسامة وسارة ...
ركض لها مهند وعلى طول رمى نفسه في حضنها ...
عارف ان خالته عذا مستحيل بتوصل البيت جايه من برا من دون لا تجيب له شي معها ؟؟
على الأقل علبة شوكولاتة صغيرة ...!!
وعذا أكيد هي اللي معودته ...
تحبه وماتقدر ماتسوي شي مايفرحه ..
لأنه على الأقل هي محرومه من الفرحة ؟؟ خلها تسوي شي يفرح غيرها ..
صرخ عليها سام :: يالله بسرعة رجاءً... شيلي عبايتك وتعالي ..
كملت سارة :: مو تروحين تبدلين ملابسك ؟؟؟ أول تعالي نتغدا و بعدين روحي ..
تقدمت عذا وفي يدها مهند وهي تضحك لهم :: لا عاد مالي وجه اناقشكم بصراحة ..
انتبهت لمياء لولدها وهي تحط الأكل في الصحن :: مهند اترك الشوكولاتة الحين .. وأول نتغدا
بوز مهند ومد فمه وهو يطالع عذا :: خالة شوفي ماما ..؟
تنهدت لمياء وراحت تطالع عبدالله :: شف وش سووا له ؟؟ يعني بكره لو الله رزقك عيال فنصيحة مني اطلع معهم ورح بعيد لأنهم بيحبون هالآدميتين أكثر منك ومن امهم ..!!
ضحك عبدالله بفرحة :: انتي بس خليهم يوصلون بالسلامة ...؟
طالعه اسامة :: لا من جد يعني متحمسين لولدك ... يعني من زمان ما عندنا احد صغير ولا احد ناداني عمي ..!
تنهدت ام عبدالله :: إن شاء الله بيوصل بالسلامة وبتشوفونه ... كلها ست شهور بس وتصيرون اعمام ...!لكن الله يهون على ريم ...!
رن عليهم التليفون وكلهم التفتوا ناحيته ..
وطبعا رجعوا يتبادلون النظرات من اللي رايق ويقوم يرد هالوقت ..
لكن ولا احد قام وكل واحد يرمي هالمهمة على غيره ...!
لحد ما انتبهت لهم ام عبدالله ورفعت حاجبها :: يعني محد بيقوم يرد ؟؟؟
ابتسمت سارة :: ولو ماما ... نقوم وانتي موجودة ؟؟
طالعتها امها ::: يعني يمه قومي ؟؟؟
ضحك عبدالله :: لا يا بعدهم انتي خليك انا بقوم ...!!
وراح عبدالله يرد على التليفون وام عبدالله تطالع في سارة اللي نزلت راسها وعلى وجهها ابتسامة مكتومة ...!!
رجعوا يتغدون لكن فاجأتهم صرخة عبدالله :: هلا والله ابو سلطااااااااااااان ..
ومن سمعت ام عبدالله الإسم فزت من مكانها وقامت تركض للمكان الواقف فيه عبدالله ويكلم ..
والبقية كلهم توجهت نظراتهم لمكان التليفون ..
عداها هي ..
تقاوم هالرغبة قد ماتقدر وعيونها استمرت متعلقة على صحنها ...
تآكل بشراهة وهي في الأصل ماتدري وش اللي يدخل جوفها ..
لكن من الهم والإرتباك والمشاعر الغريبة كانت تتصرف بعشوائية ...!
سكتت عنهم وتسارع نفسها يزيد ووضح عليها ...
صدق بعيدة عنه ..
صدق قررت قرار ماراح تتراجع عنه مهما كان ..
لكن انها تسمعهم يكلمونه وتعرف انه هو اللي على الخط الثاني من التليفون تتوتر عضلة قلبها وتنقبض ..
وقفت يدها على مدخل فمها وهي تحس ان امها سكتت عن الكلام ...
رفعت عينها وشافتها تطالعها بعيون عاتبه ومن تلاقت عيونهم ابتسمت لها امها وكملت كلامها ..
.......:: آسفة زياد لكن أكيد انت تبغاها تكلمك برغبتها صح ؟؟
فتحت عذا عيونها بقوة وهي خاطرها تصيح ...!!
اشتاقت للدموع الحين ...
ولما كملت ام عبدالله :: خلاص حبيبي ... انتظرها هي تكلمك ولا تخليني اغصبها ...!!
ليه امها تحكم عليها ان ماعندها رغبة ترد فيها على زياد ؟؟
ليه امها واخوانها مو راضين يفهمون انها هي تقاوم هالرغبة لأنها ماتبي ترجع عذا القديمة ..
ليه مايفهمون انها هي اللي تقمع الشوق والحنين لزياد علشان إذا رجع ماتلقى صعوبة في مواجهته بقرارها وتغيرها ؟؟؟
ليه يحكمون عليها انها ماتحبه ولا عاد تبي تكلمه ...؟؟؟
دارت عيونها المليانة دموع على الجالسين وشافت لمياء تطالعها مبتسمة بألم ..
بينما سارة فتنهدت في وجهها ورجعت عيونها للأرض ...
واسامة أصلا مارفع عينه عن صحنه يمكن لأنه مايبي يحرجها أو لانه فعلا مايبي يشوفها في هاللحظة ويحس انها لازالت عذا القديمة ..
مايبي تخيب ظنونه في أن اخته واخيرا اشتد عظمها وممكن تواجه اي شي يصير ..!!
وعلى طول ..
نزلت الملعقة وقامت من على السفرة ...
ابتسمت للي يطالعوونها وكأنها بتفهمهم انها ماتضايقت ولا حتى أثر في نفسها اللي صار ...
وعلى طول شالت عبايتها وشنطتها وطلعت الدرج وهي تبلع غصتها ...
لكن ماقدرت تمنع دمعاتها الحارة تنزل ..
شهقت ورفعت اصابعها الصغيرة تغطي بها فمها تمنع الباقي من الشهقات لا تطلع بصوت عالي ويسمعونها الموجودين تحت ...!!
اشتــــــــــــاقت له ... وهذا هو الواقع ..
لكنها ماتقدر تصرح بهالشي حتى لنفسها ..
لأنها قررت تكون وحده جديدة ..
وعذا الجديدة لازم ماتشتاق لزياد وتنساه بعد ..!!
وصلت غرفتها بسلام ..
واخيرا استقرت على سريرها بعد ماقفلت الباب وراها ...
وفي النهاية استقر راسها على المخده ...
واستقرت نظراتها على صورة زياد يوم زواجهم والمرتكزة على الكومدينو ....
كله في محاولة منها انها ما تشتاق له ويصير اي شي يخصه عادي عندها ...!
------------------------------------------------------------------------------------
بعد العصر ..
بقت ام عبدالله ولمياء هم الموجودين في الصالة ويتقهوون شاهي ...
ابتسمت ام عبدالله وهي تنزل سماعة الجوال :: وأخيرا الحمدلله على سلامتها ...!
التفتت لمياء لأمها تمد لها بيالة الشاهي :: مشاري هو اللي كلمك ؟؟؟
خذت ام عبدالله البيالة :: ايه الله يحفظه ... يقول جابت ولد
استقرت لمياء في جلستها :: متى ولدت ؟؟
ام عبدالله :: اليوم الصبح دخلوها ولا ولدت الا الظهر .. بعملية بعد والا لو عليها هي كان للحين ماولدت ..
ضحكت لمياء :: ايه هي تقوله .. لو عليها الظاهر بيعفن في بطنها ..!!
تنهدت ام عبدالله :: حبيبتي والله بس صوتها تعبان تو وانا اكلمها ..
طالعتها لمياء:: أكيد يمه .. بعد انتي الله يهديك اصريتي على مشاري تكلمينها .!
تنفست بعمق :: وش اسوي خفت عليها والله ...
جاهم مهند يركض ويضحك بهبل .. وفجأة رمى نفسه في حضن جدته ..
واستغربوه كلهم ..
لكن لما دخل اسامة وراه وهو الثاني يضحك وغرقان مويه فهموا ..
طالعت لمياء مهند :: هنودي وش مسوي بخالي سام ؟؟
رفع عينه ببطأ من حضن جدته :: اسأليه هو ..؟؟
التفتت لمياء على سام وكأنها معصبة:: وش سوى لك ولدي المشاغب ؟؟
التفت اسامة لمهند :: اقول لماما ؟؟
رفع مهند راسه وهو يفتح الحلاوة اللي في يده :: عادي قول لها ...
التفتت عليه امه وعيونها مفتوحة على الآخر :: مهند ....!؟
وضحك سام وهو يشوف امه تحضنه بقوة لها وكأنها بتمنع لمياء لا تضربه ..:: ماعليك أنا الغلطان لأني بغيت اسرق شوكولاتته .
التفت لها لمياء :: لاتكذب علشانه و تخربه ..؟
ابتسم وهو ينفض شعره :: لا والله من جد هو دخل المطبخ وشافني بفتحها .. بس تدارك الموقف ورشني بالرشاش اللي في يده ...
ضحكت ام عبدالله وهي تحب مهند على راسه :: إذا تستاهل .. حبيبي مهند انا عارفته مايغلط على أحد من دون سبب ..!!
وكأن لمياء انتبهت والتفتت لسام :: إلا مادريت ؟؟
طالعها وهو يصب له شاهي :: وش عنه ؟
ابتسمت :: ندى بنت خالي جاها ولد ...!!
ابتسم بفرح :: والله ... الحمدلله على سلامتها يمه ..
ابتسمت له امه :: الله يسلمك ..
رجع يطالع لمياء :: ومتى هالكلام ؟؟ على الغداء ماسمعنا شي؟
هزت لمياء راسها :: ايه تو كلمنا مشاري يقول لنا عنها ...!!
طلع سام جواله :: تتوقعون زياد عرف ؟؟
ضحوا عليه :: هذا إذا ماكان هو أول واحد اتصلوا عليه ؟؟
رجع يدخل جواله :: تمام يعني وفروا علي ...!
ورجعوا لجلستهم وشاهيهم يسولفون ويتسامرون ...
وما بقى شي ماتكلموا فيه .. لدرجة انهم كانوا على وشك يخربون سام ويقلب بنت معهم ...!
وعلى المغرب ..
انتشر خبر ولادة ندى في البيت .. الكل بلا استثناء فرح لها بعنف ..
لأنها كانت متأخرة عن موعد الولادة وكان الطبيب أكد لها أنه لو مر هالأسبوع وماولدت فمعناتها بيضطر يولدها بعملية ...!
--------------------------------------------------------------------------------------
في المستشفى كانت متمددة على السرير وهي تحس بالتعب بيفتك بخلاياها وعظام جسمها ..
حقيقي ماولدت إلا بعملية ... لكنها قبل العملية عانت الأمرين ...
يعني جربت الولادتين في ولادة وحده ...!!
دخل عليها مشاري هاللحظة يبتسم بحب ...
وهي بتعب واضح ردت له الإبتسامة بوهن وتعب ...
تقدم منها اكثر وجلس على طرف سريرها ...
اما هي فعقدت حواجبها :: وين البيبي ؟؟؟
ابتسم لها وهو يرفع يدها ويحبها :: في الطريق ... بس قلت لهم شوي يـتأخرون ؟؟
هزت راسها :: وليش ؟؟ أبي اشوفه وأهاوشه على اللي سواه ؟؟
ضحك مشاري عليها :: وهذا اللي خلاني اطلب منهم يأخرونه ؟؟ علشان تهدا اعصابك شوي.
غمضت عينها بإرهاق وهي تحس ان ودها تنام ...
لكنها فتحت عينها على صوت انفتاح الباب ..
وعقبها دخلت الفلبينية تبتسم وهي تدف السرير اللي ينام فيه ابراهيم الصغيرون ...
وكانت وراها ام مشاري تبتسم لهم ...
ردت ندى الإبتسامة لخالتها وحاولت تقوم لكن الألم اللي تحس به منعها ..
وتدارك مشاري الموقف وتقدم لها :: الله يهديك ندى شوي شوي على عمرك ..؟؟
وببساطة ساعدها بيديه القوية على انها تعتدل في جلستها ؟..
وبعد ما سند ظهرها على المخده ..
تقدمت ام مشاري وهي شايله البيبي بين يديها ...
وابتسمت لندى :: وأخيرا هذا هو بين يديك ...؟؟
وبكل حنان ومحبة .. مدت ندى يديها وهي تعض على شفايفها تمنع دمعتها لاتنزل ؟؟؟؟
ومن استقر البيبي بين يديها وقريب من صدرها وحضنها ...
ماقدرت ما تنزل دمعتها ..
وبهدوء وتعب نزلت راسها تبوسه على جبهته ...
شافته صغير بشكل فظيع ..
حتى لونه احمر وما بعد تغير من عقب ولادته ...
لكن ملامح ندى موجودة علاماتها في وجهها ..
وفي فتحة عينه الوسيعة ...!!
انتبهت لأم مشاري :: يتربى في عزكم حبيبتي ...!!
رفعت ندى عينها وهي تصيح وبصوت متقطع :: مـ ـ ـ ـشكورة يا خـ ـالة ..
التفت لها مشاري ومسك كتفها وهو عاقد حواجبه :: تحسين بتعب والا شي ؟؟؟
هزت راسها بالنفس وعيونها على ولدها ..
تنهد :: اجل وش سالفة هالدموع ؟؟
ضحكت ام مشاري عليه :: ماعليك يمه ... هالدموع تعاتب فيها ولدها على اللي سواه ؟؟
ابتسم مشاري ورجع يطالع ندى وهي تلعب مع الصغير :: وانتي على كل من هب ودب تتشرهين ..
تنهدت ندى وراحت تطالع ام مشاري :: خالة تكفين خلي ولدك عديم الإحساس يسكت ...!!
ضحكت ام مشاري وهي تتقدم من ندى :: هذا هو دور الأب ... أكلف ما عليه انه يبتسم ويقو لك الحمدلله على السلامة .. لا وياليته يوقف على كذا .. إلا يتطنز عليك اذا تشرهتي على ولدك ..!
وشالت ام مشاري الولد من بين يدين ندى علشان ترتاح ..
وهنا سمعوا صوت واحد يتنحنح وعرفوا انه ابو مشاري وصل ...
دخل الأخير وهو يبتسم ..
والفرحة تشع من عيونه ؟؟؟
كيف ما يفرح وهو يشوف أول أحفاده وصل للدنيا وبيشيل اسمه ...
دخل ومباشرة توجه لندى بوناسة يسلم عليها :: الحمدلله على السلامة وانا عمك ... ومبروك ما جبتي ..
ابتسمت ندى :: الله يسلمك يا عمي ...
تنهد ابو مشاري :: عسى ماتعبتي ؟؟؟
بلعت ندى ريقها وهي تطالع مشاري :: الحمدلله على كل حال يا عمي ...
وتقدم مشاري وكأنه فهم التنبيه وراح يساعد ندى علشان تتعدل في جلستها أكثر ويثبت المخده وراء ظهرها ...
وابو مشاري راح لأم مشاري اللي كانت جالسة على الكنب وابراهيم الصغيرون في حضنها ...
مو مصدقين كلهم ان مشاري واخيرا صار عنده ولد ..
وهم صار عندهم حفيد ...!!
التفتت ندى لمشاري :: امك وابوك فرحانين بهالولد بالحيل ؟؟
ابتسم لها وهو يتنهد :: وانا بموت من الفرحة عليه وعليك ؟؟؟
رفعت حاجبها :: وانا توك بتفرح بي ؟؟؟
ضحك وقرب لها أكثر :: لا ... بس تو اني بفرح بك وانتي ام عيالي ...
ابتسمت بخجل وضربته على كتفه :: من دون احراجات مشاري قدام امك وابوك ..
ضحك عليها وهو يحب يدها ..
والكل التموا يسولفون ويضحكون ... وابراهيم الصغير مشاركهم الجلسة بصياحه المتقطع كل دقيقة ..
وبعد ساعة ..
قرر الجميع انهم يتركون ندى ترتاح عقب هالتعب ...
وطلعت ام مشاري سابقة ابراهيم بناء على طلبه ...
ولما اختلت الغرفة الا من مشاري وابوه وندى ..
تقدم ابو مشاري لندى بعيون فيها لمعة حب .. وابتسامة اشبه ماتكون بابتسامة ندم ورضى في نفس الوقت ...
تقدم لندى وتنهد وهو يوقف قريب منها ...
طالع في مشاري شوي وعقبها رجع يطالع في بنت اخوه ..
وبعد فترة تكلم :: اعذروني ياعيال على اللي سويته ... صدق زواجكم من بعض كان فيه نوع من الإجبار ...
وقاطع مشاري ابوه بسرعة قبل لايكمل :: يبه مو وقته هالكلام .. لأن اللي فات مات .. والحين انا اللي المفروض اشكركم لأنكم اجبرتوا ندى تتزوجني وسمحتوا لي اكون معها عائلة إن شاء الله بتكون كبيرة ...!
طالع ابو مشاري في ولده وابتسم وهو يهز راسه بمعنى فهمت ...
وودع الجميع وعقبها طلع ...!!!
مانقدر نقول ندمان ..
لأنه مقتنع باللي سواه ...
بس يمكن كان يبي يقول الكلام اللي كان بيقوله علشان يسمع هالكلمتين من مشاري ويرتاح ....!
------------------------------------------------------------------------------------------
وقت الظهر من اليوم الثاني ..
كانت ام عبدالله واقفة في المطبخ ترتبه وتشوف غدا عيالها ...
هالفترة ضغط المطبخ زاد بحكم ان ماعندها شغالة ..
وأكثر الضغط يكون هالوقت لأن البنات مو عندها ... وهي مستحيل بتسمح لريم تساعدها لأنها توها في بدايات حملها ... وهالفترة خطرة على الحامل ...!
كانت مشغولة تحرك الموجود في القدر لما دق التليفون ...
تنهدت ام عبدالله وتركت اللي في يدها وتوجهت للتليفون ترد عليه ...
................:: مرحبــا ...!
....:: هلا يمه ... مساء الخير ..
توتر صوت ام عبدالله :: اهلين عذاوي ..؟؟وش عندك متصلة ؟
ابتسمت عذا :: لاتخافين يمه تكفين .. ترى ماله داعي كلما اتصلنا تخافين ؟
تنهدت ام عبدالله :: عذا مو وقت مصالتك ؟؟ بسرعة وش فيك ؟؟
ضحكت عذا :: مافيني شي ... بس بقولك اني ما راح اجي على الغداء..!
عقدت ام عبدالله حواجبها :: ليه وين بتروحين ؟؟؟
كملت عذا :: اتصلت تو على ندى وشكلها مكتأبة وماعندها أحد حتى مشاري وعاد قالت لي اجيها الحين لأن خالتها مابتقدر تجيها قبل المغرب وهي تخاف يوصلها زوار ..
تنهدت ام عبدالله :: زين والغداء يا حلوه ؟
ابتسمت عذا : مو مهم يمه بآكل اي تصبيرة لما اوصل للبيت ..
ام عبدالله :: يعني اعزل لك شوي ...!!
عذا :: ايه لو ماعليك امر ... ويالله مع السلامة يمه .. توصين شي ؟؟
ام عبدالله :: لا حبيبتي بس سلمي لي على بنت خالك ...
ردت عليها عذا السلام وسكرت منها ..
وبمجرد ما نزلت ام عبدالله السماعة من عذا نزلت دمعتها غصب عنها ...!!
تذكرت محمد الحنون ... وتمنته يكون موجود الآن و معهم ...!!
عذا محتاجته ... وهي بعد محتاجة لوقفته جنبها ويآزرها ...!
كلهم محتاجينه لكن ما يقدرون يغيرون الأقدار ...!
مسكينة عذا ...
وصدق من قال الطيب ماله نصيب في هالدنيا ..؟؟
تضغط على نفسها علشان تونس غيرها ...
تسامح اللي يغلط عليها بس لأن محبتهم في قلبها تشفع لهم ...
خسارتك كبيرة يا زياد لأن عذا تغيرت ناحيتك ...!!
وما أظن ممكن تخسر شي أكبر من فقدك لعذا ..
الله يعوضها عنك خير ..
ويصبرك على فراقها ...!!
تنهدت وهي تدعي للإثنين في خاطرها ..
ورجعت تكمل غداها لأن البقية على وجه وصول ...!
.
.
.
كانت طفشانة هالوقت ومنسدحة على السرير وتحوس في القنوات ...
من ساعة كان مشاري معها لكن بعد الصلاة استأذن انه عنده اجتماع وما يقدر يفوته ...
وهي طبعا عذرته وماتقدر تضغط عليه وعموما هو ماقصر معها من امس وهو ماتركها ..!
بس يالله هذي هي تنتظر عذا توصل وأكيد بتغير عليها جو ..
حست بوجود احد عندها في الغرفة ..
ولما لفت بوجهها فتحت عيونها من الفرحة والوناسة :: أريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــج ؟؟
ابتسمت لها الأخيرة وهي تتقدم لسريرها :: بشحمها ولحمها ...
ضحكت ندى وكذلك أريج ونزلت تحبها وتسلم عليها :: الحمدلله على السلامة ندوش .. قسم بالله من قريت رسالتك وانا بس اتخيل شكلك ومعك بيبي ..؟
ضحكت ندى :: ما يركب صح ..؟
هزت راسها بالنفي :: أبدا ولا في الخيال ...!!
ضحكوا الثنتين ...
أريج .: وش اخباره النونو ؟؟؟ يشبه لك والا يشبه لأبوه ؟؟
تنهدت ندى :: شفتي على هالتعب كله ..؟؟ حتى ماهنت عليه يشبهني وراح يشبه خاله ..
طارت عيونها أريج :: يشبه زياد اخوك ؟
هزت راسها وهي ترفع سماعة التليفون :: تخيلتي .. خليني اطلبهم يجيبونه علشان تشوفينه ..
ضحكت اريج :: احمدي ربك انه زياد ... وبعدين انتي واخوك فيكم من اشباه بعض ..
ابتسمت ندى وماردت عليها لأنها تكلم الفلبينية في الحاضنة ..
وبعد ماخلصت التفتت لأريج :: يالله عساه يصير يشبه لزياد على الأقل لحد مايرجع .. يمكن اذا شفته انسى شوقي له ..
ابتسمت اريج وكأنها تذكرت شي :: إلا ماقلتي لي وش اخباره الحين ؟؟
تنهدت ندى بتعب :: الله يكون في عونه .. ادعوا له اريج تكفون ..
ابتسمت لها اريج وهي تضغط على يدها :: والله ندعي له يا ندى ..؟ بس للحين ماصار له شي ؟؟
ابتسمت ندى :: لاعاد الكذب خيبة .. يعني الحمدلله على كلام سحر انه يقدر يمشي على رجله بالعكاز .. لكن اللي للحين يتأذى منها هي يده .. مايحركها كثير لأن مفصل الكتف عنده متعبه ..
ابتسمت اريج :: اللي شافى رجله وخلاه يقدر يمشي عليها بيشافي يده ..
هزت ندى راسها :: الله كريم ..
كملت اريج :: وسحر وش اخبارها ؟؟
ضحكت ندى بحرقة واضحة في عيونها وقلبها على اخوها ...:: قصدك مواعيدها والا مع زياد ؟
طالعتها اريج بعيون حزينة :: الثنتين ..؟
تنهدت ندى وهي تتعدل في جلستها :: مواعيدها كل شي تقول انه اوكي وانها خلصت تقريبا ... لكنها مابترجع الا مع زياد ..
ابتسمت اريج :: يعني مرتاحة هناك ؟
ابتسمت ندى بألم :: ما أظن اريج ... زياد اخوي وانا عارفته
قاطعتها اريج :: للحين هو واياها في مد وجرز ؟؟
تنهدت ندى والدمعة فلتت من عينها :: حبيبي اخوي حياته مذبذبة لا مع سحر ولا مع عذا وهو اللي ضاع بينهم ؟؟؟؟
وصاحت ندى تحت مرأى اريج ..
ماقدرت الأخيرة تتحمل وقامت من مكانها وتقدمت لندى ..
مسكتها من يدها وانتبهت ندى لنفسها فراحت تمسح دموعها وابتسمت ..
بادلتها أريج الإبتسام وضغطت على يدها :: ندى انا ما ودي اقسى عليك أو يمكن هذا مو وقته .. لكن لازم انبهك ولازم اقول لك اني فاهمتك .. وان انتي السبب في اللي يصير لزياد ..؟
تسارعت ضربات قلب ندى وكأن اريج تقول لها الحقيقة اللي الكل ماواجهها بها ..
لكنها تبي تدافع عن نفسها :: مستحيل أريج .. تتوقعين انا ما كنت ابي اخوي يعيش مبسوط ومتهني ؟
ومازالت اريج تبتسم :: تنكرين انك انتي اللي سعيتي وراه لحد مازوجتيه بسحر ؟؟ والسبب لأنك كنت تغارين من عذا ؟؟ تنكرين انك كنت تنقهرين منها ياندى لأنها عايشة في بيت مثل بيت عمتك واللي هم عائلتها ؟؟ تقدرين تقولين انك ماكنت تلمحين بأنك تغارين منها لأن زياد يحبها بهالجنون و لاحظتي هالشي أكثر لما عشتي معهم .... !! لا وفوق هذا هي عايشة مع عمتك الحنونة وزوج عمتك الطيب واخوانها المتكاتفين في زمن قليل فيه تشوفين الأخوان بهالتماسك ؟؟؟
تقدرين يا ندى تنفين الكلام اللي قلتيه لي يوم شكيتي ان سحر هي السبب في تخلي مشاري عنك ولما عرفتي بالحقيقة ما قلتي لزياد عنها .... فسري لي سببك وعطيني شي يقنعني غير انك استغليتي الفرصة وقلتي تمام خلي زياد على عماه وتأنيب ضميره من كلامي اللي قلته له وخله يتزوج سحر اللي خطبها في نفس يوم رجعتك لمشاري ..؟كنتي مقهورة وغايرة ...! صح ؟
نزلت ندى راسها بتعب وألم وهي تسمع حقائق هي عارفتها لكنها مخفيتها عن نفسها علشان ماتطيح من عين روحها ...
تنهدت اريج :: حتى سحر كنت تغارين منها ... واقنعتيها تتزوج زياد علشان تذوق التعب والحرمان لأنك ميقنة بأن زياد لايمكن يحب سحر ...!!
قاطعتها ندى باندفاعية :: لا هذي أبدا ما طرت على بالي بالعكس .. انا كنت ارحم سحر واشفق عليها علشان كذا كنت ابغى زياد يآخذها لانها تستاهل الحب والحنان .. ولا يآخذ عذا اللي ابدا ماكانت في حاجة حبه بأي صورة من الصور ....!!
كملت اريج علشان تريح ضميرها :: مهما يكن يا ندى ما كان لك حق تحكمين اذا عذا محتاجة حب زياد أولا ...؟؟ لأن مالك دخل بهالموضوع ؟؟؟ وبعدين ترى الغيرة وباء ومرض لازم ما نسمح له يتفشى فينا ... والحين بما انك اكتشفتيه لازم تبترينه والغلط لازم تصلحينه ؟؟؟ علشان ماتندمين ؟؟ لأن في النهاية هذولا اخوك وبنت عمتك وبنت عمك ....!
وابتسمت أريج بألم وهي تتذكر كيف غيرتها وحسدها اعموها وفرقوا صديقتها عن الشخص اللي تمنته يكون زوجها ...
لكن اللي كانت متأكدة منه اريج أن ندى يمكن ماكانت تحب طلال بالشكل المطلوب ..
وإنما كانت تعوض نقص الغيرة من عذا معه ....
لكن مهما كان يا أريج مايحق لك تسوين اللي سويتيه ابداً ...!
دخلت عليهم هاللحظة الفلبينة وهي تدف السرير قدامها ...
ابتسمت اريج لها وتقدمت للبيبي بسرعة مبتعدة عن ندى المنزلة عيونها لحضنها ..
وأول ماشافته أريج بغت تنجن عليه ..
نزلت له وحبته على وجهه وراحت تلعب بيده باصابعها ..
ابتسمت أريج ولفت لندى :: تصدقين انه فعلا يشابه زياد ؟؟
تنهدت ندى ورفعت عينها لأريج :: قلت لك ... ولدي واصل حتى بخاله ..
ضحكت اريج ورجعت تحب ابراهيم الصغيرون مرة ثانية وبعدها رجعت وسلمت على ندى :: يالله حبيبتي عاد الحين انا مضطرة اروح ...
عقدت ندى حواجبها بقهر :: ليــــــــــــه ؟؟ تكفين اجلسي عندي وبعدين عذا الحين بتوصل ؟
ابتسمت لها اريج :: ودي والله اشوفها لكن وش اسوي راكان ينتظرني تحت وتراه بالموت رضى يجيبني ..
ابتسمت لها ندى :: الله يعطيه العافية .. المهم سلمي على خالتي وقولي لها هي بعد تدعي لزياد ..
ابتسمت اريج وهي بتطلع :: ولا يهمك ..
ودعتها وتركتها وراها وطلعت ..
وعند الباب قابلت عذا بتدخل ..
فابتسمت لها بفرح وسلمت عليها بحرارة وبعدها استأذنت منها وراحت ..
ودخلت عذا على ندى وهي تبتسم وخدودها حمراء من شدة الحر ..
ومن شافتها ندى حست بالهم يغشى قلبها .. وكلام اريج يرن في عقلها ؟؟
الحين بس صارت تشوف نفسها مجرمة في حق اخوها وعذا ؟؟؟؟؟؟
مهما كان ومهما صار اللي سوته مالها حق فيه ابداً ...
وتفريقها بين الإثنين بسبب الأوهام اللي خلقتها في نفس زياد وانه السبب في فرقاها عن مشاري...
كان قمة الإجرام والتخلف ...
كل الكلام رجع يدور في بالها لكن هالمرة وهي ندمانه وتتمنى لو ترجع الأيام شوي وتصلح اللي خربته ...!!
اضطرت ترسم الإبتسامة على وجهها وهذا اقل شي تقدر تعوض به عذا ..
وابتسمت لها الأخيرة :: الحمدلله على السلامة .. واعذريني والله كنت بجي مع اخواتي امس لكن كان عندي اختبار ..
ابتسمت لها ندى :: ماعليك الحين انا محتاجة لك اكثر من امس ...
ضحكت عذا :: والله وطلع لي قيمة ؟؟
ردت لها ندى الضحكة :: قيمتك محفوظة بنت عمتو .. ولو ؟؟
التفتت عذا لسرير البيبي ...
ومن شافت حجمه الصغير ...
ومن شافته متكور في نومته حست بعاصوف صحراوي شديد يعصف بقلبها ومشاعرها ؟؟
تذكرت كل شي ..
طفلها اللي المفروض الحين يكون موجود ؟؟؟
وزياد اللي المفروض الحين يكون ابو البيبي وموجود جنبها وحولها ...!
لكنها بصعوبة حاولت ترسم ابتسامة على شفايفها ..
ابتسامة جوفاء خالية من اي تعبير ومشاعر ...
وتقدمت للنونو أكثر ..
وأكثر ..
لحد ماصارت ملتصقة بسريره ...
لفت بعينها اللي بتجرحها الدمعة لندى :: هذا هو ابرهيم ؟؟
هزت ندى راسها وكأنها قرت فصول قصة حزن ومعاناة وهي العدو في هالقصة .. اللي ابطالها زياد وعذا والبيبي أول فرحتهم اللي فقدوه ... وهي لها يد في فقدهم ...!
رجعت نظرات عذا على اللي قدامها وبصعوبة قاومت دمعتها ونزلت له ...
حبته على جبهته بعمق ...
يا ما كانت تتمنى يكون ولدها عايش والحين هو في حضنها ...!
انتبهت لندى لما قالت :: من يشبه عذا ؟؟
بلعت عذا غصتها وضربات قلبها زادت ..
ومع هذا حاولت تبتسم لندى وهي تلتفت لها :: أنتم وش تقولون ؟؟؟
ابتسمت لها ندى :: اول شي قالوا انا ... وعقب قالوا زياد ؟؟
ضغطت عذا على مسكت يدها وابتسمت :: ولدك سرق اشباه ولدي .. يعني لو كان عايش كان اكيد بيآخذ أشباه ابوه ...
وانقرص قلبها ندى من كلام عذا ...
يا الهي البنت للحين تعاني من الفقد والألم ..
للحين تعاني من خسارتها لولدها وفوق هذا خسارتها لزوجها وروحها ...!!
ابتسمت لها ندى من وراء قلبها :: الا وانتي الصادقة ولدي طيب وبيعوضكم ...
ابتسمت عذا ورجعت تطالع البيبي وتلعب باصابعها الناعمة على وجهه الصغير ..
لكن عقلها ماكان معها ..
وهواجيسها مآخذتها هناك ...
للماضي ..
عند الساعة اللي تركها فيها زياد وهي حامل ..
وعند الساعة اللي رجعت شافت فيها زياد بعد ما فقدت ولدها ...
وعند الوقت اللي سمعت كلام زياد لسحر ...!
غمضت عينها تمنع دمعتها ...!
وانتبهت لندى لما قالت ..: عذاوي ودي اروح دورة المياه ... معليش تساعديني ..
التفتت عذا وابتسمت لها :: والله بليسي يقول لي ارفضي وبشوف وش تسوين ؟؟
ضحكت ندى :: ماشاء الله طلع عندك بليس ..
ضحكت عذا وراحت لها تساعدها تقوم ...
ومسكتها مع يدها ومشت معها تساعدها لحد ما دخلت هي واياها للحمام ..
ابتسمت لها وطلعت من عندها وسكرت الباب وراها ..
ومن اختلت بنفسها في الغرفة .. غمضت عينها و دموعها نزلت غصب ...
صعب ما تتذكر ولدها وهي المفروض انها تكون ولادتها مع ندى ومابينهم شي كثير سوى شهر ..!
تنهدت ورجعت لسرير ابراهيم ورجعت تطالعه بصمت قاتل ومؤلم ..
تتأمله بعيون غرقانة دموع وقلب يتقطع بألم الفقد والحرمان ...!!
صدق مازالت صغيرة .. والحياة قدامها ..
لكنها فقدت ولد زياد ...
واللي يمكن الحياة ماتعطيها فرصة تعوضه ...!
شافته يعبس بوجهه وكأنه متنرفز ..
ماقدرت ماتبتسم وسط دموعها وهي تحس ان اللي قدامها زياد ومو ولد ندى ..
نفس التعابير الي تنرسم على وجه زياد يوم تزعجه تبيه يقوم من النوم ...!!
ابتسمت وحركت خشمه بطرف اصبعها :: ترى ما اسمح لك تقلد خالك في كل شي ...!!
ورجع يصيح البيبي وحست عذا بتأنيب الضمير ..
وسمعت ندى تقول لها تشيله لأنه ازعج العالم ..
ابتسمت عذا وشالته من سريره وراحت وجلست هي واياه على طرف سرير ندى ..
كان ابراهيم صغينون بقوة ..
حتى وهو بين يدين عذا وفي حضنها تحس به صغير مرة ...
ما قدرت عذا وحضنته اكثر لصدرها .....!!!
تحس انه ولدها ... يعني شعور غريب انولد داخلها من شافته ؟؟
يمكن اشباهه لها دخل ...؟
دق التليفون وانتبهت له عذا بعد فترة ...
احتارت ترد او لا .. لكن ندى قالت لها تشوف مين ؟؟؟
تنفست بعمق وبهدوء عذا المعتاد نزلت النونو من يدها وقامت للتليفون ورفعت السماعة ...!
رفعت التليفون لكنها على طول ابعدت السماعة عنها وهي عاقدة حواجبها ..
كان الصوت يوشوش ومو واضح أبداً ...
رجعت السماعة لأذنها وسكرت الثانية بيدها علشان تقدر تسمع .. :: الــــــــــو ؟؟؟؟؟
انتظرت الرد لكن محد رد ..
رجعت مرة ثانية :: ألـــــــــو ... مرحبـا ؟؟
وانقطع الخط ؟؟؟
نزلت السماعة وهي تتعجب من هالصوت ؟؟
وقبل لاتتحرك رن مرة ثانية ...
ورجعت له والتقطت السماعة مباشرة ...
وبسرعة ردت :: الــــــــو ...!!
هدوء هالمرة ... لاصوت وشوشة ولا صوت أي شي ...
الهدوء الموجود على الطرف الثاني كان مقلق ...
قالت الو ثانية وتزامنت مع كلمته هو :: مرحبا .....................!!
وكل الاثنين تكلموا مع بعض فما ركزوا على كلامهم ...
ابتسمت عذا ورجعت ترد :: الو ..
.................................:: السلام عليكم ...!!
وانتفضت يدها الماسكة السماعة ...
وانشدت عضلاتها كلها وتسارعت دقات قلبها ..
عارفين المغص الشديد لما ينتقل من بطنك وتحس به انتشر في كل جسمك من دون رحمة ..
هذا هو وضع عذا من سمعت صوته ....؟؟؟
ماعرفت وش تقول ولا قدرت ترد ..
رجع لها صوته مرة ثانية :: الو .. تسمعوني زين ؟؟؟
بلعت ريقها وقاومت دمعتها وردت بصعوبة وصوت مبحوح :: مر ... مرحبـ ـ ـا ....!!
وسكت الطرف الثاني عن الكلام ...
آخر شي كان يتوقعه هو أنه يتصل على ندى وترد هي عليه ...
إنه يتصل يسأل عن أخته لكن اللي يرد عليه هي ... عذاه ....!!
تنهد بألم واضح ..
تنفس بحرارة حرقت وجه عذا في الطرف الثاني ....
وصلها صوته ولهان ومشتاق :: عـــــــذاي ؟؟؟؟
بلعت غصتها ودمعت عينها غصب من سمعته يقول اسمها بصوته الرجولي ..
لكنها قوت قلبها :: أنا عذا محمد ... مو عذا زياد ....!!
وكانت هالكلمة مثل الحديد الساخن اللي لسع قلب زياد ...
أو اشبه مايكون بطلقات الرصاص اللي اخترقت صدره وكسرت ضلعه ..
ويمكن ألم كلماتها كان أقوى من ألم الطلقات ...
رد عليها بألم وكأنه يبيها تفهمه :: كيفك عذا ؟؟؟؟؟
غمضت عينها وتنفسها يتسارع بعنف ... قست عليه بقوة لكن وش تسوي هذي هي عذا الجديدة اللي تغيرت ... :: أنا بخير ... وندى مشغولة الحين تقدر تتصل بعد ربع ساعة وأكيد بتحصلها ..
كانت بتسكر لكن اعتلاء صوته وقفها وخلاها تشد على سماعة التليفون ...
...............:: طيب مافيه على الأقل كيف حالك زياد ؟؟؟؟؟ تراني مسافر في رحلة علاج لو كنت نسيتي ؟؟؟
رفعت يدها لفمها تمنع شهقتها لاتطلع ولما قدرت تسيطر على مشاعرها ::أخبارك توصلني أول بأول ....
قاطعها :: توصلك أخبار صحة جسمي ؟؟ لكن مو صحة قلبي ؟؟؟
وهنا انهارت وماقدرت تتحمل ..
خلاص تبي تسكر لكن يدها ما تطاوعها ..
قلبها مانعها تتهور وتسكر السماعة في وجهه وهي تسمع نبرة صوته المحرومة ...!
لما ما سمعها ترد ... و حس بوجودها كمل :: عذا ترى قلبي يتشره عليك لأنك ما سألتي عنه وهو محتاج لك ....؟؟
ما قدرت عذا ترد عليه بعد ..
فالتزمت الصمت .. لكن صوت شهقتها الأخيرة وصلت لمسمع زياد اللي يده على صدره ويتألم من الجرح اللي فجأة بدأ يعصف به...
وما يدري هل هو فعلا ألم الجرح ؟؟؟ وإلا ألم فراقها ...!
وبصوته الحنون وهمسه اللي تعودت عليه :: قلب زياد لاتصيحين وانا بعيد عنك ؟ ترى اللي فيني يكفيني ؟؟؟
وكأنه يأمرها على طول رفعت عذا يدها ومسحت دمعاتها ...
وحاولت تبتسم ..
كانت تتخيله قدامها ويشوف وش تسوي ..
وهي ماهان عليها مهما حاولت تقسى انها ماتنفذ له طلبه وهو يطلبه منها بهالأسلوب ...
لفت انتباهها البيبي وهو يتحرك في مكانه وكأن شي مخرب عليه نومته ...
وانتبهت ان الغطاء مو عليه ..يعني يحس بالبرد ...
تحركت بهدوء له وحاولت تغطيه ...
وهنا تكلم زياد :: عذا وين رحتي ..؟ انتي معي؟؟؟
ابتسمت عذا غصب ودموعها رجعت لعيونها من جديد .. :: زيــاد عارف من قدامي الحين ؟؟؟
عقد حواجبه مستغرب :: من ؟؟؟
ووسط ابتسامتها ودموعها ::: انت ........!!
وصلها صوته مستغرب :: لهالدرجة مشتاقت لي وتتخيليني في كل مكان عذاوي ؟؟؟
ضحكت عليه لكنها ما كلمت الضحك وصاحت ..
وهذا اللي اقلق زياد وخوفه اكثر ؟؟؟
...........:: عذا وش فيك ؟؟؟
كملت عذا وعيونها على ابراهيم الصغير ::عارف ان ولد ندى نسخة كربونية منك ... وهذا هو منسدح قدامي ...
بلعت غصتها وهي تصيح ...
ابتسم زياد وهو الحين عرف سبب ألمها .. وكيف ما يحس به وهي عذاه ؟؟
........:: ولد اختي واصل وما حب بعد يكسر خواطركم وطلع علي ...؟
صاحت اكثر عذا وانهارت :: لا غلطان زياد ... مو هذا هو السبب أبدا ... ولد ندى طلع يشبه لك لأن المفروض ولدي انا هو الي يشبهك انت ... وانا المفروض كنت اولد قبل ندى لكن ربك ما اراد هالشي وعوضني بابراهيم ...
قاطعها بيهون عليها :: عــذا ...
اما هي فكملت من دون لاتسمعه :: زياد انا انحرمت من طفلي منك .. انحرمت من انك تكون ابو لعيالي ومن اني اكون ام عيالك .. انحرمنا احنا الإثنين من امنيتنا الي قلت لي انك تتمناها ليلة زواجنا ..!
قاطعها بصوت صارخ قوي :: يكفي تعذبين نفسك وانا معك ... عذا ...!! خلاص اللي صار انتهى ومات .. وانا وانتي للحين موجودين ... وبنجيب مو واحد بس إلا ...
وقاطعته :: هذا لو فعلا فيه انا وانت .............!!زياد ..... اتمنى لك الخير ... والصحة
وسكرت السماعة منهارة في وجهه ...
نزلت على ابراهيم باسته برقة وهي مسكرة عيونها تصيح ..
وقامت من مكانها بتروح لندى تنبهها انها بتطلع ..
لكنها تفاجأت منها لما شافتها قدامها ...
ابتسمت لها وهي تصيح وودعتها بسرعة من دون لاتسمح لها تستفسر أكثر وطلعت وتركتهم وراها ..
تركت ابراهيم اللي في لحظة ذكرها بزياد ..
وندى الألم يآكلها من سمعت مكالمة عذا وزياد .. وحست بفداحة الجرم اللي اتخذته في حق هالإثنين .
|